حديثنا بأذن اللهِ تعالى يتناول شيئاً عن تاريخ الحوزة العلمية في كربلاء المقدسة على ساكِنها افضل السلام والتحية، بإعتبار اننا سوف نتحدث بالاثناء عن ان كربلاء كحوزة شهدت مجادلات ومناقشات علمية بين المدرسة الاخباريةِ وبين المدرسة الأصولية واستمرت لفترةٍ طويلة لذلك نريد ان نبيّن في المقدمة شيئاً عن هاتين المدرستين الفقهيتين عند الشيعة الأمامية وعن نقاط الالتقاء والافتراق لا سيما وان كلا المدرستين لا تزال موجودةً في عالم التشيّع بنسبةً او بأخرى الى يومنا هذا واحياناً على أثر وجود بعض المتعصبين للمدرسة تجدُ قسماً من الناس يبالغ في تخطئة الفريق الأخر واتخاذ موقفاً غير مناسب منه، لذلك من المناسبِ جداً لاسيما وان المدرستين تتعايشان في بلدةٍ واحد كما هو الحال في منطقة الخليج وبعض اقسام العراق، في منطقةٍ واحد هذا البيت ينتمي لهذهِ المدرسة وذاك البيت ينتمي الى المدرسةِ الأخرى فمن المناسب جداً ان يتعرف الانسان على أوجه الافتراق والالتقاء بينهما ثم بعد ذلك بعد ان طوينا توضيحاً عن المدرستين سوف نتحدث عن الفترة الأساسية التي شهدت في كربلاء المناقشات بين اعلام المدرستين، الإخبارية وقد يقال الإخبارية مدرسةٌ فقهية في الاستنباط والاستدلال الفقهي عند الامامية الاثني عشرية يتفق الاصوليين والاخباريون في كل العقائد يعني العقيدة في اللهِ عزوجل، في النبوة وفي الإمامة في المعصومين (عليهم السلام) ففي جهة العقائد لايوجد بينهم أي اختلاف انما يوجد اختلاف في طريق الاستنباط الفقهي وفي بعض الاحكام الفقهية ، الأصولية همّ تقريباً المدرسة الغالبة في هذا الزمان، كل من يقول انا اقلد فلان هذا معناه انه هو اصوليٌ وان كان لا يعلم بذلك، تقليد المرجع الحي او البقاء على المرجع الميت بإجازة المرجع الحي يعني انك تنتمي الى المدرسة الأصولية جهات الاختلاف هي الأمور التالية في جملتها كان بعضهم يقول هي اكثر او اقل لكن هذه هي الأمور الرئيسية، الفرق الأول في النظرة الى الاجتهاد او التقليد الأخباريون اتباع المدرسة الإخبارية يقولون ان الاجتهاد في روايات المعصومين (عليهم السلام) غير سائغاً والتقليد للمرجع الحي غير صحيح وانما أئمة الهدى(عليهم السلام) لما وضحّوا معالم الدين واحكام الشارع بشكلٍ مفصل ماتركوا شيئاً وقالوا فيه دور العالم دور الفقيه دور المحدّث ان يأتي ويفهم هذه الروايات ويُفهِمها للناس هو بعد لايضع رأي من عندة مايخلي استنباط من فكرة وانما يقول للناس مثلاً هذه الرواية معناها كذا اما ان يدخل رأيه هو ويستنبط حكماً من عندهِ فيقول اتباع المدرسة الإخبارية ان هذه الفكرة آتية من مدرسة الخلفاء، مدرسة الخلفاء يقدمون اراء فقائهم، وعندهم قضايا القياس والاجتهاد وابداء الآراء فهذا وافداً من اهل السنة، هذا راي المدرسة الإخبارية في التقليد والاجتهاد هكذا،الاصوليون يقولون كلا ليس كل الناس يستطيعون ان يفهموا روايات اهل البيت لاسيما وان فيها ما ظاهره المعارضة أي هذه الرواية تعارض تلك الرواية تعطيها الى عامة الناس ما يصنع؟ يقول رأي الائمة متناقض ومختلف هنا يأتي دور الفقيه المتخصص حتى يوضح للناس انه لايوجد هناك تناقض، مثلاً لان هذه الرواية مشيرة الى كذا وتلك الرواية مشيرة الى شيئاً اخر، ليس امر فهم الروايات متيّسراً لعامة الناس لاسيما اذا تعارض ظاهرها اختلف ظاهرها فهنا تكون الحاجة ضروريةً لوجود الفقيه المتخصص، الفقيه المتخصص لاينتج رأياً من جيبهِ وانما يفهم الرواية فهماً دقيقاً يجمع بينها وبين سائر الروايات، فأذاً المدرسة الإخبارية تجي وتقول ان الاجتهاد ليس سائغاً وانما هو وافداٌ سنياً الى التشيع وان التقليد غير صحيح لان التقليد يعني اتباع رأي هذا العالم، المدرسة الأصولية تقول الاجتهاد المذموم عند السنة عند مدرسة الخلفاء يختلف عن الاجتهاد الموجود عند الشيعة شيعة اهل البيت ملتزمون بالنصوص تمام الالتزام لايجتهدون في مقابلها ولكن كيف يجمعون بينها كيف يحملون هذا على ذاك هذا يحتاج الى متخصص وهذا هو الفقيه والانسان العادي لايستطيع ان يتفهم هذه الروايات كلها، لو تتصور تعطي الى واحد مثلاً كتاب وسائل الشيعة وهو من انتاج مدرسة المحدثين الإخبارية، الحر العاملي هو من هذه المدرسة اعطي وسائل الشيعة لاي واحد من أبناء التشيع واجعله يستخرج منه لهُ حكم شرعي في صلاة او زكاة او حج، لايستطيع لان الرواية الي فوق تقول شيء والرواية الي تحت تقول شيء قد يتفق وقد يختلف، من الذي يستطيع الجمع بينهما؟ هذا الفقيه المتخصص فهذهِ اول نقطة اختلاف، نقطة الاختلاف الثانية تربيع الأدلة او وحدة الأدلة، الأصوليون يقولون اننا في طريقنا الى الحكم الشرعي نسلك أربعة طرق للوصول الى نتيجة الحكم الشرعي، الآن فقيه أمامهُ مسألة، على سبيل المثال الرمي في الطابق الثاني مثلاً من الجمرات يجوز او لايجوز هذهِ مسألة وامثالها من المسائل الفقيه، لايأتي ويقول يجوز او لايجوزهكذا، يجب ان يذهب اولاً الى القرآن الكريم يرى هل في القرآن توجد آية ترتبط بموضوع الرمي او لا من الواضح لايوجد مثلاً اين يذهب بعد ذلك الى السنة الى سنة النبي محمد(ص) ويتبعها الى احاديث اهل البيت فيرى هل هناك رواية تشير الى موضوع الرمي وانه من أي مكان كان فوق الجبل او تحت الجبل او مرتفعات وغير ذلك اذا حصّل هذهِ الرواية فالحمدلله هذا دليل واذا ماحصّل يذهب ويرى هل المسألة يدخل فيها العقل في شيء هل هناك مجال للعقل بأن يحكم في هذهِ المسألة، توجد بعض المسائل لايدخل فها العقل لاسيما في الكثير من العبادات لكن هناك مسائل أخرى لاسيما في المعاملات وفي امثالها من الممكن ان يستفاد من حكم العقل اذا هذا ايضاً ماكو يذهب الى الإجماع ، اجماع علماء الطائفة لاسيما القدامى منهم فتواهم على ماذا هل الجواز او على غير الجواز فاذاً عندنا كما يقول الاصوليون اربع ادلة نلجئ اليها، الاخباريون يقولون الأربع ادلة في حقيقتها شيء واحد لماذا؟ لان القرآن الكريم انما يفهمهُ ويفقه معانيه ويعرف بواطنهِ محمدٌ وال محمد(ص) هم الذين نزل القرآن في بيوتهم وهم الذين يعرفون التأويل وهم الذين يعرفون بواطنه اما عامة الناس سواء من فقهاء مدرسة الخلفاء او حتى من الفقهاء العاديين من مدرسة اهل البيت(ع) لايصلون الى أعماق هذا القرآن الا بالاستعانة باحاديث اهل البيت، اذا احاديث اهل البيت يعني رجعنا الى اخبار ال محمد وان اذا لابد من الرجوع حتى في فهم القرآن الكريم الى اخبار اهل البيت ومن هنا جاءت التسمية بالاخبارية، هذا القرآن، نذهب الى السنة واضح السنة هي الأخبار اخبار اهل البيت ورسول الله، الروايات التي قالوها هي الاخبار هذا احنة نسوي في رإي المدرسة الإخبارية يقولون نحن اعتناءنا بالاخبار لاجل هذا، القرآن ماينفهم الا بأخبار اهل البيت وهي الدليل الثاني ايضاً والعقل ايضاً اذا خالف روايات المعصومين الصادرة بشكل صحيحٍ عن اهل البيت ماعلينا من هذا العقل، خبراٌ صحيحاٌ وارداٌ عن اهل البيت عليهم السلام معناه واضح حتى لو انا عقلي يقول لا هذا مستحيل، تأتينا رواية ان دين الله لايصاب بالعقول ولو تناقض عقلك او عقل امثالك مع خبر صحيح معتبر عن اهل البيت ينبغي لك ان تأخذ باخبار اهل البيت، فأذاً صار العقل مرجعه لو تعارض الى اخبار اهل البيت، الاجماع ايضاً يقول نفس الكلام الاجماع عندنا الامامية انما هو حجة بسبب انه يكشف عن قول المعصوم اما لو لم يكشف عن قول المعصوم هذا يصير اجماع مدرسة الخلفاء نحن نقيد الاجماع في انه دليل عندما يكون كاشف عن قول المعصوم أي عن اخبار اهل البيت فكل الأدلة ولو هي أربعة بحسب التعداد الا انها في حقيقة الامر واحدة وهي اخبار اهل البيت فأذاً الفرق الثاني هو في تربيع الأدلة او في انها واحدة وهي اخبار اهل البيت (ع) هذا واحد ايضاً من الوجوه الافتراق بين الاخباريين وبين الأصوليين من وجوه الاختلاف بعض الاحكام التفصيلية سواء في الفقه او في القواعد الفقهية او ماشابه ذك على سبيل المثال، مثل لو صار عندنا قضية تسمى بالشبهة التحريمية، شيء الان عندنا في هذا الزمان غير موجود حكمهُ في السابق ولم يذكر في الروايات هل يجوز استخدامه يحتمل ان يكون حرام ويحتمل ان لايكون حرام، الاصوليون يقولون في هذه الموارد التي يحتمل ان يكون حراماً ويحتمل ان يكون حلالاً الحكم فيها هو الحليّة مادام ما جاءنا من عند الشرع بيان وقال لاتستعملوا هذا لاتأكلوا هذا لا تقوموا بهذا العمل فنحن مطلقين السراح نستطيع ارتكاب ذلك ليش؟ لان الله (سبحانه وتعالى) لا يكلف الاعن بيان وعن حجة وبلاغ مبين ففي كل مورد من الموارد اذا شككنا هذا حرام او انه حلال وما كان عندنا دليل على ذلك، الاصوليون يقولون نبني على الحلية وعدم وجوب الاجتناب بينما الاخباريون يقولون لا لابد من الاحتياط والاجتناب في هذه الموارد، امثلة أخرى ايضاً تقليد الميت التي هي من المسائل الواضحة والمشهورة الاخباريون يقولون لمّا كان شغل الفقيه فقط يوضح المسألة لايعطي رأي فيها يقول هذه العبارة مثلاً كل شيء لك طاهر حتى تعلم انه قذر مثلاً معناها كذا وكذا انتَ طبقها على حياتك وفي كل امورك فهو مايعطي رأي وانما فقط يعطي شرح وهذا مايتأثر بأن يكون ميت او حي بينما الاصوليون يقولون كلا الميت عندما يموت مثل ما اعضاءه تموت رأيه وفكره ايضاً ينتهي والانسان لازم يقلد بالتالي مرجع حي يرجع اليه في احكامه لاسيما المستجدة فارجعوا فيها الى رواة حديثنا كانما ناظر الى كل زمان في رواة حديث ومراجع ارجعوا اليهم وعدد من المسائل التفصيلية في قضايا الجهر والاخفات في الصلاة وقضية مثلاً افضلية القراءة في الركعة الثالثة والرابعة عند الإخبارية بخلافها عند الأصولية وامثال ذلك، فهذهِ تقريباً هي عمدة المسائل التي يختلفون فيها وانتَ ترى انها ليست مسائل كثيرة وليست مسائل في العقائد الأساسية، يعني مثلاً لا ان فرقة تؤمن بإمامة الائمة الاثني عشر والاخرون يؤمنون مثلاً بستة او سبعة او عشرة أئمة لا ان فرقةً تقول بالعصمة والأخرى لا تقول بها لا ان فرقة تقول بصفة من صفات الله والأخرى لاتقول بذلك وانما مثل هذا وبعض البحوث التخصصية مثل هل ان الروايات الواصلة الينا من المعصومين الآن كتاب الكافي مثلاً من لايحضره الفقيه كتاب تهذيب الاحكام والاستبصار هل هذه الروايات كلها ينبغي العمل بها لانها صحيحة كما يرى الاخباريون او انه لا هذه روايات جهد العلماء السابقون شكر الله مساعيهم جهدوا في ان يوصلوها الينا وبذلوا كل طاقتهم لكن هذه جهود بشرية معرضة للنقص معرضة للخلل بعض الآراء عندهم لانتفق معها يعني الفقهاء المتأخرون والرجاليون، فاذاً لابد من البحث في كل روايةً من الروايات وانه ليس كل ما جاء في هذه الكتب الأربعة ليس كله صحيحاً فيه الصحيح وغير الصحيح، فهذا تقريباً مرور اجمالي على موضوع الخلاف والنزاع بين الاخباريين وبين الأصوليين
كما هو الحال في أي خلافاً سيوجد في هذا الخلاف طبقات وفئات فئة متعصبة جداً الى هذا الجانب وفئة متعصبة جداً الى ذاك الجانب وفئة متوسط تحاول ان تحدد الخلاف بمقدارهِ وهذا نحن نراه حتى بالخلافات الاجتماعية مو فقط العلمية يعني انتَ قد ترى لنفترض بين زوجين اذا صار خلاف معين اهل الزوج جداً متعصبون لابنهم واهل الزوجة جداً متعصبون لابنتهم ويأتي في النص جماعة ينظرون الى المسألة بصورة متوازنة يقولون هذا ايضاً عنده مقدار من الحق وهذا ايضاً عنده مقدار من الحق وينبغي نفي حالات التشنج والتشدد هذا نحن نجده في كل النزاعات تقريباً، من ذلك ايضاً مايرتبط بالنزاع والخلاف بين المدرسة الأصولية وبين المدرسة الإخبارية فقط وجدنا في اتباع المدرسة الإخبارية مثلاً من هو شديد اللهجة جداً ضد المدرسة الأصولية ووجدنا ايضاً في اتباع المدرسة الأصولية من هو شديد اللهجة جداً ضد المدرسة الأخرى ووجدنا ناس في الوسط ومن اوضحهم الذي سيربط حديثنا بموضوع الحوزة في كربلاء المحدث الفقيه شيخ يوسف الدرازي البحراني (رض) توفى سنة١١٨٦هجرية صاحب كتاب الحدائق الناظرة في احكام العترة الطاهرة هذا فقيه فحل من الفحول ومحدث خبير لمّا يقرأ الانسان كتابهُ الحدائق يجد أنّ رجلٌ وراءه هاضم للفقه بشكل جيد وهو من أتباع المدرسة الإخبارية لكنه في الوسط المعتدل فلا هو يسفه المدرسة الأصولية تسفيهاً كاملاً ولا يعتبر ان المدرسة الإخبارية ليس لديها أي خطأ وانما يقف موقف الانصاف وربما يكون هذا هو السبب انه اول قسم غير قليل من اعاظم المدرسة الأصولية كانوا من تلاميذهِ وبقوا على تلمذتهم إياه والى يومنا هذا بعض اعاظم المدرسة الأصولية من مراجع التقليد لايذهبون الى درس الفقه ليبحثوا مسألةً الا ويراجعوا ما كتبه الفقيه المحدث شيخ يوسف البحراني ويعتنون باراءهِ وبعض أئمة الأصوليين يلحظ الانسان اثر اراء الشيخ يوسف في كلماتهم وهذا يحتاج الى بحث خاص، شيخ يوسف البحراني (رض) طبعاً ليس هو المؤسس الذي اذا أحدٍ يرجع الى قضية تأسيس، التيار الإخباري سيجد هناك كلام ان مثل الشيخ الصدوق (رض) يعني سنة٣٨١هجرية توفي، هذا منهجه منهج الإخبارأي ذلك الوقت ماكانت المدرسة الأصولية واضحة بل بعضهم يرى ان الشيخ الكليني صاحب كتاب الكافي ايضاً ضمن هذا المنهج ذهب وراء اخبار اهل البيت واحاديثهم وجمعها وكان يفتي بمضمونها بل يقول اكثر هولاء إن أصحاب المجاميع الحديثية الكبرى التي بقيت في تجميعهم ضمن هذا المسلك وضمن هذا الاتجاه، صاحب الوسائل على سبيل المثال الحر العاملي وسائل الشيعة في بعض الطبعات المتأخرة ثلاثين مجلد لايستغني عنه فقيهاً اصولياً كانَ او أخبارياً وصاحب كتاب الوافي وغير هولاء من العلماء لكن التحول الذي حدث يعني كونها مدرسة ونقد فيها الى الاتجاه الاصولي بشدة وبقوة كان أيام الشيخ محمد امين الاسترابادي (رحمهُ الله) فنشأ جيل على شدة دفاعهِ عن المدرسة الإخبارية وشدة هجومهِ (رحمهُ الله)على المدرسة الأصولية صار لهم وجود مخالف الى المدرسة الأصولية واجتمع هذا التيار بشكل كبير في كربلاء المقدسة الى زمان الشيخ يوسف البحراني (رض) عندما جاء الشيخ يوسف على أثر هجوم من سماهم بالخوارج على البحرين هاجرت أمم من البحرين، ولذلك تجد في مناطقنا هنا مثلاً كثير من العوائل قبل مئتين سنة أصولها في البحرين هذه الهجرات جاءوا الى الشيخ الدمستاني حتى توفي هنا في القطيف، الشيخ يوسف البحراني بقي هنا على الأقل سنتين وغير هولاء من علماء البلاد بلاد القديم، الشيخ يوسف البحراني من جملة الأماكن التي سافر اليها سافر الى شيراز مدة، سافر اخيراً الى كربلاء وبقي في كربلاء وهناك عقد درسه ولاقى درسهُ رواجاً كبيراً جداً بإعتبار فقاهته وعظمة منزلته فكان يحضر فيه اعاظم الطائفة من التيار الأصولي وهذا عجيب يعني مثل سيد محمد مهدي بحر العلوم الطباطبائي (رض) تحدثنا عنه قليلاً عند الحديث عن الحوزة العلمية بالنجف عندما هاجر من كربلاء الى النجف وجدد شباب الحوزة هناك، مثل صاحب الرياض سيد علي العاملي هذا واحد من الفحول والعظماء وهو من تلاميذه وغير من هولاء عدد كبير من العلماء كان من تلامذة الشيخ يوسف البحراني (رض) تزامن وجوده مع وجود الشيخ محمد باقر البهبهاني المعروف بالوحيد البهبهاني وهذا الشيخ البهبهاني (رحمه الله) كان قليلاً متصلب في موضوع المدرسة الأصولية وحضر بعض الوقت درس الشيخ يوسف ثم طلب منه ان هو يدرّس مكانه ايضاً وكان عندهُ مناقشات طويلة معهِ بعض العلماء يقول كانا يقفان بعد صلاة المغرب والعشاء في النقاش في المسائل الى اذان الفجر يأذن اذان الفجر وهم بعدهم يتناقشان في مسائل اصلية او في مسائل فرعية وطلب منه طلب الشيخ الوحيد البهبهاني الذي يعتبر رائد المدرسة الأصولية الحديثة متوفى سنة١٢٠٥ هجرية طلب من الشيخ يوسف البحراني وكان يحضر درسه اعداد كبيرة من المجتهدين والفقهاء قال له انا اريد ادرس مكانك لعدة أيام الشيخ يوسف قبل ذلك وهذا في الواقع من الأمور التي تذكر للشيخ يوسف انه كان سليم النفس صافي القلب بلا حدود وكان اذا احد تكلم عليه من اتباع المدرسة الأصولية او انتقده او سفّه اراءه هو يترحم عليه ولايرد عليه، بالعادة الانسان ينتقم لنفسهِ ويرد بالمثل لكن الشيخ يوسف (رض) في ما ينقل عنه من هالقبيل من قبيل انه رجل عنده درس اجتمع حوله العشرات من الفقهاء الكبار يأتي وينزل ويحضربمكانهِ المنافس له وكما قلت الشيخ الوحيد البهبهاني (رض) كان شديد اللهجة ايضاً، في مناصرة مايعتبرهُ حقاً وفي انتقاد مايعتبره خطأً بس انتَ ياشيخ يوسف تأتي به مكانك على كرسي الدرس وتجعله يخاطب طلابك باراءهِ وبافكارهِ التي تخالف فيها اراءك هذه تحتاج حقيقة الى مستويات عالية من تزكية النفس، نحن نرى فيما بيننا انا أقول عن مثلي وامثالي اذا واحد انتقد كلامي مااخليه مااترك منبر والا ادوس عليه واتكلم هنا وهناك، طيب حتى لو مو اختلاف عقائدي اذا كان اختلاف بسيط اختلاف تاريخي لا اتركه، اما انَّ واحد يأتي بشخص يختلف معه اساساً في المدرسة في الأفكار هذهِ التي قلناها، هذا قائد مدرسة وذاك قائد مدرسة أخرى يأتي به ويضعهُ على كرسيّ درسهِ هو ويجعله يخاطب طلابه الي هو جمعهم حقيقةً هذا الانسان له من تزكية النفس ما لا حدود له، الشيخ يوسف كان هكذا تتلمذ على يديه عدد غير قليل من العلماء الأصوليين وانتفعوا كثيراً بدرسهِ، في ذلك الزمان جاء الشيخ الوحيد البهبهاني (رض) وكان في الأصل في بهبهان من بلاد أصفهان وانتقل الى كربلاء وهذا كان كما قلت يرى ان المدرسة الإخبارية في افكارها مدرسة خاطئة فكان شديدة الوطئة عليهم شغلهُ كان هكذا الى أنّ بالفعل قلب الجو في كربلاء من اتباع المدرسة الإخبارية الى اتباع المدرسة الأصولية واستمر في هذا المنهج الى ان توفي (رحمهُ الله)، بعدهُ جماعة ايضاً استمروا في كربلاء الى حوالي سنة١٢٤٥ -١٢٥٠هجرية كانت كربلاء عامرة مدارس كثيرة جداً صارت فيها صاحب الرياض جاء فيما بعد، هذهِ الأمور نحن نبينها حتى يتبين للبعض انه كيف يوجد لدينا علماء بهذا المستوى الأخلاقي الرفيع عندنا سيد علي العاملي صاحب رياض المسائل، كتابهُ هذا يعتبرهُ الفقهاء افضل دورة استدلالية ملخصة حوالي عشرة مجلدات من اول كتاب المياه الى اخر الديات كل مباحث الفقه فيها عمدة الأدلة ادلة الفقه موجودة فيها لايستغنون عنها العلماء رجل كان قوي النظر فبقى في كربلاء، كان من جملة طلابهِ ابنهُ اسمة سيد محمد معروف بالسيد محمد المجاهد لانه في زمانهِ لما احتل الروس بعض أجزاء ايران قام من كربلاء وذهب الى ايران وافتى بالجهاد ضد الروس لانهم احتلوا بعض البلاد الإيرانية يسمونه لذلك سيد محمد المجاهد هذا كان ذهنه نشيطاً وقوياً، والده سيد علي احس ان ابنهُ صارت قدرتهُ الاجتهادية وذكاءهُ الاستدلالي اقوى منه، فامتنع الوالد عن الإفتاء لإحد مادام ابنه سيد محمد موجود، هذا غالباً لايحدث عند الناس انه الاب وهو في أوان قوته والناس يعرفونه اكثر من ابنه لكنه رائ ان ابنه قدرته الاستدلالية اقوى منه فيرى انه لابد من تقليد الاعلم والان ابنه هو الاعلم منه فكان لا يجاوب على المسائل اصلاً وكان يقول ارجعوا الى سيد محمد، ابنه سيد محمد لما رأى هالشكل ترك كربلاء ورجع الى بلدهِ لانه بالتالي والده هو المتصدي وهو أستاذ الأساتذة هناك وهو الأكبر ولعله هو ماكان يراى نفس رأي والده انه هو الاعلم فترك كربلاء وذهب وبقي في بلدهِ مدة١٣سنة لما توفي والده رجع الى كربلاء وتصدى للموضوع، يعني انظروا ان الوالد يتنازل عن هذا الموقع لانه احس ان ولده قليلاً اعلم منه، ادق نظر منه، اقدر منه في الاستدلال وهذا الولد ايضاً لانه لايرى ذلك خرج من كربلاء حتى لا يمنع الناس عن والدهِ وحتى لا والده يترك الإفتاء والتوجيه لهم فاستمرت هذه الجهود العلمية الى حوالي سنة١٢٤٠-١٢٥٠ومابعدها تتالى علماء اخرون على هذا، بعدها تقريباً الحوزة العلمية في كربلاء ضعفت ضعفاً بيّناً وواضحاً لان صارت المركزية في الحوزة العلمية في النجف فبدأوا يهاجرون الى النجف حتى جاء ابن كاشف الغطاء شيخ علي كاشف الغطاء مدة قصيرة من الزمان لما توفي رجع الناس تلامذتة وعوائلهم الى النجف وأصبحت عادة الحوزة العلمية في كربلاء خفيفة وقليلة يعني حوزة طرفية حسب التعبير، نحن نقسم الحوزات الى مركزية وطرفية مثل النجف منذ تأسيسها تقريباً بقيت هي حوزة مركزية، قم بدءاً من أيام الشيخ الحائري تحولت الى حوزة مركزية والى أيامنا هذهِ، كربلاء بقيت بعد تلك الفترة حوزة طرفيةً الى الأيام الأخيرة الي صار فيها عدد من العلماء من تلامذة الاخوند الخونساري والسيد اليزدي وامثال ميرزا حسين القمي (رض) والميرزا مهدي الشيرازي وامثال هولاء عادت اليها الحيوية ، الشيخ الخراساني وشيخ يوسف وامثال هولاء عادت اليها الحيوية لكن بقيت حوزة طرفية لم تتحول الى حوزة مركزية كما كانت في زمان صاحب الحدائق الشيخ يوسف والوحيد البهبهاني وتلامذة هولاء، الى أيامنا هذه طبعاً وجود هذه الحوزة بجوار قبر ابي عبدالله (عليه السلام) يكسبها الكثير من الرونق والبهاء ويجذب اليها طلاب العلم ولذلك بقيت بهذا المقدار والا لم يكن هكذا لتراجعت بشكل كبير لكن وجود هذا وبناء المدارس الكثيرة لعل هناك اكثر من٢٥مدرسة من المدارس الكبيرة التي بُنيت في كربلاء خلال هذه المئتين سنة من الزمان وهي التي كانت تحتضن العلماء والفقهاء وطلاب العلم والمتغربين، كان لهولاء العلماء أدوار كبيرة جداً ولاسيما ماذكرنا عن الشيخ يوسف البحراني (رض) صاحب الحدائق عشرين مجلد في بعض طبعاته بالإضافة الى تكملتهِ التي كملها الشيخ حسين ال عصفور اكمل الحدائق مابقي منها فصارت موسوعةً كبيرة جداً لكن بلا ريب قلم شيخ يوسف متميز له حوالي خمسين كتاب الفها اكثرها ضاع في هذهِ الاسفار لكن عمدتها وهو الحدائق بحمدِ الله بقي ودفن الشيخ يوسف في الحرم الحسيني الى جانب الأنصار قريب من مدفن الأنصار انصار الحسين (ع ) في داخل حرم الامام الحسين تتوجه الى القبر على جهة اليمين قبل الداخل سوف تجد مقبرة شيخ يوسف البحراني وعلى اليسار سوف تجد نصير الحسين حبيب ابن مظاهر الاسدي (رض) هذا الرجل صحابي من صحابة رسول الله(ص) على المشهور ورجلٌ مخلص شديد الإخلاص في نصرة الامام امير المؤمنين (ع) حتى لقد علمه في مانُقِلَ في الروايات علمهُ امير المؤمنين علم المنايا والبلايا وهو معناه ماسيحدث في المستقبل وهذا ليس كل انسان يتحملهُ قد يكون عالم كبير جداً لكن لا يتحمل، تصور تخبر واحد بخبر صادق انُ انتَ ستكون مثلاً نعوذ بالله موتتك ضربة بالسيف مثلاً من الممكن من ذاك اليوم الذي استخبر بهذا الى ان يموت ميت مئة مرة، نحن اذا وقعت احداث لانستطيع ان نتحمل هذه الاحداث بعد وقوعها فكيف اذا الانسان يترقبها، راح تفقد ولد في يوم فلان راح تفقد زوجتك بيوم فلان سوف يحدث فلان حدث، هذا الانسان من الممكن ان لايعيش بشكل طبيعي تتنكد علي حياتة وربما يصاب بأمراض نفسية من كثرة الوسوسة يحتاج مثل هذا العلم الى قلب راسخ والى عقل متمكن والى شخصية رزينة مو أي انسان يستطيع تحملها،حبيب ابن مظاهر (رض) فيما ورد في الروايات كان يحمل هذا العلم من امير المؤمنين (ع) وبعد امير المؤمنين كان في ركاب الامام الحسن المجتبى (ع )واخيراً في ركاب الامام الحسين (ع )حيث احتضن وافده ورسوله مسلم ابن عقيل لما جاء الى الكوفة وحماه ووفر له الرعاية والعناية الى ان انقلبت الأوضاع واضطر هو للاختباء والاختفاء بعد مجيئ عبيد الله ابن زياد لكي يجد طريقه الى كربلاء اختفى فترة من الزمان واخفى اثره لان ابن زياد لعنه الله كان يتتبع شيعة اهل البيت الكبار الزعماء بالقتلِ او السجن وكان لو عثر على حبيب ابن مظاهر كان مصيره احد امرين والغالب انه كان يقتله في الكوفة لان هذا شيخ بني اسد شخصية كبيرة مهمة، من الطبيعي كان ان يقدم على قتله لذلك اختفى وبينما هو كذلك واذا كما نقلوا يأتي اليه بعد يوم الثاني من محرم الحرام رسالة من الامام الحسين( ع) كما ذكرى ارباب الخبر ان( من الحسين ابن علي الى شيخ الشيعة حبيب ابن مظاهر اما بعد فقد وصلنا الى كربلاء فاذا اردت السعادة الأبدية فلا تقصر في نصرتنا) الرواية تقول هكذا جاء الرسول عثر على حبيب ابن مظاهر أوصل اليه الرسالة، الزوجة زوجة حبيب سلام الله عليها هذه من النساء الرساليات ترى انه هناك خبراً غير طبيعي شخص يسّر حبيب ابن مظاهر سألته ما الخبر فقال لها مختبراً إياها رسالة من الحسين ابن علي يطلب مني الالتحاق به قالت له وبما اجبته فاراد ان يختبرها قال لها أخاف عليك من الثكل من الترمل وعلى اولادي من الثكل فقالت له ياحبيب دعنا نأكل التراب واذهب لنصرة ابن بنت رسول الله..