إن للحسنة ضياءاً في الوجه، ونوراً في القلب، وقوةً في البدن، وسعةً في الرزق، ومحبة في قلوب الخلق، وإن للسيئة سواداً في الوجه، وظلمة في القلب، ووهناً في البدن، ونقصاً في الرزق، وبغضاً في قلوب الخلق
في الحديث عن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): بشروا ولا تنفروا ويسروا ولا تعسروا خير دينكم اليسر وبذلك أتاكم كتاب الله قال الله : يريد بكم اليسر ولا يريد بكم العسر ) و ( يريد الله أن يخفف عنكم )
الخطاب والثقافة الدينية التي تسود في مجتمع هي عبارة عن فهم ذلك المجتمع لهذا الدين ، وليس بالضرورة أن تكون هي الدين . ويمكن تشبيهها بأنها صورة تلتقطها كاميرا عن واقعة فتارة تعبر عن الواقعة بنسبة بسيطة وأخرى بنسبة أعلى تبعا لنوعية تلك الكاميرا .
على هذا يلحظ في أنديتنا الدينية نموذجان من الخطاب :
الأول : خطاب التيسير والتبشير واعتبار الدين مصدر السعادة الدنيوية قبل الفلاح الأخروي.
الثاني : خطاب التعسير والاحتياط الذي قد يصل إلى التنفير والابعاد .
مواصفات الخطاب الثاني:
1/ النظر إلى العقائد : صورة الله الذي خلق النار وأعدها ، والمولى الذي لا يفلت من عقابه أحد ، والمتلذذ بعذابات العباد ( ما يفعل الله بعذابكم إن شكرتم وأمنتم ).. التخويف باستمرار بالعقوبات الالهية ( تسونامي ، الأعاصير الفيضانات ، الحرائق العامة ..( لهذا ورد في الحديث عن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم)إذا حدثتم الناس عن ربهم فلا تحدثوهم بما يشق عليهم ويفزعهم )
صورة الدنيا : دار فتنة ومشاكل ، وأنها لا تستحق أن يعمل فيها ولها .
التعقيد في العقائد : أكثر الناس لا يفهمون ، أكثرهم واقعون في الشرك ، في البدعة ! أو أن يقول بعضهم نحن لا نفهم النبي ، لا نفهم الأئمة ولا يمكن أن نفهمهم !
** قد يقول قائل إن الذي يقوله هؤلاء إنما هو من الروايات والآيات فلم يأتوا بشيء من عندهم .. والجواب : إن الآيات والروايات عالجت الموضوع بتوازن بين الجانبين ، وبينت الأمرين ، والجرعة التي أعطتها لجانب التخويف جرعة محدودة ، وقد تكون لأشخاص معينين .ليس للأفق العام .
2/ جانب الصعوبة والاحتياط في الفقه والفروع : إذا لم تفعل كذا بطلت أعمالك ، إذا فعلت كذا ذهبت إلى النار ، أسهل ما يقوله البعض : تعيد صلواتك كلها .. بينما عندنا في الفقه من القواعد التسهيلية والتصحيحية والامتنانية الكثير .. عندنا أدلة ثانوية تسهيلية ، لا حرج ـ لا ضرر ، قواعد تصحيحية : لا تعاد معذورية الجاهل : أيما امرئ ارتكب أمرا بجهالة فلا شيء عليه . مسلك الاحتياط في كل شيء . ( قضية الحج : لا حرج لا حرج )
3/ التركيز على العبادات واهمال المعاملات والسياسات : الدين عند هذه الفئة هو في العبادات فمتى ما أتقنها فقد جاز القنطرة ، وأما المعاملة فلا يهتمون بها أصلا .. يسبح ولكنه يغتاب ، ويدقق في المستحبات ولكنه لا يهتم بحقوق الناس ، ويستقصي وصول الماء إلى داخل عينه ولكنه لا يبالي بأعراض الآخرين وهكذا .. ( الذي سأل عن دم البعوضة وقد قتلوا الحسين)