سيرة الحاج محمد تقي آل سيف (رحمه الله) والد الشيخ فوزي آل سيف

/ من صفات المرحوم محمد تقي آل سيف (السيد حسن السيد باقر العوامي)                            

2/ من ذاكرتي عن المرحوم محمد تقي آل سيف (الاستاذ هلال عيسى حبيل) 

3/ اهتمامات المرحوم محمد تقي آل سيف (الشيخ حسن موسى الصفار)

4/ الوجيه الحاج محمد تقي آل سيف (الاستاذ عبد العلي آل سيف)

× من صفات المرحوم محمد تقي آل سيف :

 * السيد حسن السيد باقر العوامي :

تميز الرجال فيما بينها بصفات تختلف وتقل وتكثر من واحد لآخر والصفات صنفان ، صنف من الخير وصنف من الشر وكلا الصنفين معروف وكلاهما بعضه يستحسنه أو يستقبحه العقل ، وبعضه يشترك في حسنه و قبحه ،الشرع مع العقل وهناك في البشر أفراد لا خير فيهم ولا منفعة، وأفراد الخير منهم وفيهم كثير ومحمود فإذا غلبت صفات الخير على الأكثرين من الجماعة التي تعيش ضمن منظومة واحدة ووطن واحد وتجمعها عقيدة واحدة وأمالها وألامها مشتركة وأهدافها متفقة ، فإن ذلك المجتمع والوطن مما يُفتخر بهما ، وأهلوه دائما في مدارج  التقدم والإرتقاء لا سيما إذا استعلت المصلحة العامة عند الأفراد على المصلحة الفردية نابعاً ذلك من نكران الذات مجانباًلما يعد تجنياً على الآخرين
ونحن بهذه الأمسية نستذكر شخصية من شخصيات بلادنا – القطيف - التي شارك أهلها غيرهم في تجاهلها وطالما نبهنا على هذا الجانب وذكرنا العلل وأسبابها وما يزيلها فكان النداء في مهب الأعاصير.
 
وشخصيتنا الليلة الأخ الوفي المرحوم الحاج محمد تقي نجل المرحوم الحاج علي العبد الله آل سيف. ولا أدل على ضياع البلاد وأهلها وتاريخها ورجالها من نسيان هذه الأسرة الكريمة التي تحفل باالعلماء والزعماء والكرماء. ففيها من العلماء المناضل الوطني الغيور العلامة المقدس الشيخ منصور وجده لأبيه المقدس الشيخ حسن وأخ الشيخ حسن العلامة المقدس الشيخ ضيف الله جد العم العلامة السيد ماجد العوامي لأمه، ومن الأسرة العلامة المقدس الشيخ ناصر ووالده العلامة المقدس الشيخ علي ووالد الشيخ علي الحجة الشيخ محمد آل سيف هذه أسرة واحدة فيها ستة أعلام علماء بعهد واحد قريب ، فكيف لو بحثنا في أوراق التاريخ ماذا نحصل عليه من أعلام ومرجعيات وقيادات لهذه الأسرة ، عدى ما سواها من أسر وطوائف أهل القطيف قاطبة.

إن شخصيتنا التي نتحدث عنها ومن أجلها عقدت هذه الندوة، تمتاز بصفات قل إجتماعها في شخص بمفرده ومن يتصف بمجموعها يكون من أفذاذ الرجال ورجالات المجتمع الذين يشار لهم بالإشادة والإلتفات والانتباه. ولكن - كما قلت - إننا نهمل قيمنا ونحاول تغطية مواقف بعضنا. هذا إن لم نحول المفهوم بتعسف في التعليل.
 

يحمل المتحدث عنه من المزايا والصفات :

· الإيمان، وهذا يحجبه عن اجتناب أي محذور نهى عنه الله تبارك وتعالى صغر أو كبر وقد أبعده ايمانه عن المزالق فلم يقع في منهي نحو نفسه أوغيره، فكان مأمون الجانب فرغم كونه رجل أعمال نشط دؤب لم يستعمل المكر والحيلة والغش والكذب والمراباة والمطال وما إلى ذلك ما يعد مخلا بشرف المعاملة
· أما جانبه العبادي فلم يقتصر على الواجب وحده وإنما يمزج الراتبة مع الواجبة ويداوم على قراءة الكتاب العزيز والأدعية المأثورة
· البذل، وهو محك الرجال، والبذل عنده يشمل نواح ثلاث : الضيافة - وما أكثرها عنده - وإعانة المحتاج وقليل من الرجال من يتفقد هذا الجانب لحاجات المعوزين وحالاتهم، والإسهام في القضايا العامة والمشاريع الوطنية وهذه الناحية لا تقتصر على الإستجابة للغير بل المبادرة في كثير من القضايا .
· الخدمة الوطنية، حب الوطن من الإيمان، إن المرحوم كان في انبعاث دائم وتحرك شامل لقضايا البلاد وحاجاتها كان دؤباً وملحاحاً بقوة وحماسة لأي جانب له مساس بالوطن وحاجاته لا سيما إلى جزيرة تاروت فإنه يقدم مطاليبها وحاجاتها على غيرها بقوة وعناد، ومعلوم أن القطيف كلها كانت تفتقر لكل شيء الصحة، التعليم، الزراعة، الطرق، البحر، المشاريع حتى اشارات الضوء وسيارات الإطفاء وصغار المشاريع ، فهويشترك مع الوفود لملاقاة المسؤلين ويوقع على المطبوعات والمبرقات ويسهم في تكاليف الوفود. ويتحرك لإقناع الغير وهلم ذلك.
· الخدمة المذهبية، وهذا جانب رغم مافيه من تضحية ومغامرة. وما يستلزمه من أسفار وما يقتضيه من مال، فإن المرحوم بذل مجهودات طويلة وصعبة تجشًم في كثير منها مشقة وتضحية ومغامرة، فلم يقنع بالعمل داخل أسرته أو بلده أو منطقته بل تعدى الى خارجها، فكان يجتمع بمن يهمه أمر المذهب ويقوم برحلات يكلف بها من قبلهم، وكما سهر على تربية أولاده وأسرته تربية أخلاقية دينية عالية. وخير مثال الشيخان الخطيبان الشيخ فوزي آل سيف والشيخ محمود والباحث الدكتور الشيخ توفيق، حاول أن يرفع مستوى الوعي الثقافي والاجتماعي والمذهبي عند أبناء البلاد قاطبة فاستقدم الخطباء الذين جددوا الخطاب المنبري متكفلاً بإجورهم واستضافتهم وكل تكاليفهم، وهل قبل بهذا المقدار من المشوار؟ أبداً. بل سعى إلى طموح أكبر وأكثر، حاول الإسهام في توحيد صف العاملين في حقل المذهب، وسعى لدعم المؤسسة التي بادر بإرساء معالمها وخطوطها العلامة المقدس السيد مهدي الحكيم ولسنا بحاجة لذكر نبذة عن ذلك ووقف ملكه - البدريه - لجهة تؤيد الذي قلناه.
· المساعي الإصلاحية، يهمه ويقلقه كثيراً أن يحصل خلاف يستفحل أمره بين الزوجين أو الصديقين أوالجارين أو الأخوة في الدين والوطن. فيسعى ويستعين بمن يثق به لإصلاح ما يجب اصلاحه  " وصلاح ذات البين أفضل من عامة الصلاة والصيام "  وكم في ذلك من أجر ومثوبة من الله ومحبة من الناس
· الأخلاق، لقد جسد مقولة الرسول الأكرم  - عليه وآله أفضل الصلاة والتسليم - أنكم لن تسعوا الناس بأرزاقكم فسعوهم بأخلاقكم. أقربكم يوم القيامة مني مجلساً أحاسنكم أخلاقاً الموطؤن أكنافاً الذين يألفون ويؤلفون، وفي مقولة أخرى  " عجبت لمن يشتري العبيد بالإثمان كيف لا يشتري الأحرار بالإحسان ".
 
فالمرحوم قمة شامخة في الأخلاق رحابة صدر ورجاحة عقل وابتداء بالسلام ومبادرة بالتحية ووجه طلق ودعابة لبقة وحس رقيق وشعور مرهف ومسارعة لخدمة إخوانه وأصدقائه ومشاركتهم في السراء والضراء فحبذ ا لو يكثر عندنا جمع من هذا النوع.

ولكن كما قلت أننا نطمس معالمنا وندوس على تفوق أفرادنا نسأل الله أن يهدينا سواء السبيل ويوحد صفنا ويجمع كلمتنا على البر والتقوى ويعيننا على أنفسنا ورحم الله أبا مجيد رحمة الأبرار .

× من ذاكرتي عن المرحوم محمد تقي آل سيف :

 * الاستاذ هلال عيسى حبيل :

مما عرفته عنه : حبه لجزيرة تاروت خاصة حيث كان يتمنى أن يراها في أحسن حال ، وأن تكون من الجزر النموذجية ، شكلا ومضمونا ؛ شكلا بعد تحسينها من ناحية التخطيط والعمران ، حتى تكون مقصد الزائرين والسائحين من مناطق المملكة وخارجها ، نظرا لموقعها الجغرافي وعمقها الزمني واحتوائها على آثار قديمة كقلعة تاروت الشامخة وقصر الفيحاني بدارين . ومضمونا برفع مستوى شبابها من الناحية العلمية والعملية ، حتى تكون نموذجا يحتذى . , وهاهو ما أراده المرحوم أبو مجيد قد تحقق بحمد الله فقد برز منهم الأطباء والمهندسون والعلماء .. وإن كان ما تمناه من ناحية الشكل لم يتحقق بسبب تقاعس المسؤولين في الدولة مع الأسف . ومن حبه لبلده جزيرة تاروت ، أنه كان يلاحظ ما يعانيه ساكنوها من مشقة وتعب خلال ذهابهم إلى القطيف وإيابهم منها ، وقد جاهد وكافح لعمل جسر بحري ـ بري ، يربط الجزيرة الجميلة بحاضرة المنطقة ( القطيف ) وأخذ يراسل المسؤولين ويذهب إليهم بنفسه ـ وعلى نفقته ، كما سعى دائبا لإنشاء مدارس للأولاد في الجزيرة / ومستشفى وتحقق ذلك حيث تأسس في بلدة الربيعية من جزيرة تاروت .. وكان ذلك منذ أيام الملك سعود بن عبد العزيز . ومما عرفته عنه حبه للعلماء وارتباطه بهم ، وبالخطباء حيث كان يحضر أفضل الخطباء لجزيرة تاروت في أيام المحرم وأذكر منهم السيدين حسن القبنجي ومرتضى القزويني ، ومنشأ حبه للعلماء كونه سليل اسرة علمية امتازت بالخطباء والعلماء ، كالشيخ منصور آل سيف وابنه الشيخ أحمد ، وقد وطد ذلك بارتباطه بسماحة الشيخ الأديب المرحوم ميرزا البريكي مصاهرة ، وكذلك بابنة عمه الشيخ منصور ، أم مجيد ابنه الأكبر .. وقد دخلت مجلسيه في تاروت والقطيف منذ طفولتي ووجدتهما يزخران بالعلماء والخطباء من مختلف الأماكن ، فهنيئا لك أبا مجيد هذه السمات الجليلة والسمعة الطيبة .. كلمة أخيرة أقولها بكل صدق عن هذا الرجل إنه كان أمة في رجل ، فشكر الله سعيه على ما قام به لهذه الجزيرة وحرس الله أبناءه
 

يتبع مقالات أخرى..