الوقف في فوائده ومسائله
المؤلف: الشيخ فوزي السيف
التاريخ: 26/1/1431 هـ
تعريف:

الوقف في فوائده ومسائله


تفريغ نصي الفاضلة انتصار الرشيد
قال سيدنا ومولانا رسول الله صلى عليه واله (إذا مات ابن آدم انقطع عمله إلاّ مـن ثلاث صدقة جارية أو كتب علم يُنتفع بها أو ولد صالح يدعو له(
يعدد النبي صل الله عليه وآله في هذا الحديث ثلاث خصال تعتبر امتداد لعمل الإنسان وثوابه وجزاءه
العلم الذي ينتفع به والولد الصالح الذي يدعو له والصدقة الجارية.
الصدقة نوعان ، النوع الأول هي الصدقة المنقطعة وهي مايقوم به الإنسان من إعطاء صدقة لفقير أو محتاج مرة واحدة.
النوع الثاني الصدقة الجارية الدائمة المستمرة ، وهي تعتبر في أمور كثيرة منها قضية الوقف الذي يقوم به الإنسان لإعطائه في سبيل الله إما لجهة خيرية عامة أو لجهة ذرية خاصة ، وحديثنا يتناول هذا الجانب لأهمية قيام الإنسان بوقف بعض مالديه من المال الباقي ، هذا له فوائد كثيرة منها فائدة أخروية التي تشير إليها الرواية التي نقلناها عن الرسول الأعظم في المقدمة
الذي يوقف أمواله مثلا لتكون مسجد كل مصلي وكل ذاكر وكل عابد في المسجد لطاعة الله يشترك معه ذالك الواقف للبناء في الثواب دون أن ينقص من عمل العامل شيء.
من أوقف هذه الأرض لمسجد اندثر جسده لكن أثره باقي له فائدة آخروية .
هناك أيضا فوائد اجتماعية للأوقاف ، وذلك إن قسم من الأمور التي يحتاجها المجتمع لولا وجود الأوقاف فيها لما حدثت واستمرت مثلا المقبرة من الأوقاف ،الإنسان يأتي ويعطي قطعة من الأرض على أن تكون موقع لدفن موتى المسلمين لو لم يكن هذا موجود ولا أحد يقف أرض أو مقبرة لوجدت مشكله أين يدفن الناس موتاهم هل في بيته أو ملكه الخاص فالمقبرة تغطي جزء من حاجات الناس.
الحسينيات التي ترتبط بأهل البيت عليهم السلام هي تخدم ليس فقط قضية الإمام الحسين عليه السلام إذا شخص توفى أحد أقاربه ويريد مكان يستقبل فيه الناس للعزاء أو في مناسبات أخرى أو في أفراحهم ليس كل الناس يتوفر لهم مكان لاستقبالهم فهذا المجلس يلبي حاجة من حاجات المجتمع وبالمثل المسجد والمدارس العلمية والدينية فوجودها يوفر مكان لاستقبال العلم ولا يضطر الإنسان للذهاب لدفع الأموال لاستئجار مكان لهذه الأهداف ، إذا هناك حاجات اجتماعية لولا فكرة الوقف لما سد هذا الإحتياج.
هناك فائدة أخلاقية قد يعطي الإنسان أموال في أموره الواجبة مثلا الزكاة أو إذا زاد على مؤونته السنوية أوجب عليه الخمس وهو واجب شرعي ولكن إذا قام الإنسان رغبة من نفسه وتصدق صدقة جارية هذه ثوابها لا ينقطع مثلا أوقف بناية مما يملك فقد عود نفسه على البذل والعطاء فهذا له فائدة آخروية وفائدة اجتماعية لتغطية حاجات المجتمع وفائدة أخلاقية ونفسية وتربوية لنفس الواقف ، رجال الدين حثوا على ذلك الرسول الأعظم محمد صل الله عليه وآله كان لديه أوقاف أوقفها على الفقراء في سبيل الله كان لديه بساتين أوقفها على الفقراء في سبيل الله ، صدقات السيدة فاطمة عليها السلام الحوائط السبعة بستان مرتب وفيه بئر ويحاط بحائط  أوقفتها كلها لأبناء ذريتها وصدقات أمير المؤمنين عليه السلام إلى أيام العباسيين بعد مرور مئة سنة على شهادة أمير المؤمنين هذه الصدقات كانت موجودة وتنفع من نفقت عليه ، أكثر صحابة رسول الله من كان له مال أوقفه في سبيل الله أو يوقفون جزء منه .
الوقف ليس موقوف على المسلمين فقط لكن أحكامها تختلف هذا موجود عند المسيحية واليهودية أيضا لأنها فكرة من الأفكار النافعة.
سنتطرق لموضوع الوقف من الناحية الشرعية والجهات الإجتماعية
الوقف يتحدثون على إنه حبس الأصل وتسبيل الثمر قابل للبقاء وله فوائد وعوائد ، مثلا البستان عبارة عن أرض وأشجار وله ثمار التي تحصد وتباع وتستهلك، كذلك البناية يمكن وقفها لأن لها أصل ثابت وهي باقية وتكون منتجة عندما تؤجر ويحصل على أموال من تأجيرها ويصرف في المصارف التي عينت له .
الأشياء التي لا تبقى بالإستهلاك لا يصبح وقف ، مثلا لايصح وقف كرتون ماء على أهل المأتم هذا لا يعتبر وقفا لأن الماء بمجرد شربه ينتهي والوقف أصله ثابت وله عوائد مستمرة والذي ليس له عوائد ويستهلك لا يصح فيه الوقف ممكن يكون صدقة أو إعطاء في سبيل الله لكن ليس وقف .
الأموال لا توقف ممكن أحولها لشيء آخر وأوقفه لأن الأموال تتلف ولا يبقى لها أصل .
ينقسم الوقف إلى قسمين وقف ذرية ووقف خيري
ممكن أوقف على أبنائي وعائلتي وذريتي هذا يسمى وقف ذريه ، في وقف صدقات أمير المؤمنين عليه السلام بعص الصدقات خاصة بولده عليهم السلام .
وقف الإنسان على نفسه لا يصح مثلا وقف البناية بس أنا استفيد منه هذا لايصح كيف يتصدق على نفسه من ماله ولا يصح أن يوقفها لعبادات لنفسه بعد مماتهكإن يصلي عنه من عوائد هذه البناية لا يصح بهذه الكيفية .
القسم الآخر وقف خيري مثلا وقف مسجد أوقفته وأكون ولي عليه طول عمري أو يني مسجد ويوقفه للناس دون أن يكون ولي عليه .
الوقف يجب أن يكون مؤبد لا يصح أن يوقفه لعدة سنوات فقط .
الوقف من الأمور التي ينبغي أن يتوجه له المؤمنين حتى لو لم يكن لديه أموال هناك طرق خاصة ذكرها الفقهاء.
يوجد كثير من الأوقاف في المجتمع الشيعي مستمرة ، لكن يوجد بعض الملاحظات بخصوص الأوقاف يجب التفكير في النواحي الإجتماعية التي تكثر الحاجة إليها في هذا الزمان ،
بعد إجراء إحصائية على الأوقاف خلال عشر سنوات هناك أوقاف كثيرة من بساتين و أراضي ومساكن العائد يصرف 2560 وقف موقوفه على إطعام المسلمين في أيام المناسبات الدينية وموردين فقط على إعمار المساجد ومورد واحد على مساعدة المحتاجين .
عندما تلاحظ هذا الأمر ربما سابقا كانت الحاجة إلى الطعام كثيرة لكن الآن لا الحالة الإجتماعية الآن تختلف عن السابق للحاجة إلى الطعام ، الحاجة للفقراء والمحتاجين والمديونين شيء كثير لو إن الإنسان فكر أي الموارد يكون الوقف مناسب وأهم سوف يجد عناوين جديدة تصب أيضا في الهدف الأساسي وهي خدمة المجتمع مثلا يسعى في سداد الديون للمحتاجين ، أحيانا يصاب كثير من الناس بظروف ماليه مثل خسارة الأسهم وبعضهم يسجن بسبب ديونه ولا يستطيع السداد ، هناك رجل من مدينة صفوى قام برصد مايقارب نصف مليون ريال لبناية القرض منها إقراض من يحتاج وتسديد ديون المحتاجين .
كذلك في قضية العلاج للمحتاجين هناك بعض المستشفيات الوقفية بحيث يحصل الشخص المحتاج على العلاج مجانا في كل الأقسام ، الجهات الحكومية فيها مستشفيات ومؤسسات حكومية تغطي جزء من هذا النوع لكن بعض الأمراض تحتاج لمبالغ عالية أو لا تغطيها الجهات الرسمية يضطر بعضهم يغطيها بعض شركات التأمين وبعضهم لا يستطيع أن يسجل في شركات التأمين ماذا يصنع كيف يتعالج ؟ هناك أوقاف لعلاج المجتاجين من يحتاج أو لشراء دواء .
قضية طلب العلم أن يوقف لمساعدة طالب ديني شرعي أو طالب علم دنيوي سوف يخدم به بلده ومجتمعه ، وكذلك قضايا الضمان الإجتماعي من المفيد الوقف فيه والتوجه إليه ، لا تحصر الأوقاف في أشياء تقليدية حصل منها الكفاية  .
ذكر أحدهم أن هناك بستان يدر الشيء الكثير من الأموال عوائده للإطعام ليلة معينة فمهما صرف يبقى من عوائده الكثير .
إدارة الأوقاف بطريقة صحيحة وهذه مسألة شرعية متولي الوقف يجب أن يحافظ عليه ويحميه وينميه وليس لأنه وقف يهمل يحتاج  لإدارة جيدة  لكي يستثمر صح، هناك بستان مهمل ويؤجر بمبلغ زهيد استأذن المتولين على هذا الوقف المرجع الديني إلى أن يحولوه إلى مجمع تجاري بعد أن كان عوائده خمسة آلاف في السنة أصبح المجمع التجاري ريعه خمسة ملاين في السنة فرق كبير وهذا يعود للإدارة الجيدة للوقف وحرصه على مصلحة الوقف لتعمر المجتمعات ويجب أن يساهم الناس في تطوير مجتمعاتهم من هذه الأوقاف التي تعتبر مؤسسة المجتمعات المدنية المتقدمة لتطوير أمور المجتمع لذى يجب أن تكون لدينا ثقافة الوقف يوقف شيء من ممتلكاته في سبيل الصالح العام للمجتمع هذا يدل على سمو أخلاقه وعدم العبودية للمال ، الانفاق في سبيل الله يكون جهاد بالأموال والأنفس ،بذل أقصى الجهد في هذا الشأن يحتاج لنفسية قادرة على مجاهدة نفسها قادرة على السمو لو تعرضت للجهاد بالنفس ممكن أن تضحي بنفسها ، الجهاد بالنفس أعلى ثمار الجود لذلك من يقوم به يعتبر من الأزكياء لأنهم عملوا فوق البر وهذا ما فعله أصحاب الحسين عليه السلام وأهل بيته الأطهار .

مرات العرض: 3857
تنزيل الملف: عدد مرات التنزيل: (3512) حجم الملف: unknown file size
تشغيل:

أضواء على السيرة الحسينية،الشريط 2/ جهة2
أضواء على السيرة الحسينية،الشريط 2/ جهة1