ما هو الإسراء والمعراج وما هو المبعث النبوي؟
المؤلف: الشيخ فوزي السيف
التاريخ: 1/8/1446 هـ
تعريف:

ما هو الاسراء والمعراج وما هو المبعث الشريف

كتابة الفاضلة سلمى بوخمسين

لدينا مناسبتين نحتفي بهما وهما ذكرى الاسراء والمعراج وذكرى المبعث الشريف وهناك اسئلة كثيرة حولهما، هل هما في نفس اليوم او لا؟ وهل يتم الاحتفاء بهما معا او كل واحدة لها احتفاءها الخاص بها؟ وما معناهما؟ القرآن الكريم تحدث عن كلا المناسبتين ففي سورة الاسراء اول آياتها الآية الكريمة ( سبحان الذي اسرى بعبده ليلا من المسجد الحرام الى المسجد الاقصى ) وفي سورة النجم اشارة الى عروج رسول الله للسموات العلى وفي قضية البعثة في أكثر من موضع تمت الاشارة لبعثة الرسول الكريم بعضها بعنوان المنة ( لقد من الله على المؤمنين اذ بعث فيهم رسولا ) والغالب ان الله سبحانه لا يمن بنعمه من نعمه على عباده بالرغم من كثرتها كالطعام والشراب والتنفس وكل تفاصيل الحياة المختلفة الميسرة والموفرة من قبل الله لا يذكرها بعنوان المنه ولكن البعثة يذكرها بمسمى المنه . فكلا المناسبتين ورد ذكرهما في القرآن الكريم كل واحدة تذكر في موضع مستقل عن الاخرى ، ومعنى الاسراء والمعراج يأتي من السراة ومعناه السير في الليل ، وحادثة الاسراء والمعراج حدثت في مكة وحينما يذكر الله الحادثة بانه اسري بالرسول من المسجد الحرام اما مقصود بالمنطقة اي مكة سواء من المسجد الحرام او من بيت خديجة عليها السلام ، وباعتبار ان الاسراء كان بالروح والبدن فحينما يقول الله اسرى بعبده يقصد الاسراء كان بالروح والجسد وفي هذا رد على من يقول ان الاسراء والمعراج كان روحيا وقال البعض ان الاسراء كان كالحلم والرؤية الصادقة وهذين القولين خاطئين ، فالإسراء والمعراج حدثا بالروح والجسد وحدث واقعي وليس حلم او رؤية . وحادثة الاسراء كان حركة جغرافية افقية من مكة المكرمة الى فلسطين ومن ثم حركة عامودية بالعروج من الارض الى السماء. اما بالنسبة للمبعث النبوي هو أعلانا الهي رسمي لرسول الله ببدء النبوة ، الامامية يعتقدون أن رسول الله صل الله عليه واله وسلم كان يعرف أنه نبي وكانت الملائكة قد سلمت عليه قبل بعثته الرسمية بل الوارد ان حجرا كان في مكة عندما يمر عليه رسول الله كان يسلم على الرسول بالنبوة قبل البعثة ، وكما ذكر ان كثير من الاحبار والرهبان من اليهود والمسيحيين كانوا يطبقون ما لديهم من نبوءات النبوة على رسول الله فتكون مطابقة لصفاته وسماته ولهذا في قصة زواج رسول الله من السيدة خديجة ينقل ان رجل من الاحبار مر على نساء قريش وكن يجلسن في فناء المسجد فحينما مر عليهن قال يا نساء قريش يوشك أن يبعث نبي في مكة فمن قسم الله لها الاقتران به والزواج منه فهي ذات حظ عظيم والسيدة خديجة كانت من ضمن اولئك النسوة ،وكما يذكر في قصة زواج رسول الله من خديجة فرسول الله من صغره علامات النبوة واضحة عليه الى ان بعث بالنبوة في عمر اربعين سنة ، وكل ما ذكر من دهشت رسول الله واضطرابه وخوفه حينما بشر بالنبوة تخالف واقع معرفة رسول الله بانه مختار من قبل الله وانه النبي الموعود والمذكور في الكتب السماوية وحمل اعباء النبوة حينما بلغ الاربعين وامر بالإفصاح والتبليغ بهذه البعثة . اما حادثة الاسراء والمعراج حسب قول مذهب الامامية فقد حدثت أكثر من مرة وليس فقط مرة واحدة كما نقلته المصادر في قضية ولادت الصديقة الزهراء بانه عرج برسول الله وبعض الاخباريات تقول انه أوتي بطعام من الجنة وبعضها تفصل فتقول عرج برسول الله وأكل من طعام الجنة فهذه واحدة من المعارج والاسراءت . والاسراء والمعراج الذي اطلع رسول الله فيه على الجنة والنار والثواب والعقاب وراء الملائكة فهو المذكور والمعني بالاحتفاء واحياء ذكره عند جميع المسلمين والروايات تحدد وقته بانه عرج به السنة الثالثة من البعثة وبعضها تقول انها السنة الرابعة من البعثة وهي التي تتوافق مع ولادة فاطمة الزهراء فيكون حينما عرج به الى السماء وأكل من طعام الجنة وبعدها عقدة نطفة فاطمة الزهراء اي قبل ولادتها في السنة الخامسة ، والبعض يقول الاسراء والمعراج حدث في السنة العاشرة من البعثة ، فالبعثة كانت قبل الاسراء والمعراج بسنوات عدة ، كما ان تاريخ حدوث الاسراء والمعرج هناك من يقول بانها حدثت في 17 رمضان والبعض يقول في 17 ربيع والبعض يقول في 27 رجب ، هناك احتمال ان جميع هذه التواريخ صحيحة فقد يكون قد اسري برسول الله في جميع هذه التواريخ اذا قيل بان الاسراء والمعراج حدث عدة مرات مختلفة . اما بالنسبة لبعثة رسول الله صل الله عليه واله عند الامامية قول واحد وهو انه بعث في 27 رجب وتدل عليه روايات متعددة منها رواية عن ابي جعفر الجواد عليه السلام انه قال (ان في رجب ليلة هي خير للناس مما طلعت عليه الشمس وهي ليلة 27 منه نبئ رسول الله صل الله عليه واله في صبيحتها وان للعامل فيها كذا وكذا من الفضل) ولهذا اصبحت العمرة الرجبية وبالذات في 27 رجب من أفضل العمرات في طول السنة. اما المبعث فقد حدث في 27 من شهر رجب اول سنوات البعثة كان عمر رسول الله 40 سنة، بينما الاسراء حسب قول الامامية فقد حدث يوم 17 رمضان في السنة الثالثة من البعثة كما يذكر ذلك القطب الرواندي في كتابه مناقب آل ابي طالب. فالبعثة والاسراء مناسبتان مختلفتان من حيث السنة ومن حيث الشهر ، جرت العادة ان اتباع مدرسة الخلفاء ممن لا يجعلون الاحتفاء بالمناسبة الدينية بدعة يحتفلون بالإسراء والمعراج في المقابل الامامية يحتفلون بالمبعث فالإسراء والمعراج احدى معاجز رسول الله المنقولة فمعاجز رسول الله كثيرة ومن الصعب الاحتفاء بها جميعا كما انه في اختلاف في تحديد تاريخ حادثة الاسراء والمعراج او تكرر الحادثة اكثر من مرة فلهذا الامامية يحتفون بالمبعث ويولونه اهتمام أكثر من حادثة الاسراء والمعراج فالمبعث يعني الاعلان عن اتصال الرسول بالله سبحانه وتعالى عبر الوحي ويمارس مهمته بإبلاغ الرسالة والجهر بها واخراج الناس من الظلمات الى النور، وببعثة رسول الله فتح الله ابواب رحمته لعباده اجمعين . البعض قال ان في حادثة بعثة رسول الله صل الله عليه واله كان معه امير المؤمنين علي ابن ابي طالب فحينما نزل جبرائيل على النبي كان علي معه وفي نهج البلاغة يصف الامام علي عليه السلام لحظة نزول الوحي فيقول ( ولقد كان كل سنة يجاور في حراء فاراه ولا يراه غيري ولم يجمع بيت واحد يومئذ في الاسلام غير رسول الله وخديجة وأنا ثالثهما ارى نور الوحي والرسالة واشم ريح النبوة ولقد سمعت رنة الشيطان حين نزل الوحي عليه فقلت يا رسول الله ما هذه الرنة فقال هذا الشيطان قد ايس من عبادته انك تسمع ما اسمع وترى ما ارى غير أنك لست بنبي ولكنك لوزير وانك لعلى خير ) البعض يستفيد من هذا بأن امير المؤمنين عليه السلام كان في صدد ان يحدد مكانته وقربه لرسول الله وكما انه يبين مكان هبوط الوحي اما في غار حراء او في بيت خديجة ففي هذه الرواية يحدد نزول الوحي كان في بيت خديجة ولكن لا يوجد اي رواية من الائمة تبين وتحدد ذلك.
مرات العرض: 4303
تنزيل الملف: عدد مرات التنزيل: (0) حجم الملف: 74929.19 KB
تشغيل:

الأذكار والأجر الكبير .. كيف تُفهم؟
ماذا تعرف عن إمامك المهدي؟