قال الله العظيم في كتابه الكريم، بسم الله الرحمن الرحيم: (إنما أمرت أن أعبد رب هذه البلدة الذي حرمها وله كل شيء وأمرت أن أكون من المسلمين) آمنا بالله صدق الله العلي العظيم.
حديثنا هذه الليلة بعنوان: ثلاث حرمات البلد والشهر والإمام. ننطلق منها في الحديث عما يترتب على تحريم الله لهذه الحرمات الثلاث. أولا: ماذا يعني التحريم؟ نحن نجد مثلا أن أحد الأحكام الشرعية الإلزامية هو التحريم والأمر الآخر هو الوجوب. عندنا خمسة أحكام قسمان منها إلزاميان وهما الوجوب والتحريم وقسمان غير إلزاميين وهما الكراهة والاستحباب وهناك خامس وهو الإباحة تعادل الطرفين.
التحريم يحتل مساحة واسعة من تشريعات الإسلام ولا يكفي من الإنسان أن يلتزم بالأوامر الإلهية الواجبة إلا بأن يستكملها بالانتهاء عما حرمه الله عز وجل التحريم. ما هو التحريم هو عبارة عن وضع سور بين الإنسان وبين ما حرم عليه، فيقول حرمت الخمر مثلا يعني وضع حجابا وحاجزا ومنعا بين الإنسان المسلم وبين ذا.. تارة يكون الحاجب والحاجز مادي معروف كجدار ومرة أخرى يكون منع التشريع أن ممنوع من الإقدام على هذا الشيء فهو عبارة عن وضع حاجز ولكن من التشريع لا يجوز تخطيه ولا يجوز اقتحامه هذا التحريم متعلقه أحيانا يكون لأنه خبيث جدا فأنت ممنوع منه وأحيانا وهذا غريب لأنه مقدس جدا فأنت ممنوع منه في مثل الخمر في مثل الزنا في مثل الشذوذ في مثل التكشف والتعري الإسلام يقول لك هذا الشيء المعين خبيث أكل لحم الخنزير خبيث فهو محرم وأنت ممنوع منه لماذا لشدة خباثته الزنا أنت ممنوع عنه لماذا لشدة خبثه يخلون قدامك حاجز لكن هناك بعض الأشياء محرم بهذا المعنى لشدة قداستها فلا يجوز لك اقتحامها مثلا (حرمت عليكم أمهاتكم وبناتكم وأخواتكم) المحارم يحرم نكاحهن والزواج بهن ليش مو لأنهن والعياذ بالله خبيثات لا لأنهن مقدسات لأنهن عاليات الشأن فميريد الشرع أن يجعلهن طمعا للنكاح والزواج والشهوة الجنسية يقول لك انت ممنوع أن تتزوج الوالدة لأن الوالدة مقدسة وهي فوق العلاقة الزوجية فوق علاقة النكاح فوق الشهوة الجنسية وكذلك الحال بالنسبة الى البنت والأخت فهذا النوع من التحريم تحريم النكاح تحريم الزواج بهن لأجل قداسة ذلك الشيء الذي يحرم نكاحه والزواج به لأجل علو شأنه بينما مثلا في الخمر مو هالشكل في لحم الخنزير مو هالشكل الخمر ولحم الخنزير والشذوذ واللواط وما شابه ذلك هذا هو خبيث شيء خبيث مبغوض عند الله عز وجل فهو يمنع المسلم عنه أما في بعض الأشياء يمنعك عن ممارسة معينة فيها لشدة قداستها مثل ما ذكرنا نكاح الأمهات والمحارم هو من هذا القبيل فأكو قسم من المحرمات هو من هذا النوع ومن ذلك تحريم مجموعة من الأشياء مثل تحريم البيت الحرام تحريم مكة المكرمة لها حرمة يعني لا يستطيع إنسان أن يمارس فيها بعض الأمور لأنها محرمة عليه نظرا لقداسة هذه البلد الشهر الحرام أيضا كذلك الشهر الحرام بعض الأمور محرمة فيه لشدة قداسة ذلك الشهر الحرام مو لأنه مبغوض ولأنه مكروه لا وإنما هذا الفعل لا يتناسب مع قداسة ذلك المكان أو ذلك الزمان أو ذلك الشخص وهكذا الحال بالنسبة إلى الإمام بل حتى المؤمن كما سيأتي بعد قليل
مثلا بالنسبة إلى مكة المكرمة مكة المكرمة كمنطقة واسعة فيها نقطتان جغرافيتان نقطة داخل الحرام دائرة الحرام ليس داخل المسجد الحرام الحرام الذي على رأسه تكون بوابات معينة موجودة محددة من كل منطقة لا يمكن الإنسان الدخول إلى هذا الحرم المكي حرم مكة ولا أن يمارس فيه بعض الممارسات غير الجائزة وهذا ليس شيء جديد عندنا في الروايات أن الله سبحانه وتعالى عندما خلق السماوات والأرض وخلق مكة المكرمة جعل هذا البلد فيه دائرة في منطقة جغرافية اللي الكعبة في وسطها هذه منطقة حرام منطقة حرمة يترتب عليها أحكام معينة لا يجوز للإنسان أن يقوم بأعمال في هذه المناطق المعينة.
حتى لقد ذكر في الروايات أنه عندما علم آدم أول نزوله من الجنة مع زوجته بأمر حرمة البيت وحرمة الحرم المكي لأن عندنا البيت وعندنا الحرم مو المبنى وإنما المنطقة الجغرافية التي لها حدود معينة عندما علم بقداسة هذه المنطقة وحرمتها عند الله عز وجل في بعض الروايات أنه كان إذا أراد أن يقارب زوجته يخرج معها خارج الحرم يطلع عليه أغلى من بيع السوق حسب التعبير، ولكن هذا الموجود في الروايات نظرا إلى إعزاز شأن هذه المنطقة وتقديسها عنده حتى أذن له فيما بعد.
فهذه المنطقة إذن من أول ما خلقت السماوات والأرضون كما ورد في الروايات جعلت محرمة وبطبيعة الحال جاء الأنبياء فيما بعد بتحريمها وفيما جاء به سيدنا المصطفى محمد (ص) حيث أعظم شأنها وأقر ما كانت عليه قريش قبل مجيء الإسلام من تقديس البيت وتقديس الحرم حتى لأن هاي اللي كان عند قريش ليس من جيبهم وإنما قسم منها سنن سنها عبد المطلب جد رسول الله صلى الله عليه وآله وعبد المطلب كان من ورثة الكتب وكان على الحنيفية الإبراهيمية فهذه الأمور اللي بقيت عند قريش كانت من بقايا الديانات السماوية والتوجيهات الربانية، قسم منها اندثر قسم منها لا بقي. فلما جاء رسول الله صلى الله عليه وآله أقر هذا المعنى، مثلا: حرمة القتال في مكة المكرمة في داخل الحرم المكي أوسع دائرة يحرم القتال حتى إذا كان هذا الإنسان صاحب حق ابتداء مثلا أنا شفت واحد وأنا لي عليه دين أروح أطالبه ما يخالف بس إذا أبى ما يجوز إلي أن أقاتله ليش لأن القتال محرم في هذه الدائرة وفي هذه المنطقة بتحريم إلهي سابق وقد أقره رسول الله صلى الله عليه وآله.
بل أكثر من هذا عندنا ورد أن هذه المنطقة لما كانت منطقة أمن (ومن دخله كان آمنا) مو فقط شامل المسجد وإنما في منطقة الحرم المكي ولذلك لا يزعج حتى الصيد، شفت لك غزال في داخل المنطقة هذه المحرمة من يجوز لك تروح تصيده، ولذلك ابتلي هؤلاء الناس (ليبلونكم الله بشيء من الصيد تناله أيديكم ورماحكم) قالوا إنه كانت الغزلان وكذا تجي حسب التعبير وتتخلل الخيام وتبحلق في هؤلاء الناس بينما هي مثلا في الصحراء لا تواطن أحد تجري بأقصى سرعتها، لكن هنا تجي وحسب التعبير تطمش عليهم وهي آمنة من أن تصاد أو حتى أن تنفر أو واحد يطردها بره الحرم وبعدين يصيدها ما يجوز إله.
هذا بالنسبة إلى الحيوانات بالنسبة إلى النباتات أيضا لا يخضد شوك تلك المنطقة ما تنشال أرضية النباتات التي تنمو بشكل طبيعي ليست التي يزرعها الإنسان من الخضروات وما شابه ذلك، اللي هي تنمو بطبيعتها من ماء من السماء وهي تنمو هكذا، ما يجوز أحد يقصه إلا في ظروف معينة خاصة وبالنسبة إلى بعض النباتات فضلا عن القتال، إذا أحد لا يستطيع طرد غزال يستطيع يروح يقتل شخص أو يقاتل أشخاص هذا من باب أولى، أنه لا يستطيع ذلك. إذا كان ما يقدر يقص مقدار من الأشواك يستطيع مثلا يروح ويحارب غيره ويشهر السلاح بل حتى لو أن إنسانا ارتكب جريمة فلجأ إلى الحرم، قالوا: إنه لا يصاد من الحرم، لا يؤخذ، لجأ إلى بيت الله وإلى حرمة الله عز وجل (ومن دخله كان آمنا) يشمله ما يصير إلا إذا كان ارتكابه للجريمة هي في داخل الحرم، إلا إذا واحد في داخل الحرم قتل شخصا سرق شخصا ما أدري كذا هو نفسه انتهك حرمة الحرم فهذا لا حرمة له، لكن لو أن إنسانا ارتكب جريمة وكان خارج الحرم ثم لجأ مستأمنا إلى بيت الله الحرام أو إلى الحرم في هذا الحال يقال إنه لا يقبض عليه بحسب الأحكام الشرعية نعم يؤمر أن لا يبايع ولا يشترى منه ولا يبيعون إليه فهو إذا خرج آنئذ يتم القبض عليه، وأما في غير هذه الحالة، لا.. ليش؟ لأنه ورد في آيات كثيرة أن هذا محل أمان، هذه البلدة الذي حرمها ربها، أنا أمرت أن أعبد الله الذي حرم هذه البلد جعلها محترمة وذات حرمة ولا تنتهك حرمتها بأي نحو من الأنحاء، لعله في ثمانية مواضع في القرآن الكريم ذكر القرآن الكريم قضية حرمة هذا المكان تارة بعنوان المسجد (فول وجهك شطر المسجد الحرام الحرام) إشارة إلى هذا المعنى أنه له حرمة وتترتب عليه أحكام من هذا القبيل ومن ذلك أيضا أن الإنسان ما يقدر يدخل إلى هذه المنطقة إلا بإحرام واحترام وممارسة معينة هذه ليست أي بلد أن تدخل فيها كما تشاء وتخرج منها كما تحب وإنما لها إجراءات خاصة وطريقة معينة هذا القسم الأول من الحرمات، حرمة البلد مكة المكرمة، تعبيرات المسجد الحرام في القرآن الكريم بعضها لا يختص بنفس الكعبة، وإنما المقصود منه كل هذه المنطقة التي حرمها الله عز وجل، من ذلك أن الله عز وجل يقول لهؤلاء ذولا ما يشوفون (أنا جعلنا لهم حرما آمنا يجبى إليه ثمرات كل شيء) هذا حرم آمن، وهذا التأمين تأمين رباني إلهي، فإذا واحد خالف وأحدث فيه ما يخالف الأمان، فقد خالف أمر الله عز وجل وهكذا فيما ذكرنا من الآية المباركة (أن أعبد رب هذه البلدة الذي حرمها) الله حرمها وغيرها مما جاء في القرآن الكريم ونطقت به الآيات بالإضافة إلى كلام رسول الله صلى الله عليه وآله ومن بعده المعصوصمون، هذا القسم الأول من الحرمات.
الحرمة الثانية: حرمة الشهر بعض الشهور منذ أن خلق الله الخلق جعلها ذات احترام وذات حرمة ومحرمة على الناس أن يشتبكوا فيها بالقتال وهذا ترا فيه مصلحة البشر لو أطاعوا، لأنه تصور أنه إذا مثلا كما كانت في بعض القبائل العربية تبدأ المعارك مالتهم ثار هذا يأخذهم ذاك وذاك هم يرد عليه وتظل هذه الطاحونة تطحن في هؤلاء الناس سلب ونهب وغزو وقتل وجرح وسبي وإلى آخره لولا أن الله عز وجل جعل أربعة أشهر محرمة لانطحنت بعض القبائل طحنا يعني طول السنة والسنة اللي بعدها هم في هذه الدوامة من القتل والقتل المقابل وما شابه ذلك فقال الله عز وجل (إن عدة الشهور عند الله إثنا عشر شهراً أربعة منها حرم) أربعة أشهر منها حرم هذه ثلاثة منها متتالية ذو القعدة ذو الحج محرم، وشهر بعدها بمدة وهو رجب رجب من الأشهر الحرم، رمضان ليس من الأشهر الحرم، وهذا يبين لنا أن بعض قياسات البشر ليست قياسات نهائية ودائمية احنا ذكرنا هذا قبل ليلتين لو أن إنساناً يريد يفكر بالمقاييس العادية يقول لا شهر رمضان أعظم الشهور وأكثر الشهور وأحسن الشهور، لازم هو اللي يكون الشهر الحرام. لكن لا ليس شهر رمضان من الأشهر الحرم الأربعة وإنما هي كما ذكرنا ثلاثة متتالية وواحد منفصل وهو رجب حتى سمي رجب برجب الأصب والأصم. الأصب كما ورد في تفسيره لأن الرحمة فيه تصب صبا، الأصم: باعتبار أنه ما فيه صوت صليل للسيوف ولا للمعارك، كأنما هذول إلى يوم جمادى الثانية آخر شيء سيوفهم ورماحهم وكذا وصهيل خيولهم قائم إلى أن يصير رجب خلاص تسكت كل المعارك هذه، وفي قصة حدثت لسرية جردها رسول الله صلى الله عليه وآله على قريش فقاتلوا جماعة من المشركين وصادف آخر يوم من شهر جمادى الثانية فالبعض قالوا أنه احنا رأينا هلال رجب بعض قالوا لا هذا محسوب من شهر جمادى وصارت هوسة من قبل القرشيين المشركين على رسول الله أنه انتم توقرون الأشهر الحروم التي سنها إبراهيم واللي عليها عادات العرب وانتوا كذا وسوها هوسة حتى تحدث عنها القرآن الكريم (يسألونك عن الشهر الحرام قتال فيه قل قتال فيه كبير) لكن شنو (صد عن سبيل الله) هذا أشد (إخراج أهله منه) أشد انتوا إذا كلش مستكثرين على فرض أنه صار حرب ليلة أول من رجب لنفترض أنه صار هكذا بس هذا وين وين الصد عن سبيل الله هذا وين وين الفتنة فتنة الناس في أديانهم (والفتنة أشد من القتل) هذا وين وين أنكم تتعمدون إخراج الناس من أديانهم هذا أسوأ بس بشكل إجمالي كان العرب يلتزمون في هذه الأشهر الأربعة بحرمتها ويحرمون القتال فيها ولا يطلب أحدهم من أحد ثأره إلا بعد انتهاء هذه الأشهر كذلك أيضا من فوائدها ومن عوائدها أنه فترة الحج واقعة فيها من قبل الحج بشهر وشهر الحج وبعد الحج بشهر حتى من يريد أن يأتي إلى بيت الله الحرام يجي هو آمن ويحج حجته وهو آمن ويرجع إلى أهله أيضا وهو آمن. الذي يأتي أول ذي القعدة يقدر يوصل بحيث يوصل إلى مكانه في ذي القعدة شهر كامل بعد عشر أيام لنفترض الحج لأنه حتى قبل الإسلام أيضا كانوا يحجون إلى بيت الله الحرام غاية الأمر حج بقايا الحج الذي كان على زمان إبراهيم الذي نظمه رسول الله صلى الله عليه وآله وشهر الحج نفسه الناس هادئون آمنون وبعد الحج أيضا بشهر كامل فهذه كانت أيضا فرصة لأولئك الناس لكي يأتوا إلى بيت الله الحرام وهم في أمن وأمان هذا أيضا من المحرمات التي أقرها الإسلام في هذه الأشهر الحرم ألا يبدأ الإنسان غيره بقتال في أيام هذه الأشهر المحرمة.
لذلك رأيتم مثلا سيدنا الحسين عليه السلام في هذه الفترة كل كان في طرف المعتدى عليه كل ما بعض أصحابه يقولوا لي احنا خلنا نقاتلهم الآن مثل ما قال الحر الرياحي مثلا مثل ما قال زهير بن القين لما رأى الحر الرياحي وجماعته خلنا نقاتلهم هذول قليل عددهم قال لا أكره أن أبدأهم بقتال وهذا ليس وقتها الآن وحتى أيضا في أيام محرم لم يبدأ الحسين عليه السلام أولئك القوم بالقتال مع أنهم بغات وظلمة وهم الذين تقصدوا القتال إلا أن الإمام عليه السلام كان ملتزما بهذا الجانب هذه حرمة ثانية
حرمة ثالثة: هي حرمة الإمام عليه السلام أساسا المؤمن له حرمة عند الله عز وجل دونها حرمة الكعبة يعني حرمة المؤمن عند الله أعز وأعظم من حرمة الكعبة وهذا مفاد روايات كثيرة جدا، هذا مو توهين للكعبة أو تصغير لشأنها شأنها عظيم ولكن حرمة المؤمن أعظم وأعظم وهذا يبين لنا كيف ينبغي أن نتعامل مع المؤمنين من إخواننا وأمثالنا، رأيت شخص يأتي بصراحة وفجاجة يهدم جدار الكعبة تقوم الدنيا عليه صحيح أم لا؟ ينجس الكعبة تقوم الدنيا عليه هذا المؤمن لا يقل عظمة وحرمة واحتراما عن الكعبة! شمعنى أنت تأتي تسبه تشرشحه تلعنه تجرحه تضربه ربما تقتله تسلب أمواله، ذاك الكعبة اللي هالشكل، أنت أقل شيء ما تسوي إلها من الإهانة، ونعم ما تصنع، فلماذا يصنع بعض الناس هذا في إخوانهم المؤمنين مع أن المؤمن لا يقل حرمة واحتراما من الكعبة كما ورد بذلك روايات كثيرة جدا ليست واحدة ولا اثنتان.
زين هذا إذا كان مؤمن عادي، فكيف إذا كان إمام المؤمنين! كيف إذا كان موقعه أنه سبط رسول الله صلى الله عليه وآله وأنه سيد شباب أهل الجنة سيد شباب أهل الجنة يعني سيد البشر إلا من استثني لأن أهل الجنة منهم أهل الجنة هم نخبة الناس من الصالحين من المؤمنين من الملتزمين من الأولين والآخرين ذولا اللي يروحون الجنة فإذا واحد سيدهم ورئيسهم وكبيرهم والآمر فيهم فلا ريب أنه يكون سيد نخبة البشر كما قلنا استثني مثل رسول الله صلى الله عليه وآله وأمير المؤمنين وأمثال هؤلاء وإلا الباقي هذا الحسين عليه السلام سيدهم جميعا مع هذا مع وجود ثلاث حرمات من الناحية الشرعية هي محرمة الاقتحام من الناحية وهذا مو محل اختلاف مثلا بين المسلمين تقول هذا المذهب الكذائي وذاك المذهب الكذائي، لا هذا تحريم إسلامي عام بل في بعضه تحريم رباني مرتبط بالديانات السماوية، القدر المتيقن الأقل هو أنه تحريم إسلامي لا أحد من المسلمين يقول إن الكعبة مثلا ليست محرمة وإن الحرم المكي ليس له حرمة أو أن شهر محرم ليس له حرمة وليس من الأشهر الحرم أو أن الحسين عليه السلام لا حرمة له فهذه حرمات ثلاث على المستوى الإسلامي، جعلت محرمات، لكنها كلها قد انتهكت في قضية كربلاء.
الحسين عليه السلام عندما أراد الخروج بعضهم أول شيء الإمام الحسين جاء من المدينة إلى مكة المكرمة باعتبار أنها بيت الأمان (ومن دخله كان آمنا) لما أراد أن يخرج وقد علم بأن اللعين والي مكة عمر بن سعيد بن العاص الأموي المعروف بالأشدق أراد اغتياله صلوات الله عليه وإن كان في داخل بيت الله يطوف بالكعبة عندئذ عزم على الخروج لما روجع في ذلك لماذا تخرج؟ قال لأن أقتل خارج الحرم بشبر أحب إلي من أن أقتل داخل الحرم بشبر أنا ما أريد تنتهك حرمة هذا المكان الذي حرمه الله عز وجل منذ خلق السماوات والأرض ما أريد ينتهك بمقتلي ولو أنا مظلوم لكن أنا ما أريد هذا تصير سنة لهؤلاء الظلمة فأطلع ولو كان كذلك.
انتهكت في قتلك حرمة الإسلام كل هذه الحرمات انتهكت بالنسبة إلى أبي عبد الله الحسين عليه السلام وهاهو بأبي وأمي لكي لا تهتك حرمة البيت يريد أن يخرج من مكة المكرمة بل من الحرم المكي متجها إلى كربلاء ولهذا توجه إلى الناس كما ذكر المؤرخون في يوم الثامن من شهر ذي الحجة وخطب فيهم خطبة مشهورة معروفة ودع فيها البيت والحرم والحل والإحرام وودع المناسك وخطب تلك الخطبة العظيمة التي قال فيها:
خط الموت على ولد آدم مخط القلادة على جيد الفتاة وما أولهني إلى أسلافي اشتياق يعقوب إلى يوسف، كأني بأوصالي تقطعها عسلان الفلوات بين النواويس وكربلاء