15 تربة الحسين عليه السلام
المؤلف: الشيخ فوزي السيف
التاريخ: 15/1/1446 هـ
تعريف:

تربة الحسين عليه السلام

كتابة الفاضلة ليلى الشافعي

روي عن رسول الله (ص ) أنه قال : ( جعلت لي الأرض مسجدًا وطهورًا ) نفتتح بهذا الحديث الشريف المعروف بين الفريقين حديثنا حول تربة الحسين عليه السلام لنقول إن من مميزات الدين الإسلامي أن العبادة فيه متيسرةٌ في كل مكان يسهل للإنسان أن يأتي بالعبادة لأن اشتراطاتها ليست معقدةً في قبال سائر الديانات التي تشترط مثلًا أن تكون في الكنيسة عند المسيحيين أو في الكنيس عند اليهود وضمن شروط خاصة قد لا تتوفر في كل مكان ، وبالنسبة إلى دين الإسلام فالعبادة تحتاج إلى مكانٍ وزمانٍ وطهور ، فالزمان مرتبطٌ بالنهار والليل فمع طلوع الفجر يحصل وقت صلاة الصبح ومع زوال الشمس وقت الظهر وغروبها واختفاء الحمرة المشرقية عندنا نحن الإمامية هو وقت المغربين . ومن حيث الطهور إن توفر الماء فهو المتعين وإن لم يتوفر الماء كما هو الحال في بعض الظروف الخاصة أو حين السفر الأرض موجودة والتراب موجود وهو كما في الروايات يكفيك التراب عشر سنين ، يعني لو لم يحصل لك الماء إما لعدم قدرتك على استخدام الماء كما عند بعض الناس الذين يمنعون من استخدام الماء لأنه مثلًا يسبب له تقشرًا في الجلد أو غير ذلك فلا تسقط عنه الصلاة ولكن ينتقل فرضه إلى التيمم حتى لو استمر هذا الحال عشر سنوات فصلاته طبيعيةٌ ومقبولةٌ ولا غبار عليها ما دام معذورًا من استعمال الماء . فهذا من التسهيل في دين الإسلام أنك تستطيع الإتيان بالعبادة على كل حالٍ وفي كل ظرفٍ ولذلك عندنا تشريع أنه لا تسقط الصلاة بحالٍ . لأنها لا تحتاج إلى مكان معين ولا تحتاج إلى أسلوب خاص إلا الماء وإذا فقد فالتراب موجود . فأصل العبادة والتشريع الديني جاء في جهة تعميد التراب والأرض باعتباره مكان سجود مسجدًا وأيضًا طهورًا وهو التيمم . وهذا شاملٌ لكل ما يطلق عليه في اللغة العربية عنوان الأرض وهناك بعض الأشياء التي لا يطلق عليها الأرض مثل المعادن فلا يصح التيمم عليه . ولكن ما يصح أن يطلق عليه الأرض سواء كانت صخور أو تراب أو رمل فمادام ينطبق عليه عنوان الأرض فيجوز السجود عليه ويجوز التيمم به . غير أن الروايات الواردة عندنا جعلت تربة الحسين عليه السلام مع انطباق عنوان الأرض عليها فإذن يجوز السجود عليها لكن فيها قيمة معنوية خاصة . وفي قضية الأفضل والأحسن ليست بيدنا إنما بيد الباري سبحانه وتعالى فإذا بلغ عنه أنبياءه وأوصياء أنبيائه قبلنا ذلك ، فقد بلغ نبي الإسلام محمد (ص) وأئمة الهدى صلوات الله عليهم عن أن تربة الحسين فيها خصائص مختلفة وفيها جهات متعددة ، لذلك وجدنا حضور هذه التربة في الأحكام الشرعية حضورًا متميزًا وعجيبًا . فأول ما يولد الإنسان ويطأ هذه الأرض بقدميه يستحب أن يحنك والتحنيك عبارة عن إدخال شيء سائل أو غير سائل في فمه وإدارته في ذلك الفم ، فيستحب أن يحنك المولود بتربة الحسين و بماء زمزم أو الفرات فيدار الماء في فمه مع تربة الحسين بإصبع نظيف . وذكرنا في بعض المواضع أن تشريعات الدين في المولود لها مغازي ومعاني كثيرة كالأذان في اليمنى والإقامة في اليسرى حتى يكون أول ما يستقبل الدماغ والذاكرة يستقبل ذكر الله بل خلاصة الإسلام الموجودة في الأذان ولذلك أول طعم قبل غذاء أمه هو أن يحنك بتربة الحسين أو ماء زمزم وهذا الارتباط يجعله يلتقي بتربة الحسين في أول خروجه لهذه الحياة ، وآخر يوم في وجوده في هذه الدنيا يستحب أن يوضع له في كفنه من تراب قبر الحسين وقال بعضهم في مطلق الكفن وقال آخرون تحت رقبته وآخرون قالوا في فمه ، فالمهم أن يكون آخر عهده في هذه الدنيا وهو مرحلة الكفن يستحب أن يوضع له من تربة الحسين عليه السلام وما بين ولادته ووفاته أيضًا كذلك ففي ما بينهما ما يرتبط باستحباب استصحابه في السفر للأمن من المخاوف وهذا وردت فيها روايات عن المعصومين عليهم السلام تحولت إلى أحكام فإذا كنت على سفرٍ أو مقبلٍ على أمرٍ مخوف أو في مواجهة ظالمين فيستحب أن يسترفق شيئًا من تربة الحسين ويكفي في ترتب هذا الأثر حتى نصف حمصة ( فإنها أمنٌ من كل خوف ) كما في الرواية . أما عن جواز أكلها للاستشفاء فيقرر الفقهاء أنه من جملة المحرمات في المأكولات أن يأكل الإنسان الطين أو التراب وهذا موجود عند الأطفال ويتلذذون بأكل التربة وكذلك بعض النساء الحوامل في فترة الوحام وكحكم شرعي لايجوز يحرم أن يأكل الإنسان التراب أو الطين وقد يكون ذلك لما يترتب عليه من أضرار وقد يكون لجهةٍ أخرى . واستثني من ذلك منها الطين الأرمني للاستطباب وبمقدار الضرورة والاستثناء الآخر هو طين قبر الإمام الحسين عليه السلام أيضًا للاستطباب والاستشفاء . وعندنا في الروايات أن تراب قبر الحسين عليه السلام فيه شفاءٌ من كل داء . ولا غرابة في أن الله تعالى يجعل في بعض الأشياء خاصية معينة قد نفهمها وقد لا نفهمها فالذي يضع الخصائص والارتباط بينها هو الله عز وجل . فالآن هذه العقاقير والأدوية بينها وبين المرض المعين ارتباط خاص فهذا العقار أو هذا الدواء أو هذه النبتة المعينة تؤثر بشكلً إيجابي في هذا النوع من المرض ويكتشفه الإنسان بعد مدة من الزمان على أثر التجارب والاستقراء يجربوه مرارًا عديدة ثم يسجل على أن هذه النبتة نافعة في الأمر الكذائي ، فمن الذي أوجد الارتباط بين هذه النبتة وشفاء هذا المرض ؟ هوالله سبحانه وتعالى والطبيب والصيدلاني لا يوجد هذا الارتباط إنما غاية ما يفعله أن يكتشف هذه العلاقة وهذا أقصى ما يفعله . وأئمتنا عليهم السلام أخبرونا أن في هذه التربة إمكانات عظيمة جدًا في شفاء المرضى ، وإذا كان كذلك فالبعض يتساءل لماذا أنا حين أكلت التربة عن ذلك المرض ما شفيت ؟ لنترك الإجابة على هذا السؤال فيما بعد . ومن خصائص التربة الحسينية أيضًا أنه يجوز أكلها للاستشفاء بمقدار الحمصة وأقل ولا يجوز أكثر من ذلك فيتناولها مذابةً في الماء أو غير ذلك ويدعو أيضًا ( اللهم صل على محمد وآل محمد اللهم اجعله علمًا نافعًا ورزقًا واسعًا وشفاءًا من كل داء إنك على كل شيء قدير) وقد أخبرنا الأئمة المعصومون أن فيها الشفاء وهذا المعنى أن الشفاء تحت تربة الحسين هو متواترٌ ، بأن الله عوض الحسين عن شهادته بأن جعل إجابة الدعاء تحت قبته والشفاء تربته والأئمة من ذريته . لماذا بعض الناس يستخدمونها فلا ينتهون إلى الشفاء ؟ الجواب على ذلك أن الإرتباط بين شيء وشيء يسمونه على نحو الإقتضاء والتأثير لا على نحو الحتم والرياضيات ، بمعنى أن واحد زائد واحد يساوي اثنان سواء كان حر أو برد مؤمن أو كافر شبعان أو جوعان هذه معادلة حتمية رياضية أما الارتباط بين بعض الأشياء كصلة الرحم وإطالة العمر فمن الممكن أن تصل رحمك ولا يطول عمرك . فهل هذا الحديث كذب ؟ لا ... وإنما كما يقولون هو على نحو الاقتضاء يعني أن صلة الرحم تؤثر في طول العمر ما لم يمنع مانعٌ من ذلك كأن يرمي نفسه من السطح مثلًا إلى الأرض فهذا مانع من إطالة العمر ، بل حتى في الأدوية العادية هكذا ، لنفترض أن واحد عنده حمى فيعطونه حبة بنادول مثلًا فأخذ هذه الحبة وخرج في الثلج فمن الطبيعي أن تتضاعف عنده الحمى ، فهل يستنكر هنا ويقول كيف لم تشفني هذه الحبة ؟! فالحبة إنما تشفي ما لم يكن هناك مانع يمنع من تأثيرها . وسائر الأمور الشرعية كذلك مثل الحديث ( قولوا لا إله إلا الله تدخلوا الجنة ) فلو قال أحدهم لا إله إلا الله ولم يدخل الجنة فهل هذا الحديث كذب ؟ لا ليس كذبًا ولكن بشرط ألا يمنع من تأثيرها مانع بشرط ألا تعصي الله بشرط ألا تعتدي على الناس أما مجرد قول لا إله إلا الله لاتدخل الجنة . فإذن حين يقول أن في تربة الحسين شفاءٌ من كل داء ما لم يمنع مانع وطبقًا لحكمة الله تعالى فالله تعالى يرى الحكمة في شفاء هذا وقد يكون فيه ضرر فقد يكون هذا وهو مريض خارب للدنيا فكيف لو يشفيه الله ؟ من جملة ما يذكر في أمر التربة الحسينية التسبيح بها والسجود عليها فالتسبيح بها يستحب استحبابا مؤكدًا وفيها هذا المعنى أنه حتى لو يسترفق الإنسان معه التربة الحسينية حتى لو لم يقول سبحان الله يحسب له تسبيح كما ذكر الصادق عليه السلام أن أحدهم سأله عن تربة حمزة والحسين والتسبيح بهما ( فقد عملت فاطمة الزهراء لها سبحة من تراب قبر عمها الحمزة وكانت قبل ذلك تسبح بخيط معقودٌ بعقد وقسم من المؤمنين ظلوا على هذا إلى أن استشهد الحسين عليه السلام فكان أهل البيت عليهم السلام يسجدون على تربة الحسين ويسبحون بها كما فعل الإمام الباقر فكان يسجد على تراب الإمام الحسين والروايات تقول لا يتخذ غيره وكذلك الإمام الصادق كان لديه خريطة ديباج صفراء فيها من تراب قبر الحسين عليه السلام فإذا حضر وقت الصلاة فرشه وصلى عليه وكان يقول إنها تخرق الحجب السبع للسماوات . وبالنسبة للتسبيح سئل الإمام الصادق عليه السلام أنه عندنا من يسبح بتراب قبر الحمزة وهناك من يسبح بتراب قبر الإمام الحسين عليه السلام فقال : ( تراب قبر جدي الحسين عليه السلام يحسب له تسبيحٌ وإن لم يسبح ) . ولذلك التزم شيعة أهل البيت في كل مناطقهم لما لهذه التربة من آثار وأجر وثواب بالسجود عليها ، مع أنه يجوز السجود على غيرها ولكن الفرق كبير بين تراب يصح السجود عليه وبين تراب يخرق الحجب السبع للسموات وفي روايةٍ أخرى (ويخرق الأرض بالنور ) كأنما الإنسان تحت ونوره صاعد بسجوده على تراب الحسين عليه السلام . وهذا نوع من أنواع الارتباط الوثيق بالحسين عليه السلام وتحدثنا من قبل كيف أن الإمام الصادق عليه السلام أسس للقضية الحسينية اجتماعيًا ولذلك يستحيل أن تغيب . فمعركة بدر ومعركة أحد استشهد فيها حمزة وهما مهمتان جدًا ولكنها غير حاضرة في أذهان الناس ولكن قضية الحسين عليه السلام حاضرةً في الحاضرة الشيعية والمجتمع الشيعي . فحين يشرب الماء ( من شرب الماء وذكر الحسين وصلى عليه ولعن قاتله فله من الثواب كذا وكذا ، من سبح بتراب الحسين كذا والسجود له كذا ... فأنت لا تستطيع أن تنسى الحسين عليه السلام وأنت تسجد على تربته كل يومٍ مرارًا عديدة وتسبح بتراب قبره إلى غير ذلك من الأمور . وهذه التربة لها خصائص لم نجد في سائر التراب مثلها وما ذلك إلا من بركات الحسين عليه السلام وأول من أشار إليها كان سيد الأنبياء محمد (ص) وهي أنها تتحول إلى دمٍ عبيط في يوم عاشوراء بالنسبة إلى بعض التراب وليس كله وإلا سيقع الناس في حرجٍ عظيم لو كانت كل التربة الحسينية تتحول إلى دمٍ عبيط فكيف سنصلي وماذا سنفعل عند القبر الشريف . ولذلك ومن أجل إبقاء الحجة والإشارة إلى قداسة التربة الطاهرة كان بعض هذه الترب تتحول إلى دمٍ عبيط لبيان العلاقة بين الله تعالى وبين الحسين عليه السلام وبين مدفنه فأول ما نقل هو أن رسول الله تحدث إلى أم سلمة وكم لهذه المرأة من أحاديث رائعة في الولاية وهي المناصرة لخط أمير المؤمنين عليه السلام وهي فضلى زوجات الرسول بعد خديجة عليهما السلام ، ومن الروايات ما حدثها رسول الله عن مقتل الحسين عليها السلام وأعطاها قارورةً فيها من تراب الإمام الحسين عليه السلام فبكت وناحت وقال لها يا أم سلمة إذا رأيت هذه قد فاضت دمًا عبيطًا فاعلمي أن ولدي الحسين قد قتل في ذلك اليوم تربة الحسين عليه السلام كتابة الفاضلة ليلى الشافعي روي عن رسول الله (ص ) أنه قال : ( جعلت لي الأرض مسجدًا وطهورًا ) نفتتح بهذا الحديث الشريف المعروف بين الفريقين حديثنا حول تربة الحسين عليه السلام لنقول إن من مميزات الدين الإسلامي أن العبادة فيه متيسرةٌ في كل مكان يسهل للإنسان أن يأتي بالعبادة لأن اشتراطاتها ليست معقدةً في قبال سائر الديانات التي تشترط مثلًا أن تكون في الكنيسة عند المسيحيين أو في الكنيس عند اليهود وضمن شروط خاصة قد لا تتوفر في كل مكان ، وبالنسبة إلى دين الإسلام فالعبادة تحتاج إلى مكانٍ وزمانٍ وطهور ، فالزمان مرتبطٌ بالنهار والليل فمع طلوع الفجر يحصل وقت صلاة الصبح ومع زوال الشمس وقت الظهر وغروبها واختفاء الحمرة المشرقية عندنا نحن الإمامية هو وقت المغربين . ومن حيث الطهور إن توفر الماء فهو المتعين وإن لم يتوفر الماء كما هو الحال في بعض الظروف الخاصة أو حين السفر الأرض موجودة والتراب موجود وهو كما في الروايات يكفيك التراب عشر سنين ، يعني لو لم يحصل لك الماء إما لعدم قدرتك على استخدام الماء كما عند بعض الناس الذين يمنعون من استخدام الماء لأنه مثلًا يسبب له تقشرًا في الجلد أو غير ذلك فلا تسقط عنه الصلاة ولكن ينتقل فرضه إلى التيمم حتى لو استمر هذا الحال عشر سنوات فصلاته طبيعيةٌ ومقبولةٌ ولا غبار عليها ما دام معذورًا من استعمال الماء . فهذا من التسهيل في دين الإسلام أنك تستطيع الإتيان بالعبادة على كل حالٍ وفي كل ظرفٍ ولذلك عندنا تشريع أنه لا تسقط الصلاة بحالٍ . لأنها لا تحتاج إلى مكان معين ولا تحتاج إلى أسلوب خاص إلا الماء وإذا فقد فالتراب موجود . فأصل العبادة والتشريع الديني جاء في جهة تعميد التراب والأرض باعتباره مكان سجود مسجدًا وأيضًا طهورًا وهو التيمم . وهذا شاملٌ لكل ما يطلق عليه في اللغة العربية عنوان الأرض وهناك بعض الأشياء التي لا يطلق عليها الأرض مثل المعادن فلا يصح التيمم عليه . ولكن ما يصح أن يطلق عليه الأرض سواء كانت صخور أو تراب أو رمل فمادام ينطبق عليه عنوان الأرض فيجوز السجود عليه ويجوز التيمم به . غير أن الروايات الواردة عندنا جعلت تربة الحسين عليه السلام مع انطباق عنوان الأرض عليها فإذن يجوز السجود عليها لكن فيها قيمة معنوية خاصة . وفي قضية الأفضل والأحسن ليست بيدنا إنما بيد الباري سبحانه وتعالى فإذا بلغ عنه أنبياءه وأوصياء أنبيائه قبلنا ذلك ، فقد بلغ نبي الإسلام محمد (ص) وأئمة الهدى صلوات الله عليهم عن أن تربة الحسين فيها خصائص مختلفة وفيها جهات متعددة ، لذلك وجدنا حضور هذه التربة في الأحكام الشرعية حضورًا متميزًا وعجيبًا . فأول ما يولد الإنسان ويطأ هذه الأرض بقدميه يستحب أن يحنك والتحنيك عبارة عن إدخال شيء سائل أو غير سائل في فمه وإدارته في ذلك الفم ، فيستحب أن يحنك المولود بتربة الحسين و بماء زمزم أو الفرات فيدار الماء في فمه مع تربة الحسين بإصبع نظيف . وذكرنا في بعض المواضع أن تشريعات الدين في المولود لها مغازي ومعاني كثيرة كالأذان في اليمنى والإقامة في اليسرى حتى يكون أول ما يستقبل الدماغ والذاكرة يستقبل ذكر الله بل خلاصة الإسلام الموجودة في الأذان ولذلك أول طعم قبل غذاء أمه هو أن يحنك بتربة الحسين أو ماء زمزم وهذا الارتباط يجعله يلتقي بتربة الحسين في أول خروجه لهذه الحياة ، وآخر يوم في وجوده في هذه الدنيا يستحب أن يوضع له في كفنه من تراب قبر الحسين وقال بعضهم في مطلق الكفن وقال آخرون تحت رقبته وآخرون قالوا في فمه ، فالمهم أن يكون آخر عهده في هذه الدنيا وهو مرحلة الكفن يستحب أن يوضع له من تربة الحسين عليه السلام وما بين ولادته ووفاته أيضًا كذلك ففي ما بينهما ما يرتبط باستحباب استصحابه في السفر للأمن من المخاوف وهذا وردت فيها روايات عن المعصومين عليهم السلام تحولت إلى أحكام فإذا كنت على سفرٍ أو مقبلٍ على أمرٍ مخوف أو في مواجهة ظالمين فيستحب أن يسترفق شيئًا من تربة الحسين ويكفي في ترتب هذا الأثر حتى نصف حمصة ( فإنها أمنٌ من كل خوف ) كما في الرواية . أما عن جواز أكلها للاستشفاء فيقرر الفقهاء أنه من جملة المحرمات في المأكولات أن يأكل الإنسان الطين أو التراب وهذا موجود عند الأطفال ويتلذذون بأكل التربة وكذلك بعض النساء الحوامل في فترة الوحام وكحكم شرعي لايجوز يحرم أن يأكل الإنسان التراب أو الطين وقد يكون ذلك لما يترتب عليه من أضرار وقد يكون لجهةٍ أخرى . واستثني من ذلك منها الطين الأرمني للاستطباب وبمقدار الضرورة والاستثناء الآخر هو طين قبر الإمام الحسين عليه السلام أيضًا للاستطباب والاستشفاء . وعندنا في الروايات أن تراب قبر الحسين عليه السلام فيه شفاءٌ من كل داء . ولا غرابة في أن الله تعالى يجعل في بعض الأشياء خاصية معينة قد نفهمها وقد لا نفهمها فالذي يضع الخصائص والارتباط بينها هو الله عز وجل . فالآن هذه العقاقير والأدوية بينها وبين المرض المعين ارتباط خاص فهذا العقار أو هذا الدواء أو هذه النبتة المعينة تؤثر بشكلً إيجابي في هذا النوع من المرض ويكتشفه الإنسان بعد مدة من الزمان على أثر التجارب والاستقراء يجربوه مرارًا عديدة ثم يسجل على أن هذه النبتة نافعة في الأمر الكذائي ، فمن الذي أوجد الارتباط بين هذه النبتة وشفاء هذا المرض ؟ هوالله سبحانه وتعالى والطبيب والصيدلاني لا يوجد هذا الارتباط إنما غاية ما يفعله أن يكتشف هذه العلاقة وهذا أقصى ما يفعله . وأئمتنا عليهم السلام أخبرونا أن في هذه التربة إمكانات عظيمة جدًا في شفاء المرضى ، وإذا كان كذلك فالبعض يتساءل لماذا أنا حين أكلت التربة عن ذلك المرض ما شفيت ؟ لنترك الإجابة على هذا السؤال فيما بعد . ومن خصائص التربة الحسينية أيضًا أنه يجوز أكلها للاستشفاء بمقدار الحمصة وأقل ولا يجوز أكثر من ذلك فيتناولها مذابةً في الماء أو غير ذلك ويدعو أيضًا ( اللهم صل على محمد وآل محمد اللهم اجعله علمًا نافعًا ورزقًا واسعًا وشفاءًا من كل داء إنك على كل شيء قدير) وقد أخبرنا الأئمة المعصومون أن فيها الشفاء وهذا المعنى أن الشفاء تحت تربة الحسين هو متواترٌ ، بأن الله عوض الحسين عن شهادته بأن جعل إجابة الدعاء تحت قبته والشفاء تربته والأئمة من ذريته . لماذا بعض الناس يستخدمونها فلا ينتهون إلى الشفاء ؟ الجواب على ذلك أن الإرتباط بين شيء وشيء يسمونه على نحو الإقتضاء والتأثير لا على نحو الحتم والرياضيات ، بمعنى أن واحد زائد واحد يساوي اثنان سواء كان حر أو برد مؤمن أو كافر شبعان أو جوعان هذه معادلة حتمية رياضية أما الارتباط بين بعض الأشياء كصلة الرحم وإطالة العمر فمن الممكن أن تصل رحمك ولا يطول عمرك . فهل هذا الحديث كذب ؟ لا ... وإنما كما يقولون هو على نحو الاقتضاء يعني أن صلة الرحم تؤثر في طول العمر ما لم يمنع مانعٌ من ذلك كأن يرمي نفسه من السطح مثلًا إلى الأرض فهذا مانع من إطالة العمر ، بل حتى في الأدوية العادية هكذا ، لنفترض أن واحد عنده حمى فيعطونه حبة بنادول مثلًا فأخذ هذه الحبة وخرج في الثلج فمن الطبيعي أن تتضاعف عنده الحمى ، فهل يستنكر هنا ويقول كيف لم تشفني هذه الحبة ؟! فالحبة إنما تشفي ما لم يكن هناك مانع يمنع من تأثيرها . وسائر الأمور الشرعية كذلك مثل الحديث ( قولوا لا إله إلا الله تدخلوا الجنة ) فلو قال أحدهم لا إله إلا الله ولم يدخل الجنة فهل هذا الحديث كذب ؟ لا ليس كذبًا ولكن بشرط ألا يمنع من تأثيرها مانع بشرط ألا تعصي الله بشرط ألا تعتدي على الناس أما مجرد قول لا إله إلا الله لاتدخل الجنة . فإذن حين يقول أن في تربة الحسين شفاءٌ من كل داء ما لم يمنع مانع وطبقًا لحكمة الله تعالى فالله تعالى يرى الحكمة في شفاء هذا وقد يكون فيه ضرر فقد يكون هذا وهو مريض خارب للدنيا فكيف لو يشفيه الله ؟ من جملة ما يذكر في أمر التربة الحسينية التسبيح بها والسجود عليها فالتسبيح بها يستحب استحبابا مؤكدًا وفيها هذا المعنى أنه حتى لو يسترفق الإنسان معه التربة الحسينية حتى لو لم يقول سبحان الله يحسب له تسبيح كما ذكر الصادق عليه السلام أن أحدهم سأله عن تربة حمزة والحسين والتسبيح بهما ( فقد عملت فاطمة الزهراء لها سبحة من تراب قبر عمها الحمزة وكانت قبل ذلك تسبح بخيط معقودٌ بعقد وقسم من المؤمنين ظلوا على هذا إلى أن استشهد الحسين عليه السلام فكان أهل البيت عليهم السلام يسجدون على تربة الحسين ويسبحون بها كما فعل الإمام الباقر فكان يسجد على تراب الإمام الحسين والروايات تقول لا يتخذ غيره وكذلك الإمام الصادق كان لديه خريطة ديباج صفراء فيها من تراب قبر الحسين عليه السلام فإذا حضر وقت الصلاة فرشه وصلى عليه وكان يقول إنها تخرق الحجب السبع للسماوات . وبالنسبة للتسبيح سئل الإمام الصادق عليه السلام أنه عندنا من يسبح بتراب قبر الحمزة وهناك من يسبح بتراب قبر الإمام الحسين عليه السلام فقال : ( تراب قبر جدي الحسين عليه السلام يحسب له تسبيحٌ وإن لم يسبح ) . ولذلك التزم شيعة أهل البيت في كل مناطقهم لما لهذه التربة من آثار وأجر وثواب بالسجود عليها ، مع أنه يجوز السجود على غيرها ولكن الفرق كبير بين تراب يصح السجود عليه وبين تراب يخرق الحجب السبع للسموات وفي روايةٍ أخرى (ويخرق الأرض بالنور ) كأنما الإنسان تحت ونوره صاعد بسجوده على تراب الحسين عليه السلام . وهذا نوع من أنواع الارتباط الوثيق بالحسين عليه السلام وتحدثنا من قبل كيف أن الإمام الصادق عليه السلام أسس للقضية الحسينية اجتماعيًا ولذلك يستحيل أن تغيب . فمعركة بدر ومعركة أحد استشهد فيها حمزة وهما مهمتان جدًا ولكنها غير حاضرة في أذهان الناس ولكن قضية الحسين عليه السلام حاضرةً في الحاضرة الشيعية والمجتمع الشيعي . فحين يشرب الماء ( من شرب الماء وذكر الحسين وصلى عليه ولعن قاتله فله من الثواب كذا وكذا ، من سبح بتراب الحسين كذا والسجود له كذا ... فأنت لا تستطيع أن تنسى الحسين عليه السلام وأنت تسجد على تربته كل يومٍ مرارًا عديدة وتسبح بتراب قبره إلى غير ذلك من الأمور . وهذه التربة لها خصائص لم نجد في سائر التراب مثلها وما ذلك إلا من بركات الحسين عليه السلام وأول من أشار إليها كان سيد الأنبياء محمد (ص) وهي أنها تتحول إلى دمٍ عبيط في يوم عاشوراء بالنسبة إلى بعض التراب وليس كله وإلا سيقع الناس في حرجٍ عظيم لو كانت كل التربة الحسينية تتحول إلى دمٍ عبيط فكيف سنصلي وماذا سنفعل عند القبر الشريف . ولذلك ومن أجل إبقاء الحجة والإشارة إلى قداسة التربة الطاهرة كان بعض هذه الترب تتحول إلى دمٍ عبيط لبيان العلاقة بين الله تعالى وبين الحسين عليه السلام وبين مدفنه فأول ما نقل هو أن رسول الله تحدث إلى أم سلمة وكم لهذه المرأة من أحاديث رائعة في الولاية وهي المناصرة لخط أمير المؤمنين عليه السلام وهي فضلى زوجات الرسول بعد خديجة عليهما السلام ، ومن الروايات ما حدثها رسول الله عن مقتل الحسين عليها السلام وأعطاها قارورةً فيها من تراب الإمام الحسين عليه السلام فبكت وناحت وقال لها يا أم سلمة إذا رأيت هذه قد فاضت دمًا عبيطًا فاعلمي أن ولدي الحسين قد قتل في ذلك اليوم
مرات العرض: 4085
تنزيل الملف: عدد مرات التنزيل: (0) حجم الملف: 67032.38 KB
تشغيل:

14 هل مصيبة الحسيم هي الأعظم في الكون؟
16 حرمات ثلاث البلد والشهر والإمام