شذوذ المثلية حرب ضد الله 4
المؤلف: الشيخ فوزي السيف
التاريخ: 6/1/1444 هـ
تعريف:

4/ شذوذ المثلية حرب ضد الله

كتابة الفاضلة أمجاد عبد العال

 قال الله العظيم في كتابه الكريم، بسم الله الرحمن الرحيم: (وَاللَّهُ يُرِيدُ أَنْ يَتُوبَ عَلَيْكُمْ وَيُرِيدُ الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الشَّهَوَاتِ أَنْ تَمِيلُوا مَيْلًا عَظِيمًا (27)

حديثنا هذه الليلة بعنوان: شذوذ المثلية: حرب ضد الله.في شرح العنوان، نحن لا نقول المثلية، وإنما نقول شذوذ، من باب تسمية الأمور بأسمائها الحقيقية. الحقائق لا تتغير بتغيير أسمائها. فلو سميت الشمس مثلا ترابا، لا تتغير الشمس بمجرد هذه التسمية. ولو سميت القذارة طهارة، في الواقع لا تتغير القذارة عن حقيقتها. 

هذا العمل الذي نتحدث عنه، والذي الآن العالم المادي، الذين يريدون الشهوات ويتبعونها، يريدون أن يطبعوه، يحسنوه، يجعلوا اسمه اسما حسنا، جعل هذا الإسم اسما حسنا، لا يغير من واقعه. العلاقة الجنسية، والميل الجنسي من ذكر لذكر شذوذ، جنسي، وأخلاقي، ومحرم وسيصل إلى فاحشة من أعظم الفواحش وهي اللواط. هذا هو الواقع. تسميه زهرة، تسميه وردة، تسميه قمر، تسميه مثلية، تسميه الجندر، تسميه عابر للجنس، هذا كله لا يغير واقعه شيئا. 

العلاقة الجنسية، الرغبة الجنسية بين أنثيين: هذا شذوذ جنسي، وأخلاقي، وقد يصل إلى السحاق الذي عذب الله سبحانه وتعالى قوما به، كما عذب أهل اللواط، وسنأتي عليه في وقت آخر. هذا شذوذ أخلاقي وجنسي وينتهي إلى السحاق، وفي كلا الأمرين الحد الشرعي الصارم في العقوبة كما سيأتي الحديث عنها. فهذا أصل التسمية شذوذ، هي المثلية، وهي حرب ضد الله سبحانه وتعالى.

أسهل من هذا، عد في الشرعي حربا لله. الربا، الربا، فساد مالي، شوية فلوس تاخذها بالقرض، أو في بعض المعاملات بزيادة. إذا واحد يسوي مثل هذا مع علمه بالحكم والموضوع، يقول القرآن الكريم: (فأذنوا بحرب من الله ورسوله) وهي كلها شوية فلوس زيادة ونقيصة! طيب. وسيتأثر فيها جانب من جوانب الاقتصاد. 

هذا يدمر أخلاق، يدمر البشر. أكو بعض الآراء من قبل مفكرين كبار، هالسا إحنا مو بالضرورة نوافقهم في ذلك. يقول هؤلاء: أن هذا هذه الموجة هي بغرض تقليل سكان العالم. يقولوا: عندنا مليار من السكان إضافيين، هؤلاء لا حاجة إليهم. فخلينا بدل ما يصير التزاوج الطبيعي والتكاثر الإنساني من موارده، نحرف اتجاه الشهوة والرغبة الجنسية، فيقل البشر، ولو بعد خمسين سنة. هالسا قد نوافق، وقد لا نوافق، لكن أقول: هذا خطورته على مستوى البشرية كلها، على أخلاقها، على دينها، على تحديها الله عز وجل. 

إذا كان ذاك المرابي يأذن بحرب من الله ورسوله، مع أن المسألة هي مسألة شوية فلوس. وهذا قاطع الطريق لكي ياخذ المال سرقة يعد محاربا لله عز وجل. فكيف بمثل هؤلاء، فهذا العمل: شذوذ المثلية: حرب ضد الله، وضد الرسول، وضد الفطرة، وضد الديانات. وعلى العالم كله أن يتصدى وإلا ينتهي هذا العالم إلى أمر غير محمود أبدا.

هؤلاء لما جاءوا حتى، بأمر مخالف للفطرة. الفطرة، (وأنه خلق الزوجين الذكر والأنثى). قانون الزوجية في الحياة من أصغر الحشرات إلى أكبر الكائنات. بما في ذلك النباتات وغير ذلك، كل الكون قائم على أساس جنسين: جنس مذكر، وجنس مؤنث، ومن خلالها تستمر الحياة والكون على أساس الإنتاج المتتالي والمتتابع للنسل وللأشياء. 

هؤلاء لأنهم على خلاف الفطرة؛ ماذا صنعوا ما يقدر يجي هكذا مباشرة؟ أعدو للأمر عدته. الداعون إلى الشذوذ الجنسي، الداعون إلى ما يسمى بالمثلية، وكما قلت هذا، نحن لا نقبل هذا الاصطلاح، نصر على اصطلاح الشذوذ. على اصطلاح اللواط، على اصطلاح السحاق، هذه الجرائم، هذه الكبائر، لا تتغير بمجرد تسميتها باسم آخر. شنو سووا؟ 

أولا جاؤوا بادعاء فاقد للعلمية، وحاولو أن يعطوا إله صورة علمية. قالوا ماذا؟ قالوا: القضية، الميل الجنسي، من ذكر إلى ذكر من أنثى إلى أنثى، هذا مو مربوط بالسلوك، مو مربوط بالانحراف، وإنما هو مرتبط بالجينات والهرمونات. قسم من الناس يطلعون عندهم هرمونات ذكرية، فيها ميل للأنثى، وقسم من الناس، يخرجون إناث عندهن ميل للذكر. وقسم ثالث عدهم هرمونات تميل إلى الجنس نفسه، هرمونات هذا المذكر تميل إلى مذكره، هرمونات تلك الأنثى تميل إلى تلك الأنثى، هذا كذب. 

من الناحية العلمية، في المجلات المحكمة علميا، غير تلك التي تمولها تلك الشركات الداعمة لهذه الانحرافات، من أشهرها، وأهمها: مجلة ساينس. صادرة في 2019، بعد إجراء دراسة على نحو ستين ألف إنسان، دراسة عشوائية، توصلوا إلى أنه لا يوجد شيء إسمه أن هناك هرمونات في هذا الإنسان تجعل ميله إلى شبيهه في الجنس إلا أن يكون طبيعة ثالث المسمى بالخنثى، أو انحراف عند في خلقته لا بد أن يعالج ويصلح. هذه هي نوادر، هذه أمراض، هذه شواذ على القاعدة، وإلا القاعدة البشرية العامة في الناس جميعا، هي أنهم لا يميل الواحد منهم إلى مثله في الجنس، إلا إذا كان منحرفا سلوكيا. مو قضية هرمونات عنده. 

الفرق اين؟ الفرق أنه اذا قال لك: هرمونات، وجينات وراثية، وغير ذلك، راح يقولك: الإنسان ما يقدر يتخلص من هذا، هو مجبور عليه، مثل بصمة يده، ومثل عينه، ومثل كذا، ما يقدر يغيرها. بينما إذا قلنا، كما هو الصحيح،  وهو الموافق للفطرة، وهو الذي جاء به الوحي: أن هذا انحراف سلوكي موجود عند قسم الناس، لكنه انحراف سلوكي يمكن للإنسان أن يلتزم الأخلاق، أن يلتزم الدين، وأن يصلح أوضاعه. مو قضية هرمونات. ولا قضية مجبور الإنسان عليها فهذا واحد. إجوا وقالوا ماذا؟ إن القضية قضية علمية، وهرمونات، هذا كذب. غير صحيح. 

لعلك تسمع من بعض الداعمين إلى هذا الاتجاه الفاسد والمنحرف: أنه بعض الناس يخلقون كذا، وبعض الناس يخلقون كذا. هذا ترويج للفاحشة لا يقوم على أساس علمي. هذا عندهم، فضلا عن ما هو الموافق للفطرة. لا يمكن أن الله سبحانه وتعالى يخلق خلقا مشوها، ثم يقول: (وأنه خلق الزوجين الذكر والأنثى)، ويقول في موضع آخر: (إنا خلقناكم من ذكر وأنثى)، ماكو بعد جنس ثالث، ماكو جنس عابر كما يقولون، ماكو ميل إلى نفس الجنس، إلا إذا كان هناك انحراف في السلوك أو في الفكرة أو في الشهوة. آنئذ يحتاج إلى معالجات أخلاقية أو معالجات طبية، هذا إنسان مريض يجب أن يعالج لكي يرجع إلى سبيل الصحة والسلامة. هكذا جاؤوا، الطريق الأول. 

الطريق الثاني: ابتكروا فلسفة باطلة في نظر الديانات. هذه الفلسفة، ولعل بعض الناس يتأثرون بها، خصوصا في هذولا اللي مثل الجسر، أكو عدنا فئة مع الأسف الشديد، في مجتمعاتنا المسلمة، اللي ينقال في الغرب ينقلوه إلى الشرق،  من دون تفكر فيه، من دون تبصر فيه، بمجرد أن يشوف شعارات ولافتات يروح وراها. إجوا وقالوا ماذا؟ أن الفرد حر في جسده؟ إذا رأيتم بعض المظاهرات أو بعض المنحرفات والمنحرفين، يقولك: جسدي ملكي. وأنا حر أو حرة فيما أصنع فيه. إذا جسدي ملكي فأقدر إذا أروح أعطيه إلى مماثل في الجنس أو غير مماثل. أنا أنثى أقدر ما دام جسدي ملكي وأنا حرة في ذلك أن أعطيه لأنثى مثلي، أو أن أعطيه للذكر، والذكر يقول كذلك. هذه فلسفة باطلة على خلاف الديانات، لا يوجد شيء إسمه جسدي ملكي.

الفلسفة الدينية تقوم على أساس: أنت أيها الإنسان ذكرا كنت أو أنثى عبد لله عز وجل. خلقك بغير اختيارك. أنشأك بغير إرادتك. يأخذك من هذه الدنيا أيضا بغير رغبتك، في بدايتك لم تكن حر، في نهايتك لست بحر، في بقائك لست بحر، في نموك لست بحر. أنت مخلوق لله عز وجل. أنت مملوك لله عز وجل، أن عبد لله عز وجل. لا يوجد شيء إسمه أنا حر وأن جسدي ملكي! من أين جئت بملكية جسدك؟ 

هذا الإنسان لو يفكر في نفسه حقيقة، هو لا يملك شيئا، لا جسده ولا خارج جسده. هذا الجسد ينمو على أساس الشمس والماء وما تخرجه الطبيعة، وكل هذه إنما خلقها الله وسخرها الله وأعطاها الله. من وين صار جسدك ملكك؟ كيف نمى هذا الجسد؟ من أين جئت أساسا؟ لولا إن الله خلق أباك وجدك وغير ذلك. 

فحكاية أنه أنا حر. أنا حرة، وجسدي ملكي، هذه كلمة غير صحيحة. الله سبحانه وتعالى خلقك وأتاح لك هذه الحياة، وسخر لك ما في الأرض جميعا من أجل غاية وهدف، وهو: (ليعبدون). طبعا هذه متفرعة أيها الإخوة، عن فلسفة موجودة في الغرب، وهي الفلسفة المادية: محورها الفرد. كل شيء الفرد زين إله هو الزين. حلال، حرام، صحيح، باطل! المقياس هو نفسه: الفرد. ماكو بعد مقياس ديني، مقياس أخلاقي، الفرد هو الذي يقرر الصالح وغير الصالح،  محورية الفرد كما يسمونها.

في الديانات لا، المحورية لله سبحانه وتعالى. لذلك عندنا قضية التوحيد، أول شيء وآخر شيء وفي الوسط أن توحد الله عز وجل، وأن تفرده بالعبادة، وأن تلتزم بأوامره، وأن تشكره على نعمه، ما عدنا إحنا محورية للفرد، أصلا ما عندنا قيمة إلى الفرد إلا بمقدار ما يكون عبدا لله عز وجل. شوف. أعظم خلق الله من هو؟ هو نبينا محمد الله، اللهم صل على محمد وآل محمد. 

في الصلاة بماذا نقر له؟ وأشهد أن محمدا عبده ورسوله، وهو أكرم من خلق الله سبحانه وتعالى وما يخلق إلى يوم القيامة، فخره، درجته العالية: أنه عبد الله. ويقول مولانا أمير المؤمنين عليه السلام: "إلهي كفى بي عزا أن أكون لك عبدا و كفى بي فخرا أن تكون لي ربا"، هذا الأمر الثاني اللي خلوه. فلسفة بالإضافة إلى كذبة، وزعم علمي. فلسفة ناشئة من النظرة المادية عند الغرب، والتي ترى أن الفرد هو محور كل شيء، وأن الحلال والحرام والحسن والسيء هو ما يؤمن مصلحته، وما يلبي رغبته، عندنا في الديانات، مو بس دين الإسلام، في الديانات كلها، المحورية هي للخالق، هي لله عز وجل، وعلى كل خلقه أن يجعلوا حركتهم حول الله عز وجل. 

طبعا بعد هذا، دعم هذا التوجه. وهذا هنا مكمن الخطر. لو كان جماعة هالشكل منحرفون خوب، قديما كان أكو. في الأزمنة السابقة موجودة، سنة ألف وتسعمائة وخمسين ميلادية، هذه الموجة موجة الشذوذ المثلي، كانت موجودة في أمريكا، ألف وتسعمية وخمسين، يعني الآن سبعين سنة، أكثر من سبعين سنة، وصارت معارك، وصدر قانون في الكونغرس في ذلك الوقت بمنع هذا الجنس، وهذه الجماعة، من تولي الولايات الفيدرالية والمناصب الفيدرالية والجيش و و 

ليست شيئا جديدا، سبعين سنة قبل، وقبل هؤلاء أيضا انحرافات تمتد إلى أيام قوم لوط، طيب. ما هو الجديد في الأمر اللي يشكل خطورة، الجديد في الأمر هو هذا الدعم الدولي العارم اللي قاعد يصير إله. واللي هذا يوصل إلينا، هالسا كما يقول بعضهم: لو كان في أماكن بعيدة، الأمر يهون. لكنها تصل لنا .. أما كيف؟! 

رئيسة قسم الإنتاج في ديزني لاند، ديزني لاند تسيطر الآن على أكثر أفلام الكارتون للأطفال. أكثر من تسعين في المئة من الإنتاج العالمي الذي يستهلك في مناطقنا، قنوات الكارتون المتخصصة أكثر أفلامها من ذاك المكان. هذي رئيسة قسم الإنتاج في ديزني لاند عندها ولدان شاذان. إبن وبنت. كلاهما شاذ. بنتها تميل إلى الإناث: سحاقية، وابنها شاذ يميل إلى اللواط. طيب. فهذه على أساس لا يستشعر أبناءها الغربة والوحشة والوحدة، قررت أن تنتج عشرين في المئة، السنة القادمة هذي، عشرين في المئة من الأفلام المشهورة عند الأطفال، أكو بعض الأفلام، بعض الشخصيات، وبعض الرموز جدا مشهورة معروفة عند الأطفال، ستنتج عشرين في المئة منها من هذه الأفلام على أساس: إن أولئك الأبطال شاذون وأنهم مثليون كما يقولون. فشوف الخبث في هذه الجهة.

يعني ابنك وابني اللي متعلق مثلا بهذا الكارتون، وببطله طول هذه المدة، السنة القادمة سوف يشاهد مشاهد، هذا البطل ماله، هذا النموذج ماله، يمارس ممارسات شاذة، وفي أجواء مشجعة، وأنت بطبيعة الحال لست بجانبه طوال الوقت حتى تخبره بأن هذا عمل غير صحيح، وغير أخلاقي، وإلى آخره. هنا المشكلة، القضية مو باقية عندهم، ستجي إلنا، تجي إلنا، ما تستأذن من أحد، وإنما في أفلام الكارتون، وعند أطفالنا. هالسا إذا كبار مثلا، يمكن أن يلتفت إلى هذه اللقطات، وما فيها من الخلل، لكن إذا كان طفل عمره سبع سنوات، وست سنوات، وعشر سنوات، أو طفلة من الممكن أن تستحسن هذا الأمر. فيحرفون بذلك أخلاق فتياتنا وأبنائنا؛ لذلك يكتسب خطورة، هذا واحد، بس؟ لا. 

العالم الآن وراه، رئيس إحدى الدول التي تتشدق كذبا وزورا بالحرية وحرة إبداء الرأي، وتحارب كل من يعادي الحرية، لما لاعب مسلم، هذا اللاعب إدريسا اسمه، لعله سمعتم عنه، لاعب مسلم فرنسي الجنسية. قال أنا ما أريد أشارك في مباراة وألبس القميص اللي عليه شعار هؤلاء الشواذ. أعتذر، أنا تعبان اليوم ما أقدر أروح المباراة. سووا عليه ضجة بدءا من المطالبة بمحاكمته، إلى نفس الرئيس، رئيس البلد كله يعتبر هذا شيء خطير، يابا أنتم مو تقولوا إنه حرية، وبلد الحرية. هذا إنسان، لنفترض إنسان مسلم لا يؤيد هذا، ليش لازم تجبره على أن يلبس هذا القميص، ويحضر في المحاضرة، ويصفق الى اتجاه يراه اتجاها باطلا وخاطئا، هذا وهو ما أعلن ذلك، قال: أنا مريض وتعبان وما أقدر أحضر المحاضرة، هذه المباراة، لا لازم تحضر، ولازم تلبس، ولازم تأيد، ولازم كذا، وإلا تحاكم. 

هذا، المشكلة هنا، أن دول على هالمستوى هذا، إللي أيضا يدعون بالحرية، وهم كاذبون في ذلك، زين أنتم مو تقولوا حرية الفرد هذا الفرد، أحد أفراد مجتمعكم، أعطوه الحرية في أن يعبر عن رأيه؟ إشمعنى، هذا وأمثاله؟ لماذا الحجاب تمنعونه؟ هذا هم حرية فردية؟ وحدة تريد تغطي شعرها، ل، الحرية تتسع لكل مكان، إلا أن تصل إلى الحجاب، ما في حرية. بعضهم، بعضهن قالوا: إحنا نريد نروح نسبح في البحر، طيب، ولكن لابسين لباس ساتر، اللي يسمونه البوركيني، هالسا ما علينا هذا من الناحية الشرعية سليم أو مو سليم في وسط الرجال، لكن الحق العيار إلى باب بيته، إنت مو تقول حرية عندك؟ لماذا تمنع هؤلاء؟ وحدة تريد تسبح وهي مغطية شعرها وبدنها، لا، لازم تفسخ هذا كله، ولازم تلبس بس مثلث وحمالة الصدر، الحرية تتسع لهالمقدار هذا. هؤلاء الكذبة. لذلك ينبغي التحذير كثيرا من هذه الثقافة أيها الأحباب. 

أيها الأخوات المؤمنات، لازم نحصن أبناءنا بناتنا. لو اضطر إنسان أن يلغي هذه القنوات التي تسرب لنا الشذوذ الأخلاقي والجنسي من قائمة قنوات منزله، فنعم ما يصنع. أكو هناك عشرات القنوات الترفيهية اللي ما فيها خطورة، إنت تجي تفتح شيء، تفتح أنبوب السم يوصل إلى بيتك، بعدين متى تتوقع أن يتسمم هذا ابنك وبنتك، هذا توقع في غير محله. الطرف الآخر لا يحترم عقيدة ولا دينا ولا تقاليد ولا أعراف. اتقوله: أنا ما أريد هذا، لا أؤيده، لا، لازم تؤيده. 

الآن الشركات، الشركات التي لا ترفع شعار الشاذين مهددة بعقوبات. الدورات الرياضية في قسم من البلدان مهددة بأن لا تقام، إذا لم ترفع هذه الدول شعار الشاذين؟ لازم أيها العالم، كله لازم تصير شاذ، أو تؤيد الشذوذ.

من باب الطرفة، ينقل أحدهم، يقول: رؤي أحد البريطانيين قاعد يحزم أغراضه للهجرة خارج بلده، خارج بريطانيا. فقالوا له: ليش تريد تسافر؟ سفرة هالشكل؟ لو؟ قال: لا، أنا أريد أنتقل من هذا البلد إلى بلد آخر قالو له ليش؟ قال: لأنه في يوم من الأيام كان هذا الشذوذ والعلاقة: الذكر بالذكر، قبل سبعين سنة ثمانين سنة ينقلون أنه كانت فيها عقوبات شديدة قد تصل أحيانا إلى القتل. بعدها بعشرين سنة، لا نفس هذا العمل الشاذ، قللوه صار سجن، سجن عدة سنوات عقوبة. بعدها بمدة صار سجن بسيط وتهديد بأنه لا تعود إلى مثلها. أنا أسافر قبل لا يصير الشذوذ إلزامي، أي واحد ما يصير شاذ يسجنوه. فخليني أسافر قبل لا يصير هذا اليوم. 

هذا وإن كان تمثيل، ولكن فعلا قد يحصل في المجتمعات هكذا. أي شركة ما ترفع بجنب شعار الشركة، شعار الشاذين، ما يعطى لها رخصة، رخصة عمل. أي واحد يريد يفتح متجر ما يعطى رخصة، وهكذا هذا هو الشذوذ الكون، الشذوذ العالمي. هذا ما قاله القرآن الكريم: الله من جهة يريد أن يتوب عليكم، (ويريد الذين يتبعون الشهوات أن تميلوا ميلا عظيما) مو ميل خفيف، مو شيء عادي، وإنما ميل عظيم. ماذا نصنع؟ 

أولا أنا، بحسب ما أفهم من القرآن الكريم. ومن فطرة الإنسان ومن حماية الله لخط الصلاح. أن هذه الموجة ستنتهي إلى الانكسار. ليش؟ القرآن يقول: (بل نقذف بالحق على الباطل فيدمغه) يعني يصيبه في الدماغ، (فإذا هو زاهق) طبيعة الباطل زاهق، طبيعة الباطل لا يمكن أن يستمر، ما عنده عمر.

الدليل على ذلك: رأينا في تاريخ البشر هذه الاتجاهات موجودة كلها، وأسوأ منها، موجودة اتجاه الإباحية الجنسية في سنوات كثيرة، ودعوات مختلفة. الشذوذ بأنواعه كان موجود. لكن لم يبقى. إجا طوى مرحلة من الزمان، لف فيها مجموعة من الناس، أوقعهم في المصيدة، لكن هذا طبيعته مو قابل للحياة. ذكرنا قبل ليال: أن بعض الأشجار مدة عمرها شهرين ما يصير أكثر مهما صنعت، بعض الأشجار مئة سنة، وبعضها أكثر. بعض الدعوات، بعض النحل، بعض الأفكار، هي هكذا فترة من الزمان، دورة زمانية ثم تنتهي. 

نحن نعتقد أن الله سبحانه وتعالى بعد ما خلق هذا الخلق. وزوده بالعقل، وزوده بالفطرة، وبعث إليه أنبياء، وغير ذلك من النعم. لا يمكن أن يسلم هذا الخلق، وهذا البشر إلى مثل هذه التوجهات الباطلة والمنحرفة والشاذة. ستبقى فترة من الزمان. يدعمها هذا وذاك، ويحرض عليها هذا وذاك، ويشتغل فيها هذا وذاك، طيب، ولكن هي فترة من الزمان، ثم تنتهي، تتراجع، قلت لكم سنة ألف وتسعمية وخمسين كان هؤلاء موجودين. لكن انتهوا في ذلك الوقت. عادت موجة من جديد. زين، لعلك تقول ما دام الأمر هالشكل، الحمد لله إذن الأمر طبيعي، لا ليس طبيعيا. قد تستمر عشرين سنة، ثلاثين سنة. أقل أكثر فيها الأثناء كم واحد تجرف؟ قد يكون ابنك -لا سمح الله- من هذا الذين جرفتهم، قد يكون ابني، قد يكون بنتي، قد يكون بنتك، فلازم واحد يشتغل بشكل جاد ويحذر، ويرعى ويربي، وأهم شيء -إن شاء الله سوف نتحدث عن مسارات الإسلام في تنمية العفة في الأسرة في ليلة أخرى إن شاء الله- ماذا نصنع مع أسرنا؟ ماذا نصنع مع مجتمعاتنا؟ 

أول نقطة هو أن نفصل مجتمعنا عن هذه الثقافة الغربية المادية الباطلة التي لا يأتي منها إلا كل شر. نكون حريصين على المنابع الصافية، نريد ناخذ: ثقافة القرآن الكريم، أحاديث أهل البيت عليهم السلام، العلماء الأبرار، هذه الثقافة، وهذه المعرفة، نريد أخلاق، هذه موسوعات الأخلاق التي خلفوها لنا، نريد نمط في الحياة هكذا، أما نجي نلتقط من هنا ومن هناك. وناخذ من هالشخصيات الباطلة والمنحرفة أو هالثقافة الباطلة، فهذا لا ينبغي أن يكون أبدا. 

هناك أيضا أمور أخرى ترتبط بالأسر والعوائل، نتعرض إليها في ليلة أخرى، وإلا نفقد بعد ذلك أنفسنا نفقد ديننا، نفقد إيماننا، نفقد أبنائنا، نفقد بناتنا، واجد مشكلة، إذا أنت العابد الصالح حجي فلان، أهل الحج والعمرة والزيارة والمسجد والحسينية، لكن -لا سمح الله ولا قدر- ابن هذا الإنسان يكون في تيار الشذوذ والفساد. بنته هذا الإنسان اللي يتوسل به ويتقرب به إلى الله عز وجل بدعائه، يصير بنته ضمن هذا التيار، وضمن هذا الاتجاه. 

لذلك نحتاج إلى حرص شديد، وإلى عناية كبيرة في هذا الأمر. وإذا جت الموجة بعد. ما لم يحتط الإنسان لها، من الممكن أن ينجرف أبناءه، الالتزام بالدين، الالتزام بأهل البيت، الالتزام بخط العلماء، بخط الفقهاء، بالأخلاق بالثقافة الدينية، هي الملجأ والمنجى ومن دون ذلك تحل عليهم النوائب حتى إذا كان الخطر داخليا. 

هنا شفنا مثلا في بعض الأحداث التاريخية، الخطر داخلي، بس ما اعتصم الناس بالخط الصحيح، فضاعوا وضيعوا أنفسهم.  


مرات العرض: 3428
تنزيل الملف: عدد مرات التنزيل: (0) حجم الملف: 58097.02 KB
تشغيل:

هكذا يسرقون إيمان شبابنا 3
مسارات العفة الجنسية في الاسلام 5