٢٨/ وقفة مع الزيارة الجامعة
كتابة الفاضل كرار الخواهر
جاء في الزيارة الجامعة المروية عن إمامنا علي الهادي سلام الله عليه: "السلام عليكم يا أهل بيت النبوة وموضع الرسالة ومختلف الملائكة ومهبط الوحي ومعدن الرحمة وخزان العلم ومنتهى الحلم ووصول الكرم وقادة الأمم واولياء النعم وعناصر الابرار ودعائم الأخيار"
حديثنا في هذه الليلة يتناول وقفة مع زيارة من أهم لو لم تكن أهم الزيارات المروية عن أهل البيت عليهم السلام في شأن اهل البيت وهي المعروفة بالزيارة الجامعة الكبيرة.
"الجامعة" باعتبار أنها ليست خاصة بمعصوم من المعصومين وإنما هي تجمع كامل المعصومين وتخاطبهم بالصفات الثابتة لهم، ولذلك يمكن أن يُزار بها أي معصوم من المعصومين عليهم السلام ويمكن أن يُزاروا بها جميعا في مرة واحدة، و"الكبيرة" باعتبار أن هناك زيارات جامعة ليست خاصة بواحد من الأئمة بشخصه وإنما عامة وجامعة ولكنها أقصر عبارةً وغير مفصلة بالنحو الذي يوجد في هذه الزيارة المعهودة.
الحديث في الزيارة الجامعة كثير ومتنوع. أولا، فيما يرتبط يرتبط باعتبارها. وثانيا، فيما يرتبط ببنيتها العامة. وثالثا، يرتبط بالإجابة على بعض الأسئلة والملاحظات التي تثير الإشكال أو السؤال.
بالنسبة إلى قضية اعتبارها، هي مروية عن موسى بن عبدالله النخعي أو بن عمران النخعي أنه قال للإمام علي الهادي عليه السلام: علمني كلاما بليغا أقوله كاملا أقوله إذا أردت زيارة واحد منكم.
طلب من هذا الرجل -موسى النخعي- من الإمام -عليه السلام- الهادي أن يعلمه كلاما بليغا وكاملا إذا أراد أن يزور أحد الأئمة يخاطبه بذلك، والإمام على ضوء ذلك أنشأ له هذا النص الذي ذكرنا فقرته الأولى أو شيئا من فقرته الأولى.
بالنسبة ألى اعتبار هذه الزيارة، ذُكرت هذه الزيارة في عدد من كتب الشيخ الصدوق محمد بن علي ابن بابويه القمي المعروف بالشيخ الصدوق المتوفى سنة ٣٨١ هجرية، وهو محدث خبير ومعروف، وكتابه "من لا يحضره الفقيه" أحد الكتب الأربعة التي يعتمد عليها الفقهاء في أمر الاستنباط والاستدلال الفقهي، فأورده في كتابه "العيون" عيون أخبار الرضا وفي كتابه أيضا "من لا يحضره الفقيه".
رجال السند عند العلماء إلى موسى بن عبدالله أو موسى بن عمران كلهم ثقاة إماميّون.
هناك كلام حول موسى بن عبدالله أو موسى بن عمران بالأساس هل هو واحد أو متعدد، ثم هل هو ثقة ومقبول الرواية أو لا. هذا فيه بحث تخصصي طويل يحتاج إلى بعض المقدمات لذلك لن نتطرق إليه ولكن في الجملة علماؤنا ينتهون إلى قبول روايته. بعضهم لجهة أنه جاء في أسانيد تفسير القمي وبعضهم لجهات أخر وهذا كما قلنا بحث فيه تفصيل. هذا طريق من الطرق لاعتبار هذه الزيارة
مما يؤكد قبول العلماء بهذه الزيارة ولو في الجملة أن عددا من علمائنا استدلوا ببعض فقراتها في ما يرتبط بالبحوث الفقهية، والبحث الفقهي لكي يُستدل فيه بنص لابد أن يكون ذلك النص ثابتا عن المعصوم. فإذا نضم هذه الملاحظة إلى الملاحظة الأولى يعزز هذا قضية الاعتماد على هذه الزيارة. فمثلا علماؤنا عندما تحدثوا في باب بحث نجاسة أعداء آل رسول الله من النواصب ومن شابههم ممن أعلنوا الحرب على أهل البيت عليهم السلام استشهدوا في الغالب بهذه الفقرة من الزيارة في قوله "ومن حاربكم مشرك" وهي واردة في الزيارة، واستنتجوا من ذلك أن هذا يبين موقعهم وأنهم مشركون بضميمة أن المشرك نجس على مختاري عدد من الفقهاء. استفادوا من هذا المعنى
بدءا من زمان الشيخ الأعظم الأنصاري رضوان الله تعالى عليه، بل من زمان الميرزا القمي فصاعدا إلى علمائنا المتأخرين المعاصرين هؤلاء استشهدوا بهذه الفقرة من الزيارة الجامعة على أن محارب الأئمة المعصومين والمبغض لهم والساعي في عداوتهم، هذا يستحق وصمه بالشرك. من أين جاء هذا؟ جاء من الزيارة الجامعة.
وأما في كلامهم الآخر عنها، فإن علماءنا تقريبا الكافة اعتبروا هذه الزيارة من أهم الزيارات وافحها وابلغها وأكثرها معنًى ومضمونا. ومن ذلك المجلسيّان رحمهما الله. المجلسي الأول والد صاحب البحار الشيخ محمد تقي المجلسي، هذا كان عالما جليلا وكبيرا وله شروح على الكتب الحديثية. أكثر من تحدث في أمر الزيارة الجامعة نقل قصته وأنه رأى في مكتشفة وهو يزور الإمامين العسكريين عليهما السلام ما حصل اطمئنان إليه أنه الإمام الحجة المهدي عجل الله تعالى فرجه الشريف، وضمن تفاصيل في هذه القصة التي تنقل إلى أن يقول: "أنا أخذت الزيارة الجامعة فلما أكملتها، قال لي: نعمت الزيارة". مدح وأثنى على أنني انتخبت هذه الزيارة الجامعة وقرأتها. يقول بعد ذلك اليوم: "ما زرت أحد المعصومين إلا بهذه الزيارة" لأنه مثلا رأى أن الإمام المهدي عجل الله تعالى فرجه الشريف قد أيدها واعتمدها وحث عليها ومدحها بأنها زيارة جيدة. ولذلك يقول هي أفضل الزيارات وأمتنها وأفصحها وهو يقول:"أنا لم أزر أحدًا من الأئمة بعد ذلك إلا بهذه الزيارة" ومثله ابنه العلامة المجلسي الشيخ محمد باقر المجلسي صاحب كتاب بحار الأنوار أيضا أثنى على هذه الزيارة ثناءً كبيرا وبيّن وجوه تميزها على غيرها. تعلمون أن صاحب البحار عمله مختلف، في البحار كان جمعا كان يريد أن يجمع التراث الشيعي في موسوعة واحدة ولذلك لم يكن في صدد التحقيق ند واستبعاد الروايات غير المعتبرة أو استبعاد الكتب غير المعروفة بل كان يريد أن هذه الكتب بدلا من أن تتطشر وتتفرق وتضيع ويضيع بذلك تراث أهل البيت أن يجمعها، ومكنه من ذلك كونه في زمانه شيخ الإسلام. في أيام الصفويين كانت عاصمتهم في أصفهان وهو كان أكبر العلماء، فكان تحت يده أعوان وإدارة وميزانية وعلماء وله نفوذ في الدولة انتفع من كل ذلك أنه جمع كل ما يمكن أن يُجمع من كتب الشيعة. أرسل أناسا إلى اليمن وأناسًا إلى الهند وأناسًا إلى مصر وأناسًا إلى بلاد الشام. كل الأماكن التي يُحتمل أن يكون فيها كتب من شيعة آهل البيت ولاسيما الكتب التي ترجع إلى أوائل زمان الغيبة أو ما قبل زمان الغيبة وبذل لهم أموالا طائلة للحصول عليها، فعثر على عدد هائل من الكتب جمعت وانتخبه ووضعه في كتاب بحار الأنوار مطبوع الآن في مئة وعشرة مجلدات لكنه لما جاء مثلا في كتاب شرح الكافي لم تكن هنا قضية جمع فكان فيها نقد وتحقيق ومعرفة الأسانيد. أي سند من الاسانيد غير مُعتبر يُشير إليه أن سنده ضعيف وذاك مقبول وهذا كذا وشرح لهذه الكتب. في كتاب مرآة العقول شرح كتاب الكافي الأصول من الكافي، فالعلامة المجلسي أيضا يُنظر إليه باعتبار أنه محدٍّث خبير وناقد جيد للنصوص ليس أنه فقط جمّع الأحاديث كان ما كان.
العلامة المجلسي أثنى على هذه الزيارة ثناء كثيرا وغيره صاحب الوسائل أيضا في نفس زمان الشيخ المجلسي الشيخ محمد بن الحسن الحر العاملي المتوفى سنة ١١١٤ ظاهرا أو ١١١٩ ترديدا مني. و هذا الرجل من العلماء الكبار والمحدثين المهمين والآن لا يستغني فقيه ومجتهد شيعي عن كتاب وسائل الشيعة للعمل في الاستدلال والاستنباط الفقهي. أيضا نفس الشيء أثنى على هذه الزيارة وغير هؤلاء كالشيخ الأنصاري والميرزا أبو القاسم القمي الشيخ أحمد زين الدين الأحسائي وغير هؤلاء من العلماء اللي بعضهم له شروح عليها وبعضهم فقط أثنى عليها فهذا أيضا يؤيد الاعتماد على هذه الزيارة موقف العلماء بهذا المستوى من العلماء وأما بغير هذا المستوى فشيء كثير. الوحيد البهبهاني أيضا مؤسس المدرسة الأصولية الحديثة كذلك، الشيخ الأعظم الأنصاري كذلك.
يُضاف إلى ذلك شيء ثالث أو رابع وهو أن قيمت من العلماء وهو كلام سليم ما يقولونه. يقولون أنه بعض النصوص هي تدل على ذاتها بذاتها كما يقولون في شعر للمتنبي يصف فيه دابته أو كذا يقول:
"سبوح لها منها عليها شواهد"
شغلة هي تعرب عن نفسها، هي تتحدث عن ذاتها. الزيارة الجامعة من هذا القبيل. ليش؟ لأن مقامات المعصومين عليهم السلام نحن الشر العاديون لا نصل إليها ولا نعرفها، إما أنه يجب أن يكون واحدا منهم يعرفها أو خالقهم وربهم لأنه هو الذي خلقهم ومدحهم وأثنى عليهم ورتبهم في هذه المراتب وأما سائر البشر فلا يستطيعون هذا. افترض مثلا إذا تريد تقيم أعلى طبيب في هذه البلدة وأنت إنسان عادي ليست ليك معرفة بالطب، هل تستطيع ذلك؟ كلا. إما أنك تأتي بطبيب في مستواه أو تأتي بطبيب أعلى كي يقيمه كذلك بالنسبة لمقامات الأئمة ومنازلهم وعلو شأنهم المعصومين عموما لازم إما أن يكون واحدا منهم يعرف حدود مقاماتهم أو أن ربهم يثني عليهم. أثنى عليهم في كتابه في الآيات المباركات التي تحدثنا عنها فيما مضى من الليالي، وهناك قسم اخر أن النبي يصف العترة أو أن بعض العترة يصف بعضهم الآخر هذا ممكن، وأما أنا الشخص الذي لا أحيط بهم علما ولا أرتقي إلى معرفة منازلهم كيف لي أن أصفهم بهذه الأوصاف فهذا النص من ذاته إذا تأمل الإنسان فيه يجد أنه نص معصوم لا يستطيعه البشر العاديون. أضف إلى ذلك، هذا مو نص يتيم وإنما ورد مثل في روايات عن المعصومين عليهم السلام. راجع كتاب الأصول من الكافي تجد ان الأفكار الموجودة في هذه الزيارة موجود لها أصول بروايات معتبرة في كتاب الكافي بل توجد أيضا بشكل متفرق في زيارات أُخر معلومٌ انتسابها إلى أئمة أهل البيت صلوات الله عليهم، فلو تأتي تجمع هذه تحصل على مقدار كبير كأنما الإمام الهادي عليه السلام جمع ما تفرق في كلمات آبائه وأجداده وأضاف إليها مقامات أخرى وبيانات إضافية فجاءت هذه الزيارة الجامعة الكبيرة.
بُنيت هذه الزيارة الجامعة هي قريبة مما ذكرناه في ليلة مضت عن بنية الزيارات. قلنا بنية الزيارات غالبا تتكون من فقرة التسليم وإلقاء السلام، وفقرة الشهادة شهادة الزائر بمجموعة من الاعتقادات والمعارف والأمر الثالث تفصيل صفات وسيرة وتاريخ الشخص المزور. هذا ذكرناه في ليلة مضت. الزيارة الجامعة أيضا هي في نفس هذا الاتجاه فإننا نجد في البداية فيها خمسة سلامات، خمس فقرات تبدأ بالسلام "السلام عليكم يا أهل بيت النبوة وموضع الرسالة ومختلف الملائكة" "مُختلف" ليست من الخلاف وإنما من الاختلاف، الاختلاف يعني تكرر الذهاب والمجيء. علماء يقولون: اختلفت إلى فلان سنوات فاستفادت منه كثيرا. اختلفت إليه يعني رحت إلى درسه ورجعت. أنت تختلف إلى عملك لمدة مثلا خمس سنوات فكل يوم رايح وراجع إلى منزلك ومنه أيضا يُفسّر "اختلاف أمتي رحمة" مو اختلاف يعني بينهم يتخالفوا وإنما اختلافهم إلى أهل العلم والمعرفة. يذهبون إليهم، وإذا صارت عندهم مسألة يرجعون إلى أئمتهم فإن لم يكن أئمتهم موجودين ظاهرا يختلفون إلى أهل العلم إلى نوابهم، وإلا الاختلاف بمعنى هذا يختلف مع ذاك وهذا يتفرق عن هذا وهذا يتعارك مع هذا، هذا ما فيه رحمة. الرأي الراجح في "اختلاف أمتي رحمة" يعني اختلافهم إلى من ينتفعون بعمله وهداه. "مختلف الملائكة"٬هو أيضا هكذا، يعني المكان أنتم أيها المعصومون المكان الذي تختلف إليه الملائكة صاعدة ونازلة. "إنا أنزلناه في ليلة القدر (١) وما أدراك ما ليلة القدر (٢) ليلة القدر خير من ألف شهر (٣) تنزّل الملائكة والروح فيها بإذن ربهم من كل أمر" أين ينزلون؟ في رواياتنا، على الأئمة المعصومين عليهم السلام، وهناك روايات يقول فيها بعض الأئمة لمن سألهم يقول لو جئت لمنزلنا بالمدينة لأريتك مكان نزول الملائكة. لا تستعظم أنت هذا.
ملائكة خدم لرسول الله صلى الله عليه وآله، جبرئيل على عظمته وهو أعظم الملائكة لولا روح القدس إذا لم يكن هو كذلك يأتي ويقف يستأذن على رسول الله صلى الله عليه وآله.
وهذه ما قاله الشاعر: "قلت لا أهتدي لمدح إمام كان جبريل خادما لأبيه"
ليست مجاملة وإنما حقيقة. جبرئيل أحد الخدمة والأعوان لرسول الله صلى الله عليه وآله مو في منزلته ولا في منزلة الأئمة فضلا عن أن يكون أفضل منهم. على أي حال، ف"مختلف الملائكة" معناه محل نزول الملائكة.
هنا يبدأ في خمسة تسليمات، كل الزيارة الجامعة فيها خمسة تسليمات على فقرات. هل لهذا ارتباط هذا العدد بكون الصلوات المفروضات خمس أو لا ؟ لا نستطيع أن نقول ذلك بجزم. هل هو من الاتفاق أنه كما أن الصلوات المفروضة خمس فإن التسليمات عليهم أيضا هي خمس؟ "يا أيها الذين آمنوا صلوا عليه وسلموا تسليما" هل لها ارتباط بهذا أو لا؟ لا نستطيع أن نجزم بذلك ولكن هذه ملاحظة ينبغي أن يفكر فيها.
هذا التشابه في التسليم في العدد، عندنا الشهادات فيها أربع شهادات "أُشهد الله وأُشهد ملائكته وأنبياءه ورسله أني مؤمن بكم وبما آمنتم به، كافر بعدتكم وبما كفرتم به" إلى غير ذلك.
هذه الشهادات أربعٌ في هذه الزيارة، والتفدية بالمال والنفس والأهل والولد أيضا أربع مرات "بأبي أنتم وأمي ونفسي ومالي وأهلي" وفي بعض النصوص "وأسرتي" " من أراد الله بدأ بكم ومن وحّده قبل عنكم ومن قصده توجه بكم" إلى آخر هذه الفقرة.
وأما المتن الكامل لها، فهو تبيين أوصاف أئمة أهل البيت عليهم السلام، وهي بحق دورة معارف عقائدية مستوعبة لدور الأئمة الهادين صلوات الله وسلامه عليهم في أئمة ومنزلتهم من الله عز وجل.
وهنا لابد أن نشير إلى فكرة وهي أن أهمية هذه الزيارة ومما يضفي عليها أهمية إضافية أنها جاءت في وقت قد انتشر فيه في زمان الإمام الهادي تيارات الغلو في أهل البيت عليهم السلام لذلك هذا الراوي يريد قول بليغ وكامل ولكن في نفس الوقت ليس مشوّش، لا ينسب ما لله للبشر وأنما ضمن الحدود العقائدية السليمة. من هنا وجدنا وهذي ملحوظة قد لا نجدها في سائر الزيارات أن الإنسان إذا أراد أن يزور بعد أن يتوضأ وهو مستحب في ذلك يأتي أولا ويكبر أربعين تكبيرة قبل أن يزور الزيارة الجامعة ، ثم يسكن قليلا ثم يكبر ثلاثين مرة ثم يسكت ثم يكبر ثلاثين مرة يعني المجموع مئة مرة. مئة مرة تكبير، لماذا؟ حتى لا واحد اللي يكون ضعيف الذهن وغير قادر على الاستيعاب عندما يأتي يقرأ "بكم فتح الله وبكم يختم وبكم بنزل الغيث وبكم يمسك السماء أن تقع على الأرض إلا بإذنه وعندكم ما هبطت به ملائكته وأتت به رسله" إلى آخرها. كيف يعني؟ وسوف نأتي إلى توضيحها بعد قليل مثل هذه الفقرات. يقول لك دير بالك من البداية هالمقامات هذه ثابته لهم ونحن قادرون على توصيفهم بهذه الأوصاف لكن الله عز وجل أكبر من التوصيف.
الله سبحانه وتعالى لا تستطيع أن تصل إلى كمال صفته. هؤلاء بشر عباد مكرمون اختصهم الله واختارهم "أنتم الدعاة إلى الله والأدلاء على مرضات الله والقائمون بأمره والعاملون بإرادته خلقكم الله أنوارًا" ترى أنت لستم خلّاقين ولا أنت شركاء لله ولا أنتم أبناء الله. لا، أنتم بشر ممن خلق ولكن أي بشر هؤلاء
رسول الله صلى الله عليه وآله بشر وأنا وأمثالي بشر ولكن شوف الفاصلة بملايين السنين الضوئية. هذا بشر وهذا بشر. فأول شيء يقول دير بالك، وكبر الله مو مرة واحدة وإنما مئة مرة تكبر الله وأنت ملتفت لذلك جُزّئت و"الله أكبر" مو أكبر من فلان وفلتان بل الله أكبر من الوصف. الله أكبر من النعت، الله أكبر من التعريف. يستعصي اللهُ سبحانه وتعالى على تعريفه وتوصيفه ونعته وبيان ذلك. بالنسبة إلى المعصومين يمكن تعريفهم وتوصيفهم. نعم، منازلهم في أعلى المنازل في أرقى المراتب، مهبط الوحي، معدن الرحمة. ومعدن يعني في اللغة العربية هو المكان الذي تستخرج منه المعادن. وادي الذهب مثلا يقول لك هذا الجبل في داخله فلز الذهب كل ما تطلع منه ما يخلص. في اللغة العربية هذا هو المعدن أنتم معدن الرحمة أنتم مهبط الوحي المكان اللي يهبط فيه الوحي وتتنزل فيه الرحمة والمعرفة الإلهية أنتم خزان العلم منتهى الحلم أصول الكرم قادة الأمم أولياء النعم عناصر الأبرار دعائم الأخيار ساسة العباد أركان البلاد. كل هذا لكم ضمن الحالة البشرية فهذه الزيارة جاءت في خط مقاوم للغلو لذلك نتعجب من بعض الناس اللي يقول لك هذه الزيارة الجامعة هي فيها غلو وكيف تكون هذا. هي جاءت ردا على الغلو هي حد وسط بين الغلو وبين التقصير، بين واحد يجي ويقول أئمة أهل البيت عليهم السلام هؤلاء علماء حكماء أبرار أتقياء صلحاء. لا، مو بس هذا. هم أئمة منصوبون منصوص عليهم معصومون من كل قبيح مجدهم النبي محمد صلى الله عليه وآله. الزيارة الجامعة سلاح له شعبتان، شعبة تواجه أهل التقصير الذين لم يصلوا إلى مقامات الأئمة عليهم السلام فتصوروهم مراجع تقليد ومراجع دين، علماء خوش شيء في تاريخ المسلمين. ليسوا كذلك. لم تعرفوا الأئمة، وعلى ذاك الطرف الذي يتصور أنهم أبناء الله، شركاء الله. لا، هذا أيضا غير صحيح.
كلام بليغ كامل يبين صفات الأئمة المعصومين عليهم السلام ومنازلهم في أرقى المستويات ولكن ضمن الحالة البشرية، من هنا ننتقل للإجابة على بعض الأسئلة.
أحيانا ولا سيما الفئة المناكفة مذهبيا عادة يقولوا "شوف الشيعة لديهم شرك يقولون بكم فتح الله وبكم يختم وبكم يمسك السماء أن تقع على الأرض أكو شرك أكثر من هذا بعد، بكم ينزل الغيث، كيف هذا ؟ أين الشرك إن لم يكن هذا شرك"
أنا أولا نصيحتي إلى الإخوة المؤمنين والأخوات المؤمنات من أتباع المذهب ألا يضيعوا أعمارهم ولا أوقاتهم في مناقشة أمثال هؤلاء. لماذا؟ لأن هذا أولا ليس مستعدا لأن يفهم فضلا عن أن يؤمن.
هو لا يريد أن يفهم منك شيئا لذلك يتصور أنه هذا هو أول سؤال جابه في تاريخ البشر ومحّد يقدر يقوم مثل شايف بعض الفيديوهات التي تعنون ب" خمسة أسئلة لا يستطيع الشيعة أن يجيبوا عليها"
الظاهر هو توه موتعي من النوم ومو شايف طول هالمدة يعني آلاف الأسئلة التي طرحت على المذهب وحقيقة آلاف الأسئلة ومو اليوم ولا أمس، ما دامت الخلافة الرسمية هي المتصدية، كانت هذه الأسئلة موجودة. وفي المقابل أئمتنا عليهم السلام ثم علماءنا ثانيا أعلى الله كلمتهم كانت عندهم الإجابات الواضحة والبينة والجلية فكثير من الأحيان يشوف الإنسان هذا مضيعة للوقت هذا ليس طالب حق بل حتى من طالب فهم. أنت إن لم ترد أن تؤمن افهم على الأقل. هو لاهذا ولا هذا. قبل أن تنتهي من كلمتك تراه يطرح إشكالا آخر كحبة النطاطة. تروح للسؤال الثاني تجيبه يجيب لك سؤال ثاني يابه خلنا نكمل البحث، هذا واحد
والثاني، أن من هو خارج المدرسة لا يمكن أن يقتنع. هذا أصل أنهم أئمة لا يعترف به، أصل أنهم معصومون لا يعترف به، أصل أنهم أعلى الناس لا يعترف به. راح يجي يعترف ب"بكم فتح الله وبكم يختم وبكم ينزل الغيث"! ما ممكن هذا، فأنت تضيع وقتك. نعم، إذا واحد من ضمن دائرة المذهب والمدرسة وطرح سؤالا للاستفهام جوابه واضح
ماذا يعني "بكم فتح الله وبكم يختم وبكم ينزل الغيث وبكم يمسك السماء أن تقع على الأرض" الجواب : الله سبحانه وتعالى بحسب ما قسموا في بحث العقائد له نوعان من الصفات، قسم يسمونها صفات ذاتية وقسم يسمونها صفات فعلية أو صفات الذات وصفات الفعل.
صفات الذات لا يمكن أن تتأخر في أي وقت في أي لحظة من اللحظات مثل صفة الحياة أن الله حي. هل من الممكن أن الله ليس بحيٍّ ولو لحظة واحدة؟ مو ممكن. صفة القدرة، هل الله من الممكن الا يكون قادرا في لحظة من الزمان؟ كلا. الحكمة كذلك، القيمية على الخلق كذلك. هذه نسميها صفات الذات، لا يمكن أن تتعطل حسب التعبير أو تتوقف أو تتأجل او لحظة واحدة.
وعندنا صفات الفعل، فعل الله عز وجل، هذي ممكن اليوم تصير وبكرة ما تصير، تصير لك ولا تصير لغيرك مثل الرزق. الله يمكن أن يرزقني الآن وبعد ساعة يحجب رزقه عني ولا يرزق. الله الآنسان يرزقني وغدا لا يرزقني، الله سبحانه وتعالى يعطيك وغدا لا يعطيك. "يهب لمن يشاء إناثًا ويهب لمن يشاء الذكور" يعطي إلى هذا وهذاك لا يعطيه، هالسنة يعطي تلك السنة لا يعطي، هذه صفات الأفعال.
صفات الأفعال من الله سبحانه تعالى ممكن تتوقف لأنها تحت إرادته، الآن بإرادته لا يرزقك، فالرزق مو مثل الحياة، الله رزاق مو مثل الله حي. الله حي لا يمكن لحظة من اللحظات أن يكون غير حي ولكن الله رزاق يمكن الآن أن يصير غير رزاق لك وغير رزاق لي. يُعطي ولا يعطي، يرزق ولا يرزق، يحفظ ولا يحفظ وهكذا.
في صفات الفعل، الله سبحانه وتعالى جعل إدارة الكون في الغالب غير مباشرة في الغالب عبر وسائط. لذلك، يميت بس مو دائما بيده. "الله يتوفى الأنفس حين موتها" لكن شنو الواقع؟ " قل يتوفاكم ملك الموت الذي وّكل بكم" الله سبحانه وتعالى ما يجي يأخذ روحك يسلها هالشكل بنفسه وإنما الذي وُكل بكم. الله سبحانه وتعالى يستطيع أن يحيي الحياة الخضراء مباشرة يأمر النبتة أن تنبت، لكن أجرى سنته أن يكون ذلك بواسطة أحد جنده وهو الماء. الماء لابد أن يأتي ويتسرب في العرق فتنمو تدريجيا. الله يقدر أن يسويها بدون ماء أو لا؟ يقدر. يقدر يسوي غير متدرج أو لا ؟ يقدر بلحظة وتصبح الشجرة صاعدة في السماء منبتة كلها. الله ما جرت سنته هكذا وإنما جعل هذا الأمر (وهو الماء)
سقي الأرض، الله سبحانه وتعالى جعله عبر السحاب فجعل السحاب هو الساقي للأرض وجعل شرب البشر بإزال المطر من السماء، اللي يصير "فسلكه ينابيع في الأرض" حتى الآبار اللي أنت تشرب منها والأنهار هي من ذلك الذي يأتي من السماء، لكن الله هو يسوي السحاب بهذا الشكل ويجمعه أو عبر عملية معينة تبخير فتصاعد ثم ذلك مروره بمنخفض جوي أو غير ذلك فينزل ويهبط في باطن الأرض يتفجر إما ينابيع بنفسه أو يستنبط منهال العيون والآلات. الله يقدر كل هالأشياء هالشغلة الطويلة العريضة ما يسويها يقدر أن يسويها مباشرة بنفسه يحيي ويميت ويرزق. بدل أن يحتاج شخص للرزق أن يروح يتاجر ويروح ما أدري يشتغل ويصعد ويبيع وإلى آخره، يابا كل يوم تحت مخدتك صرّة موقعة بتوقيع الله عز وجل. ليش هالشغلة هذي تصير. يقدر الله أو لا يقدر؟ يقدر. هل يضره شيء ؟ لا يضره شيء، لكن نظام الكون كله في الصفات الفعلية غير قائم على المباشرة، وإنما قائم على التوسيط. من فوائد ذلك أمور كثيرها أولها اكتشاف أسرار الكون. لو كان يتدخل الله سبحانه وتعالى بشكل مباشر في كل شيء لأصبح الإنسان لا يعرف شيئا عن الزراعة أي شيء، لأصبح الإنسان لا يستطيع ويعمل استمطار للسحب. هذه الأيام قاعدين يسوون استمطار للسحب. إذًا كان مباشرة الله سبحانه وتعالى هو اللي يراكم السحب ويجمعها بنفسه وبذاته يعني القانون مو بإيدك، إذا القانون مو بإيدك يعني أنت ما تقدر تستفيد من هذا. الزراعة أيضا مو بيدك. الطب أيضا مو بيدك. النكاح والزواج أيضا مو بإيدك. الله يقدر يسوي أولاد من بدون أن يحتاج إلى لقاء بين زوجين، لكن ما جرت سنته في ذلك على هذا الأساس وإنما يخلق الله سبحانه تعالى عبر قوانين وعبر تسائل وبشكل غير مباشر.
الصفات الفعلية لله عز وجل هي بواسطة عبيده. الله يقدر يحفظ الافلاك والنظام الكوني بدون قضية الجاذبية أو لا يقدر؟ يقدر ولكن الله سبحانه وتعالى جعل هذا القانون في كل كوكب من الكواكب قوة جذب إلى الداخل وقوة طرد عن الغير. لذلك هذا يبقى في مداره "لا الشمس ينبغي لها أن تدرك القمر ولا الليل سابق النهار" الله يقدر بدل أن يسوي لك جاذبية ويسوي لك قوة طرد وقوة جذب ودوران حول كذا كلها يمسكها بيده مباشرة. لا، هذا في ما يرتبط بصفاته الفعلية كانت عبر الوسائط. الأوزون طبقة تحفظ الأرض من الأخطار والإشعاعات. الله يقدر بدون هذا مباشرة سبحانه وتعالى. ليش لازم يسوي طبقة والبشر لازم ما يخربوها وإذا صار تخريب لها كذا وكذا. ما يحتاج كل هذا الكلام. الله بيده كل شيء ويستطيع على كل شيء. إما يطفي الإشعاعات فوق تو لا توصل هالصوب أو يسوي بشكل آخر لكن لا. الجاذبية أحد الجند، طبقة الأوزون أحد الجند، الماء يصير أحد الجند، السحاب يصير أحد الجند، قوة الشمس تصير أحد الجند ويدير الكون على هذا الأساس. انزين جاذبية تسوي كل هذي الأشياء سيد الأنبياء محمد وآله المعصومون أقل من جاذبية أرضية! وأق من غاز يسمى الأوزون! وأقل من ملك يسمى الملك الفلاني موكل بكذا وكذا من الأمور! ليس كذلك لا سيما وقد أخبروا عن هذا الأمر ولما يقال بكم مو يعني أنتوا. لذلك يقول"وبكم يمسك" الله الذي يمسك. بالشمس ينمي الله الزراعة في الأرض مو الشمس هي التي تنميها بل بهذه الواسطة ضمن سنته بهذه الطريقة، ضمن معادلته. بالأوزون يحفظ الأرض من الاشعاعات، بالجاذبية وأمثالها يحفظ كل كوكب في مساره المحدد. الله يحفظ ولكن عبر هذا القانون، عبر هذا الوسيط، عبر هذا الجندي، عبر هذا العبد. وكل هؤلاء عباد لله القانون الذي يجعله عبد الله، الجاذبية عبد لله، الملَك المرسل عبدٌ لله، النبي عبد لله،الإمام عبد لله والله يمسك كل شيء عبر هذه الوسائط. هذا ليس خللا في قدرة الله، هذا نظام الله، سنة الله.
هل لمّا الله يخلي في الماء قدرة على الإنبات عاجز عن أن ينبت بذاته من دون ماء؟ لا. ولكن السنة هي هكذا، لتنظيم الحياة البشرية لابد يكون هكذا، لاكتشاف ولنمو البشر ضمن الحالة العادية لازم يصير بهذا القانون. أما لو كان كله غيب في غيب لا أحد يطلع عليه. "إنما أمره إذا أراد شيئا أن يقول له كن فيكون" من دون قانون خارجي ولا سنة ظاهرة. أنا ما أقدر في ذاك الوقت كبشر أن أتعرف على هذه القوانين ولا أسخر الطبيعة. فمن رحمة الله عز وجل بالبشر أن جعل لهم هذه القوانين، وهذه الجنود المجندة، وهذه الملائكة المقسمة، وهذه الأوصياء التي بها فتح الله، بها يختم، بها ينزل الغيث إلى غير ذلك من الأمور.
يجي لك ويقول خوب أكو بعدعندنا " إن إلينا إياهم (٢٥) ثم إن علينا حسابهم" فشلون تخاطب الأئمة ب"إياب الخلق إليكم وحسابهم عليكم وفصل الخطاب عندكم وآيات الله لديكم وعزائمه فيكم ونوره وبرهانه عندكم" كيف هذا؟! القرآن يقول "إلينا" وأنتم تقولون للأئمة؟ كيف هذا؟
الكلام هو نفس الكلام. بالعكس، لو أن إنسانا قال الله هو الذي يحاسب والناس يروحون له. وين يروحون ؟ وين مكانه ؟ تورطنا بالتجسيم والتشبيه. تعال يا الله أنا ما أسمع الكلام أعد الكلمة. الله هو الذي يحاسب مباشرة هو راح يحاسبني هو راح يقول لي، هو راح يخاطبني. حسنا، أين الله ؟ هذا مثل "ألا إلى الله تصير الأمور" مرجع الأمور كلها إلى الله عز وجل، حساب الخلائق كلها عند الله سبحانه تعالى لا بمعنى أنه هو الذي يباشر هذه الأمور وإلا وين منكر ووين نكير، وأين ملائكة الحساب وأين اللي يجيبون الكتب؟ هل الله هو الذي يأتي بالكتب لكل واحد تفضل هذا كتابك؟ لا، هناك أعوان، هناك وسائط، هناك مباشرون. نحن نرى هذا حتى في الحياة العادية فضلا عن عظمة الله. هل رأيت سلطانا هو يجي يقسم مكافأة على الناس؟ هاك أخذ هذي من عند الملك وهذا من عند السلطان؟ لا، أعوان عنده ولكن يقال لك هذه عطية السلطان، عطية الملك، هذا بقرار من رئيس الدولة حتى لو كان اللي يسلمه زيد وفلان وفلان.
"إلينا إيابهم" يعني ما يروحون مكان آخر. وين يروحون الظلمة، العصاة، المتكبرون؟ مصيرهم إلينا. "ألا إلى الله تصير الأمور" أين ما ذهبت تعود إلى هنا، تذوب في الأرض وترجع هنا. ومو أيضا شخص آخر تتوسل به، لا. حسابك عند الله سبحانه وتعالى. هسّه كان بواسطة هذا الملَك أو بواسطة هذا النبي أوبواسطة هذا الإمام إلى غير ذلك، هذا يصير.
نعتقد بأن رسول الله صلى الله عليه وآله والأئمة المعصومين عليهم السلام يتولون مباشرة حساب قسم من الناس وبناء عليه أيضا يشفعون فيهما يشاؤون ويدخلون من يشاؤون الجنة. ماذا يعني علي قسيم الجنة والنار؟ شنو يعني قسيم الجنة والنار؟ إذا هو لا يحاسب ولا يقسم ولا يودي ولا يجيب. رسول الله صلى الله عليه وآله هو أعلى من علي عليه السلام وعلي هو يده اليمنى ويفعل ذلك ضمن أمره وقرار رسول الله الذي أعطاه الله هذه الصلاحية. المأمون العباسي يقول للإمام الرضا عليه السلام "ماذا يعني علي قسيم الجنة والنار" مما يعني أن هذا حديث منتشرا حتى عند الفئة الأخرى. نحن نعتقد بذلك ونسأل الله سبحانه وتعالى أن يقسم لنا شفاعتهم ورضاهم ومحبتهم. ابن أبي الحديد المعتزلي يخاطب أمير المؤمنين عليه السلام ويقول له: " يا قالع الباب الذي عن هزه. عجزت أكف أربعون وأربع
أأقول فيك سميدع حاشا وكلا أن يقال سميدع
بل أنت نور الله جل جلاله لذوي البصائر يستشف فيلمع
بل أنت في يوم القيامة حاكم في العالمين وشافع ومشفع"
هذ من غرر قصايد ابن أبي الحديد المعتزلي وبعضهم يرى أنه في آخر أمره انتهى إلى منهاج أهل البيت عليهم السلام. هذا يحتاج إلى تحقيق على كل حال. بل هذا الكلام " بل أنت في يوم القيامة حاكم" تقسم فهذا إلى هذا الصوب وذاك إلى ذلك الصوب، تشفع لهذا وتلعن ذلك
"بل أنت في يوم القيامة حاكم في العالمين و شافع ومشفع"
نعتقد أن رسول الله وأئمة الهدى هم في هذا المنصب. ألسنا نقرأ "وشهداء دار الفناء وشفعاء دار البقاء" وتقول في الأخير " اللهم إني لو وجدت شفعاء أقرب إليك من محمد وأهل بيته الأخيار الأئمة الأبرار لجعلتهم شفعائي إليك". الرواية عندنا عن الإمام الباقر عليه السلام في حق الزهراء فاطمة: "فاطمة تأتي يوم القيامة على دابة من النور فينادي مناد عن الجليل يا معشر الخلائق غضوا أبصاركم حتى تجوز حبيبتي وابنة حبيبي فاطمة فيغض الخلائق أبصارهم كرامة لفاطمة الزهراء" |