من عصر التاسع إلى لحظة مقتل الامام الحسين 10
المؤلف: الشيخ فوزي السيف
التاريخ: 10/1/1443 هـ
تعريف:

من عصر التاسع الى لحظة مقتل الامام الحسين  

كتابة الفاضلة رائدة العبيدي

إن ما يكمل رسالة الحسين عليه السلام ومما يجعل دمه الشريف وكلماته تعطي أكلها كل حين بإذن ربها هي أن يتخذ الإنسان المؤمن في مثل هذه الليلة وفي مثل يوم العاشر قرار الإنطلاق من مرحلة إلى مرحلة من خطوة سابقة إلى خطوة جديدة.

كمثال: ذلك الذي تعود على الصلاة مثلا ليتخذ قرار بينه وبين نفسه ان يخطو خطوة باتجاه الصلاة في أول وقتها ليقل في هذه الليلة كرامة لك واستجابة لندائك ورعيا لدمك الشريف يا أبا عبدالله، أنا اقرر أن اخطو خطوة في حياتي باتجاه الطاعة، صلاتي لا أؤخرها عن أول وقتها قدر الإمكان إلا إذا غلبت على ذلك ولم أتمكن. 

ذلك الإنسان الذي هو أقل من هذا ربما تفوته بعض الصلوات في وقتها كصلاة الفجر أو غيرها من الصلوات، لو وقف بينه وبين نفسه هذه الليلة أو مثل غد ساعة المقتل وقال يا أبا عبدالله لأنك صليت الصلاة في أول وقتها ومع اشتباك الاسنة وضربات السيوف أنا أقرر مع نفسي أن لا تفوتني صلاة عن وقتها قدر الإمكان واسعى لذلك. 

وإذا قرر الانسان وأراد فإن الله سبحانه وتعالى يعينه ويوفقه، ولا سمح الله أن انسان ذكر كان أو انثى، وغلب عليه الشيطان وكان لا يؤدي الصلاة، فليقف في هذه الليلة وغدا ويعاهد الله لأجل الحسين عليه السلام واستجابة لندائه وحفظا لتضحياته أن يكون عازم على ألا يترك صلاته ابدا. فيكون قد اتخذ خطوة للأمام، اتخذ خطوة يرضى عنها سيد الشهداء.

 لو ان كل انسان موالي اتخذ خطوة في حياته تقدمت عن الخطوات السابقة لوجدنا ان موسم محرم هو مثمر على الجميع.

نجد في هذا الموسم وما مضى أن الكثير يتغيرون، ولكن ماذا لو ان الكل فعل مثل ذلك حتى الملتزم حتى المتدين، هي درجات أنت بحدود الالتزام بالصلاة والصيام وسائر الاحكام وفقك الله، ولكن هذه ليست نهاية الدرجات. قرر في هذه الليلة أن نرتقي درجات في سلم الطاعة هذا.

التذكير أو التغيير الآخر أن نسعى بتعريف الناس جميعا بالحسين عليه السلام 

الآن في الوسط الشيعي الموالي لأهل البيت عليهم السلام الحمد لله رب العالمين نجد في كل مكان من أقصى أفريقيا وأماكن لم نسمع باسمها على أثر عمل العاملين وتبليغ المبلغين وقبل ذلك على أثر جاذبية الحسين عليه السلام ترى هؤلاء يقرأون العزاء ويذكرون الإمام عليه السلام 

هذا امر مقدر وحسن ولكن هذا لا يشكل اغلبية المسلمين نحن نريد ان نصل إلى يوم تكون فيه ليلة ويوم العاشر كل العالم الإسلامي يعلم عن مصرع الإمام الحسين وأهداف الحسين ويذكر الحسين ويحتفي بها ويحييها، بل حتى نصل بها إلى غير المسلمين وهذا ممكن ومتيسر وبأبسط الأمور.

ماذا لو قرر كل واحد من شيعة أمير المؤمنين هذا القرار، أن يجعل 1% من دخله في سبيل تبليغ نهضة الحسين، يا ترى كم يؤثر فينا 1%! لا شيء، لكنه حين يجتمع ترى انه بالنسبة لهذه القضية مؤثر.

 1% مما اكسبه أنا ممكن أن يتحول الى كتاب او كتب بلغات مختلفة او برامج او دعم مبلغ وكفالة متحدث في اقصى البلاد. 

لو تصورت ان شيعة اهل البيت تكفلوا فيه ستجد ان الله يطرح البركة فيه وحينها تجد ان هذه القضية بعد عدة سنوات سيصل صوتها الى كل مكان.

والان هذا التقدم الموجود في العالم أصبح بإمكان الانسان بأيسر الإمكانيات ان يتحول الى مؤسسة تبليغيه. 

في السابق كان لابد ان يكون لديك دار نشر ومبالغ طائلة وغيرها وفوق هذا يقف الظالمون امامك لمنع نشرها، كل هذا اليوم لا نحتاج اليه، فبأيسر التكاليف وابسط الوسائل الآن بإمكان الانسان ان يرسل فكرته للعالم.

فيقوم أحدهم بنشر فكر وثورة الامام الحسين بلغة كدا واخر بلغة أخرى واحد ينشر كتب واخر صوتيات واخر يدعم مبلغين واخر كدا وكدا حينها يعلم الناس ويعرفون عن الحسين.

تنوعت طرق تخليد هذا اليوم بين المسلمين، فمنهم من يكتفي بالحديث النبوي والصوم يوم عاشوراء، ومنهم من يندب نفسه الماً في التأخر عن نصرة آل البيت

الآن في بعض دول العالم الإسلامي يحتفلون ويرقصون ويلبسون الجديد ويطبلون جهلا منهم كما في المغرب العربي..

حيث زيف التاريخ يوم عاشوراء وأصبحت مناسبة توزع فيها الحلويات وتقام الاحتفالات كما في يوم العيد وهذه البلاد يوجد فيها أحفاد الإمام الحسن منذ أكثر من ألف سنة 

يوم عاشوراء أو (يوم زمزم) هو مناسبة يحتفل بها المغاربة في العاشر من محرم من كل سنة باحتفالات تختلف عن نظيرتها في بقية البلدان العربية والإسلامية، يصاحب هذا الاحتفال ما يسمى ب "لعشور" حيث يقوم كبار التجار في المنطقة بتوزيع هدايا عن الأطفال والشبان وكذا النساء، وتكون غالبا مبالغ مالية، الشيء الذي يزيد من فرحة هذا اليوم

كما يزعمون أن في اليوم العاشر توبة آدم من خطيئته الكبرى، ويوم نجاة نوح من الطوفان، ويوم عودة يوسف إلى أبيه الكفيف، ويوم خروج يونس من بطن الحوت، وهو كذلك يوم خروج موسى بشعبه من بلاد مصر.

وهذا من الناحية التاريخية باطل وقد ذكرناه في كتاب أنا الحسين ابن علي.

أنت ترى ان مثل هذه البلاد الإسلامية القريبة منا لم تصلها نهضة الحسين وقضية الحسين عليه السلام، ألا نستطيع أن نصنع شيء من أجل ذلك؟ ألا نستطيع إيصال الصوت إلى تلك الأماكن؟ 

نستطيع وبالإمكان إذا كان كل انسان يعتبر نفسه مسؤولاً 

ربما يأتي أحدهم ويقول لماذا المرجعية لا تعمل كل ذلك فهذا واجبها، انا وانت وكل واحد منا أيضاً مسؤول عن المشروع الحسيني، كما ان الحسين ضحى فنحن أيضاً يجب على كل واحد منا يضحى من أجل إيصال كلمة وصوت الحسين ولاريب أن الإنسان الذي يتمسك بعروتهم ويعمل على نشر كلمتهم ومذهبهم يأتيه الخير والبركات في الدنيا فضلا عنها في الآخرة نسأل الله لنا ولكم ان نوفق في نشر القضية الحسينية ونشر صداها إلى كل بلاد الدنيا.   



مرات العرض: 3836
تنزيل الملف: عدد مرات التنزيل: (0) حجم الملف: 46625.69 KB
تشغيل:

من آثار التحديث الاجتماعي الخطرة 9
مصير مجرمي كربلاء 11