حركة المختار الثقفي من البداية إلى مقتله 28
المؤلف: الشيخ فوزي السيف
التاريخ: 28/1/1442 هـ
تعريف:

حركة المختار الثقفي من البداية إلى مقتله

تفريغ الفاضلة فاطمة الخويلدي

حديثنا بإذن الله تعالى يتناول حركة المختار إبن أبي عبيدة الثقفي التي حدثت بعد شهادة الإمام الحسين عليه السلام  وسيطرت على الكوفة 

في حدود سنة ستة وستين هجرية سيكون حديثنا على مرحلتين المرحلة الأولى 

في بيان   تسلسل الأحداث التي  جعلت من المختار الثقفي ينتهي إلى هذه الحركة الرافعة لشعار يا لثارات الحسين عليه السلام  وكيف كان وأين كان منذو زمان مسلم إبن عقيل  إلى أن أستشهد الإمام الحسين عليه السلام وبعد ذلك

 ما حصل له  سيكون لنا حديثٌ حول تسلسل الحدث التاريخي المرافق   للمختار الثقفي هناك حديث آخر عن تقييم حركة  المختار وتقييم شخصية المختار كيف نقيم هذه الحركة  ماهو الرأي الصحيح فيها وما هو الرأي الصحيح في شخصية المختار  نفسه ولأن الحديث في كل الموضوعين يطول فمن الطبيعي   أن  ينقسم إلى قسمين  في هذه الليلة نتعرض إلى تسلسل الأحداث وفي ليلة أخرى  نتناول تقييمنا لشخصية المختار وحركته   المختار إبن أبي عبيدة الثقفي قيل إنه ولد في  نصف سنة الهجرة هجرة رسول الله صلى الله عليه وآله وبالتالي  يكون قد سبق مولده مولد الإمام الحسين عليه السلام بحدود أربع سنوات  وإلى   يوم مقتله سنة سبعة وستين هجرية  في شهر رمضان  في اليوم الرابع عشر 

سنة سبعة وستين هجرية   يكون عمره   في حدود سبعة وستين سنة  ولادته في السنة الأولى للهجرة  الأسرة والده كان من  أولياء أمير المؤمنين عليه السلام بالرغم  من  ان ثقيف كأسرة عموماً كانت ليست من  الأسر الموالية بشكل عام هناك بعض الأسر يغلب عليها  اتجاه محبة أهل البيت

 أو عكس ذلك ثقيف لم تكن من الأسر  التي يغلب عليها التفاعل مع أهل البيت عليهم السلام وإنما كانت أقرب إلى الخط  الآخر لكن وجد فيها مثل والد المختار الثقفي الذي   كان مع أمير المؤمنين عليه السلام أيضاً والد المختار كان  معروفاً بالحالة العسكرية والبسالة حتى أستعينت  به أيضاً في زمان الخليفة الثاني في بعض المعارك كمعركة الجسر  على أي حال المختار الثقفي أتى ضمن  هذا الإطار  وكان من الطبيعي ما دام والده بهذا القرب من أهل البيت عليهم السلام  ان يكون هو أيضاً قريباً من أهل البيت سيكون هناك فيما بعد   حديث ان المختار  الثقفي نظراً لانه نكأ جراح قتلة الحسين

 و نستطيع القول أدب الأموين ووقف أمام الزبيرين وقفة رجولة وشهامة لذلك ردوا له الصاع صاعين في  الكتب كتاب التاريخ الإسلامي  قسم منهم زبيريون بالفعل  من آل الزبيركان هناك 

من كتب التاريخ الإسلامي متعددون وهذا له بحثه الخاص والقسم الذي كتب التاريخ الإسلامي بأوامر من بني أمية سوف نشير له  إذا سنحت لي الفرصة 

من الطبيعي 

ان المختار الثقفي الذي أتى وتتبع قتلة الحسين  عليه السلام واحداً واحداً  الرؤوس تقريباً لم ينجو منهم احد 

 عمر إبن سعد ثم  عبيد الله إبن زياد خولى  الأصبحي  شمر إبن ذي الجوشن زيد إبن  رقاد حكيم إبن الطفيل هؤلاء الذين تتردد أسمائهم  في المصارع والمقاتل انهم فعلوا كذا وكذا  بشهداء أهل البيت عليهم السلام هؤلاء تتبعهم واحداُ واحداً  وقضى عليهم مرة إبن منقذ العبدي الذي استطاع ان يشرد إلى البصرة إلى آل الزبير مصعب إبن الزبير  نجا بنفسه  وإلا الأكثر قطع عليهم الطريق حتى شمر إبن ذي الجوشن هرب وصل إلى  نص الطريق لكن حسب التعبير ساقه قدره  يعني هذا صاحب شرطته أبو عمرة كيان المعروف

  كان عنده قدرة على جمع الخيوط والمعرفة فمجرد

 ان رأى شخص غريب في المنطقة أخذ معه تحقيق تبين أنه  جايب رسالة  

من شمر إبن ذي الجوشن إلى مصعب  إبن الزبير أنه أنا آت لكم وفي نصف الطريق  اعمل كذا وافعل كذا اخذوه إلى أن وصلوه إلى شمر ولقي جزائه  فتتبعهم واحداً واحداً فمن الطبيعي  أن يأتي  مؤرخ مأمور من   قبل بني أمية  ان يكتب تاريخاً لم يكتب عن هذا شيئ على الإطلاق  فلذلك أدعي عليه مرة قيل أنه أدعى النبوة مرة قيل أنه   أدعى  بنزول الوحي عليه ومن هذا الكلام الخرافي الذي  لا يقوله إنسانٌ يحترم نفسه ومثل ذلك  أيضاً أعداؤه  الزبيريون   بعتبار  في حالة مواجهة معه مواجهة مباشرة قاتلهم قاتلوه  إلى أن تغلبوا   عليه في الكوفة من الطبيعي لما واحد منهم  يأتي يكتب عن تاريخ المختار

  لن ينصفه  لن  يقول هذا إنسان كانت دوافعه نبيلة  او كان عنده بطولة او كان كذا وكذا من الطبيعي أن يشوه سمعته  المهم لذلك ينبغي الإلتفات إلى مثل هذه الجهات   عند الحديث  

ولذا البعض قال   حتى في  زمان الإمام الحسن عليه السلام أراد ان يسلم الإمام الحسن إلى   معاوية وهي رواية كاذبة يذكر السيد الخوئي رحمه الله  عن هذه   الرواية يقول هذه الرواية لا أصل لها ولا تثبت  بغض النظر عن ما هو الموقف النهائي  من المختار   

لكن هذه الرواية رواية غير صحيحة  المهم دعونا نبدأ نحن في تاريخه بشكل واضح 

 من قدوم مسلم إبن عقيل إلى الكوفة  الإمام الحسين عليه السلام كما ينقل ذلك  إبن أعثم في كتابه الفتوح وهو من الكتب القديمة  وفي كتب التاريخ مهم ان يرى زمان هذا  الكتاب مثلاً  يعني الكتاب الذي أولف مثلاً سنة مئتين وخمسين هجرية  أكثر قيمة من الكتاب الذي ألف سنة ألف هجرية لماذا؟ 

لقربه من سنة الحدث فينقل

 إبن  أعثم  في كتابه الفتوح ان الحسين  لما ودع   مسلم إبن عقيل عليهما السلام اوصاه بأن يأتي الكوفة و  ينزل عند أوثق أهلها وليس في أي مكان ينزل وإنما ينزل  عند شخص من الأوثق وليس من الثقات يعني الأوثق الأكثر   وثاقة فيأتي مسلم إبن عقيل

 أول ما نزل نزل عند المختار الثقفي وهذه فيها إشارة  مهمة بعتبار إننا نفترض ان مسلم إبن عقيل سوف  يلتزم بتوجيه الحسين بأن لا ينزل في أي دارٍ وإنما   ينزل داراً هي دار الأوثق دار الثقة   لظروف معينة أيضاً 

تم التغير فيما بعد وهذا يعرفونه أهل الحركات والثورات أنه ليس  من الصالح ان يبقى صاحب الحركة أو الثورة في مكان واحد وإنما يغير  أكثر من مكان فصار عنده تنقل مسلم إبن عقيل  فترة بقي هنا ثم انتقل إلى دار هاني إبن عروة ثم انتقل إلى  دار ثالثة وهكذا بدأ مسلم إبن عقيل في حركته

  المختار واحد من الأشخاص الذين ينظر إليهم على أنه قائد عسكري محنك شجاع  وقائد يوجد فرق بين الشخص الشجاع  والقوي وبين القائد العسكري قد يكون إنسان عنده  شجاعة عنده قوة ولكن ليس لديه قدرة على التخطيط العسكري  الاسياسي وقد يكون بالعكس عنده  قدرة على التخطيط السياسي ولكن  ليس لديه شجاعة وهذا الذي اتهموا به قريش أمير المؤمنين عليه السلام 

حتى لقد قال القائل منهم إن إبن أبي طالب رجلٌ شجاع ولكن لا علم له  بالحرب يرد عليهم قريش قالوا صحيح علي إبن أبي طالب بطل مغوار   كبير قوي ولكن ليس لديه تخطيط عسكري

 ( يقل لله  أبوهم وهل أحدٌ منهم أعرف بها مني لقد نهضت بها وأنا دون العشرين وها أنا ذا قد ذرفت على الستين )

يعني أنا الآن أربعين سنة حروب عندي كيف ليس لدي خبرة إدارة عسكرية  أنا بطل شجاع وأنا أيضاً  كبير في الإدارة العسكرية المختار  نقل عنه كلا الأمرين مثلاً افترض ربما يقال في حق  الشهيد سليمان الخزاعي وبعض التوابين  إن عندهم شجاعة وجرأة وإقدام  على الموت  ولكن قد لا يكون تخطيطهم السياسي والعسكري بنفس  مرتبة شجاعتهم

شجاعتهم أكثر إقدامهم أكبر ليس لديهم  ذلك المقدار من التخطيط العسكري والسياسي   مثل الذي عندهم من الشجاعة والإقدام  والحماس   المهم المختار 

من الطبيعي أنه كان سوف يستهدف فأول  ما أتى عبيد الله إبن زياد و قضى على حركة مسلم إبن عقيل تتبع   كل رؤوس الشيعة وكان من جملة الذين تتبعهم المختار  وذبه في السجن   طبعاً عندما تحرك مسلم إبن عقيل المختار كان في  ضيعة له خارج الكوفة ولم يكن هناك إعلام متفق عليه  عن متى الحركة وفوجئ  مسلم إبن عقيل ومن معه بقضية مجيئ عبيد الله إبن زياد    ولم يكن هناك موعد  مضروب أنه مثلاً في تاريخ كذا سوف ننهض مرة واحدة فالمختار كان  في خارج الكوفة في ضيعة له أطراف الكوفة ولم عاد 

 رأى ان الأمر هكذا أستدعي إلى عبيد الله إبن زياد   وبمجرد ان رأى المختار شتر وجهه  يعني أخذ قضيب   وشتر وجه المختار وسبحان الله هذا اللعين هذا الأمر عادي عنده

  هذا هاني إبن عروة ليس مثلاً يضرب على رجله أو يده  على الوجه قضيب حديد عنده  يشتر وجهه من فوق إلى تحت بالنسبة للمختار أيضاً هكذا ضربه على عينه وجره إلى  شفتيه ثم أمر به إلى السجن فسجن  في السجن كان هناك مجموعة كبيرة   مثل ميثم التمار  وأشباهه

 من انصار أمير المؤمنين عليه السلام وأصحابه وميثم كما هو معروف  ممن علمه أمير المؤمنين أخبار  المستقبل   والحوادث التي ستقع في المستقبل   والذي يطلق عليه في الروايات علم المنايا والبلايا فلما أجتمع ميثم  التمار مع المختار الثقفي أخبر ميثم التمار  المختار بأنك أنت تظهر وتأخذ بثأر الحسين  وتقتل قتلته جميعهم هذا الخبر لدي مؤكد طبعاً الكلام في ذاك الوقت  والذي فيه واحد مسجون  ووجهه   مشتور بهذا النحو هذا يعتبره نوع من    الآمال والأماني  هو لعله يخلص نفسه من  السجن وبعدهه  دعه يطلب بثأر الحسين ولكن هذا من الأخبار  الصادقة والتي أخبر بها امير المؤمنين عليه السلام ميثم التمار 

 كما أخبر ميثم أيضاً أنه سوف يقتله  العبد اللأيم إبن الأمة الفاجرة  إبن زياد هو الذي يقتلك انت يا ميثم  وبالفعل أخرج ميثم وبعدها بيومين  جرى عليه ما جرى من القتل في قضية مفصلة أستشهد ميثم التمار  بعد شهادة مسلم إبن عقيل  هناك كلام ايضاً 

بأن ميثم   حرك السجناء للإنطلاق  وللثورة  وكذا  وهذا له حديث خاص  هناك المختار بقي في السجن بقاية  التوابين لما عادوا   وصلوا خبر للمختار بأنه نحن سوف نهجم على السجن  ونخرجك المختار كان لديه طريقة أخرى قال  أن  عبد الله إبن عمر الخطاب يصير صهرنا زوج اخت المختار  صفية بنت عبدالله إبن عمر وهو من البداية  والى الأموين وبايع يزيد من أول يوم فكأنما  له يد عندهم واحد من ابناء الصحابة  له موقع اجتماعي في مقابل الحسين الذي  أعلن نهضته وثروته في مقابل   إبن الزبير الذي أيضاً أعلن تمرده  هذا عبدالله إبن عمر من المدينة أعلن  أنه يبايع بل جمع اهل بيته وقال لهم كلكم لازم تبايعوا  ترى هذا  غدر   وينصب لكل غادر يوم القيامة لواء يعرف به   لازم تبايعوا هذا  فطبعاً حفظوا له هذا الأمر   فالمختار تحدث مع عبد الله إبن عمر وقال له هذا الرجل عبيد الله إبن زياد   عمل كذا وأنا لم أعمل شيئ  وذبني في السجن وشتر وجهي  فلو تشفعت لي عنده.

  عبدالله إبن عمر كتب إلى يزيد أنه هذا المختار صهرنا ومن أقاربنا وبشفاعتي أنا أرجوا أن يطلق  سراحه وعبيد الله إبن زياد رافض الأمر وهذا القرار  لا يصير الا من عندك أنت  فكتب يزيد إلى عبيد الله إبن زياد ان أخلي سبيل المختار   لشفاعة  عبد الله إبن عمر عندها عبيد الله إبن زياد رغماً عنه  وافق على ذلك استحضر المختار وقال له أنا أتاني من يزيد   كتاب بأن أخلي سبيلك  ولو كان الأمر لي لقتلتك   ولكن  بعد لا استطيع   ولكن انا أطلق سراحك  فإن رأيتك بعد ثلاثة أيام في الكوفة قطعت عنقك أنت إن جلست في الكوفة امرك مريب فإن بقيت   هنا قطعت عنقك غيب  وجهك بعد ثلاثة ايام افتش  عليك فعلاً رأى أنه من الأفضل أن يغادر من الكوفة للحجاز  ذهب إلى مكة المكرمة  

 مكة المكرمة في ذاك الوقت في البداية كانت تترقب ما يؤول  له أمر الإمام الحسين عليه السلام  حتى إذا أستشهد  عبد الله إبن الزبير أعلن عصيانه  ورفضه إلى بني أمية  وبدأ يتحرك رأى ان المختار موجود   وكما ذكرنا ان المختار ليس مجهول وليس نكره وإنما  هو   شخصية عسكرية   وسياسية يرغب في مثلها عبد الله إبن الزبير فأرسل  خلفه وقال له ان هؤلاء كذا اي بني امية وهم لا يصلحون  ونحن لازم نقاومهم ظلماتهم كذا وكذا وأنا أريد مساعدتك في هذا الأمر  طلب أن يضمه له المختار  كان حسب الروايات قال له نعم على أن لاتقتضي أمراً دون مشورتي  شركاء نحن  انا لست جندي أنا آتي معك  أقدم لك خدمة   على أنني اكون معك ولا تتخذ قرارات دون علمي ومشاورتي  فأعلن لسان عبيد الله إبن الزبير ما أراد  وبالفعل المختار كان مع عبد الله إبن الزبير فترة من الزمان   ولكن تكشف عبدالله إبن الزبير بشكل واضح  بأنه شخص استبدادي إذا ما كان  أسوء من بني أمية فهو من نفس القماشة  بل يزيد عليهم في قضية عداوته لبني  هاشم وهذا محسوب

  من الناحية    السياسية  المختار محسوب على جماعة  بني هاشم وعلى تأييدهم  وبدأ عبدالله إبن الزبير يتعامل على اساس هو الخليفة  ولا يعتني

 لا بالمختار  ولا بغيره ينصب  ويعزل اذهب  أنت إلى هذا المكان  والي

 وإلى ذاك المكان كذا   فالمختار رأى ان هذا المقدار من التصرف ينهي ما بينهما فتركه ترك عبد الله إبن الزبير  وذاك الوقت  كانت   حركة التوابين نضجت وتحركت  فرجع إلى الكوفة  المختار الثقفي عبيد الله إبن زياد أيضاً  رجع إلى  البصرة   لأن مكانه الأصلي هو البصرة فرجع لها    الكوفة بقيت لوالي غير هؤلاء الولاة   مما يتيح  لمثل المختار  وأمثاله حركة واسعة في هذا المصر  رجع فعلاً المختار الثقفي إلى الكوفة في الكوفة  من جديد بدأيجمع الأنصار هنا سوف نتحدث في وقت  من الأوقات إن شاء الله في ليلة أخرى عن  العلاقة بينه وبين التوابين بين سليمان   إبن صرد سواء  قبل أن يخرجوا إلى عين الوردة ويقاتلون  أو  بعد ذلك   هذا الآن لا ندخل فيه حتى لا يختل علينا نظام الحديث   الآن   نظام الحديث  هو فقط عرض لما حدث معه ومنه فأتى إلى الكوفة وبدأ يجمع الأنصار   صار عنده قوة عبدالله إبن الزبير كان معين شخص اسمه عبدالله إبن مطيع العدوي  إلى الكوفة

 والي الأموين رآه   أنه هو بين جماعة بين الزبيرين   وهم لا يريدونه وبين شيعة أهل الكوفة سواء كانوا من جماعة  التوابين او من جماعة المختار لا يريدونه فانسحب من الكوفة  عبدالله إبن الزبير عين شخص اسمه عبد الله إبن مطيع من جماعته وأتى جلس في الكوفة  والي عليها أول خطاب أيضاً خطبه استفز به شيعة أهل الكوفة  أنه بعد ما حمد الله وأثنى عليه وذكر عبدالله إبن الزبير  بعنوان الامير والخليفة وأنه أمر أن يسير فيهم   بسيرة أبي بكرٍ وعمر هذا  كان من الحمق  والغباء  ولم يذكر أمير المؤمنين اصلاً   هؤلاء الناس   في الكوفة شيعية  الهوى على الأقل من  باب المجاملة قول  أسير فيكم بسيرة أبي بكر وعمر وعلي إبن أبي طالب  لكن هؤلاء ليس عندهم هذا الكلام  يعني إذا كان   عبد الله إبن الزبير 

ستة أشهر   يأبى أن يذكر النبي صلى الله عليه وآله   بالصلاة عليه ففي نفس المجلس رد    عليه الناس أننا

 لا نريد ان يسار فينا إلا بسيرة  أمير المؤمنين علي إبن أبي طالب ولا نريد سيرة غيره  وصارت ضجة واعتراض وقطع كلامه  وقيل انه    تم حصبه بالحصى  الصغيرة فتوتر الوضع المختار  هنا ايضاً جمع جماعته هذا بعد ما انتهت قضية التوابين  جمع من تبقى من التوابين وأنصاره الخاصين وعمل انقلاب كما   يقولون على والي عبدالله إبن الزبير    عبدالله إبن مطيع وأخرجه من القصر وصار هو   حاكم الكوفة  هذا في حدود أوائل سنة ستة وستون هجرية  الآن أصبح هو حاكم الكوفة بدأ ينظمها  بدأ

كما ذكرنا أول شيئ بتتبع قتلة الحسين  لأكثر من غرض    والغرض الأول هو في الأساس إنما سار لطلب   ثأر الحسين عليه السلام حتى البعض قالوا له كيف أنت تقبل أن عمر إبن سعد 

 يأتي ويدخل عليك ويخرج ولا كأنه عامل شيئ ولكن هو كان يخطط بنحوٍ يفاجئ به هؤلاء  فكل واحد أعد له خطة وقدر على الإنتقام منه  وكان يقول والله لو قتلتم ثلثي قريش بالحسين  لما وفى بأظفر من أظافر الحسين  

أولاً تتبع هؤلاء لأن أساس نهضته كانت على هذا الشعار

 وثانياَ  إنه إذا يترك هؤلاء وهم من خطوط بني أمية  ومن رجال بني أمية   ومن قادتهم ومن أعوانهم لا يأمن غداً ان ينهضوا  عليه وأن يقاتلوه فتتبعهم البعض قال قتل منهم ألف البعض قال قتل أكثر   وهذا الاختلاف راجع إلى انه هل المنظور فيه  الرؤوس الكبيرة ام كل من شارك في القتال  وجرح او قتل أو آذى أو ظلم او ما شابه ذلك    فهذا أولاً عمله الشيئ الثاني 

قال  نحن ثارنا الأصلي هو مع عبيد الله إبن زياد ومع    المركز الأصلي ذاك الوقت تولى الحكم   لبعض الوقت مروان إبن الحكم يزيد هلك كما ذكرنا  في سنة أربع وستين قبلها ثم أتى  بعده لفترة معاوية إبنه  ثم أتى مروان إبن الحكم وأخيراً كان عبدالملك إبن مروان 

مروان إبن الحكم   جهز جيش  لمقاومة الزبيريين الذين تحركوا ولمقاومة  المختار الثقفي فأرسل المختار جيشه بقيادة إبراهيم   إبن مالك الأشتر وجهه  لقتال  عبيد الله إبن زياد وبالفعل   قدر إبراهيم إبن مالك الأشتر ان   يهزم ذلك الجيش وان يقتل عبيد الله إبن زياد هو نفسه إبراهيم  قتل

 عبيد الله إبن زياد عند الموصل   على نهر  الخازر  يقول أنا    عند الغروب ضربت رجل فقسمته نصفين   لانهم بقوا يبحثوا عنه فلم يجدوه قال   وأظن أنه عبيد الله إبن زياد وبالفعل ذهبوا لتلك المكان يبحثوا عنه فرأوا جنازة هذا اللعين مقسومة إلى نصفين  بواسطة إبراهيم إبن مالك الأشتر أخذوا رأسه وأتوا به الذي فيما بعد قيل أنه  عندما أتوا به إلى المختار

أرسله إلى   المدينة لكي يراه  بنو هاشم   وفي الروايات عندنا ( ما اكتحلت هاشمية  ولا اختضبت  إمرأة إلا بعد أن أرسل  المختار برأس عبيد الله إبن زياد إلى المدينة )في هالأثناء  كان الزبيريون يتحفزون  لأخذ الحكومة والولاية  هم يرون أنفسهم أيضاً خلفاء مثل  ما بنو أمية يرون انفسهم كذلك 

نحن ذكرنا في ليلة  أسبق من الماضية ان حركة إبن الزبير أول درس فيها   درس أزمة النظرية نظرية الخلافة  والحكم عند مدرسة الخلفاء  أوضح مثال للتخبط والأزمة في  هذه النظرية   هي فترة إبن الزبير وبني أمية   فالزبيريون هنا كان المهم بالنسبة لهم أن يسيطروا على الكوفة  أولاً سيطروا على البصرة عبيد الله إبن زياد  انسحب من البصرة وضعف سلطانة أصلاً لما  هلك يزيد اختل عبيد الله إبن زياد حتى إنه في فترة من الفترات  انسحب من قصر الحكم وبقي القصر بلا والي مدة أربعة اشهر   حتى نؤب من قبل الناس

 في البصرة أين هذا الذي كان   جبار وفرعون ويخاف الناس من صوته خلاص انتهى فلم يرى بداً من ان ينسحب بتجاه الشام يذهب إلى مركزه الأصلي إلى ان   لقي حتفه بواسطة إبراهيم إبن مالك الأشتر الزبيريون انتهزوا الفرصة  وارسلوا والي على البصرة وأرسلوا  قوة وأتى مصعب إبن الزبير  أخ عبد الله سيطر على البصرة بلد كبير  نحن سبق ان ذكرنا ان البصرة في ذلك الوقت كانت تميل إلى

 آل الزبير من قضية حرب   الجمل وما رافقها  فبعدها تحضروا بعدما سيطروا على البصرة لكي يأتوا إلى الكوفة ويقاتلوا المختار   وبالفعل كان جيشهم كبير أتوا إلى الكوفة إلى أن أصبحوا على  أطراف الكوفة المختار اعد جيش لهم لم يكن بعددهم  قيل إنه كان نصف أو ثلث  الذين أتوا مع الزبيرين  هنا   طبقوا الأمويون وانصارهم مع   الزبيرون   كل من كان عنده مشكلة مع المختار او مع شيعته كل  بقاية القادة  الذين قاتلوا في كربلاء قاتلوا  الإمام الحسين عليه السلام أتوا وانضموا  إلى مصعب إبن الزبير لأنهم يرون إنه إذا المختار انتصر سوف يأتي الدور عليهم 

 في القصاص  فالأحسن لهم ان ينضموا إلى مصعب إبن الزبير   وبالفعل انضموا له حتى من الكوفة جماعة   كانوا متخفين خرجوا وذهبوا له وانضموا معه وصار اشتباك بين  جيش المختار   وبين جيش مصعب إبن الزبير وتغلب جيش مصعب إبن الزبير على  جيش المختار   صار فيهم قتلى كثر قسم منهم تم إغرائهم بأن انتوا سلموا الأمر  من جيش المختار سلموا إذا سلمتوا سوف 

لن يحدث لكم مكروه   وقيل انهم ستة آلاف وهذا شيئ غريب

  ان جماعة  من الناس بهذه السهولة تنطوي عليه  ليس واحداً   ولا اثنين بل ستة آلاف لما سلموا أنفسهم   وتركوا أسلحتهم  وأتوا بهم إلى مصعب إبن الزبير فأمر بقتلهم جميعاً  حتى  عبد الله إبن عمر الذي لم يكن في صدد معارضة  ولا في صدد مواجهة ولا غيره يأتي يقول له قتلت ستة آلاف   واحداً صبراً هكذا بعدما سلموا لك   قال بلى لأنهم كانوا سحرة وكفرة وهذا من جملة التزوير 

 في التاريخ هؤلاء ستة آلاف سحرة ماذا كانوا  يعملون يعني ساحر واحد أثنان ثلاثة أربعة خمسة  أما ستة آلاف ساحر قالوا والله لو قتلت ستة آلاف  من غنم أبيك لكان اسرافاً عظيماً  لو  تقتل ستة آلاف غنمة من نقود أبيك  هذا اسراف عظيم فكيف بدماء مسلمين  لكن هذا هو نهج الزبيري فعلاً أبان حالة غير طبيعية  تجاوزا الأمويون في كثير من أمورهم  عندنا مثلاً في قضية كربلاء لم يحدث ان  إمرأة أسرت وقتلت صبراً  ليس عندنا

عندنا   حادثة وهي ان شمر إبن ذي الحوشن قتل والد وهب إبن حباب الكلبي وكان في المعركة لكن وحدة مأسورة قتلت

 لم ينقل التاريخ لكن الزبيرون   عملوها الزبيريون لما أسروا زوجتي المختار   المختار كان عنده زوجتين بنت ثابت  إبن سمرة إبن جندب  وعمرة بنت النعمان إبن بشير  الوالي السابق الأسبق إلى الكوفة  فلما عرضوهم وقالوا لهم ماذا تقولون في المختار قالتا نقول فيه رجل   صوام قوام عابد لله لم نرى فيه إلا كل خير  ثنتينهم في البداية فقالوا لهم إذا  تكررا هذا الكلام تقتلا أما إذا تشهدا عليه بأنه  إنسان سيئ  تنجوا ذيك أم ثابت بنت   سمرة   إبن جندب أنا اقول انه كان كافراً   كان لا يصلي وكان كذا حتى أخلص من القتل   فعلاً خلصت من القتل 

أما عمرة   قالت والله إنه كان صواماً  قواماً قانتاً لله عزوجل محباً لأهل بيت نبيه  ما رأيت منه إلا  كل خير  قالوا لها  تقتلين قالت نعم شهادة أرزقها  أفأتركها   لا والله هذه شهادة  آتية اللي أنا اتركها   لا والله وفعلاً قتلوها       

حتى قال القائل

(إن من أعجب الأعاجيب عندي  قتل بيضاء حرة عطبول 

قتلوها   ظلماً من غير جرم إن لله  درها من قتيل 

كتب القتل والقتال  علينا   وعلى المحصنات جر الذيول   

  واستعظمت هذه القتلة لامرأة لنفترض أنها تريد  تترحم على زوجها يصبح هذا سبب لقتلها  صبراً بالسيف  

المهم المختار بعد أن هُزم جيشه  حوصر استمر الحصار أربعة أشهر بقي ثابتاً  مع جماعة قليلة  إلى ان وصل الأمر أخيراً في شهر رمضان إلى أن يخرج  كما قالوا مع أربعة عشر نفر  أو خمسة عشر  وان يقاتلوا جيش مصعب إبن الزبير ومن الطبيعي ان هذا  العدد  لابد ان يقتل في مقابل  ذلك الجيش   خصوصاً مع فرض الحصار كل هذه الفترة الزمنية  الطويلة   ومنع الماء والطعام وما شابه ذلك   هذا اجمال حركة المختار كحدث تاريخي كيف نقيمه  ماهي شخصية هذا الرجل هل هي ممدوحة هل هي مذمومة  ماهي حركة هذا الشخص هل هي حركة ناجحة سليمة  بالكامل ام جزء فجزء أم لا

 اصلاً هي حركة غير  جيدة هذا إن شاء الله نتحدث عنه في وقت آخر   بإذن الله تعالى يكفي في مثل  هذا الرجل انه رد البسمة إلى بيوت  بني هاشم بعد ان كانت كئيبة حزينة  على مقتل الحسين سلام الله عليه فترة طويلة  في هذه البيوت  لا ترى فيها إلا نائح ونائحة زمان


مرات العرض: 3400
تنزيل الملف: عدد مرات التنزيل: (2567) حجم الملف: 60749.18 KB
تشغيل:

شيء من سيرة أم البنين الكلابية
حركة المختار الثقفي تقييم القائد والحركة 29