13 ألم نشرح لك صدرك عقل الجمع وعقل التناقض
المؤلف: الشيخ فوزي السيف
التاريخ: 13/1/1441 هـ
تعريف:

ألم نشرح لك صدرك : عقل التناقض وعقل الجمع


تفريغ نصي الفاضلة أم سيد رضا
قال الله تعالى في كتابه الكريم: (( ألم نشرح لك صدرك * ووضعنا عنك وزرك * الذي أنقض ظهرك * ورفعنا لك ذكرك )).
ننطلق من هذه الآيات المباركات للحديث عن العقل الجامع وعقل التناقض، عن الصدر المنشرح والأفق الواسع في مقابل الصدر الضيق الحرج كما يعبر عنه القرآن الكريم، الذي لا يتسع إلا للإنسان نفسه.
إن هذه الآية تعد من أنعم الله عز وجل على نبينا المصطفى محمد صلى الله عليه وآله وسلم، فيخاطب الله نبيه بقوله: (( ألم نشرح لك صدرك ))، ويظهر ان هذا لم يكن بناءً على سؤال، فبعض العطايا تكون مبنية على سؤال فيستجيب الله عز وجل وبعضها يبتدئها الله على عبده أو نبيه كموضوع شرح الصدر، فمثلا: النبي موسى عليه السلام سأل ربه بأن يشرح له صدره عندما قال: رب اشرح لي صدري ويسر لي أمري، فأجابه الله تعالى: (( قد أوتيت سؤلك يا موسى ))، فهذه عطية مبنية على سؤال أما ما يرتبط بالنبي محمد صلة الله عليه وآله وسلم فلم يظهر من القرآن ولا من السيرة بأنها كانت مبنية على سؤل بل هي إبتداء من الله عز وجل لنبيه ومبادرة منه لعبده ورسوله.
بعض المفسرين أشار إلى كلمة ( لك ) في قوله تعالى: (( ألم نشرج لك صدرك ))، فهي تختلف عن ( ألم نشرح صدرك ) وهذه موجودة في مواقع اخرى في القرآن كقوله تعالى : (( فمن يرد الله أن يهديه يشرح صدره للإسلام ))، فكأنما يقول الله عز وجل ( لأجلك ) أي من أجلك شرجنا لك صدرك وبهذا فإنها تصبح نعمة مضاعفة، ومن هنا يتبين بان شرح الصدر من النعم الكبرى التي يخص بها ربنا أنبياءه، فبعض النعم كالأكل والشرب وغيرها فهي عامة لجميع الناس، لكن عندما تأتي بمعنى شرح الصدر على إطلاقه فيكون للنبي موسى عليه السلام بعد المسألة ولنبيه محمد صلى الله عليه وآله وسلم قبل المسألة.
شرح الصدر بالطبع ليس أمراً مادياً وإن فسره بعض المفسرين وبعض كتاب السيرة بهذا المعنى ولكنه بعيد عن الحقيقة، فقد قال بعضهم أن ألم نشرح لك صدرك أي أنه ما حصل في واقعة شق الصدر لرسول الله صلى الله عليه وآله وسلم كما زعموها وهي عندنا في مدرسة أهل البيت غير صحيحة ولكن في المدرسة الاخرى يروون بأن النبي في صغره كان في مضارب بني سعد عندما كان عند حليمة السعدية وبعضهم يقول بانه كان في مكة قرب الصفا فقد جاءه ملكان ومسكاه وبطحاه على الأرض على ظهره وشق صدره ثم تتبع عقدة أو غدة فقطعوها منه ثم خاطوا الصدر من جديد فقالوا أن هذا نصيب الشيطان قد أخرجناه منه، فأصل هذه القصة غير صحيح وانطباقها على ما نحن فيه غير صحيح أيضاً، فشرح الصدر تعني تلك الحالة النفسية التي توجد عند إنسان فيتسع قلبه لما لا يتسع له غيره فيصبح واسع الصدر ومؤهل للرئاسة والزعامة كما ورد في الحديث ( آلة الرياسة سعة الصدر ) أي عندما يكون الإنسان واسع الأفق ومنشرح الصدر وقادر على التحمل ويتحمل التناقضات فلا تزدحم لديه الأمور فهذه من المقومات الضرورية والرئيسة للرئاسة والزعامة.
النبي محمد صلى الله عليه وآله وسلم كان في اعلى الدرجات من هذه، وفيه مقابله الإنسان ضيق الصدر الذي لا يستطيع أن يتجمل أن يجمع بين أشياء متعددة وآفاقه محدودة ونظراته ضيقة فيقال عنه بأنه لا يوجد عنده شرح الصدر، فمثلا عندما يسمع الإنسان المسلم ذو الصدر المنشرح والآفاق الواسعة مصيبة حلت على أناس في مكان ما من الأرض حتى وإن لم يكونوا مسلمين فإنه يتعاطف معهم بإعتبار انهم خلق الله، فلو افترضنا ان هناك فيضان في أحدى الاماكن ودينهم المسيحية أو غير ذلك فإن هذا الشخص صاحب الصدر المنشرح والواسع لا يمتنع من التعاطف معهم عند دائرة اسمها الدائرة الإنسانية، دائرة خلق الله وعباد الله، فإن الناس إما اخ لك في الدين أو نظير لك في الخلق، فلا ينبغي أن نسأل عن المذهب إن كانوا على مذهبنا ام لا حتى نساعدهم، فهذا الفرق بين الإنسان الذي لديه شرح الصدر وبين الإنسان الذي صدره ضيق حرج، فالإنسان ضيق الصدر عندما يحدث شيئاً في مكان ضمن الدائرة المذهبية فإنه يسأل أولاً إذا كان الشخص نفس مذهبه ونفس مرجعه واتجاهه يتعاطف معهم وأما إن كانوا ليسوا من جماعته فإنه لا يتعاطف معهم.
قبل مدة من الزمان نقلت وسائل الإعلام بأن زلزالاً قد حدث في إحدى البلاد المسلمة ومات الآلاف ودفنوا تحت التراب، فبعض ضيقي الصدر عندما سمعوا أن هؤلاء الضحايا ليسوا على نفس ذهبهم تمنوا أن لو كان عدد الضحايا أكثر من ذلك، ثم أوضحت الأخبار بأن هؤلاء القتلى من نفس المذهب فعندها تأسفوا وتألموا وطلبوا بالتبرعات وما شابه ذلك، فهذا هو الصدر الضيق الحرج الغير منشرح، بعكس الإنسان صاحب الصدر المنشرح الذي يتمنى الخير لجميع الناس إن كانوا على مذهبه وخطه أم لم يكونوا ويتمنى لهم أن يهتدوا لدين الله عز وجل، فهذا الفرق بين عقل يقوم على أساس التناقض الذي يعيش في دائرة تناقض وتخالف العلاقات وعدم الإتساع لها وبين العقل الذي يقوم على أساس الجمع فكل شخص له دائرته وبمقدار ما يشترك معه فإنه يتعاطف معه، فإن كان على نفس المذهب والدين والإنسانية فإنه يوجد ثلاثة أسباب للتعاطف معه، وأن كان على نفس الدين ولكنه ليس على نفس المذهب فإنه يوجد سببان وهما الدين والإنسانية، وإن كان ليس على نفس الدين ولا نفس المذهب ولكنه إنسان مستضعف من البشر فإنه يربطه به رابط أنهما متناظران في الخلق كما قال أمير المؤمنين عليه السلام.
ففكرة أن يسعى الإنسان لأن يكون قادراً على الجمع والإتساع وأن ينفتح صدره وينشرح قلبه لأكثر من دائرته الخاصة فإننا نجد لها تطبيقات في كثير من المجالات المختلفة:
أولاً الفقه: توجد قاعدة وهي ان الجمع مهما أمكن اولى من الطرح، فإن الذين ذهبوا لدفن الإمام السجاد هم بنو أسد ورواية أخرى أن الذين ذهبوا لدفن الإمام الحسين هم بنوا أسد ورواية أخرى أيضاً بأن الذين ذهبوا لدفن الإمام الحسين هو علي السجاد عليه السلام، فإننا من الممكن أن نجمع بين الروايتين بقول أن بني اسد شاركوا في دفن الإمام الحسين عليه السلام ولكن كان ذلك بإشراف من الإمام السجاد عليه السلام، فحينها لا تتعارض الروايتان وهذا يسمى الجمع بين الروايتين مهما أمكن اولى من طرحهما، ولهذا يقولون بأن فقاهة الفقيه تتبين في قدرته على الجمع بين الروايات المتعارضة في الفقه ويقال بأن أول من ذكر هذه القاعدة هو أحد علماء الطائفة الكبار من الأحساء وهو محمد بن أبي جمهور الاحسائي المتوفى في عام 838 للهجرة وهو عالم كبير وجليل القدر وله أنظار معتنى بها وله كتب كثيرة ومهمة، فهو اول من ذكر هذه القاعدة في كتابه ( الأقطاب الفقهية ) ثم قام العلماء بالتعليق عليها من مخالف وموافق وأصحب دائرة للمناقشة العلمية.
ثانياً في المجال الأخلاقي: عندما نتعمق في بعض القضايا نجد أنه كيف يتحرك عامل الحسد في قلب الإنسان بحيث يتمنى زوال نعمة غيره؟ فالبعض قد يرى سيارة فاخرة عن شخص آخر فيتمنى أن تحترق، أو أن يرى منزلا فخماً فيتمنى زواله، أو أنه يجد عند شخص آخر أولاد صالحون فيقول في نفسه أن هؤلاء مظهرهم فقط صالحون وإلا هم غير ذلك ثم يتمنى بعد ذلك بأن يكونوا منحرفين بالفعل وعلى هذا المعدل ونعوذ بالله أن يكون الإنسان حاسداً أو محسوداً.
لماذا يصبح الإنسان حاسداً : هذا راجع في أحد جهاته إلى صدره عن كان منشرحاً أو منغلقلاً أو أنه يقبل الآخرين ويتحمل بأن يدعو الله أن يزيد نعمته على عبده ويرزقه مثله أو لا يتحمل ذلك، فتمني دوام النعمة للآخرين وزيادتها يحتاج إلى نفس كبيرة وصدر منشرح وسعة أفق، بعكس الذي يتمنى النعمة لنفسه فقط كالذي جاء إلى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فصنع له رسول الله إحساناً ثم رفع ذلك الرجل يده بالدعاء وقال: اللهم ارحمني ومحمداً ولا ترحم معنا أحداً أبداً، فقال له النبي صلى الله عليه وآله وسلم: حجرت واسعاً، فمثل هذا القلب إن جاء إلى المجتمع فإنه لا يتمنى الخير لأحد ولا يساعد احداً على الخير ولا يساهم في إعانة غيره، فعندما نأتي إلى أصل الحسد وجوهره نجد أن منبعاً من منابعه هو هذا الشيء، فالشخص الذي لديه عقل التناقض وعقل التضاد قد ينظر إلى الله تعالى بهذه النظرة كأن يدعو الله ويقول: يا رب خذ من أعمارنا و اعطي فلان، وهذا قول خاطئ فينبغي ان يدعو الله بأن يطيل في عمره وعمر الآخرين فإن الله تعالى لا تزيده كثرة العطاء إلا جوداً وكرماً.
ثالثاً في المجال الإجتماعي: كأن ينتقد البعض تلك الأموال التي تصرف في بناء المساجد الفخمة والقباب الذهبية أو الزيارات أو ينتقد الأموال التي تصرف على المآتم بأنه لماذا لا يتم صرف هذه الأموال على المستشفيات ومراكز التعليم وكفالة اليتامى وما شابه ذلك، فهذا المعنى وهذا الكلام ينم عن عقل فيه تضاد بين الأشياء وعن صدر منغلق غير متسع فيريد من كل البشر  إنفاق الأموال في الأمور التي يريدها هو فقط، فالإنسان عندما يريد أن يقوم بدور توعوي وإرشادي فهناك أساليب أخرى لذلك كأن يقترح على البعض أن يقوموا بالإطعام في أكثر من مكان بدلاً من مكان واحد حتى لا يزيد هذا الطعام ويرمى أو يقترح بنشر الكتب التي تخص نهضة الإمام الحسين أو عمل أفلام تخص هذه النهضة وغيرها من تلك الأمور، لكن الإنسان ضيق الصدر لا يعمل بهذا وإنما يعمل بما ذكره القرآن من نعته لبعض الناس من انهم يلمزون المطوعين في الصدقات والذين لا يجدون إلا جهدهم فيسخرون منهم، فإن كان لدى هذا الشخص الذي ينتقد الآخرين إستطاعة بعمل التبرعات التي والإنفاقات فليعمل هو بذلك ولكنه لا يستطيع أن يجبر الآخرين على ذلك فهؤلاء الأشخاص يكونوا كما قال الله تعالى: (( سخر الله منهم )) أي أن الله يسخر من هذا الإنسان الضيق الصدر لأنه سخر من غيره  بغير حق.
هناك أيضاً بعض المظاهر التي تشير إلى عقل المتضاد أي أن الأشياء عنده مختلطة، ففي الأمور العامة مثلاً إن كان هو في طريق ومرجعية معينة وإسلوب معين فإنه ليس هنالك الحق لغيره فيصبح الإحتراب الإجتماعي والفتن الإجتماعية، فهذه الأمور ليست أموراً قطعية بل هي أمور ظنية، فمثلاً أحد الأشخاص اجتهد وفهم أن أحد الطرق في الخدمة الإجتماعية هو طريق حسن فهذا لا يعني فعلاً وقطعاً أنه طريق حسن بل هو بذل أقصى جهده حتى يكتشف الطريق الصحيح وسار نحوه، أو بذل جهده حتى يقلد المرجع المناسب وسار نحوه، والطرف الآخر أيضاً بذل جده وسار نحو طريق آخر يعتقد أنه الطريق الصحيح فلا يوجد لديه حق لإجبار الآخرين على إتجاهه، فهذه الطرق مادامت بنية خالصة وقد بذل في اكتشافها جهد مناسب فعلى كل شخص ان يعمل على شاكلته واتجاهه وهو غير معاقب يوم القيامة لأنه بذل أقصى جهده وسعته في اكتشاف هذا الطريق واعتقد أنه هو الطريق الصحيح، ولكن لا نستطيع ان نقول أنه هو قطعاً الطريق الحق وغيرها من الطرق ليست صحيحة، فالذي يستطيع ان يقول ذلك هو فقط جعفر بن محمد عليه السلام.
فنحن نحتاج من الناحية النفسية إلى ( ألم نشرح لك صدرك )، فلنجعل صدورنا واسعة وتقبل الآخرين إن اختلفوا معنا ولا تعاديهم ونبحث عن دائرة تجمعنا بهم إما دائرة إنسانية أو إسلامية أو مذهبية أو غيرها فالبشر لا يخلوا من أحد هذه الدوائر، فلينشرح صدرنا إلى استيعاب غيرنا بهذا المقدار ونؤمن بقاعدة ( قل كل يعمل على شاكلته فربكم اعلم بمن هو أهدى سبيلاً )، نسأل الله تعالى أن يجعلنا والمؤمنين ممن  تشرح صدورهم للحق والخير لإستيعاب اخوتهم المؤمنين ويجتنبوا عن حالات التشاحن والتضاغن إنه على كل شيء قدير.
نعرج على قضية دفن الإمام الحسين عليه السلام في كربلاء، ففي الإجمال هناك رأيان لدى الإمامية فيما يرتبط بدفن الحسين عليه السلام.
الرأي الأول: يذهب إليه قدامى الأصحاب وفي طليعتهم شيخ المفيد أعلى الله مقامه وهو أستاذ شيخ الطائفة الطوسي وقد توفى في القرن الخامس الهجري ولديه تأليفات كثيرة ويعتبر مؤسس في موضوع الطائفة، ففي بعض كتبه يذكر أن الذين ذهبوا لدفن الإمام الحسين عليه السلام هم بنو أسد فقد كانوا موجودين في كربلاء قبل وصول الحسين عليه السلام إليها وكانوا قريبين من شاطئ الفرات، وليلة الخامس ذهب إليهم حبيب بن مظاهر الأسدي مستأذناً من الحسين عليه السلام بأن يدعوهم لنصرة الحسين فتكلم معهم وقبلوا ذلك وقد كانوا ما يقارب ثمانين شخصاً وكان بينهم شخص خائن فذهب لإبن زياد وأخبره بالموضوع وأمر ابن سعد بأن يرسل عليهم سرية فيها ثلاث مئة مقاتل واحاطوا بهم وأمروهم بالنزوح عن هذا المكان وإلا يقتلونهم، فابتعد بنو أسد عن كربلاء بما يقارب ثلاثة كيلو مترات وبقوا هناك إلى أن جاء اليوم الذي جهزوا فيه الحسين ودفنوه.
قد يستند أصحاب هذا الرأي إلى شيء آخر أيضاً وهو ما جاء في بعض فقرات زيارة الناحية المقدسة ( السلام على من دفنه أهل القرى )، فهذه الزيارة فيها اشتباه هل هي للإمام الحجة أو هي من تأليف بعض العلماء المتقدمين وهذا خلاف تاريخي له محل من البحث، فإن كانت هذه الكلمات من معصوم فهذا يؤيد نظرية شيخ المفيد، وإن لم تكن من المعصوم فهذا يؤيد الرأي الثاني بأن الذي دفنه هو الإمام السجاد وقد أشار غلى ذلك المرحوم السيد عبر الرزاق المقرم وهو باحث محقق في التاريخ وقد ذكر في كتابه ( مقتل الحسين ) بانه يخالف الرأي الاول ما عليه المتأخرون من العلماء لقضيتين.
القضية الاولى: بأن المذهب قد استقر في عقائده على ان الإمام إنما يجهزه إمام مثله وهذه رواياتها موجوده ومتعددة في الكافي واصبح جزءاً من عقيدة الإمامية، فإذا دفن الحسن أهل القرى فلم يجهزه إمام مثله وهذا يخالف ما نعتقده.
القضية الثانية: بأن هناك رواية منقولة عن الإمام الرضا عليه السلام وحاصلها هو ان الواقفة الذين وقفوا على الإمام الكاظم عليه السلام أي قالوا أنه لا يوجد إمام بعده، فقد كان لديهم وكلاء ولديهم أموال فحتى يحتازوا على هذه الأموال قالوا بأن الإمام الكاظم عليه السلام لم يتوفى وعلى ذلك فليسوا ملزومين بإتباع علي بن موسى الرضا عليه السلام، وقد جاؤوا إلى الإمام الرضا من باب أنه كان في المدينة وأبوه الإمام الكاظم كان في بغداد فكيف يصبح هو إماماً ولم يجهز والده وذلك قد خالف عقيدة المذهب الشيعي، فقال لهم الإمام الرضا عليه السلام بأن الذي مكن علي بن الحسين وهو في حبس وإسار أن يأتي من الكوفة ليلي أمر والده الحسين في كربلاء مكنني أن آتي إلى بغداد لألي أمر والدي وأنا لست في حبس وإسار، فالشاهد هنا بأن الإمام أخبرهم بأن الإمام السجاد هو الذي جهز والده الحسين عليه السلام.
البعض قد جمع بين هاتين القضيتين بأنه لا يمتنع بأن بني أسد قد حضروا في الوقت الذي حضر فيه الإمام السجاد عليه السلام وقد ساهموا في أمور الحفر وما شابه ذلك ولملمة الاجساد بإستثناء جسد الحسين عليه السلام نظراً لأن العدد كان كبيراً لا يقدر عليه الإمام السجاد ولكن ما يرتبط بالإمام الحسين فقد تولاه الإمام السجاد عليه السلام، وهذا توفيق بين وجهتين والجمع بينهما.

 

مرات العرض: 3833
تنزيل الملف: عدد مرات التنزيل: (2551) حجم الملف: 68344.81 KB
تشغيل:

12 بين جدية الحياة وإدمان الألعاب
14 النساء في كربلاء والنهضة الحسينية