28 حتى لا يكون القرآن مهجورا !
المؤلف: الشيخ فوزي السيف
التاريخ: 28/9/1440 هـ
تعريف:

حتّى لا يكون القرآن مهجورًا

تفريغ الفاضلة زينب المهدي / العراق

تصحيح الفاضلة افراح البراهيم
بسم الله الرحمن الرحيم (وقال الرسول يا ربّ إنّ قومي اتخذوا هذا القرآن مهجورًا)1
في هذه الآية ترفع شكاية من النبي صلى الله عليه و آله إلى ربه وتألمًا من واقع مؤلم وهو أنّ القرآن الكريم أصبح مهجورًا ومعرضًا عنه ،  وهذا الأمر يقلق النبي (صلى الله عليه وآله ) ويؤذيه لأسباب عديدة منها :
1/ أنّ هجر القرآن الكريم ينتهي بالأمة الإسلامية وبالمسلمين إلى ضيق الحياة الدنيا وإلى سوء العاقبة في الآخرة  ، حيث أنّ النبي حريص على هذه الأمة و رؤوف بها ويؤلمه الحال التي ستنتهي بها نتيجة هذا الهجران وذلك المصير السيء الذي ستواجهه في الآخرة.
2/ النبي صلى الله عليه و آله بذل من الجهود أعظمها وأكبرها وأشقاها ؛ من أجل تثبيت القرآن وأحكامه بين الناس ، وإذا هجر الناس هذا القرآن الكريم فقد ذهبت جهوده في مهب الريح وضاعت و سيكون نتيجتها سدى، لذلك تألّم صلى الله عليه وآله ورفع الشكاية إلى ربه في هذا الآية.
من هم القوم المقصودون في هذه الآية ؟ هل هم الكفار ؟ أم هم المسلمون؟
1/  قسم من المفسرين ذهبوا إلى أنّ المعني بهجر القرآن الكريم إنّما هم مشركو مكة فإنّ هؤلاء لم يستقبلوا القرآن الكريم ولم يحترموه ولم يؤمنوا به بل جاهدوا وناضلوا النبي لأجل إماتة القرآن الكريم طوال فترة البعثة وقسم من سنوات الهجرة ، أي ما يقارب عشرين سنة وكفار قريش كان همّهم معارضة النبي ومحاربته وتجييش الجيوش لمحاربته من أجل إطفاء نور الله وكلمته .
2/  قول آخر للمفسرين أنّه ليس فقط الشكاية من مشركي مكة وإنّما هي ايضًا من بعض المسلمين سواء كانوا في زمان رسول الله (صلى الله عليه وآله) أو في ما يستقبل من السنوات والأيام ؛ ذلك لأنّ كفار قريش كان هجرهم طبيعيًا للقرآن و إعراضهم عنه طبيعي فلا معنى لأن يتشكى النبي من هجر كافر للقرآن الكريم ، والشيء الغير طبيعي هو هجر المؤمن للقرآن الكريم ، وهنا يأتي سبب التألم أنّ هؤلاء مسلمون ويفترض أن يهتمّوا بالقرآن  لا أن يهجروه.
نظرة إلى الواقع المعاصر وهجر القرآن الكريم
لو نظرنا للوقت الراهن لوجدنا أنّ شكاية النبي وتألّمه من هجر القرآن جاءت في محلها ، وهناك مظاهر واضحة لهجر القرآن الكريم في حياة المسلمين ، فهناك هجر وهناك إعراض عنه ، حيث أنّ موقع القرآن الكريم في الأمة الاسلامية على صعيد الأفراد والدول ليس هو الموقع الطبيعي ، فهو ليس في موضع الاحترام الذي يستحقه، كما أنّه ليس  موقع العمل وتطبيق السلوك ليس على ضوئه ،و ليس على المستوى الذي جاء به القرآن ومن أجله ، كما نلاحظ أنّ العنوان العام للأفراد أنهم مسلمون ، ولكنّهم على خط المخالفة مع القرآن الكريم .
مظاهر هجر ومبارزة أحكام القرآن الكريم
1/ لو نظرنا إلى الواقع المعاصر كم نجد من المسلمين  الملتزمين تمامًا بأحكام القرآن الكريم والمؤتمرين بأوامره ؟ ،  الآن ونحن في شهر رمضان كم نسبة الصائمين؟ وكم نسبة غير الصائمين؟  بل في بعض الأماكن و في بعض بلاد المسلمين  خلال هذا الشهر كان هناك اقتراح مقدم  إلى مجلس البرلمان بأنّه ينبغي أن لا يضايق من يفطر في شهر رمضان في الحياة العامة ، فهو حرٌ وله أن يفطر في أيّ مكان.
وأما على المستوى الفردي فنجد قسمًا غير قليل من الناس تأتي إحداهن وسط العمل تأكل بحجة أنّ رأسها يؤلمها ، أو ذلك رجل يأكل بحجة أنّه حر إذا أراد أن يصوم أو يفطر فله الحرية في ذلك ، فأصبحت هذه المظاهر مبارزة واضحة لأحكام القرآن الكريم الموجبة لهذا  الأمر وهي غير قابلة للتأويل ، كما قال تعالى (فمن شهد منكم الشهر فليصمه )2
 هذا يعتبر من  الفسق أنّ إنسانًا يرتكب كبيرة من الكبائر كتعمّد الإفطار في هذا الشهر المبارك و من غير عذر ، ومن غير جهل ، ومن غير تأوّل ، بل إنّ إحدى الأخوات تقول بأنّ زوجها يعاقر الخمر في نهار شهر رمضان وهي امرأة متديّنة دون مراعاة لحرمة الشهر الكريم أو حرمة الملائكة النازلين ، حتى أولئك الشياطين مصفّدين إلا أنّ شيطان هذا الرجل غير مصفّد.
 العلماء يقولون إن اضطرّ الإنسان للإفطار من أجل سبب كالدورة الشهرية بالنسبة للمرأة أو بسبب المرض أو السفر ينبغي أن لا يتظاهر بالأكل حفاظًا على حرمة هذا الشهر وإن أكل فهو معذور ، أمّا أن يظهر متعمّدًا بدون سبب فذلك من القبح  والدناءة ، ومبارزة واضحة للقرآن الكريم ولفريضة الصيام.
2/ من مظاهر هجر القرآن الكريم فيما يرتبط أيضا بواجباته الواضحة ، فعلى سبيل المثال في سورة الطلاق ورد في أول آياتها قوله تعالى ( لا تخرجوهنّ من بيوتهنّ ولا يخرجن )3 وهذه السورة من  السور المدنية إذ أنّ آياتها طويلة وموضوعها في التشريع والأحكام ، ومعنى هذه الآية أنّه يحرّم على من يطلق زوجته طلاقًا رجعيًا أن يخرجها من المنزل الذي كانت تعيش فيه معه وهي أيضًا يحرم عليها أن تخرج من تلقاء نفسها  ،
نجد في مجتمعنا كلا الأمرين وهما يخالفان  الشرع إذ أنّ الزوج عندما يطلّق زوجته يخرجها من البيت ، وكذلك المرأة تخرج بنفسها ، وهذه مخالفة  صريحة للقرآن الكريم.
3/  مظاهر هجر القرآن على مستوى الأمم ومستوى الدول ومستوى السياسات ومستوى الأنظمة والحكومات كثيرة إذ أنّه نادرًا ما نجد أنّ القرآن الكريم  في بعض بلاد المسلمين يعتبر دستورًا  أساسيًا للأحكام ، فكثيرٌ من القوانين هي مستوردة من القانون البلجيكي أو الفرنسي أو من سائر القوانين الأخرى ، بينما القرآن الكريم لا يلتفت إلى قوانينه بل يقنّن القانون على خلاف صريح القرآن.
على سبيل المثال أرادوا أن يقرّوا قانونًا بعدم الاعتراض على من يفطر في نهار شهر رمضان إذ أنّ الدولة علمانية ، وكان هذا خلاف صريح لقوله تعالى ( كنتم خير أمةٍ أخرجت للناس تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر ) 4
وكذلك في موضوع الأحوال الشخصية  أرادوا أن يضعوا لها قوانين مستوردة من الخارج كما في قضية الميراث و قوله تعالى ( للذكر مثل حظّ الأنثيين ) 5 حيث أصبحوا ينادون بالمساواة بين الذكر والأنثى خلافًا للآية الكريمة.
وكذلك قوانين أخرى وضعية في مسألة الزواج والطلاق والحضانة ، وهذه كلها من مظاهر هجر القرآن الكريم في بلاد المسلمين على مستوى الأفراد وعلى مستوى السياسات والأنظمة.
ومع ذلك نجد أنّ كثيرًا من المؤمنين مازالوا على الفطرة الحسنة  من الإيمان الواضح ممّا يجعلهم يتوجّهون إلى القرآن الكريم ويأتمرون بأوامره قدر استطاعتهم ، ولا نريد أن نعمّم تلك الصورة السوداء عن هجر القرآن ، بل هناك مظاهر حسنة تدلّ على الاهتمام بالقرآن كمجالس التلاوة والتدبر والاستماع كالأمسيات القرآنية التي تعقد في هذا الشهر المبارك.
هذا القرآن الذي هو مصدر سعادة وحياة البشر كما يقول الله تعالى ( يا أيّها الّذين آمنوا استجيبوا لله وللرسول إذا دعاكم لما يحييكم ) 6
القرآن هو من يصنع للإنسان السعادة والأمان والحياة المستقرة فكيف نجعل من هذا القرآن مصدر سعادتنا حتى لا يكون مهجورًا في حياتنا؟؟

ماذا نصنع لكيلا يكون مهجورا
1/ على المستوى الشخصي ينبغي أن نديم فترة التوجّه للقرآن الكريم ، هذه الفترة التي اكتسبناها خلال هذا الشهر العظيم إلى ما بعد شهر رمضان ونجعلها مستديمة لا منقطعة ، لأنّ غالبية البعض يقبل على القرآن الكريم في شهر رمضان ويكون حريصًا على ختمه أكثر من مرة أو مرتين ، كذلك الإنسان الذي ختم القرآن خمس مرات في مدة قليلة ، فإنّ قراءة مقدارٍ من القرآن الكريم يكوّن علقةً وأنسًا بين الإنسان والقرآن الكريم ، ومن الجميل أن تستمرّ هذه العلقة  وهذه الثمرة التي اكتسبها و أن تكون معه إلى ما بعد شهر رمضان ويجعلها عادة مستمرة ، فلا يتخلّى عن قراءة القرآن يوميًا ولو لصفحة واحدة وهو أضعف الإيمان ، يروى في الحديث عن الإمام الصادق عليه السلام ( القرآن عهد الله إلى خلقه فقد ينبغي للمرء المسلم أن ينظر في عهده ، وأن يقرأه في كل يوم خمسين آية  ) 7
القرآن بمثابة المعاهدة بيننا وبين الله ومن الجميل أن تستمر هذه المعاهدة إلى ما بعد شهر رمضان وليس فقط في هذا الشهر ، حيث نجعلها عادة غير منقطعة فشهر رمضان ربيع القرآن لكنّ قراءة القرآن ليست حكرًا على شهر رمضان فقط.
وحتّى يكون الإنسان مصداقّا واضحًا على الإقبال على قراءة القرآن الكريم لا يترك قراءته وليجعلها عادة مستمرة كما هي أوقات الصلاة ، فإن تمكّن قرأ بعد صلاة الفجر وإن لم يتمكن بعد الظهرين ، وإن لم يتمكّن فبعد العشائين وبهذا  لا يكون ممّن هجر القرآن الكريم.

2/ ما يرتبط بنشر القرآن الكريم وبثّه وتبليغه بين الناس من واجباتنا  أن نسعى في نشر القرآن الكريم  و في طباعته وتوزيعه ، وإن كانت الحكومات لا تقصّر في ذلك وتطبع المصاحف بالملايين وتوزّع على الناس ، ولكن ما هو دوري أنا كفرد ؟؟  ..لماذا لا أحشر في يوم القيامة ضمن العاملين في نشر القرآن الكريم ؟ ، يقول رسول الله صلى الله عليه و آله ( بلّغوا عني ولو آية )8 ،  فكيف إذا نشر الإنسان من القرآن ستة آلاف آية ، نحن مسؤولون عن طباعة القرآن وعن نشر ترجمته  للعالم حتى يتعرّف الناس إلى دين الإسلام وينتشر ، والكثير من غير المسلمين لا يعرف القرآن و ماهي تعاليمه لأنّه باللغة العربية وهم لا يتقنون العربية ، لذلك علينا أن نسعى جميعًا في ترجمة القرآن الكريم وفي نشره  ، ونساهم في ذلك ولو بالقليل من الأموال.
 هناك ردود أفعال عاطفية انفعالية غير حسنة  تظهر بين فترة وأخرى ، وعلى سبيل المثال فقد حدث في الفترة الأخيرة في هولندا أنّ أحدهم خرج وأحرق القرآن الكريم ، وكانت للأسف حركة استفزازية للمسلمين إذ قاموا  على أثرها بنشر صور القرآن المحروق وذلك الفيديو الذي انتشر حتى ذاع صيت هذا الرجل ، يظنّون أنّ هذا يعتبر بدافع من  الغيرة والحمية على القرآن الكريم ،  لكنهم لا يعلمون بأنّهم بهذا قد انتهكوا حرمة القرآن الكريم دون تعقّل ، فليس من المعقول أن يشتم أحدهم والدك ثم تردّ عليه بأقبح الألفاظ فهذه تعتبر إساءة أدب بالنسبة لوالدك ، وكذلك نشر هتك القرآن الكريم يعتبر جريمة ومن مظاهر هجر القرآن الكريم حيث أنّه ينشر هذا الفعل حتى يصل إلى عشرة آلاف بدلاً من عشرة ،  إذ يجب أن يخفى ولا ينشر ويعمّم  فهذا يعتبر ردًا انفعاليًا سلبيًا ، ولكن الردُّ الإيجابي والحضاري أنّنا نغضّ البصر عنه ونقوم بمشروع مضاد لهذا الهتك الذي حدث في هولندا ، ومن ذلك القيام بترجمة القرآن باللغة الهولندية و شراء نسخ و توزيعها وتسويقها   في تلك البلاد ، و القيام بنشرها على مواقع التواصل الاجتماعي كالفيس بوك ، خاصة تلك المواقع التي يتحدّى فيها القرآن ، فنقوم بتحريض الناس على بذل الأموال ونرغّبهم في الحصول على الأجر والثواب ، وبهذا ننشر ثقافة القرآن الكريم ونقوم بعمل إعلامي مضاد لذلك الهتك ، وهذا هو التفاعل الحضاري الذي يجب أن نقوم به.
 أما نشر ذلك الفيديو فيعتبر إساءةً للقرآن الكريم وتشويه مقيت ، وكلنا مسؤولون عن الدفاع عنه ولكن بطرقٍ سليمةٍ وإيجابية ، وليست المرجعية وحدها هي المسؤولة عن ذلك ، نحن أيضًا كأفراد بحاجة إلى الثواب وبحاجة لشفاعة القرآن الكريم يوم القيامة ، وكلمة واحدة تشجيعية منّا للآخرين بشأن نشر القرآن الكريم وترجمته لها الكثير من الثواب.
3/ ما يرتبط بإعداد الدورات التعليمية للقرآن الكريم بالنسبة للأطفال أو البالغين أو حتى كبار السن كدورات تصحيح التلاوة ، وهي دورات منتشرة وبحمد الله في البلاد الإسلامية
ويجب أن نحافظ عليها ونتوسّع بها في جميع المناطق ، ونكون يدًا فاعلة في دعمها ولو بالقليل من المال ، أو بتوفير المكان أو بالتكفّل بدفع إيجار المكان ، ونعتبرها صدقة عنّا وعن والدينا وأرحامنا ، وبهذا نكون بطريقٍ غير مباشر قد ساهمنا في تعليم عشرين أو ثلاثين أو أكثر.
كذلك التعهّد برعاية تلك المسابقات القرآنية وتحفيز المجتمع على الاشتراك بها ، كلّ ذلك من طرق الاهتمام بالقرآن الكريم.
4/ نلاحظ أنّ نسخ القرآن الكريم متوفرة بكثرة في بلادنا بأحجام وأشكال مختلفة ، ولكن لو نظرنا إلى البلاد الأخرى كأفريقيا أو آسيا لوجدناها تخلو من القرآن الكريم ، لذا يمكننا المساهمة بتوفير هذه النسخ وجعلها أوقافًا خيرية في تلك البلاد ، وبهذا نوفّر لهم القرآن ونكسب الأجر والثواب  ، و يمكن المساهمة بوقف لمبنى يدرّس فيه القرآن أو مبنى لطباعته ، أو مبنى لترجمته .
يستطيع الإنسان أن يدّخر له عملاً طيبًا من خلال الوقف القرآني فعلى سبيل المثال قد أتاح الشرع للميت أن يتصّرف في ثلث أمواله ، فلو أوصى بأن يكون هذا الثلث لصالح المشاريع والأوقاف الخاصة بالقرآن الكريم ، هذا الأمر سيكون شافعًا له يوم القيامة فكم آية سيساهم في طباعتها ، وكم متعلّم سيساهم في تعليمه وسيشاركه الأجر عند قراءته آية من القرآن الكريم طيلة حياته.
5/ النذر باسم القرآن الكريم ، ولعلّه أمر غير متعارف عليه ، إذ نحن ننذر باسم أهل البيت ولكن لو نذرنا للقرآن الكريم ، لو نذر أحدهم إن شفي مريضه فسوف ينشر عددًا من نسخ القرآن ، أو يطبع تفسيرًا للقرآن ويقوم بتوزيعه في الأماكن التي يخلو منها ، أو يتكفّل بحافظ للقرآن ،  أو يتكفّل بمعلّمٍ للقرآن ، أو يتعهّد بتمويل الدورات التعليمية.
كل هذه أبواب للخير ينبغي أن يتحرّك فيها الإنسان حتّى لا يكون القرآن مهجورًا ، وقبل هذا العمل بالقرآن و أوامره والانتهاء عن نواهيه ، حتى نجسّد القرآن الكريم في أخلاقنا وسلوكنا وعباداتنا ، لنصبح أناسًا قرآنيين يطبّقون سلوكهم وفق هدي القرآن الكريم.
  نسال الله سبحانه وتعالى أن يوفقنا وإياكم لأن نخدم القرآن ونعظّمه ،   ونحترمه وأن نعمل به وأن نتلوه آناء الليل وأطراف النهار ، وأن يجعل القرآن ضياء قلوبنا ونور دروبنا وشفيعنا إلى الجنة .
نحن كلنا وبحمد الله نقرأ القرآن ونختمه في هذا الشهر الكريم ومن الجميل أن نشرك بعضنا البعض في ثواب هذه القراءة ولن ينقص من الأجر شيئًا ، فلو تخيّلنا أنّ أحدنا أرسل رسالةً إلى عشرة آلاف ومن ثم أرسلت إلى غيرهم فكم يكون من الأجر لمن أرسلها لهؤلاء، بل يكونون مدينين له يوم القيامة ، يروى في الرواية أنّ الله يبعث من الملائكة من يقوم مقامه ، وهذا واردٌ بالنسبة للدعاء للمؤمنين والمؤمنات بالمغفرة ، إذ أنّك تدعو للملايين من أول التاريخ إلى هذا الزمان من المؤمنين والمؤمنات وتطلب لهم المعفرة وقد كسبتهم بجميلك ومعروفك فإما أن يردّوه لك ، أو يطلبوا من الله المغفرة لك ، وإن لم يحدث ذلك جعل الله لك ملكًا ينوب عن أولئك الأشخاص الذين دعوت لهم يدعو لك.
عندئذٍ يأتي الانسان يوم القيامة  ويتفاجأ بذلك الرصيد الهائل من الحسنات بفضل إشراك إخوانه المؤمنين في ثواب أعماله من ختمات وصلوات وأعمال ، هذا الرصيد ينفعه و يكون له شفيعًا بإذن الله يوم القيامة.
اللهم وفقنا للالتزام بدينك، واحشرنا مع أهل القرآن الكريم واجعلنا من العاملين به والمؤتمرين به ، و اجعله شفيعًا لنا يوم لا ينفع مال ولا بنون إلّا من أتى الله بقلبٍ سليم.
-----------------------------------------------------------
1 سورة الفرقان آية 30
2 سورة البقرة آية 185
3 سورة الطلاق آية 1
4 سورة آل عمران آية 110
5 سورة النساء آية 11
6 سورة الأنفال آية 24
7 مؤسسة الإمام الخوئي الخيرية
8 منتديات السادة

مرات العرض: 3445
تنزيل الملف: عدد مرات التنزيل: (2582) حجم الملف: 49471.08 KB
تشغيل:

27 ماذا عن العلاج بالقرآن ؟
مع الامامية في آرائهم وأفكارهم