میراث النبي المصطفى لابنته فاطمة الزهراء
المؤلف: الشيخ فوزي السيف
التاريخ: 13/5/1440 هـ
تعريف:

ميراث النبي محمد لابنته فاطمة

تفريغ نصي الفاضلة فاطمة الخويلدي

من كلام لسيدتنا ومولاتنا فاطمة الزهراء في  خطبتها قالت : أفعلى  عمدٍ تركتم كتاب الله ونبذتموه وراء ظهوركم إذ يقول وورث سليمان داوود وقال فما اقتص من خبر يحيى فهب لي من لدنك ولياً يرثني ويرث من آل يعقوب واجعله ربي رضيا وقال يوصيكم الله في أولادكم للذكر مثل حظ الأنثيين وقال غير ذلك أفأنتم أعلم بخصوص القرآن وعمومه من أبي وإبن عمي أم أنكم ترثون ولا أرث أبي .. صدقت سيدتنا ومولاتنا فاطمة الزهراء صلوات الله سلامه عليها

حديثنا بإذن الله تعالى  يتناول  موضوع ميراث النبي وماذا كان  يحق لفاطمة عليها السلام من هذا الميراث الأحتجاج الذي قدمته في هذه الخطبة المشهورة بالرغم من أن  إسم الخطبة المشهور هو الخطبة الفدكية إلا أننا لا نلاحظ أن الزهراء عليها السلام ..قد أوردت أسم فدك في هذه الخطبة وإنما تحدثت عن الميراث إحتجت على من صادر إرثها أفي كتاب الله أن ترث أباك ولا أرث أبي إحتجت على من أورد الرواية  نحن معاشر الأنبياء لا نورث أو لا نورث ما تركناه صدقة   إحتجت عليهم  بأيات القرآن الكريم وإنها أياتٌ عامة  وإنه لم يخرج منها

النبي ولا ورثته وأن موانع الأرث التي يتفق عليها المسلمون كالقتل مثلاً والكفر غير موجودة هنا فإذن هذه الخطبة تتحدث عن قضية ميراث النبي  صلى الله عليه وآله ما هو ميراث النبي ؟ هل كان النبيُ له ميراث أم لا ؟ هل كان النبي ُفقيراً مثلاً بحيث لم يكن عنده شيٌ ليورثه أو أنه كان يملك أشياء وكان بحسب القاعدة الطبيعية ينبغي أن يرثها ورثته سوف يتبين من خلال الحقائق  التاريخية أن النبي صلى الله عليه وآله كان مالكاً لأشياء كثيرةٍ جداً للأسف عندما تبحث الأن تحت عنوان ميراث النبي  لا تجد في الكتب غير العنوان بدل من الميراث إلى عنوان صدقات النبي

صدقات النبي هذا العنوان الذي غير عنوان ميراث النبي إليه عندما تفتشه تجد أن هناك عددٍ كبيرٌ من الأشياء ذات الأقيام العظيمة كانت ميراثاً لرسول الله صلى الله عليه وآله ولكن بناءً على أن خط الخلافة الرسمي اعتبر أن هذه ليست ميراثاً وإنما صدقات فإذن حتى عنوانها تغير إلى عنوان صدقات النبي دعونا نعدد أولاً ما هو الميراث الذي كان يفترض أن النبي مالكٌ له في أيام حياته وكان يفترض بحسب القاعدة أن يؤول إلى ورثته لو لا أن الحديث الذي تفرد به خط الخلافة وأشهره كمانع وهو

 نحن معاشر الأنبياء لا نوَرث أو لا نوْرث لما نذهب إلى هذا العنوان صدقات النبي نجد حديثاً كثيراً لا سيما في الكتب التي كتبت في الأحكام السلطانية توجد بعض الكتب في تاريخ المسلمين تحت عنوان الأحكام السلطانية نأخذ مثال منها كتاب الأحكام السلطانية للماوردي  لما تذهب إلى باب ما يسمى صدقات النبي التي هي في الأصل مواريث النبي سوف نجد هذه العناوين العنوان الأول مما كان يملكه رسول الله صلى الله عليه وآله أيام حياته خالصاًله هي أموال مخيريق اليهودي حوائط سبعة أي سبعة بساتين الأن بعضها موجود إذا أحد يذهب إلى المدينة دعه يتعرف على بعض من يعرف جغرافية المدينة ويذهب بك إلى بعض الحوائط الباقية بعض البساتين التي هي سبعة بساتين أحياناً تسمى بالعوالي أحياناً تسمى بالحوائط السبعة وتسمى بأموال مخيريق

مخيريق هذا رجل كان يهودي وكان اليهود في المدينة  وهم ثلاث قبائل أتوا إلى المدينة في وقتٍ مبكر لأنهم قرأوا في الكتب أن هناك نبياًمن أنبياء الله سوف يبعث في مكة وتكون هجرته إلى المدينة  فقالوا نحن أولى به بعتبار أن هذا  بشرت به التورات وتحدثت عنه الكتب كالإنجيل  فإذن نحن ما دمنا على خط الأنبياء نحن أولى به نذهب وننتظر أتوا إلى المدينة بنوا النظير  وبنوا قريضة قبائل متعددة وسكنوا واستوطنوا  في المدينة وكان هؤلاء يعرفون صفة النبي لما أتى رسول الله صلى الله عليه وآله إلى المدينة وكانوا من قبل كما في الأية المباركة كانوا يستفتحون على الذين كفروا يعني يدعون الله في معاركهم مع الكفار بحق النبي الذي سوف يبعث ويهاجر إلى المدينة أن يفتح الله  عليهم وأن ينصرهم  واحد من هؤلاء كان إسمه مخيريق

وكان قد قرأ الكتب وعرف صفة النبي فلما أتى رسول الله صلى الله عليه وآله أتى له واختلط معه عرف صفات ذلك النبي المبعوث فيه فأمن به وحاول مع اليهود وقال لهم أنتم كيف تنتظرون نبياً يهاجر إلى المدينة وهاهو أمامكم محمد إبن عبدالله فلماذا لا تؤمنون به عللوا وأجلوا مرة يقولون سبت ومرة يقولون كذا هو تركهم وأمن برسول الله صلى الله عليه وآله  يوم كان النبي قد خرج إلى غزوة أحد فخرج خلف النبي لكي يقاتل في ركابه قبل أن يخرج أشهد الناس وأشهد اليهود على أن ما أملك  أنا ذاهب الأن إلى معركة وقد أقتل فإذا قتلت فكل أملاكي هذه وعددها الحوائط السبع  هي هبة مني وعطية لرسول الله محمد صلى الله عليه وآله بالفعل ذهب وأستشهد  آلت هذه إلى رسول الله صلى الله عليه وآله سبعة بساتين هدية وهبة من هذا المؤمن الذي كان يهودياً إلى رسول الله هذا أول عنوان نحن نلتقي به تملكها رسول الله صلى الله عليه وآله وكان ينفق منها على محتاجي المسلمين وعلى دعوته

 العنوان  الثاني  هو  أموال بني النظير وهم قومٍ من اليهود قبيلة من القبائل أول ما أتى النبي صلى الله عليه وآله عقد معهم ومع سائر اليهود إتفاقية حسن جوار وهي أن لا يخونوه ولا يخونهم أن لا يعين بعضهم أعداء بعض مفصلة حوالي خمسين مادة فيها لما بدأ الإشتباك بين النبي صلى الله عليه وآله وبين القرشين بدأوا بنوا النظير بالتعاون مع القر شين وكانوا يدلون قر يشاً على عورات المسلمين أماكن التي فيها منافذ بعتبارهم من سكان المدينة وعندهم حي هناك أين المكان الذي ليس فيه حراسة يستطيع الشخص أن يصل إليهااتفقوا مع قريش وحصلت بعض المناوشات وبالفعل نكأ القرشيون في بعض هجوماتهم على المسلمين جراح المسلمين بدلالة هؤلاء بني النظير من ضمن الأمور التي حدثت أن النبي صلى الله عليه وآله في قضية إثنان قتلا من أعدائه خطأً والنبي ملتزم بأن يؤدي ديتهم ذهب إلى بني النظير يستسعيهم بالتعاون في قضية الدية لهذين الشخصين بنوا النظير لما رأوا النبي عندهم وجالسٌ معهم تأمروا على قتله وأمروا واحد  من أتباعهم أن يصعد إلى أعلى الجدار كان النبي  مستند إلى الجدار ويرمي عليه صخرة حتى يموت في هالأثناء أخبره الله عزوجل بأن يرحل فوراً فالنبي على وقفته أشار وكأنما محتاج إلى شيئ غير ذلك مشى من دون حتى أن يودع أصحابه  ومن غير أن يقول لهم بأنه  سوف يرجع

مشى متجهاً إلى المدينة ثم أخبر أصحابه بأن يأتوا  إلى المدينة   وقال لهم أخبرني الله عزوجل بواسطة الملك أن هؤلاء كانوا يريدون  ان يلقوا الحجر علي طبعاً هذا بالإضافة إلى سابقيات عند بني  النظير من خياناتهم محاولة اغتيال النبي هذه تحالفهم مع قريش تزويدهم ببعض الأسلحة دلالتهم على ثغرات الحراسة عند المسلمين فالنبي امر بأن يجيش الجيش لمهاجمتهم هؤلاء لا يصلح الإتفاق معهم لابد من إخراجهم حاصرهم ستة أيام فقط في سورة الحشر  إذا شخص يقرأ يجد شيئاً عجيباً من تفسيرها لان فترة قصيرة جدا ً من الحصار  ستة أيام لا تساوي شيئ من عمر الحصار   ما ظننتم أن يخرجوا

 أنتم يا أيها المسلمون هم ايضاً كانوا في حصون وظنوا انهم مانعتهم حصونهم لكن إنتهى الأمر إلى أن الله ألقى في قلوبهم الرعب فقالوا لرسول الله صلى الله عليه وآله نحن نخرج ولكن فقط نسلم على أنفسنا ونأخذ من الأموال ما حملته الإبل النبي وافق على ذلك لانه لا يوجد مجال للتعايش معهم خرجوا  أخذوا ما عندهم من أموال وذهب حتى قيل أنهم قلعوا الأبواب من البيوت وحملوها على ظهور الأبل والبيوت الباقية خربوها

يخربون بيوتهم بإديهم وأيدي المؤمنين فخرجوا  هذا الحي بما بقي فيه من المزارع وغير ذلك بعتبار انه  لم يوجف عليه بخيل ولا ركاب  لم يحصل فيه قتال قانون الإسلام يرجع خالصاً لرسول الله صلى الله عليه وآله فهناك إذن منطقة  قرية حي سميها ما تشاء يحتوي على بساتين على مزارع على بيوت هذه آلت كلها بالملك إلى رسول الله صلى الله عليه وآله لأنها فتحت من غير قتال لو كان فتحت بقتال  النبي له حق الخمس والباقي يقسم بين المسلمين  هذه لم يقاتل فيها فقط حصل حصار ألقاء الرعب من قبل الباري سبحانه وتعالى هؤلاء خرجوا فهذه منطقة أيضاً واسعة بعضهم قال أكثر من عشرة ألاف كانوا بني النظير   وبعضهم يقول أكثر وبعضهم يقول أقل انت تصور يوجد حي فيه عدد من  الناس وفيه  أملاك وفيه بيوت حتى أن النبي أسكن  بعض المسلمين الذين كانوا إلى ذلك الوقت لم يكن لهم بيوت في المدينة المنورة من المهاجرين الذين لم يكونوا أنفسهم أسكنهم في هذه البيوت  لكن حسب الحكم الشرعي إن هذه كلها تؤول إلى ملك رسول الله صلى الله عليه وآله هذا قسم ثاني عنوان ثاني

عنوان ثالث  إثنان من حصون خيبر خيبر لما حصلت المعركة ثلاثة حصون فتحت فتحاً عسكرياً بالقتال وهذه قانونها خمس غنائمها لرسول الله صلى الله عليه وآله وأربعة أخماس لسائر المسلمين لكن حصنين منها لم يفتح بقتال وإنما إستسلم أهلها فآلت  هذه أيضاً ضمن قانون إنما لم يوجف عليه بخيلٍ ولا ركاب لم يقاتل من أجله يكون ملكاً خالصاً  لرسول الله  صلى الله عليه وآله هذان حصنان من حصون خيبر  هذا رقم ثلاثة

 رقم  أربعة  ذكروا عن موضعٍ في سوق المدينة وبعضهم قال كل سوق المدينة  وأسمه مهزور أو مهروز  في الضبط يختلفون في تقديم الزال أو الراء

ولكن عندهم اتفاق على ان هذا الموضع ملكٌ لرسول الله صلى الله عليه وآله لما تذهب حتى تبحث عن  موضوع ميراث رسول الله وأملاك رسول الله ما راح تجد شيئ راح تجد فقط صدقات رسول الله هذا رقم أربعة

 رقم خمسة  فدك وهي أيضاً من الأماكن التي أهلها على أثر إنهم رأوا ما حصل ليهود خيبر وليهود بني النظير قالوا  قبل لا يحصل هجوم علينا وقتال وغير ذلك نسلم هذه ونخرج بما نملك تعاملوا مع رسول الله على هالأساس وأصبحت فدك من صالح رسول الله صلى الله عليه وآله  ولأنها لم يقاتل عليها أيضاً أصبحت ملكاً لرسول الله صلى الله عليه وآله خصوصية فدك إنهابحسب رواياتنا وبحسب بعض الروايات  التاريخية أن النبي صلى الله عليه وآله نحلها فاطمة سلام الله عليها وأعطاها هذه الأرض في أثناء حياته وفاطمة كان لها من يعمل في هذه الأرض أيام حياة رسول الله فدك  الأن هي محافظة تسمى محافظة الحائط    الحائط  في تعبير العرب القديم تعني البستان المحوط بجدار أو حظار أو ما شابه ذلك فهذا أصبح مما ملكه رسول الله صلى الله عليه وآله ومما يملكه أيضابيته الذي سكنه وأسكن فيه زوجاته هذه جملة مما ذكر من أملاك رسول الله صلى الله عليه وآله بعض المؤرخين أيضاً يضيف نصف وادي القرى وهو وادي كبير جداً واسع فيه أراضي زراعية وفيه مياه وفيرة قالوا إنه أصبح نصف هذا الوادي ملكاً لرسول الله صلى الله عليه وآله هذا مجموع ما ذكره المؤرخون من أملاك رسول الله  صلى الله عليه وآله هذه الأملاك بحسب القاعدة الشرعية القرآنية يفترض أنه إذا توفي شخصٌ مالكٌ أن تؤول أملاكه إلى ورثته الوارث الأساس في ذلك الوقت كان سيدتنا ومولاتنا فاطمة الزهراء صلوات الله وسلامه عليها طبعاً لديه زوجات هن وارثات لا سيما إلى ما كان فوق هذه الأراضي  بناءًعلى ما هو معروف عند الإمامية بأن زوجة الرجل لا ترث من رقبة الأرض الرأي المشهور عندهم هكذا لكن البنت ترث من كل شيئ حالها حال الولد الذكر فمن المفروض أن هذه الأملاك  لو إفترضنا إستثنينا منها الثمن مقسم على كل زوجات رسول الله الباقيات ما عدا ذلك سبعة أثمان ترجع إلى سيدتنا الزهراء سلام الله عليها  طبعاً هذه الأملاك شيئ كبير أنت تصور سبعة بساتين ضخمة في المدينة المنورة وحصنان من حصون خيبر تصور سوق في المدينة مهروز أو مهزور وهكذا فدك وغيرها هنا خط الخلافة الرسمي أشهر هذا الحديث الذي نسبه إلى رسول الله صلى الله عليه وآله

نحن معاشر الأنبياء لا نوَرث أو لا نوْرث ما تركناه صدقة  لا ننسى إنه بجانب هذه الأشياء الكبيرة يوجد أشياء صغيرة تركها رسول الله من الميراث كان عنده ناقتان حلوبتان وكان عنده ثلاث بغال وكان عنده أربعين شاة وأمثال ذلك ما يعد أموال بالقياس إلى تلك شيئ بسبط كما ورد في رواية عن الإمام الرضا سلام الله عليه خط الخلافة أتى وقال أن النبي يقول معاشر الأنبياء  لا يوَرثون  لا يوْرثون

الذي يتركونه هو صدقة طيب دعونا نتحدث عن هذا الحديث هل مثلاً لو ترك النبي ملابسه أيضاً هي ميراث لو أن إنساناً توفي حتى ملابسه تصبح ميراث هل ملابس النبي أيضاً صدقة؟ هل خاتمه صدقة؟ هل حماره الذي كان يركبه بغلته التي كان يركبها ناقته التي كان يسافر عليها  هذه أيضاً صدقات؟ لانجد أثراً لهذا الكلام إشمعنى صارت تلك الأموال الكبيرة الخطيرة هي الصدقة بينماهنا ليست صدقة هذا  واحد

 اثنين هذا الحديث هو على خط المخالفة تماماً مع القرآن الكريم لأنه لو فرضنا الحديث قال أنا محمد لا أورث وما تركته صدقة هذه فيها مجال لكن لما يقول ليس أنا فقط وإنما كل الأنبياء إذن ماذا تصنع في وورث سليمان داوود الحديث يقول معاشر الأنبياء لا يورثون القرآن يقول ورث سليمان داوود فأي الأمرين نصدقه القرآن الكريم يتحدث عن لسان نبي الله زكريا   ربي هب لي من لدنك ولياً يرثني ويرث من آل يعقوب

الحديث يقول لا معاشر الأنبياء لا يورثون ولا يرثهم أحد فأي الأمرين نصدق لعلى شخصاً يقول كما قالوا نعم هذه وراثة النبوة وراثة علم وراثة السلطان الألهي ورث سليمان داوود يعني ورثه بالنبوة يرثني ويرث من آل يعقوب يعني يرثني في نبوتي وهكذا الجواب على ذلك بتفاق كل المسلمين النبوة ليس من قوانينها قانون الوراثة يعني   ليس لان سليمان كان أبناً لداوود لانه إبنه أصبح نبي لا فالأنبياء عندهم أبناء متعددون ومع ذلك لم يكونوا أنبياء وهناك أنبياء أباؤهم أناس عاديون  وأبناؤهم أناس عاديون أيضاً إبراهيم والده رجل عادي ليس بنبي لم تأتي له النبوة من خلال الوراثة ونبينا  المصطفى محمد صلى الله عليه وآله عنده أولاد لم تأتي النبوة لأحدهم ونبي الله يوسف لم تأتي  النبوة إلى أبنائه ونبي الله إسماعيل لم تأتي النبوة  إلى أبنائه فالنبوة ليس قانونها قانون الوراثة قانونها قانون  الإنتخاب الألهي

 ربك يخلق ما يشاء ويختار وربك يخلق ما يشاء ويختار فقد يختار من ذرية إسحاق أنبياء ولا يختار من ذرية إسماعيل  وقد يختار نبياً وليس أبوه من الأنبياء ويختار نبياً أخر أبوه من الأنبياء فمسألة إنما ورثوا النبوة والعلم هذا مخالفٌ لقانون النبوة التي هي قانونها قانون الإصطفاء  الألهي إن الله إصطفى آدم ونوحاً وآل إبراهيم وآل عمران على العالمين تجد في أبناء آدم من هو نبيٌ وتجد فيهم من هو شقيٌ مجرم ولو كانت القضية قضية وراثية لكان قابيل لازم يصبح نبي لأنه إبن آدم فإذن هذا الكلام  من أن إنما ورث الأنبياء أبناؤهم النبوة نقول

 اولاً النبوة ليست وراثة ً

 وثانياً  حتى لو فرضنا هذا  هذا لا يمنع من أن يورث النبوة منه ويورث منه خاتمه ويورث منه مئة درهم كانت لأبيه النبي مالمانع لذلك قالت سيدة النساء سلام الله عليها وإستدلالها في غاية البراعة والمتانة

تقول أفخصكم الله بأية أخرجني وأبي منها أنتم عندكم أية يوصيكم الله للذكر مثل حظ الأنثين أنتم وارثون إذا مات أحدكم ورثه أولاده لكن  أنا فاطمة بنت النبي امخرجة من هذه الأية المباركة يعني هذه الأية تخصكم وأنا خارجة منها أم أنتم أعلم بخصوص القرآن وعمومه من أبي وإبن عمي  هل يعقل أن باب مدينة العلم وهو علي أبن أبي طالب سلام الله عليه ولا أحد يشكك في  تفوقه على سائر أصحاب رسول الله إذ هو باب  مدينة علمه  هل يعقل أن يكون هناك حديث بهذه الأهمية و المبتلى المباشر به هو زوجة علي  إبن أبي طالب هذا لا يعلمه إلا الخليفة وأما  علي إبن أبي طالب باب مدينة العلم فلا يعرف هذا الحديث إذا النبي قال هذا الكلام فقط المقصود فيه فاطمة أو أول واحد  مقصود فيه فاطمة لازم يوصل لها خبر أما يوصل للغير بينما لا يوصله إلى فاطمة هذا أمر غير طبيعي  طيب دعونا نذهب أيضاً في هذه المسألة بقاء زوجات الرسول في بيته على أي أساس إذا كان ميراث وإن هذه النسوة ورثن من رسول الله فكيف معاشر الأنبياء لا نوَرث إذا صدق كيف تجلس زوجات النبي في مكانٍ تصدق به النبي على سائر المسلمين المفروض أن هذا صدقة عامة لا ينبغي أن يكون  لزوجة النبي ميزة على سائر المسلمين  أنا وأنت نستطيع السكن فيه سائر المسلمين يستحلونه فكيف صار في بيت رسول الله وهو ميراث ما يمشي حديث معاشر الانبياء لا نوَرث  أو لا نوْرث  بينما مشى هذا الحديث في فدك وفي الحوائط السبع وفي سوق المدينة وفي وفي  إلى  غير ذلك  لكن لم يكن هناك الإحتجاج والبرهان هو الذي يتبع وإنما كان خلاف ذلك إحتجت الزهراء سلام الله عليها تكلمت ناقشت إحتجت بالقرآن الكريم  عالجت الموضوع بما استطاعت لكنها لم تلقى أذناً صاغية لذلك

 قالت  فدونكها مخطومة مرحولة تلقاك يوم حشرك  ونشرك فنعم الحكم الله والزعيم محمد والموعد القيامة وعندئذٍ يخسر المبطلون ثم إلتفتت إلى باقي أهل المسجد وقالت إيهن بني قيلة

قيلة جدة الأنصار من الأوس والأخزرج تجمع هالقبيلتين لذلك نسبتهم إليها  إيهم بني قيلة ما هذه الغميزة في حقي والسنة في ظلامتي

لماذاجالسين ؟ لماذا  لا تتحركون في ذلك ؟ أليس المرء يحفظ في ولده ؟ هذا رسول الله صلى الله عليه وآله للتو غادر الدنيا ينبغي أن يحفظ في ولده أنا الباقية في أولاد رسول الله أليس المرء يحفظ في ولده  سرعان ما أحدثتم وعجلان ذا إهالة وعندكم مما أحاول حولٍ وقوة انتم قادرين وانتم أهل القدرة والمنعة لكن لم يتحرك أحد لذلك عادت بأبي وأمي كما عبرت لأمير المؤمنين  سلام الله عليه في بيته أول ما رأت أمير المؤمنين قالت له

 خرجت راغمة وعدت كاظمة ...

مرات العرض: 4097
تنزيل الملف: عدد مرات التنزيل: (2584) حجم الملف: 50808.28 KB
تشغيل:

معرفة الله وتوحيده في خطبة الزهراء
ماذا يعني بضعة مني ؟