الصحابي الشهيد عمرو بن الحمق الخزاعي ( اول رأس يهدى بالإسلام )
?تابة الأخت الفاضلة أزهار السليمان
تصحيح الأخ الفاضل عبد المجيد السعيد
من رسالة إلى سيدنا ومولانا أبي عبدالله الحسين عليه الصلىاة والسلام ارسلها إلى معاوية بن أبي سفيان قائلا..
(ألست قاتل عمرو بن الحمق الخزاعي صاحب رسول الله صلى الله عليه وآله العبد الصالح الذي أبلته العبادة بعدما أعطيته من المواثيق والعهود ما لو أعطيته طائراً لنزل إليك من الجبل استخفافاً بحق الله عز وجل وجرأة على دماء المسلمين ) صدق سيدنا ومولانا أبي عبدالله الحسين صلوات الله وسلامه عليه…
حديثنا يتناول بإذن الله تعالى بعض الجوانب من حياة صحابي من صحابة رسول الله صلى الله عليه وآله المتمسكين بولاية أهل البيت عليهم السلام…ألا وهو (عمرو بن الحمق الخزاعي) الذي قتل شهيدا في سنة خمسين للهجرة…
وهو صاحب أول رأس يطاف به في الإسلام، وأول رأس ينقل من بلد إلى بلد في تاريخ المسلمين كان رأس عمرو بن الحمق الخزاعي… هذا الرجل الذي وإن تأخر إسلامه بالقياس إلى غيره حيث أسلم فيما بعد صلح الحديبية وبالتالي لم يشهد المعارك والغزوات الأولى مع رسول الله صلى الله عليه وآله مثل بدر وأحد وخيبر والخندق ولكن عندما أسلم التصق برسول الله صلى الله عليه وآله وحظي بدعاء رسول الله صلى الله عليه وآله….
التي وجد أثرها إلى آخر عمروه ..فقد قيل إن عمرو بن الحمق الخزاعي جاء بلبن لرسول الله صلى الله عليه وآله بعد ان استسقى النبي صلى الله عليه واله...طلب ان يشرب فقام عمرو بن الحمق الخزاعي وبادر إلى جلب اللبن إلى النبي صلى الله عليه وآله وقدمه إليه إلى النبي صلى الله عليه وآله فدعا له النبي صلى الله عليه وآله قائلا «اللهم متعه بشبابه.»...قالوا بلغ عمرو بن الحمق الخزاعي ومرت عليه ثمانون سنة ولم يرى فيه شعرة بيضاء …
روايته للحديث
وهو من رواة الحديث و لذلك نقل عنه بعض الأعيان والأعلام من الصحابة مثل من ذكرنا سيرته من قبل (حذيفه بن اليمان العبسي ) هو ينقل هذا الحديث وأيضا ينقله عمرو بن الحمق الخزاعي الذي نحن بصدد الحديث عنه …وذلك أنه كان النبي صلى الله عليه واله جالسا مع بعض أصحابه وكان من ضمنهم عمرو بن الحمق ويظهر أيضا حذيفة فقال (من منكم يريد ان يعرف آية الجنة ..فقالوا كلنا يا رسول الله فأشار إليهم إلى جهة وإذا بعلي بن أبي طالب قد خرج وقال من سره أن ينظر إلى آية الجنة فلينظر إلى علي بن أبي طالب)..
فبالرغم من إسلامه كان متأخرا إلا إننا نلحظ في هذه الفترة القصيرة أنه حظي بأمرين أساسيين:
الأمر الأول: أن تعريفه بالخريطة العامة للحياة بأصل الولاية بعدما عرف أصل النبوة كان مهماً وقد عرفه واتقن الدرس جيدا فعندما كان في حرب الجمل مع أمير المؤمنين جاء إلى الإمام وهو في وسط أصحابه
فقال له :يا أبا الحسن انا والله ما تبعناك ولا أطعناك لنسب كان بيننا وبينك ولا لطمع كان منا فيك وإنما لأننا علمنا أنك ابن عم الرسول صلى الله عليه وآله وأخوه ووصيه وزوج ابنته والقائم بالحق بعده.. فلهذا بايعناك و تابعناك .
اذا كان الانسان اتبع قوما للحصول على المال والعطاءات فيشتبه عليه الأمر ، اما اذا كان تولاه يوم جاء إليهم البلاء وازداد عليهم الضغوطات والتحديات من يتوالى علي بن أبي طالب عليه السلام يصبحوا مطاردين في أوطانهم مظلومين في أماكنهم ومع ذلك فإنهم يصرون على ولايته ويتحملون راضين دفع الأثمان الغالية من أجل هذا الولاء يتبين هنا إنه لا جهة لا طمع ..ولا لجهة نسب ولكنما الشخص مستحق للولاية تدينا ….
ولأن الانسان الموالي يوالي باعتبار هذه فريضة وهذا هو الأمر الذي أدركه عمرو بن الحمق الخزاعي من البداية على أثر سماعه أحاديث الرسول صلى الله عليه واله في فضل علي بن أبي طالب عليه السلام…
فهو من رواة هذا الحديث ومن رواة أحاديث الغدير ومن رواة أحاديث كثيرة في فضائل ومناقب الإمام صلوات الله عليه وسلامه بعد وفاة رسول الله صلى الله عليه واله…
أدواره
لا يذكر شيئا واضحا عن عمرو بن الحمق الخزاعي سبب ذلك ان عمرو بن الحمق الخزاعي كان من أصحاب الأدوار الكبيرة في قضية الثورة العامة على الخليفة الثالث فإذا كان ذلك ...فليس من المعقول أن يأتي مؤرخ من مدرسة الخلفاء والرسميون لكي يذكروا صفات هذا الرجل او يذكر مدائحه حيث ورد في بعض الكتب كل الترجمة ثمانية أسطر فقط.. عمروه المبارك أكثر من ثمانين سنه لكن لم تشكل هذه الثمانين سنه بالنسبة إلى هذا المؤرخ الرسمي ما يعادل لكل عشر سنوات سطر واحد فقط ليس صفحه سطر واحد … وهذا أمر يستثير في الانسان العجب
ولانجد له ذكرا كثيرا حيث يوجد له ذكر في خلافة الثالث وأنه كان من أولئك الذي نهضوا وطالبوا واعترضوا على الخليفه وتكلموا في أمره وكان له دور كبير في ذلك الجانب ...وكل من صار مثله من الصحابه تم التعتيم على حياتهم وعلى صفاتهم مثل محمد بن بكر كان له دور في هذا الجانب متقدم بإعتبار انهم رأوا مخالفات كثيره حدثت في زمن الخلافة في عهده الثالث وبالتالي هم مسئولون يعترضوا عليها وان يغيروها قدر أماكنهم ... لم يشارك عمرو بن الحمق الخزاعي في مباشرة القتل إلى الخليفة الثالث خلافا لما اشاعه الامويون الذين أرادوا تبرير قتلهم لعمرو بن الحمق…
فإن كان هذا الكلام صحيحا اذا فأين عدالة الصحابه علما بأن هذا صحابي ، الخليفه الثالث صحابي ، يقولون أنه قتل الخليفه عثمان وبين القول إن جميع أصحاب الرسول صلى الله عليه واله عدول وأنهم كلهم من اهل الجنة ..وأنهم من أفضل البشر . فكيف هذا يستقيم ؟؟؟
وقد كان لقضية تقسيم الأموال على الأقارب بدون حق…(عثمان أعطى خراج مصر طُعمة لعبدالله بن سعد بن أبي سرح اخيه من الرضاعه مع ان هذا الرجل كان زمان الرسول صلى الله عليه واله مهدور الدم مطرودا من رسول الله صلى الله عليه واله مغضوب عليه …أما الآن في عهد هذه الخلافة فأصبح والياً على بلاد مصر وفوق ذلك خراجها وعطائها وميزانيتها له…وأعطي مثل ذلك لمروان بن الحكم طريد رسول الله صلى الله عليه واله أعطى خُمس أفريقيا (ماكان يأتي من أفريقيا من أموال والكراع والذهب وغير ذلك ) خمسه يرجع إلى مروان وأمثال هذا…
فاذا شخص يريد ان يتتبع هذا الموضوع سيجد الكثير في هذا الأمر وقد كتب فيه من الكتاب اتباع مدرسة اهل البيت عليهم السلام واتباع مدرسة الخلفاء شيئا كثيرا فصار هناك اعتراض على الممارسات التي كانت الخلافة تقوم باتجاه أصحاب رسول الله صلى الله عليه واله..ابو ذر الغفاري ينفى إلى الربذه إلى أن يموت .عبدالله بن مسعود يضرب ويداس في بطنه ويشتم في المسجد عمار بن ياسر أيضا كذلك وعلى هذا المعدل …اذا أراد شخص ان يبحث في الشواهد سيجدها كثيرة .. حتى التغيير في الأحكام الشرعية الثابتة مثل قضية الوضوء المأثور عن الرسول صلى الله عليه واله عباره عن مسحتين وغسلتين هذا تغير في زمان هذا الخليفه..أحكام في القصر والتمام تغيرت وما شابه ذلك تغيرت وتبدلت كثيرا من المسلمين سئموا هذا الوضع اعترضوا عليه تولية الأقارب بلا كفائه وعزل الولاة الأكفاء بدون سبب أو تبرير استثار كل هذا للحديث المسلمين بعصر الخليفة الثالث
احد هؤلاء الذين اعترضوا كان عمرو بن الحمق الخزاعي لكننا ننفي ما ادعاه بعض الأمويين وتأسيسه من معاوية بن أبي سفيان في دعواه أنه قتل عثمان بن عفان وبناء عليه نحن نقتله هذا لم يثبت ،.وانما الثابت الذي طعن الخليفة الثالث هو مالك بن البشر التجيبي ضمن الوفد المصري الذي جاء من مصر ... الكوفة تحرك منها وفد معارض ..مصر أيضا تحرك معارضين جموع معترضة جاءت إلى المدينة ...كذلك في المدينة عدد من الصحابة اخذوا يتحدثون ويعترضون ..
عمرو بن الحمق في عصر أمير المؤمنين
وحين ما نأتي إلى زمان أمير المؤمنين سوف نجد ان هذا الرجل اطمئن إلى وصوله إلى آية الجنة وبوصوله إليه كما سمع من رسول الله صلى الله عليه واله فالتصق بالإمام علي سلام الله عليه في كل حروبه وقاتل إلى جانبه والإمام كان يعرف منه الإخلاص والفداء فعينه أيضا أميرا في تلك الحرب على قبيلة خزاعه وهو خزاعي رجل معتبر فيهم فهو صاحب الرسول صلى الله عليه واله….
أيضا كان كبير في السن في ذلك الوقت قد يصل عمروه إلى أواخر الستينات فهو من كل الجهات مؤهلا ان يكون أميرا في هذه الحرب (ان النبي المصطفى صلى الله عليه واله وأهل بيته صلوات الله عليهم ائمه الهدى كانوا يحرصون على تولية اشخاص من نفس القبيلة على الشؤون العسكرية و الجانب السياسي والإداري من نفس القبيلة…قدر الامكان يحرصوا مع وجود الكفاءات اذا كان هناك شخصا مؤهلا من نفس القبيلة وإلا الأصل ان يعين على خزاعه خزاعي ،على النخع نخعي ،على كنده كندي، وهكذا
إلا أن يكون شخص آخر له مميزات عسكريه لايملكها من نفس القبيله لايضحي بالكفاءة لأجل نسب…يحرصون قدر الامكان من قومهم كما يشير القرآن الكريم إلى قضية الرسل والأنبياء …
كان عمرو بن الحمق الخزاعي على قبيلة خزاعه وأبلى بلاء حسنا في تلك الحروب كما ذكرنا موقفه في حرب الجمل بيان نحن ولاءنا لك يا أمير المؤمنين ليس وراء عاطفيا ولارغبة مادية وإنما مبني على اساس معرفه ووعي وتدين…
(نحن أيضا لابد لنا ان نفكر ولائنا لماذا؟ نوالي اهل البيت عليهم السلام هل بيننا وبينهم نسب؟ طبعا كلا…هل يعطونا شيئا في هذه الدنيا ترغيبا وتطميعا؟ كلا...وإنما هم مؤهلون وقضية الدين كما نقرأ في نهاية الزيارة الجامعه (اللهم اني لو وجدت شفعاء اقرب إليك من محمد وأهل بيته الأخيار الأئمة الأبرار لجعلتهم شفعائي إليك )
عمرو بن الحمق في عهد الإمام الحسن وشهادته
بعدما انتهى من ركاب أمير المؤمنين سلام الله عليه كان في ركاب الإمام الحسن عليه السلام المجتبى وأُحيط أيضا برعاية الإمام الحسن عليه السلام (أخبر الإمام أمير المؤمنين عن قضيتين ترتبط لعمرو بن الحمق الخزاعي حيث قال له انك لمقتول وان رأسك لمنقول) قبل مقتله باثنا عشرة او ثلاث عشره سنه وهذا الأمر فيه أهمية لماذا ؟لان التأريخ الأموي من خلال مطالعاتنا أكثر الكتب المترجمة لعمرو بن الحمق الخزاعي والمتأثرة بغير مدرسة اهل البيت عليهم السلام تابعه لمدارس أخرى أكثر هؤلاء يقولون أنه اختبأ في غار فجاءت حيه فلدغته فمات..وحين تأتي إلى كلام أمير المؤمنين سلام الله عليه وكلام الإمام الحسين عليه السلام يبطل مايدعوه..الإمام يقول له انك لمقتول وليس بملدوغ .
لو سلمنا ملدوغ لماذا قطع عنقه وسير رأسه؟... الإمام يبين سلام الله عليه قبل اثنا عشر او ثلاثة عشر من استشهاد عمرو بن الحمق لأن استشهاده سنة خمسين للهجرة. لنفترض قال هذا الكلام الإمام سلام الله عليه قال في منتصف أيامه سبعه وثلاثون سنه او ثمانية وثلاثون سنه …او نفس الكلام الذي يقوله الإمام الحسين عليه السلام (اولست قاتل عمرو بن الحمق الخزاعي ) فاذا كان ملدوغ يكون الرسالة للحية وليس رسالة إلى معاوية ويتهمه بأنه قاتل...هذا من جملة ما عتم عليه من هذا الجانب أنه مات بسبب حيه من الحيات اذا لماذا اختبأ ؟
هذا اسلوب التعتيم تغيير المعلومة وإخفاء معلومه أخرى …حتى تضيع الحقيقه بالكامل ففي زمان أمير المؤمنين تكلم عن نهاية عمرو وعن هاتين القضيتين في زمان الامام الحسن المجتبى عليه السلام فالامام الحسن عليه السلام شكل بوجوده من جهه وبصلحه وشروطه من جهة أخرى نوعا من الحماية لاصحاب أمير المؤمنين سلام الله عليه من ضمن هذه الشروط معاوية لايتعرض معاوية إلى أتباع اهل البيت وشيعة علي بن أبي طالب عليهم السلام بسوء …
وضمن هذا الإطار عمرو بن الحمق الخزاعي تم الاعتداء عليه وتصفيته بعد استشهاد الإمام الحسن عليه السلام أستشهد عمرو بن الحمق الخزاعي سنه خمسون للهجرة ففي اول السنه في شهر صفر سنة خمسين للهجره أستشهد الإمام الحسن عليه السلام... وكذلك منقول عن بعض المؤرخين ان شهادة عمرو بن الحمق الخزاعي كانت في شهر رجب سنة خمسون للهجرة ...اذا تم هذا النقل يتبين ان مثل معاويه انتظر الإمام الحسن عليه السلام يستشهد حتى هذه الخيمه هذه الحماية ولو الاعتبارية التي كان يشكلها الإمام الحسن عليه السلام الآن أستشهد قتل بدسيسة معاوية نفسه …
وبدأ بتصفية وقتل وتتبع شيعة أمير المؤمنين سلام الله عليه.. وكان منهم عمرو بن الحمق الخزاعي الذي على أثر مقتله الإمام الحسين عليه السلام يكتب رسالة إلى معاوية يعدد فيها مثالبه..يعدد فيها جرائمه.يعدد فيها موبقاته..يعدد فيها منكراته. فيقول من ضمن ذلك ( او لست بقاتل عمرو بن الحمق صاحب رسول الله صلى الله عليه واله فاثبت له الصحبه العبد الصالح الذي ابلته العبادة - كان رجل متعبد تعب جسمه من العبادة- بعدما اعطيته من العهود و المواثيق ما لو اعطيته طائر في جبل لنزل ))
لان معاوية بعد شهادة الامام الحسن عليه السلام كأن عمرو بن الحمق الخزاعي احس بمعاوية سيبدأ بمطاردة أتباع اهل البيت عليهم السلام…فخرج من المدينه وذهب إلى منطقة شهرزور في الموصل وأخفى نفسه ليس معروف فيها مثل المدينه وبعض المؤلفين يقولون بأن له قبره بالموصل لانه قتل هناك ( الان موجه من الإرهاب والقتل التدميري ضدالأحياء واكثرهم ضد الأموات سيأتي يوم من الايام يتسائل فيه الانسان كان هنا قبر وكان هنا شاهد وكان هنا محل معمور..لكن اذا جاءت الرياح السوداء التي تهب على الامة من هذه الحركات المنحرفه وبدأت في الأماكن التي تسيطر عليها ان تعمل ما تريد )
فذهب إلى شهرزور في الموصل وبقي فيها مدة هناك ..معاوية أرسل له قبل أن يصلى إلى هذا المكان أي وهو بالمدينة رسالة مطايبة مسالمه ( الحمد لله الذي جمع الكلمه وألف الفرقه واطفئ النائرة وان كل شي انتهى عفا الله عما سلف و انا اطلب منك ان تأتي كما جاء غيرك الى الشام وانت آمن) ...وانت كذا عليك أمان الله عزوجل لن يصيبك منا الا ماتحب من الكرامة ومن قبيل هذا الكلام …
الذي يعبر عنه الإمام ( بعدما أعطيته من العهود والمواثيق من ما لو أعطيته طائر في جبل لنزل)...مبالغة معاوية في إعطاء العهود والأمان وأخذ الميثاق والعهد على نفسك بأن لايصيب عمرو بن الحمق بسوء…لما خرج عمرو بن الحمق لم يكن واثقا بمعاوية…
معاوية أمنه اعطاه الأمان فلماذا يجرد حملة عسكرية عليه؟…ولما مخابرات الأمويين اتت بمعلومات إلى معاوية بأن عمرو بن الحمق يتواجد بالموصل جند معاوية والي الموصل وجهز حمله للبحث عنه..
فخرج عمرو بن الحمق من الموصل معه رجل من أتباع أمير المؤمنين سلام الله عليه فيما بعد صار شهيد كربلاء اسمه زاهر من موالي عمرو بن الحمق الخزاعي وهو جد احد الرواة من يروي عن الائمة وهو من محمد بن سنان الزاهري من ذرية زاهر أصحاب عمرو بن الحمق الخزاعي... فخرج معه والجند ورائهم إلى أن وصلوا مكان يختبئوا فيه …
عمرو بن الحمق الخزاعي قال لزاهر اليوم يطلبوني انا ..انفرد عني واذهب وان القوم سيقتلوني ويقطعون رأسي هذا ماقاله الإمام من قبل عليه السلام(انك لمقتول وان رأسك لمنقول) يتناقلوا رأسه من مكان الى مكان اخر ..فإذا حصل ذلك سيرجعون ويتركون جنازتي فأنت قم بدفنها حتى لاتبقى جنازتي معرضة هكذا ..
قال له زاهر: لا استطيع تركك صاحب رسول الله صلى الله عليه واله وصاحب أمير المؤمنين سلام الله عليه ومن اصفيائه…
عندنا رواية تروى عن الإمام الكاظم عليه السلام(اذا كان يوم القيامه نادى منادى اين حواري رسول الله فيقوم جماعة ثم ينادي اين حواري علي بن أبي طالب فيقوموا جماعة منهم عمرو بن الحمق)
انت من حواري أمير المؤمنين سلام الله عليه ومن أصحاب الرسول صلى الله عليه واله ومن اصفياء الحسن والحسين كيف لي اتركك هنا…
لا والله حتى اقاتلهم بسيفي وسهمي.. فقال له لا افعل ماقلت لك وانت تولى فيما بعد جهازي ودفن جثتي وكان يتوقع له مستقبل ان يكون شهيدا في كربلاء وبالفعل أستشهد في كربلاء ..سار على نهج وخطى اهل البيت عليهم السلام كان مِن مَن خرج واستشهد بكربلاء…
فوصلوا إليه وقد كانوا جماعة كثيره ومع ذلك قاتلهم ولكن استطاعوا أن يقبضوا عليه قتلوه قطعوا رأسه وأخذوا رأسه…
اول رأس اهدي في الإسلام هو رأس عمرو بن الحمق الخزاعي ...لم يكن ذلك في تاريخ الإسلام من قبل ينقل رأس من مكان الى مكان آخر وهذه أول حادثة بالإسلام والحادثة الثانيه بكربلاء …
قطع وأخذ رأسه إلى الوالي، الوالي ارسله إلى الشام إلى معاوية في هذا الأثناء كان لديه آمنه بنت الشريد زوجة عمرو بن الحمق بعضهم يقولوا كانت مسجونه اخذت وسجنت وبعضهم يقول كانت بالشام لبعض شأنها…
ترى هذا رجل صحابي من صحابة رسول الله صلى الله عليه واله ...العاده ان من اهل الجنة يقولون وأيضا الصحابة من أفضل البشر يأمر بقطع رأس صحابي آخر هذا حتى يدلل ويؤكد على عدالة الصحابه...نكاية في ذلك امر بأخذرأس عمرو بن الحمق الخزاعي إلى زوجته هذا نوع من العزاء ونوع من التسليه…
كيف يصل الانسان إلى هذه الدرجة امرأة قتل زوجها وفي غربه وإذا كان عمرو بن الحمق في الثمانين فيفترض عمروها متقدم قريب منه فإذا كانت كبيره بالسن ان جاءوا بها لسجنها بالشام فتلك مصيبه. وإذا كان لا هي موجوده ولكن أرادوا النكاية بها والشماته وتعذيبها وتأليمها ألم إضافي أيضا مشكله أخرى …
خليفة المسلمين والي على الناس لو كانت لديك مشكله مع زوجها ماذنب النساء …
في هذا الأثناء ما معنى الانتقام من إمرأة ثاكل غريبه كبيرة السن ضعيفه …
ولذلك نقل إنها توفيت في رجوعها..
حينما خيرت بين البقاء والخروج
قالت لا اريد الرجوع ..ففي مسيرها في حمص توفيت
ولها موقف قوي مع كل ذلك لما اتوا لها برأس زوجها عمرو بن الحمق يقال ان معاويه قال للرسول القيه عليها وأسمع وإذا تقول ؟...ماهو رد فعلها؟…
ألقاه مسحت الدم الباقي أزالت الدم الجامد ثم قالت سلام الله عليك يا عمرو يا صاحب رسول الله صلى الله عليه واله ..سترتموه عني طويلا واهديتموه الي قتيلا...ثم توجهت إلى الرسول وقالت له قل لمعاوية (أيتم الله ولدك واوحش الله أهلك وعجل الله إليك نقمته ولاغفر الله لك ذنب اذهب و أوصل له الرسالة…
ولما وصل معاوية الرسول قال معاوية أأتوا بها هنا فقال انت القائله هذا الكلام...قالت نعم لست جازعة ولامعتذره ، هنا تكلم أحد الحاضرين الجالسين يقال كان شدقه ممتلأ في وجهه قال بزعمه يا امير المؤمنين ان هذه أحق من القتل من زوجها ...تدعوا عليك
فالتفت إليه قالت :انت تقول هكذا وفي شدقيك مثل جثمان الضفدع هلاّ قلت مثلما قال غيرك او تقول ما قال أتباع فرعون حشرك الله معهم بعد ذلك قال لها معاوية ان احببت البقاء او السير قالت بل أمضي وتوفيت في طريقها في حمص قبل خروجها من الشام
وهكذا هو دأبهم في القتل والتشريد والسبي والشماتة والتنكيل مع كل من والى أمير المؤمنين علي عليه السلام . |