مقامات الرسول العظيم في القرآن الكريم
المؤلف: الشيخ فوزي السيف
التاريخ: 28/2/1437 هـ
تعريف:

مقامات رسول الله (ص) في القرآن الكريم

كتابة الخطيب الحسيني فتحي أل عبد الله

الأخت الفاضلة عديلة المرحوم

قال الله تعالى (إِنَّ اللَّهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا )

الحديث بإذن الله تعالى حول بعض مقامات رسول الله (ص) في القرآن الكريم ، نتحدث عن هذا الموضوع لكي نتعرف أكثر على هذا النبي العظيم ، لان المعرفة الأكمل هو طريق للإتباع والاقتداء بالإضافة الى ان لها بذاتها ثواباً من عند الله ، فإن الانسان درجة معرفته اعلى ثوابه يكون أكبر لهذا وجه علماء الطائفة ما ورد من روايات فيها اختلاف مراتب الثواب في زيارة واحدة ، مثلا من زار رسول الله كان له من الثواب مئة ألف حسنة ، وتأتي رواية أخرى كان له خمسئة ألف حسنة ، فما حقيقة الأمر هل له مئة ألف أم له خمسمائة ألف ، لماذا قيل في الرواية الأولى هذا المقدار الأقل وفي الرواية الثانية ، قيل المقدار الأكثر ، أحد انحاء التوجيه الذي قدمه علماء الطائفة هو اختلاف المعرفة ، فالإنسان الذي درجة معرفته بنبيه وإمامه اقل زيارته ، فإن زيارته ثواباها اقل من زيارة ذلك الانسان العارف بإمامه والعارف بنبيه بدرجة أكبر . فكلاهما يزوران في نفس اليوم ويذهبان في نفس الرحلة ويقران نفس الالفاظ   ولكن هذا قد يحصل على ثواب اكثر من ذلك ، فماهو السر في ذلك ؟ هناك تفسيرات متعددة اظهرها العلماء منها : ان الحان التوجيه هو أن المعرفة مختلفة بين الفردين ، فالعارف الافضل الذي يمتلك يمتلك بصيرة أكبر بنبيه وإمامه هذا يحصل على ثواب اكثر من ذلك الإنسان الذي درجة معرفته اقل. بل ورد في بعض الروايات تصريح في هذا المعنى في القول ( من زاره عارفاً بحقه ) وهو تأكيد على موضوع حق النبي في النبوة والاتباع والطاعة ، وفي الإمام معرفته بالإمامة والعصمة وضرورة الإقتداء . فإذاً هذا وأمثاله يدعون للتعرف اكثر على منازل الأنبياء ومنازل الأئمة ، ومقاماتهم ومراتبهم ، فنبغي ان نتعرف عليها ، من اين نأخذ هذه المراتب وهذه المقامات ؟

قد يذهب أناس الى بعض الطرق الفلسفية او يلجؤون إلى بعض التخريجات العرفانية او ربما سلكوا بعض الدروب الصوفية غير ان الطريق الاسلم و الأكثر إتقاناً لاريب هو استنباط القرآن الكريم الذي تحدث فيه ربنا سبحانه وتعالى عن بعض منازل ومراتب رسوله الكريم ، ففي القرآن الكريم يوجد عدد ليس قليل من الآيات لو تبصر فيها الانسان وتأمل في عباراتها لعثر على كثير من المعاني التي يطرب إليها ويقطع لها المسافات .

عندما نقرأ القرآن الكريم سوف نجد في فهرسة عامة انماط مختلفة ومنها

اولا : نمط الاحترام الكبير لرسول الله : وهذا النمط قد لانجد في سائر الانبياء .

ومثال ذلك قول الله تعالى (إِنَّ اللَّهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا )

فإنها هذه الآية المباركة فيها قسمان :

القسم الأول : فيها اشارة وتصريح بأن هذا الفعل هو فعل الله اولاً فالصلاة على النبي هي فعل الله ثم فعل الملائكة الذين يأمرهم الله فيفعلون ذلك ، ثم الإخبار وهذا يعني ان مدبر الكون اذا أمر بشيء واذا فعل شيء من الاشياء فإن من المفترض ان جميع اجزء الكون تتفاعل مع هذا الأمر الإلهي ، وجميع اجزاء الكون تسير في نفس الاتجاه ، فلا يعقل ان الله يصلي على النبي بينما الافلاك لا تصلي على النبي ، فإن ذلك غير ممكن ،، او ان الله وملائكته الذين موكلون بكل شيء في هذا الكون من الذاريات الى الحاملات الى المرسلات الى غير هؤلاء الذين بيدهم الامطار وبيدهم البحار وبيدهم الرزق بإذن الله ، والاعطاء والإمساك ،، فنظام الكون الذي يديره هؤلاء عن أمر الله تعالى اذا كانوا هم مشغولين بالصلاة على محمد وآل محمد ، فلا يعقل ان يتكلف الكون عن هذا الأمر وهذا الفعل ،

القسم الثاني : بالنسبة للبشر لان لديهم الإرادة والاختيار فهذا يحتاج الامر الى المباشرة في الطلب ، لذا جاءت الآية المباشرة بعد أن قررت بأن الله وملائكته وماهو في هذه الحيطة من هذا التكوين كله يصلون على النبي (ص) بقي فقط هذا الانسان الذي له ارادة القبول والرفض ، هنا أمر من عند الله تعالى ان يصلوا عليه (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا ) لكي يستجيب هذا الانسان ويتناغم مع رب الكون وهذا الكون من الملائكة وما في عالم التكوين لقيامهم بهذا الامر

هذا النمط من الحديث عن النبي والصلاة عليه لانجده ابداً في حق أي مخلوق آخر وقد ورد لفظة الصلاة او الامر على اشخاص (وَصَلِّ عَلَيْهِمْ إِنَّ صَلاتَكَ سَكَنٌ لَهُمْ وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ ) او في آية أخرى (هُوَ الَّذِي يُصَلِّي عَلَيْكُمْ وَمَلَائِكَتُهُ لِيُخْرِجَكُمْ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ وَكَانَ بِالْمُؤْمِنِينَ رَحِيمًا ) لكن الفارق بينهما هو الفارق بين السماء والأرض ، فالاولى يصلي عليكم والملائكة يصلي عليهم حتى تخرجهم من الظلمات سواء اكانت من ظلمات العقيدة او ظلمات الجهل بعد الاعتقاد والتشكيك بعد اليقين ، فالذين يخاطبون بهذا الخطاب الإلهي كنتم لولا الصلاة الهية في درجة الظلمات والتشكيك والجهل ، اما صلاته على النبي فليس من هذا القبيل فهي تزيد في علو منزلته وغير مشروطة بشيء ولا من اجل تحصل حالة ، فتلك الفئة قد تكون لديهم بعض الرجرجة بسبب الاموال لانهم احرجوا الاموال فصلاة الله للناس العادية تصنع لهم الاستقرار والهدوء (وَصَلِّ عَلَيْهِمْ إِنَّ صَلاتَكَ سَكَنٌ لَهُمْ وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ ) حتى لا تحصل معهم مشكلة عقائدية او تشكيكيه ، بينما عند نبي الله (ص) فالصلاة عليه خارج هذا الإطار تماماً ، فعندما نرى طريقة حديث القرآن الكريم فنجدها مختلفة عن سائر الانبياء في مثل هذه الآية فالله يصلي و الملائكة تصلي عالم التكوين الخاضع للملائكة يصلي والبشر مأمورون بأثر ذلك ان يصلوا وهذا لا نجه عند بقية الانبياء ..

هذا النمط في اعلى التكريم والاحترام ، فإن الله قد نادى بأسمائهم المجردة والنداء المجرد أقل فرتبته من الابتداء بالصفة ، فالعالم مثلا اسمه عبدالله ، فتارة تقول له ( يا عبدالله ) او يا أيها العالم او يا أيها السيد ، فهناك فرق بين المستويات .

بالنسبة للأنبياء ناداهم الله بأسمائهم (وَقُلْنَا يَا آدَمُ اسْكُنْ أَنْتَ وَزَوْجُكَ الْجَنَّةَ ) و قوله تعالى (قَالَ يَا نُوحُ إِنَّهُ لَيْسَ مِنْ أَهْلِكَ ۖ إِنَّهُ عَمَلٌ غَيْرُ صَالِحٍ ۖ ) وقال تعالى (وَمَا تِلْكَ بِيَمِينِكَ يَا مُوسَى ) وقوله (وَإِذْ قَالَ اللَّهُ يَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ أَأَنتَ قُلْتَ لِلنَّاسِ اتَّخِذُونِي وَأُمِّيَ إِلَٰهَيْنِ)

بينما عندما يخاطب الله تعالى ( يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِنَّا أَرْسَلْنَاكَ شَاهِدًا وَمُبَشِّرًا وَنَذِيرًا (45) وَدَاعِيًا إِلَى اللَّهِ بِإِذْنِهِ وَسِرَاجًا مُّنِيرًا )

وفي موضع آخر (يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ وَإِنْ لَمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ وَاللَّهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ ) لا توجد لدينا آية واحد تقول يا احمد او يامحمد افعل كذا ،، اما في موارد العقيدة التي تحتاج الى تعريف (وَمُبَشِّرًا بِرَسُولٍ يَأْتِي مِن بَعْدِي اسْمُهُ أَحْمَدُ ۖ ) فهذا يأتي الاسم لابد من تحديد الاسم حتى يعرف شخصه المبارك . وايضاً قوله تعالى (مُّحَمَّدٌ رَّسُولُ اللَّهِ ۚ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاءُ بَيْنَهُم ) ففي هذه الموارد العقيدية لابد فيها الوضوع والتحديد والتعيين امام في غيرها

فتجد في الاذان ( اشهد محمد رسول الله ) وذلك من اجل التعيين والتحديد حيث يكون هذا التعيين واجب ( واشهد ان محمداً عبده ورسوله ) وهو مورد اعتقاد وليس غيرها من الموارد

 

الثالثة : هذه الآيات هي المرجع عندما تغلق علينا بعض الآيات ، فعندما يحدث عندنا بعض التشكيك في بعض الآيات فهناك بعض الآية المجملة الغير معروفة تأويلها ، نرجع الى الآيات هذه لتوضح لنا الأمر ، فمثلا (وَإِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِيمٍ) وقرأنا قوله تعالى ( لَقَدْ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مِنْ أَنْفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُمْ بِالْمُؤْمِنِينَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ )  وقوله ( وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلا رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ ) فاذا اشتبهت آية من الآيات مع تفسير في رسول الله مثلا كالآية القرآنية (عَبَسَ وَتَوَلَّى ) فيأتي المفسر يقول انها نزلت في رسول الله ، تأتي الآيات الاخرى لتنفي ذلك عن رسول الله لانه تلك الآيات تنزه رسول الله (ص) ((وَإِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِيمٍ)) فخلق النبي العظيم لا يجعلنا نقول ان آية عبس المجملة ان تعود الى رسول الله (ص) فاذا جاء احد المسلمين في تفسير في قوله تعالى ( لِيَغْفِرَ لَكَ اللَّهُ مَا تَقَدَّمَ مِن ذَنبِكَ وَمَا تَأَخَّرَ  ) فقالوا ان النبي كان عنده ذنوب ، فنقول لهم معذرة فهذا النبي الذي يصلي عليه الله وملائكته وعالم التكوين بأجمعه ويأمر الناس بالصلاة عليه لا يمكن ان يتعرض الى ذنب من الذنوب او ان يفعله ، فهذه الآيات القرآنية مما يدافع عن رسول الله مقابل الآيات المحكمة لتكون مرجع في تشابه الآيات ..

مما نلحظ في هذه الآيات المباركة بعض من مقامات رسول الله (ص) ان الله تعالى قرب نبيه به وجعل الأفعال التي ينسب الى رسول الله (ص) هي افعال منسوبة إلى رب رسول الله (مَّن يُطِعِ الرَّسُولَ فَقَدْ أَطَاعَ اللَّه ) فمن الملاحظ ان الآية لم تقول ان من يطع الرسول فكأنما اطاع الله ، بل قالت انه مطيع لله تعالى ، ولتقريب الصورة لو أنني جعلت النائب الفلاني ينوب عني بحيث توقيعه توقيعي ، وان وجد فيه اختلاف لكن اعتبروه رأيي

ولكن القرآن يقول ليس كأنما انما هو اطاعه تماماً فكلام رسول نافذ بكلام الله ( انكم تحبون الله فتابعون يحببكم الله ) لم يقل كأنما احببكم الله اذا اتبعوني ، انما يقول اذا اتبعتموني فإن الله احببكم) أي بمعنى ان هذا الامر يمر من خلال اتباعي انا النبي فاذا صار هذا فقد أحبكم الله ، وليس هناك احتمال تخلف ولا واحد بالمليون ، انما اذا صار ذلك فإن ذلك يصير ذلك ( الذين يبايعونك انما يبايعون الله ) مو كأنهم يبايعون الله بل فعلاً هم يبايعون الله تعالى ، وهذا من الامور التي يتحير الانسان فيها كيف ان شخصاً بشراً عبداً ، يرتقي الى هذه المنزلة ، بحيث ان طاعته هي طاعة الله عز وجل وان محبته هي محبة الله عز وجل هذا الامر يتحير فيه عقل الانسان كيف يصل بشر الى هذه الدرجة المتعافية ، اعظم من هذا تشريك النبي في افعال الله تعالى ، بعض هؤلاء الذين لا يفقهون منازل الانبياء وبالذات نبي (ص) يأتي يقول ان التوسل بحق النبي وجاه النبي انه ممنوع ، ويقول اطلب من الله فقط ولا تتوسط أحد في الوسط ، فهذ النبي في رأيهم متوفى جنازة لا يستطيع ان يحرك شيئا ، ولا ينفع نفسه اصلا كما يصرح بعضهم . هذا الشخص اينه عن القرآن الكريم فيقول (وَمَا نَقَمُوا إِلَّا أَنْ أَغْنَاهُمُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ مِن فَضْلِهِ ) هذا الامر عظيم ، لولا اننا نفهم على حقيقتها لكان الانسان يتهم بالشرك ، ان الله تعالى هو الغني والباقي هم فقراء (ا أَيُّهَا النَّاسُ أَنتُمُ الْفُقَرَاءُ إِلَى اللَّهِ ۖ وَاللَّهُ هُوَ الْغَنِيُّ الْحَمِيدُ ) فكل من عدا الله سبحانه تعالى هو فقير ومحتاج والله هو الغني الحميد ، لكن اضافة ضمير هو للحصر كما يقال ، أي الله فقط لا غير . لكن عندما يأتي القرآن الكريم يصنع لفتة أخرى قال ان الله غني وايضاً رسوله من فضله ،، يقول علماء اللغة في لفظ ( فضله ) يعود الى اقرب ضمير في الاسماء الظاهرة ، أي يعود الى فضل الرسول ، نحن نعلم بجهتين : ما صرحت به الآيات المباركات ( قل ان الفضل بيد الله ) فهو عند الله فقط . فقد يعطي من فضله من يشاء من خلقه وهم يتفضلون به على خلقه وهي رتبة من مراتب ال النبي محمد (ص) . فنحن عندما نعرف ان الفضل بيد الله ويقتضي الضمير الى رب العالمين .

الجهة الثانية : ان يقول ان فضل رسول الله (ص) مهما كان هو جزء من فضل الله تعالى فلا حاجة الى التكرار ولا الى ان يقول من فضلهما او فضل الله ثم فضل رسول الله ، فالنبي وما يملك وكل فعله من عطاء ربه (ذَا عَطَاؤُنَا فَامْنُنْ أَوْ أَمْسِكْ بِغَيْرِ حِسَابٍ) . في المقابل انظر الى من يقول ان الطلب من رسول الله يعد شركاً ويعتبر خلاف التوحيد ، القرآن الكريم يقول هذا هو التوحيد الحقيقي وهي المعرفة الحقيقية بالله تعالى وبالنبي (ص) الذي قال عنه (وَرَفَعْنَا لَكَ ذِكْرَكَ  ) اللهم انا نسألك بمحمد وآل محمد ان تقضي حوائجنا وان تغفر ذنوبنا وان تشفي مرضانا ، سؤلنا الدعاء لعدد من المرضى اللهم اشفهم بشفائك ودوائهم بدوائهم وعافهم من بلائك اللهم ان نسألك بمحمد وآل محمد ان تجعلنا معهم في الآخرة اللهم انا آمنا بمحمد ولم نره

كما شرفتنا وعرفتنا بهم في الدنيا ، فلا تحرمنا في القيامة رؤيته

هنيئا لهؤلاء المؤمنين المتعطشين لمعرفة رسول الله ولاتباع رسول الله حيث عرفو طريق الهدى والحق واهتدوا بهدي رسول الله وأهل بيته عليهم السلام ، حيث هي الجادة المجدية نسأله ان يثبتنا على ولايته ، ومن المراتب مرتبة اقتران اسم الله بإسم رسول الله وهو يظهر اننا لا نجده في غير دين الاسلام . فلا يستطيع احد في الحكم على طول التاريخ ان يدخل في دين الله الذي لا يرتضى من احد سواه الا ان يذكر اسم محمد (ص) فان بوابة الدخول لهذا الدين منذ ان نزل جبرائيل على رسول الله الى يوم تقوم الساعة ، فإن بوابة الدخول هو ان نشهد الا اله الا الله وان محمد رسول الله (ص) . كما لا يمكن لصلاة ان ترتفع الى ربها بذكر هذا النبي العظيم (ص) . في هذه الليلة التي نجلس فيها في ذكرى ارتحال ووفاة رسول الله (ص) بعد المعرفة يحتاج الانسان ان يصمم على العمل ، فلا يكفي ان يكون الانسان عارفا وعالما فقط بل لكي يكتمل الاثر لابد ان يكون عمالاً بما عرف وعلم ، النبي (ص) انما وصل الى هذه المراقي عندما أدأب نفسه في العبادة وعندما هذب نفسه بالتقوى ، وعندما عمل مع الناس بأخلاق كانت هي الدعوة الحقيقية فإذا اردنا ان نحصل على نفع عميم علينا ان نقتدي به ، نقرأ في زيارته ( اشهد انك قد أديت الامانة ، وبلغت الرسالة ، ونصحت الأمة ) فأداء الامانة ليست مقصورة فقط على رسول الله حتى نحن مخاطبون بذلك فأنا الأمين على اموال الناس ، كيف يمكن لي ان اتوسل برسول الله وانا اخون الناس أماناتهم ، فأدخل في مساهمة واجمع اموال الناس بعد ذلك تعال وابحث عن اموالكم في المحاكم ؟ هذا الشخص يوم القيامة يكون خصيمه رسول الله (ص) . فالنبي بلغ الرسالة ، رسالة الإسلام ، منهاج اهل البيت انا وانت هل قمنا بما يسعنا القيام به تجاه هذه الرسالة الحقة ، وهذا المذهب وهذا المنهج السليم والمستقيم ؟ هل انا فعلت الذي استطيع فعله وعملت على ذلك ، فاذا لم افعل ذلك ، فأين انا واين الرسول الذي بلغ الرسالة بأفضل بلاغ واحسن بلاغ ، فنصيحة الأمة الاخلاص لها ، والنصح بمعنى تقديم الموعظة ، نرى كلام غير جيد على هذا الانسان ، على ذلك الانسان على هذا المنهج او على منهج آخر ، ارى ذلك الانسان يسير بالتفرقة والشحناء . من النصيحة للامة ان لا اتفاعل معه ، الا ان اؤيده ان لا اعتبر عمله عملاً محترماً . اذا وجدت انسان مسجونون في مثل هذه الحالات التي تنتهي الى خراب الامة وفساد الأمة ، اقول هذا العمل غير حسن ، غير صحيح ، يقتضي الأمر من معرفة رسول الله (ص) أن يهتدي الانسان الى طرائق العمل حتى يعمل عليها ، نسأل الله ان يوفقنا للمعرفة والعمل بما عرفناه .

اللهم ما عرفتنا من الحق فحملناه ، يعني خلينا نتحمله ونمشي وراه وما قصرنا عنه وبلغناه ) اللهم صل على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين المعصومين المكرمين واحشرنا معهم يوم القيامة يارب العالمين . هذا هو سيدنا مولانا رسول الله ولم نستطع ان نبلغ ما في انفسنا من الحديث عن فضله ، فضلا عما يستحقه هو اذ لا يستطيع ان يعرفه او ان يبلغ كنهه من على وجه التراب الا صنوه وأخوه امير المؤمنين (ع) الذي يكون في هذه الليلة وفي هذه الليالي والايام ملازماً رسول الله (ص) ملازمة الظل لأصله ، ويرى تفتت قلب رسول الله (ص) على هذه الأمة .

مرات العرض: 3861
تنزيل الملف: عدد مرات التنزيل: (2578) حجم الملف: 49358.36 KB
تشغيل:

من التراث العلمي للامام علي عليه السلام 20
الامام علي الرضا والمأمون العباسي صراع السياستين