30 سعيد الحنفي شهيد الصلاة وحاميها
المؤلف: الشيخ فوزي السيف
التاريخ: 30/1/1440 هـ
تعريف:

سعيد بن عبد الله الحنفي شهيد الصلاة

 

كتابة الأخت الفاضلة رائدة العبيدي

قال تعالى: (وَأْمُرْ أَهْلَكَ بِالصَّلَاةِ وَاصْطَبِرْ عَلَيْهَا ۖ لَا نَسْأَلُكَ رِزْقًا ۖ نَّحْنُ نَرْزُقُكَ ۗ وَالْعَاقِبَةُ لِلتَّقْوَىٰ ) 132 طه
بهذه الآية المباركة نفتتح حديثنا حول شهيد الصلاة والمحامي عن المصلين في يوم عاشوراء سعيد ابن عبدالله الحنفي الذي وقف بمثابة الدرع الصاد بالنبال والسهام عن سيده و سيدنا ومولانا أبي عبدالله الحسين   في كربلاء ( استشهد في 61هـ/ 680 م).
ولأنه كان المدافع عن الصلاة ، والمساهم في اقامتها، يجدر بنا أن نتعرض أيضاً إلى موقع الصلاة في دين الإسلام وأن نلفت النظر إلى كيفية تعامل قادتنا أهل الببت عليهم السلام مع هذه العبادة.
بين معرفة الله والصلاة
الراويات الواردة عن أهل البيت عليهم السلام تجعل الصلاة أعظم شيء بعد معرفة الله عزوجل .
فأول شيء في الدين وأكبر شيء في الدين هو معرفة الله عزوجل، أول الدين معرفته.
كما ورد في خطبة أمير المؤمنين   ( أول الدين معرفته ، وكمال معرفته التصديق به ، وكمال التصديق به توحيده ، وكمال توحيده الاِخلاص له ، وكمال الاِخلاص له نفي الصفات عنه ) يعني معرفة الله عزوجل ، نهج البلاغة، خطبة 1 ج 1 ص 14 .
وفي حديث آخر يسأل أحدهم الإمام الصادق   فيقول : ( أي شيء أعظم في الدين فقال عليه السلام : لا أعلم بعد المعرفة شيئاً أعظم من الصلاة ) يعني بعد معرفة الله عزوجل التي هي في المرتبة الأولى من الإيمان تأتي الصلاة باعتبارها رأس العبادات وأعظم العبادات.
الصلاة تبني الإنسان
فالصلاة هي ذكر لله وشكر لله ، كيف تكون شكراً لله؟ الشكر منطلق من أن الله سبحانه هو المنعم الأول والأكبر أنعم علينا بنعمة الوجود الحفظ والرعاية والرزق (وَإِن تَعُدُّوا نِعْمَةَ اللَّهِ لَا تُحْصُوهَا) 18 النحل.
العقل يهدي الإنسان إلى أنه يجب عليه أن يشكر من أنعم عليه وهذه القاعدة يقررها العلماء في علم الكلام والعقائد أن العقل يحكم بلزوم شكر المنعم ، فإذا أنعم الله عليك أو مادون الله عزوجل اي من هو دون الله عزوجل أنعم عليك بنعمة فإن عقلك السليم ينبغي أن يهديك بأن تشكر هذه النعمة بشكر من أنعم عليك بها.
فالصلاة هي أجلى مصاديق ومظاهر الشكر لله عزوجل ، ذلك أن أول جملة بعد افتتاحك للصلاة في سورة الفاتحة بعد البسملة هي حمدك لله وشكرك لله تعالى (الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ ) 2 الفاتحة.
فالصلاة إذن من أجلى مظاهر الشكر للمعبود وهي أيضاً من أظهر مصاديق الذكر ، وهو ذكر االله عزوجل ، فعندما ترى هذه الحركات والأفعال وهذه الأذكار، اسمها ذكر لأنك تمارس فيها جميعا ذكرك لله عزوجل ، تركع تواضعاً لله وتسجد خضوعاً لله وتقوم مستعيناً بالله وتؤكد ذلك بقولك ( سبحان الله والحمد لله وإله إلا الله ) وكذلك سائر الأذكار فهي ذكرٌ أيضا ً.
هذا فيما يرتبط بين صلة الصلاة بين العبد وبين خالقة ،أما فيما يرتبط بحياته ومحيطه الإجتماعي فهي ماعبر القرآن عنها أنها تنهى عن الفحشاء والمنكر قال عز وجل :( اتْلُ مَا أُوحِيَ إِلَيْكَ مِنَ الْكِتَابِ وَأَقِمِ الصَّلَاةَ ۖ إِنَّ الصَّلَاةَ تَنْهَىٰ عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنكَرِ ۗ وَلَذِكْرُ اللَّهِ أَكْبَرُ ۗ وَاللَّهُ يَعْلَمُ مَا تَصْنَعُونَ ) 45 العنكبوت
وبحسب التعبيرات الحديثة نقول أن الصلاة طريق للتكامل الأخلاقي عند الإنسان ، الفحشاء درجات والمنكر درجات أيضا، فإذا كانت الصلاة تنهى عن  مطلق الفحشاء أي كل أنواع الفواحش ، الفاحشة اللفظية أو العملية.
وهنا لابد أن نورد لفتة بسيطة لتعريف المنكر ليتضح لنا المعنى:
المُنْكَرُ:  كلُّ ما تحكم العقولُ الصحيحةُ بقُبْحِه . أَو يُقَبِّحُه الشَّرْعُ أَو يُحرِّمه أَو يكرهُه . وفي التنزيل العزيز : (وَيَنْهَى عَنْ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ (.النحل آية 90   المعجم: ا لمعجم الوسيط
والمنكر: كل فعل تحكُم العقول الصحيحة بقُبحه ، أو تتوقف في استقباحه واستحسانه العقول، فتحكم بقبحه الشريعة الأصفهاني، مفردات ألفاظ القرآن‌، ص 823.
والمنكر: هو كل فعل قبيح عرف فاعله قبحه، أو دل عليه  المحقق الحلي، شرائع الإسلام، ج‌ 1، ص 310.
فالمنكر كل ماينكره الشرع و ينكره العقل ،المفروض أن الصلاة تنهى عنه إذاً الصلاة بها قابلية لرفع الإنسان إلى درجة التكامل.

موقع الصلاة تساؤلات وأجوبة
لعل قائِلٌ يقول وهي من المبررات التي  يذكرها بعض الخاطئين في ترك الصلاة، فبعضهم تسأله لماذا لاتحافظ على الصلاة أو لماذا نراك تتساهل فيها؟ فيجيب بأن الصلاة لا تؤثر فيه ، وأنها لاتؤثرعلى من يقوم بها .
لذا نجد أحيانا إنسان يصلي ومع ذلك يخون ، إنسان يصلي ومع ذلك يخلف الوعد والعهد ، يصلي ومع ذلك لايسدد دينة وهو يستطيع، يصلي ومع ذلك يظلم أهله و يجور على أخيه ، إذاً هذه الصلاة لاتنفع ولاتنهى عن المنكر، لماذا أقوم بها؟
هذا التساؤلات لها أجوبةٌ كثيره نقتصر منها على جوابين:
الأول : أن الله عزوجل عندما خلق هذا الإنسان فعلم ماتوسس له نفسه ونحن أقرب إليه (وَلَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنسَانَ وَنَعْلَمُ مَا تُوَسْوِسُ بِهِ نَفْسُهُ ۖ وَنَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنْ حَبْلِ الْوَرِيدِ) 16 ق
فعندما خلق هذا الإنسان عرف منزلته ، ومالذي يرفعه في أعلى عليين ومالذي ينزله إلى أسفل درك السافلين وهذه طبيعة كل صانع مع مصنوعة.
وليتضح لك المعنى نورد مثالاً هنا ، لنفرض أن شركة صنعة جهاز الهاتف تقول إذا استخدمته بهذا الإستخدام تحصل على أفضل النتائج وإذا وضعته في الماء فسيفسد عليك ،نجد هنا أن من يصنعه يعرف بشكل دقيق هذا الأمر، اذا الذي خلق هذا الإنسان ويعلم وسوسات نفسه وهوأقرب إليه من حبل الوريد قررأيضاً أن هذه الصلاة فيها قابلية لتكامل الإنسان ولرفعته.
إذن لماذا لايحصل هذا الشيء كما يحصل في سائر الأمور؟!
فالطبيب على سبيل المثال يصف لمريض السكر حمية معينة ودواء معين ثم يقوم هذا المريض بعكس ماطلب منه ولايلتزم بالتعليمات حيث منع عن تناول الحلوى ومع ذلك اكل صحن من الحلوى مثلا فارتفع لديه السكر،فهنا الخطاء ليس من الطبيب او العلاج وإنما من المريض الذي لم يطبق ماهو مطلوب منه، لم يرفع الموانع فتضاعف عليه المرض.
اذن الإنسان الذي يصلي يجد من آثارها ما تعلو به نفسه وتسمو به، ففيها يجد من جوانب الرقي الاخلاقي ، أما من لم يلتزم بها وبمعاييرها فليس الخطأ منها بل الخطأ من المطبق لها.
فمن شان البذرة عندما تغرس في التربة وتسقى بالماء أن تنتج شجرة ،لكن عندما توجد أملاح في التربة وأرض سبخة للغاية لاتنمو الشجرة ، إذن ليست المشكلة في البذرة ولا الماء الساقي وإنما موانع في التربة والملح الكثير، الشاهد على ذلك أن زيد من الناس لايتاثر بالصلاة فتكون أخلاقه سيئة ومعاملاته غير حسنة وإلى جانبه ألف شخص يصلي والصلاة تؤثر فيهم تاثيراً جيداً وحسناً ولو رأينا نسبة من تؤثر الصلاة فيه وفي تصرفاته لوجدنا شيئا ضئيلاً مقارنةً بمن تؤثر الصلاة فيهم فأكثرالمصلين هم الذين يتأثرون بآثار الصلاة الايجابية.
الثاني : نفس هذا الإنسان الذي لايتأثر ويصلي ومع ذلك يغش أو يشتم الناس ويفحش في قوله هذا الشخص أيضا لو كان لايصلي لكن فحشه وخيانته أكثر بكثير مما هو عليه الآن ، فلو كان يغش بمقدار عشرين نفسه لو كان لايصلي فإنه سيغش بمقدارأربعين.
فالصلاة تؤثر بمقدار تخفيف السؤ في هذا الإنسان ، الناس الذين لديهم قابلية للتأثر تؤثرالصلاة فيهم كاملة والناس الذين ليس لديهم قابلية تؤثر الصلاة فيهم حسب قابليتهم.
فلذلك لايصح أن يقال ان الصلاة لاتؤثر وإلا فأن هذا معناه أن القرآن الكريم يخبر بخبر كاذب وهذا لايصح، لا أحد يقول ( وَأَقِمِ الصَّلَاةَ ۖ إِنَّ الصَّلَاةَ تَنْهَىٰ عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنكَرِ ۗ ) 45العنكبوت
فإنا نكذب القرآن والحال أن القرآن هو كتاب الله الصادق واخباره الصدق ،لذلك جعلت هذه الصلاة طريق كل نبي ووصي ومؤمن صالح.
والثابت الأساس في كل ديانات السماء مع كل الأنبياء كل الأوصياء والمؤمنين من عهد نوح وابراهيم إلى زمان نبينا محمد صلى الله عليه وآله وسلم أن قضية الصلاة في كل هذه الديانات موجوده مع الإختلافات في كيفيتها، مثلنا في الاسلام فصلاة القصر نصف صلاة التمام ، وصلاة المريض مختلفه عن السليم ، وصلاة العيد تختلف عن الفجر ، وبهذا المقدار من الإختلاف أيضا يوجد مقدار من الإختلاف في الصلاة بين الديانات لكن الأصل أنها من الثوابت الموجودة في الديانات السماوية من أزمنة الديانات السحيقة وإلى خاتم الأنبياء، هذا شئ من موقع الصلاة لهذا كان اهتمام سادتنا أهل البيت بالصلاة وأمورها .
اهتمام أهل البيت بالصلاة
سأنقل لكم سريعاً بعض الأحاديث عن صلوات آل محمد عليهم السلام .
في كتاب: عوالي اللآلي وقد يعنون أحيانا بكتاب غوالي اللالئ ، تأليف: ابن ابي جمهور محمد بن علي بن ابراهيم الاحسائي وهوأحد علمائنا الكبار، وهو من الكتب المهمة.
فيما رواه ابن أبي جمهور : في الحديث (أن علياً   إذا حضر وقت الصلاة يتململ ويتزلزل ويتلون، فقيل له: ما لك يا أمير المؤمنين؟! فيقول: جاء وقت الصلاة، وقت أمانة عرضها الله على السماوات والأرض، فأبين أن يحملنها وأشفقن منها (عوالي اللآلي: ١ / ٣٢٤ / ٦٢، المناقب لابن شهرآشوب: ٢ / ١٢٤ قريب منه مع زيادة في آخره.  ويقال: هو يتململ على فراشه: إذا لم يستقر من الوجع.
هذا أمير المؤمنين  بمجرد أن جاء وقت الصلاة هكذا تغير وتلون وتزلزل،وهذا النداء ليس له وإنما هو نداء الله للناس عبر المؤذن فكيف يتعامل هذا الإنسان مع نداء الله عزوجل.
تصور أنك تنتظر مكالمة من رئيس البلاد ، رئيس البلاد سيكلمك شخصياً في قضية مهمة فأنت تفرغ نفسك لهذه المكالمة متى تأتي فترد عليها ، هنا النداء أهم من رئيس البلاد وهو نداء الله عزوجل للناس عبر الأذان ، كيف تستقبل هذا النداء؟!! ويبكي بكاء الحزين فيما وصف ضرار أمير المؤمنين عليه السلام.
وأما الحسن   كان إذا قام في صلاته ترتعد فرائصه بين يدي ربه عز وجل، وكان إذا ذكر الجنة والنار اضطرب اضطراب السليم، وسأل الله الجنة، وتعوذ بالله من النار. عدة الداعي ص ١٠٨.
اضطراب السليم يعني الملدوغ لدغة الأفعى وهي من الألفاظ التي تعطي عكس معناها ، مثل الإنسان الذي لايبصر يقال له بصير. المعجم: المعجم الوسيط سليم: ملدوغ ، سليم: جريح مشرف على الموت .المعجم: الرائد
والسليم: اللديغ، يقال: سلمته الحية أي لدغته. وقيل: إنما سمي سليما تفألا بالسلامة.
فكان الإمام الحسن إذا وقف للصلاة ارتعدت فرائصه و يضطرب اضطراب السليم أي كالملدوغ من الأفعى مرة على هذا الجانب ومرة على الجانب الآخر، يتأوه ويتلوّى من الألم وحينئذ يسأل الله أن يرزقه الجنة ويجنبه النار
وكان علي بن الحسين عليهما السلام إذا قام في صلاته غَشي لونه لون آخر، وكان قيامه في صلاته قيام العبد الذليل بين يدي الملك الجليل، كانت أعضاؤه ترتعد من خشية الله عز وجل، وكان يصلي صلاة مودع يرى أنه لا يصلي بعدها أبدا.
وهي حقيقة فلا بد للإنسان أن يتعامل مع الحياة على أساس مودع لأنك لاتدري هل أنت غداً على قيد الحياة أم مع عداد الراحلين، لايوجد لديك ضمان لا السليم ولا المريض،فالعاقل هو من يقبل على صلاته حتى إذا كانت هذه آخر الصلوات يكون قد أعطاها حقها.
وعن الإمام الصادق   انه قال:  (كان أبي   يصلي في جوف الليل، فيسجد السجدة فيطيل حتى نقول: إنه راقد (قرب الإسناد: ٥ / ١٥ عن مسعدة بن صدقة. ثم يتبين بعد ذلك أنه ينهض وقد بللت لحيته دموعه الشريفة.
وعن أبان بن تغلب قال: ( دخلت على أبي عبد الله   وهو يصلي فعددت له في الركوع والسجود ستين تسبيحة.)  الكافي ج ١ ص ٩١.
نحن في الركوع و السجود اذا اردنا أن نطيل فاننا نقول سبحان ربي الأعلى وبحمده سبحان الله سبحان الله سبحان الله والإمام عليه السلام كان يقول في كل ركوع وسجود كان له ستين تسبيحة، وفي مناظرة الإمام الكاظم عليه السلام مع أبي حنيفة النعمان صاحب المذهب المعروف ، دخل أبو حنيفة على الإمام الصادق  ، فقال له : رأيت ابنك موسى يصلّي والناس يمرّون بين يديه ، فلم ينههم عن ذلك ؟ فأمر ( عليه السلام ) بإحضار ولده موسى  ، فلمّا مثل بين يديه ، قال له : ( يا بني ، إنّ أبا حنيفة يذكر أنّك كنت تصلّي ، والناس يمرّون بين يديك ؟ فقال ( عليه السلام ) :  نعم ، يا أبتِ وإن الذي كنت أصلّي له أقرب إليّ منهم ، يقول الله عزّ وجل : ( وَنَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنْ حَبْلِ الْوَرِيدِ ( .عندها فرح الإمام الصادق   وسرّ سروراً بالغاً ، لما أدلى به ولده من المنطق الرائع ، فقام إليه وضمّه إلى صدره ، وقال مبتهجاً : ( بأبي أنت وأمّي يا مودع الأسرار( .
إذن تصوراذا إنسان مر من امامه اشخاص وهو يصلي وقام وضربه أو لكمه أوأبعده من امامه، وهذا ماتجيزه بعض المذاهب في فتاواهم ٍانه اذا مر أحدهم أمامك فامنعه وان دافعك فادفعه حتى لايقطع عليك هذه الصلاة ، كيف تكون هذه الصلاة ؟ هنا لم تصبح صلاة خاشعه وخاضعه لله تعالى.
فهذه بعض من طرق اهتمام أهل البيت بالصلاة ونحن يجب أن نقتفي أثرهم ونقتدي بهم،لاسيما الأشخاص الذين لهم آثار في التغيير فالقرآن الكريم يقول (وَأْمُرْ أَهْلَكَ بِالصَّلَاةِ وَاصْطَبِرْ عَلَيْهَا ۖ ) 132طه
اذن المطلوب منك أن تواصل مشوارك حتى لوكانت الإستجابة قليلة ثابر و واصل كن صبوراً بداءً من المنزل والعائلة ، فينبغي للأم والأب من وقت مبكر أن يبدأوا مع أبنائهم تعليم الصلاة والمحافظة عليها ، فليس صحيحاً أن يقال هي بنت صغيرة وعمرها ثمان سنوات سننتظر حتى تبلغ تسع سنوات ثم نعلمها الصلاة، هذا خأ فالتعلم والتعود ينبغي أن يكون من سن مبكرة منذ البداية من سن مبكرة الرابعة أو الخمس سنوات ليتعلم ذلك الطفل ويأنس بالصلاة وحتى لايحس أنها ثقل عليه ، وهكذا بالنسبة للأبناء فلا تقول انتظر حتى يصبح عمره 14 أو15 سنة ثم أمره و أشد عليه حتى يصلي ،هذا خطأ تربوي فضيع في تعليم الصلاة والحث عليها0
وليست بالأمر قم وصلي ، أحيانا الإنسان يصنع بيئة حاثه على الصلاة ، فإذا الأولاد رأوا أن والديهم يسرعون للصلاة عندما يحين وقتها فهذه الصورة لا تحتاج للجهد فهي كافية وناطقة للحث عليها.
وقالت عائشة : ( كان رسول الله صلى الله عليه وآله يحدثنا ونحدثه فإذا حضرت الصلاة فكأنه لم يعرفنا ولم نعرفه ) بحار الأنوار - العلامة المجلسي - ج ٦٧ - الصفحة ٤٠٠
 أيضاً إذا استطاع الأب أو الأم أن يشيعا الأذان في البيت هذا أيضا من البيئة الحاثة على الصلاة، ولرفع الصوت بالآذان في المنزل آثاره ، ( فعن هشام بن إبراهيم أنه شكى إلى أبي الحسن الرضا  سقمه وأنه لا يولد له فأمره أن يرفع صوته بالأذان في منزله قال ففعلت ذلك، فأذهب الله عني سقمي وكثر ولدي، قال محمد بن راشد وكنت دائم العلة ما أنفك منها في نفسي وجماعة خدمي وعيالي حتى كأنني كنت أبقى وما لي أحد يخدمني فلما سمعت ذلك من هشام عملت به فأذهب الله عني وعن عيالي العلل (
الحدائق الناضرة - المحقق البحراني - ج ٧ - الصفحة ٣٣٢، لوسائل الباب 18 من الأذان والإقامة  ، الكافي 308:3/ح33. من لا يحضره الفقيه 189:1/ح903. تهذيب الأحكام 59:2/ح207.
لانريد أن نقول إنها معادلة رياضية حين أفعلها سيحصل لي ذلك إنما هي أثر وأقل أثرها (أَلَا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ ) 28 الرعد
فالأذان نور وروحانية وبركة ، فعندما يصدح به في البيت فإن الآثار النفسية السيئة وبعض حالات الإكتئاب و بعض حالات اليأس وفقدان الأمل في المسقبل وغيرها تزول ببركته وطاقته التي يبثها في المكان وهي من ذكر الله التي تطمئن بها النفس ، وكل الأذان هو ذكر لله عزوجل.
البيئة المحيطة وأثرها في تعزيز الصلاة
فتوفير بيئة من هذا النوع ومن هذه البيئة مهم جداً أيضا لابد من تسليط الضؤ على جانب مهم وله أثره وهي المدرسة ، فالرسالة للمعلمين الأفاضل ومدارء المدارس (الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ ) 41 الحج
لاسيما في بلدنا حيث هناك قانوناً و وقت ملزم للصلاة، فلا داعي لأن يحذف وقتها لأن زيداً من الناس يريد الخروج مبكراً بشكل أسرع ، اجعل هذه الفترة ليصلي الطلاب أمام تلاميذهم ليصبحوا قدوات لهم في هذا الجانب ولربما هذه الصلاة في داخل المدرسة تؤثر في هذا الطالب أو أكثر في حياته فيصبح مصلي ويساق لك الأجر والثواب من الله عزوجل بدون أن تقول له تعال وصلي ، بل أيضاً نصيحتهم بهذا لأن المدراء والمدرسين لهم تأثير بعد الوالد تأثيركثيرفي نفوس طلابهم، فهذه من ضمن مسؤلياتنا ، فإذا ترك هذا الشاب و لم يتابعه أحد تابعه من المدرسة ومن أهله نجده تغافل وأصبح من غير المصلين .
 وأنا هنا أحب أن أنوه على إحدى الخطوات البديعة والرائعة التي تذكر بالصلاة وتحث عليها وينبغي أن تستمر طوال السنة وهي مبادرة ( مِنَ المُصلين ) هي تذكر و توجه للصلاة.
مثلاً أنت في مجموعة واتس اب ذكر المؤمنون أيها الإخوة قد حان وقت الصلاة ،هذا أيضاً قد يدعوا غيرك ليفعل نفس الفعل فتكون ممن يدعو للصلاة و يأمر بها.
الصلاة و الحسين 
هذه الصلاة التي لم يتركها الحسين عليه السلام في يوم كربلاء ولم يتركها أصحابه معه.
فهاهو ثمامة عمرو بن عبد الله الصائدي أو الصيداوي وهو تابعي من فرسان العرب. ويسمّى بشهيد الصلاة، قتل يوم كربلاء.
يقول للحسين  : يا أبا عبد الله، نفسي لك الفداء إني أرى هؤلاء قد اقتربوا منك، ولا والله لا تقتل حتى أقتل دونك إن شاء الله، وأحب أن ألقي ربي وقد صليت هذه الصلاة التي دنا وقتها؛ قال: فرفع الحسين رأسه ثم قال: ذكرت الصلاة، جعلك الله من المصلين الذاكرين، نعم هذا أول وقتها؛ ثم قال: سلوهم أن يكفوا عنا حتى نصلي ).ولكنهم لم يتوقفوا ومع ذلك قام الحسين   وصلى في ذلك الوقت ،فجاء سعيد ابن عبدالله الحنفي.
من هو سعيد الحنفي؟
سعيد أو سعد بن عبد الله الحنفي، من أنصار الحسين  الذين استشهدوا معه في كربلاء، كما كان من وجوه الشيعة وأعيان الكوفة. لعب دوراً هاماً في دعوة الإمام   إلى العراق، فكان حاملاً لكتب أهل الكوفة في مرحلتين إلى الإمام الحسين  ، وفي المرة الثانية حمل رسالة مسلم، وسلّمها للإمام  ، والتحق بالركب الحسيني  ، وجاء معهم إلى كربلاء. له خطبة في ليلة عاشوراء في الدفاع عن الإمام الحسين   تكشف عن ولائه لآل الرسول  .
سعيد من بني حنيفة بن بكر بن وائل بن ربيعة بن عدنان
العرب يقسمون كقبائل إلى قسمين عرب الشمال عدنانيون وعرب الجنوب قحطانيون ، قد يعبر عنهم أيضا بأهل اليمن هذه لها قبائل مضروربيعة وقضاعة وعدنان وتلك لها قبائل قحطان نخع كندا حمير، كهلان، همدان، مذحج كلها قبائل من اليمن
هذا سعيد ابن عبدالله من القبائل العدناية ،نبينا المصطفى محمد صلى الله عليه وآله وسلم أيضاً من القبائل العدنانية ومن عرب الشمال حسب التعبير، وسعيد هذا من حنيفة لذا يقال له الحنفي .
وحنيفة قسمان : منها خرج مسيلمة الكذاب حنفي وهو من أهل اليمامة من وسط نجد ،كان فيها بنو حنيفة وهم الذين خرج منهم هذا الانحراف والارتداد علي يد مسيلمة الكذاب المعروف وهو حنفي ،وهذا ليس من هذه العائلة وإنما من حنيفة آخرين وهم من بكر بن وائل .
وبكر بن وائل أيضاً منهم العبديون الذين منهم أسلاف هذه المنطقة البحرين والأحساء والقطيف فهم عبديون من بكر ابن وائل،بكر بن وائل وربيعة هي من أكبر القبائل العربية أيضاً،هذا الرجل نزل الكوفة وكان من شيعة أهل البيت عليهم السلام وكان يوصف بأنه وجيهاً وشجاعاً وكان على منهاج أمير المؤمنين عليه السلام.
لما مات معاوية وبدأ التحرك باتجاه رفض السلطة الأموية بدأ المخالفون والمعارضون لبني أمية وعلى اختلاف اتجاهاتم يرسلون رسائل للحسين عليه السلام وهو في مكة المكرمة ومن جملة من حمل هذه الرسائل وربما كان من آخر من حملها سعيد ابن عبدالله الحنفي وشخص آخر يسمى هاني ابن هاني السبيعي وهما آخرمن جاءا برسائل أهل الكوفة للحسين   وعلى ضوئها كتب لهم الإمام وأعلن قدومه إليهم و أنه سيوجه لهم مسلم ابن عقيل. معناه أن الإمام كان واثقاً تمام الثقة في سعيد ابن هاني الحنفي وفي صاحبه هاني الصبيعي لأن في هذه الرسالة يكشف الإمام خطته المستقبلية.
الرسائل التي قبلاً جاءت للإمام بعضها لم يرد عليها وبعضها الآخر رد عليها ،هذه الرسالة التي وجهها الحسين للكوفة أعلن فيها عن خطته لأهل الكوفة وماذا سيصنع وهذا يقتضي أن يسلمها إلى شخصية لايوجد أي شك في اخلاصها ولا في ولائها للإمام   ، رساله يقول فيها أنا سأوجه لكم فلان لكي يقوم بهذا الدور وبالفعل أعادها إليهما .
ينقل المؤرخون هذا النص عن نقل الطبري وغيره
لمّا ورَدَ خبرُ هلاك معاوية إلى الكوفة، اجتَمَعت الشيعةُ هناك فكَتَبوا إلى الحسين عليه السّلام: أوّلاً ـ مع عبدالله بن وال وعبدالله بن سَبع، وثانياً ـ مع قيس بن مُسْهِر وعبدالرحمن بن عبدالله، وثالثاً ـ مع سعيد بن عبدالله الحَنَفيّ وهاني بن هاني السبيعي.
وكان الكتاب الذي حمله سعيد هو من: شَبَثِ بن رِبْعيّ،، وحَجّارِ بن أبجر، ويزيد بن الحرث، ويزيد بن رُوَيم، وعَزْرة بن قيس، وعَمْرِو بن الحجّاج، ومحمّد بن عُمَير.
فأعاد الإمامُ الحسين  سعيداً وهانياً من مكّة وقد كتب إلى الذين كتبوا له كتاباً
ثمّ أرسَل الإمامُ الحسين   سعيدَ بن عبدالله الحَنَفيّ وهانيَ بنَ هاني قبلَ مسلم بن عقيل، وسَرَّح مسلماً بعدهما مع قيس بن مُسْهِر وعبدالرحمان بن عبدالله.
ولمّا حَضَرمسلمٌ بالكوفة ونَزَل دار المختار الثقفيّ، خطبَ الناسَ عابس الشاكريّ، ثمّ حبيب بن مظاهر، ثمّ قام سعيد بن عبدالله بعدهما فحلف أنّه موطِّنٌ نفسه على نصرة الإمام الحسين  ، ثمّ بعَثَه مسلم بكتابٍ إلى الإمام الحسين  ، حينَها التقى سعيد بن عبدالله بالحسين سلام الله عليه وبقي معه حتّى ورَدَ كربلاء. ذكره: الطبريّ في تاريخه 419:5 وابن شهرآشوب في مناقب آل أبي طالب 103:4، والمجلسيّ في بحار الأنوار 21:45 ، 26 ، 70
وكتب كتابا فيه : (بسم الله الرحمن الرحيم، من الحسين بن علي إلى الملا من المسلمين والمؤمنين، اما بعد: فان هانيا وسعيدا قدما علي بكتبكم، وكانا آخر من قدم علي من رسلكم، وقد فهمت كل الذي اقتصصتم وذكرتم، ومقالة جلكم: انه ليس لنا إمام فاقبل لعل الله أن يجمعنا بك على الهدى، وأنا باعث إليكم أخي وابن عمي وثقتي من أهل بيتي، فان كتب إلي انه قد أجمع رأي احداثكم وذوي الفضل منكم على مثل ما قدمت به رسلكم وتواترت به كتبكم أقدم عليكم وشيكا إن شاء الله، ولعمري ما الامام إلا الحاكم القائم بالقسط، الداين بدين الله، الحابس نفسه على ذات الله.) مناقب آل أبي طالب - ابن شهر آشوب - ج ٣ - الصفحة ٢٤١
وبالفعل اخدها سعيد الى الكوفة وقرائها على امثال سليمان ابن صرد الخزاعي  والمسيب ابن نجبه
وحبيب بن مظاهر ومسلم ابن عوسجه وسائر كبار أهل الكوفة وجرى ماجرى في قضية مسلم ابن عقيل فيما بعد ،استشهد مسلم واستشهد هاني ابن عروة ،اعلنت حالة الطوارئ،سجن من سجن واختفى من اختفى وكان سعيد ابن عبدالله الحنفي قد أختفى فترة من الكوفة حتى سمع بمقدم الحسين فانسل من الكوفة باتجاه كربلاء باتجاه الحسين عليه السلام.
فكان ممن شهد اجتماع الحسين لليلة العاشر و له كلمات هنا تبين مقدار عزيمته وفدائيته في شأن الحسين .

عزيمته و موقفه مع الحسين
هنا أنا انقل لكم كلماته واعلق عليها.
الإمام الحسين   وكما تعلمون في أول الأمرأرخص أصحابه فقال :( وهذا الليل قد غشيكم فاتخذوه جملاً، وليأخذ كل رجلٍ منكم بيد رجلٍ من أهل بيتي، وتفرقوا في سواد هذا الليل وذروني وهؤلاء القوم، فإنهم لا يريدون غيري..)
مقتل الحسين (ع) - أبو مخنف الأزدي - الصفحة ١٠٩
وكما يظهر من هذا النص إذا كان دقيقاً فمعناه أن أول من قام ورد على الإمام الحسين رداً جيداًهوسعيد فقام وسبق غيره، وإذا كان هذا النص لم يراعي الترتيب فالأمرغير ذلك.
فلما انتهى الحسين   من كلامه قام سعيداً وقال كلاماً نفس هذا الكلام منقول وهي ملاحظة جديرة بالذكرأن في زيارة الناحية هناك سلام خاص لسعيد وفيها ذكر لكلامه، بينما نجد عند غيره السلام على الحر ابن يزيد الرياحي السلام على فلان السلام على فلان ، هنا جائت للتأكيد على كلماته ولما لها من دور مهم،
وكما ذكرت سابقا زيارة الناحية ليست هي التي نتصورها انها تنقل تلك الصورة الفجيعة جاء في الزيارة الناحية (فَهَوَيْتَ إِلَى الأرْضِ جَرِيْحاً ، تَطَأُكَ الخُيولُ بِحَوَافِرِهَا ، وَتَعْلُوكَ الطُّغَاةُ بِبَوَاتِرِها ... الى آخر الزيارة) وانما زيارة الناحية التي ذكر فيها أسماء الشهداء.
هذه الزيارة تعتبر وثيقة تاريخية مهمة فهي صادره عن إمام معصوم، وتتضمن تعداداً لشهداء كربلاء أسمائهم و تحديد أسماء قتلتهم .أولاً سلم عليه ثم قال : ( السلامُ على سعدِ بن عبدِالله الحَنَفي، القائلِ للحسين ـ وقد أذِنَ له في الانصراف: لا واللهِ لا نُخلّيك حتّى يَعلمَ اللهُ أنّا قد حَفِظْنا غَيبةَ رسول الله صلّى الله عليه وآله فيك. واللهِ لو أعلَمُ أنّي أُقتَل ثمّ أُحيا، ثمّ أُحرَقُ ثمّ أُذرّى، ويُفعلُ بي ذلك سبعين مرّةً ما فارَقتُك، حتّى ألقى حِمامي دونك، وكيف لا أفعلُ ذلك وإنّما هي مَوتةٌ أو قَتلةٌ واحدة، ثمّ هيَ بَعدَها الكرامةُ التي لا انقضاءَ لها أبداً ؟!
فقد لَقِيتَ حِمامَك، وواسيتَ إمامَك، ولَقِيتَ من الله الكرامة في دار المُقام، حشَرَنا اللهُ معكم في المستشهَدين، ورزَقَنا مُرافقتَكم في أعلى عِلِّيّين.) إقبال الأعمال للسيّد ابن طاووس 575 ـ 576
فقام سعيد كما ورد في زيارة الناحية فقال ماقاله، فاثنى عليه الحسين   ثم قام الاخرون وكل واحد منهم أبدى ماهو موجود في ذهنه ، وهذا مهم جدا أول واحد ماذا يكون كلامه ؟
مثال أحيا تقول لدينا أسرة فقيرة نحتاج لمساعدة ويأتي واحد يقول لما كثر الفقراء مالموضوع؟ هذا الرد يخدل الناس عن المعروف ، نريد نعمل كذا عمل هذا اليوم ،يرد لماذا؟ هل نحن متفرغين حتى نعمل كل يوم عمل جديد، (ومَنْ كانَ يُؤمنُ باللَّهِ واليومِ الآخرِ فَلْيَقُلْ خَيْرًا أَوْ لِيَصمُت) فتح الباري - ابن حجر - ج ١٠ - الصفحة ٣٧٣
أنت هنا لست مجبوراً أن تتكلم عن عمل الخير،الإيجابية في الحياة ليست موجودة عند كل الناس، فهناك قسم من الناس لم يختاروا لأنفسهم الخير، اذا ليسكت هذا الإنسان فلم يضربه أحد أو يجبره لعمل الخير،لاتقل كلاماً يعمل على بث الخدلان لغيرك نتجعله يتراجع عن عمل الخير.
كيف أن الإنسان الذي يحرض غيره على فعل الخير له ثواب أيضا الإنسان الذي يثبط غيره عن فعل الخير قد يكون عليه عقاب.
هنا سعيد قام وقال هذا الكلام فانطلق بعده من يتحدث وبعدها قام الإمام و أكمل خطابه وقال أني لاأعلم أصحاباً خيراً من أصحابي.
صارت قضية اليوم العاشر و قضية الصلاة ، الامام الحسين طلب من بعض أصحابه حبيب وقيل ايضاً العباس أن اذهبوا إليهم واطلبوا ايقاف القتال و الإمام أصر على الصلاة في نفس المكان ، حتى يخبرنا الإمام أنه وحتى في المستقبل لايشغلك عن صلاتك شيئ يا من تتبع الحسين فإن الحسين كانت أمامه السيوف ولم تشغله عن الصلاة .
بداء يصلي و وقف سعيد ابن عبدالله الحنفي يصد عنه السهام والرماح ، فكان رداءً ودرعاً عن الحسين تارة بيدة وكتفه وجسده ، فكانت السهام تقع عليه بدل أن تقع على الحسين   ،
حتى سقط إلى الأرض وهو يقول: اللهم العنهم لعن عاد وثمود، اللهم أبلغ نبيك عني السلام، وأبلغه ما لقيت من ألم الجراح، فإني أردت ثوابك في نصر ذرية نبيك، ثم قضى نحبه رضوان الله عليه، فوجد به ثلاثة عشر سهما سوى ما به من ضرب السيوف وطعن الرماح
ما أنهى الحسين صلاته إلا وسعيد اثخنته الجراح سقط وهو لايستطيع الحركة يخر دماء ولم يصل للحسين  مكروه ولا سؤ، ومع ذلك تجد هذه الشخصية العظيمة وهو يلتفت للحسين   وهو يقول له: يا اباعبدالله أوفيت لك؟ ،هل قدمت لك ماكان ينبغي أن أقد لك ؟
قال) : نعم ، أنت أمامي في الجنة ، فاقرأ رسول الله مني السلام وأعلمه أني في الأثر ) سبقتني بالشهادة سبقتني لهذه السعادة.
سعيد هنا يقول كلاما:(اللهم اشهد أني فعلت ذلك في رضى نبيك ودفاعا عن ذرية نبيك  )
هنا الحسين      استعبر وبكى كما يروي المؤرخون لما رأه ينزف الدماء ولا يستطيع حِراكاً وحق له أن يبكي عليه لما كان على سعيد من هذا الحماس وهذا الإيمان وقد أصيب سعيد بثلاتة عشر سهماً ونبلةً جعلت دمائه الشريفة تنزف .
رحمك الله يا سعيد فقد لَقِيتَ حِمامَك، وواسيتَ إمامَك، ولَقِيتَ من الله الكرامة في دار المُقام، حشَرَنا اللهُ معكم في المستشهَدين، ورزَقَنا مُرافقتَكم في أعلى عِلِّيّين.

 

مرات العرض: 4080
تنزيل الملف: عدد مرات التنزيل: (2562) حجم الملف: 52675.22 KB
تشغيل:

31 الموالي الشهداء في أصحاب الحسين عليه السلام
نافع بن هلال وجرحى كربلاء 33