23 مشكلة الطائفيين مع الامام الحسين بن علي
المؤلف: الشيخ فوزي السيف
التاريخ: 23/1/1440 هـ
تعريف:

مشكلة الطائفيين مع الامام الحسين عليه السلام

 

تفریغ نصي الفاضلة ليلى ام أحمد ياسر

‏‫روي عن سيدنا ومولانا رسول الله صلى الله عليه وآله إنه قال :  مكتوب على ساق العرش أن الحسين مصباح هدىً وسفينة نجاة... صدق سيدنا ومولانا رسول الله صلوات الله عليه...

كيف تفاعل المسلمون مع قضية الإمام الحسين؟ .. تفاعل المسلمون سلام الله عليه ومصرعه وأهل بيته وأنصاره في كربلاء  بأنحاء مختلفة ، وانقسموا في ذلك الى أقسام ..

القسم الأول وهم شيعة أهل البيت :

يتضح أمرهم في تعظيم هذه المأساة والتفاعل معها والحزن على ما أصاب الحسين وأهل بيته وأنصاره ويعبرون عن هذا الحزن بوسائل مختلفة وطرق متعددة يجمعها جامع واحد وهو حزنهم على سيد الشهداء ومن كان معه ، واستنكار العمل الإجرامي الذي قامت به السلطة الأموية في حق الإمام وأصحابه ..

التعبير لدى الشيعة عن تفاعلهم بقضية الإمام الحسين عليه السلام :

  وتتعدد التعبيرات التي يقوم بها شيعة أهل البيت عن هذين الأمرين ، أمر الحزن والبكاء والتفجع والتوجع لما أصابهم ، ومن جهة أخرى إظهار الإستنكار بأنحاء مختلفة للفئة التي قامت بهذه الجريمة وهذا نابع من اقتدائهم بالمعصومين عليهم السلام ، بحسب ماجاء في رواياتهم وطرقهم من أن نبينا المصطفى محمد صلى الله عليه وآله بكى الحسين حين ولادته وفي صباه وشبابه وقبل أن تقع الحادثة على الأقل بخمسة عقود،

وكذلك أيضاً ينقل عن أبيه أمير المؤمنين عليه السلام هذا الأمر ،وكذلك عن فاطمة الزهراء عليها السلام وبقية المعصومين أنهم حزنوا وتفجعوا وتوجعوا وبكو على الإمام الحسين عليه السلام ، وأمروا شيعتهم أن يفعلوا ذلك وحثوهم على عقد المجالس في هذا الأمر

ومع بداية كل سنة ومن اليوم الأول من شهر محرم يتغير وجه العالم الشيعي في مختلف مناطقهم فيصبح لوناً واحداً وطريقةً واحدة تحكي عن المصيبة الحسينية والمأساة ومظاهر الحزن ..

القسم الثاني من المسلمين(وهم عامةالمسلمين ):

في الغالب فإن لدى هذا القسم تعاطف ، وحب قلبي للإمام الحسين عليه السلام ، باعتبار أنه إبن فاطمة وسبط رسول الله ، وابن علي وله منزلته الدينية في الإسلام ولكنهم في الغالب لا يستذكرون أمر المصرع الحسيني ولا يتفاعلون معه ، فقسمٌ منهم تمر عليهم أيام محرم وهم لا يعلمون ما هي القضية ولماذا يصنع شيعة أهل البيت هذه الأفعال وهذه الصنائع ،  وإذا علموا بشكلٍ مختصر، فإنهم لايعرفون السبب لقيام الشيعة بهذه الأعمال ، لماذا يبكون ؟ لماذا يلطمون ؟ لماذا يجلسون في المجالس ؟ لملذا يجتمعون في التعازي ؟ ولماذا يقومون بهذ الممارسات ؟!!

بل وفي بعض الأحيان وعلى أثر الثقافة المضادة التي بُثت في الأمة تاريخياً وعاصراً فإن قسمٌ من هؤلاء لايتفهم، إن لم يكن يستهجن هذا الأمر ..بينما لو تم توضيح الأمر لهذا الفئة العريضة من المسلمين وتوضحت لهم هذه المعاني ، لم يستهجنوا هذا الأمر وربما تأثر بعضهم ،كما نجد في قسم من المثقفين المسلمين الذين هم وفي ادنى الدرجات يعذرون شيعة أهل البيت ، ويتفهمون أن يحزن شيعة أهل البيت على الحسين عليه السلام ، وفي الدرجة العليا هم أيضاً يحزنون وبينهما درجات..

مسؤولية المسلمين الشيعة تجاه هذا الأمر :

 وهذا الأمر يعضَّم من مسؤولية شيعة أهل البيت في إيضاح قضية الحسين وفي تبليغها إلى الناس وهذه المسؤولية تقع على الجميع فلا يختص بها المرجع أو عالم الدين فقط ولا مسؤولية عالم الدين أو الخطيب فقط ، بل كل فرد من شيعة أهل البيت تقع عليه هذه المسؤولية بمقدار ما يستطيع ، وفي بعض الأحيان بأيسر التكاليف ، وكمثال ، هناك كتيب معتبر متقن اسمه (الحقيقة كما هي )للعلامة الشيخ جعفر الهادي يكتب فيه ملخص عن أفكار التشيع من عقائد وآراء في التاريخ وشيئ من مختصر المسائل الفقهية وهذا الكتاب يقع في حدود ستين صفحة ، فلو أن أحداً قام بطبع هذا الكتاب ونشره في ثلاث مناطق مثلاً ، بما يعادل أربعين ألف مشترك في الفيسبوك وكان هذا على مدى أسبوع ، فلو فرضنا أن نصف هذا العدد قرأو هذا الكتاب وإن لم يتأثروا به فإنه على الأقل يسمعون شيئاً من شيعة أهل البيت ،

وبالفعل هذا ما حدث مع هذا الكتاب حيث تم فتحه من قبل عشرون ألف شخص على صفحات الفيسبوك ،وهذ يغير أفكار البعض منهم . ولو قام شباب شيعة أهل البيت بتسويق شبكي لمقالة حول الحسين عليه السلام ، أو كتاب مختصر حول الحسين عليه السلام أو شيئ من سيرته، ولماذا يحيي شيعة أهل البيت هذه المناسبة، فإنه سوف يزول مقداراً من التضليل حول قضية الحسين عليه السلام وأهل البيت الذي بدأ منذ بداية التاريخ..

القضاء على التشيع في بعض البلدان :

 مصر

وذلك حين استولى صلاح الدين الأيوبي على البلاد وقضى على التشيع فيها  وبالذات فيما يتعلق بقضية الإمام الحسين في إلغاء أي مظهر من المظاهر وتحويل العزاء ومشابه ذلك إلى أفراح وإلى توزيع الحلوى ..

بلاد المغرب العربي..

في نفس الفترة الزمنية لما قام به صلاح الدين في مصر كان الحاكم المعز ابن باديس في بلاد المغرب العربي والذي سلك نفس الطريق حيث أشاع كل ما يخالف النهضة الحسينية وحول الحزن الذي كان رسمياً في زمان الفاطميين في كل البلاد إلى فرح وإلى هذا اليوم توجد هناك برامج أفراح في عاشوراء ولقد سنت هذ السنَّة في عام اربعمئة وخمسين للهجرية وهي سُنَّة سيئة سُنت من ذلك الوقت إل الآن وهو ما يعادل الف سنة ، ولقد  تأثر الناس بهذا  حيث كانو يخرجون بالطبول والدفوف والرقص والتماثيل وتنتشر الأفراح وتوزع الحلوى وهذا اليوم ينتظره الأطفال باعتباره يوم من أيام الأعياد ..

فمثل هذه الفئات لن تتفاعل مع القضية الحسينية وهذا من تقصيرنا نحن شيعة إهل البيت ، فالخطيب مقصر والمستمع مقصر.. ومن لايمكنه أن يتكلم ويحدث عن هذه القضية  ، يمكنه أن يبث كتاب وينشره ، أو يرسل قائمة بعناوين مواقع تتحدث  عن الحسين ويسوق هذه المواقع ..إن عامة الناس المسلمة والتي يفترض أن تكون للحسين عليه السلام محبة في أصولهم، تنقصهم المعرفة بعاشوراء ، وبمصيبة الإمام الحسين سلام الله عليه ولا يعرفون لماذا يحزن الناس ولماذا ينبغي أن يحزنوا ، ولهذا ينبغي منا أن نوسع نشاطنا وعملنا وبهذا تتقلص دائرة الأشخاص الذين لايتفاعلون مع القضية الحسينية وعلى العكس ، عندما يقل نشاطنا وعملنا فإن هذه الدائرة  تبقى كما هي ..

القسم الثالث من المسلمين :

وهم الطائفيون، فهذه الفئة لديها أفكار عنيفة وشديدة ولكرههم للمذهب تورطوا في كره الحسين ،ولكرههم لعقائد الشيعة ، مارسو الإساءة لقضية الحسين بكل أشكال الإساءة، ولهم في كل عام إشكال من الإشكالات ، وسؤال من الأسئلة وتراهم ومع توقيت الشيعة في كل عام للحزن على الحسين ولذكره يوقتون نشاطهم لمحاربة هذا الأمر الذي ينتهيي إلى محاربة الحسين عليه السام، وقد بلغت الوقاحة من البعض في تصريحاته ضد الحسين وقضيته درجة يصعب تصورها، كما يصرح بعضهم التصريحات ضد الحسين عليه السلام وقضيته: يقول أحدهم :(  لوأني كنت في زمان الحسين ويزيد لكنت أقف إلى جانب يزيد) ..

وذلك لاعتباره أن يزيد حاكم ووالي على المسلمين ،والحسين خارج على حاكم المسلمين  وبالتالي يجب أن نحمي حكام المسلمين والوقوف في صف الحاكم، وهذا له ذيول تاريخية كما نقل عن ابن العربي المالكي صاحب( العواصم والقواسم ) ولديه مثل هذه العبارات النابية.. وكذلك في هذا الزمان  ينقلون مثل هذا الكلام وهناك قسم من المسلمين لايصرح بهذا المعنى ولكن يمارس أمور أخرى وهي ما نسميه مشكلة الطائفيين مع الإمام الحسين عليه السلام وهي مشكلة حقيقية بينهم وبين الإمام الحسين وذلك إن الأمام الحسين سلام الله عليه فيصل يفرق الله تعالى به بين الحق والباطل فلا يترك المواقف غائمة ، إما أن تكن مع الحق وإما أن تكون مع الباطل ، فيقضي بذلك الإمام على النفاق .

وهؤلاء إنما يتورطون مع الحسين في هذه المسألة.. فلا يمكنهم القول بأنهم ضد الحسين وذلك أن الحسين على الأقل في المرتبة الأدنى هو صحابي، والصحابة في رأي هؤلاء مقدسون ،وكذلك  يؤمنون بأن الحسين سلام الله عليه من أهل البيت ،( وإن كانو يضيفون إلى أهل البيت أشخاص آخرون) ، والحسين مشمول بآية التطهير ، سواءً كانت الآية تشمل الغير أو لا تشمل ، ولذلك لا يتمكن هؤلاء أن يقولو بالصراحة أنهم ضد الحسين أو كما قال ذاك الأول والذي قال لو أنه كان في زمان الحسين ويزيد لكان يقف في صف يزيد .

فماذا يصنعنون؟!!

يبدأون من الحواشي ، وعلى سبيل المثال ، يبدأون بإثبات أن ولاية يزيد ولاية شرعية وحكومة صحيحة، فإذا ثبت لهم ذلك فإنهم يعتبرون أن من يواجهها
•إما أن يكون مخطئاً متعمداً ،فيزيد إنما هو والي شرعي بحسب الموازين  ( والقائلون هنا لايريدون أن يقولون صراحةً أن الحسين قتل بسيف جده) كما نقل عن بعضهم من الأوائل ، ولكن في كل حال فإن هذا الكلام ينتج هذا المعنى ،
•أو يقال أنه مشتبه وأن خروجه كان خطئاً .
•أو حدث بسبب خروجه ضررٌ كبير على المسلمين ( وما عليك إلا أن تستنج المعنى من هذاه العبارة ) ،
•ما يقال في مثل هذا الأمر ، أنه نصحه كبار الصحابة فلم يصغي إليهم ، وأمثال هذا كثير ،فمثل هذه العبارات من الحواشي تنتقص من شخصية الحسين ومن نهضته بهذه الطريقة..

الممارسات المعاصرة :

بعد أن برَّأو يزيد وخطأو طريقة الحسين ، يقولون أن يزيد ليس هو من قتل الحسين ، فإذاً من الذي قتله ؟!!!
•ينسبون القتل إلى شيعة الكوفة حيث دعوه ثم غدروا به وقتلوه، وهذا الكلام يهدف إلى أمرين
• أحدهما أن الحسين قد انخدع فهو لا يتمتع بعقلية وفهم كافيين وهذا إنما هو طعن للحسين عليه السلام وطعن للشيعة ،
•والأمر الثاني تبرئة القتلة الحقيقين .

ولقد بُثوا هذا الأمر كثيراً في الساحة ، وتكررت هذه الطاحونة الإعلامية كثيراً ،فكأنما هؤلاء الجماعة قد تحزموا فقط لإثبات أن الحسين لم يكن مصيباً  في عمله وبالتالي إنه قد حصل له جزاء ما قام به وهذا العمل يمارسونه عبر منتدياتهم وفي كتبهم وإذاعاتهم وقنواتهم وفي كل وسائال التواصل .

وهذا أنما يذكرنا بما قاله الإمام أمير المؤمنين عليه السلام بأصحابه فيقول ، أني لأعلم أنهم سيظهرون عليكم ليس لأنهم أولى بالحق منكم ولكن لطاعتهم أميرهم مع معصيتكم إمامكم )،  وهذا يعني أنكم أنتم لا تعملون، وفي المقابل هم  يعملون، فيتقدمون عليكم.

 وبالطبع فإن الفئة التي تعمل أكثر وتبذل أكثر هي التي تتقدم وإن كانت على باطل ،على عكس الفئة التي لا تعمل ولا تنفق ولا تبلغ ولا وتبذل جهداً فإنها تتأخر ولو كانت من أصحاب الحق.

التشكيكات التي يثيرونها في قضية الحسين عليه السلام :
•ما يرتبط بالبكاء فهم يقولون ، لماذا تبكون على الحسين والحال أنه في الجنة طالما أنكم تؤمنون أنه في الجنة. وهنا نقول : هل يجب أن نبكي إذاً  على أهل النار والمنحرفون والقتلة والطواغيت والظالمون لأنهم في النار ؟!!!فهل يعقل هذا ؟!

نحن نبكي على الحسين عليه السلام لفقدنا أياه .. نبكي على رسول الله صلى الله عليه وآله لفقدنا إياه وكذلك نبكي على أمير المؤمنين ، إذ إن هؤلاء كنز أنزله الله على عباده ونحن الآن لانجد هذا الكنز..

ان الذي يفقد شيئاً من متاع الدنيا وهو حطام زائل  يحزن لذلك ،فكيف به لو فقد رسول الله أفلا يحزن ؟!!، وهذا معنى ما يقوله بعض أئمتنه عليهم السلام( وإذا أصابتك مصيبة فاذكر مصابك برسول الله فإن الخلق لم يصابوا بمثله أبداً حيث انقطع الوحي )..  أفهل نحزن على أبو جهل وعلى قتلى الكفار والطواغيت ؟!أوَ نلطم على فرعون وأمثاله ؟! فهل هذا منطق إنسان عاقل؟!!! إنما يُحْزن على من يكون مؤمناً ، ويكون بينك وبينه إرتباط ، ونحن والنبي بيننا ارتباط الإتِّباع

 وبيننا وبين أمير المؤمنين ارتباط الإنتماء ،  وبيننا وبين الإمام الحسين ارتباط العقيدة والولاء ..ونحن نبكي عليه ونحزن ونتألم ..لأننا فقدناه، أولاً

وثانياً كان فقده بهذه الطريقة وهذا النحو الذي قتلوه به أسلاف هؤلاء المعترضين..إن من يموت ميتة طبيعية، يسبب مقدار من الحزن ..ولكن من يموت على النحو الذي جرى على الإمام الحسين فأن شحنة الحزن تتضاعف بشكلٍ أكبر ..

•ومن جملة تشكيكاتهم التي تهدف إلى تشتيت الإهتمام وتخفيف هذه الشحنة النفسية الموالية لأهل البيت عليهم السلام أن الشيعة يحزنون على الحسين ولا يحزنون على الحسن أخيه ولماذا تحزن الشيعة فقط على الإمام الحسين ؟! لم لا يحزنون على الإمام الحسن ؟! أليس الحسن أخو الإمام الحسين وكلاهما سبطا رسول الله وسيدا شباب أهل الجنة وأبناء فاطمة الزهراء ؟!

إن الجواب على هذا السؤال، يوجه بسؤال للمشكك فلو كان  صادقاً لحزن على الإمام الحسن ولقال أني أقوم بواجب العزاء تجاهه وأحي ذكره وأعلي رايته وأتحدث عنه لكنكم انتم الشيعة لا تفعلون هذا وإنما تفعلوه فقط مع الإمام الحسين ..فإنه وبهذا يكون صادقاً في تشكيكه ،  ولكنهم لايريدون هذا ولا يفعلونه ولا يدرون حتى متى توفي الإمام الحسن ، وكيف توفي وماذا حصل له وما هو تاريخه وإنما يريدون منا أن لا نفعل أي شيئ مع الحسين عليه السلام ،وما دعواهم عن الإمام الحسن إلا كذب وليسو صادقين في الدعوة لشأن الحسن عليه السلام ولو كان ذلك لشيدو قبره ونشروا كتبه ولو كان شأن الحسن يهمهم لاهتموا به في إذاعاتهم وخطبهم ومواقعهم الإلكترونية ،التي لانجد فيه أي صفحة  تُذكَّر بأخبار الإمام الحسن فضلا عن مصيبته .
•يضيف أحدهم فيقول إن الشيعة يقومون بهذا الفعل مع الإمام الحسين ولا يقومون به مع الإمام الحسن بسبب أن الإمام زين العابدين أمه فارسية، ولهذا يهتم الشيعة بالإمام الحسين لأنه والد السجاد !!!

وهنا نذكر أحدى رواياتهم التي وردت في كتبهم ( والتحقيق في صحة هذه الرواية ليس هنا مقامه ) والتي تقول أنه جيئ بثلاث بنات من الأسرة الفارسية فتزوجت إحداهن من الإمام الحسين عليه السلام ، وتزوجت الأخرى بمحمد ابن أبي بكر وتزوجت الثالثة ابن عمر،  وأنجب ( بحسب هذه الرواية) كل زوج من هذه النساء ولد ، ولذلك يقولون القاسم ابن محمد ابن أبي بكر وهو فقيه من فقهاء المدينة ، وسالم ابن عبد الله ابن عمر،  وعلي ابن الحسين السجاد وهؤلاء الثلاثة هم أبناء خالة ، فإذا كان كذلك فما المعنى من جعل التشيع مرتبطاً بالفرس ؟ هل لأن زوجة الحسين فارسية ؟!!!

إذاً لم لا تكون أسرة محمد ابن ابي بكر فارسية ؟!! والحال أنه زوج أخت الإمام الحسين بحسب روايتهم تلك ؟ وما المعنى أن لايكون أولاد سالم ابن عبد الله ابن عمر أصحاب توجه فارسي وفيهم الفقهاء ؟!!

إن الغرض من كل هذا فقط التشويش والتلبيس على الناس في هذه المسألة ..

•ومن ضمن اشكالاتهم أيضاً أن الشيعة يبكون على الإمام الحسين لأن الشيعة قتلوه فهم يبكون لذلك حيث دعوه فخدعوه وغدروا به وقتلوه فبكو عليه!!!! وهنا نطرح هذا السؤال لو أن أحداً قُتل في قضية من القضايا ، فإننا إما أن نعرف القاتل المباشر الذي قام بالقتل ، وإما أن نرى النظام السياسي الذي أمر بالقتل وفي قضية الإمام الحسين عليه السلام فإن رأس النظام السياسي في ذلك الوقت هو يزيد ابن معاوية

وهو من أرسل في بداية توليه للحكم  إلى الوليد إبن عتبة إبن أبي سفيان رسالة يأمره فيها بأن يأخذ البيعة للناس عموماً وذكر الطبري هذا في كتابه تاريخ الطبري وهو مؤرخ سني حيث يقول ، (وأرسل إليه في رقعة صغيرة كأنها أذن فأرة ، أن انظر إلى الحسين إبن علي وعبد الله إبن الزبير وفي رواية أخرى عبد الله إبن عمر فخذ منهم البيعة وشدد عليهم فإن بايعوا وإلا فاضرب أعناقهم ).

فهذا أمرٌ بالقتل صادر وناجز من النظام السياسي والوليد إبن عتبة نَفَّذ هذا الأمر  حيث طلب الإمام الحسين عليه السلام وعرض عليه البيعة ولكن الإمام الحسين لم يبايع ،وهنا تدخل نائب الخليفة ونائب الوالي وهو مروان إبن الحكم وقال لا يخرج من عندك الحسين إلا أن يبايع أو تقتله .

 فهذا أمر آخر بالقتل، فهل كان مروان من شيعة الحسين أو هل كان يزيد من شيعة الحسين  أو شيعة أهل البيت ؟ !! ومن المنفذ للقتل ؟ومن الذي جيش الجيوش ؟ غير عبد الله إبن زياد الذي جاء إلى الكوفة وأعلن النفير العام وأن كل من لا يخرج إلى كربلاء فإنه يقتل ، ووجه رسالة إلى عمر إبن سعد أن يبايع الحسينُ يزيداً وإن لم يبايع فاقطع عنقه ، وأوطئ الخيل صدره وظهره.  هذا أمرٌ صادرٌ ومسجل تاريخياً.

قضية رض صدر الحسين بحوافر الخيل أمرٌ صادرٌ من عبيد الله إبن زياد وكان يقول أني قد  علمت أن هذا لا يضره  بعد القتل ، ولكن هو قولٌ قلته .  فهل كان عبيد الله إبن زياد من شيعة أهل البيت ؟! شمر إبن ذي الجوشن أو سنان، الذي باشر قتل الحسين عليه السلام ؟!  أليس شمر إبن ذي الجوشن هو الذي كان في الصف الأموي ؟وإن قيل أنه شهد صفين،  فذلك لأن زمانه كان في زمان دولة الإمام عليه السلام وكل من لم يكن في الشام كان لابد أن يخرج في جيش الإمام فكان لابد له من الخروج مع الإمام ،ولكن موقفه واتجاهات و آراؤه كانت في الإتجاه الآخر وهو من يصرح بذلك .

وهذا يصدق أيضاً مع سنان ،وعمر إبن سعد إبن أبي وقاص . فهذه الفئة هي التي أصدرت القرار وتابعته،  وجيشت الجيوش ونفذت كل ذلك بشكل مباشر ، فهل يصدق في هذا أن الشيعة هم من قتلوا الحسين؟!

أما الكوفة فإنها لم تكن شيعية وإنما كانت عبارة عن ديانات متعددة ، كان تضم المسيحين الذين كان بيدهم قضايا المخامر وما شابه ذلك ، واليهود الذي كان بيدهم المال والإقتصاد، وكذلك المجوس الذين كان بيدهم  سوق القصارين( يقومون بغسل الثياب) وهذه الديانات المتعددة أيضاً كان بها إتجاهات متعددة :
•الخوارج الذين كان لهم صيت عريض في الكوفة من زمان أمير المؤمنين عليه السلام،  وكانوا يعبرون عن أفراحهم بما جرى على الحسين وكانت يتكاثرون ويتزايدون
•الإتجاه الأموي على مستوى القبائل ورؤساء القبائل الذين حركهم عبيد الله إبن زياد حتى استطاع أن يسيطر على الأوضاع
•إتجاه شيعة أهل البيت عليهم السلام  

والحشد يوم ذاك تشكل من جميع هذه الإتجاهات وأن هؤلاء لو لم يخرجوا لكانو يقعون تحت العقوبة ولذلك فإن كبار شيعة أهل البيت اعتقلو •كرؤساء التوابين • ومعهم المختار  الثقفي،   •وقسمٌ منهم قتلوا كميثم التمار وعبد الله إبن عفيف الأزدي،   •وقسمٌ آخر استطاع أن يذهب إلى كربلاء ويلتحق بالإمام الحسين عليه السلام، وقسم، أختفوا وأخفوا أنفسهم ..   

وهناك بحث من البحوث الجميلة وهو بحث للمحقق السيد علي  الميلاني حفظه الله ، أحد مجتهدي الحوزة العلمية  وله بحوث جيدة في قضايا المسائل الخلافية ،وهذا البحث من كتابه ( من قتل الإمام الحسين عليه السلام ؟ )تتبع فيه هذا الأمر  بشكل جيد ..

 إذاً الغرض من قول أن مقتل الحسين هم شيعته هو تشويه هذا الفعل النبيل الذي يقوم به شيعة أهل البيت من مواساة رسول الله وأهل البيت والحزن على ما جرى على أبي عبد الله عليه السلام

مرات العرض: 3398
تنزيل الملف: عدد مرات التنزيل: (2577) حجم الملف: 50765.2 KB
تشغيل:

وأمر أهلك بالصلاة !
أذان المسلمين تشريعه وفلسفته