ظلامة زوجتين !!8
المؤلف: الشيخ فوزي السيف
التاريخ: 8/1/1440 هـ
تعريف:

ظُلامة زوجتــــين


تفريغ نصي محمد الحبيب ، مهتدى البراهيم، ياسين الياسين
روي عن سيدنا ومولانا رسول الله ص أنه قال:(الظلم ظلمات يوم القيامة) صدق سيدنا ومولانا رسول الله ص.
حديثنا بإذن الله تعالى بعنوان "ظلامة زوجتين", ويتناول بعض الصور الموجودة في واقعنا الاجتماعي والتي ينطبق عليها في بعض الحالات عنوان قلة الإنصاف وفي بعضها قد يصل إلى درجة الظلم, والغرض هو التحذير من الوقوع في مثل هذه الأعمال التي ينطبق عليها هذا العنوان. لا بد أن نشير إلى أننا نتعرض بين فترة وأخرى للحديث عن القضايا والمشاكل الاجتماعية باعتبار أنها أحد مقاييس التدين والإيمان للإنسان, أحد مقاييس التدين هو العبادة بلا ريب, وكذلك قراءة القرآن وذكر الله عز وجل وما شابه. ومن مقاييس التدين والإيمان هو تطبيق سلوك الإنسان على طبق الموازين الدينية والشرعية, وربما هذا الأمر هو الأصعب, يسهل على الإنسان مثلا أن يقرأ في كل يوم صفحتين من القرآن, وقد تعود من صغره أن يصلي وربما الجماعة, لكن عندما يواجه قضية اجتماعية ليس بالضرورة بالنسبة إلى بعض الأشخاص أنهم يطبقون مواقفهم على وفق أحكام الشرع وهداية الدين, فمن الممكن في هذا الأمر أن يتبع هواه, من الممكن أن يظلم غيره, لذلك تصير حاجة إلى الحديث عن هذه القضايا الاجتماعية.
افتتح الحديث بحديث مروي في طرق المدرستين والفريقين عن رسول الله ص وهو (الظلم ظلمات يوم القيامة), يفترض أن الأحاديث الواردة عن رسول الله  ص من طريق الفريقين ممكن أن ترقى إلى درجة السنة القطعية, يعني اكو إجماع تقريبا عليها من قبل المسلمين, المسلمون إما من الشيعة أو غير الشيعة إذا أجمعوا على حديث هذا استشهد بيه وهذا استشهد بيه كأنه وصل إلى مرتبة السنة المقطوع والمتيقن بصدورها عن النبي ص, وهذه الفكرة فكرة وجود أحاديث عن النبي ص استشهد بها المذاهب الإسلامية, على اختلافها, من الأمور التي كان يؤكد عليها فقيه عصره المرحوم السيد البروجردي ر, كان عنده تأكيد على لزوم أن يجمع المسلمون أحاديث النبي ص المتفق عليها بين الفريقين, وآنئذ كثير سيجدون أن هناك أصولا مشتركة في الاستدلال الفقهي وغير ذلك, وأخيرا الحمدلله صدر كتاب أو موسوعة بعنوان "السنة النبوية من مصادر المذاهب الإسلامية 20 مجلد" مطبوع الكتاب تم العمل فيه 13 سنة من الزمان لجمع ما ورد من أحاديث رسول الله  ص في مصادر الإمامية ونفسها أيضا في مصادر غير الأمامية, وهو إنجاز بديع جزى الله القائمين عليه خيرا فالشاهد واحد من موارد الاتفاق هو هذا الحديث المروي عن رسول الله ص من الطرفين.
الظلم هذا الجذر ظاء ولام وميم له معاني متعددة لكن هناك معنيين قريبين استعملا في هذه الرواية, المعنى الأول ما يقابل النور فتقول مثلا ظلام ومظلم واظلم النهار معنى يقابل الإنارة نفس تستخدم الظاء واللام والميم نفسه معنى آخر ما يقابل الإنصاف ضد الإنصاف يأتي الظلم هذا الفعل هذا التركيب {وما ظلمناهم ولكن كانوا أنفسهم يظلمون}, وأيضا يأتي بما يقابل معنى النور والإضاءة فتقول البلد مظلم والمكان مظلم والجو مظلم, هالمعنيان معا استعملا في حديث رسول الله ص فقال (الظلم ظلمات يوم القيامة), عدم الإنصاف في هذه الدنيا يتحول إلى ظلمة وعدم إنارة و عدم رؤية في يوم القيامة في وقت يحتاج فيه الإنسان أن يكون طريقه مضاءا ومنيرا, نسأل الله أن يجعلنا وإياكم ممن قال فيهم ربنا {يوم ترى المؤمنين والمؤمنات يسعى نورهم بين أيديهم وعن إيمانهم وعن شمائلهم}هذا قسم, قسم آخر يتحدث عنهم على خلاف ذلك {والذين كفروا أعمالهم كسراب بقيعة}هذا تشبيه, ثم يأتي فيما بعد ذلك فيقول {كظلمات في بحر لجي يغشاه موج من فوقه موج من فوقه سحاب ظلمات بعضها فوق بعض} هناك أعمال الناس المؤمنين تتحول إلى نور, وهنا أعمال الكافرين والفاسقين ظلمات بعضها فوق بعض, الظلم إذن ظلمات.
نتحدث هذه الليلة في بعض الصور الاجتماعية في هذا الجانب وهو ما يرتبط بنموذج زوجتين, قبل أن ندخل في الموضوع, بين قوسين (موضوعنا محدد) ولكي لا يتشعب الموضوع سوف أبين كيف هو محدد, أحيانا يصير أن الإنسان أحيانا يريد أن يتكلم عن عقوق الأبناء للآباء, عقوق الوالدين من قبل الأبناء, ففي هذه الأثناء واحد يقوم إليه ويقول مثلا لماذا لا تتكلم عن عقوق الآباء للأبناء هناك من الآباء من يقوم أبناءهم, طيب هذا موضوع بنفسه يحتاج لموضوع خاص به, الآن حديثنا عن عقوق الأبناء للآباء, في مناسبة أخرى يصير موضوع حول عقوق الآباء للأبناء, ذاك بحث آخر, لا يصير خلط, الآن نتحدث عن ظلامة الزوجة, لا يجي واحد يقول طيب هناك من الزوجات من تظلم زوجها, صحيح هناك وهذا يحتاج إلى حديث وتحتاج إلى تذكير وإيراد الروايات التي تتهددها بعظيم العقاب, هذا في محله ما يصير واحد يخبط المواضيع كلها خبطا كاملا.
حديثنا في نموذجين, النموذج الأول: ظلامة الزوجة التي تعيش مع زوجها فترة طويلة من الزمن, 40 سنة أقل أو أكثر, ثم يأتي يوم من الأيام هذا الرجل هذا الزوج لسبب أو لآخر يقول لها الحقي بأهلك, هذا النموذج الذي نتحدث عنه من النماذج التي لا ريب أنها تكشف عن قلة إنصاف فيمن يرتكب مثل هذا العمل بالنسبة إلى زوجته, زوجة معك عاشت هذه المدة نثرت لك بطنها كما يقولون, أنجبت لك هذه الحزمة من البنين والبنات, كانت مع على الحلوة والمرة إلى أن تكونت أسرة لكما, الآن بعد 40 سنة واحد يأتي لا سمح الله ويقول لزوجته في أمان الله أنت طالق بهالكلمتين حتى بعدما انتهت صحتها وقوتها ولم يبق لها شئ, ألقى بها مثلا كما تلقى ورقة المنديل هذا لا ينبغي أن يكون من إنسان مؤمن, أعلم أن الحاضرين بحمد الله والحاضرات خارجون من هذا الإطار وهذا السلوك, ولكن هو شئ من التذكير على طريقة (اهدنا الصراط المستقيم), أنت على الصراط المستقيم ولكن مع ذلك باستمرار أنت تذكر نفسك بهذا الأمر. قد يأتي إنسان ويقول آذتني مزعجتني غير ذلك فلان وفلان, لكن لو أن الإنسان نظر إلى ما قاله نبينا المصطفى محمد ص لاشك أنه كان يتردد في الإقدام على مثل هذه الخطوة, الحديث الذي أيضا ينقله الفريقان عن النبي ص (مازال جبرئيل يوصيني بالمرأة حتى ظننت أنه لا ينبغي طلاقها إلا من فاحشة مبينة ) وفي حديث آخر (حتى ظننت أنه يحرم طلاقها إلا من فاحشة مبينة), قد تسوي بعض الأشياء, خصوصا أن الإنسان عندما يكبر والكبر عند المرأة والتقدم في السن أسرع منه عند الرجل, رجل ابن الستين يختلف كثيرا في قوة بدنه وتحمله عن امرأة بنت الستين قد أنجبت وربت وأرضعت وخدمت وعملت حتى عادت أضعف بكثير منه, بنفس المقدار اللي صارت ضعيفة في بدنها,  أعصابها ونفسيتها ستكون ضعيفة بنفس المقدار, لذلك يجي عندنا في الروايات أن من حق الزوجة على زوجها "وإذا جهلت غفر لها", من الممكن أن تنفعل أو تجهل أو تفعل مالا يناسب, بس الأكثر اللي لا يناسب أن يلقيها الرجل في مثل هذا الوقت على قارعة الطريق, (مازال جبريل يوصيني بالمرأة حتى ظننت أنه , لا ينبغي في رواية, أو يحرم في رواية طلاقها إلا من فاحشة مبينة) إذا جاءت بعمل فاحش كالزنا والعياذ بالله, وكانت بينة وواضحة, ذاك الوقت, وإلا ما دون ذلك فهو يغتفر ويجب الإبقاء عليها, أن يأتي الإنسان ويلقيها في مثل هذا السن خارج البيت بعدما أعطت ما أعطت هذا غير مناسب, لعل قائلا يقول: بعضهن يصبحن مؤذيات يصبحن مقلقات مزعجات طيب, ولكن بنفس المقدار الرجل أعطاه الله سبحانه وتعالى هذه القدرة على التحمل ولذلك اقتضت حكمته أن يكون قواما في البيت وقائداً وأن يكون الطلاق بيده, عدم القيام بهذا الأمر, التخلص من الزوجة في مثل هذا الوقت بعدما ما ضربت في السنِ ماضربت, بنت الستين وما فوق ذلك, ما أتكلم أنه حرام أو مو حرام, أتكلم مناسب أو غير مناسب, فيه إنصاف أو فيه قلة إنصاف, إذا إنسان يشتغل على طريقة حلال ولا مو حلال, تقوله حلال طيب, يقول لك خلاص مادام حلال اسوي انا, تقول له مايخالف يوم القيامة حلال لله عز وجل أن يدقق عليك على النقير والقطمير والثانية  لو مو حلال, حلال على الله سبحانه و تعالى يسألك عن عبادتك ثانية ثانية, وعن الواجب المالي عليك قرش قرش, و هللة هللة, وصلاتك في انتباهك فيها وطهارتك وكذا بكل دقة؟, حلال على الله سبحانه وتعالى, لم يظلمك في ذلك, انت اهنانا إذا تشتغل بطريقة مادام حلال علي اسوي هذا يوم القيامة هَم توقع نفس الشيء, مادام يجوز لله أن يدقق عليك بالثانية بجزء الملِيمتر, توقع حسابك ذاك اليوم ولم يظلمك شيئا (وما ظلمناهم ولكن كانوا أنفسهم يظلمون) (سورة النحل:١١٨). فهذا واحد من أمثلة قلة الإنصاف التي قد تحصل.
من أمثلة ذلك أيضا نفس الحادثة نفس القضية, ولكن عندما يدخل زوج على زوجتهِ بجعل مصيرها وراحتها مغامرة حسب التعبير يروح حق ربعه في جلسة سهرة, واحد يجي فلان أتحداك تتزوج على زوجتك انت إنسان جبان ماتقدر ترفع راسك هو هم ما كانت المسألة في بالهِ ولا يمها ولا كذا, بس نوع من المباهات والمفاخرة والمغامرة, هنا في الواقع في نتيجة .. يقول لا أقدر اسوي, اتفكر انا مو رجال؟, اقدر اسويها بكره بتشوف, فيروح يقدم على خطوة من هذا القبيل.
أنا مو في صدد الحديث أن الزواج بثانية حسن أو سيء له مبرراته وليس له مبرراته يحتاج إلى حديث خاص لكن هذه الطريقة فيها من قلة الإنصاف الشيء الكثير.
انت لأجل أن تدخل في مغامرة انت البعيد, في مباراة في منافسة, أنا لو أنت, كلامي لو كلامك, أتحداك وتتحداني اروح اسوي عمل من هذا القبيل, وبالظاهر الامر الضحية راح تكون هذه المرأة هذه الزوجة, هذا ليس من الإنصاف في شيء الحقيقة, أو صورة ثالثة البعض الحمدلله كما قلت وأكرر الحاضرون والحاضرات هم وهن أسمى من ذلك. أو في مثل ذلك الوقت المتأخر من العمر يبدأ يشتغل على وسائل التواصل, علاقات غير مشروعة ورسائل من هنا وماأدري كلام مع نساء من ذاك الصوب, هذا فيه شيء من هضم حق امرأته, لاسيما إذا كانت هذه المرأة توفر له ما ينبغي ومايحتاج إليه. هذه نماذج من ظلامة نسميها ظلامة الزوجة الأولى خلينا نروح إلى الظلامة الثانية.
أيضا أقول مرة أخرى, الآن لست في صدد الحديث عن حسن أو سوء الزواج المتعدد, نحنُ أمام حادثة و واقعة و موجودة في بلادنا في المنطقة التي نعيش فيها وما حولها, هذا الشيء الموجود ينبعث منه بعض المشاكل والظلامات والقضايا التي تحتاج إلى تنبيه, فحديثنا في مو القسم الأول زين ولا مو زين, حديثنا الآن في الواقع الموجود, إذ أفرز مشاكل كيف نتعامل معها؟, يصير أن شخص يتزوج الزوجة الاخرى الثانية, فيبدأ مشوار مظلومية هذه الزوجة الثانية أولا من الزوج نفسه, يبدأ هؤلاء قسم منهم باستغلال الحالة التي تعيش فيها تلك المرأة, يشوف مثلا امرأة تقدم بها السن, فرصها ليست كثيرة ليست في بداية عمرها, وهي كأي امرأة تشعر بدافع الأمومة تريد أطفالا تستشعر أنها تحتاج إلى تكوين أسرة, طيب.. فيأتي زيد من الناس على هذا الأساس, أول ما يبدأ يبدأ باستغلال هذه الحالة, أولاً أنا ما أعطيش مهر مثلا أو أعطي شيء زهيد, وكأنه أنا المتفضل عليكِ, ثم لا تطالبيني  إنفاق ولا بإيجار ولاسيما إذا كانت هي أيضا من أهل الوظيفة والعمل, انتي تصرفي انتي تستأجري انتي تعطي, في بعض الحالات حتى على مستوى ربطة الخبز بريال واحد, انت لازم تصرفي في هذا, ثم أيضا لا تطالبين بقضية أن لك حق القسم يعني ليلة هنا وليلة هنا, هذا لا تحشين عنه لازم تقدرين ظرفي انا اجي  إلش باختياري, ربع ساعه نصف ساعة ساعة نهار عصر صباح ليل كذا, هذا صوبي, طيب تلك المرأة باعتبار أنها تحتاج إلى مثل هذا الشيء وفي موقع ضعف فتضطر إلى القبول مرغمة, طيب مع أن هذا فيه تجاوز لكثير من الحقوق الشرعية هذا يشبه شنو؟؟, يشبه أني أنا ادري أن إنسان على سبيل المثال فقير يحتاج إلى عمل قيمة عمله وجهده مثلاً ثلاثة آلاف ريال انا اشوف هالإنسان مادام مضطر للعمل, أقول له انه انا اشغلك عندي بس بخمسمية ريال, المفروض هنا أخلاقيا بالعكس أن يصير, اقول هذا فقير مادام هذا محتاج مادام هذا مضطر إذن ما أعطيه ثلاثة ونص خليه أعطيه مثل غيره رفقا به ومراعاة لوضعه, ما اجي اكبسه اقوله مادام انت مضطر وفقير و ماعندك وجبة اليوم تاكلها فإذن بدل ما أشغل غيرك بثلاث آلاف اشغلك بخمسمئة ريال, هذا فيه من قلة الإنصاف وفيه من سلب البركة الإلهية عن هذا الإنسان الشيء الكثير, هذه المرأة على سبيل المثال التي فرصها صارت أقل, حياتها الأسرية كلما تقدمت يوم بعد يوم تتناقص, طيب هي  المفروض أنا إذن أعطيها عناية أكثر و أرمم الكسر اللي الموجود فيها على إثر هذا التأخر, بدل ما اسوي هذا الأمر, لا أقل خليني اسوي معها الوضع الاعتيادي.
أما أن أجي وأستغل هذا الضعف وأكبس هذا الوجود وأضغط عليها في المال وفي إرادتها وفي كذا وفي كذا, فهذا أمر خارج عن القيم الأخلاقية, لعلك تقول لي يجوز لو ما يجوز؟, فقها قد يجوز هذا الأمر, لكن نفس الكلام نقوله هناك, الله سبحانه وتعالى يقول لك هل أنا ملزم بأن أطرح البركة في رزقك؟, لا, ليس الله ملزما بذلك هل أنا ملزم بأن أرحمك كما أرحم غيرك من أهل الإحسان؟, لا ليس ملزما, أنت اشتغلت رزقك اشتغلت 8ساعات تحصل مقدار 8ساعات, بس ذاك الآخر يشتغل 4ساعات وأخلي من عندي بركة يفوق عملك ورزقك, ذاك راحم أنا أرحمه, انت قاسي أنا لا أظلمك ولكن لا أعطيك لا أزيد في رزقك لا أبارك فيما عندك, لأنك تمارس القسوة والاستغلال لعباد الله عز وجل, والقاعدة ارحموا من في الأرض يرحمكم من في السماء, اقلبها, اُقسوا على من في الأرض لا يرحمكم من في السماء. هسه ما نقدر نصف الله بأنه سيقسو عليك, لا, ولكن لن يعطيك أكثر مما تستحق, في الحساب يحاسبك حساب دقيق في الرزق بمقدار ما تشتغل, ربع بركة ما يخلي عندك, طيب أي شيء من التوفيق الإضافي ما يخلي إلك, ليش لأنك لم تفعل مع عباد الله عز وجل ما طلبه منك, فأنت إذا تسوي شيء اللي الله لو سواه وياك لم يرتكب منك ظلما, يجوز لله يحل لله أن يبارك لهذا, وأن يمنع البركة عن ذاك, جهدك الشخصي 4ساعات ينتج مثلا 400 ريال يعطيك مقدار الـ400ريال, هذا الانسان الراحم هذا الانسان العطوف هذا الانسان الحنون 4ساعات يشتغل يحصل 400 والله يخلي فوقها أيضا شنو 400 أخرى بركة وزيادة رزق وزيادة خير.
فتبدأ المسألة من هنا قضية الاستغلال, لا يعطيها الحق الذي لها, يضغط عليها, هذا أول واحد من مظاهر المظلومية, تجي مظلومية أخرى وهذا هو الأعجب والغريب, وهي أنها تأتي هذه الظلامة والظلم من مجتمع النساء بمعنى أن يصير نوع من التحزب ضد هذه مرأة التي عنونت بعنوان الزوجة الثانية, أول شيء تبدأ الزوجة الأولى نفسها تنكد الحياة كلها إما تطلقني أو تطلقها وإلا أعفس عليك البيت كله؟.
زين انتهينا من هالقضية طبعا هذا قسم, وإلا قسم آخر الحقيقة يعني ضربنا أمثلة عالية في الأخلاق وأكثر المؤمنات هن من هذا المثل الحسن اللي تنظر إلى ما يريده الله منها وتتأسى بنساء بيت النبوة, لكن في غير هذه الدائرة يأتي موضوع التحزب فتصير الأسرة القريبة أخوات الزوج أخوات الزوجة أقارب الزوجة من النساء كأن بينهن وبين هذه المرأة الجديدة حرب داحس والغبراء, بل أحياناً حتى البعيدات المرأة لا تعرفها بس تعرف أن هذه الزوجة الثانية, خلاص تستنفر وكأن هذا واحد مصاب بالمرض المعدي لازم تجتنبه ولازم تنفر منه وكذا, وبعضهن يصرحن أنه هذه هدمت بيت الأولى وخربت عليها!!, زين هي كانت في الطريق وحبلت إلى الزوج وجفسته في الطريق لو كانت قاعدة في بيتها وهو الزوج المحترم راح وقدم المال وخطب وكذا؟, اللطيف أن الرجال هنانه يطلعون ما وراهم شيء ولا قدامهم واللوم كله يوقع على هذه المرأة الأخرى, نوع من التعصب غير المبرر غير الصحيح نجده في مثل هذه الحالات, وهو بلا ريب يشكل ظلامة غير حسنة لا ينبغي, قلت انا الآن مو في صدد تشجيع على موضوع الزواج المتعدد ولا تقبيحه, هذا يحتاج إلى موضوع خاص هناك. حديثنا الآن في بلادنا والبلاد المحيطة وضع من هذا النوع هذا إما أن يتعامل معه بحسب ما أراد الله عز وجل بعيدا عن الظلم و الإساءة أو أن يتعامل معه بهذا النحو من الظلامة ومن العداء ومن الكراهية ومن إظهار الكراهية, في كثير من الأحيان, هذا أمر غير صحيح وغير معقول أبدا, الظلم ظلمات يوم القيامة, انا اجي أظلم هذه المرأة زوجتي وأمارس قلة الإنصاف معها وأرسلها إلى أهلها, من الممكن أن أتعرض إلى السؤال في يوم القيامة, حتى إذا مو على مستوى العقوبة على مستوى تشديد الحساب على مستوى تدقيق الحساب, وهكذا الحال انا أجي لنفترض وهذه المرأة التي تعد الزوجة الثانية أقوم باستغلال ضعفها والضغط عليها حتى إذا كان هذا بشرط, تقول لها أشترط عليك كذا وكذا وكذا وهي تقبل راغمة, أنا من النحية الشرعية ربما لم أرتكب ذنبا, لكن هذا ما يمنع يوم القيامة أيضا يقال لي ستحاسب حسابا شديدا دقيقا, لن يسمح لك فيه إساءة واحدة وما أحد يظلمك ما أحد ظالمنك, الله ما أخذ على نفسه أنه يسمح ويغفر لكل أحد, قال ذاك يَرحم يُرحم, يقسوا يقسى عليه, بحسب التعبير من القسوة إن صح عن الله عز وجل وهكذا الحال.
كما قلنا يتعجب الانسان عندما يرى في بعض الأوساط النسائية تستعدى هذا المرأة, نعم هناك بعض النساء المرأة الثانية مثلا تقوم بحركات غير صحيحة أو تحاول أن تجتذب زوجها بحيث تقطعه عن أبنائه وبناته والزوجة الأولى, وهذه كلها أخطاء وهذا الظلم من قبلها, لكن احنا حديثنا في الجهة الأخرى, هذا الظلم منها لو فعلت وذاك العمل ظلم من الوسط المحيط لو فعل بالنسبة إليها هذا الفعل. ينبغي لمجتمعنا أن يدقق في أن هذه الأعمال و الممارسات و القضايا الاجتماعية من مقاييس الدين والإيمان, التدين ليس ركعة وسبحة فقط, التدين منظومة كاملة وأوضح شيء يكتشف فيها الإنسان مو العبادات العادية. الحديث عن الإمام زين العابدين عليه السلام (لا تنظروا إلى طول صلاة الرجل وطول ركوعه وسجوده فلعل ذلك عادة اعتادها) فيستوحش تعود من هو صغير مثلا على الصلاة على أن يتأنى فيها, غير ذلك بيئة المسجد صارت بيئة مألوفة اللى لو ترك الجية إلى المسجد يستوحش أصلا وين إذن نشوف المقياس ماله يقول (ولكن انظرواْ إلى صدقه في الحديث وأدائه للأمانة) هذا مقياس من المقاييس الاجتماعية, نقول له زين فإذا رأيتموه صدوقا في حديثه مؤديا للأمانة, قال انظروا إلى محبته للرئاسات الباطلة هذا يحب أن يتسلط على غيره ويصير رئيس من غير مبرر أو لا, هذي مقاييس غالبا لا تخطئ, المقياس العبادي يختلط فيه المخلص مع الذي اعتاد على هذا الأمر. قتلة الحسين في كربلاء هم كانوا يذهبون إلى الصلاة, الطواغيت من بني العباس وبني أمية أيضا كانوا يصلون ولكن لازم واحد يشوف ظلمهم للرعية اشلون؟, إنصافهم مع الناس, أمانتهم في أموال العامة, كذلك هنا أيضا عندما نجد هذا الرجل أو تلك المرأة, صلاته جيدة ولكن هل أن عمله يطبقه على تشريعات الدين أو لا؟, لاحظوا بعض النتف مما يرتبط ببيوت آل محمد, أنا بالمقدار اللي تيسر لي حاولت أن أبحث وأفتش هل مثلا هذه الحالات التي نسمع بها في هذه الأزمنة كانت موجودة في نساء أهل البيت؟, أترك المعصومات, معصومة بعد خلاص مثل فاطمة الزهراء عليها السلام, لا, سائر النساء الإمام أمير المؤمنين عليه السلام تزوج عدد من النساء الإمام الحسن تزوج عددا من النساء الإمام حسين تزوج عددا من النساء رسول الله صلى الله عليه وآله تزوج عددا من النساء فيما يرتبط برسول الله بعض النساء واضح عندهم قضايا التجاوزات في مواضيع الغيرة وظلم الغير وقد ذكرها المؤرخون ونزل بها القرآن الكريم في بعض الحالات, لو استثنينا هذه الدائرة لم أجد شيئا في هذا الباب كأحاديث كروايات أن مثلا هذه المرأة لما دخلت بيت الإمام علي وكان الإمام علي متزوجا قبلها بامرأة حصلت بينهم مشاكل عركات ما أدري كذا, مع أنهن غير معصومات, الإمام علي عليه السلام يظهر أن ترتيب زيجاته كان بعد الزهراء سلام الله عليها, وكان من مختصات فاطمة الزهراء أنه لا يتزوج إلى جانبها بأحد, هذا خاص بس لفاطمة ماكو أحد ها, لا زينب لا أم كلثوم لا سكينة لا بنات الحسين لا بنات الحسن كل بنات الأئمة ما عدهم هذه الميزة, هذي خاصة بفاطمة سلام الله عليها, ولذلك أيضا عبد الله بن جعفر مثلا تزوج على زينب الكبرى وهي من هي زينب بعد, بس ما نقل لنا في التاريخ وجود شيء مما نتحدث عنه في هذه الأزمنة, الإمام علي عليه السلام بعد فاطمة على المشهور أول من تزوج بها هي أمامة وقد تقرأ أُمامه بنت العاص ابن أبي الربيع اللي هي تصير بنت أخت سيدتنا الزهراء عليه السلام ومعروف عادة يقرأ في المقاتل وذكرى شهادة الصديقة الطاهرة وتزوج من بعدي أمامه أو أُمٍامه تزوجها بعد ذلك إما تزوج خولة الحنفية خولة بنت جعفر أو تزوج أسماء بنت عميس, هناك اختلاف بين أنه أيها منهم سبق, الثانية أسماء بنت عميس كانت زوجة أخيه جعفر بن أبي طالب وابنه عبدالله بن جعفر وتزوجت بعد ذلك بأبي بكر الخليفة, وبعد ما مات تزوجها أمير المؤمنين عليه السلام يعني في حدود سنة 13ه, فإما هي قبل وإما أم محمد بن الحنفية تزوجت قبل ذلك, نحن لا نلحظ مثلا بين زينب عليها السلام وهي بنت أمير المؤمنين من فاطمة وبين واحدة من زوجات أبيها فد مشكلة أو قضية, بل بالعكس زينب تزوجها ابن أسماء بنت عميس عبد الله بن جعفر, جعفر أبوه وأمه أسماء بنت عميس ويصير هذا خوب, وكانت بها رفيقةً وكانت عليها حنونة, بل قبلها مثل أم سلمة وفاطمة الزهراء سلام الله عليها, أم سلمة وما أدراك في تعاملها مع سيدتنا الزهراء صلوات الله وسلامه عليها, بين هذه النسوة لا نسمع مثلا أنه هذه الفئة تحزبت ضد تلك وهذه عملت لتلك كذا وكذا, أنا في الواقع فتشت وبحثت لأنه أحتمل أن يكون بالتالي هؤلاء نساء عاديات فمن الممكن, لكن يظهر أنهن تمسكن بالأخلاق الأفضل, أم البنين الأمر فيها أوضح, أم البنين على الأكثر ربما تزوجها الإمام أمير المؤمنين عليه السلام بحدود سنة22 أو 23 ه يعني بعد ذولا بفترة من الزمان بقرينة إنجابه أبي الفضل العباس منها, وهي نقرأ في سيرتها كيف كانت حنونة على أبناء أمير المؤمنين عليه السلام وبناته من فاطمة الزهراء صلوات الله وسلامه عليها, هذه هي الصورة نحن نلاحظها في بيت أهل البيت ع وهي التي ينبغي أن تهدينا الطريق, الإمام الحسن المجتبى صلوات الله عليه تزوج عدة نساء وهذا واضح, نعم هناك مبالغات في عدد نسائه, ولكن القدر المتيقن أنه تزوج عدة نساء ومن هذه النساء جاء من أبنائه 4 إلى كربلاء, وهم لأمهات شتى يعني مو كلهم من أم واحدة, وكانت علاقاتهم وروابطهم بأمهاتهم وبالعكس شيئا عاليا, ومن أولئك مثلا الحسن المثنى, من أولئك عبدالله ابن الحسن السبط, من أولئك القاسم ابن الحسن صلوات الله وسلامه عليهم.
والقاسم ابن الحسن أكثر حضورا من غيره في الذاكرة الشعبية الشيعية لأسباب متعددة, إشارة بسيطة إليها:
- أنه قضى بالشهادة في كربلاء, بينما بعض أبناء الحسن جرح وامتد به العمر وصار عنده نسل, بعض ذلك النسل من أحفاده ربما لم يكن لهم مواقف كمواقف آبائهم في الانسجام مع الخط الأساسي خط الأئمة صلوات الله عليهم. الواحد اللي استشهد في كربلاء وانتهى به الأمر هكذا ختم حياته بأفضل ما يختم فيه إنسان حياته, شهادة بين يدي الإمام الحسين صلوات الله وسلامه عليه.
- وجهة أخرى قد تكون راجعة إلى صغر سنه وأنه كان تحت تربية الإمام الحسين عليه السلام, فإنهم يذكرون أن القاسم قضى والده شهيدا وعمره سنتان أو 3سنوات, فإلى أن صارت كربلاء صار عمره بين 12 أو 13 سنة هالفترة هذي كان ملتصقا فيها بعمه الإمام الحسين عليه السلام, وهذا الالتصاق جعل العلاقة أقوى وأكثر وجعل حضور هذا الشاب الهاشمي في الذاكرة والذهنية الشيعية أكثر من سائر أبناء الامام الحسن عليه السلام.
- وأيضا أبدى من المواقف ما نقل عنه مما يشير إلى مدى تفوقه في الفهم والفداء والتضحية, فإن شابا عمره 12سنة أو 13سنة عادة أمامه الحياة منفتحة بمباهجها, فيفضل في الغالب أن يبقى على قيد الحياة  على أن يذهب شهيدا, لكن هذا الشاب الهاشمي أعلمها صريحة منذ اليوم الأول أن الموت في سبيل الامام الحسين أحلى من العسل صلوات الله وسلامه عليه وعلى آبائه.

مرات العرض: 3404
تنزيل الملف: عدد مرات التنزيل: (2560) حجم الملف: 58719.13 KB
تشغيل:

كيف نتعامل مع  الاثارات في الساحة الشيعية ؟ 7
9 عن دور الامام المهدي في الغيبة الكبرى