صفة الحج وكيفيته 25
المؤلف: الشيخ فوزي السيف
التاريخ: 25/9/1439 هـ
تعريف:

صفة الحج و كيفيته 

كتابة الاخت الفاضلة تراتيل السماء

قال تعالى في كتابه العزيز ﴿ ان اول بيت وضع للناس للذي ببكة مباركا وهدى للعالمين فيه آيات بينات مقام إبراهيم ومن دخله كان آمنا ولله على الناس حج البيت من استطاع اليه سبيلا ومن كفر فان الله غني عن العالمين   ﴾‏
حديثنا بأذن الله تعالى يتناول شيئا من صفة الحج وكيفيته بعد شرح هاتين الآيتين المباركتين اللتين توّجنا بهما الحديث . وقد سبق ان ذكرنا حج الأنبياء و الحج في القرآن آياته ومقاصده وحج النبي صلى الله عليه وآله
في تفسير قوله تعالى ﴿ ان اول بيت ﴾ هناك اقوال وهي كالتالي :
القول الأول :  قد يكون اول بيت وضع على الاطلاق فليس قبله بيت موجود , و القائل بهذا الكلام نظر الى ان اول بناء بناه جبرئيل هو الكعبة المشرفة وكان ذلك قبل خلق آدم بالفي عام أي ان قِدَمه يَقْرب من عشرة الاف سنه بناء على ما هو موجود في التراث الإسلامي حول الخلقة البشرية من هذا النسل الآدمي . فهذا التفسير لأول بيت بهذا المعنى حيث لم يكن امر البيوت معروف بين البشر .
القول الثاني : ان اول بيت وضع للناس للذي ببكة مباركا أي بصفة البركة و بصفة انه من بيوت الله عز و جل للتعبد وبه الهداية  فهو غير ناظرٍ الى ان للناس بيوت للسكنى وانما ناظرا الى ان  البيت الإلهي المبارك الذي هو هدى للعالمين هو اول بيت و هو الكعبة وانه هدى للعالمين أي ان في هذا البيت من التأثير قابلية استثنائية عن باقي بيوت العبادة بان يهدي الانسان  عموما  كما هو الحال في القران الذي له قابلية التأثير في كل شيء  ﴿  لو انزلنا هذا القران على جبل لرايته خاشعا متصدعا من خشية الله ﴾ فهذا الكلام الإلهي فيه قابلية للتأثير استثناءيه حتى انه يؤثر في الجبل و هذه القابلية بهذا المقدار لا تتوفر في غيره من الكلام .
ان امر قابلية بيت الله لهداية الناس بشكل استثنائي  هو امر ملحوظ فهناك الكثير من الناس عندما يتحدثون عن تجاربهم الشخصية في الهداية يتحدثون انهم عندما رأوا الكعبة مباشرة حصل في داخلهم انقلاب و تحوّل غير حياتهم
ماهية الآيات البينات وما هو مقام إبراهيم
﴿ فيه آيات بينات مقام إبراهيم ﴾‏  هناك توجهان في فهم هذه الاية المباركة
التوجه الاول يقول: ان هناك شيء محذوف مقدر " فيه آيات بينات منها مقام إبراهيم "  منها اي التي هو بصدد الكلام عنها والباقي ليس بصددهم . ومقام إبراهيم سواء كانت الصخرة التي وقف عليها او مقامه الذي تحققت به الطاعة لله رغم الصعاب التي واجهته وعدم مؤاتات الأحوال فبمجرد ان امره الله ان يبني بيت التوحيد جاء من فلسطين وبناه وفوق ذلك دعا ربه ان يهيئ لهذا البيت من يزوره وان يجعل افئدة من الناس تهوي اليه والى من سكن هناك فهذا المقام من أوضح العلامات والآيات التي تشير الى عبودية الانسان لله عز وجل . لاحظ عندما يبكي انسان في الدعاء فانت تحب ان تكون مكانه لأنك تتخيل العلاقة بينه وبين ربه فتتمني ان يكون هذا المقام لك, واحيانا انت لبكائه تبكي لأنك تتفاعل مع في الموضوع 
هذا المقام مقام العبودية من إبراهيم في هذا المكان وخدمته لله وبناءه وغيرها هذه من العلائم التي تدل الانسان على ربه فتبين له مقام الله عند إبراهيم ومقام العبودية في نفس إبراهيم لربه .
هناك توجه آخر: عدّد آيات بينات , منها :
1- مقام إبراهيم
2- من دخله كان امنا: ربما يكون هذا الأمان من جهة تكوينية او من جهة تشريعية. من الجهة التكوينية بحيث يحس كل من يصل الى ذلك المكان بالأمان والاطمئنان فكما ان ذكر الله يصنع اطمئنان للقلوب كذلك من دخل البيت الحرام فانه يصبح في حياطه الله وامانه وهذه من الآيات البينات. وقد يشعر الانسان بنوع من الارتياح النفسي و الهدوء الداخلي عندما يدخل بيت الله الحرام .
من الجهة التشريعية فمن يدخل البيت الحرام يُحَرّم ارعابه وتخويفه فهذا الامر الالهي كان موجود حتى من قبل الإسلام ومعروف  فأهل الجاهلية ضيعوا الدّين لكنهم كانوا مُقَيَّدِين بإعطاء الامن لكل من يلجا الى الكعبة  و اما بالنسبة الى الإسلام فالأمر أوضح , و الان هناك فتاوى قائمة عند المسلمين على انه لو ان شخصا عمل عملا يستحق عليه العقوبة لكنه استجار بالبيت الحرام فلا يجوز للسلطة ان تأخذه فهذا تشريع أي يجب ترك ارعاب من هو داخل الحرم لذلك الفقهاء يقولون لا يجوز إخراجه ,فقط يضيق عليه في الاكل والشرب فاذا خرج يجوز ان يأخذوه
وهناك استثناء فمن يحدث داخل الحرم بان صنع شيئا مخالفا للدين كأن قتل شخصا مثلا فهنا هذا الشخص اسقط حرمة الحرم لذلك لا يتمتع فيها بهذه الحصانة لذا يجوز اخذه ( مَنْ الْحَدَ في داخل البيت فليس له حرمه) اذن هو يُحْتَرَم بقدر ما يَحْتَرِم هو الحرم
3- لله على الناس حج البيت :من الآيات استجابة الخلائق الى نداءات الأنبياء والأوصياء في الحج الى بيت الله فمن التشريعات الواضحة والقوية انه  سبحانه جعل على الناس واجب ان يحجوا الى بيت الله ومن الآيات انك ترى انه بمجرد ان اصدر الله هذا الحكم لم يخلوا بيت الله الحرام من الحجاج الى هذا اليوم , بالرغم من ان هذا الوادي هو ليس مكان سياحي يجتذب الناس بل هو وادي غير ذي زرع , بعيد عن سكنى الناس ومع ذلك يقصده القاصي والداني  .
نلاحظ انه في الجملتين القرآنيتين انه لا يوجد عندنا امر فلم يقل الله " يا أيها الناس حجوا "ولم يقل "لا ترعبوا من دخله " بل قال من دخله كان امنا , من دخله مبتدأ و كان امناً خبر . وكذلك قال سبحانه ( ولله على الناس حج البيت ) و هي جملة خبرية فيها ولله خبر مقدم و حج البيت مبتدأ مؤخر.
 السيد الطباطبائي صاحب الميزان يرى ان هذا من اعجب تعابير القران واستعمالاته وذلك ان الجملة الخبرية تخبر عن شيء ولكن القرآن جعل الجملة الخبرية امرا انشائياً , فيقصد من الآية الأولى :لا ترعب و لا تخيف من يدخل البيت الحرام, والمقصود في الآية الثانية :يجب على الناس الحج , والأسلوب هنا ابلغ من القول اذهبوا للحج , فقول الله : لله على الناس أي في ذمة الناس لله , فقبل ان يأمرك بالأمر فان هذا الامر هو في ذمتك وهو الان يخبرك عنه وانت ينبغي عليك ان تلتزم فيه
( ومن كفر فان الله غني عن العالمين ) كفر هنا لها اكثر من معنى
المعنى الأول : الترك الشهواني العصياني الفسقي  اي ومن ترك الحج لاحد هذه الأسباب فان الله غني عن العالمين وبالتالي فان المقصود من الآية ليس تكفير من لم يؤدي الحج لان هذا الانسان يعترف بان الحج واجب ولكن غلبته الشهوة واردته الشقوة فيؤخر الحج ويُسَوّف بل قد يموت ولم يؤدي الحج
المعنى الثاني :  ترك الحج على اثر جحود فمن فعل ذلك  فقد كفر وهنا الله غني عنه , والمنكر الجاحد للحج او الصلاة اذا كان عن سبق إصرار و ليس لشبهه او اشكال فكري يعتبر كافر عند الفريقين لان نكرانهم يعني تكذيب القران الآمر بهم وكذلك تكذيب للنبي صلى الله عليه وآله  .

فتارة يكون ترك الحج من عصيان , فسق ,  قلة اهتمام هذا ليس كافر عندنا نحن الامامية فمثله مثل تارك الصلاة لهذه الأسباب المذكورة فهو ليس كافر بخلاف علماء اتباع مدرسة الخلفاء الذين يقولون بكفر من ترك الصلاة تهاونا . الامامية يميزون بين تركين الترك العصياني الفسقي و الترك النكراني الجحودي

نوع الحج بلحاظ المسافة
من يبعد سكناه عن بيت الله الحرام مقدار ثمانية وثمانون كيلومترا فصاعدا فرضهم يكون حج التمتع وهو افضل انحاء الحج
صفة حج التمتع
حج التمتع يتكون من نسكين هما عمرة التمتع وحج التمتع و يتخللهما فاصل , وهذا  الفاصل هو ما جعل بعض الناس لا يتعقلون وهذا يدلنا على ان العبادات هي خارج مقايس البشر . فصلاة الفجر هي فقط ركعتان لكن  تشهدها ملائكة الليل وملائكة النهار ( وقران الفجر ان قران الفجر كان مشهودا ) في حين ان صلاة الظهر اكثر في عدد ركعات ولكن ليس لها ميزة صلاة الفجر مع انه بمقايس البشر انه كلما كثر الامر زاد ثوابه
كذلك الحال بالنسبة لحج التمتع والذي اخبرنا  النبي بانه أفضل ولم يتعقل بعض الناس له,  فكان احدهم متعجبا كيف لهم ان يتحللوا ويمارسوا الملذات  و يأتون و رؤوسهم تقطر بالماء ويعتبرونه افضل , هنا اخبره النبي بانهم لا يستوعبون هذا الامر فهذا حكم ا لله وليس تابع لمقاييس البشر حتى وان حرمها الانسان بعد ذلك على نفسه وغيره  فهذا شأنه ولكن حكم الله لن يتغير
اعمال عمرة التمتع
1- الاحرام
يبدأ الانسان بالأحرام من احد المواقيت – التي هي كالبوابات وهي من آيات اعجاز رسول الله فقد عين بوابات للشام والعراق ولمن يمرون عليها في الوقت الذي لم يكن الإسلام منتشرا الا في داخل الجزيرة العربية  - و للإحرام تروك لها اثر تربوي في نفس الانسان.
2- الطواف
على الحاج ان يطوف بالكعبة سبعة أشواط ثم يصلي ركعتين الطواف بعد ان يتخذ من مقام إبراهيم مصلى .
3- السعي بين الصفا والمرو ة
يبدا بالصفا متجهاً للمروة ويعتبره شوطا ثم من المروة الى الصفا ويعتبره شوطاً ثانياً وهكذا حتى ينهي سبعة الأشواط , بعد ذلك يقصر في أي مكان.
هكذا يكون انتهى النسك الأول و اصبح الانسان متحللا من كل ما كان يحرم عليه بالإحرام كالعطر والنظر الى وجهه و العلاقات الزوجية
اعمال حج التمتع
1- الاحرام
يُحْرِم الحاج - بعد انتهاء الفاصل بين النسكين- من داخل مكة المكرمة لحج التمتع فتعود نفس تروك الاحرام السابقة مرة أخرى .
2- الوقوف بعرفات
النبي وقف في نمرة – والتي هي على حدود الحرم وبعدها تمتد عرفات - و كان من عادة القُرَشِيّن ان لا يخرجون خارج الحرم فيقفون فقط في نمرة لانهم يرون ان خارج الحرم هو للأغراب وليس لأهل مكة ولكن النبي وقف بنمرة قليلا ثم اندفع باتجاه عرفات لكي يعلمهم  بان على الجميع سواء كان من داخل مكة او من خارج مكة ان يقفوا في صحراء عرفات ثم يفيضوا من حيث افاض الناس فلا ميزة لأهل مكة على من سواهم
3- المشعر الحرام مزدلفة
عادة يبيت الحجاج فيها الليل والواجب هو من طلوع الفجر الى طلوع الشمس أي قرابة الساعه و الربع,  وهناك روايات من طريقنا نحن الامامية ان الحج مزدلفة وهناك روايات من غير طرفنا ان الحج عرفة , ولو نظرنا الى الوقت الذي يقفه الانسان بعرفة نجدها حوالي ست ساعات ومع ذلك الحج مزدلفة وهذا يؤكد ان التشريعات لا تتبع مقاييس وعقول البشر فهكذا هي العبادة
4- منى
فيها يرمي الحجاج جمرة العقبة وهي كناية عن طرد الشيطان .
5- الذبح و الحلق
بعد الحلق يحل الحاج من احرامه
6- اعمال مكة
يتوجه الحاج الى بيت الله الحرام ويطوف طواف الحج –  الذي يسمونه اتباع مدرسة الخلفاء بطواف الافاضة  و من الملاحظات  على رواية الشبلي ان بها كلمة طواف الافاضة التي يستخدمها اهل السنه والجماعة فنحن الشيعة الامامية الاثني عشرية لا نستخدم هذه العبارة ولا توجد في رواياتنا للحج باستثناء كتاب دعائم الإسلام الذي قيل ان مؤلفة اسماعيلي وقيل انه امامي كان في محل تقية فهذه العبارة  لا تشير الى المعصومين بل الى مدرسة لها تعابيرها الخاصة –
ثم يصلى الحاج صلاة الطواف ثم يسعى بين الصفا والمروة وأخيرا يطوف طواف النساء – في الطوائف الأخرى لا يسمونه طواف نساء نهائيا بل يسمونه طواف الوداع و لديهم رأيان في هذا الطواف :
الراي الأول : يقول بوجوبه     الراي الثاني : يقول باستحبابه
اما في راي الامامية فان حكم هذا الطواف واجب فنحن نعتقد بان ما جاء في الآية ( وليقضوا تفثهم وليوفوا نذروهم وليطوفوا بالبيت العتيق ) مفسر بهذا الطواف كما هو في راي المعصومين وهذا يدل على وجوبه
طواف النساء
على الحجاج طواف سبعة أشواط حول الكعبة لتحل لهم الاستمتاع بالعلاقات الجنسية في اطار الزوجية ويسمى هذا الطواف بطواف النساء وهو واجب على الرجال و النساء, وبهذا تنتهي اعمال مكة
ا لمبيت بمنى
يعود الحجاج الى منى للمبيت فيها ولرمي الجمرات نهارا ًفي أي وقت منه – من بعد شروق الشمس الى الغروب - في حين ان غيرنا ضيقوا على انفسهم ليرموا فقط بعد الزوال
اليوم الثاني عشر يرمي الحاج جمارة ثم يستطيع ان ينفر من منى وبذلك ينتهي من الحج ,
تمام الحج بزيارة النبي الاكرم صلى الله عليه وآله والمعصومين  
 عندنا في المدرسة الامامية وأيضا عند بعض طوائف الفرق الأخرى ان من تمام الحج زيارة النبي محمد صلى الله عليه وآله وان من لم يقم بذلك فانه يكون جافيا لرسول الله سيد الخلائق رمز الإسلام من انعم الله على المسلمين به ليتعبد الناس ربهم فلولا رسول الله بعد الله لما اهتدى الناس ولما صلّوا وما صاموا لله فمن حقه صلوات الله وسلامة عليه ان يذهب الحجاج اليه ويسلموا عليه ليحصل اعمار لمسجده
وهناك مجموعة من الناس يحتجون بانهم يستطيعون ان يسلموا عليه من مكة او من بيوتهم او حتى من المسجد المجاور لدورهم السكنية بدعوى  ان الله قريب ويسمعهم أينما كانوا زهدا في زيارة المواطن المقدسة كمسجد رسول الله و بيت الله الحرام ولكنهم ربما لم يفطنوا الى ان لله غاية من ترغيبنا في اعمار هذه الأماكن المشرفة فهو يريدنا ان نذهب بأنفسنا وندعو الله هناك  ليصبح عامر بذكر الله و يصبح به ذكر الذاكرين و اعلاء لكلمة الله وسلام مسلم وتلاوة تالا ( انما يعمر مساجد الله من آمن بالله واليوم الاخر )
ثم ان الزيارة تكون لقبر رسول الله فشرف المسجد برسول الله , هناك قسم من المسلمين يقولون نحن نذهب لزيارة مسجد رسول الله وليس قبر رسول الله ونحن نقول انه لولا رسول الله لما كان لمسجد النبي أي قيمة لأنه سيكون كالمساجد الأخرى فقد فُضِل على باقي المساجد لوجود رسول الله, ففي المدينة المنورة عشرات المساجد لكن ليس لها فضيلة المسجد النبوي لعدم وجود رسول الله فيها , فمن اقل حقوق النبي واوجبها على الناس ان يشد الرحال اليه وان تكثر الوطأة في مسجده وعند قبرة بالسلام عليه و الصلاة والدعاء وطلب الشفاعة من الله بحقه وجاهه فقد امرنا ان نزور النبي والائمة المعصومين جميعا , ففي المدينة ايضاً قبور للمعصومين بالبقيع الفرقد و هذه الأماكن ينبغي زيارتها
أئمة البقيع لا بناء شاخص لقبورهم فهم قد ظلموا مرتين, مرة في حياتهم من قبل سلاطين عصرهم و ظلموا بعد مماتهم بان جعلت قبورهم هكذا يأتي عليها الغبار والتراب وكان ينبغي ان تُمسح بأحداق العيون فهؤلاء صنعوا امور عظيمه للإسلام , فهل هذا حقهم؟!  يجدر على المسلم ان يفكر ان زيارته للبقيع قد يكون اوجب من زيارة بعض المراقد العامرة والمشرفة الكبيرة لان هناك الكثير ممن يزورها و يعظم شأنها, و حال هذه المراقد اهون ممن لا قبر لها معروف تزار فيه وهي فاطمة الزهراء بنت رسول الله المصطفى وزوج علي المرتضى ام الحسنين و جدة الائمة المعصومين

مرات العرض: 3390
تنزيل الملف: عدد مرات التنزيل: (2557) حجم الملف: 59521.17 KB
تشغيل:

حج النبي محمد صلى الله عليه وآله 22
الصحابة المفضلون في المدرستين