2/ هل للنبي صلوات الله عليه حق التشريع في الدين
المؤلف: الشيخ فوزي السيف
التاريخ: 2/9/1439 هـ
تعريف:

هل للنبي (ص) حق التشريع في الدين


تفريغ الاخت الفاضلة ام سيد علي الفلفل

قال الله العظيم في كتابه الكريم بسم الله الرحمن الرحيم ( وما آتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا واتقوا الله إن الله شديد العقاب ) آمنا بالله صدق الله العلي العظيم . حديثنا بإذن الله تعالى يتناول موضوع هل أن للنبي محمد (ص) هل له حق التشريع في الدين أو لا ؟ ضمن الحديث عن قضية تشريع العبادات ذكرنا في وقت مضى أن المشرع الحقيقي هو الله سبحانه وتعالى وأن من عدا الله إذا لم يكن بإذنه لا يحق له أن يشرع شيء ولا أن يقتحم هذا الميدان , فهل من صلاحيات النبي صلى الله عليه واله بالإضافة الى سائر مهماته التي سوف نتعرض إليها هل يستطيع النبي مثلا أن يشرع حكما هو بنفسه أن يضيف شيء على العبادة أن يبتكر عبادة معينة أو صورة من صور العبادات, هل يستطيع في قضايا الزكاة مثلا أن يغير أو يبدل, هل يستطيع أن يوسع دائرة التحريم في جهة من الجهات أو أن ذلك ليس من صلاحياته أو حتى لو كان من صلاحياته لم يفعل ذلك هذا أصل الموضوع . يتفق علماء الامامية على مناصب لرسول الله (ص) المنصب الأول هو منصب التبليغ عن الله في أحكامه وآيات قرآنه, الله سبحانه وتعالى بعث النبي رسولا الى الخلق لكي ينقل اليهم وحي الله شريعة الله أحكام الله حتى يلتزم الخلق بها وتسميته بالرسول جاء من هذا ( يا أيها النبي إنا أرسلناك شاهدا ومبشرا ونذيرا وداعيا الى الله بإذنه وسراجا منيرا ) فهو إذا مرسل وهو شاهد وهو منذر وهو داعيا وهو موصل للأحكام هذه وهو ضياء ونور , هذا الإيصال والتبليغ عن الله عز وجل له صورتان الصورة الأولى هي نقل القران الكريم عبر الوحي , القران الكريم كلام الله عز وجل ينقله النبي عن الله هنا التفتوا ينقله عن الله في مضمونه وألفاظه من غير زيادة ولا نقيصة الى خلقه لماذا نؤكد على هذا لأن هناك في هذه الأزمنة من يتحدث عن قضية الوحي بغير ما عليه الرؤيا الدينية التي تحدث عنها القران الكريم والمعصومين واتفق عليها العلماء , فهناك رؤيا وهي بتقديرنا خاطئة يذكرها بعض المعاصرين من أن الوحي هي عبارة عن مضامين القران بصياغة رسول الله , بمعنى أن المعاني تأتي من عند الله وتنزل على قلب رسول الله وتخرج بألفاظ النبي وصياغة النبي هذه الفكرة خاطئة عند علمائنا وإن ذهب إليها بعض المفكرين المعاصرين في بلادنا الإسلامية فهم يقولون هي حالة تعتري النبي مثل الشاعر عندما يأتي الى مكان أو بستان تصبح لديه حالة من الانفعال صورة معينة فيفرغ هذه الصورة التي رآها في ألفاظ القصيدة , فالقصيدة هي انشاء ذلك الشاعر ولكن متأثر بهذه الجو الذي عاش فيه يزعم هؤلاء أن الوحي من هذا القبيل كتلة معاني تنزل على النبي فيقوم النبي يعبر عنها يبينها بألفاظه وبصياغات لسانه , هذه الفكرة فكرة خاطئة الصحيح هو  إن نفس هذه الكلام الذي نقرأه وما آتاكم الرسول فخذوه نفس هذه الجملة نزلت من عند الله على رسول الله فأداها رسول الله كما نزلت بدون زيادة أو نقيصة , نفس جملة الحمد لله رب العالمين في سورة الفاتحة بعد البسملة نفسها بألفاظها وبحروفها نزلت من السماء على رسول الله عبر الوحي والنبي أداها وأوصلها أما الكلام أن النبي نزل عليه المعنى وهو عبر عنه بألفاظه غير صحيح لأنه يلزم منه محذور عظيم وهو والعياذ بالله أن يكون النبي كاذب لأن عندما يوصله لنا ويقول كتاب أنزلناه هذا يعني أنه ليس الكتاب الذي أنزلناه إنما كلام النبي , إذا تقول أن النبي أعاد صياغته عبر عنه شكله بألفاظه هذا إذا ليس كلام الله وليس الكتاب المنزل هذا تعبير النبي ولا يختلف عن حديث النبي , رسول الله يقول إني تارك فيكم ما إن تمسكتم بهما لن تضلوا من بعدي أبدا هذا إنشاء النبي , حديث النبي فإذا قلت ايضا ما نزل من السماء النبي هو الذي صاغه وهو الذي عبر عنه مثل كتابة إنشاء وتعبير إذا ما لفرق بين هذا وبين الحديث , وهذا ليس كتاب أنزلناه , أنزلناه يعني ينزل من فوق الى تحت بتمامه وكماله ولم يقال أنزل معناه وعبر عنه النبي بألفاظه وإنما أنزلناه هو نفسه . فالنبي يقوم بالتبليغ تارة بتبليغ القران الكريم في آياته والوحي السماوي الذي نزل عليه عبر جبرئيل بألفاظه من غير زيادة ولا نقصان ولا اختصار ولا تفصيل بل كما نزل من العلي الأعلى فلو أنا خبرتك بشي وأنت ذهبت صغته بلسانك فإنه كلماتي بل كلماتك أنت . والقسم الثاني من التبليغ هو السنة , يعني بيان الأحكام التي أوحاها الله إليه ولكن عبر عنها إما بفعله كقوله صلوا كما رأيتموني أصلي أو خذوا عني مناسككم أو بلسانه وكلامه بأن يقول مثلا إني تارك فيكم ما إن تمسكتم به لن تضلوا من بعدي أبدا , هذا تبليغ قولي لأمر رباني وهو تنصيب القران الكريم والعترة الهادية كمرجع للأمة , هذا المنصب الأول رسول الله محمد (ص) . المنصب الثاني هو منصب القضاء والحكم بين الناس النبي صلى الله عليه واله أدار المجتمع المسلم سواء في أيام البعثة في مكة أو في ايام الهجرة في المدينة هذا المجتمع كأي مجتمع آخر تحدث فيه قضايا ومسائل تتضارب فيها المصالح تحدث نزاعات بين افراده في العوائل قضايا الميراث وقضايا المعاملات فيحتاجون الى قاضي يحكم بينهم بحكم الله عز وجل منصب من مناصب النبي صلى الله عليه واله هو القضاء بين الناس وفض المنازعات والخلافات بينهم لتحكم بين الناس بما أراك الله فهذا منصب من مناصبه . وقد كتبوا وذكروا في الروايات والاحاديث عن أقضية رسول الله وفي القران الكريم اشارات ايضا الى بعض قضايا القضاء الى رسول الله صلوات الله وسلامه عليه وهذا هو المنصب الثاني للرسول (ص) . المنصب الثالث هو الولاية على الناس , أن النبي صلى الله عليه واله أولى بالناس من أنفسهم بمعنى أنه يتخذ القرارات فوق قراراتهم في أنفسهم وفي أموالهم وفي علاقاتهم , أنا الآن لو أردت أن أقرر على سبيل المثال أن أبقى في بيتي أو أنتقل منه أتصرف في مالي أو أخليه أعطي فلان مبلغ أو لا أعطيه , أنا أولى بمالي منك أليس كذلك , لكن بالنسبة للنبي أنا لا استطيع أن أقول ذلك ماذا يعنيك , يقول لنا النبي اني أنا أولى منك بنفسك وحكمي جار عليك ونافذ فيك قبلت أم لم تقبل كما يقول القران الكريم النبي أولى بالمؤمنين من انفسهم وهذا من الأمور الواضحة والمتفق عليها . هذه المناصب الثلاثة وما يرتبط منها من أحكام أو أوامر ولائية هي التي محل اتفاق بين علمائنا علماء الامامية بالنسبة لرسول الله صلى الله عليه واله . هناك موضوع آخر هل للنبي بعد ثبوت هذه الأمور حق التشريع كما ذكرنا بالنسبة للرسالة , ينشأ حكم من الأحكام يقرر عبادة من العبادات , يوسع دائرة عبادية يضيق دائرة عبادية هل له حق ذلك او ليس له الحق؟ هناك وجهان يمكن التعرض اليهم في هذه الجهة , الوجه الأول يقول مع أن كلما سبق من المناصب التي ذكرناها هي ثابتة لرسول الله (ص) إلا أنه لا يحق له التشريع وابتكار الأحكام والعبادات والمعاملات وما شابه ذلك لماذا ؟ لأن الله سبحانه وتعالى يقول إن الحكم إلا لله , يعني ليس الحكم والتشريع إلا لله , الله فقط هو الذي يشرع وهو الذي يعين العبادة وهو الذي يوسع الدائرة وهو الذي يضيق الدائرة و أما من عدا الله وماعدا الله فلا يحق له ذلك , النبي مع كل منزلته وشأنه الرفيع إلا أنه رسول ما عليك إلا البلاغ أنت مبلغ أنت مرسل , أنت مبشر , أنت منذر أما أنه يجعل شيء بنفسه هذا ليس من حقه هناك آيات متعددة في هذه الجهة ربما تذكر , ذكرنا في ما سبق قد يستدل أصحاب هذا الرأي ومنهم من هم من أتباع مدرسة الخلفاء , القرآن الكريم يقول ( أم شرعوا لهم من الدين ما لم يأذن به الله ) التشريع هو لله فإذا غير الله تصدى له كان ذلك من غير إذن الله عز وجل فلا يصح هذا الأمر . هذا الرأي الذي يمنع التشريع على يد النبي , ويقول ما ورد من الروايات أو مما ظاهره أن النبي يشرع لا هذا ليس تشريع وإنما تبليغ , الله أخبر النبي والنبي بلغه وهذا ليس تشريع وإنما بلاغ من النبي عن الله عز وجل الذي أوحى إليه والنبي لا يتنطق عن هواه وإنما وحي يوحى , هذا الوجه الأول الذي يذهب عدم ذلك . وجه ثاني يذهب إليه جمع غفير من علماء الامامية ويستدلون فيه بروايات معتبرة عن أهل البيت عليهم السلام  وحاصل هذا الوجه أنه النبي صلى الله عليه واله مع تلك المناصب الأخرى التي ذكرناها أذن الله له بأن يشرع بعض الأحكام فإذا أذن الله له فلا يصير أم على الله تفترون في الآية المباركة ,( ءالله أذن لكم أم على الله تفترون ) يعني اذا كان هناك إذن فلا يوجد افتراء ,شرعوا له من الدين مالم يأذن به الله إذا أذن به الله اذا ليس فيها مالم يأذن به الله .أصحاب هذا الرأي يقولون ليس النبي هو من يأذن ويشرع وإنما الله يأذن له في ذلك بعد ما أكمل له الأدب ورباه على يده حتى  بلغ الغاية بعد ذلك أتاح له فرصة أن يدخل عالم التشريع فرصة محدودة , مثال للتوضيح لو كنت تملك شركة ومعاملاتها مليونية ولديك مدير الشركة التنفيذي وهذا المدير كان معك من عشرين سنة أمين وخبير يعرف المداخل والمخارج بل هو بالتفاصيل أكثر خبرة منك لما يصل الى هذه الدرة فأنت حينها تقول له يا فلان أنت الآن بعد أن ثبتت أمانتك وخبرتك ودقتك في ادارة الأمور المعاملات والمقاولات التي من مئة ألف وأقل وقع عليها بدون أن ترجع لي أما إذا زاد لا . فلو وقع على معاملة بتسعين ألف هل سيعاتب لأنه تصرف من غير إذن ؟ لا يعاتب لأنه قد أذن له في هذه الدائرة المحدودة أن يتصرف ويتعامل وأن يوقع وهذا مجرد مثال . أصحاب هذا الرأي يقولون الله سبحانه وتعالى أكمل لنبيه الأدب كما ورد في روايات متعددة ولما أكمل له الأدب آن إذا فوض إليه أمر التشريع المحدود في الدين ثم أمر الناس أن يأخذوا عنه فقال وما آتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا من تلك الروايات التي يستدلون بها الرواية الواردة في الكافي وهي بسند معتبر والروايات في هذا الباب كثيرة وليست واحدة , ومن الروايات ما عن أبي عبدالله جعفر بن محمد قال إن الله عز وجل أدب نبيه (وايضا رواية النبي أنا أديب الله وعلي أديبي بمعنى تربيت أنا على يد الله عز وجل  وتحت رعايته وعنايته ويقول أمير المؤمنين عليه السلام في حق النبي ولقد قرن الله بنبيه مذ كان فطيما ملكا من أعظم ملائكته يسلك به محاسن أخلاق العالم ليله ونهاره , منذ كان فطيم يعني بعمر السنتين ونص كان تحت تربية الله وتأديب الله ورعاية الله ) فأحسن أدبه فلما أكمل له الأدب أي وصل الى أقصى ما يستطيع بشر ان يصل  اليه في المعرفة النظرية وفي الكمال العقلي وفي الكمال الخلقي , ولما أكمل له الأدب قال إنك لعلى خلق عظيم ثم بعد هذا فوضى له أمر الدين والأمة ليسوس عباده  ,فوضى له أمر الدين بهذا المقدار في التشريع المحدود , وفي رواية أخرى إن الله سبحانه وتعالى فوضى الى سليمان بن داود أمر الدنيا فقال هذا عطاؤنا فمنن أو أمسك بغير حساب , أي من أمور الدنيا من العطاء أفعل ما تريد وفوضى الى نبيه محمد أمر دينه فقال وما آتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا . ( هذه الآية وإن كانت واردة في سياق العطاء للفقراء والمهاجرين وسياقها يفيد الأمر المالي إلا أن سياقها هذا لا يخل بإطلاقها فيما أن ما آتاكم النبي بأي شكل من الأشكال في أي أمر من الأمور يجب عليكم أن تأخذوا به ) وإن رسول الله صلى الله عليه واله كان مسددا موفقا مؤيدا بروح القدس لا يزل ولا يخطأ في شيء هذا حتى لا يقال كما قال بعض علماء مدرسة الخلفاء أن النبي (ص) كان يجتهد في بعض الأمور ثم يتبين الخطأ فيصححه الله إليه ويعاتبه عليه ,لا
في شيء مما يسوس به الخلق فتأدب بآداب الله ثم إن الله عز وجل فرض الصلاة ركعتين ركعتين فأضاف إليها رسول الله الى الظهرين ركعتين ركعتين والى العشاء ركعتين والى المغرب ركعة وأفرد الفجر كما هي , هذا من تشريعات رسول الله كما يقول أصحاب هذا الرأي ولذلك كان الفرق الشك لا يقبل في الركعتين الأوليين بل الشك فيهما مبطل للصلاة لأنهما فرض من الله عز وجل واما الشك في الركعتين الأخيرتين فيمكن لا يفسد الصلاة ويمكن معالجته وسن رسول الله النوافل اربع وثلاثين ركعة فبعد أن أضاف النبي الركعات أصبحت الصلوات سبعة عشر ركعة للفريضة وضعفها للنوافل هذه بحسب أصحاب هذا الرأي من تشريعات رسول الله (ص) وسن في هذه الرواية صوم شعبان وسمي شعبان شهر الرسول لان تشريع الصيام في شهر شعبان وهو تشريع استحبابه وهذا في جانب العبادات . وفي جانب النواهي والمحرمات  حرم الله الخمر بعينها في القران الكريم حرم الخمر ولكن عندنا الآن المسلمون يفتون بأن كل مسكر حرام مثلا ماء الشعير ليس بخمر والقران والوحي جاء بتحريم الخمر وعلى حسب هذه الرواية والنبي صلى الله عليه واله حرم كل مسكر على المسلمين سواء من الخمر أو الفقع أو غيرهما . وكذلك في الزكاة الله سبحانه وتعالى أوجب الزكاة في الأموال وهو كل ما يمتلك الشخص البيت والسيارة والطعام الأبل والسائمة والذهب والفضة , وجاء النبي وجعلها في تسع أشياء فقط مع أن التشريع جعل الزكاة في أموال الناس ولكن لا يجب الزكاة على الملابس والسيارة وجعل النبي الزكاة في تسعة أمور , النقدين الذهب والفضة , الأنعام الثلاثة الإبل والغنم والبقر , والغلات الأربع الحنطة والشعير والتمر والزبيب وهذه التحديد تحديد  رسول الله صلى الله عليه واله وهذا التعبير يعني تضيق الزكاة الى هذه الأمور فقط , أصحاب النظرية الثانية الذين يعتمدون على مثل هذه الروايات يقولون أن رسول الله أولا كان تشريعه بعد أن رباه الله سبحانه وتعالى ولذلك سائر الأنبياء  لا يملكون هذا الحق هذه من مختصات رسول الله وبلغ به ربه الغاية القصوى من الأدب وبعد ذلك فوضى إليه وقال للناس ما آتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا . النبي عندما كان يقوم بهذه الأعمال لم يكن خارج إطار الإذن الإلهي حتى يقال ما لم يأذن به الله ولم يكن في عرض التشريع الإلهي , من توحيد الله عز وجل أنه لا يرتكب أي انسان ما هو في صلاحية الله بإذنه عالم الغيب فلا يظهر على غيبه أحد إلا من ارتضى من رسول , الشفاعة لله أولا ولكن لا يشفعون إلا لمن ارتضى ولكن هذه الأمور هي من اطلاق قدرة الله عز وجل فهو صاحب القدرة الأصلية ويستطيع ويقدر أن يحول بعضها الى غيره كما حول بعض قدراته الى الملائكة فجبرئيل يصنع ما يصنع في الكون ويعذب ويخسف وهذا ليس من عنده ولكن بإذن الله جعلت له هذه القوة وهذه القدرة , ملك الموت الذي يحصد في أرواح الناس منذ بداية البشرية الى الآن هذا بإذن الله يستطيع , النبي (ص) بناء على هذه النظرية بنفسه وبذاته لا يستطيع شيء قل لا املك لنفسي نفعا ولا ضرا , أنا بذاتي كشخص في حق نفسي  عبدا ذليلا خاضع لا أملك لنفسي نفعا ولا ضرا ولا موتا ولا حياة ولا نشورا ولكن اذا أعطاني الله آن إذا يعطيني النبوة والرسالة ويعطيني العلم ويعطيني هذا الحق حق التشريع هنا وهناك المحدود , هذا أصحاب النظرية الثانية وهم أكثر علماء الامامية ويستندون في ذلك الى روايات كثيرة في هذا المجال . حتى نلخص هذه النظرية الثانية أنقل كلاما جيدا ذكره المرجع الديني الشيخ ناصر مكارم الشيرازي في كتابه البيع , يقول نستفيد من هذه الروايات والكلمات الموجودة فيها عدة الأمور الامر الأول , أن الله صاحب الولاية المطلقة على التشريع وقد أعطى الله نبيه ولاية تشريعية محدودة وعليها تُحمل روايات إن الله فوض الى نبيه أمر دينه (أي أعطاه صلاحية بحدود معينه وذلك بيان لمنزلة رسول الله وعظمة شأنه من جهة وامتحان لطاعة الخلق لرسول لله (ص) من جهة أخرى  ) ويقول  إن هذا التفويض لم يكن تفويض كليا وإنما هو في بعض الموارد ( أي ان النبي لم يقم بالتشريع كما يشاء ويريد وإنما في موارد معينه  وربما أنظر السائل حتى يحصل على الجواب , فمن الممكن يأتي سأل يسأله عن أمر فيقول له أنا أنتظر الوحي كي يخبرني ولو كان مفوض تفويض كاملا لما انتظر الوحي ) وكان بإذن الله عز وجل وإجازته وإذا كان كذلك فلا يتعارض ابدا مع توحيد التشريع ولا يتعارض مع أن الله سبحانه وتعالى أن يقبل أحد أن يتعدى على شرائعه وأحكامه وإنما هذا مما أذن الله فيه واذا كان مما أذن الله فيه فلا محذور في هذا الأمر والنبي (ص) منزلته منزله لا نتصورها نحن ..يقول الشاعر الأزري حاز من جوهر التقديس ذاتا .. حارت الأنبياء في معناها .. وهم أنبياء لم يستطيعوا أن يصلون لها ويعلمون أنه لابد أ، يقرون بنبوته وهو لم يخلق , ما بعث الله نبيا إلا وأخذ عليه الإقرار بنبوة محمد (ص) . لا يوجد فيما نعلم أنه من شروط الدخول في الدين والإيمان أن يتشهد الإنسان بوحدانية الله وبنبوة نبي الا في حالة نبينا محمد (ص) قرن الله باسمه العظيم الجليل اسم نبيه الكريم في دخول الإسلام وفي ذكر الله عز وجل وأخبر الناس وهذا من أعجب الأعاجيب أن الله سبحانه وتعالى هو وأن وملائكته يصلون على النبي يا أيها الذين آمنوا صلوا عليه وسلموا تسليما اللهم صلِ على محمد وال محمد . اللهم نشهدك إنا نسلم الأمر لرسول لله ولأهل بيته الطيبين الطاهرين ونطيعه فيما جاء به وأمر به ونهى عنه ونستعينك في ذلك حتى نتقرب إليك ونصل الى رضوانك من خلال رسول الله كان حريا بهذه الأمة أن تتأمل في بعض الآيات التي جاءت في القران الكريم فضلا عن الأحاديث الواردة لكي تجل رسول الله ولكي تعظم منزلته لا أن تقول في مبدأ أمرها وتقول أن الرجل ليهجر ولا أن تتعدى على أهل بيته في آخر الأمر حتى ما ابقوا منهم باقية .

مرات العرض: 3468
تنزيل الملف: عدد مرات التنزيل: (2556) حجم الملف: 53964.74 KB
تشغيل:

16- من معالم المذهب الجعفري وآرائه.
أهداف العبادات ومقاصدها 4