التشكيك وسوء الظن في المجال الاجتماعي 21
المؤلف: الشيخ فوزي السيف
التاريخ: 1/12/1438 هـ
تعريف:

سلسلة الأمراض الأخلاقية 
الشك وسوء الظن في المجال الاجتماعي
كتابة الأخت الفاضلة امجاد حسن
بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين أبي القاسم المصطفى محمد
وعلى آل بيته الطيبين الطاهرين المعصومين المكرمين
قال الله العظيم في كتابه الكريم، (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اجْتَنِبُوا كَثِيرًا مِّنَ الظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ ۖ وَلَا تَجَسَّسُوا). آمنا بالله. صدق الله العلي العظيم.
لا يزال حديثنا ضمن سلسلة الأمراض الأخلاقية والصفات الذميمة متتابعا. ووصلنا إلى صفة الشك والتشكيك. وقد تحدثنا عن الموقف الإسلامي، بحسب القرآن الكريم والروايات، من موضوع الشك. ثم تحدثنا حول موضوع التشكيك في العقائد. وبينا وجه الفرق بين الشك المنهجي والعلمي الذي يفترض أن يصل بالإنسان إلى اليقين، وبين التشكيك النفسي والتهريجي الذي قد ينتج بلبلة في الساحة الإسلامية أو ضعفا في الإيمان عند من يتأثر بمثل هذه التشكيكات.
وحديثنا هذا اليوم، يتناول موضوع التشكيك في المجال الاجتماعي بما يتعلق بالناس. في السابق تحدثنا عما يرتبط التشكيك فيه بالعقائد، الآن نتحدث عن التشكيك والشك المرتبط بآخرين، أن يشكك الإنسان في أشخاص آخرين. وهذا قد يتصور على أنحاء متعددة: قد يتعلق الشك وعدم الثقة بالصورة الاجتماعية عموما. بمعنى: أن هناك من الناس من يسيء الظن في عموم أبناء المجتمع، فلا يعتقد أن الناس متدينون، ولا يعتقد أنهم صادقون أو أنهم على خير. يلبس هذا – كما يقولون – نظارة سوداء، فيرى عامة الوضع الاجتماعي سيئا وغير حسن. فهو دائما شاك في معاملته، وفي نظره إلى الأشخاص، دائما متشائم. هذا النمط من الناس نمط غير طبيعي. وكأنما يريد أن - يقول بطريق غير مباشر - أن الوحيد في هذه الدنيا الذي هو صالح هو أنا. وأما باقي أبناء المجتمع فهم مراؤون، غير مخلصين في عبادتهم، غير صادقين في معاملتهم. أنا الصادق المخلص. أما سائر الناس، فليسوا كذلك. وهو وإن لم يقل بلسانه هذا الكلام، إلا أن موقفه التشكيكي من سوء الظن في عامة الناس، ينتهي إلى هذا الكلام. وهذه فكرة لا ريب أنها، لا تتفق مع الواقع. إذ واقع الأمر ليس هكذا.
فكما يوجد في هذا المجتمع - بل في كل مجتمع - أناس سيئون، هناك، ولعله الأكثرية الغالبية هم كذلك - أناس طيبون، وعلى درجات ومستويات من الطيبة. إذ أن أغلب الناس صادقون وإن كان فيهم من يكذب، والصادقون هم أيضا على درجات، فثمة درجة أدنى، ودرجة متوسطة، وأخرى عالية من الصدق والمصداقية.
ولهذا، ولأن الواقع هو كذلك، أمر الإنسان بأن يتعامل مع سائر الناس على ظاهرهم وألا يفتشهم. نعم هناك موردان تم الاستثناء فيهما. المورد الأول: فيما إذا كان حال الزمان حال خديعة، والفساد هو الأغلب. هنا ينبغي الاحتياط. أي إذا غلب السوء في مجتمع على الناس، غلب عليهم الانحراف، وأصبحت الخديعة حالتهم عامة، والمشاطرة والغش هي القاعدة - وهذا قد يحدث في بعض المجتمعات، وإن كان ليس في كل مجتمع - بحيث تجد مثلا أن 70% من الناس منحرفون، آنئذ ينبغي أن يحتاط الإنسان لنفسه. فإن في تعليل ذلك؛ ما ورد عن مولانا أمير المؤمنين (ع): "فَإِنَّ صَرْعَةَ الاسْتِرْسَالِ لَا تُسْتَقَالُ". فالإنسان إذا مشى وهو مغمض عينيه - حسب التعبير - في مجتمع من هذا القبيل، قد يقع في واقعة لا يقوم منها، هنا من موارد الاستثناء.
وأنتم تعلمون، أن الاستثناء، هل هو على القاعدة أم على خلاف القاعدة؟ على خلاف القاعدة. فالأصل هو أن يتعامل الإنسان مع الآخرين على حسن ظاهرهم، إلا في بعض الموارد. هذا واحد من الموارد، والأمر الثاني: فيما يرتبط بالمعاملات المالية، على وجه الخصوص.
فلا يشكك فيه، وإنما يحتاط لنفسه، بماذا؟ بالتدوين والكتابة. فالشرع يقول لك: حتى لو أقرضت واحدا خمسة دراهم. وكان رجلا مؤمنا يصلي ويصوم، فاكتب هذا: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا تَدَايَنتُم بِدَيْنٍ إِلَىٰ أَجَلٍ مُّسَمًّى فَاكْتُبُوهُ). وكتابة الدين هذه، ليست تشكيكا فيه، وإنما قاعدة لحفظ الحق، جعلها الدين طريقة من طرق الاستيثاق والتوثق.
فهذان موردان من الموارد التي يخرج فيهما الإسلام عن القاعدة العامة، والتي هي: أن الإنسان لا سيما في المجتمع المسلم ينظر إلى عامة المسلمين بحسن الظن، ويتعامل معهم على هذا الأساس. إلا في موارد معينة. الأول: إذا غلب الفساد، غلب الجور، غلب الانحراف على مجتمع في فترة زمنية معينة، فهنا يحتاج أن يحتاط، لا أن يشكك في كل أحد، لا. يحتاط لنفسه. فلا يسترسل، ولا يغمض. والمورد الثاني: في المعاملات المالية. لا أن يقول: الحمد لله هؤلاء من أطايب الناس ... وإلى آخره، لا بأس، سأعطيهم هذا المقدار من المال دون آن آخذ منهم وصلا. لا. فحتى لو كنت تحسن الظن بالمسلمين ينبغي أن تستوثق في المعاملات.
ولدينا قاعدة قد ترتبط بهذا الموضوع، وتفسير للآية المباركة التي ذكرنا أول الحديث، الآية المباركة: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اجْتَنِبُوا كَثِيرًا مِّنَ الظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ)، لاحظوا القرآن الكريم ما قال: اجتنبوا الظن، وما قال: اجتنبوا كل الظن، وإنما كثيرا من الظن. وتعليلها: (إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ). فالظن المقصود هنا بالاجتناب، هو: الظن السيء. أي الظن السيء مأمور الإنسان بالاجتناب عنه. وهو ناتج عن ماذا؟ عن الشك. أن الإنسان يشكك في هذا، في إيمانه، في تدينه، في عمله، في فعله، هذا إنسان ليس ملتزما، لا يعمل طبق الشرع، لا يعتمد عليه، وكذا. فيقول: (اجْتَنِبُوا كَثِيرًا مِّنَ الظَّنِّ). فالظن الحسن – مثلا - مدح في القرآن الكريم: (لَوْلا إِذْ سَمِعْتُمُوهُ ظَنَّ الْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بِأَنْفُسِهِمْ خَيْرًا). هنا القرآن يمدح ظن المؤمنين بعضهم ببعض الخير، وظن المؤمنات بعضهن بالبعض ظن الخير. فحسن الظن هذا مطلوب وممدوح هنا.
لكن في مكان آخر، يذم ظن السوء: (وَظَنَنتُمْ ظَنَّ السَّوْءِ وَكُنتُمْ قَوْمًا بُورًا). هناك، هذا المقدار من الظن السيء مذموم. هذا المقدار من الظن الحسن ممدوح. لذلك لا يقول: اجتنبوا كل الظن؛ لأن بعض الظن جيد، لا تجتنبوه. كظن المؤمنين الخير ببعضهم البعض.
بل أكثر من هذا، كما عندنا في التوجيهات الأخلاقية، عن أمير المؤمنين (ع): "احْمِلْ عَمَلَ أَخِيكَ عَلَى أَحْسَنِهِ، حَتَّى يَأَتِيكَ مَا يَصْرِفُكَ عَنْهُ". هو يعمل عملا معينة، وأنت بين أن تظن فيه ظنا سيئا أو ظنا حسنا، بين أن تقول: هذا يعمل كذا ليستولي على أموال الناس، أو أن تقول: لا، الرجل يطلب الخير بعمله. فلا تظنن بكلمة منه صدرت سوءا وأن تجد لها في الخير محملا.
بل أكثر من هذا، رتب على هذه الفكرة، وعلى هذه الآيات والروايات، علماؤنا، قواعد فقهية. لدينا من القواعد الفقهية قاعدة تسمى: حمل فعل المسلم على الصحة. هذه قاعدة فقهية. ولولاها لما أمكنك أن تقوم بمعاملة من المعاملات.
الآن، أنت تذهب لشراء سيارة من السيارات في السوق، فتسأل: بكم هذه السيارة؟ فيقال لك: بعشرين ألف. تسأله: هذه سيارتك؟ يقول لك: نعم، وهذه أوراقها موجودة. فتشتريها منه وتعطيه الثمن. حسنا، ألا يحتمل أن هذا سارق للسيارة؟ يحتمل. وأن هذه الأوراق أعدها بطريقة ما؟ يحتمل. لكنك لا تسأله من أين لك هذه السيارة؟ من أي مكان اشتريتها؟ أمهلني أسأل البائع إذا حقا أنت اشتريتها أم لا. ثم نفس الكلام في البائع الذي باعها من قبل، من أين له هذه السيارة؟ وهل انتقلت إليه بوجه شرعي أم لا. وإن قال: أنا أخذتها ميراثا من أبي. فأذهب لأحقق هل فعلا كانت هذه السيارة جزء مواريث أبيه؟ إذا الأمر هكذا، فلا نستطيع القيام بأي معاملة أصلا.
امرأة تريد أن تتزوجها، وتعلم أنها مطلقة، طلقها فلان، زوجها السابق. فبمجرد أن تعرف هذا، يجوز لك أن تتزوجها، إذا هي قد خرجت من عدتها. لكنك لا تذهب لزوجها قبل ذلك وتسأل هل جلب شهودا وقت الطلاق؟ ولا تسأل من هم أولئك الشهود؟ ولا تحقق فيهم: فإذا لم يكونوا عدولا، فهذا الطلاق غير صحيح، عرفني أسماءهم. أو تسأل: هل كنت في وقت الطلاق على غير حيض أو نفاس؟ لأنه إذا في حال الدورة، فهذا الطلاق باطل. لكنك لا تذهب تفتش في هذا. فقط تقول: أنا أعلم أن هذا طلق زوجته وهو رجل مسلم، والمسلم في أموره الغالب أنه يجري على وفق منهج الشرع، إلى أن يتبين خلاف ذلك. هذه يسمونها: حمل فعل المسلم على الصحة.
لولا هذه القاعدة، لا يمكنك القيام بمعاملة من المعاملات. وهذا كله راجع إلى ماذا؟ إلى إحسان الظن بأخيك المسلم. فمن دونه لا تستطيع أن تجري معاملة. حسنا، لماذا هنا يكون الأمر بهذا الشكل، بينما - لنفترض - زيد من الناس قام بمشروع من المشاريع، مشروع بناء مسجد، بناء مركز، تدريب فقراء، كذا، أو كذا، لماذا يبدأ التشكيك فيه: أنه ربما بنى هذا المشروع ليبتلع الأموال، أو يجمعها لنفسه، ويأكلها. احمل فعل المسلم على الصحة. لا تشكك فيه. ليس مطلوبا منك أن تحلف بالقرآن أن هذا كذا وكذا. ولكن اجعل موقفك الأولي أنه: ينبغي أن يكون مقرونا بحسن الظن لا التشكيك. وهذا يرتبط بعموم المجتمع.
هناك نص جميل، نقله أحد الفقهاء عن المرحوم السيد الخوئي، لأنه لدينا في القواعد الفقهية أصالة الصحة في فعل المسلم، وحمل فعل المسلم على الصحة. يقول السيد: "معنى أصالة الصحة هو ترتيب الأثر على العمل الصادر من الغير، ولا اختصاص لأصالة الصحة بهذا المعنى بعمل المؤمن بل جارية في حق جميع المسلمين بل الكافرين في بعض الموارد". يعني أن ترتب آثارا، تقول مثلا: هذا طلق زوجته. فإذا طلقها بشكل صحيح يعني أنا أستطيع أن أتزوجها. هذا اشترى هذه السيارة والآن يريد يبيعها. معنى ذلك أنه اشتراها بنحو صحيح فأنا يمكنني الآن أن أشتريها منه، وعلى هذا المعدل.
يقول: هذه ليست خاصة فقط بالإنسان الموالي، الشيعي، بل تعم جميع المسلمين، حتى من غير الموالين. بل أكثر من هذا، حتى الكافرين في بعض الموارد. لأنه أنت أحيانا تريد أن تشتري من كافر شيئا، من رجل مسيحي، من يهودي، من غيره. تريد أن تتزوج زوجته التي طلقها على وفق طريقتهم. لو ما كنت ترتب آثار الصحة، لا يمكنك أن تشتري منه بيته، إذا ذهبت إلى الغرب. ولو كنت لا ترتب أثر الصحة لا يمكنك أن تتزوج زوجته التي مثلا طلقها على وفق طريقته ومنهجه. فتعم حتى الكافرين في بعض الموارد.
نقطة أخرى نشير إليها، وننهي حديثنا: أحيانا يتعلق الشك بالعاملين. وطريقة التشكيك، لا تكون بالضرورة مباشرة؛ ولذلك يحتاج الإنسان إلى أن ينتبه. يقول: أنا لا أشكك في فلان. فلان رجل عامل، لكن الحمد لله الذي عافانا. مع أن ظاهر هذا ماذا؟ ذكر من الأذكار.
يذكر زيد من الناس، فأنت لا تقول: أنا أشكك فيه، هذا إنسان خائن. لا تقول هذا. بل تقول: الحمد لله الذي عافانا. ظاهر هذا ما هو؟ ذكر من الأذكار، حمد لله عز وجل. لكن واقع هذا ما هو؟ تشكيك في هذا الشخص؛ لأن هذا الذكر في هذا المكان تعليقا على هذا المورد، يعني أن ذاك الطرف ليس معافى، وإنما هو مبتلى، وأنت الأغا الأفندي إنسان ما شاء الله، مثل: دمعة اليتيم، صافية، كما يقولون. لا أمامك ولا وراءك، مثل قطرة المطر. لا. هذا ليس ذكرا، هذا تشكيك. أحيانا ليس تشكيكا، ليس ذكرا، بل فكرة. أنت تأتي بفكرة، هي بذاتها فكرة صحيحة، لكن عندما تأتي بها في مورد معين، فهناك لا تعود فكرة، وإنما تكون تشكيكا.
يؤتى بالحديث عن زيد، أو عن الجهة الكذائية، أو ما شابه ذلك. فلان شخص لديه تبليغ كثير، فلان لديه كتب كثيرة، فلان لديه أعمال هائلة في هذا المكان وهذا المكان. فأنت ماذا تقول؟ تقول: المهم نية العمل، ليس المهم كثرة العمل. هذه الفكرة إذا تزيلها من هذا المكان، فهي كفكرة صحيحة، فالمهم النية. "إِنَّمَا الأَعْمَالُ بِالنِّيَّاتِ" قيمتها بالنيات، أي في دوافعها وفي النية التي تدفع إليها، وهذه كفكرة صحيحة. لكن عندما تأتي بهذه الفكرة في هذا المكان، فمعنى هذا: ولو كانت أعماله كثيرة، ولو كان جهاده عظيما، لكن هذا ليس لديه نية حسنة موازية لهذا العمل. هنا تشكيك في صورة فكرة من الأفكار.
حسنا، هل معنى ذلك أن الإنسان يترك نقد الأعمال. زيد من الناس يقوم بعمل غير حسن في رأيي. فهل أترك هذا، ولا أتحدث عنه؛ لكيلا يؤدي إلى التشكيك في مؤمن، أو مسلم، أو عالم، أو عامل، أو من شابه. الجواب: أنت تستطيع أن تنتقد الفكرة. فتقول: العمل الفلاني قد يؤدي إلى هذه النتيجة الكذائية. لا أن تقول فلان فعل كذا، وقصده كذا. فما يدريك ما قصده؟ هل كنت في قلبه؟ حتى لو أخبرك. ليس بالضرورة أن يكون ذلك قصده الحقيقي. الذي هو مطلع على السرائر وما في الصدور هو رب العباد. لكن أنت يمكنك تقييم العمل: العمل الفلاني من أي شخص صدر، وبأي نية كان، له نتائج في رأيي هي كذا وكذا. هذا لا مانع فيه.
وهذا يختلف عن أن أقوم بالتشكيك فيه، والدخول على خط نياته وأنه يريد كذا ولا يريد كذا، وقصده كذا، وليس قصده كذا، وهذا ليس لديه إخلاص لله. وهذا ليس لديه خدمة للناس، وإنما كذا وكذا، لا. هذا كله ينتهي إلى أمر التشكيك.
بقي عندنا بحث نرجئه إلى حديث آخر، وهو: موضوع التشكيك بين الزوجين، في الحياة الزوجية. وهذه من المشاكل والمعضلات التي يبتلى بها بعض الناس في حياتهم الزوجية.
نسأل الله أن يهبنا اليقين وأن يبعدنا عن الشك، وأن يجعل حياتنا سعيدة هانئة، إنه على كل شيء قدير. وصلى الله على سيدنا محمد وآله الطاهرين.

مرات العرض: 3395
تنزيل الملف: عدد مرات التنزيل: (2589) حجم الملف: 25505.15 KB
تشغيل:

كيف يتم التشكيك في العقائد ؟ 20
وظيفة الشكاك في العبادات 22