الجمع بين الصلاتين في المذاهب الاسلامية
المؤلف: الشيخ فوزي السيف
التاريخ: 26/2/1438 هـ
تعريف:

الجمع بين الصلاتين

 

تفريغ تصي الفاضلة رباب آل محيسن

 

قال الله تعالى ( وَأَقِمِ الصَّلَاةَ طَرَفَيِ النَّهَارِ وَزُلَفًا مِّنَ اللَّيْلِ ۚ إِنَّ الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئَاتِ ۚ ذَٰلِكَ ذِكْرَىٰ لِلذَّاكِرِينَ )

وقال تعالى (أَقِمِ الصَّلَاةَ لِدُلُوكِ الشَّمْسِ إِلَىٰ غَسَقِ اللَّيْلِ وَقُرْآنَ الْفَجْرِ ۖ إِنَّ قُرْآنَ الْفَجْرِ كَانَ مَشْهُودًا )

هاتان الأيتان المباركتان أمر صادر من الله عز وجل إلى نبيه المصطفى ورسوله المرتضى سيد الأنبياء صلى الله عليه وآله بإقامة الصلاة ضمن أوقات معينة

في الآية المباركة الأولى :( وَأَقِمِ الصَّلَاةَ طَرَفَيِ النَّهَارِ وَزُلَفًا مِّنَ اللَّيْلِ ۚ إِنَّ الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئَاتِ ۚ ذَٰلِكَ ذِكْرَىٰ لِلذَّاكِرِينَ )

ذكر المفسرون شأن نزولها بما ينفع الأنسان المتأمل في معرفة دور الصلاة في تطهير النفس وتكفير السيئات فقد ذكروا أن رجل جاء إلى رسول الله في هيئة النادم فقال يا رسول الله : إني قد أذنبت ذنبا النبي أعرض عنه في أول الأمر

وهذا شأن النبي والمعصومين في أنهم قدر الإمكان يسترون على فاعل الذنب ويكلونه إلى الاستغفار بينه وبين ربه لكن ذاك الرجل يظهر بأن إحساسه بالذنب والإثم شديدا فقال يا رسول الله أنا بائع تمر فجاءتني امرأة وزوجها غائب وطلبت مني تمرا فأعطيتها التمر ولمست يدها فصارت مني ملامسة ليدها فكأنما هذه المرأة أيضا لم تكن على مستوى من التحفظ فضحكت ليي فقلت لها اتبعيني فإن عندي في المنزل تمرا أجود بعد ذلك التفت إلى نفسي بأني ماذا أصنع ؟ وخصوصا إن هذه المراءة زوجها غير حاضر امرأة متزوجة فالنبي (ص) في بعض الروايات نظر إليه فقال له تخون امراءة رجلا خارج في الغزو يعني الخيانة هي بنفسها سيئة لكن إنه الواحد ذاهب إلى الجهاد أنت بدل ما تخلفه في أهله بأحسن الخلف تخونه بهذه الصورة وهذا المقدار يقول النبي قال وأنا ضليت واقف خشيت في اللحظة أن العذاب ينزل علي يعني التفت إلى أن النبي (ص) انزعج جدا من هذا الأمر في هذه الأثناء نزلت الآية المباركة ( وَأَقِمِ الصَّلَاةَ طَرَفَيِ النَّهَارِ وَزُلَفًا مِّنَ اللَّيْلِ ۚ إِنَّ الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئَاتِ ۚ ذَٰلِكَ ذِكْرَىٰ لِلذَّاكِرِينَ ) بحسب ما ورد في بعض مصادر العامة مدرسة الخلفاء في سنن البيهقي أن من أسباب نزول هذه الآية المباركة هي هذه الحادثة فيقول أن النبي ظل ساكت وانا رأيت أن انصرف فأرسل خلفي رجل وقال لي بعد تلك الحادثة أسبغت وضوءا وصليت صلاة ؟ فقال بلى يا رسول الله فقال فهذا أنباء من السماء أن الحسنات يذهبن السيئات هنا أكثر من بحث في بحث فقهي وهو قضية وهو أنه هل ينبغي للحاكم الشرعي أن يتجاوز عن المقصر في أمر التعزيرات هذا الآن محل تعزير لا يوجد حد معين له فمثلا أنه من لمس يد امرأة عليه كذا وكذا لا يوجد عندنا التعزير فيؤل الأمر إلى التعزير والتعزير يعني عقوبة يفرضها النبي أو الأمام أو الحاكم الشرعي وتختلف بختلاف الأفراد والحوادث هل للحاكم للنبي للأمام أن يعفوا أصلا لنفترض أن هذا عنده من الندم والتأسف على هذا الذنب ما يكفيه فقط يحتاج إلى كم كلمة ولا يحتاج إلى ضرب أو سجن أو غير ذلك هذا يورده بعض العلماء من أدلة أن للحاكم الشرعي أن لا يجري التعزير بمعنى الضرب عليه وأن يكتفي بهذا المقدار من الكلام الرادع هذا أمر يبحثون فيه في الفقه وفيه قسم آخر وهو الجانب الأخلاقي الذي ينفعنا وينفع جميع المؤمنين وأن في بعض الرويات أن هذا الرجل عندما سمع الآية قال أن هذا لي أم لعامة المسلمين يعني هذا نزلت في شأني أن الحسنات يذهبن السيئات وأن هذه الصلاة التي صليتها سوف تمحوا أثر ذلك الذنب أم لعامة المسلمين فأخبره النبي أن ذلك هو لعامة المسلمين وقد ورد عندنا في روايات متعددة عن النبي وعن أهل البيت (أتبع السيئة حسنة تمحها ) واستشهدوا هنا بهذا الأمر (أن الحسنات يذهبن السيئات ) وعد ذلك من النعم الإلهية أنه إذا عمل سيئة لم تكتب عليه في أول الأمر فإذا تاب أصلا لا تكتب ولمدة سبع ساعات في بعض الرويات فبعد ذلك تاب حتى لو حتى بعد السبع ساعات محيت فإذا عمل عملا حسنا صالحا من صلاة أو ما شابه ذلك او بر او معروف محا تلك السيئة إذا كانت بينه وبين ربه لا بينه وبين الناس فإن التحلل من حقوق الناس يحتاج إلى إسترضائهم أيضا فالآية المباركة فيها هذا الجانب وفيها إلماع وإشارة إلى بعض الأوقات بالنسبة إلى الصلاة (   وَأَقِمِ الصَّلَاةَ طَرَفَيِ النَّهَارِ وَزُلَفًا مِّنَ اللَّيْلِ ۚ إِنَّ الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئَاتِ ۚ ذَٰلِكَ ذِكْرَىٰ لِلذَّاكِرِينَ ) البعض رأى أن طرفي النهار يعني الصبح والظهر والبعض الآخر رأى أن طرفي النهار يعني الصباح والمغرب وبعد ذلك زلفي من الليل يعني العشاء على أي حال هذه الآية بذاتها قد لا يكون فيها دلالة قوية على ما يذهب اليها الإمامية من قضية الجمع بين الصلوات وإنما فيها إشارة وإلماع المعنى الأصلي لها والمهم هو ما يرتبط بالمسألة الفقهية من جهة والمسألة الأخلاقية والتربوية من جهة أخرى والتعليل( إن الحسنات يذهبن السيئات ذلك ذكرى للذاكرين ) لعموم من يتذكر سيئته فيبادر إلى القيام بالعمل الصالح فلو أصبح منهج عند الانسان لأصبحت سيئته دافع لأن يعمل حسنة ليتطور للأفضل الآية المباركة الثانية (أَقِمِ الصَّلَاةَ لِدُلُوكِ الشَّمْسِ إِلَىٰ غَسَقِ اللَّيْلِ وَقُرْآنَ الْفَجْرِ ۖ إِنَّ قُرْآنَ الْفَجْرِ كَانَ مَشْهُودًا ) هي من الآيات الواضحة فيما يذهب إليه الإمامية في قضية الجمع بين الصلوات ذكرنا الآن الحالة العامة بين المسلمين يلاحظ فيها بعض أن هناك بعض المظاهر إذا لم يتفهمها كل طرف عن الطرف الآخر ربما تكون هذه مدعاة عن التفرغ وإلى الإنتقاد أما إذا تفهمها هذا الطرف تفهم أتباع مدرسة الخلفاء مثلا لماذا يجمع شيعة أهل البيت عليهم السلام بين الصلوات وأن لهذا أصلا في سنة رسول الله بل في القرآن الكريم مثل هذا المعنى سينزع فتيل العداوة من قبل أناس بمجرد أن يرى الإمامية يجمعون يعتبرون أن الإمامية لا يمارسون الدين بالشكل الصحيح ويخالفون سنة الرسول وهم منشقون عن الأمة وإلى غير ذلك وسوف نركز على هذا الموضوع بعد الصلاة ع محمد وآل محمد من المعلوم أن مدرسة الخلفاء التزموا بالتفريق بين الصلوات على نحو الوجوب والألزام يصلون الصبح الفجر ثم يصلون الظهر في وقتها ولا يصلون معها العصر وإنما ينتظرون إلى ما يعتبرونه وقتا خاصا بالعصر فيصلون العصر وهكذا بالنسبة لصلاة المغرب والعشاء وتقريبا هذا صايرالحالة العامة للبلاد الإسلامية التي يحكم فيها فقه مدرسة الخلفاء في مقابل ذلك شيعة أهل البيت الصورة العامة لهم أنهم يجمعون بين الظهر والعصر والمغرب والعشاء في حالة عادية بعذر وبغير عذر في موضوع التفريق هناك إتفاق بين المسلمين جميعا على مورد وهناك اختلاف على موارد المورد الذي يتفق فيه جميع المسلمين على جواز الجمع بين الظهر والعصر وبين المغرب والعشاء بل استحباب ذلك هو في يوم عرفة بلغنا الله وإياكم حج بيته الحرام في عامنا هذا وفي كل عام فإن المسلمون عموما يرون جواز أن تقدم العصر حتى تصبح مع الظهر في يوم التاسع من شهر ذي الحجة في عرفات ويؤخرون المغرب لتكون مع العشاء في مزدلفة ليلة العاشر يعني يوم العاشر مساءا لمن كان في الحج ويؤخرون باعتبار مع الغروب النفر من عرفات بتجاه مزدلفة ينتظرون وإنما يذهبون إلى مزدلفة ويؤخرونها عن وقتها حتى لو ساعة او ساعتين او ثلاث ساعات عندهم هذا جائز بل راجح وهذا عند جميع المذاهب الإسلامية في مدرسة الخلفاء هذا محل اتفاق عند الجميع بعد ذلك هناك موارد اختلفت فيها في هذه المذاهب في كيفية التفريق والجمع وهي مواطن الأعذار الأعذار مثل وقت السفر الإنسان مسافر وصار عليه وقت الظهر هل يجوز له أن يجمع بين الظهر و العصر أو لا ليس مسافر حاضر ولا كنه مريض هل يسوغ له المرض أن يجمع بين العصر والظهر أو لا ليس مسافرا ليس مريضا ولاكن الجو ممطرا والآن يراد الصلاة في المسجد هل يجوز لإمام المسجد أن يجمع بين الظهر والعصر او بين المغرب والعشاء على أثر وجود المطر أو لا ويتبع ذلك الطين أيضا ذكروا لنفترض الطرق موحلة مطينة هذا هل يعتبر يجوز بين الظهر والعصر والمغرب والعشاء أو لا مجموعة هذه الأعذار بعضهم تجاوز ذلك إلى موضوع الحاجة إنسان عنده حاجة مهمة قد تفوت عليه هل يسوغ له ذلك أن يجمع بين الظهر والعصر وبين المغرب والعشاء هل يسوغ له ذلك أولا هنا اختلفت المذاهب طبعا الإمام لا يحتاجون لهذه الأعذار لأنهم يجوزون الجمع بما ورد من الآيات بعذر او بدون عذر كلام كله في ذلك الإتجاه الأحناف هم عددهم ضخم في المذاهب الأربعة تركية مثلا المذهب الغالب عليها الحنفي الهند المذهب الغالب عليها الحنفي باكستان المذهب الغالب عليها الحنفي وهذا نتج من الدولة العثمانية عندما سيطرت أفغانستان أيضا كذلك مصر المذهب الرسمي يعني مذهب القضاء هو المذهب الحنفي وإن كان مذهبا شافعيا في الغالب وهذا ناتج من الدولة العثمانية عندما سيطرت على بلاد المسلمين الدولة العثمانية انتخبت المذهب الحنفي وعززته وقوته بعض الباحثون يذهبون إلى عدة أسباب ليس الآن في صددها ولكن إشارة بعضهم يشير إلى سبب سياسي أن المذهب الحنفية هو الذي لا يشترط العروبة في بلاد المسلمين بينما سائر المذاهب يشترطون أن يكون عربيا ومن قريش ( إن الأئمة من قريش ) أي لابد أن يكون عربيا في الصميم ليس عربيا لا يمكن أن يكون إماما و خليفة فاذا صار المذهب بهذه الصورة معنى ذلك يسلب الشرعية عن الخلفاء الأتراك الذين ليسوا عربيا فضلا أن يكونوا من قريش فبعص الباحثين أن من أسباب انتخاب التركيين للمذهب الحنفي أنه يجوز أن يكون خليفة المسلمين تركيا وغير عربيا قسم آخر نظر إلى جهة أخرى أن المذهب الحنفي بالقياس إلى سائر المذاهب الأربعة الأخرى هو الاكثر الذي ينحو منح الرأي و الاجتهاد و الاستنباط ليس مقيد بالأخبار والرويات ليس مثل المذهب الحنبلي يلزم كل شيء برواية وليس مثل المذهب المالي يلزم برواية او رأي أهل المدينة لا يقول الأحناف في الذاهب الأربعة عدهم حالة من الاجتهاد وعرفوا بمدرسة أهل الرأي في مقابل مدرسة أهل الحديث فلهذا عندهم دولة فيحتاجون كل يوم قانون وكل يوم قرار كل يوم قضية لا يقدرون أن يقتصروا على أنه يلزم رواية او حديث او من الناحية الإدارية إن المذهب الحنفي أقرب إلى إدارتهم للدولة دولتهم وهناك أسباب أخرى الآن ليس في صدده الشاهد أن الأحناف وهم فئة كبيرة من المسسلمين من المذاهب الأخرى اقتصروا فقط على يوم عرفة قالوا أي عذر آخر لا يسوغ الجمع مرض سفر حضر مطر غير ذلك لا يسوغ فقط يوم واحد في عرفة بينما ذهب بقية المذاهب إلى انه لا ماذا نصنع أولا بالآية المباركة التي تعين ثلاث أوقات وهذا مما يستدل به الإمامية ( اقم الصلاة لدلوك الشمس ) الدلوك يعني الزوال تنتقل منها نصف الشمس إلى نصف هذا بحسب الظاهر وإلا فالأرض هي التي تدور وسمي الدلوك بالدلوك لأن في العادة في مثل هذا الوقت عندما يرفع الإنسان رأسه إلى السماء مع سطوع الشمس يدلك عينه فسمي دلوك الشمس ومعنى ذلك دخولها إلى منطقة الزوال الأخرى فهذا الوقت الأول لدلوك الشمس إلى غسق الليل وقت المغرب والعشاء وقرآن الفجر (إن قرآن الفجر كان مشهودا ) أي ما يقرأ في صلاة الفجر وقد خصص ذلك بعتبار إنه تشهده ملائكة الليل وملائكة النهار وفي بعض الروايات ويشهده الله بمعنى أن الله يرى بشكل خاص من صلى صلاة الفجر وقام إليها مزيد من العناية اوالرعاية الإلهية لهذا المصلي للفجر فالقرآن الكريم جاء بثلاثة أوقات هذه الثلاث الأوقات هي الظهر دلوك الشمس الفجر قرآن الفجر والليل غسق الليل أما أن تقول فقط ثلاث صلوات وهذا معلوم لا يمكن خمس صلوات مفروضة على المسلم ولا صريح بتطبيق الآية بتطبيق الأوقات فيها على الصلوات الخمس إلا بواسطة الجمع بين الصلاتين في الظهر والعصر والمغرب والعشاء هذا واحد الأمر الآخر يوجد هناك عدد غير قليل من الروايات في مصادر مدرسة الخلفاء   ولا سيما في الصحيحين فضلا عن سائر الكتب الحديثية من الدرجة الثانية يعني انت تأخد صحيح البخاري وصحيح مسلم الذي عند مدرسة الخلفاء في المرتبة الأولى من الكتب الحديثية ثم باقي الكتب مثل المستدرك والترمذي والبيهقي وأبو داؤود وسائر الكتب الحديثية عندما ترى في الصحيحين يوجد أكثر من عشرة أحاديث برواة متعددين رويت عن أمير المؤمنين علي بن ابي طالب عليه السلام ورويت عن ابن عباس متعددة ويظهر إن ابن عباس كان داعية إلى هذا الموضوع ومبشر ومبلغ فيه في أكثر من موضع تجد أن اهتمام ابن عباس كان واضحا وقائما على بيان ان قضية الجمع من رسول الله كان في غير سفر ولا مطرا ولا عذرا ولا كذا وفيه تعليل أيضا فعنه مثلا عن ابن عباس في أسانيدهم الصحيحة بحسب اعتباراتهم يقول صليت مع رسول الله ثلاثا وأربعا يعني المغرب والعشاء وأربعا وأربعا في غير سفرا ولاعذرا ولا مطر أنا صليت مع النبي ليس صلاة واحده كذلك الظهر صليت جمعا وصليت معه المغرب والعشاء فلما أكثر من ذلك أي أكثر من رواية نقل سأل ابن عباس ماذا أراد النبي محمد لذكره صلوا عليه قال يريد ألا يحرج أمته أن يعطيها فسحة وسعة وهدية وتسهيلا وهذا من حيث المعنى مطابق لقوله تعالى :( يريد الله بكم اليسر ولا يريد بكم العسر ) وكأن ابن عباس يريد أن يقول أن من لا يريد هذه السعة يريد هذا التسهيل يريد أن يحرج أمة النبي النبي (ص) شرع هذا ومارسه فلم يقل افعلوه أنتم بل مارسه صلى هو ومعه المسلمون لأن أحيانا القائد يقولوا أعملوا هذا العمل هنا قام هو بفعل ذلك خلاص يكسر الحاجز وهذا يذكرون عن أم سلمة في قضية الحديبية لما النبي قرر قضية عدم الدخول إلى مكة والتحلل لابد أن يتحللون الآن وبالتالي يذبحون ما معم من الهدي فيحلقون وتنتهي القضية فكلما تكلم معهم لا أحد يفعل ما يقوله النبي فدخل إلى أم سلمة هذه المراءة الصالحة الواهية وهو مغضب فقال اخشى ان يحل غضب الله فقالت له بأبي أنت وأمي يا رسول الله لو حلقت أمامهم لحلقوا هناك قسم منهم بمجرد إشارة من النبي يركضون مثل هؤلاء المخلصين وهناك ناس يضل نعم ولا فإذا شاهد النبي يفعل أمامه تتكسر أمامه الحواجز النبي ليس فقط قال يجوز لكم أن تجمعوا بين الصلوات وإنما ابن عباس يقول صلينا مع رسول الله ثلاثا واربعا وأربعا وأربعا متعدد هذه الصلاة مجموعة وعلة ذلك أنه أراد أن لا يحرج أمته وأن يعطيها السهولة واليسر ويجنبها العسر هذه الرويات كثير كما قلنا مروية عن أمير المؤمنين مروية عن ابن عباس مروية عن ابن عمر عبدالله مروية عن أبو موسى الأشعري مروية عن غيرهم وفي المصادر الأولى في الصحيحين فضلا عن سائر الكتب الحديثية ماذا تصنعون في هذه مثل الأحناف لابد أن يجيبوا على هذا الأحناف أمرهم سهل لأن اعتمادهم على اعتماد ضعيف وقد يكون بعضهم بالغ وكثير في انتقاد أبي حنيفة النعمان على أنه لم يصح عنده من الأحاديث إلاعدد جدا محدود لكن بالنسبة إلى مثل المذهب المالكي ومن يعتني والحنبلي والشافعي أيضا كذلك لابد أن يجاوبوا على هذه الأحاديث فلجئوا إلى التأويل مثلا من التأويلات لبعض المعلقين أن هذا تأويل بارد قال نعم النبي صلى أربعا وأربعا وكان يظن بسبب الغيم إن وقت العصر صار فبعد ذلك انكشف الغيم وتبين إنه لم يكن قد صار وقت العصر فواحد من المناقشين قال له هذا بالنسبة للظهر والعصر يوجد غيم وكذا وفي الليل هل يوجد غيم ونكشف بعد ذلك ؟؟ وليس مرة واحدة وإنما صار هذا الأمر عدة مرات وفيها تصريح أيضا في غير عذرا ولا سفرا ولا مطرا أكثر من حديث في هذا معنى ذلك كانت حالة طبيعية لا تقبل التأويل هذا تأويل أنت تعلم بأنه غير صحيح جاؤا جماعة فقالوا لعل هذا الجمع هنا جمع صوري والصوري يعني النبي قرب الظهر إلى آخر وقتها ودنى العصر إلى أول وقتها فصل الظهر دخل وقت العصر فورا فصلى العصر فالناس تصوروا أن هذا نوع من الجمع وإلا الحال ليس كذلك فأحدهم أجاب هل هو إحراج للأمة أم تسهيل عليها أن الواحد يقول للناس أريد أن أسهل عليكم وأريدكم أن لا تنحرجون وأريد أن أسهل عليكم ولكن تعالوا راقبوا الوقت في تلك الأزمنة خصوصا أنه لم تكن هناك أجهزة تظل تراقب من زوال الشمس وتظل اتراقب قبل ما يخلص وقت صلاة الظهر تصلي وحتى تصلي بعدها صلاة العصر قال هذا تعسير على الناس هذا تصعيب على الناس من أراد أن يحرج أمته نحن لا نريد هذه الطريقة هذه تكون مؤذية أكثر مما تسهل علينا وهناك مشكلة المشكلة أن هناك أحاديث صريحة واضحة الدلالة وصريحة السند أيضا وهي تفيد بأنه يجوز للإنسان أن يجمع بين الظهر والعصر والمغرب والعشاء في غير عذرا من الأعذار ماذا نفعل بهذه لابد أن تلزم بها في الطريق جاء الفخر الرازي وهو واحد من علماء القوم ولديه كتاب التفسير الكبير مفاتح الغيب وهو تفسير يعتبر بالقياس إلى غيره من التفاسير المهمة جاء وقال في ذيل الآية المباركة أن هذه الآية واضحة في أنه يجوز الجمع بين الصلوات صريح الآية في وضوحها في هذا المعنى وهناك روايات في هذا الأمر تدل عليها لكن الإجماع قام على خلاف ذلك أن هذا الإجماع الذي كان على خلاف الآية المباركة وعلى خلاف رسول الله هل يكون له قيمة الرأي الدليل قام على خلاف ذلك أي دليل يمكن أن يصمد أمامه آية صريحة في القران الكريم أو رواية صحيحة السند واضحة الدلالة عندكم على هذا المطلب أي دليل يمكن أن يقف أمامها لم يستطع الطرف الآخر في هذه المدرسة أن يجيب على أنه كيف دلت الآية المباركة وأحاديث النبي على مثل قضية الجمع وماذا ينبغي أن يعالج هذا الأمر أن يواجه بأي كيفية التجأوا إلى هذه التأويلات التي ليست ناهضة وليست سليمة ربما يأتي انسان وهذا أحيان قسم من دعاة التوافق وربما حتى من بعض أولادنا يسأل إذا كان التفريق موجود في زمن رسول الله وكان يصلي بستمرار النبي مفرقا فلماذا لا يلتزم الشيعة بالتفريق أليس الأحتياط بالتفريق فلابد أن يلتزمون بهذا الجواب على ذلك على أولا على الصعيد الفردي للإنسان لا محذور أن يحتاط بنفسه في أن يفرق بين الصلوات يصلي الظهر لوحدها ثم العصر وبعد مدة المغرب وبعد مدة العشاء لا يوجد مانع أن لأصحاب هذا الطرف أن يقولوا كلام آخر مثل ما أن هناك الاحتمال الإحتياط في تلك الجهة هناك إحتمال في هذه الجهة لأنها هدية نبينا محمد ولعل ما ورد في بعض الأحاديث في غير مورد في تقريب المسألة تدرون أن موضوع القصر في الصلاة في السفر وعدم الصيام في السفر هل هو رخصة او عزيمة يعني هل لابد للإنسان أن يقصر ويترك الصيام أولا يقدر هكذا ويقدر هكذا بعض الباحثين قال إذا كان القصر والإفطار عزيمة فواضح لو فرضنا إنه ليس عزيمة وإنما هو رخصة الرخصة معناها هدية إلهية قدمت إليك الله سبحانه وتعالى أراد أن يتحفك ويكرمك بهدية يريد الله أن يخفف عنكم فيقول أنا لا أريد ك أن تخفف عني يا رب أريد أهدي لك هدية فأقول يارب أنا لا أريد هديتك التقصيرية أريد أن اعطيك هدية وهي الجمع بين الصلوات خصوصا مع تعقد أمور الحياة ووجودها بهذا النحو من الحياة أنا لا اريد هديتك التي جئت بها على لسان رسولك هل هذا موافق للاحتياط هل هذا موافق للعبودية لله تعالى مثلما أن هناك احتمال أنت تقول مادام النبي والنبي يأخذ الأمور بأعلاها بعض المستحبات واجبة على رسول الله ( ومن الليل فتهجد به نافلة لك عسى ربك أن يبعثك مقاما محمودا ) كانت صلاة الليل واجبة على رسول الله وهو يأخذ نفسه بأقصى الأمور إلى حد أنه كان يقوم ليله حتى تتفطر قدماه هذا دوره الطبيعي ولكن عامة الناس ليسوا هكذا هل من الاحتياط أن نلزم عامة الناس لازم اتصلي متفرقا مع أن هناك رخصة تشريعية وتسهيلية قدمها الله ومارسها النبي في بعض الأوقات من غير أعذار هل من الاحتياط أن نرفض هذا على مستوى الأمة ولذلك البعض يقول أن جزء من تكاسل وتخاذل قسم من المسلمين عن موضوع الصلاة هو هذه الحالة المتشددة في أمر هذا الوقت ثم هذا الوقت ثم هذا الوقت بينما لو كان هناك ثلاث أوقات التي هي الأوقات الطبيعية للبشر الأوقات الطبيعية للبشر هي هذه وهي أول النهار نصف النهار آخر النهار في حياتهم المعاشية في استيقاظهم ومنامهم في أكلهم وطعامهم في عبادتهم أيضا الأمر هكذا فجاءت العبادة ضمن هذا الإطار مثلما أن هناك احتمال أن ذاك الجانب في جانب احتياط قد يكون الاحتياط لأجل حال الأمة وأن يكون الأمر أمر العبادة سهلا بالنسبة إلى أبنائها وشبابها قد يكون الاحتياط في هذه الجهة فعلى أي حال حتى لو فرضنا أن هذا الأمر ما كان موجود هل هو جائز أم غير جائز الآن للأسف يصور الأمر في الحالة الإسلامية على أن الجمع بين الصلوات غير جائز غير مشروع بينما هو في القران الكريم منصوص عليه وفي روايات رسول الله مذكور وفي فعل رسول الله ممارس وفي هناك علة وحكمة في هذا الجانب وهذه العلة والحكمة تتفهم بشكل واضح وهي أراد أن لا يحرج أمته وقد جاء بالحنيفية السمحاء ضمن برنامج ( يريد الله بكم اليسر ولا يريد بكم العسر ) الآية المباركة بالإضافة إلى سائر الروايات تشير إلى هذا المعنى ولعلها لو كان الإلتزام بها لعلنا لو فرضنا أن الأمة التزمت بهذه الطريقه حتى في خارج إطار أهل البيت ربما نرى الإقبال على الصلوات ولا سيما الصلوات المتاخرة أكثر مما عليه كلما سهلت القيود كثر الموجود إذا أنت قلت لازم اتصلي متفرق واحد في المسجد ثنين جماعة ثلاثة هناك بعض المذاهب هذه الأمور عندها لازمة لابد صلاة الجماعة عندها واجبة وإذا قريب من المسجد لابد أن يكون في المسجد حيث يقولون ( لا صلاة لجارا إلا في المسجد ) إذا ثلاث قيود لازم متفرقة ولازم جماعة ولازم في المسجد وشاهد عدد الحاضرين التي تتوفر لهم هذه المسألة بينما لو جعلت الأمر أسهل من ذلك قلت أن أمر الجماعة غير واجب وإنما مستحب استحباب مؤكدا تستطيع أن تذهب أولا تستطيع ذاك راجع إليك خسارة ثواب في المسجد أفضل وأكثر ثواب لاكن ليس واجبا متفرق ليس واجب هو مشروع ومباحا ولكن أنت ليس مقيد فبدل ما يصلي عشر يصلي خمسين بهذه القيود الأقل لأن الناس عادة كلما سهلت عليهم الأمور في ضمن إطار الشرع التزموا به وكلما عقدت الأمور بالاسم الشرعي قل إقبال الناس على الحالة الشرعية نسأل الله سبحانه وتعالى أن يوفقنا لأقامة الصلاة والمداومة عليها وأن يجعلها حطا لذنوبنا وسيئاتنا ( إن الحسنات يذهبن السيئات ذلك ذكرى للذاكرين ) وهذا الأمر الذي وجه إليه أئمة الهدى عليهم السلام والمتأثرون بهم فقد وجهوا قضية الصلاة في وصايهم المختلفة أمير المؤمنين يوصي بهم في ليلة شهادته هالله هالله في الصلاة فإنها عمود دينكم ويمارسها الإمام الحسين عليه السلام بين الصفين في كربلاء كما فعل أبوه عندما صلى صلاة الليل وقال علاما قاتلناهم إنما قاتلانهم لأجل إقامة الدين وإقامة الصلاة ولم تنسه العقيلة زينب سلام الله عليها بالرغم من كل ما أحاط بها من الآلآم ومصاعب ومشاكل حتى نقل في المقاتل إنها ماتركت صلاة الليل منقولا عن الإمام زين العابدين عليه السلام في تلك المصادر ( ماتركت عمتي صلاة الليل حتى في ليلة الحادي عشر من المحرم حيث صلت في تلك الليلة الظلماء البهماء على قلة من الناصر والولي وعلى عنف من قبل العدو) وهكذا سارت ضمن هذا الإطار أيضا إلى الشام وحصل لها ما حصل وكانت آية في الالتزام بعبادة ربها .

 

مرات العرض: 3410
تنزيل الملف: عدد مرات التنزيل: (2571) حجم الملف: 58208.04 KB
تشغيل:

هل يجوز للوالدين ضرب الأولاد ؟
حجاب المسلمة أدلة وفلسفة