الهندوسية : التناسخ ووحدة الوجود والتثليث
المؤلف: الشيخ فوزي السيف
التاريخ: 28/9/1437 هـ
تعريف:

الهندوسية : التناسخ ووحدة الوجود والتثليث

 

تفريغ نصي الفاضلة زهراء أم فاضل 

تصحيح الأخ الفاضل سعيد ارهين

 

 

بسم الله الرحمن الرحيم

(وَمَنْ أَضَلُّ مِمَّنْ يَدْعُو مِنْ دُونِ اللَّهِ مَنْ لا يَسْتَجِيبُ لَهُ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ وَهُمْ عَنْ دُعَائِهِمْ غَافِلُونَ)  [1]

نفتتحُ بهذه الآية المباركة الحديث عن إحدى الديانات التي لا تنتمي إلى السماء ولم يأتي بها نبيٌّ من الأنبياء وهي الديانة الهندوسية

الآية المباركة تعتبرُ المعادِلة السلبية للآية المباركة التي تتحدث عن من هو أحسنُ ديناً ؟

  (وَمَنْ أَحْسَنُ دِينًا مِمَّنْ أَسْلَمَ وَجْهَهُ لِلَّهِ وَهُوَ مُحْسِنٌ وَاتَّبَعَ مِلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفًا)[2]    

هذا هو الدين الأحسن والأفضل في مقابل ذلك منتهى الضلال هو من يدعوا من دون اللّه من لا يستجيب له ، يدعو شمساً أو قمراً أو صنماً أو شجراً، ويعتقدُ أنّ هذه المدعوّات سوف تحقق ما يُطلبُ منها، فلو شيئاً طلب من الشمس أو من القمر أو من الصنم أو من الشجر إلى يوم القيامة لن تستجيب لهذه الدعوات، بل أساساً لا تلتفت إليه، إذ ليس عندها إدراكٌ لحاجتهِ (وَهُمْ عَن دُعَآئِهِمْ غَافِلُونَ )[3]، وإنّما المدعو الحقيقي الذي يستجيب هو الله سبحانه وتعالى .

نحن نقرأ في دعاء أبي حمزة الثمالي ( الحمدُ لله الذي أدعوه فيُجيبني وإن كنت بطيئاً حين يدعوني والحمدُ لله الذي أسأله فيعطيني وإن كنت بطيئاً حين يستقرضني ) 

المدعو الحقيقي الذي هو محل الإستجابة وقضاء الحاجات هو الله سبحانه وتعالى، ودعاء ما عداه ومن عداه تعتبرُ ضلالاً في أسوأ درجات الضلال.

 

الديانة الهندوسية هي الديانة الثالثة في العالم من حيث عدد معتنقيها:

الهندوسية تعتبرُ ثالث أكثر الديانات في العالم من حيث الأتْباع ولهذا يتعجب الإنسان كيف أن ما يقرُب أكثر من مليار إنسان تقريباً هو عدد الهندوس في العالم بهذا المِقدار مع عدم إمكانية توثيق هذه الأرقام ، إلا أنه يعتبر عدداً هائلاً إذا كان هذا المقدار أو حتى قريباً منه، إذا فرضنا أنّ ما يُنقل من أنّ المسيحية تزيد على المليارين وأن الإسلام يزيد علي مليار وستمائة مليون.

   فالهندوسية سواءً كانت ملياراً أو دون ذلك هو عددٌ هائلٌ جداً مع أن الاعتقادات التي تحملها هي اعتقاداتٌ عجيبةٌ وغريبةٌ.

عقائد الهندوسية:

   لنُلقي نظرةٌ على هذه الاعتقادات مع الاحتفاظ بالحكم الشرعي الذي يعتبرهم ليسوا أهل كتابٍ، ولذلك فإنه تترتب عليهم الأحكام من حيث الطهارة ومن عدم جواز نكاح نسائهم ومن عدمِ سماح الدولة الإسلامية لهم بإظهار عقائدهم وأنه لا تُقبلُ منهم الجزية باعتبار أنها لا تُقبلُ إلا من أهلِ الكتاب.

الهندوسية خليطُ عجيبٌ من الأفكار والعقائد، والأعجب من ذلك أنّ بعضها - بعض هذه الأفكار -قد تسرّبَ إلى دياناتٍ أُخرى، فقد كتب بعضُ الباحثين شيئاً عجيباً عن الأفكار التي تسربتْ من الهندوسية إلى المسيحية فيما يرتبطُ بعقيدة التثليث وعقيدة الفِداء وصورة المسيح بن مريم في المسيحية المُتأخرة التي تُشابِه صورة ( كرِشنا) في الهندوسية، وبعضهم أوردَ نصوصاً من الكتب الهندوسية كـ ( الأوبانِيشاد ) وما شابهها من كتبهم القديمة، وقارن بينها وبين ما جاء في الرسائل المتأخرة للمسيحيين التي شكلَتْ الفكر المسيحي المُتأخر، حيث وُجدَ شيئاً كبيراً من التطابق بين هذه الأفكار الهندوسية وبين ما تبنّاه المسيحيون في حق عيسى بن مريم، من هذه الأفكار والاعتقادات:    

الفكرة الأولى : ما يرتبطُ بالخالق وإله الكون

الهندوس يعتقدون بأن الإله مكوّن من ثلاث جهات هو واحدٌ فيه ثلاث جهات، أو ثلاثة في واحد. 

الجهة الأولى:

هو الذي يعتبرونه الخالق الذي بيدهِ الخلق ويسمونه ( براهما ) ولذلك تسمى ديانتهم بالبراهميّة لا الإبراهيمية، لأن الإبراهيمية نسبة إلى إبراهيم عليه السلام، والبراهميّة نسبة إلى براهما.

الجهة الثانية:

هو الإلـه الحافظ الذي يحفظ الكون ويطلقون عليه اسم ( فيشنو ) فهم يعتبرون البحر والنهر والأفلاك جميعا هي فيشنو.

 

الجهة الثالثة:

هو الإله ( شِيفا )، هذا إلـه الدّمار والفيضانات والزلازل والحرائق والتدمير وهذه كلها من مسؤوليات شِيفا، وأنتم تلاحظون في بعض اللّوحات والصور الهندوسية أن هناك شخصاً جالساً ولديه ثمانية أذرُع وثمان أيدي فهذا في معتقدهم إله التدمير.

هؤلاء يقولون هم ثلاثة وهم في نفس الوقت واحد ( هو واحدٌ وهو ثلاثةٌ ) ولقد تكلمنا عن موضوع التثليث عند عقائد المسيحية وأن هذا لا يكونُ مفهوماً أبداً.

فإن كانوا أشخاصاً مُتمايزين فلكلُ واحدٌ له وجودٌ خاص فهم ثلاثة لا يمكن أن يكونوا واحداً .

وإذا كانوا مخلوطين فهذا لا يكون، فكلٌ منهم قائماً بذاته وإنما الخليط هو شيء واحد.

الهندوسية عُرِفتْ قبل ميلاد عيسى بن مريم بـ ١٥٠٠ سنة، لذلك نجد أن بعض الباحثين يقولُ أن المسيحيين المتأخرين فيما بعد استوردوا نفس فكرة التثليث ثلاثة في واحد ولكن غيروا رموزها، فعند الهندوس هؤلاء الالهة هي براهما وفِيشنو وشِيفا، وعند المسيحيين أصبحت الأب والابن وروح القدس.

طبعاً هذا ينطبق على المسيحية المتأخرة، وإلاّ المسيحية الأولى التي جاء بها عيسى بن مريم عليهما السلام وآمن بها القوم الذين كانوا في عهده لم تكن فيها هذه الأمور، لكن حصل فيما بعد حصل فيها تغيير وتحريف.

الفكرة الثانية: الاعتقاد بوحدة الوجود

وحدة الوجود يمكن أن يُعبر عنها بتعبيرات متعددة وهي في المبادئ الفلسفية القديمة التي عُرفتْ عند الهندوسية وبقِيَتْ في بعض تجلياتها ومظاهرها إلى ما بعد، حتى أنها أيضاً تسربتْ ببعض التجليات والأنحاء إلى بعض عُرفاء المسلمين وبعض الفلاسفة والصوفية، فمن هذه التجليات:

1-القول بأن الوجود الحقّ والحقيقة هو للّه تعالى، وماعدا ذلك لا وجود له في الواقع وإنما وجودهُ وجودٌ ظلّيٌّ، فهذه الأشياء التي تراها ليست وجودات حقيقية، فأنت كشخص مثلاً في الحقيقة لا وجود لك فالوجود للخالق فقط وغيره لا وجودَ لهُ.

بمعنى آخر.. أضافوا شيئاً آخر وهذا موجودٌ عند الهندوسية، أنّ ما هو موجودٌ في الطبيعة هو وجودٌ للّه حقٌ حلّ اللّه تعالى فيه ، بمعنى ماذا ؟ 

بمعنى لو أنك شاهدت حيواناً فهذا الحيوان الذي تراه كأرنب مثلاً هو في نفس الوقت داخلهِ وجودٌ للّه ، فكأنما أنت تُشير إلى الأرنب  وتُشيرُ إلى اللّه أيضاً.

حتى أن بعضهم يفسر قول بعض المتصوّفة والعرفاء ( ما في جُبّتِي إلاّ اللّه ) أي أن هذا الموجود ليس أنا في الواقع وإنّما هو اللّه ، وهذا ينطبق على الإنسان وينطبق على الحيوان وينطبق على الشجر وينطبق على كل شيء.

ومن هنا فإنهم مثلاً يحرّمون قتل ذوات الأرواح، فلو أنك قتلت ذا رُوح فكأنك في الواقع تقتل اللّه فلا يجب أن تقتله لأن الله موجودٌ داخل ذلك الكائن الحي، فهذه من ضمن عقائدهم وهي فكرة غير صحيحة.

   نعم هناك فكرة صحيحة والتي يعبر عنها في ثقافة المسلمين كل شيء له آيةٌ تدلُ على أنه واحدٌ أو ما ورد في الآثار عن علي عليه السلام قال :  ( ما رأيتُ شيئاً إلاّ ورأيتُ اللّه قبلهُ وبعدهُ ومعهُ ) هذا يختلف تماماً عمّا يذهب إليه القائلون بذلك المبدأ، معنى ذلك أنا أستدل بالخلقِ على الخالق، عندما أرى شيئاً مخلوقاً أعلم أنه لم يخلق نفسه ولم يخلقُهُ نظيراً له، وإنما خلقه ربُهُ فوجود هذا الشيء هو وجودٌ حقيقيٌ، فأنت تتعامل مع الأشياء التي بجانبك وتستطيع ان تلمسها وهذا وجود حقيقيٌ وتستطيع أن تتفاعل معه ويدلّك على أن اللّه عزّ وجل هو الخالق ، فأنت من خلال معرِفتَك ورؤيتَك لوجوده تستدلُ على وجود خالقه المالك للقدرة والحكمة، وترى أيضاً أنّ اللّه تعالى معه وأنّ هذا لا يقومُ بوحدهِ وإنما لابدّ له من مُقِيم مستمر معه.

مثال ذلك:  

الكهرباء، فطالما كان زر التشغيل مفتوحاً فإن الآلة تعمل، ولا بدّ أن يبقى الزر الكهربائي مفتوحاً ليستمر عملها، ولا يكفي أن تشعله ثم تطفئه بل لابدّ أن يُغذّي بمُقيمٍ له وشيء يستمر به وجوده.

كذلك بالنسبة إلى الخلائق أنت لا تستطيع أن تُقيم نفسك بنفسك إلاّ أن يكون اللّه سبحانه وتعالى مُقِيماً لك وراعياً وحافظاً بوجودك.

فإذن يختلف الاعتقاد حينما نقول لك في كل شيء له آية تدل على أنه واحد أو نقول ( ما رأيت شيئاً إلا ورأيتُ اللّه قبله وبعده ومعه )  وأنّ هذه الأشياء في وجودها مُذكِرة بوجود الخالق يختلف المبدئان، وبينما يعتقد أهل الديانة الهندوسية بفهمها لوحدة الوجود وما يتفرع منه كالمخلوقات الحيّة ينبغي ألاّ تُقتل ألاّ تُؤذى لأن فيها اللّه على زعمهم وهذا كلامٌ تعالى اللّه عمّا يصفون، اللّه أعلى وأجلّ وأعظم من أن يحتويه شيء أو أن يكون في شيء .

 

الفكرة الثالثة: الاعتقاد بالتناسخ

يعتقد أهل الديانة الهندوسية بتناسخ الأرواح وهو أن الإنسان عندما يموت ينتهي بدنه، وأما الروح فهي باقية لروح أخرى فلا تبقى معلّقة هكذا في الفضاء بل لا بدّ أن لها محل، كالصبغ مثلاً لا يبقى في الفضاء لابدّ له من جدار يبقى عليه أو لوح ينطبعُ عليه.

فيزعمون أن الروح هي من هذا القبيل فلا تبقى معلّقة هكذا وإنّما لابد أن تدخل في جسدٍ آخر، ولذلك إذا مات هذا الإنسان أو الحيوان لا يوجد فرق بينهما تبقى روحه مُدةً قصيرةً من الزمان ثم بعد ذلك تتعلق وتدخل في جسدٍ آخر أو بدنٍ آخر.

فقد تدخل روح الإنسان المتوفي في روح حيوان على اعتبار أن الروح لا تبقى معلّقة، كروح إنسان تدخل في هرّة على سبيل المثال، أو في لبؤة أو غير ذلك.

فروحُ الإنسان هذا لاتبقى في الفضاء ولا تموت في نفس الوقت وإنّما تنتقل من بدنٍ كان ميّتاً إلى بدنٍ حيّ وتدخل فيه وهذا ما يسمونه بـ ( تناسخ الأرواح)، وهي فكرة لا دليل عليها ولا يُعرف لها توجيه.

هذا الإنسان الحيّ على سبيل المثال: 

أنت إنسان حي وعندك روحٌ هذه الروح التي ستدخل هل تخرج الروح الأخرى وتدخل مكانها ، أم يتقاسمها البدن بالنصف ؟ تحلّ محلّها ؟ تتزاحم معها ؟ كيف يحصل وماذا يحصل ؟ 

ثم ما هو البرهان على هذا الأمر؟ 

مجرد أن يأتي إنسان بنظرية لابُدّ أن يأتي عليها ببرهانٍ واضح ولم نجِد برهاناً واضحاً على هذه الفكرة لا من الناحية العلمية ولا من الناحية الدينية.

 

الفكرة الرابعة: نزول الإله من السماء

   قالوا أن كرِيشنا – التي ذكرناه سابقاً في عنوان عقائد الهندوسية - هذا ينزل من السماء وهو في نفس الوقت فيه جزءٌ ناسُوتي ( بشري ) وفيه جزءٌ ( لاهوتي ) - اللّاهوت نسبةً إلى عيسى بن مريم –

هم يفترضونه شخصاً غيبياً إلهيّاً فيه جزءٌ من إلـه الكون ( براهما ) كما يسمونه والذي يعتبرونه الخالق الذي بيدهِ الخلق،فجاء هذا الإله أو جزء منه إلى ( كريشنا ) فتجسد فيه فكأنمّا هذا الاله لا يستطيع أن يباشر الأمور مع البشر بنفسهِ إلا من خلال هذا الانحلال والتجسد. فأصبحوا يعظمونه ويقدسونه بنفس الطريقة التي يُعظِّمُ فيها المسيحيون عيسى بن مريم.

 

الفكرة الخامسة: التنظيم الاجتماعي

 

 التقسيم الاجتماعي عند الهندوس يقولون أن البشر مُقسمون إلى ثلاثة أقسام ولا تستطيع طبقةٌ أن تصعد إلى الطبقة الثانية وهذا مكتوبٌ عليهم:

الطبقة الأولى :الاشراف

هي الطبقة الأفضل والتي لها امتيازات ويسمونهم بـ ( البراهمْيين ) يقولوا هؤلاء خلقهم براهما من فمهِ ولأن فمهِ أعلى شيء بالقياس إلى سائر بدنِهِ بالتالي فهم أشرف من غيرهم وأفضل من غيرهم فلهم الأولويات والمناصب إلى آخره، فهم يعدّون في هذه الطبقة وهم من الدرجة الأولى درجة الملوك والسلاطين وهؤلاء أعلى شيء لأن براهما الخالق عندهم خلقهم من فمِهِ من بصاق أو بالتنفس أو بأي شيء.

ويأتي بعد هؤلاء في نفس المرتبة الأولى طبقة الحاشية والأمراء وأهل البلاط والكهنة وأصحاب المعابد ورجال الدين والوزراء وحاشية الملك والقضاة ولهذه الطبقة كل الامتيازات وليس عليها حسابٍ من شيء.

 

الطبقة الثانية :طبقة الكسبة

الطبقة المتوسطة هم الكسبة من الحرفيّين والعسكر والمزارعين والفلاحين.

 

الطبقة الثالثة :المنبوذون

وهي أسوأ الطبقات ويعدُونها مع الحيوان أو أسوأ من الحيوان فيطلق عليهم ( المنبُوذون ) هؤلاء لا نعلم من أين خلقهم براهما؟ ولكن في رأيهم أنهم خُلِقوا لأجل خدمة غيرهم، خُلِقوا للامتِهان ليس لديهم أي حق تماماً، فلو كان عندك مثلاً حمار أو فرس واستخدمته هل للحمار حق أن يعترض عليك ؟ لا، هل له حق أن يطلب منك أُجرة ؟ لا، هؤلاء المنبوذون من نفس هذا المقدار.

على سبيل المثال : لو كنت  من الطبقة العُليا واستخدمت شخصاً من المنبوذين ليعمل لديك، فليس له حق أن يطلب منك مالاً أو أجرة .

   ألا ترى أن الحيوان لا يطلب من ذلك الذي يستخدمه أجرة؟ نفس الأمر لهذه الطبقة لا يحق لهم المطالبة بأجرة فلا قيمة لهم، هم والحيوانات بمنزلة واحدة، وهذه الطبقة تُشكّل في الهند طبقةً واسعةً جداً،فهناك الملايين من هذه الطبقة.

   ومن المثير للاستغراب للإنسان كيف أن بلداً كالهند من ناحية نظام الدولة يعتبر من الدول الديمقراطية، ومن الناحية العلمية يُعد من الدول المتقدمة ففيها عقول مفكرة، وفيها كفاءات متميزة، إلا أن حالة الفقر الموجودة والجهل في الجانب الديني يجعل هناك عدم توازن بين المستوى العلمي والمستوى التعُقلي في قضية العقائد.

قد تجد هناك جهات تخصصية في أعلى درجات العلم والمعرفة، ولكن في جهة العقيدة والمعرفة الدينية تجد شيء مخجل في ما تعتقد وتؤمن به ، كيف أن الإنسان يؤمن بهذه العقائد؟!

 

الفكرة السادسة: قيمة المرأة

المرأة حسب العقيدة الهندوسية في أسوأ الدرجات، فمثلاً عند ولادة البنت ينتظرون إلى أن يصبح عمرها ثلاث سنوات، ثم يفكرون من سيتزوجها ؟ على سبيل المثال : إذا كان ابن عمها،ذهبوا بها إلى بيت عمها المُفترض أن يكون ابنه زوجها في المستقبل، لماذا؟ حتى تتعود على عاداتهم وطريقتهم وتنسجم معهم، أي أن المفترض أنهم يُعودُوها على عاداتهم فتتحول عندهم إلى خادمة مطيعة، تُؤمر فتُنَفِذُ ما يُطلبُ منها، هكذا إلى أن يحصل الزواج الفعلي، فتتعامل مع والدة زوجها كأنها معبودة وليست مسألة طاعة.

أكثر من هذا، لو افترضنا في هذه الأثناء إلى قبل الزواج وقد أصبح عمرها عشر سنوات، وذاك الذي يُفترض أن يكون زوجها مات، فإذا كان لديها ابنٌ منه ، فإنه يكون وليّها حتى لو كان عمره سنتين أو خمس سنوات، يأمرها فتطيعه راغمةً غير راغبة، ولو أصبح ذو عشر سنوات فهي محكومة بإسم وبيد هذا الولد، وعندهم لا يوجد امرأة ليس لها ولي، إذ لابد من ذلك فإن كان والدها موجود فهو وليها، وإن لم يكن موجوداً فزوجها، وإذا كان هذا الزوج غير موجود فإبنها، وإذا كان غير موجوداً، فوالد زوجها، وهكذا، فلا يوجد إمرأة من غير ولي، ولعل هذا أيضاً موجود في بعض مذاهب المسلمين من غير الاماميّة.

فبعض مذاهب المسلمين ترى أن المرأة المسلمة لا تنفكُ عن ولي سواء كان أب ، أو أخ ، أو زوج ، فإن لم يوجد فعمٌّ فإن لم يوجد فالخال وإن لم يوجد، فإبن العمّ، وعلى هذا المعدّل إذ لابدّ لها من وليّ عند بعض مذاهب المسلمين، وهذا غير مقبول في مذهب الامامية.

وبناء على هذا الوضع الحال الحاصل للنساء في هذه البلاد، ظهرت احتجاجات وتحركات، فصدرت بعض التشريعات والقوانين في عام  ١٩٩٠ غيرت من هذه الحالة فأُلغيَ زواج الأطفال رسمياً، أماّ في الأماكن التي لا يصلُها القانون كالأرياف والقرى وما شابه ذلك هذا لا يُنفّذ، فهو من بيئتهم الاجتماعية ومازالت موجودة في أصول عقيدتهم.

انقسام السيخ عن الهندوس:

السِيخ فرقة من الهندوس انقسمت عن الهندوس، بعض الباحثين يقول أنهم تأثروا في بداية أمرهم ببعض مبادئ الإسلام وثاروا على بعض الأمور المعتقدة لديهم فصار بينهم وبين الهندوس اشتباكات ومعارك ومشاكل فمن هذه الأمور المرفوضة من قبلهم قضية التثليث، وقضية المنبوذين اجتماعياً وزواج الأطفال.

ثم أن الهندوس أنفسهم أعطوا المسلمين حقهم من المعارك والقتل فانقسموا إلى هذين القسمين ولكن ليس انقساماً كبيراً ، فالسِيخ يُشكِّلُون أقليّة في وسط الهندوس.

هذه صورة إجمالية عن هذه الديانة، فعندما ترى هذه الديانة وأمثالها، فحينما يريدون أن يعبدوا، يعبدون رباً بتلك الطريقة التي ذكرنا، شخص ذو أجنحة أو ثمان أيدي هذا مُدمّر، وشخص يحفظ الأشياء يسمونه حافظ، وشخص خالق للأشياء يسمونه براهما. فأين هذا من العقيدة الإسلامية الصحيحة التي تفترض أن الله سبحانه وتعالى مالكُ كل شيء وخالقُ كل شيء وفاعلُ كل شيء وأنه (لَوْ كَانَ فِيهِمَا آلِهَةٌ إِلَّا اللَّهُ لَفَسَدَتَا ۚ فَسُبْحَانَ اللَّهِ رَبِّ الْعَرْشِ عَمَّا يَصِفُونَ)[4] .

فالذي يقولُ به الإسلام، الله واحدٌ أحدٌ لكن جهات كماله وصفاته وأسمائه لا تتناهى، هو غفور وهو شديدُ العقاب، هو خالقٌ وهو مدبرٌ، هو سميعٌ وهو بصيرٌ ، هو عليمٌ ، هو حكيمٌ ، هو رؤوفٌ .

فإذا كان اثنان موجودان ولكل منهما القدرة المطلقة ، فكل منهما يُزاحم الثاني هذا يفعل وهذا يفعل وبالتالي يصبح اصطدام وإذا لم تكن لديهما القدرة المطلقة وأحدهما مسيطر على الثاني ، فلا يكون الثاني إلـه لأنه مُسَيطَرٌ عليه.

 لكن مع ذلك أن تجد من يدعوهم ويتوسلون إليهم ويُقبِلُون عليهم ، والقرآن يقول : ( وَمَنْ أَضَلُّ مِمَّن يَدْعُو مِن دُونِ اللَّهِ مَن لَّا يَسْتَجِيبُ لَهُ إِلَىٰ يَوْمِ الْقِيَامَةِ وَهُمْ عَن دُعَائِهِمْ غَافِلُونَ)[5]

أدعو براهما إلى أن يظهر الشعر على لسانك ولن يستجيب لك ، وأدعو فِيشنوا إلى أن تعيا فلن يحصل شيء، وأدعو الثالث إلى أن تتعب أو تهلك فلن يحصل شيء، ذاك الذي يُجِيبك (هُوَ اللَّهُ الْخَالِقُ الْبَارِئُ الْمُصَوِّرُ ۖ لَهُ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَىۚ يُسَبِّحُ لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ[6]) ، وكما ورد في الدعاء ( الحمد للّه الذي أدعوه فيُجِيبُني وإن كنت بطيئاً حين يدعوني ) كم رأى البشر وكم رأينا من إجابة اللّه ونصرهِ وعطائهِ ما تقِرُّ به العيون و ( الحمد للّه الذي أسأله فيُعطيني وإن كنت بخيلاً حين يستقرِضُني) هو يعطي بلا مقابل وفي نفس الوقت يطلبُ مني قرضاً !! (مَّن ذَا الَّذِي يُقْرِضُ اللَّهَ قَرْضًا حَسَنًا)[7]

(مَنْ جَاءَ بِالْحَسَنَةِ فَلَهُ عَشْرُ أَمْثَالِهَا )[8] في مكان ، و ( كمثل حبةٍ أنبتت سبعَ سنابل في كلِ سُنبلةٍ مئةُ حبةٍ)[9] في مكانٍ آخر،  (وَاللَّهُ يُضَاعِفُ لِمَن يَشَاءُ ۗ )[10] في مكان ثالث وهكذا.

هذا إقراض، تعالَ أقرِض يقول حتى في الإقراض أنا بطيء  ( وإن كنتُ بطيئاً حين يستقرِضُني ) والله هو قاضي الحاجات ومعطي المسائل ( فالحمدُ للّه الذي أدعوهُ كلّما شِئتُ لحاجتي بغير شفيعٍ فيقضي حاجتي) .

نسأل اللّه أن يقضي حوائجنا وأن يُغيّر ما بِنا ومن المسلمين من سوء إنه على كل شيء قدير .

 

 [1]) سورة الأحقاف آية :5

[2] ) سورة النساء آية : 125

[3] ) سورة الأحقاف آية :5

[4] ) سورة الأنبياء آية 22

[5] ) سبق ذكر المصدر

[6] ) سورة الحشر آية : 24

[7] ) سورة الحديد آية 11

[8] ) سورة الأنعام آية: 160

[9] ) سورة البقرة آية 261

[10] ) المصدر السابق

مرات العرض: 3414
تنزيل الملف: عدد مرات التنزيل: (2568) حجم الملف: 55188.55 KB
تشغيل:

بوذا هل هو نبي ؟
وداع الشهر بزكاة الفطر