أيها الناس لكم النموذج
المؤلف: الشيخ فوزي السيف
التاريخ: 10/1/1428 هـ
تعريف: http://www.al-saif.net/index.php?act=books&action=view&id=46 للاطلاع على النص المكتوب البداية محاضرة لسماحة الخطيب الشيخ فوزي آل سيف تصرف في الخاتمة والمصيبة مع التعليق ومراجعة المصادر الشيخ حسين مبارك محاضرة في اليوم العاشر عنوانها >أيها الناس إليكم الأنموذج< بسم الله الرحمن الرحيم عِبرة وعَبرة قال سيدُنا رسول الله ’: >إن الحسين مصباحُ الهدى وسفينة النجاة<. بالرغم من أنَّ اليوم هو يوم المصيبة الكبرى والفاجعة العظمى، وأنَّ شجى المصيبة وأسى الفاجعة يخيِّمُ على النُّفوس ويعيشُ في القلوبِ ويَظهرُ في العيونِ دموعاً، إلا أنه ينبغي أيضاً أن ننطلقَ إلى جانب العِبرةِ بعد العَبرَةِ، وجانبَ العِظةِ بعد المأساة. دماء الحسين أبلغ عظة وأيُّ عظةٍ أبلغُ من عظةِ الحسين، وأيُّ واعظٍ أفصحُ من الحسين ×، لقد قال الحسين من خلال دمائه الزكيَّةِ كلَّ ما يستطيعُ الوُعَّاظُ والخطباءُ أن يقولوه، ولقد برهن بموقفه على حقائقَ يعسرُ على المتكلِّمين أن يصلوا إليها بالألفاظ والجمل. إن الحسين (ع) لم يمت لقد قال الحسين إذا كان لهذا الإنسانِ عمرٌ محدودٌ من حيث الزمان، لا يلبث أنْ يقضيه بعدَ فترةٍ من الزمان، فإنك ميتٌ وإنهم ميتون، لكن عمرَ الخلود والتأثير، وعُمرَ المعنى يبقى ثابتاً لا يحدُّه الزمان ولا يقيِّدُه المكان أبداً. الحسين لو لم يقتل في كربلاء، ترى كم كان يعيش؟ يعيش كجدِّه رسول الله ’ ثلاثاً وستون سنة أو كأبيه المرتضى قريباً من ذلك، أو كأخيه الحسن سلام الله عليه، سنوات وإذا به أيضاً يذهب من هذا العالَـم، وهذا الحال بالنسبة إلى كل إنسان، سوف يبقى على هذه الأرض مدَّةً محدودةً من الزمان، طالت أو قصُرتْ لكنه ليس بخالدٍ أبداً، {وَمَا جَعَلْنَا لِبَشَرٍ مِّن قَبْلِكَ الْـخُلْدَ أَفَإِن مِّتَّ فَهُمُ الْـخَالِدُونَ}( ) كلا {كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْـمَوْتِ وَنَبْلُوكُم بِالشَّرِّ وَالْـخَيْرِ فِتْنَةً وَإِلَيْنَا تُرْجَعُونَ}( )، أما عُمْرُ المعنى وأمَّا بقاءُ القِيَم التي يفصِّلُها هذا الإنسانُ بموقفِهِ ودمِهِ، فإنَّها تبقى لا يحدُّها زمنٌ ولا يَحيطُ بها مكانٌ ولا تعترفُ بالمسافاتِ أبداً. الحسين × اليوم يُبعدنا عنه أكثر من ثلاثةَ عشرَ قرناً من الزمان، ولكنك لا تزال تراه حيَّاً باقياً يؤثِّرُ في الجموعِ ويحرِّكها ويثقِّفها، ويحييها بعد أنْ ماتتْ ويبعث فيها شعورَ العزَّةِ والكرامة والإباء. هل رأيتَ أحداً على بُعدِ ثلاثةَ عشرَ قرناً من الزمانِ، يستطيعُ أن يؤثِّر كما يؤثِّر الحسين ×، ويستطيع أن يحرِّك الجموع، وأن يوجِّهَ هذا الإنسان لكي ينفقَ خالصَ مالِه من أجلِ قضية الحسين، ويحرِّكُ ذلك الشابَّ لكي يتركَ عملَه حتَّى يأتي في مجلس الحسين، وذاك الكبير يعطِّل أعمالَه وقضاياه حتَّى يجلس مستمعاً إلى قضية حدثت قبل ذلك الزمان، فيتأثَّرُ بها ويتفاعلُ معها، وتبقى آثارُها مؤثِّرةً فيه إلى سنةٍ أخرى. تأثير المجالس تراكمي لا تظنُّوا أنَّ هذه المآتم والمواكب والعزاءَ والمجالسَ، لا تؤثِّر في النفوس، كلا، هي ذاتُ تأثيرٍ تراكميٍّ، ليس لها تأثيرٌ حدِّيٌّ مباشِرٌ تغييريٌّ في نفس الوقت، ولكن تأثيرها تأثير تراكمي. في هذه السنة أنت تتأثر من دون أن تتأثر من دون أن تشعر بمقدارٍ من المقادير، قلبك يتأثر، ونفسك تتأثر، وفكرك يتغيَّر تغيراً في كلِّ هذه المستويات، وأنت لا تشعر به، وفي السنة الأخرى يحصل تغيرٌ جديد وإضافةٌ جديدة، تتراكمُ التغيرات على قلبك وفي نفسك وفي ثقافتك، على مدى السنوات سنةً بعد سنةً، وشهراً بعد شهر، فإذا بكَ بعد فترةٍ من الزمانِ أصبحتَ حسيني النفس والفكر والثقافة. الحسين مصباح الهدى وسفينة النجاة في كل شيء هل رأيتَ مؤثراً يؤثرُ في أحدٍ وهو ميِّتٌ بحسب الظاهر، وهو جديل وصريع؟ لم نر أحداً في مثل تأثير الحسين × وصدق جدُّه الذي قال: >إن الحسين مصباحُ الهدى وسفينة النجاة<، الهدى في كلِّ القضايا، في داخل النفس، وفي السياسة وفي الأخلاق وفي الاجتماع وفي الثقافة، تحتاج فيها إلى مصباحٍ وإلى إضاءة، ولن تجد كالحسين سلام الله عليه مصباحاً، وفي تلاطم هذه البحار، بحار الأهواء والظلمات الفكرية سوفَ تجدُ سفينةً منجية هي سفينة النجاة الحسينية صلوات الله وسلامه على صاحبها. الحسين فاتحٌ والحسين منتصرٌ والحسين باقٍ وفي ذلك عظة. أرادوا وأراد الله ولم يكن إلا ما أراد ولن يكون إلا ما يريد لقد رأت زينب سلام الله عليها مستقبل الأيام، وقالت ليزيد ولكل اليزيديينَ الطواغيت: >فَكِدْ كَيْدَكَ وَاسْعَ سَعْيَكَ وَنَاصِبْ جُهْدَك‏‏<( )، دمِّر القبر إن استطعت، وزِّع أشلاء الحسين، هم أرادوا هكذا، أرادوا أن يبقوا الحسين × أولاً بلا رأس ثم يرضُّوا جسده الشريف بحوافر الخيل؛ لكي يتحطَّم ثم بعد ذلك يُتركُ هكذا؛ لكي تأتيَ الوحوشُ والطيورُ الجارحة فتأكلُ من جسده ويتوزَّعُ هنا وهناك، فلا يبقى له أثرٌ ولا يبقى له ذكرٌ وينتهي الحسين بدناً ورمزاً واسماً، حتى يستطيعَ أولئك الطواغيت بأن يتمتَّعوا بدنياهم. فالحسين الذي يملكُ كلَّ هذا التأثير هو باقٍ وخالدٌ وهذه عِظةٌ كبرى من عِظاتِ الواقعة، أنَّ ما كان لله يبقى وينمو ويباركُ الله فيه. فاسعَ إذا سعيت أن يكون عملُك لله، ومالك وجهدك وفكرك كلُّه لله؛ لأنَّ هذا هو الذي يبقى وغيره يتبخَّر وينتهي بانتهاء أمده الزمني( ). لن يجد العالم أنقى من راية الحسين الحسين × نقدمُه لعالم المسلمين مشروعَ وحدة ومشروع إصلاح، ألم يقل الحسين لجيش أمية: انسبوني من أنا، ألستُ أنا ابن بنت نبيكم وابن وصيِّه؟ أليس حمزة سيد الشهداء عمَّ أبي، أليس جعفر الطيار عمي( ). ـ لماذا كان يقول هكذا؟ ـ لكي يقول لهؤلاء: أنني في موقعي ينبغي أن أكون محوراً يلتف حوله المسلمون جميعاً، فأنا نقطة اشتراك، وأنا نقطةٌ لا ينبغي أن يختلف عنها أحد، لا هذه الطائفة ولا تلك الطائفة، فإنني أنا ابن رسول الله، أنا ابن مؤسس هذه الدولة وهذه الديانة، وهذه الدعوة، ولذلك فإنني مرشَّحٌ لأنْ أكونَ محورٌ يلتفُّ حولي جميعُ الناس. في هذا الزمان العالم الإسلامي كلُّه ينادي بالإصلاح ويريده، الإصلاح في السياسة وفي الثقافة الدينية وفي الوضع الاجتماعي. لن يجد العالم الإسلامي رايةَ إصلاح أنقى وأصفى وأولى بالاتباع من راية الحسين × الذي يقول: إنما خرجت لطلب الإصلاح( )، إنما هنا للتحديد وللقصر، يعني لا يوجدُ أيُّ غرضٍ عندي إلا غرضَ الإصلاح. وإذا خُضتُ صِراعاً مع يزيد فأنا لم أكن راغباً في القتال ولم أكن راغباً ولا مبادراً في المواجهة. وهكذا كان حالُ رسول الله ’ فإنه لم يبدأ بالمواجهة حتى مع كفار قريش، كان يوجِّه ويرشد ويدعو، وكانوا في المقابل يحاربون ويؤذون أتباعه ويهجِّرونهم، حتى إذا ذهب رسول الله ’ إلى المدينة ذهبوا خلفه لكي يقاتلوه في مكانٍ بعيدٍ، آنئذٍ لم يجد بُدَّاً من مواجهتهم. إني أكره أن أبدأهم بقتال الحسين سار على نفس المنهج، شعارُه كما كان شعار جدِّه، فكان شعار جدِّه عندما يقول له بعضُ المسلمين: هلا ندافعُ عن أنفسِنا لأن عندنا سلاحاً ونستطيع أن نقاوم، قال: لم أؤمر بقتال. والحسين × يكررُ هذا الشعار، فيقول: >إِنِّي أَكْرَهُ أَنْ أَبْدَأَهُمْ بِقِتَال<‏( ). الحسين كان بإمكانه في المدينةِ أن يقومَ بمواجهةٍ عسكريةٍ وأن يحتلَّ مثلاً قصر الإمارة، وأن يقاتل الوليد بن عتبة، لكنه × لم يكنِ المبادر للقتال، ولا الراغبَ في المشكلة، وإنما كان يريد الإصلاح، خرج من المدينة لعله يتيسر له أن يغير وضع الأمة بطريقةٍ أخرى، الطرف الآخر كان يريد القتال على كلِّ حال، أرسل مقاتلين إلى داخل الحرم المكي لكي يقتلوا الحسين ×، فخرج [بأبي هو وأمي] من ذلك المكان لم يكن خوفاً ولا جبناً، فإنَّ هذا نفس أبيه بين جنبيه. والفضل ما شهدت به الأعداء رجلٌ يقول: لو اجتمعتِ العرب على قتالي لما ولَّيتُ عنها( )، هذا أمير المؤمنين × وهذا ابنه يقول فيه بعض من حضر: فوالله ما رأيت مكثوراً قط( )، والمكثور هو من أحاطت به الكثرة( )، واحد في الوسط والجيش قد دار عليه من كل جانب، محاصر من كل الجهات، لو أراد أن يقاتل الذي أمامه فالذي خلفه يستطيع أن يقتله، والذي على جانبيه يستطيع أن يرميه، >مَا رَأَيْتُ مَكْثُوراً قَطُّ ... أَرْبَطَ جَأْشاً وَلَا أَمْضَى جَنَاناً<( )ـ قلباً ـ من الحسين بن علي. هل يخاف الموت!، إنما يخاف أن تهتك حرمة الكعبة، يخاف أن تلقى الأمة في معركةٍ في بداية الأمر مع أنه لم يَستنفذ وسائلَهُ في إصلاحها إلى آخر لحظاتِ حياتِهِ، إلى مثل صبيحة هذا اليوم، عندما بدأ يومَه بموعظتِهِم وخطابتِهِ فيهم، وكلامِه معهم وتحذيرهم من الدنيا وغرورها وخداعها، ومحاولة إيقاظهم إلى الفترة الأخيرة، إلى أن أُغلقت كلُّ الطرق، وجاء عمرُ بن سعد ورمى سهماً وبدأ القتال، فجاءت السهام، على أثر ذلك قال الحسين: قوموا إلى الموت الذي لابد منه فهذه رسُلُ القوم إليكم( ). الحسين (ع) أراد أن يحيي القيم والأخلاق في النفوس الحسين × يوجِّه صراعَه إلى جهة القيَم والأخلاق، فهو يقول لهؤلاء الذين يتصارعون في كلِّ بلاد المسلمين لا تتسابقوا إلى القتال، فَبَدْأُ القتال لا يشكل حلاً للمشكلة، القتال هو آخر المطاف. ولو فهم المسلمون هذا المعنى لما وجدنا هذه المشكلةَ في العراق ولا في أفغانستان ولا في فلسطين ولا في سائر الأماكن الأخرى، ليكن القتال آخر شيء بعد أن تُستنفذَ الوسائلُ كلُّها، لا أولَ شيء لكي يوجَّه الناسَ إلى هذا المعنى. يقول لهم: أن الصراع أيضاً فيه أخلاق وقيَم، أنا الذي أقاتلكم وتقاتلوني والنساء ليس عليهن جُناح، إن لم يكن لكم دين وكنتم لا تخافون المعاد فكونوا أحراراً في دنياكم( )، ارجعوا إلى القيم الإنسانية إذا لم تكن الأحكام الشرعية تضبطكم وتقيد من حركتكم، ارجعوا إلى أخلاقكم وإلى أصولكم وتاريخكم، وانظروا هل يصح أن تضربَ النساءُ وأن تقتل، وأن يقتل الأبرياء ويفجَّر الأطفال، ارجعوا إلى هذه القيم لو لم يكن لكم دينٌ أيضاً. حاجتنا إلى الحسين لا تنحصر في زمن أو مكان فالحسين × تزداد الحاجةُ إليه في كلِّ زمنٍ ولا سيما في زماننا، ومن المؤسف أنَّ فريقاً من أبناء الأمة لا يتعرَّضُ لعطاء الحسين، من الحرمان هذا. جعل الحسين قصراً وحكراً على فئةٍ من المسلمين واعتبرَ قسمٌ آخر من المسلمين، أنَّ الحسين وقضيتَه لا تهمهم من قريبٍ ولا من بعيد، فتمرُّ ذكراه ولا أثر في هذه الأجهزة الإعلامية!!! لقد كان طاغيةٌ جلَّادٌ شغلَ الناس في مقتله على مدِّةِ شهرٍ من الزمان، بينما سبط رسول الله وابن بنت رسول الله، هذا الثائر الإسلامي الأول، يُستشهد فلا يُذكرُ إلا لُماماً وبصورةٍ ضئيلة، بينما لو تعرَّض الناس لعطائه لفازوا ونجحوا. نسأل الله أن يجعلنا في جملةِ أنصار الحسين، وأن يكتبنا من أحباب الحسين، وأن يحشرنا معه ومع آبائه الطاهرين، إنه على كلِّ شيء قدير. جانب العَبرة لا نطيل الحديثَ كثيراً؛ فإنَّ المصيبةَ تسيطر على النفوس وتتغلغل إلى داخل القلوب، كأنَّ في قلبك مأتماً، وكأنَّ في عينِك عَبرةً، وكأنَّ في داخلِكَ أسىً وشجى، أطلقه هذا اليوم لا تتحفَّظ، فإنَّ هذا الوقت بالضبط بعد صلاة العصر، يعني حوالي الساعة الرابعة أو قريب منها الحسين سلام الله عليه، قد صُرع على الرمضاء. تصوَّر بقلبِك كربلاء، تصوَّر بقلبك الواقعة، ارجع بنفسك إلى ذلك الزمان؛ لكي تتصوَّر الحدثَ كما جرى لحظةً بلحظة حتى تصلَ إلى هذا الوقت من النهار وتجدُ الحسين × عفيراً، متى عايَنَتْهُ الكُماتُ يختطف الرعبُ ألوانَها. أقول( ): الأحداث التي جرت في يوم عاشوراء كثيرة ومتعددة، والكلمات والمواقف التي أطلقت في تلك الساعات سواء الخطب أو الأشعار أو غيرها، من إمامنا الحسين وأصحابه وأهل بيته مهمة وعظيمة، فهي تشكل لنا دروساً عالية المضامين، وتربي أنفسنا تربيةً يرضاها الله ويريدها لنا، فلا ينبغي أن نغفل عنها ونتجاوزها وإن تجاوزناها في قراءة اليوم العاشر من محرم الحرام، فليكن ما نقرأه محفِّزاً للتعرف على باقي المواقف بدقة وتأمل. الحسين (ع) يعظ القوم ويحذرهم (بعض كلامه (ع) يوم عاشوراء) بدأ الحسين يومَه بخُطبةٍ أمامَ القوم فقال( ): الْـحَمْدُ للهِ الَّذِي خَلَقَ الدُّنْيَا فَجَعَلَهَا دَارَ فَنَاءٍ وَزَوَالٍ مُتَصَرِّفَةً بِأَهْلِهَا حَالاً بَعْدَ حَالٍ، فَالْـمَغْرُورُ مَنْ غَرَّتْهُ ‏وَالشَّقِيُّ مَنْ فَتَنَتْهُ، فَلَا تَغُرَّنَّكُمْ هَذِهِ الدُّنْيَا فَإِنَّهَا تَقْطَعُ رَجَاءَ مَنْ رَكِنَ إِلَيْهَا وَتُخَيِّبُ طَمَعَ مَنْ طَمِعَ فِيهَا، وَأَرَاكُمْ قَدِ اجْتَمَعْتُمْ عَلَى أَمْرٍ قَدْ أَسْخَطْتُمُ اللهَ فِيهِ عَلَيْكُمْ وَأَعْرَضَ بِوَجْهِهِ الْكَرِيمِ عَنْكُمْ وَأَحَلَّ بِكُمْ نَقِمَتَهُ وَجَنَّبَكُمْ رَحْمَتَهُ، فَنِعْمَ الرَّبُّ رَبُّنَا وَبِئْسَ الْعَبِيدُ أَنْتُمْ؛ أَقْرَرْتُمْ بِالطَّاعَةِ وَآمَنْتُمْ بِالرَّسُولِ مُحَمَّدٍ ’( ) ثُمَّ إِنَّكُمْ زَحَفْتُمْ إِلَى ذُرِّيَّتِهِ وَعِتْرَتِهِ تُرِيدُونَ قَتْلَهُمْ، لَقَدِ اسْتَحْوَذَ عَلَيْكُمُ الشَّيْطَانُ فَأَنْسَاكُمْ ذِكْرَ اللهِ الْعَظِيمِ، فَتَبّاً لَكُمْ وَلِمَا تُرِيدُونَ إِنَّا لِلهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ راجِعُونَ، هَؤُلَاءِ قَوْمٌ كَفَرُوا بَعْدَ إِيمانِهِمْ فَبُعْداً لِلْقَوْمِ الظَّالِمِين...‏( ) أَمَّا بَعْدُ فَانْسُبُونِي فَانْظُرُوا مَنْ أَنَا ثُمَّ رَاجِعُوا أَنْفُسَكُمْ وَعَاتِبُوهُمْ، فَانْظُرُوا هَلْ يَصْلُحُ لَكُمْ قَتْلِي وَانْتِهَاكُ حُرْمَتِي؟! أَلَسْتُ ابْنَ نَبِيِّكُمْ وَابْنَ وَصِيِّهِ وَابْنِ عَمِّهِ وَأَوَّلِ مُؤْمِنٍ مُصَدِّقٍ لِرَسُولِ اللهِ ’ بِمَا جَاءَ بِهِ مِنْ عِنْدِ رَبِّهِ، أَوَلَيْسَ حَمْزَةُ سَيِّدُ الشُّهَدَاءِ عَمِّي، أَوَلَيْسَ جَعْفَرٌ الطَّيَّارُ فِي الْـجَنَّةِ بِجَنَاحَيْنِ عَمِّي، أَوَلَم ‏ يَبْلُغْكُمْ مَا قَالَ رَسُولُ اللهِ ’ لِي وَلِأَخِي هَذَانِ سَيِّدَا شَبَابِ أَهْلِ الْـجَنَّةِ؟ فَإِنْ صَدَّقْتُمُونِي بِمَا أَقُولُ وَهُوَ الْـحَقُّ، وَاللهِ مَا تَعَمَّدْتُ كَذِباً مُذْ عَلِمْتُ أَنَّ اللهَ يَمْقُتُ عَلَيْهِ أَهْلَهُ، وَإِنْ كَذَّبْتُمُونِي فَإِنَّ فِيكُمْ مَنْ إِنْ سَأَلْتُمُوهُ عَنْ ذَلِكَ أَخْبَرَكُمْ، اسْأَلُوا جَابِرَ بْنَ عَبْدِ اللهِ الْأَنْصَارِيَّ وَأَبَا سَعِيدٍ الْـخُدْرِيَّ وَسَهْلَ بْنَ سَعْدٍ السَّاعِدِيَّ وَزَيْدَ بْنَ أَرْقَمَ وَأَنَسَ بْنَ مَالِكٍ، يُخْبِرُوكُمْ أَنَّهُمْ سَمِعُوا هَذِهِ الْـمَقَالَةَ مِنْ رَسُولِ اللهِ ’ لِي وَلِأَخِي أَمَا فِي هَذَا حَاجِزٌ لَكُمْ عَنْ سَفْكِ دَمِي (وَانْتِهَاكِ حُرْمَتِي‏)( )؟!. فأصبحوا لا يكلمونه( )، فقال( ): >أَلَا وَإِنَّ الدَّعِيَّ ابْنَ الدَّعِيِّ قَدْ رَكَزَ بَيْنَ اثْنَتَيْنِ بَيْنَ السَّلَّةِ( ) وَالذِّلَّةِ وَهَيْهَاتَ مِنَّا الذِّلَّةُ يَأْبَى اللهُ ذَلِكَ لَنَا وَرَسُولُهُ وَالْـمُؤْمِنُونَ وَحُجُورٌ طَابَتْ وَطَهُرَتْ وَأُنُوفٌ حَمِيَّةٌ وَنُفُوسٌ أَبِيَّةٌ مِنْ أَنْ نُؤْثِرَ طَاعَةَ اللِّئَامِ عَلَى مَصَارِعِ الْكِرَامِ أَلَا وَإِنِّي زَاحِفٌ بِهَذِهِ الْأُسْرَةِ مَعَ قِلَّةِ الْعَدَدِ وَخِذْلَةِ النَّاصِرِ<... فَإِنْ نَهْزِمْ فَهَزَّامُونَ قِدْماً وَإِنْ نُغْلَبْ فَغَيْرُ مُغَلَّبِينَا وَمَا إِنْ طِبُّنَا جُبْنٌ وَلَكِنْ مَنَايَانَا وَدَوْلَةُ آخَرِينَا إِذَا مَا الْـمَوْتُ رَفَّعَ عَنْ أُنَاسٍ كَلَاكِلَهُ أَنَاخَ بِآخَرِينَا فَأَفْنَى ذَلِكُمْ سرواة [سَرَوَاتِ‏] قَوْمِي كَمَا أَفْنَى الْقُرُونَ الْأَوَّلِينَا فَلَوْ خَلَدَ الْـمُلُوكُ إِذاً خَلَدْنَا وَلَوْ بَقِيَ الْكِرَامُ إِذاً بَقِينَا فَقُلْ لِلشَّامِتِينَ بِنَا أَفِيقُوا سَيَلْقَى الشَّامِتُونَ كَمَا لَقِينَا قام غيرُه وخطب، قام زهير وقام بُرير، وقام غيرُهم وخطبوا، لكن: قَسَتِ القلوبُ وَلَـمْ تَـمِـلْ لِـهِدايَةٍ تَبَّاً لِـهَاتِيكَ القُلوبِ القَاسيه قوموا إلى الموت الذي لابد منه ولما فرغوا جاءَ عمرُ بن سعدٍ وألقى سهماً بعد أن توسَّط العسكرين، نحو مخيم الحسين وقال اشهدوا لي عند الأمير، أني أولُ مَنْ رمى بسهم، (فرمى أصحابُه كلُّهم بأجمعهم، فما بقي أحد من أصحاب الحسين × إلَّا أصابه من سهامهم‏)( ) فتتابعتِ السِّهامُ والنبالُ على مخيَّمِ الحسين، حتى وصل بعضُ النبالِ إلى أُزُرِ النساءِ، فصِحنَ وأُرعبْنَ ونادينَ وا رسول الله، وا محمَّداه، فقال الحسين ×: قوموا إلى الموت الذي لابد منه( ). اعترك الجميعُ في معركةٍ قويَّةٍ، واشتبكَ جيشُ الحسينِ القليلِ بذلكَ الجيشِ اللجِبِ( )، وثارَ الغُبارُ، وعلا القسطل( )، فما انجلتِ الغَبَرَةُ( )إلا عن خمسينَ صريعاً من جيشِ الحسينِ ×، والحسينُ ينادي ويقول: لا حولَ ولا قوةَ إلا بالله العليِّ العظيم. وتقدَّم أنصار الحسين (ع) لقد قتلَ أصحابُ الحسينِ عدداً كبيراً من ذلك الطرف، ولكن لكثرتهم لم يكنْ ليظهرَ فيهم، لكنَّ خمسين صريعاً من جند الحسين كانت تشكِّلُ نسبةً كبيرةً، فبانَ النقص في معسكر الحسين ×. ثمَّ بدأ يبرز الواحدُ منهم تلو الآخر، إلى أنْ تفانى الأنصارُ بأجمعهم، فقُتلَ حبيبُ بنُ مُظاهر، وقُتِلَ زهيرُ بنُ القينِ، وقُتِلَ مسلمُ بن عوسجة، وقُتِلَ بقيةُ الأصحابِ، بعد أنْ أدَّوا وظيفتهم. گِضَوا حَگِّ العَلِيهُمْ دونِ الخْيامْ وَلَا خَلَّوا خَوَاتِ احْسِينْ تِنْضَامْ لَـمَـا طَاحَوا تِفَايَضْ مِنْهُم الْـهَامْ تِهَاوَوْا مِثِلْ مَهْوَا النَّجِمْ مِنْ خَرْ هَذَا الرُّمُح بُفَّادَه تِثَنَّه اوْهَذَا بِيه لِلنِّشَّابْ رَنَّه اوْهَذَا الخِيلْ صَدْره رضْرَضَنَّه اوْهَذَا اوْذَاكْ بِالهِنْدي مُوَذَّرْ وجاء دور الهاشميين ليحاموا عن إمامهم ثمَّ إنَّ الهاشميينَ قدْ برزوا بعد الأنصار، فبرزَ عليٌّ الأكبر، (فقاتل قتالاً شديداً وقتل منهم جمعاً كثيراً ثم رجع إلى أبيه الحسين × يشتكي ما أصابه من شدة العطش والجهد، فصبَّره الحسينُ وبشره بشربةٍ سرعان ما ينالها من يد جده رسول الله ’، فرجع إلى القتال وقاتل قتال الأبطال، فرماه مُنْقِذُ بنُ مرَّةَ العبديُّ لعنه الله بسهمٍ فصرعه)( )، فحمَلهُ الجواد إلى عسكرِ الأعداء، فانثالوا عليه حتى مزَّقوه إرْباً إرْباً ـ أي وا علياه ـ. >فَجَاءَ الْـحُسَيْنُ × حَتَّى وَقَفَ عَلَيْهِ وَوَضَعَ خَدَّهُ عَلَى خَدِّهِ وَقَالَ قَتَلَ اللهُ قَوْماً قَتَلُوكَ مَا أَجْرَأَهُمْ عَلَى اللهِ وَعَلَى انْتِهَاكِ حُرْمَةِ الرَّسُولِ عَلَى الدُّنْيَا بَعْدَكَ الْعَفَاءُ<( ). وبرزَ بعده آلُ عقيل، فتفانوا( ). وبرز أبناءُ الحسن فقُتِلوا( ). العباس (ع) يطلب الماء للأطفال فيغدرون به ولم يبقْ إلا أبو الفضلِ العباس، وجاءَ إلى المشرعةِ ليحملَ الماءَ إلى الأطفال والعيال، فأرادوا منعه فلم يتمكنوا، فلجأوا إلى الغدر والخديعة... فقطعوا يمينَه ويساره، وجاءته سهامهم كالمطر فأصابوا بها القربة، وأريق ماؤها، وجاءه سهم فأصاب صدره الشريف، وسهمٌ أصاب عينه اليمنى فأطفأها، وضربهُ رجل من بني تميم بعمودٍ من حديدٍ على رأسه فخر صريعاً. فنادى بأعلى صوته: عليك مني السلامُ أبا عبد الله أدركني يا أخي. الآن انكسر ظهري فأتاه الحسين ×، ورآه بتلك الحالة: مقطوع اليدين مرضوض الجبين، والسهم نابت في العين، فنادى: الآنَ انكسرَ ظهري وقَلَّتْ حِيلَتي وشمِتَ( ) بي عدوِّي( ). تِعَنَّه امْنِ الِخيَمْ للعَلْگُمِي احْسِيْن ايْصِيحْ ابْصُوتْ خُويَه اوْگَعِتْ وِينْ؟ بَعَدْ مَا شُوفْ دَرْبِي يَا ضِوَه الْعِينْ يَخُويَه الْكُونْ كِلَّه ابْعِيْنِي أَظْلَمْ يَخُويَه انَكِسَـرْ ظَهْرِي اوْلَاگْدَر آگُومْ اوْصِرِتْ مَرْكَزْ يَخُويَهْ الْكِلِّ لِـهْمُومْ يَخُويَه اسْتُوحِدُوْنِي بَعْدَكِ الْگُومْ وَلَا وَاحِدْ عَلَيَّه بَعَدْ يِنْغَرْ يَخُويَه ابْيَا كِتِرْ طَاحَنْ ازْنُودَكْ؟ يَخُوْيَه الْعَلَمْ وِيْنَه اوْينْ جُودَكْ؟ يَبُو فَاضِلْ زَمَانِي هَمْ يِعُوْدَكْ؟ اوْشَمْلِي الْلِي تِشَتَّتْ بِيكْ يِلْتَمِ؟ الحسين (ع) يودِّع العائلة ولما رأي الحسين × مصارعَ فتيانِهِ وأحبتِهِ عزمَ على لقاء القومِ بمُهجَتِهِ، فجعلَ ينادي: هلْ من راحمٍ يرحمُ آلَ الرسولِ؟ هلْ مِنْ ناصرٍ ينصرُ ذُريَّةَ الطاهرةِ البتولِ؟ أما مِنْ ذابٍ يذبُّ عنَّا؟ أما من معينٍ يعيننا؟ ثمَّ التفتَ إلى الخيام فنادى: يا سكينةُ يا فاطمةُ (يا زينب)( ) يا أمَّ كُلْثُومٍ عليكنَّ منِّي السلامُ، فهذا آخر الاجتماعُ، وقد قَرُبَ منكنَّ الافتجاعُ، فَعَلَتْ أصواتُهنَّ بالبكاءِ والعويل، وصِحنَ: الوَداعَ الوَداعَ، الفِراقَ الفِراقَ( ). نعي نصاري( ): رَدْ وِاعْيَالَهْ امْنِ العَطَشْ يُومَنْ اوْصَاحِ ابْصُوتْ لِلتُّودِيعْ گُوْمَن مِثِلْ سِربِ الگَطَا گَامَنْ يِحُومَن تِطِيحِ اعْلِيه وِحْدَتْهِنِ اوْتِعْثَرْ إِجَتْ زِيْنَب اوْبَاجِي الحَرمْ يَمَّه اوْصَارَنْ لِلِوْدَاعِ اعْلِيهْ لـمَّه يِشِمْ سِكْنَه وِهِيْ گَامَت تِشِمَّه يِحِبْهَا وِالدَّمِع لِيْلُو ايْتِنَثَّرْ يَبُويَه ايْطُولْ مِنْ بَعْدِي وِنِيْنِچْ اوْمِثْلِ النِّيبْ چَنْ اسْمَعْ حِنِيْنِچْ يَبُويَه لَا تِشُوفِيْنِي ابْعِيْنِچْ أَخَافَنْ يِنْخِطِفْ لُوْنِچ اوْيِصْفَرْ فأحطْنَ به منْ كلِّ جانبٍ، وتعلقن بأذياله، هذهِ تقبِّلُ رأسَه، وتلكَ تُقبِّلُ وجههُ، وأخرى تقبِّلُ يديهِ ورِجليه، وتلك تقول: إلى أينَ يا حِمانا؟ إلى أينَ يا رجانا، إلى أين يا نعم الخلف، إلى أين يا بقية السلف. وبينما الحسينُ في ذلك الحال وإذا بمنادٍ ينادي: يا حسين قعدتَ عن الحرب، وجلستَ في خيمةِ النساء؟ امسح على رأسي كاليتامى فقامَ الحسين × وركب جوادَه وانحدر نحو القوم، فبينما هو يسير وإذا بصوتٍ من خلفه: أبه يا حسين لي إليك حاجة. فالتفت الحسين ×، وإذا بها ابنته سكينة، فقال لها بنية ما حاجتك؟ قالت: أبه حاجتي أن تنزل عن ظهر جوادك، أودِّعُك وداع اليتامى، تجلسني في حجرك وتمسح على رأسي كما يُمسح على رؤوس الأيتام. فنزل الحسين × عن ظهر جواده، أجلسها في حجره ودموعها تتحادرُ على خديها، >قالت: يَا أَبَهْ (أراك قد) اسْتَسْلَمْتَ لِلْمَوْتِ؟ فَقَالَ: كَيْفَ لَا يَسْتَسْلِمُ (للموت) مَنْ لَا نَاصِرَ لَهُ وَلَا مُعِينَ! فَقَالَتْ: (إذن) يَا أَبَهْ رُدَّنَا إِلَى حَرَمِ جَدِّنَا فَقَالَ هَيْهَاتَ لَوْ تُرِكَ الْقَطَا (ليلاً) لَنَام‏<( ). (يعني بنية: هذا خارجٌ عن إرادتنا؛ فإن القوم قد أكرهونا وألجأونا وسدوا علينا الطرق، كما تكره طيور القطا على الطيران ليلاً وتثار في أماكنها)( ). فصبرها الحسين × وودَّعها بقوله: سيطولُ بعدي يا سكينةُ فاعلمي منكِ البُّكاءُ إذا الحِمامُ دَهاني لا تُحرقي قَلبي بدمعِكِ حَسـرةً مادام منِّي الرُّوحُ في جُثماني فإذا أنَا قُتِلتُ فأَنتِ أولى بالَّذي تأتينَهُ يَا خِيرةَ النِّسوانِ نصاري: يبويه انروح كل احنه فِداياك دِخِذنه للحرب يحسين ويَّاك اهي غيبه يبويه وگعد اتناك وگولن سافر اويومين يسدُر يبويه گول لا تخفي عليه هذي روحتك لو بعد جيه؟ يبويه ان چان رايح هاي هيه اخذني اوياك عنك مگدر اصبر أماه يا فاطمة قد أديت الأمانة ودعها الحسين، بعد أن صبَّرها وسلاها، وامتطى صهوة جواده، وإذا بصوت الحوراء زينب يملأُ سمعَه: أخي حسين قف لي هنيئة، انزل من على ظهر جوادك، فنزل الحسين، قالت: أخي اكشف لي عن صدرك، وعن نحرك، فكشف الحسين عن صدره وعن نحره، فشمته في نحره، وقبلته في صدره، ثم حوَّلت وجهها نحو المدينة، وصاحت: أُماه يا فاطمة قد استرجعت الوديعة وأُديتِ الأمانة. فقال لها: أخية وما الأمانة؟ قالت: اعلم يابن والدي، أنه لما دنت من أمنا فاطمة الوفاة، قربتني إليها، شمتني في نحري، وقبلتني في صدري، وقالت لي: بنية هذه وديعتي عندك، فإذا رأيت أخاك الحسين وحيداً فريداً، شميه في نحره وقبليه في صدره. ولا أدري هل أخبرتها الزهراء عن السبب، وهل سألتها العقيلة؟ ولكنها العالمة غير المعلمة، فتعلم بأن الزهراء أرادت منها أن تقبله في نحره لأنه موضع السيوف، وتريدها أن تقبله في صدره لأنه موضع حوافر الخيول. من شعر الحسين يوم عاشوراء امتطى صهوةَ فرسِه( ) وتقدَّمَ نحوَ القومِ مُصلِتَاً سيفَهُ، آيِسَاً منَ الحَياةِ، عازِمَاً عَلى الموتِ. أَنَا ابْنُ عَلِيِّ الطُّهْرِ مِنْ آلِ هَاشِمٍ كَفَانِي بِهَذَا مَفْخَراً حِينَ أَفْخَرُ وَجَدِّي رَسُولُ اللهِ أَكْرَمُ مَنْ مَضَـى وَنَحْنُ سِرَاجُ اللهِ فِي الْخَلْقِ نَزْهَرُ وَفَاطِمُ أُمِّي مِنْ سُلَالَةِ أَحْمَدٍ وَعَمِّيَ يُدْعَى ذَا الْجَنَاحَيْنِ جَعْفَرُ وَفِينَا كِتَابُ اللهِ أُنْزِلَ صَادِقاً وَفِينَا الْهُدَى وَالْوَحْيُ بِالْخَيْرِ يُذْكَرُ وَنَحْنُ أَمَانُ اللهِ لِلنَّاسِ كُلِّهِمُ نُسِـرُّ بِهَذَا فِي الْأَنَامِ وَنَجْهَرُ وَنَحْنُ وُلَاةُ الْحَوْضِ نَسْقِي وُلَاتَنَا بِكَأْسِ رَسُولِ اللهِ مَا لَيْسَ يُنْكَرُ وَشِيعَتُنَا فِي النَّاسِ أَكْرَمُ شِيعَةٍ وَمُبْغِضُنَا يَوْمَ الْقِيَامَةِ يَخْسَـر( ) >ثُمَّ إِنَّهُ دَعَا النَّاسَ إِلَى الْبِرَازِ فَلَمْ يَزَلْ يَقْتُلُ كُلَّ مَنْ دَنَا مِنْهُ مِنْ عُيُونِ الرِّجَالِ حَتَّى قَتَلَ مِنْهُمْ مَقْتَلَةً عَظِيمَة<( ). ثمَّ حَمَلَ عَلى الـمَيْمَنةِ وهو يقول: الـمَوتُ أوْلَى مِنْ رُكُوبِ العَارِ وَالعَارُ أَوْلَى مِنْ دُخُولِ النَّارِ تَاللهِ مَا هَذَا وَهذَا جَارِي لا حول ولا قوة إلا بالله >قَالَ بَعْضُ الرُّوَاةِ فَوَاللهِ مَا رَأَيْتُ مَكْثُوراً( ) قَطُّ قَدْ قُتِلَ وُلْدُهُ وَأَهْلُ بَيْتِهِ وَأَصْحَابُهُ أَرْبَطَ جَأْشاً مِنْهُ وَإِنْ كَانَتِ الرِّجَالُ لَتَشُدُّ عَلَيْهِ فَيَشُدُّ عَلَيْهَا بِسَيْفِهِ فَيَنْكَشِفُ عَنْهُ انْكِشَافَ الْـمِعْزَى إِذَا شَدَّ فِيهِ الذِّئْبُ، وَلَقَدْ كَانَ يَحْمِلُ فِيهِمْ وَلَقَدْ تَكَمَّلُوا ثَلَاثِينَ أَلْفاً فَيُهْزَمُونَ بَيْنَ يَدَيْهِ كَأَنَّهُمُ الْـجَرَادُ الْـمُنْتَشِرُ. ثُمَّ يَرْجِعُ إِلَى مَرْكَزِهِ وَهُوَ يَقُولُ: لَا حَوْلَ وَلَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللهِ<( ). وحمَلَ على الميسرةِ وهوَ يقولُ: أَنَا الـحُسَيْنُ بْنُ عَلِي آلَيْتُ أَنْ لَا أَنْثَنِي أَحْمِي عِيَالَاتِ أَبِي أَمْضِـي عَلَى دِينِ النَّبِي أنت عطشان وأنا عطشان >وَأَقْحَمَ الْفَرَسَ عَلَى الْفُرَاتِ فَلَمَّـا أَوْلَغَ الْفَرَسُ بِرَأْسِهِ لِيَشْرَبَ قَالَ ×: أَنْتَ عَطْشَانٌ وَأَنَا عَطْشَانٌ وَاللهِ لَا أَذُوقُ الْـمَـاءَ حَتَّى تَشْرَبَ، فَلَمَّـا سَمِعَ الْفَرَسُ كَلَامَ الْـحُسَيْنِ شَالَ رَأْسَهُ وَلَمْ يَشْرَبْ كَأَنَّهُ فَهِمَ الْكَلَامَ فَقَالَ الْـحُسَيْنُ: اشْرَبْ فَأَنَا أَشْرَبُ فَمَدَّ الْـحُسَيْنُ يَدَهُ فَغَرَفَ مِنَ الْـمَـاءِ، فَقَالَ فَارِسٌ: يَا أَبَا عَبْدِ اللهِ تَتَلَذَّذُ بِشُرْبِ الْـمَـاءِ وَقَدْ هُتِكَتْ حُرْمَتُكَ! فَنَفَضَ الْـمَـاءَ مِنْ يَدِهِ وَحَمَلَ عَلَى الْقَوْمِ فَكَشَفَهُمْ فَإِذَا الْـخَيْمَةُ سَالِـمَةٌ<( ). هذا ابن قتال العرب قال في المناقب: >وَجَعَلَ يُقَاتِلُ حَتَّى قَتَلَ أَلْفاً وَتِسْعَمِـائَةٍ وَخَمْسِينَ سِوَى الْـمَجْرُوحَيْنِ فَقَالَ عُمَرُ بْنُ سَعْدٍ لِقَوْمِهِ: الْوَيْلُ لَكُمْ أَتَدْرُونَ مَنْ تُبَارِزُونَ هَذَا ابْنُ الْأَنْزَعِ الْبَطِينِ هَذَا ابْنِ قَتَّالِ الْعَرَبِ، فَاحْمِلُوا عَلَيْهِ مِنْ كُلِّ جَانِبِ فَحَمَلُوا بِالطَّعْنِ مِائَةً وَثَمَانِينَ وَأَرْبَعَةَ آلَافٍ بِالسِّهَام<‏( ). نصاري( ): دَارِ العَسْكَرِ اعْلَى احْسِينْ يَا حِيفْ نَاسٍ بِالرِّمَاحِ اوْنَاسْ بِالسِّيفْ يِشْبَهْ دُورْهَا اعْلَى اللِّيثْ الـمْخِيفْ بَيَاضِ العِينْ بِصْبَيْهَا ايْتِدَوَّرْ تِلَگَه انْبَالْـهَا احْسِينْ ابْوِرِيْدَه نُوْبٍ بالضِّلُوعْ اوْنُوبْ بِيْدَه تِلَايَمْ غِيمْهَا وِثْجَلْ رِعِيدَه( ) اوْبالزَّانات فُوگِ احْسِينْ يِمْطِر ثِگَلْ مَا يِنْدَرَه ابْنَشَّابْهَا امْنِينْ يِجِيْهِ اوْزَانْهَا اوْيِخْطِفْ عِلَى احْسِينْ سَهِمْ بِيْدَه اوْسَهْمِ ابْحَاجِبِ العِينْ يَوِيْلِي وَفْغَرَتْ رُوحَه امْنِ الحَر ألف وتسعمائة جراحة هذا والحسين ينزف دماً، ينزف من جبهته لسهم أصابها، وينزف من حنكه الشريف لسهم آخر، وينزف من تمام بدنه؛ إذ كان مليئاً بالجراحات على أثر الطعنات والضرَبات، طعنات الرماح ورميها وضربات السيوف ورمي الحجارة، حتى وصلت على بعض الروايات إلى ألف وتسعمائة جراحة، فكانت الطعنة على الطعنة والضربة على الضربة، حتى صارت الرماح في جسده كالشوك في جلد القنفذ، وروي أنها كانت كلها في مقدِّمه( ). السهم المسموم يستنفذ قوى الحسين (ع) وقف الحسين × ليستريح وقد ضعف عن القتال فبينما هو واقف إذ أتاه حجر فوقع في جبهته فأخذ الثوب ليمسح الدم عن وجهه فأتاه سهم محدَّد مسموم له ثلاث شعب فوقع السهم في صدره وفي بعض الروايات على قلبه، فقال الحسين ×: بِسْمِ اللهِ وَبِاللهِ وَعَلَى مِلَّةِ رَسُولِ اللهِ وَرَفَعَ رَأْسَهُ إِلَى السَّمَاءِ وَقَالَ: إِلَهِي إِنَّكَ تَعْلَمُ أَنَّهُمْ يَقْتُلُونَ رَجُلاً لَيْسَ عَلَى وَجْهِ الْأَرْضِ ابْنُ نَبِيٍّ غَيْرُهُ، [أراد الحسين أن ينتزع السهم من الأمام فلم يستطع]( ) ثم أخذ السهمَ فأخرجه من قفاه فانبعث الدمُ كالـميزاب‏( ).‏ نصاري( ): اوْچَبْ يِستِريحِ احْسينْ سَاعَه ضِعَفْ حِيْلَه اوْثِگَلْ بِالسِّيفْ بَاعَه رَنْ الحَجَر مِنْ وَجْهَه ابْشُعَاعَه اوْدَمَّه مِثِلْ مَاي العِينْ فَجَّرْ شَالِ الثُّوبْ يِمْسَحْ دَمْ جِبِيْنَه اوْشَابِحْ لِلْحَرُبْ وِالْـخِيَمْ عِيْنَه أَثَارِي اعْدَاه چَبْدَه امْعَيِّنِيْنَه رِمُوهِ ابْسَهِمْ لَاچِنْ نَاجِعِ ابْسَمْ هكذا ألقى جدي وأنا مخضوب بدمي فوضع الحسين × يده على الجرح فلما امتلأت رمى به إلى السماء، فما رجع من ذلك الدم قطرة، وما عُرِفت الحمرة في السماء حتى رمى الحسين × بدمه إلى السماء ثم وضع يده ثانياً فلما امتلأت لطَّخ بها رأسَه ولحيَته، وقال: >هَكَذَا أَكُونُ حَتَّى أَلْقَى جَدِّي رَسُولَ اللهِ وَأَنَا مَخْضُوبٌ بِدَمِي وَأَقُولُ يَا رَسُولَ اللهِ قَتَلَنِي فُلَانٌ وَفُلَانٌ<( ). ولما أثخن × بالجراح وإذا بلعين طعنه في خاصرته طعنة، فسقط عن فرسه إلى الأرض على خده الأيمن. وَجَعَلَ فَرَسُهُ يُحَامِي عَنْهُ وَيَثِبُ عَلَى الْفَارِسِ فَيَخْبِطُهُ عَنْ سَرْجِهِ وَيَدُوسُهُ حَتَّى قَتَلَ الْفَرَسُ أَرْبَعِينَ رَجُلاً ثُمَّ تَمَرَّغَ بِدَمِ الْـحُسَيْنِ وَقَصَدَ نَحْوَ الْـخَيْمَةِ وَلَهُ صَهِيلٌ عَالٍ وَيَضْرِبُ بِيَدَيْهِ الْأَرْض( )‏. وكان يقول في صهيله كما ورد: الظليمةَ الظليمةَ منْ أمةٍ قتلت ابنَ بنتِ نبيِّها( ). ولما سمعت زينب صهيلَ الجواد خرجت لاستقباله، وكأني بها: (نصاري)( ): يَمُهْرِ احْسِينْ وِيْنِ احْسِينْ گِلِّي أَشُوفَكْ جِيْتْنِي تِصْهَلْ ابْذِلِّي اخْلَافِ احْسِينْ گِلِّي وِينْ اوَلِّي؟ اوْمَالَكْ رَوِّعِتْ گَلْبِي يَمْگَدَّرْ يَمُهْرِ احْسِينْ گِلِّي عَنْ وِلِيي بَعَدْ فَيَّه يَخَايِبْ بِيشْ افَيْي اشْچَمِ اصْوَابْ گِلِّي ابْگَلْبَ اخَيِّي اوْمِنْ يا جَرِحْ دَمَّه ايْفَوِّر آكْثَرْ اهْنَا گِلِّي يِصِيرْ اعْلَاجْ لِحْسِينْ؟ أَفِتْ گَلْبِي وَذِرْ جَرْحِ الگَلُبْ زِينْ وَنَگِّط فُوگْ جَرْحَه ابْدَمْعَةِ الْعِينْ بَلْچِي اصْوَابْ اُخُويَه احْسِينْ يِخْدَرْ فلما أغمي على الإمام ×، تحير القوم ماذا يفعلون؟ فقال لهم عمر بن سعد لعنه الله: إن الرجلَ غيور، اهجموا على مخيمه فإن كان فيه قوة نهض، وإن لم ينهض نزلتم إليه وأرحتموه. هجم الجيش على مخيم الحسين، فخرجت زينب وباقي النساء وهنَّ ينادين: واحسيناه، ابن أمي يا حسين نور عيني يا حسين، لما سمع الإمامُ صوت زينب أفاق من إغماءته، أراد القيام فكبا، قام مرة أخرى فوقع على وجهه. ونادى أخيه زينب عودي إلى الخيام لا طاقة لي على النهوض. فلمـا علم ابن سعد بأن لا طاقة له على النهوض نادى ويحكم انزلوا إليه وأريحوه. فجاء زُرْعَةُ بْنُ شَرِيكٍ لعنه الله والإمام على الرمضاء، فضرب إمامَنا على رأسه، وجاء سنان ابن أنس لعنه الله وطعنه برُمحٍ في ظهره، ونزل إليه شمرُ بن ذي الجوشن لعنه الله فتقدَّم ورفس إمامَنا برجله، ثمَّ جلس على صدره، (هذا صدرٌ لطالما قبَّلَه رسول الله واحتضنته فاطمةُ الزهراء) تربع على صدره، وقبض على لحيته وهمَّ بقتله، فتبسم الحسين × وقال له: أتقتلني ولا تعلم من أنا؟ فقال: أعرفك حقَّ المعرفة، أمُّك فاطمة الزهراء، وأبوك علي المرتضى، وجدُّك محمَّدٌ المصطفى، وخصمك العليُّ الأعلى، أقتلك ولا أبالي، فضربه بسيفه اثنتا عشرة ضربة، ثمّ حزَّ رأسه الشريف. أي وا إماماه وا سيداه وا ذبيحاه وا عطشاناه وا حسيناه. قَالَ أَبُو عَبْدِ اللهِ × لَـمَّـا كَانَ مِنْ أَمْرِ الْـحُسَيْنِ × مَا كَانَ ضَجَّتِ الْـمَلَائِكَةُ إِلَى اللهِ بِالْبُكَاءِ وَقَالَتْ يَا رَبِّ هَذَا الْـحُسَيْنُ صَفِيُّكَ وَابْنُ بِنْتِ نَبِيِّكَ قَالَ فَأَقَامَ اللهُ ظِلَّ الْقَائِمِ × وَقَالَ بِهَذَا أَنْتَقِمُ لِهَذَا. ولسان حال العقيلة تگله: نصاري( ): يَخايِبْ خَلِّي اخُويَه احْسِينْ سَاعَه أَغَمِّضْلَه وَمِدْ لِلْمُوتْ بَاعَه مَهُو شَمَّامَةْ الحِلْوَه اطْبَاعَه دِخَلِّي ابْرَاحْ رُوْحِ احْسِينْ تِظْهَرْ لَـمَّنْ شَافِتَه صُفْگَتْ بِدِيْهَا اوْشَگَّتْ ثُوْبْهَا وِيْلِي عَلِيْهَا مَا تِنْلَامْ مِنْ شَافَتْ وِلِيهَا فُوگِ الرُّمُحْ رَاسَه ايْلوحْ بالبَرْ يَشَيَّالْ رَاسْ حَامِيْنَه اوْلِينَه رَيِّض خَلِّي اتْوَدِّعَهْ اسْكِيْنَه لِيشْ احْسِينْ سَاچِتْ عَنْ وِنِينَه؟ گِلِّي تِعَبْ يُو جَرْحَه تِخَدَّرْ؟ يَشَيَّالْ رَاسَه لَا تِلُوحَه اوْهَبِّطْ عَنْ بَگَايَا الرُّوسْ رُمْحَه أَخَاف ايْفُوتْ رِيحِ الهِوى ابْجُرْحَه وِصْوَابَه عَلِيهْ ايْگُومْ يِسْعَرْ أبوذية: اصوابك يسعر ابگلبي وناراك انهِدَم يحسين كِل حيلي وناراك الشمر گاعد على صدرك ونا راك اومحَّد خلَّصك يابن الزچيه أبوذية: الگلب شاجر على ابن امي وداوي تضعضع وانهِدَم صبري وداوي لا مجروح حتَّى اگعِد وداوي ولا غايب وگول ايعود ليه دعاء لكل من ساهم اللهم صل على محمد وآل محمد، اللهم آجرنا في مصيبةِ إمامنا، اللهم منا ما يليق بنا من نقصٍ وعجزٍ وضعفٍ، ومنك ما يليقُ بك من كرمٍ وقدرة، فأعطنا من كرمِك وتقبَّل نقصنا وعجزنا وتقصيرنا يا رب العالمين. اللهم اجعلنا في جملةِ أنصار الحسين، اللهم اجعلنا مع الحسين يوم القيامة، اللهم لا تفرق بيننا وبينهم أبداً يا أرحم الراحمين، اغفر لنا ذنوبنا كفر عنا سيئاتنا آمنا في أوطاننا، لا تسلط علينا من لا يخافُك ولا يرحمنا. تقبل اللهم عملَ المؤسسين بخيرِ قبولك، أسلاف الأسرة من المؤسسين الحاج فلان [وذكر اسمه] اللهم أرسل إليه من هذا المجلس رَوحاً وريحاناً، الوالد تغمده الله برحمته وبقية الأسرة وكذلك موتى الحاضرين والمستمعين اللهم تغمدهم جميعاً برحمتك وأسكنهم فسيج جنتك، وأوصل لهم من هذا المجلس ثواباً وأجراً يا أرحم الراحمين. لابد أن نتقدَّم أيضاً بالشكر إلى جميع من حضر وواسى، بالتالي هذا المجلس كان مجلساً طيباً بحضور هؤلاء الإخوة المؤمنين الذين داوموا جزاهم الله خيراً وشكر الله سعيهم. وأيضاً نتقدم بالشكر إلى إدارة هذه الحسينية التي أدارت المأتم. وبالشكر الجزيل أيضاً إلى الإخوة الذي أشرفوا على جهة الأنترنت، وأوصلوا مآتم الحسين إلى شبابنا وإخواننا وطلابنا في أمريكا وفي بقية الأماكن، حيث كان المأتم يبث يومياً وكان إخواننا يستمعون إليه في نفس الوقت، فجزاهم الله خيراً. كما ونتقدم بالشكر الجزيل إلى لجنة منبر أهل البيت أيضاً، حيث كان لهم نشاطات طيبة، شكر الله سعيهم. ونتقدم أيضاً بالشكر الجزيل إلى الذين يوصلون صوت المنطقة ومنبر المنطقة عبر الفضائيات إلى كل مكان، فشكر الله سعيهم ووفقهم إلى كل خير، ونسأل الله سبحانه وتعالى أن يعيدنا وإياكم على مثل هذه المناسبات في خير وعافية، وأن تُقبل أعمالنا بحق الصلاة على محمدٍ وآل محمد( ). الفهرس محاضرة في اليوم العاشر عنوانها >أيها الناس إليكم الأنموذج< 1 عِبرة وعَبرة 1 دماء الحسين أبلغ عظة 1 إن الحسين (ع) لم يمت 2 تأثير المجالس تراكمي 3 الحسين مصباح الهدى وسفينة النجاة في كل شيء 3 أرادوا وأراد الله ولم يكن إلا ما أراد ولن يكون إلا ما يريد 4 لن يجد العالم أنقى من راية الحسين 5 إني أكره أن أبدأهم بقتال 7 والفضل ما شهدت به الأعداء 8 الحسين (ع) أراد أن يحيي القيم والأخلاق في النفوس 9 حاجتنا إلى الحسين لا تنحصر في زمن أو مكان 10 جانب العَبرة 11 الحسين (ع) يعظ القوم ويحذرهم (بعض كلامه (ع) يوم عاشوراء) 12 قوموا إلى الموت الذي لابد منه 15 وتقدَّم أنصار الحسين (ع) 16 وجاء دور الهاشميين ليحاموا عن إمامهم 17 العباس (ع) يطلب الماء للأطفال فيغدرون به 18 الآن انكسر ظهري 19 الحسين (ع) يودِّع العائلة 20 امسح على رأسي كاليتامى 21 أماه يا فاطمة قد أديت الأمانة 23 من شعر الحسين يوم عاشوراء 23 لا حول ولا قوة إلا بالله 25 أنت عطشان وأنا عطشان 25 هذا ابن قتال العرب 26 ألف وتسعمائة جراحة 27 السهم المسموم يستنفذ قوى الحسين (ع) 28 هكذا ألقى جدي وأنا مخضوب بدمي 29 دعاء لكل من ساهم 33 الفهرس 35
مرات العرض: 3394
المدة: 01:03:07
تنزيل الملف: عدد مرات التنزيل: (2599) حجم الملف: 7.22 MB
تشغيل:

الطوسي : شيخ الطائفة
عاقبة الظلم