جعفر بن أبي طالب ناقل الاسلام للحبشة كتابة الأخت الفاضلة تهاني الغاوي وي عن سيدنا ومولانا رسول الله صلى الله عليه واله أنه قال عن جعفر بن أبي طالب "أنك أشبهت خٓلقي وخُلقي" أحد ابطال بني هاشم ،وهوجعفر بن أبي طالب بن عبد المطلب بن هاشم المعروف بذي الجناحين وبالطيار على أثر قطع يديه معًا وأن الله عِوَضه بذلك بجناحين يطير بهم بالجنة لنبدأ حديثًا بإسلامه المبكر حيث كان في ذلك الوقت أبو طالب يلاحظ رسول الله صلى الله عليه واله يصلي ومعه عليًّا ومعه خديجة عليهما السلام فكان عليًّا يقف عن يمين رسول الله وخديجة خلفهما فقال أبو طالب ويذكر ذلك كتّاب السيرة من الفريقين (صَل جناح ابن عملك وصلي معه) صلة الجناح يعني أن تقف على الجهة الأخرى أذ علي عن اليمين فأنت قف ع الشمال فسيكون هناك جناحان وبالخلف تكون خديجة وهذا يشير بناء على هذه الرواية إلى أنه في ذلك الوقت لم يكن يصلي ويتوجه للكعبة بل إلى بيت المقدس ونفس الوقت الوقت لم يكن يستدبر الكعبة يعني كان يقف تقريبا بمحاذاة الركن اليماني فهو يُستقبل الكعبة وبهذا الامتداد يُستقبل بيت المقدس في فلسطين إلى أن جاء الأمر بتغير القبلة من بيت المقدس والكعبة بما أن على هذا فهو من السابقين ولَم يتقدمه بالصلاة إلا عليًّا وخديجة وراء رسول الله صلى الله عليه واله وهو كان أكبر سنًا من عليًّا عليه السلا م بعشر سنوات حيث ولد في ماقبل الهجرة ب أربعة وثلاثين سنة وبهذا يكون عمره الشريف عندما استشهد بحدود واحد اربعينالى اثنين واربعين سنة في معركة مؤته التي حصلت في سنة الثامنة من الهجرة النبي صلى الله عليه واله وصفه بأنه يشبه خَلْقه وخُلقه المشتبهون بالنبي صلى الله عليه واله متعددون من حيث الشكل فقد ذكروا بأنهم سبعة أشخاص وبعض الروايات التاريخية قالت عشرة أشخاص كأنو يشبهون النبي بشكله العام بدرجة من درجات جعفر بن ابي طالب ابن عّم النبي كان يشبه النبي في شكله وأخلاقه وطريقته وسيلقته ،،نعم هؤلاء يتفضلون بناء على ماقاله الإمام الحسين عليه السلام في حق علي الأكبر أشبه الناس خَلْقًاوخُلْقًاومنطقًا يكون علي الأكبر هو متميز بينهم جميعًا ولكن جعفر في مرتبة من المراتب كان يشبه النبي في اخلاقه وشكله وهيئته العامة وبعد أن اسلم جعفر مرت السنوات في السنة الخامسة من البعثة اشتد البلاء على المسلمين من كفار قريش فبداية قريش حاول أن يؤذو النبي ويمنعوه عن رسالته ولَم يفلحو فتوجهوالى من آمن به وحاول أن يؤذوهم ويضطهدوهم واشار النبي صلى الله عليه واله على من آمن به أن يهاجروا من مكة الى الحبشة وهذا قاعدة عامه أن الانسان بالنسبة إليها أن قضية الدين هي أعلى وأهم القضايا فإن استطاع ان يمارس دينه في بلده وفِي مكانه ف نعم هي وأن لم يستطع منع عن دينه وممارسته (ألم تكن ارض الله واسعة فتهاجروا فيه) اذ منع الانسان عن كل درجات التدين والإيمان فعليه أن يهاجر وإذ لم يصنع ذلك وفقد إيمانه ودينه يعاتب ويعاقب يوم القيامة فأمر النبي أصحابه بأن يهاجروا إلى الحبشة ذهب خمسة عشر شخص من هؤلاء إلى الحبشة ومكثو فيها فترة عدة أشهر –قالو أنهم ذهبو في شهر جمادى الأول-وصلتهم اخبار كاذبه بإن الأوضاع في مكة مستقرةوان القرشيين لم يعادو يأذوون المؤمنين فرجعو هؤلاء أو أغلبهم إلى فروا أن الحال لايزال هو نفس الحال فصارت هجرة أخرى ولكن هذا المرة أوسع دائرة قريب من ثمانية وسبعين شخص أمرهم النبي صلى الله عليه واله أن يهاجروا حتى لايفتنوا عن دينهم طبعا ثمانية وسبعين شخص أن يهاجروا هذه مجموعة كبيرة تحتاج الى إرادة وتمويل وقائد حكيم حتى يدير أمر هؤلاء لان أمرها ليس بسيط بالاضافة الى تعبها البدني وتكاليف المادية هناك تحديات خطيرة تحديات دينية من الممكن أن يذهب إنسان إلى مكان وهناك قد ينحرف أو ابناءه ينحرفون وهذا حدث تاريخيًا والآن يحصل تاريخيًا أن احد المسلمين الذين هاجروا بالهجرة الاولى مع زوجته وهوعبدالله ابن جحش الأسدي هاجر الى الحبشة وهو مسلم وهناك رأى الكنائس والترانيم والأجراس وهيئة العلماء والمسيحيين وترتيباتهم وتأثر بذلك صار مسيحي ومات على مسيحيته هذا تحدي من التحديات الآن واحد من التحديات الخطيرة التي يعيشها المغتربون الجاليات المسلمة في الغرب عنده تحدي خطيروهو تأثير تلك الحضارة بما فيه من افكار وانحلال وأحيانا تغير للدين على ابنائهم بل هذا التهديد موجود بالنسبة لمن يذهب للدراسة العلمية أنت اذ عندك ولد أو بنت سافرت للدراسة جيد ولكن مسؤوليتك ما تنتهي اذ حصلت لها بعثة وإنما يجب تسعى لتأمينها من ناحية الإيمانية التواصل مع الأولاد وتربطهما بالمراكز الاسلامية والهادفة هناك وربطها بالشباب أهل التدين والإيمان وأربطه بالعلماء وإلا انت في هذه الحالة ترتكب خطئية عندماترسل ابنك أو بنتك لهذا البلاد ثم تترك الموضوع ولست مسؤول بإي شيء وإذ انحرف الابن أو البنت وغير دينه وايمانه ،،الحمدالله لا توجد ظواهر مقللة عامة بهذا المعنى شبابنا والحمدالله لديهم بالغالب بناء إيماني جيد وأرضيتهم حسنة وعندما يذهبون لتلك الأماكن في الغالب هم ينهجون منهج الهادفين دراسيا الملتزمين دينيًّا ولكن أنت الأب وأنتِ الام مسؤولون عن المتابعة معهم وتدعيم خط الإيمان فيهم زيارتهم ربطهم حثهم على سلوك طريق الإيمان مثل هذا شيء خطر ،،، الهجرة ليست فقط متاعب مادية وإنما هي تهديد ديني في بعض الحالات فكان النبي يحتاج إلى شخصًا من أولئك الأشخاص الذين يعتمد عليهم اعتمادًا تامًا فوجد أفضل الناس من أشبه خُلقه وخَلقه وهو جعفر بن أبي طالب وجعفر لم يكن عليه خوف والدها ابوطالب الذي كان حامي النبي وهو في ذاك الوقت كان كبير السن أيضًا فوق العشرين عندما اسلم مابين ١٩-٢١ عندما اسلم في هذا الفترة ماكان يخشى عليه كشخص فكان هويحتاج أن يذهب للحبشة لحماية نفسه لكن النبيصلى الله عليه واله اختاره لإدارة هذه المجموعة وموله بأموال خديجة سفر سبعين واحد من ضعفاء وفقراء والسفر بطبيعته يستهلك اموال ومعيشة إلى أن تستقروتدبر تحتاج الى مقدار من المال قد لايملكه بعض هؤلاء فكان مال خديجة الذي قال فيه النبي (مانفعني مالًا كما نفعني مال خديجة) هاجر جعفر ومعه المسلمون وصلوا للحبشة بوصية النبي القرشيون رأو أن هذا الامر لا يستقيم الآن يذهبون لذلك المكان وبذلك ينتشر رقعة الاسلام بشكل عالمي وهذا الذي حصل الشهيد جعفر أهم أعماله كان أن هيئة أرضية النجاشي اصحم ملك الحبشة لكي يتقبل الاسلام وبالفعل بعد عدة سنوات هذا الرجل النجاشي اسلم ولما يسلم رئيس البلد بذلك يطبع البلد بطابع الاسلام في ذلك الوقت بلد يعد من بلدان الكبيرة والمهمة جدًا وخشية قريش من ذلك الأمر فأرسل القرشيون لهم اعت دهاءتهم وهو عمرو بن العاص ويعتبر من دهاءالعرب في الحيل والمكر والخداع وجاء الى الحبشة محمل بالهدايا من قريش التي كانت لهم مع الحبشة علاقة جيدة تجارية سابقة فدخل على النجاشي اصحم فقال:يا أيها الملك أنه قد ضو إليك نَفَر من قَوْمًا خالفو قومهم وتمردوا على آبائهم وهربوا إليك إلى بلدك وقد أرسلنا قومهم وآبائهم وعشائرهم لردهم النجاشي كان كما وصفه رسول الله صلى الله عليه والهأن فيها ملكًا لا يظلم عنده احد ولاحظ هنا الانسان المسلم يدورالعدل حتى لو كان عند الكافر يهرب الحاكم المسلم الظالم الى الحاكم العادل الكافر ولامانع من هذا، الحاكم المسلم اذ يريد دمي ومالي ويريد مصادرة ديني ماذا يفيدنا إسلامه؟؟ المهم من يأمن دمي ومالي وديني حتى لو كان كافر النجاشي اصحم قال لعمرو بن العاص:ياعمرو أهؤلاء عبيد لكم؟؟ أن كأنو عبيد نردهم لكم فقال:ليسو بعبيد فقال اتطلبوهم بدين؟؟ فقال:كلا فكان جوابه:ليس لك عندنا شيئا. فسكت عمرو واراد أن يعاود الكرة في الْيَوْمَ التالي فقال له :أنا سأشرح لك الامر في يوم آخر لماخرج ذهب واعطى البطارق الذين هم الهيئة الدينية المسيحية فذهب الى كل بطريرك من حاشية النجاشي واعطى له هدية ثمينة بيده وقال لهم:نحن جأنا لنأخذ هؤلاء وهم يكفرون بالمسيح وقد خالفو ديننا وأنتم ساعدونا في يوم غد وجاء في الْيَوْمَ التالي واستجلب النجاشي جعفر وقال ياجعفر جماعة من قريش جاؤو ونريد أن نسمع منكم فجاء جعفر ومعه هؤلاء المسلمين وقد بلغت منهم القلوب الحناجر وهم خائفين وأن لديهم علاقات مع أهل قريش ويأخذونا من جديد إلى مكة وتعذيب وتنكيل جعفر أوصاهم أن لا يتحدث أحد وأن هو من سيتكلم وهذا شيء مهم وأنتم ترون كيف أن في الجلسات يفسد النظام النجاح والفلاح هوأن يتكلم شخص واحد أعقل القوم وأفهم أقدرهم على توضيح المطالَب جاء جعفر ومعه المسلمون وعمرو بن العاص ومعه عمارة بن الوليد والبطارق والملك كان جالس التفت عمرو بن العاص الى النجاشي وقال :ياأيها الملك هؤلاء هم الذين من قومهم وجاؤوا بالدِّين لا يوافقو دينكم ولا ماعليهم آبائهم وأجدادهم وأنهم ليقولون في مريم البتول قولًا شنيعًا فنحن نطلب منك أيها الملك أن نأخذهم الى قومهم البطارق قالوا صدق عمروردهم إليه قال :كيف اردهم ولَم نسمع منهم فقال:ياجعفر مَاهذا الدين الذين اتيتم به وخالفتمونا فيه وخالفت قومكم فقال:ياأيها الملك كنّا قوم أهل جاهلية نعبد الأصنام ونتركب الفواحش ماظهر منها ومابطن ونقتل النفس المحترمة ونسيءالجوار ويأكل القوي منا الضعيف ونشرب الخمر ونقوم بالزنا وكل ذلك حتى بعث الله ألينا نبيه محمد صلى الله عليه واله وهو ممن نعرف حسبه ونسبه وصدقه وأمانته وفدعانا الى نعبد الله وحده وأن نترك ماعليه من عبادة الأوثان والأصنام و أن نأمر بالمعروف وننهى عن المنكر ونصل الرحم ونترك الزنا والخمر وامرنازبكلزخير فلما فعلنا ذلك عدى علينا قومنا فضربونا وظلمونا فقال لنا نبينا أن بالحبشة ملك عادلًا لايعلم عنده احد وقد جئنا إليك ورجونا أن تكرمنا عندك ماكان هناك كلام أفضل من الكلام يمكن أن يقال أبدًا لاحظ جعفر لم يذكر لا صيام ولا صلاة ولا الحج لم يذكر العبادات وأنما ذكر الأخلاق قال نحن كنّا نشرب الخمرونسيء الجوار ونقتل النفس المحرمة وهذا الأمورعند المسيحيين كمبادئ أخلاقيه جدًا سيئة والمسيحيه الطابع العام لها أخلاقي أكثر مما هو عبادي ممارستي فأنت لو قلت امرنا بالصلاة والصيام والحج والزكاة والعمرة مايفهمه هؤلاء البطارق ولا النجاشي يفهمون المفردات الاخلاقية ركز على هذا النقطة لأنها نقطة اشتراك بينها وبين المسيحية والإسلام ونقطة افتراق عن الجاهلية وقريش الجهة الاخرى قال له أن النبي اخبر أنك عادل وفِي استعماله شخصية له وهذه نقطة وثانيًا فيها صدق بمعنى أن النجاشي سيفكر بأن هذا النبي صادق وفِي هذا الموضوع يعرف عن نفسه أنه عادل وباقي الأشياء لا يعرف عنها شيء وسيعلم صدق النبي من جهة وتقدير النبي للعدالة وهذا بالنسبة للنجاشي امر مهم فاعجب جدًا بهذا الكلام ومال اليها عمر بن العاص رأى أنه سيغلب بهذا وعمر ذكي ولذلك اعادة الكرة بشكل آخر فقال يا أيها الملك أنهم يقولون في مريم قولًا شنيعًا قال وماذا يقولون قال سأله هنا جعفر لم يجانب الصدق أن الصدق منجاة فقرأ عليه شيئًا من سورة مريم من الآيات المبارك (واذكر في الكتاب مريم إذ انتدبت من اَهلها مكان شرقيا فتأخذه من دونهم حجابا فأرسلنا اليها روحنا فتمثل لها بشر سويا قالت أني اعوذ بالرحمن منك أن كنت تقيا قال إنما أنا رسول ربك لاعب غلاما زكيا قالت أني يكون لي غلاما ولَم يمسسني بشر ولَم أكن بغيا قال كذلك قال ربك هو علي هين ولنجعله آية للناس ورحمة منا وكان امرنامقضيا)الى هنا وصل وترقرقت الدموع في عيني النجاشي وبكى بعض بطارقته ماكان هناك ابدع من اختيار هذا السورة وهذا الجمل بالذات عندنا حديث كثير عن مريم في القرآن وسوره أيضًا كمية ولكن انظر لذكاء والابداع عند جعفر ولو قال آيات طويلة كل آية ب٣او ٤اسطر من الممكن أن يسبب تشتت للحضور يحتاج لآيات قصيرة ذات جرس موسيقي وجداني مؤثر يتحدث عن محنة مريم مع هذا الموضوع وأن الروح جاء به من امر ربه جِبْرِيل يخاطب وجدان المسيحيين الحال الغيبية معاناة مريم وتقديسها وارتباطها مع الله مع انتخاب هذه الآيات والجمل القصيرة من سورة مريم تحديدا دون غيرها كان ابدع ما يمكن أن يصنعه مفاوض أو خطيب فلما قال هذا تقرقرت عيناي النجاشي بالدموع والبطارق بعضهم بكوا وتقدم النجاشي وقال لجعفر والله مابينا وبين دينكم غير هذا الخط وأن كلامه لينبع من نفس المنبع الذي جاء به عيسى ابن مريم وموسى ابن عمران ياعمر اذهبو لا شيء لكم عندي وياجعفر على الرحب والسعة والدار داركم اعملوا ماشئتم وماياتيكم من ضر أو شرًا اخبروني عنه ماكان هناك فرحة اعظم من هذا الفرحة المسلمون الذين بلغت ارواحهم الى التراقي تحاضنو وتعانقو وقبل بعضهم بعض وشعر بالآمان ورد وفد عمر بن العاص وقريش خائبًا ماكان في ظن أحد يستطي ألقيا بمثل هذا الدور إلا مثل جعفر ولهذا انتخبه رسول الله صلى الله عليه واله لهذا المهمة وعد ذلك صار تأمين لبقية الأشياء لتثبيت دينهم وصار عالم الدين وإمام الجماعة المصلي والموجه لهم ولمحافظ على عقائدهم جعفر بن ابي طالب ومرت السنوات وأهم من ذلك كان له جلسات وزيارات للنجاشي وكان يشرح له مبادئ الدين واخبار رسول الله صلى الله عليه واله حيث كانت تأتي الى جعفر أخبار من المدينة عن حركات النبي غزواته انتصاراته على اليهود والمشركين فكان ينقلها الى النجاشي وينقل اليها المبادئ الاسلامية التى أتى بها رسول الله هيئه الارضيّة النجاشي على مدة عدة سنوات قريب من ١٢ سنة بقي بالحبشة من سنة ٥-نهاية سنة ٦للهجرة كان في الحبشة وكان يعمل على النجاشي وقيل أنه اقترح على النجاشي أن يرسل وفد الى المدينة حتى يتعرفو على رسول الله وينقلو له اخبار وانطباعهم عن رسول الله فأجابهم النجاشي وبالفعل أرسل وفد للمدينة ولاحظ أخلاق النبي وصلاته وحركاته وكلماته ورجع للنجاشي مبهورًا بما وجد من رسول الله صلى الله عليه واله فكان هذا زيادة في قرب النجاشي من الاسلام ورسول الله الى سنة ٦هجرية عندما حدث صلح الحديبية وبدأ النبي يرسل الكتب لآفاق أرسل الى الحبشة عمر بن أمية الضمري وفِي يده كتاب يدعو النجاشي الى الاسلام وان يرسل ويساعد المسلمين على المجيء الى المدينة وان يخطب له أم حبيبة بنت ابي سفيان وخلال هذا المدة كانت الأخبار تتدوال بين النبي وجعفر ولذلك عرف النبي أيضًا أن أم حبيبة توفي عنها زوجها نصراني وأنها في الحبشة من غير زوج ولا أقارب وجاء عمرو بن أمية بكتاب رسول الله وكان جعفر موجود مع النجاشي فقرأ عليه كتاب النبي فاظهر النجاشي إسلامه أمام جعفر وأمان عمر وقال اشهد أن لا إله ألا الله وأن محمد رسول الله فتجهز جعفر ومن بقي من المسلمين في الحبشة وخطب أم حبيبة للرسول الله رملة وجهزهم النجاشي في سفينة لتنقلهم لليمن ومن اليمن ذهبو برًا الى المدينة وصل هذا الركب في محرم سنة ٧ للهجرة لما وصل جعفر سأل عن النبي أخبروه أنه ذهب للخبير للقتال اليهود ١٥٠كيلو عن المدينة فشد الرحال مباشرة كل ذلك شرقًا الى رسول الله صلى الله عليه واله ومبادرةللجهاد ولما وصل للخبير كان أخوه علي بن ابي طالب قد أنهى المعركة وقتل مرحبهم وفتح حصونهم ومّن الله على النبي بالفتح المؤزر وتهاوت القلاع وحصون بين يدي رسول الله الغنائم هؤلاء محكومين بالنفي اليهود انتصار مباعده انتصار على المستوى الداخلي وصل جعفر الى خبير فقام إليه النبي واعتنقه وقبله مابين عينيه وقال ما ادري بأيهما أسر أكثر بفتح خبير أما بقدوم جعفر يعني مجيء جعفر شخص واحد يساوي هذا الفتح المبين وهزيمة اليهود وفتح خبير وهذه الخيرات وتأمين الوضع الداخلي للمدينة لأنهما في منزلة واحد ثم اقبل يقال أن جعفر ظل يدور حول النبي من شدة فرحه بالنبي فقال النبي لجعفر :ألا اعطيك ألا البوك وأهبك فتصور الناس أنه سيعطيهم الأموال والكنوز ولكن النبي أعطاه أعظم عبادة وذلك لما أتى فاطمة تتطلب الخادم قال لها ألا اهلك شيئًا خير من الخادم كبر الله ٣٤ واحمديه ٣٣وسبيحيه ٣٣هذا الذكر المعروف بالتسبيح فاطمة الزهراء –إليك صلاة التسبيح لأن تصليها مرة هو خيرً من الدنيا ومافيها وهي صلاة جعفر المعروفة وكيفيته اربع ركعات بسلامين مثل صلاة الصبح السورة أكمل تقرأ سورة الفاتحة ثم سورة الزلزلة في الركعة الاولى وفِي الركعة الثانية الفاتحة والعاديات التي نزلت في فضل علي عليه السلام والركعة الثالثة الفاتحة والنصر وفِي الركعة الرابعة بعد الفاتحة سورة الصمد هذا بالنسبة للسور وبالنسبة الأذكار بعد الانتهاء من قراءة سورة الزلزلة بالركعة الاولى تسبح ١٥ مرة سبحان الله والحمدالله ولا إله ألا الله ثم تركع وتأتي بالتسبيح الكبرى سبحان والحمدالله ولا إله ألا الله ١٠مرات ثم ترفع رأسك وتأتي بها ١٠مرات وتسجد وتأتي بها ١٠مرات والرفع من السجود ١٠ مرات وهكذا الى نهاية الصلاة وإذ كنت مريض صليها مثل صلاة الصبح ركعتين ركعتين ولو كنت التحفظ سورة الزلزلة اقرأ في جميع الركعات سورة الصمد وبعد الانتهاء من الصلاة اقرأ التسبيح ٣٠٠ مرة وهذه تنال بها ثواب صلاة جعفر طبعا النحو الاولى هو الأفضل والأكثر ثوابًا ولكن الثاني ذكر أيضًا في كيفيات صلاة جعفر وأنك أن صليتها فهو خير لك من الدنيا ومافيها ٣٠٠ تسبيحه يعني ١٢٠٠ ذكروهذا أربعة فصل (سبحان الله والحمد الله ولا إله ألا الله) كل ذكر كما ورد في الرواية كل ذكر يغرس للإنسان به شجرة للجنة وهذا يعني أن له بستان في الجنة ١٢٠٠شجرة وكيف إذ دوامت عليها في كل عمرة ومراقد المقدسة هذا صلاة التسبيح صلاة جعفر الطيار عليه السلام جعفر بقي مع النبي فترة قصيرة من مجيئه من محرم سنة ٧للجهرة الى ربيع الثاني ٨ للهجرة وكانت فيها غزوة مؤته ومعناتها بقي مع النبي سنة وشهرين مع النبي ولكن المسألة ليس بطول المدة والأقامة ولكن بالفعل والانجاز جعفر وأن كان غائب بالحبشة ولكن سبب اسلام ملكها ومن خلال ملكها تسرب الاسلام في مفاصل الدولة والحبشة وأصبح الاسلام شائع في تلك الفترة وقد ذكر النبي النجاشي ملك الحبشة بالخير عندما توفي ودعا له بالمغفرة والرحمة جهز جعفرلغزوة مؤته الروم حاولوا أن يهاجمو المسلمين وأن يحدوا من تطلعاتهم النبي رأى لابد من الاشتباك مع هؤلاء مادام اعتداءاتهم متكررة ولكن أشار بغزوة مؤته أرسل النبي جمع من المسلمين حوالي ٣٠٠٠ شخص الروم جعلوه معركة فاصلة فحشدت لهم جيش هائل العدد البعض يقول ٤٠الف والبعض يزيد وبعض يقل مهما يكن هذا القوة التي تزيد عن عشرة أضعاف جيش المسلمين الكثرة كانت تغلب الشجاعة وليس دائمًا أيضا الانسان المسلم ليس منتصردائما وبالتالي (أن تكون تألمون فأنهم يألمون كما تألمون ولكن ترجون من الله مالايرجون) من العدالة أن المسلم مرة ينتصر ومرة ينكسر وهذا طبيعة الحياة لابد من مواصلة المشوار فذهب الى ذلك المكان هنا الكلام هل كان جعفر هو الامير الاول أما الثاني بعد زيد من حارثة وزيد كان من أحباب رسول الله صلى الله عليه واله سواء كان جعفر هو الاول أو زيد هو الاول لا يرتب على ذلك اثر عقائدي مهم وهناك قسم من الناس جدًا حاولوا أن يثبتو أن جعفر هو الأول وبذلو الجهد في هذا الامر وحتى لو كان الثاني ليست مسألة ولا مشكلة هناك قضية اخرى وهو أن علي عليه السلام لم يتأمر عليه أحد كان هو الأمير ألا مثل رسول الله صلى الله عليه واله أما أن يكون مأمور في زمان رسول الله من ساائر المسلمين هذا ليس له توثيق تاريخي لماذا ؟ لارتباط هذا الامر بالقضية العقائدية بالنسبة للموضوع جعفر لا يوجد ارتباط عقائدي سواء كان الأول أو الثاني كان هو المجاهد الفدائي الذي واجه جيش الروم وهو يقول ياحبذا الجنة واقترابها طيبة وبارد شرابها والروم روم قد دَنا عذابها وظل يقاتلهم قتال كبير جدًا وقد صرع كثير من أصحابه ويقولون لما جعفر رأى أنهم في عمل استشهادي وليس هناك أمل للانتصار والربح في جانبهم قام وعرقب فرسه –ضرب قوامها- لماذا فعل ذلك وماذنب الفرس؟ يقرر الفقهاء أن المقاتل المسلم اذ احتمل أن يستعين العدو الكافر بسلاحه أو دابته على المسلمين جاز له إتلافهما لكيلا يستعملا ضد باقي المسلمين