حليمة السعدية مرضعة النبي صلى الله عليه وآله
المؤلف: الشيخ فوزي السيف
التاريخ: 15/9/1436 هـ
تعريف:

حليمة السعدية مرضعة النبي

 تفريغ نصي

 

قال الله العظيم في كتابه الكريم

 بسم الله الرحمن الرحيم ( والوالدات يرضعن أولادهن حولين كاملين لمن أراد أن يتم الرضاعة) صدق الله العلي العظيم..

 حديثنا بإذن الله تعالى يكون حول مرضعة النبي صل الله عليه وآله حليمة بنت ابي ذوئيب السعدية الهوازنية من ثقيف هذه المرأة التي كانت مع الرسول صل الله عليه وآله مدة تزيد على السنتين فترة هي فترة رضاعته صلوات الله عليه..

 قبل الحديث عن سيرتها نشير إلى قضيتين:

 القضية الأولى ان من المستحب شرعا ومن المستحسن طبيا أن ترضع الأم ولدها من صدرها المدة الكاملة مع استطاعتها و وفاء صحتها بذلك ..وتلك المدة هي حولان أي سنتان وهذا بالإضافة إلى آثاره الطبية النافعة للأم أولا وللطفل ثانيا هناك آثار نفسية وتربوية تنتج عن رضاعة الأم لولدها حيث يستشعر هو الحنان والرعاية بل والامتزاج مع امه فيما تستشعر الأم المرضع الامومه وقد تكون حاجة الأم إلى إرضاع ابنها ليست بأقل من حاجة الابن إلى إرضاع أمه من الناحية النفسية كلاهما يحتاجان إلى هذا الأمر ولذلك من الظلم ضمن الأحوال الاعتيادية أن تحرم الأم من رضاعة ابنها او ابنتها أو أن يحرم الولد من الارتضاع منها لا يجوز في الحالة العادية للأب أو غيره ان يمنع إرضاع الأم لولدها لوجود مشاكل مثلا بينهما بين الأم والأب ..كما لا يصح أن تمتنع عن إرضاع ابنها لوجود هذه المشاكل أو لوجود انشغالات او ما شابه ذلك هو حق من حقوق الطفل ضمن الحالة العادية ينبغي أن يؤدى إليه وإن لم يكن واجباً بهذا المعنى ...نعم ذهب بعض العلماء إلى وجوب إرضاع الأم لولدها الفترة الأولى والرضاعات الأولى فيما يسمى بإطعامه اللبأ (هو قبل اللبن الذي ينزل من الأم عبارة عن سائل معين يحتوي على كثير من المواد النافعة المقوية للمناعة وما شابه ذلك كما يذكره الأطباء )

 ذهب بعض العلماء إلى أن الإرضاع طول المدة وإن لم يكن وإن لم يكن واجبا إلا أنه بهذا المقدار الرضعات الأولى يجب على الأم ذلك ...هذا بعض العلماء ذهبوا إليه ..

 القضية الأخرى:

 إن من مسببات حرمة النكاح بين اثنين الاشتراك في الرضاعة هناك أسباب أخرى تجعل الزواج للمرأه والرجل غير جائز في الشريعة الإسلامية ومن تلك الأسباب كونهما أخوين رضاعيين فلو فرضنا أن امرأة قد أرضعت طفلا ًوارضعت معه مثلا طفله من غير بناتها هذه الأخت مع ذلك الأخ يصبحان أخوين رضاعيين بل بالنسبة إلى البنت هذه التي هي من أم أخرى تصبح بنتاً لزوج هذه المرضعة بنت رضاعية وتصبح بنت للمرضعة وتصبح اختاً لابنائهما ضمن شروط ذكروها في الفقه ..طبعاً ليس أي رضاع يكون محرماً لابد أن يكون في فترة السنتين ولذلك لانعتقد بما ذكروه من رضاع الكبير ..في الفترة السنتين إذا اشتركا في الرضاع و ارضعتهما في هذا الوقت يصبح ناشر للحرمه وإلا بعد ذلك فلا رضاعة بعد فطام يعني لا تترتب عليه الآثار إذا كان في الحولين في مدة السنتين وكان بمقدار خاص إما خمسة عشر رضعة عندنا الإمامية او يوم وليله متصله كلما عطش الطفل ارضعته هذه المرضعة او كان مدة طويله بحيث بني جسمه على الارتضاع منها وكان الارتضاع بالامتصاص المباشر من الثدي هذه الشروط وأمثالها تحقق كون هذا المرتضع او المرتضعة إبناً رضاعياً للمرضعة ولزوجها يسمونه ( صاحب اللبن ) وهنا يتحقق حرمة النكاح ولهذا ينبغي أن تلتفت النساء المرضعات غير أبنائهن إما لايرضعن بما هو أكثر من المقدار المعين لابد أن يكون اقل حتى لايتحقق من حيث الكميه او اذا لا لسبب من الأسباب هذه الأم لابد أن ترضع ابنة فلانه ..فلانه لنفترض جف البن في ثديها والحليب الصناعي غير متوفر فلترضع ولكن لتخبر اهله ويصير معلوم حتى لايتورط بالمستقبل ان يتزوج من أخته الرضاعيه ..

 فلنرجع إلى الحديث عن حليمة بنت أبي ذؤيب السعدية الهوازنية من بني سعد التي أرضعت رسول الله صل الله عليه وآله ..

 روايتان في الارضاع :

هناك روايتان الرواية المشهورة والتي عدنا عليها ملاحظة وحاصلها ما يذكرونه من أن أهل مكة كانوا يرسلون أبناءهم إلى البادية لكي يرتضعوا هناك فمن جهة يحصلون على هواء نقي وبيئة صحية مختلفة عن مثل مكه ..مكه كسائر المدن ذات كثافة سكانية وضيق مساحة وخصوصا مع عدم وجود الطرق الصحية ..حاليا موجودة بالمدن ما كانت موجودة بالسابق في تلك الأزمنة فبالتالي كانت تلك البيئات المدنية يستوخم فيها المرض والعدوى المشاكل الصحيه (مثلا لو تعطل عمال النظافة مدة شهر ما يكونوا موجودين ينتشر الأمراض والأوبئة)فكانت مكه بيئة غير صحية لتنشئة الاطفال و الصحراء والباديه من هذه الجهة أنقى هواء وأكثر صحةً ومن جهة أخرى لم تختلط لغتهم بالوافدين كثيرا بالموالي بغير العرب من يأتي إلى مكة بغرض الحج او زيارة البيت فكان هذا يجعل اللغة العربية بالوافدين ..فصيحة الأصلية في البادية صافية ما فيها شوائب كثيرة ..يقولون ان اهل قريش كانوا يرسلون أبنائهم إلى تلك الأماكن لكي يرضعوا فيها فيحصلون على جو مناسب وعلى لغة سليمة وعلى إرضاع ايضاً ..في إحدى السنوات لما ولد النبي صل الله عليه وآله آمنة أم النبي دفعت ابنها إلى إحدى المرضعات حليمة بنت من بني سعد التي أتت مع عدد من المرضعات يسترزقن (كل واحدة تأتي وقت اللي يكون عندها ولد وهي مرضع لأن المرأه لايدر لبنها الا وهي ذات ولد يأتون إلى مكه ويأخذون بعض أبناء الزعماء والتجارو الكبار ليرضعوهم ثم يأخذون المال جزاء الرضاعة ) فباقي النساء حصلوا على أبناء الا حليمة لم تحصل الا النبي صل الله عليه وآله وكانت غير راغبة نظرا لانه كان يتيماً فلايرجى من ورائه أجره كبيره هذا الكلام غير صحيح بل حتى الدافع لارضاع حليمة غير هذا الذي نعتقده وقد دلت عليه الروايات التاريخية ان آمنة بعد فترة قصيرة جدا من ولادتها النبي صلى الله عليه وآله وارضاعها اياه جف البن في ثدييها (اللبن في اللغة العربيه بمعنى الحليب)...

 

جف اللبن في ثدي آمنة لان بعض الاوقات المرضعات لأسباب صحية أو غير ذلك يقل اللبن أو ينقطع بشكل كامل الغدد اللبنية ماتشتغل فمن الطبيعي في هذه الحالة لابد أن يبحث له عن مرضع عدم إكمال آمنه لرضاعة النبي صلى الله عليه وآله لم تكن طمعاً لتكون لغته حسنه وإنما كان على إثر كيف ..وهو افصح من نطق الضاد وإنما كان على إثر جفاف لبن آمنة كانوا يحتاجون إلى مرضع صارهناك بحث في مكة لم يستقبل النبي صل الله عليه وآله من مرضعات مكة ..

 هنا تأتي الروايه الثانيه احد توجيههن اما انها أتت حليمة السعدية أتت مع نساء مكه عفواً ككل سنه او كما ذكر أحد علمائنا وهو صاحب المناقب ابن شهراشوب المازندراني وهو ان عبد المطلب أرسل خلف حليمة السعدية أرسل إليها أن تعالى إلى مكة فجاءت إلى مكه بناءً على دعوة عبد المطلب أي لم تأت عفوا هكذا القسم الأول ..

 القسم الثاني بالنسبة إلى الكلام الذي يقال لم ترغب فيه المرضعات كلام غير صحيح ..لأن عبد المطلب كان زعيم مكة ورئيس قريش بلامنازع فليس له معنى ان يقال كان النبي يتيم ..كان النبي صل الله عليه وآله تحت كفالة جده عبد المطلب سيد مكة وزعيمها..فأي واحدة كانت تطمح ان ترضع إلى ابن سيد مكة وزعيم مكة الذي تعنو له الرقاب .

رواية ساقطة السند ومنكرة المضمون :

 يوجد رواية من باب الإشارة إليها لأنها منقطعة السند.. ساقطة من حيث السند ومستنكره من حيث المعنى وربما قام بعض الطائفين بالتشنيع على الشيعة بسببها غافلين عن انها لا قيمة لها عند الإمامية والمحققين منهم نظرا لسقوطها سندا ونظرا لعدم الاعتقاد بها مضمونا …

 وهي الرواية التي رواها أبو بصير عن الامام الصادق عليه السلام نقله في الكافي بسند سنأتي بالحديث عنه (أنه لما انقطع لبن آمنة أُلقي رسول الله على صدر أبو طالب فصار له ثدي وأخذ يرضع النبي محمد صلى الله عليه وآله ..هذه الرواية ساقطة ..

 أولا من ناحية السند نظرا لوجود ثلاثة رواة فيها من غير الثقات لا يعتمد على حديثهم ولا يؤخذ الكلام منهم

 ان من وضعها لم يلتفتوا ان أبا طالب لم تكن له علاقه خاصه بالنبي الا بعد ثمان سنوات من ولادته حيث كان طيلة هذه السنوات لم يكن أحد متصدي إلى النبي سوى جده عبد المطلب لا أبو طالب ولا غيره الا بعد ثمان سنوات حينما قربت الوفاة من عبد المطلب أوصى ابنه أبا طالب..فما معنى ان أُلقى على صدر أبا طالب هذا لا معنى له من الناحية التاريخيه لا وجه له

 ثالثا ما هو الوجه في هذا..معجزة؟ المعجزات تكون للأنبياء .كرامة؟الكرامة تكون للأوصياء والأئمة لإثبات اتصالهم الخاص ..لو كان كرامه ما كان بيطلب عبد المطلب حليمة من خارج مكة كان يعطيه أبا طالب ليرضعه..

 هذه الرواية التي ربما شنع بها بعض الطائفيين على الشيعة هذه رواية غير تامة ..غير تامة سندا وغير مقبولة من العلماء مضموناً وليس كل ما جاء في كتاب الكافي أو الكتب الحديثية ليس كل ذلك حُجة وإنما ما رآه العلماء وحققوا في متنه وسنده وجهته وهذا فن يحتاج له رجاله وأهله …

 نرجع للحديث عن حليمة السعدية أما أن عبد المطلب بناءً على رواية قد أرسل إليها حتى تأتي أوانها انتخبها من مجموعة من أتوا ولم يكن الأمر كما تذكر بعض الروايات الموجوده في كتب مدرسة الخلفاء و ربما تسربت او وجدت في بعض كتب الشيعة ..لا صحة في قول ان النبي زهد فيه من قبل المرضعات لانه يتيم ..العكس من ذلك هو الصحيح كان ابن زعيم مكه ورئيس مكه وبالتالي الجُل يرغب ان يقوموا بخدمته من اليوم الذي أخذته حليمة ظهرت عليها بل على كل من كان حولها وفي جوارها آثار بركة رسول الله صل الله عليه وآله

 ما نقلته حليمة عن كرامات النبي :

نقل عن حليمة نص حينما اخذت النبي صل الله عليه وآله معها لارضاعه:

 

(خرجت مع النساء على اتان (أنثى الحمار) ومعي زوجي ومعنا شارف(ناقة مرتفعة )ماتبض بقطره من لبن ومعي ولد ما يجد في صدري مانعلله به وماننام ليلنا جوعا فأخذته(تقصد النبي ) فأتيت به الرحل فامسيت واقبل ثدياي بالبن حتى ارويته وارويت ولدي أيضا وقام زوجي إلى شارفنا يلمسها بيده فإذا هي حافل فحلبها وأرواني من لبنها ببركة النبي محمد صل الله عليه وآله وروى الغلمان فأرواهم من تلك الناقه فقال زوجها : ياحليمة لقد أصبنا نسمة مباركة فبتنا بخير ورجعنا فركبت أتاني ثم حملت محمد معي فوالذي نفس حليمة بيده لقد طفتُ الركب وتخطت النياق وتخطت باقي الركب حتى ان النسوة قالوا يا حليمة امسكي علينا أهذه أتانك التي طفت عليها ..فقلت: نعم ..

 قلنا ماشأنها

 قالت :حملت غلاما مباركا ويزيدنا الله كل يوم وليلة خيرا حتى البلاد قحط والرعاة يسرحون ثم يريحون فتروح اغنام بني سعد جياعاً و تروحوا غنمي شباعا بطانا حُفلا فنحلب ونشرب كل ذلك ببركة النبي محمد صل الله عليه وآله..

 كيف ارتضع النبي من غير المؤمنة ؟

هنا يأتي السؤال؟! ..كيف ارتضع النبي محمد من امرأه غير مؤمنه أولا يؤثر ذلك على تكوين بنائه الداخلي على وجدانه وضعه على اخلاقه على وضعه كيف؟..

 ثلاثة أوجه للإجابة ع هذا السؤال …

 الجواب الأول:

 ماقاله بعض العلماء على أن العلاقة بين النبي وحليمة لم تكن علاقة رضاعه وإنما علاقة حضانة فإن النبي كان أفصح الناس وذلك ناتج من جمله مواهب الله ومن خلال معيشته في تلك الباديه كما كانت قريش ترسل أبنائهم لتحسن اللغة ولبيئة صحية لكن هذا من بعد السنتين ..هذا الجواب ليس جوابا تاما ..

 لان قضية إرضاع النبي صل الله عليه وآله من الامور الثابته تاريخيا وروائيا وقد تحد ث عنها رسول الله وفي قضية هوازن بنت مرضعته استشفعت بذلك في إطلاق الأسرى

 الجواب الثاني:

من يقول ان حليمة لم تكن مؤمنه من يقول انها كانت مشركة من يقول انها كانت تعبد الأصنام ..اما فرض من كان من الطائف او غيرها كانوا مشركين فرض غير صحيح .. كان هناك فئة غير قليله هم الحنفاء على ديانة ابراهيم عليه السلام كانوا يمتنعون عن عبادة الأصنام ولهذا يلتزم

أصحاب هذا الجواب بأن حليمة لم تكن مشركة وإنما كانت على ديانة ابراهيم عليه السلام ويشير إلى ذلك انتخاب عبد المطلب إليها في مكه او إرساله رسولا إليها اذا أرسل خلف حليمة ويسلمها النبي من الواضح جدا وهو يعرف موقع حفيده وهو النبي المبعوث يعرف أثر ومعنى الإرضاع ويعرف ما معنى كون الإنسان عابدا لله اوعابدا للأصنام …

لا يعقل أبدأ ان يرسل وراء إمرأه من ثقيف حتى تأتي لإرضاع حفيده الذي يعلم بأنه النبي المبعوث ثم يرسل إمرأه مشركة هو نفسه لم يعبد الأصنام وكان يأمر أبنائه بذلك وكان يأمربمحاسن الأخلاق وكان يتعبد وكان يتحنث وكان يكثر الطواف والتعبد في غارحراء

الجواب الثالث :

يستفيد من التأثر لو فرضنا وتنزلنا بأن حليمة لم تكن مؤمنه من باب الافتراض او التنزل لم يكن ليحصل تأثير منها على النبي صل الله عليه وآله لماذا؟..لان قانون التأثير في كل مكان قوة المؤثر وضعف المتأثر لابد أن يكون المؤثر قوي والمتأثرضعيف فإذا كانوا نفس القوى فلا أحد يؤثر في الثاني .. لكن المتأثر هو الأقوى كما ثبت النبي المصطفى صل الله عليه وآله بمجرد ان أخذته حليمة بيدها اثر عليها ببدنها تأثير بالكامل (الثدي الذي لم يغذي طفل أصبح يغذي طفلين ليس هي فقط حتى الشي المرتبط بها أتان كانت ضعيفه بطيئة متهالكه تصبح قويه سريعه "،شارف ناقة لاتبض ولاقطره من الين اذا بها يصبح ضرعها حافل ملئ بالين حتى شرب زوجها وشبع وشرب الغلمان الذين كانوامعهاوشبعوا …

 كان النبي صلى الله عليه قوة مغناطيسية قويه شديدة التأثير كانت لرسول الله صل الله عليه وآله بمجرد ان لامست بيدها حليمة بيد النبي (النبي إثر فيها) هنا قانون التأثير وتعكس النبي غيرها

 حتى وان لم تكن مؤمنه تعرف الله بحسب الفرض صارت تعرف الله..حتى لو لم تكن آمنت بالغيب حسب الفرض صارت مؤمنه به ..هذا الشخص شخص استثنائي أصبحت تقول للنساء الأخريات (لقد رزقنا نسمة مباركة )وهذا من باب التأثير لرسول الله صل الله عليه وآله في حليمة التأثيرمنعكس هذا ع فرض أننا نقول انها غير مؤمنه على ان الجواب الثاني الذي يقدمه العلماء يقولون انها كانت على ديانة ابراهيم عليه السلام ومن الطبيعي أن ينتخبها عبد المطلب الذي هو كان رأس المتدينين الابراهيمين في ذلك الزمان .إذا أخذته حليمة إلى منطقتها ولكن اشترط عبد المطلب ان تأتي الى مكه لان أمه بقيت في مكه ام النبي

 

هذه العلاقه بين الأم والابن لابد أن تضغط لا شباع هذه العواطف بين الطرفين فكانت حليمة تأتي بين فتره وأخرى إلى مكه لتعطيه إلى أمه واهله ثم ترجع إلى منطقتها مره أخرى ..

 عدم صحة حكاية شق صدر النبي :

هنا تذكر الكتب من غير مدرسة اهل البيت حكاية شق الصدر ان النبي كان في مضارب بني سعد كان النبي مع بعض إخوته ابتعد عنهم فنزل ملكان فأضجعاه على الأرض وشقوا صدره واخرجوا منه مضغة قالوا هذا نصيب الشيطان قداخرجناه منك ..هذه الرواية عندنا مدرسة اهل البيت عليهم السلام رواية متهافته لامعنى لها ..بعضهم قالوا هذا من ايحائات يهوديه واسرائليه ان في كل احد من الخلق مضغة من الشيطان ذلك المقام كانوا يستثنون عيسى و المسيح عليهم السلام ماكان فيهم ذلك النصيب من الشيطان  كلام غير صحيح لايتفق مع العقائد لا يوجد مضغة بنبي او خاصة بالبشر نصيب للشيطان ..نصيب الشيطان هو مقدار مايستجيب الإنسان لذلك الشيطان أحيانا يكون كل قلب الإنسان يصير قلب شيطاني لكن هذا غير مربوط بمضغه وإنما مربوط بإختيار الإنسان قال الله تعالى( قد أفلح من زكاها وقد خاب من دساها)..

 إلى ان فيما بعد رجع النبي صل الله عليه وآله إلى أمه ولكنه مع ذلك بقي يحفظ هذا الحب هذا الود هذا الحق لمن اشترك معهن ومعهم في الرضاعة وكان يحترم حليمة السعدية ..فالنبي من النوع الذي يحفظ المعروف ..

لما جاءت إليه الشيماء بنت حليمة في السنه الثامنه من الهجرة …

حدثت معركة حنين انتصر النبي وهزم هوازن القبيلة الكبرى وبنو سعد من ضمنها أخذ النبي غنائم للحرب (ساق السابايا وساق الأغنام وساق الإبل)

اهل هوازن النبي تذكروا ان النبي قد رضع في بني سعد فأرسلوا إلى الشيماء بنت حليمة السعديه فجاءت إليه فقالت له يا رسول الله انا الشيماء بنت حليمة السعديه ..يقال ان اخا الشيماء كان موجودا لكنه رحب بالشيماء أكثر نظرا لبرها بأمها بسط ردائه وهذا في غاية التكريم ..وأخذ يستقصي عن حالها …

 فقالت له: يا رسول الله ما في السبي الا أخواتك وبنات أخواتك من الرضاعة (تعبير لاستمالة قلب النبي صل الله عليه وآله والا موجود غيرهم اي أنهم من نفس الحي )

 فافعل ماأنت أهله..(كان بين رضاعة النبي إلى تلك اللحظه ستة وخمسون سنه من الزمان والنبي صل الله عليه وآله يحفظ المعروف) ..

 فقال لها يا شيماء اما ماكان من نصيبي ونصيب بني هاشم فهو لكم لكن بالنسبه للمسلمين (ما يصير النبي يعمل حُسن اخلاق من حق غيره)قال لها اسألهم في ذلك ..

 

فقام فيهم خطيبا وقال يامعشرالمسلمين هذه بنت حليمة السعديه مرضعة نبيكم وقد طلبت ان نُخلي لها عن غنائمكم وعن هؤلاء النساء فمن كان يحب مايحبه رسول الله فليفعل ...فقال المسلمون باجمعهم قد أحببنا مااحببت يا رسول الله و وهبنا لك ولها كل نصيبنا في ذلك …

 ففرحت ..

 وكان هناك اثنين لم يقبلا أحدهم كان يدعى عُيينه بن حصِن ومعه آخر لم يتنازلا..فكان من أمر النبي ان يقترع قرعة على سهمهما (القرعة لانهم اثنين من مجموعه كانوا طامعين في النساء في الفتيات والأغنام…وغير ذلك )اقترع النبي فخرج خادم أسود مجدر فاعطاهم النبي صل الله عليه وآله الخادم…

 هذا ماصنعه النبي كان يحفظ المعروف ويرعى من صنع له صنيعا حسنا …

  من بركة هذا الخُلق هوازن التي لم تدخل بالسيف ولا بالحرب دخلت بخُلق النبي صل الله عليه وآله فآمنت كانت هوازن تراه رجل غيرعادي او زعيم هو مبعوث من الله لانهم توسلوا لمن كانت سبب لرضاعة رسول الله صل الله عليه وآله اخذوا كل الأشياء الرجال لايأسرون والنساء وغيرها ...

مرات العرض: 3873
تنزيل الملف: عدد مرات التنزيل: (2560) حجم الملف: 57236.57 KB
تشغيل:

العباس بن عبد المطلب عم النبي المصطفى
الرافضون لتكريم الأسرة النبوية