سبل معرفة الإمام المعصوم
المؤلف: الشيخ فوزي السيف
التاريخ: 13/1/1436 هـ
تعريف:

سبل معرفة الإمام المعصوم

تفريع نصي الفاضل أحمد عبد النبي / البحرين

تصحيح الأخت الفاضلة افراح ال ابراهيم

ورد في الخبرْ أنّ أمير المؤمنين علياً عليه السلام لما حَضرته الوفاة اسْتدعى ابنه الحَسن والحُسين وأعطى الحسن كتبه وسلاحه وقال إنّ رَسول الله استدعاني وأعطاني هذه الكتب والسلاح وأمرني أن أدفعها إليك يا بني يا حسن وأن تدفعها إلى الحسين صَلوات الله وسلامه عليهم أجمعين(1).

التعرّف على الإمامْ المعصومْ.

سَوف نُحاول في هذا الحَديث أنّ نتعرض لبعض العلامات التي عينتها الأحاديث الشريفة للتعرّف على الإمام المعصوم ونجيب على أحد الأسئلة التي تطرح عادة في ذكرى دفن الإمام الحسين عليه السلام وقضية تغسيل الإمام السجاد له وأن الإمام لا يغسله إلا إمامْ  يثير ذلك من أسئلة في هذا الصدد.

أصْل لزوم التعرف على الإمام مما يقتضيه مَعرفة الإنسان المُؤمن والمسلم بأنّ (منْ مات ولمْ يَعرف إمَام زَمانه، مات ميتة جَاهلية) (2).هذا الحديث بهَذا اللفظ وبغير هذا اللفظ مما يؤدي إلى المعنى ذاته، و هو من الأحاديث التي تكاد أن تكون متواترة وأصل هذه الفكرة من الأفكار التي تكاد تكون ضرورية عند المسلمين على اختلاف مذاهبهم وهي أنّ الإنسان الذي ليس له إمام، أيّ لا يبايع إماماً أو لا يعرف إماماً على اختلاف هذه التعابير الواردة في الأحاديث، نتيجتها أن يموت ميتة ضلال أو ميتة جاهلية أو ما شابه ذلك فهذا المعنى يكاد يكون ضرورياً عند المسلمين.

يعلم الأخوة والأخوات حفظهم الله جميعاً أنّ هناك فرقاً بين الأمورْ النظريّة وبين الأمور الضرُورية، فهناك أمر نظري مسألة من المسائل الفقهية أو العقائدية تحتاج إلى برهان وإثبات وفيها أخذٌ وردْ، و موافق ومخالف ككثير بلْ ككل المسائل التفصيلية في الفقه تقريباً أو أغلبها هي من هذا النوع. قسم من القضايا العقائدية أيضاً هي من هذا النوع إذ فيها أخذٌ ورد، وموافق ومُخالف وهذا يستدل وذاك يرد الدليل، فهذه نسميها مسائل نظرية في مجال لإعمال النظر فيها والتردد والاستدلال، ورد الاستدلال.

 وهُناك مسائل ضرورية أيّ أنّها انتهتْ و انتهى أمرُ البحث فيها بحيث أصبح لا مجال للحديث فيها نفياً أو إثباتاً، و أصبحت مسلّمة و لا مجال لردها ولا تحتاج إلى إقامة دليل عليها إذ صَارت من المسائل المُسَلمة بل ضرورية. هذا المعنى الذي ذكرناه قبل قليل من المسائل الضرورية عند المسلمين، وهو أنّ من ماتْ ولم يعرف إمام زمانه فهو يموت ميتة ضَلال إذا كان الأمرْ كذلك فلا بُد على الإنسان لكي لا يموت ميتة ضلال أنْ يتعرّف على إمامه وأن يبحث عنه، و أن يجد الطريق إليه الإمام لا يأتي إلى كل شخص ليقول له بأنّه أنا إمامك! وإنما هي مسؤولية الإنسان المؤمن أن يتعرف على هذا الإمام، فالأمام له مسؤولية أخرى و سيأتي الحديث عنها. فيلزم على الإنسان أنْ يتعرف على أنْ يسلك الطرق و أنْ يفتش حَتى يعرف هذا الإمام الحق الذي أمر بالاقتداء به واتباعه من الجهة الأخرى طبعاً ولا يلزم  أنْ يكون الإمام مثل الألغاز، أو مثل المعادلات الرياضية الصّعبة إنما لابد أنْ يكون هُناك علاماتْ و إشارات توضح طريق الإنسان السالك إلى مَعرفة إمامه وإلا لأصبحتْ لغز وصَارت غيرُ ممكنة الفهم، وصارْ من الصعبْ أن يتعرف على الإمام إلا القليل النادر، و هذا يضيّع الغرَض، منْ نصَّب الإمام؟ الامام مَنصوبْ من الله عز وجل، لهداية الناس إلى الشريعة و حتى تتحقق مصَالحهم في الدنيا  وفوزهم الأخروي، ففي حال أنّه لا يستطاع أنْ يعثر على الإمام، وليس له علامة، فلن نهتدي إليه و فات هذا الغرض. لماذا يوضعْ الإمام ولماذا يُنصّبْ هذا الإمام ما دام لا يُمكن الوصول إليه أو يَعسُر الوصول إليه؟ لذلك كانتْ قضية مَعرفة الإمام من القضايا التي مع شيء من البحث والتفتيش يستطيع الإنسان المُسلم الوصول إليها، إذ تتضح هنا قضية علامات الإمام إذ أنّه هُناك عددٌ غيرُ قليل من العَلامات التي جعلتها الشريعة المقدسة للإنسان المسلم حتى يصل  إلى معرفة إمامه إشارات ضوئية ومرورية وغير ذلك، و إذا اتبعها الإنسان توصله للتيقنْ، لمْ يكن هناك طريقٌ واحد حتى إذا أخطأ الوصول إليه يتيه ويضيعْ، وإنّما هي علاماتٌ كثيرَة ،طرق متعددة، أشكال مختلفة من الإشارات حتى يستطيع الإنسان لو تخلّف عنْ علامة و لو لم يفهم علامة، يهتدي بعلامة أخرى.

النّص على إمامة الإمامْ منْ قِبل المَعصوم السابق.

نحنُ نسعى في هذه الليلة أنْ نبيّن جانب من تلك العلامات، و إحدى هذه العلامات وأوضحها هي قضية النصْ على إمامة الإمام من قِبل المَعصوم السابق، مثلاً نبينا المصطفى محمد صَلى الله عليّه وآله ينصْ على إمامة أمير المؤمنين عليه السلام بمُختلف الوسائل مرّة يقول: هذا وصيي وخليفتي فيكم، و مرة يقول: من كنتُ مولاه فهذا على مولاه ألست أولى بالمؤمنين من انفسهم، مرة يقول: لحمكم لحمي دمك دمي سلمك سلمي حربك حربي، و هذه إشارات إلى أنك قائمٌ مقامي بل أكثر من هذا إلى أن نفسك كنفسي وأن طاعتك طاعتي ومَعصيتك معصيتي وعلى هذا المُعدل، لاحظوا التعبير هُنا وأرجوا أن يكون واضحْ فنحن نعبر عنْ هذه كعَلامات وليستْ مقوماتْ. الإعلان والنصْ على الإمام لا يجعله إماماً وإنمَا يُعلن ذلك فرقاً، فأحياناً أنا أقول هذا ليس إماماً بالنصْ أيّ بمعنى أنّ النبي صلى الله عليه وآله نصّ عليّه فصار إماماً، أو أنّ علي ابن أبي طالبْ عليه السلام نصّ على الحَسن عليه السلام فأصبحَ إماماً، فهذا لا يحدث. وتارة أخرَى نقول هذا علي إمام منصوبٌ من قبل الله عز وجل، و معينٌ من قبل الله عزّ وجل، فماذا كانَ دور النبي عليه الصلاة والسلام؟ لقد أعلن نبينا هذا النصْ، أخرجه، وضحه للناس، و أصْدر مجموعة كبيرة من الأحاديث لكي يتسنى لكل شخص يُريد أنْ يعرف هذا الإمَام يكون لديه هذه الأحاديث، لمْ يُنصبْ إماماً من وقت قوله من كنت مولاه فعلي مولاه،  كلا حَتى إذا أصبح (مسامحة في التعبير) يقال نصّبَه إماماً ليس صحيحاً فالذي ينصّب ليس النبي صلوات الله عليه ولا الإمام منْ يُنصّبْ، بلْ هو الله عزّ وجل.

 لدينا رُواية جميلة يرويها أبو بصير عن الإمام الصّادق عليه السلام، يقول: دار بيني وبين الإمام الصادق سلام الله عليه حديث حول الأئمة والإمامة فذكرتْ له إسماعيل، وكان إسماعيل ابن الإمام الصّادق عليه السلام وكان رجلاً فاضلاً ومحبوباً منْ الإمام الصّادق عليه السلام، عندنا بعض الأئمة لمْ يكونوا بهذه المثابة لكنّ إسماعيل كان رجلاً محبوباً من الإمام وصالحاً ضمن أبناء الأئمة، يقول أبو بصير: فذكرتْ لأبي عبدالله إسماعيل، و قلت له ما رأيك بإسماعيل ليُصبح إماماً؟ قال: يا أبا بصير ليسَ هذا لنا إنمّا هو من الله وحده. أيّ أنّه ليس نحنُ منْ نعين هذا الولد أو ذاك، وإنما القضية قضية إلهية ونحنُ فيها مصداق الآية "وما على الرسول إلا البلاغ المبين" (3) و ليس النصب والتعيين، ولمْ  يجعل هذا الرّجل إماماً ويرفع الإمامة عن ذاك، وإنما هو مبلغ لما هو  منْ عند الله سبْحانه وتعَالى، و يترتب على هذا معنى مُعين وهو أنه لو فرضنا أنّ علامة من العلامات لسبب منْ الأسباب تخلفتْ، فإذا لمْ نعرف علامة لأي سبب من الأسباب، فهل يؤثر هذا في إمامة الإمام؟ كلا ، لماذا؟ لأن هذه ليست مقوّمة أيّ بمعنى أنّه عندما يقول النبي أو الإمام عليهم الصلاة و السلام: أنّ هذا ابني و يقوم مقامي وله الوصية، لم يكن بذلك منصّباً إياه وإنما معلناً عن شيء قائمٌ وواقع. فلو تأخرَ هذا الإعلان لأي سبب كما سيأتي بعد قليل لا يؤثر هذا في إمامة الإمام أبداً، لا في إمامة السابق ولا في إمامة اللاحق اجعلْ هذه المُلاحظة عندك لأنها سوف تخدمك بشكلٍ كبير في البحث القادم.

علاماتْ النّص على إمامة المَعصُوم.

 فواحدة من عَلامات النصْ على إمامتهم عليهم السلام من قبل الإمام السابق أنّه نصّ النبي صلى الله عليه وآله على علي عليه السلام وعليٌ ينصُّ على الحسن المجتبى والحسن ينص على الحسين عليهم السلام أجمعين. وعلى هذا المعدل، ولذلك أنّه من الأبواب المُهمة التي تذكر في كتب الأحاديث، في حياة وسيرة الأئمة هي النصْ على إمامته إذنْ هذه واحدة من العَلامات.

علامة أخرَى: الوصية من الإمام السّابق أو المَعصوم السابق إذْ يُوصي إليه بوصاياه، وهيَ مَجموعة الأشياء الخاصّة عند المَعصوم السابق تنتقل إلى المعصُوم اللاحق بوصية منه. الوصية هي إحدى علامات مَعرفة الإمام، فنأتي إلى إمام لديه خمْسة أولاد ونرى إلى منْ أوصَى فهَذه واحِدة منْ العلامات، وهي أنّه أوصى إلى فلان و جعله وصيّه في الأمور،  وهذا شيءٌ عُرفي، أيّ أنّه أنتَ كأب إذا أعطاك الله تعالى العُمر الطويل المقرون بالصحة والإيمان، والعمل الصالح إن شاء الله وبعد مدة فكرْت في أن تكتب وصيّة مع أنّه من المستحب من الآن أن يبادر الإنسان حتى و إنْ كنتَ شابّاً. عادَة عندما يجعلْ الإنسان وصياً ويوصي إليه، من يختار؟ أفضل أبناءه عادَة، هكذا إما لرشدٍ فيه أو لتحملٍ لمسؤولية أو لإيمانٍ بأنّ هذا الشخص الكبير يوصي إليه الصغير. عادة هكذا الأفضل بأنْ يختار الإنسَان أفضل أبنائه، وعادَة هذا هو السائد ما لم يكن مانعٌ يمنع للوصية إليه. الإمام المعصوم السابق يختار الإمام اللاحق وصياً له دون غيره لأنّ فيه الترجيح، وهذه أيضاً تعتبر من العلامات، إلا إذا كان هناك ظرفاً من الظروف يمنع ذلك. هذا حصل هذا في زمان الإمام الصادق عليه السلام إذ أنّ الإمام الصادق عليه السلام عاش في زمان المنصور الدوانيقي وفي آخر فترات الإمام الصادق عليه السلام حتى اسْتشهد، نجد فيها التشنج التي مارسته السلطة العباسية على خط أهل البيت عليهم السلام إذ كان كبيراً جداً و دخلت في معركة مع بني الحَسن، سجنت هؤلاء، قتلت محمد النفس الزكية، قتلت إبراهيم طاردت إدريس، سجنت عدد كبير منهم في المطبق، هدمت عليهم عذاب ومشاكل و اقرأ مقاتل  الطالبيين إذ كانت من أحلك الفترات سوءاً و كانت تحدثْ في زمان المنصور العباسي فجائع  إذ كانت تلك الفترة تُعتبرْ فترة تصعيد ويكفيك أنّ الإمام الصّادق على الرأي المشهور تم اغتياله بالسُّم من خلال أجهزة الدولة العباسية. إذن، فإنّه لو أوصى الإمام عليه السلام في هذا الوقت المُتصاعد إلى الإمام الكاظم عليه السلام وحده بوصية واضحة وظاهرة، وأعلنَ عنْ إمامته، فإنّ ذلك يمكن يكون فيه خطورة لذلك كانَ الإمام الصّادق ذكياً، و أول ما اسْتُشهد الإمام الصادق أرسل المنصور العباسي إلى واليْ المدينة أنّه انظر إلى منْ أوصَى جعفر بنْ محمد فقدمه واقطع عنقه ونحنُ نريد أنْ نقطعهم من الأصول، و الآنْ قد تخلّصنا منْ الصادق خلصنا ولا نريدْ منْ يأتي مكانه و اجتث منْ يأتيْ بعده، و أنظر إلى مَن أوصى واقطع عنقه. ذهبَ هذا الوالي للمدينة، و بحث فقالوا له الوصية التي تركها جعفر بن محمد هي أنّه أوصى فيها إلى خمْسة أشخاص: أوصى إلى ابنه الكاظم، وأوصى إلى ابنه عبدالله الذي يكنى به إذ يُقال له أبو عبدالله، وابنه هذا عبدالله الأفطح، وأوصى إلى أبو جعفر المنصور، وأوصى إلى والي المدينة، وأوصى إلى زوجته حميدة. فأرسل الوصية إلى المنصور و قال: من غير الممكن أنْ نقتل أبو جعفر المنصور لأنّ الإمام أوصى إليه، و لو نقتل والي المَدينة لم نعرف من هو الوصي الحقيقي بين هؤلاء! ولا نعرف من هو الوصيْ، هل وصيّه ابنه مُوسى الكاظم، أو ابنه عبدالله المَعروف بالأفطح، أو حتى زوجته حميدة؟! الآنْ الوصيّة علامة من العلامات مالم يكن هُناك مانع. منها مانعٌ سياسي أو أمني أو غير ذلك كما حصل في أيام الإمام الصادق عليه السلام. وإلى هذا يشير الحديث الذي قدمنا و ذكْرُه أنّ أميرْ المؤمنين عليه السلام جمع الحسن والحسين وأبنائه في آخر أيام حياته بعد ضربه من قبل ابن ملجم، وسلّم الإمام الحسن الكتب والسلاح وأوصى إليه بوصاياه وقال: لقد استدعاني أو استدناني رسُول الله محمد صلى الله عليه وآله وسلم وأيضاً فعل معي الفعل ذاته، و أعطاني الكتب والسلاح وأوصاني بوصيته وأمرني أنْ أسلّمها إليك وأنا آمرك أن تسلمها إلى الحسينْ إذا حضرتك الوفاة الرواية هذه تصل إلى الإمام الباقر عليه السلام إذ أنّ فيها أيضاً ذيلٌ وأمرٌ من رسول الله صلى الله عليه وآله وهو: أنْ يُبلغ علي ابن الحسين ابنه السلام عنْ رسُول الله صلى الله عليه وآله، و هذا من النصوص على إمامة إذ تعلمون أنّ الأئمة منصبين لدينا بعدد منْ النصوص التي تذكر الأئمة الاثني عشر كلهم، و واحد منها ما جاء في رواية صَحيحة السند في ذكر ما يُقرأ في سَجدة الشكر، وهو سجود بعد الصلاة إذ تقول رضيت بالله رباً وبالإسلام ديناً وبمحمد نبياً وبالقرآن كتاباً وبالكعبة قبلةً وبعلي إماماً وبالحسن إماماً وبالحسين إماماً هكذا إلى الإمام الحُجة عجل الله تعالى فرجه الشريف، هذه رواية مُعتبرة صحيحة من حيث السند وجاءت في مكانٍ مناسب جداً، وهي مرتبطةً بأمر عبادي حيثُ تقال في نهاية الصلاة. لدينا نصوص على كل الأئمة جملة، وأيضاً لدينا نصوصاً على كل إمامْ ولدينا أيضاً خبرٌ جابر ابن عبدالله الأنصاري قال: عندما دخل على فاطمة الزهراء عليها السلام في منزلها وجد عندها لوح مكتوب فيه أسماء فقرأ فإذا فيه أسماء الأئمة عليهم السلام الاثني عَشر منْ عليٌ عليه السلام إلى الإمام الحجة عجل الله فرجه الشريف(4).

واحدة  من العلامات، هي الوصية وهُناك علاماتٌ أخرى تذكرها رُواية ثانية عنْ الإمام الرضا عليه السلام يقول:  للإمام علامات أن يكون أكبر ولد أبيه ويكون فيه الفضل والوصية ويقدم الراكب أو الركب فيقول إلى من أوصى فيقال إلى فلان (5). أيّ أحدهم  يكون أكبر أولاد أبيه، في رواية ثانية إلا إذا كان ذا عاهة، أيّ ممكن أنْ يكون كبيرٌ من حيث السن ولكن لديه عاهةُ نقصْ و يفترض أنْ يكونْ الإمام كاملٌ من حيثُ الخلق ومن حيثُ العلم ومن حيثُ الأخلاق، ولا يكون فيه نقص وإلا لكان بعض آحاد الناس أفضل منه. إذا كان في الإمام نقصٌ خلقي فإنّ واحداً من الناس يكونْ أكثرُ كمالاً منه في خلقته و هذا غيرُ صحيح، وهذا ما جعلَ قسمٌ من الناس يَعرفون أنّ الإمامة لا تكون في عبدالله الأفطح. الإمام الصّادق عليه السلام كان ولده الأكبر هو عبدالله الذي قلنا أنّه يكنى به فيقال أبو عبدالله الصّادق الأكبر هو هذا عبدالله، ولمْ تكن الإمامة فيه وهو الأكبر لماذا؟ لأنه كانَ أفطح الرجلينْ وهذا عَيبٌ خلقي إذ يمنعه منْ أنْ يكون إمامًا. لا يمكنْ أنْ يكون الإمام أعمى مثلاً . قد يكون  من عامة الناس من هم كفيفو البصرْ أفضل من المبصرين عند الله تعالى ولكنْ هذا من شروط الإمام بأنْ يكون كاملاً، ألا يكون عقيماً،  و ربما يكون هناك شخصاً لا يولد له أولاد ومع ذلك هو من أقرب المقربين إلى الله عز وجل، لكن في الإمامة لا يكونْ هذا ولهذا احتج بعضهم على الإمام الرضا عندما تأخر إنجابه. الإمام الرضا  عليه السلام تأخر عنده الإنجاب، وجاء الإمام الجواد عليه السلام في فترة متأخرة ولذلك وصلته الإمامة وعمُره صغير، فبعضهم كانَ يحتج عليّه أنّه: لدينا ضمن عقائدنا بأنّ الإمام لابدْ أنْ يكون كاملاً و أنت لا يوجد لديك أولاد، بالتالي فأنت غيرُ مُنجب وعدم الإنجاب بالنسبة إلى الإمام يُعتبر نقصاً، والإمام لا يكونُ ناقصاً! فإذن أنت لست بإمام. فأن يكون أكبر أولاد أبيه إلا إذا كان ذا عاهة، و أن يبقى بعده واحداً أو اثنينْ وإلا إذا لمْ يبقَ بعده فلا يُمكن أن يكون إماماً. هذه هي كربلاء وكان الشهيد عليٌ الأكبر هو أكبر سناً من الإمام زينُ العابدين عليهم السلام وكانَ له فضيلة عالية وهي أنّه أشبه الناس خلْقاً وخُلقاً برَسول الله صلى الله عليه وآله ولكن هذا كان بالإضافة إلى أسبابٍ أخر وليس هذا هو السبب الوحيد، لكن هذا الرجل لن يبقى بَعد أبيه الإمام الحسين عليه السلام بل سيسبقه في الشهادة فحتى لو توفرت فيه الصفات لا ينفع أنْ يكون إماماً بعد أبيه. إذن، أنْ يكون الأكبرْ من أبيه ،أن يكون أكبر ولد أبيه، أن يكون فيه الفضل، و الحالة العلميّة المُتميزة والمُتفوقة التيْ يَختص بهَا الأئمة تكون عنده  وليستْ عند أحدٍ سواه، إذ أنّ هذه من العلامات المُهمة التي يقع فيها الآخرون في موقع التحدي.

الإمام أميرْ المؤمنين عليه السلام  كانَ يستعمل هذا في بعض الحالات وهو أن يُجلس ابنه الإمام مجلسه  ويقول له تفضل تصدى وذلك لأنّه من المفترض أن يكون العلم الذي لديه هو أيضاً عند ولده. أرسل معاوية رجلاً كما في الروايات عندنا إلى الكوفة وجهه إلى الإمام أميرْ المؤمنين قال له: يا أبا الحسن أو يا أميرْ المؤمنين أنا لديْ عدة مسائل و أريد أن أسألك عنها. قال له أمير المؤمنين: هذه ليست من مسائلك بل هذه مسائلٌ أرسلها ملك الروم إلى مُعاوية ابن أبي سفيان ومعاوية لم يجد جواباً لها وأرسلك إلينا ولا يوجد إشكالٌ عندنا في ذلك. فقال له: أذكر لي عشرَة أشياء بعضُها أشد منْ بعض وأذكر لي كذا واذكر لي كذا. فعدّد الأسئلة و أشار الإمام  إلى الإمام الحسن عليهم السلامْ وقال سل ابني أبا محمد هو من سيجيبك و الصحيح هو الكلام ذاته الذي سَأجيبك به هو سيجيبك عليه (6) حيثُ أنّ هذه أيضاً من العلاماتْ التي تشير إلى إمامة هذا الشخص وهي أن الإمام السابق يقيم ابنه مقامه ويعلن هذا إلى الناس. الإمام الرضا عليّه السلام كان عندما يحضر أعيان شيعة أهل البيت عليهم السلام عنده يشير إليهم يقول هذا ابني أبو جعفر الجواد محمد صلوات الله وسلامه عليهم. فيقول الإمام الرضا (عليه السلام) عن ابنه الجواد عليه السلام: «هذا أبو جعفر قد أجلسته مجلسي، وصيرته مكاني، إنّا أهل بيت يتوارث أصاغرنا عن أكابرنا القذة بالقذة»(7)، أيّ أنّه لو بدا لكم سؤلاً فلا تسألوني و اسألوه، و هذه أيضاً من العلامات على إمامة الشخص.

 هُناك من العلاماتْ التي تذكر، أنّ الإمام اللاحق يتولى أمرْ تجهيز أْبيه بعد موته وهذا وارد في حَديث عن الإمام السجاد عن الإمام الباقر عن أبيه السجاد أنّ الإمام (إنما يغسله إمام مثله) والتغسيل هنا بمعنى التجهيز بشكلٍ عام. أيضاً لدينا رواية أخرى وهي مُعتبرة من حيث السند عن الإمام الرضا عليه السلام يقول: فيما أوصاني به أبي قال: يا بنيَّ إذا أنا متُّ فلا يُغسِّلني أحدٌ غيرك فإنَّ الإمام لا يُغسِّله إلا إمام(11). يتبين لنا هنا سؤالان. السؤال الأول أن بعض الأئمة على أثر حوادث معينة لم يظهر أنهم غُسلوا من قبل أبنائهم الأئمة. ألا يخدش هذا في إمامَة الإمام السابق؟ أو الإمام اللاحق؟ لأن هذا إمام ومفترض أن يكون من صفاته أنه يغسله الإمام الذي بعده، ويصبح لدينا إشكال على المغسِل وعلى المغسَل هذا سؤال. والسؤال الثاني: هو ما يتعلق بالنسبة إلى الإمام الحجة عجل الله فرجه الشريف من يغسل الإمام الحجة؟ إذا لم يغسله إمام فترجع المشكلة. إذا يغسله إمام فنصير ثلاثة عشرية و ليس اثنى عشرية! فمن هذا الإمام الذي يأتي بعد الإمام الثاني عشر؟ وليس هناك إمام بعد الحجة عجل الله فرجه، فهو خاتم الأئمة والأوصياء. نرجع هنا إلى الفكرة التي قلتها لكم سابقاً وهي إن هذه علامات وليست مقومات وصفات. فلو تخلف بعضها لسبب من الأسباب فلا يؤثر ذلك في إمامة الإمام لا السابق ولا اللاحق وإنما غاية الأمر هو أنّ إحدى العلامات لسبب من الأسباب تأخرتْ وينبغي أن نبحثْ في بقية العلامات إذ أنّه لديك عشر إشارات مرورية تهديك إلى هذا الموقع فلو انكسرت واحدة، فذلك لا يعني ضياع الموقع، وإنما هذه العلامة هي إشارة لا تستطيع أن تعتمد عليها الآن، و اعتمد على الإشارة الثانية. والعلامة الثانية هنا أيضاً هي الكلام  ذاته وهو أن إذا لم يغسله إمام مثله فليس بإمامٍ، أو إذا هو لم يغسل الإمام الذي قبله فليس بإمام. نحن قلنا أنّ هذه  كلها علامات كونه إمام فمن أين؟ من الله عز وجل. نصبه وتعيينه واختياره من الله عز وجل، و غاية الأمر أن هذه لافتات طرق للوصول لهذه العلامات، ونحن إذاً نهتدي بها فلو لسبب من الأسباب قُلعت علامة من العلامات، فلن يتغير أمر الإمامة لا بالنسبة إلى المغسِل ولا بالنسبة إلى المغسَل، و لا بالنسبة إلى السابق ولا بالنسبة إلى اللاحق.

إذن، يُضاف إلى ذلك أنّ هذه الروايات التي تقول أنه مثلاً الإمام الرضا لمْ يغسله الإمام الجواد ما تولى أمره عليهما السلام. الإمام الكاظم ما تولى أمره مثلاً الإمام الرضا. الإمام الحسين ما تولى أمره الإمام السجاد. إنما هي مبنية على الظاهر. صحيح؟ أما إذا نقلتْ إلى الأمر، و إلى الجانب الغيبي الذي هو جزء مهم في الإمامة وهو أصل التعيين والنصب إذ هو أمرٌ غيبي. إذن، إذا نقلت المسألة إلى ذلك المكان، سيكون الأمر عادياً. لدينا أحد الاستشهادات التي استُشهد فيها الإمام الرضا عليه السلام للرد على (الواقفة) قالوا: أنت يا على ابن موسى لست إماماً، لماذا؟ لأنكم تقولون أنّ الإمام لا يغسله إلا إمام وأنت كنت في المدينة وأبوك في بغداد حين وفاته فلم تغسله فإذاً لست  بإمام! هؤلاء غَفلوا بأن هذه علامة وليس مقوم و الحالة الطبيعية إذا لم يمنع منها مانع أن يتصدى الإمام المعصوم إلى تجهيز أبيه وهذا يكون إحدى العلامات على إمامته هو، لا تؤثر في إمامته ولا تؤثر في إمامة من سبقه وليس هناك ربط وإنما فقط إشارة وعلامة. لو فرضنا أن الإمام الجواد عليه السلام كان في مكان والده في طوس في خراسان ولكنّه سُجن لأن هذا أحد الاشكالات لقالوا له أنت لست بإمام و يقولوا إن هذا أيضاً لا يغسله إلا إمام. الجواد عليه السلام كان في المدينة والرضا عليه السلام كان في خراسان، فكيف غسله، وكيف جهزه؟ إذا الجواد ليس بإمام أو الرضا ليس بإمام أو هما الاثنان عليهما السلام. هم غفلوا عن هذه الجهة من أنّ هذه ليست مُقومات وليست صفات الإمام، وإنما علامات خارجة عنْ موضوع الإمامة وعلامات وإشارات فقط وبهذا أيضاً يمكن الجواب على موضوع الإمام المهدي عجل الله تعالى فرجه الشريف إنه لماذا الإمام المهدي من يغسله؟ هناك جواب أجاب به بعضهم ولا أرى له داعياً قال بعضهم: الإمام المهدي من يغسله؟ بناء على موضوع الرجعة وأنّ الأئمة يرجعون إلى عالم الدنيا فالذي يجهز الإمام المهدي هو الإمام الحسين عليه السلام!  فنسأل بعدها سؤلاً بأنّ الأئمة الذين يرجعون هل يبقون أو يموتون ؟ يموتون؟ من يجهزهم؟ فترجع المسألة. الجواب الصحيح هو ما ذكرناه من أنّ هذه علامة للإمام الذي بعده فعندما نريد إحدى العلامات على إمامة الإمام الباقر والظروف عادية فترى من غسل الإمام السجاد؟ رأينا أّنّه الإمام الباقر عليهما السلام هو الذي جهزه فنقول أنّ هذه فيها دلالة وإعلان على إمامة الإمام الباقر، ولكن الإمام المهدي عجل الله فرجه لا يحتاج لأنه ليس وراءه إمام، فلا نحتاج إلى هذه العلامة أصلاً و لا نحتاج إلى علامة تغسيل والتجهيز لأنه لا يوجد بعده إمام، وبالتالي حتى لو جاء أحدهم و غسله فلا نحتاج حتى لو غسله غير معصومْ ، فلا نحتاج  إلى هذه العلامة لفرض أنّ الإمامة انتهت عند هذا الحد. إضافة إلى ذلك، نحن نتحدث عن الحالات الطبيعية وما ينُقل حتى لا تضيع الفكرة. أيضاً، الإمام الرضا عليه السلام كان متنبهاً إلى أن مخالفي أهل البيت سيحتجون في هذا الموضوع، فأخبر أحد أصحابه واسمه أرثمة، قال له: أنا  سأتوفى و  سأدفن في هذه البقعة المعينة قريبٌ من قبر هارون العباسي وسَيقول لك المأمونْ ألستم تزعمون أن الإمام عندكم لا يغسله ولا يجهزه إلا إمام مثله؟ فإذا كان كذلك فمن جهز علي بن موسى الرضا؟ المعنى أنّه يريد ماذا؟ ينقض عليه ويلغي هذه الفكرة. فقل له: نعم نؤمن بذلك ولكن إذا تعدى متعدٍ ومنع من ذلك فماذا نصنع؟(9) وفي هذا إدانة لمن؟ للخلافة العباسية. طبعاً توجيهنا للكلام هو أنّ الأمر غيبي وأنّ الإمام الجواد عليه السلام وصَل لتجهيز أبيه لكنْ هذا الكلام لا يعترف به مثل المأمون فلابد من الإجابة عليه بجواب يناسب عقليته، يقول له: هذه علامة من العلامات في الظروف العادية أما إذا أتى حاكمٌ ظالم ومنع من هذا الأمر فماذا نفعل؟ هل نخوض معركة حتى يقتل الإمام إلي بعده؟ بل لا نفعل هذا، فإحدى العلامات تأخرت وبالتالي لم تحصل فيجب أن نبحث على باقي العلامات الموجودة، وقد استدل الإمام الرضا عليه السلام ونقض على الواقفة. الواقفة الذين قالوا أنّ موسى بن جعفر عليه السلام لم يمت طمعاً منهم في الأموال. قالوا موسى بن جعفر لم يمتْ وعلي بن موسى الرضا ليس إمام فنحنُ مطلوبٌ منا أن نسلم الأموال إلى علي بن موسى، فما هو دليلكم على ذلك؟ قالوا موسى بن جعفر مات في بغداد وأنتَ في المدينة فلمْ تجهزه إذاً أنت لست بإمام فقال لهم: إنّ الذي مكن علي بن الحسين السجاد عليه السلام وهو في السجن في الكوفة منْ أن يأتي إلى كربلاء فيلي أمر أبيه، مكنني من أن آتي إلى بغداد حتى ألي أمر والدي أي إذا نظرنا إليها باعتبار السهولة والصعوبة فالأمر عندي أسهل لأنّ علي بن الحسين كان مسجونٌ على الأقل، و تحت الرقابة مقيد بالأغلال عليه حراس ومع ذلك في الرأي المعروف بين الإمامية فإنه جاء إلى كربلاء وتولى تجهيز أبيه الحسين عليه السلام، إذا كان ذلك وهو بتلك الحالة في السجن مقيداً و عليه الحرس ومع ذلك وصل إلى تجهيز أبيه فأنا إلي مطلق السراح أستطيع  أن آتي إلى بغداد ما دام الأمر غيبيْ وهو أن آتي إلى بغداد فأتولى أمر أبي وبالتالي كلامكم هذا لا معنى له. الرأي المعروف عندنا الإمامية علماء و تابعيهم أنّ الإمام السجاد عليه السلام هو الذي تولى تجهيز الإمام الحسين عليه السلام وأهل بيته وأنصاره في كربلاء في يوم الثالث عشر من شهر محرم الحرام سنة إحدى وستين عندما جاء من الكوفة إلى كربلاء. الكوفة في الحالة العادية إذا كان يريد السفر لها فارساً فيركب فرسه ويمشي بشكل سريع فإنّه يحتاج ما بين ثلاث إلى أربع ساعات يقطعها لهذه المسافة. نحنُ نعتقد أن الأمر غيبي مع سهولة الأمر بالطريقة الطبيعية. فجاء الإمام عليه السلام ضمن هذه الطريقة والمُعادلة إلى كربلاء لتجهيز والده وأنصاره على الطرف الآخر كما تعلمون كان بنو أسد في الغاضرية حتى أنها تنسب إليهم إذ يُقال غاضرة بني أسود، وكانوا موجودين هناك لكن شردهم عمر بن سعد وأمرهم بالجلاء بعد أن ذهبَ إليهم حبيب بن مظاهر الأسدي واستنهضهم لنصرة الحسين عليه السلام وأرادوا الاستجابة ثم وصل الخبر إلى عمر ابن سعد فوجه إليهم بمفرزة قال لهم: إذا لم ترحلوا من المكان سنهجم عليكم وعلى نسائكم قبل أن نبدأ بالحسين وارتحلوا إلى منطقة أخرى و ابتعدوا عن موقع المعركة إلى جهة أخرى. طبعاً كان فضاءً مفتوحاً و أرضاً واسعة وفي الطرف الآخر كان هناك ثلاثون ألف مقاتل من جيش بني أمية وعدد من معسكر الحسين عليه السلام خيول وسيوف وغير ذلك وقتال وصراخ، هذا كله  كان خلال مدة و سيتبين لكم ما مر يوم إحدى عشر حيث خروجهم وبالتالي أيضا (لجبة؟) وكذا يوم اثنى عشر إذ أحس بنو أسد أنّ هناك هدوء و لا توجد هناك أصوات ما الخبر؟ ما لذي حدث؟ انتظروا إلى يوم الثالث عشر صباحاً فأرسل بنو أسد نسائهم إلى شريعة الفرات من جهة يجلبون الماء لاحتياجاتهم ومن جهة أخرى يستطلعون الخبر ونتيجة المعركة وهل أنه انتهى كل شيء أم لا؟ هذا الهدوء الغريب الذي خيم على هذه المنطقة فجاءت نساء بني أسد إلى قرب شريعة الفرات وبأيديهم القرب وإذا بهن يرين تلك المشاهد المروعة تلك الأجساد العارية وتلك الأجساد المقطعة، فهذا مكبوبٌ على وجهه، و ذاك مكبوبٌ على شماله، هذا مفصولٌ رأسه، ذاك مقطوعة يده وعلى هذا المعدل فهالهن ما رأين وبكين وأعولن ورَجعن إلى رجالهن وهن باكيات ينقلن إلى أولئك الرجال ما رأين في أرض المَعركة، و ما رأيتن؟

الهوامش:

(1)    الصراط المستقيم إلى مستحقي التقديم ج2 ص 161

(2)     الصدوق، كمال الدين وتمام النعمة، ص 409.

(3)    سورة النور، أية 54.

(4)    أصول الكافي ج ١ ص ٥٢٧.

(5)     أصول الكافي: ج ١ –ص ٢٨٤. 

(6)    بحار الأنوار - العلامة المجلسي - ج ٥٧ - الصفحة ١٩٩

(7)    الشيخ المفيد، الإرشاد، ج 2، ص 266.

(8)    العلامة المجلسي - ج 46 ص 269.

(9)    القمي، منتهى الآمال في تواريخ النبي والآل ج2,ص395-399

مرات العرض: 3443
تنزيل الملف: عدد مرات التنزيل: (2571) حجم الملف: 20962.91 KB
تشغيل:

ميزة التوجه الروحي، كيف أصبحت مشكلة؟
الصحبة والأصحاب قواعد وأسس