الامام الرضا ورسالة التفوق العلمي
المؤلف: الشيخ فوزي السيف
التاريخ: 15/11/1435 هـ
تعريف:

الإمام الرضا ورسالة التفوق العلمي

كتابة الأخت الفاضلة عبير الزهراء

اللهم صل على محمد وآل محمد
قال سيدنا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم "مثل أهل بيتي فيكم كسفينة نوح من ركبها نجا ومن تخلف عنها غرق  "
صدق سيدنا ومولآنا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم

حديثنا بعنوان "الإمام الرضا ورسالة التفوق العلمي "
لو أردنا أن نؤرخ للإنفجار العلمي الذي جاء به أهل البيت عليهم السلام في نهضتهم الفكرية لأمكن لنا أن نلحظ ثلاث مراحل اساسية :
الأولى : كانت في زمان أمير المؤمنين صلوات الله وسلامه عليه ،حيث اطلع النّاس على آفاقٍ من العلم لم يكونوا يعهدونها في العلم الألهي ولا في العلم الطبيعي حتى كانت كلمات أمير المؤمنين (ع) مستغربة في ذلك الزمان ، بل شكك بعض المتأخرين في القرون المتأخرة في أن تكون هذه الكلمات لعلي بن أبي طالب بزعم أن النّاس لم يكونوا يعرفوا هذه المباحث ،هذه القضايا العلميه الدقيقة ، معالم التوحيد ، قضايا بداية الخلق ، وصف الحيوانات الدقيق ، هذه أمور لم يتعرف عليها المسلمون ولم يكونوا في جوها فكيف يمكن في زعم هؤلاء لعلي بن أبي طالب أن يتحدث عنها!!! وأن يبين دقائق مسائلها "طبعاً" إذا ساوينا علي بسواه ، هذا السؤال جداً موجّه من صحابة رسول الله (ص) "من مات وهو لا يعرف ميراث الجد والجده " من صحابة رسول الله (ص) من مات وعنده جهل ببعض الآيات القرآنية الواضحة ، فمن الطبيعي حينما نقارن علي بهؤلاء نساويه بهم،  نقرنه إليهم ،هذا أمر مستغرب ليس طبيعياً ابداً ، لكن إذا كان علي بن أبي طالب هو باب علم مدينة رسول الله محمد (ص) آنئذٍ يختلف الأمر بشكل كامل
المرحلة الأولى : دشنها أمير المؤمنين علي صلوات الله وسلامه عليه وجاء بعده ابناءه اكملوا هذا الأساس الذي أسسه الإمام أمير المؤمنين سلام الله عليه إلى أن وصلنا إلى:
 المرحلة الثانية : أيام الإمام الباقر (ع) وأيام الإمام الصادق فحدث هناك أيضاً حالة من الإنفجار العلمي والفكري على مختلف المستويات وتكاد تقول :أن المدرسة الإمامية في عصر هذين الإمامين أخذت ابعادها الأساسية بشكل تفصيلي ولذلك كثر الحديث عنهم وكثر تلامذتهم وكثرت المؤلفات والمعارف الدينية منذ ذلك الوقت اصبح تلامذة الإمامين عليهما السلام ونقل عنهم حديث كثير جداً في مختلف الأبواب ولا سيما في أيام الإمام الصادق الذي تنوعت دروسه وتعاليمه مابين قضايا دينية ومابين قضايا علمية بحسب التصنيف ومابين قضايا طبيعية ودنيوية، بحسب هذا التصنيف إلى أن نصل إلى

المرحلة الثالثة : زمان الإمام أبي الحسن علي بن موسى الرضا صلوات الله وسلامه عليه في هذه الفترة بلغت هذه المدرسة الإمامية درجة الكمال تقريباً فيما يرتبط بتأصيل النصوص في مختلف الأبعاد يعني أي موضوع اللي ماصار له تفصيل في زمان أمير المؤمنين (ع) وما صار له شرح في زمان الباقر والصادق ، الإمام الرضا جاء واعطى ابعاداً مختلفة ولذلك يُعد الإمام الرضا (ع ) هو كمال البيان في المدرسة ،بحيث لا نجد بعد ذلك شيئاً استثنائياً كما قيل في المثل "كل الصيد في جوف الفرا " الذي كان في زمان الإمام الرضا (ع ) ولذلك يتحدثون عن بعض هذه الإشارات من حيث الكم يتحدثون عن أن الإمام الرضا (ع) كان له من الطلبة والتلامذة والرواة قريباً من ٣٧٠ تلميذٍ و راوٍ ومتعلم بعضهم على مستوى رفيع جداً ، أنت عندما تتحدث عن مثل "يونس بن عبد الرحمن " هذا مولى ليس عربي الأصل وإنما من الموالي يونس بن عبد الرحمن يبين لك إن القضية لا ترتبط بالإنساب والأصول أنماترتبط بالجهد والسعي ،كم واحد له أصل عربي ولكنه لا يمتلك من العلم شيئاً "من قعد به علمه لم يرتفع به نسبه "
يونس بن عبد الرحمن يشبه في رواياتنا "سلمان المحمدي سلمان الفارسي " لماذا التشبيه ؟ لأن سلمان المحمدي الذي قال وقيل فيه "سلمان منّا أهل البيت " كان بمثابة بحّاثة فكري استوعب في بداياته الديانة المجوسية فرأى أنها لا تتوافق مع الفطرة الأنسانية ثم انتقل في مسيرته هذه وتعرف على المسيحين واصبح مندمجا معهم ،وتعّلم المسيحية من كبارها وعاش فيها ايضاً فترة من الزمان وعرف فلسفتها وثقافتها ورأى أن فيها تناقضات لا يمكن للإنسان أن يسكت عنها في طريقة استرّق من قبل يهودي وصار أيضاً ضمن هذا الجو اليهودي وآنئذٍ تعرف على مبادئ اليهودية وقرأ التوراة ،  ووجد فيها المجالات الكثيرة للإنتقاد حتى إذا وصل إلى مكة المكرمة وعرفه أمير المؤمنين وتعّرف عليه سلمان وكان يطوف بالبيت فأخذه أمير المؤمنين إلى رسول الله (ص) فرأى من رسول الله ماجعله يقول "اشهد أن لا إله إلا الله وأن محمد رسول الله "

ولذلك في بعض الروايات عندنا "سلمان علم علم الأول وأدرك علم الآخر " يعني الكتب السماوية القديمة الديانات السابقة كا ليهودية والمسيحية ،تعرف عليها في مسيرته وأيضاً أدرك بعمق رسالة الإسلام ،هذا الشخص بهذه المنزلة التي اصبحت عنده معارف استثنائية يحتاج الى حديث كامل سلمان المحمدي رضوان الله تعالى عليه هذه الشخصية العلمية
يشبّه به يونس بن عبد الرحمن احد رواة الإمام الرضا (ع) وتلامذته حيث إن الأمام يقول "يونس بن عبد الرحمن في زمانه كسلمان الفارسي في زمانه ، هذه المرتبة العلمية من الكتب الباقية اكثر من عشرين كتاب     في مختلف فنون العلم بعضها أشبه برسالة علمية عرضت على الإمام العسكري ،فيما بعد يتبين إن الشيعة كانوا يتناقلوا هذه الكتب ، فعرض كتاب يونس بن عبد الرحمن على الإمام الحسن العسكري (ع) فقال : هذا صحيح كله وينبغي أن يعمل به تبين ادراكه واستيعابه لمدرسة الإمامة كان ادراك واستيعاب عبد الرحمن بن يونس مافيه أي غلط مافيه أي إشكال وينبغي أن يُطبق ،هذا واحد من هؤلاء الرجال الذين بناهم الإمام الرضا (ع) والا وصلوا إلى قريب ٣٧٠ من الرواة والتلامذة ،محمد بن عيسى بن عبيد اليقطيني ،"سبحان الله هؤلاء آل يقطين من العوائل المباركة " مثل علي بن يقطين الذي كان من جهة وزير في الخلافة ، ومن جهة أخرى من أصحاب الإمام الكاظم وكان يخدم مبدأه من خلال وجوده في جهاز الخلافة ، وكان يجهز مايقارب من ١٥٠ حاج على نفقته ،يقول بعضهم : أحصيت في الموقف ١٥٠ حاجاً يدعون لعلي بن يقطين لأنه جهزهم إلى الحج هذا على مستوى الكبار وعلى مستوى مواليهم يعني الأشخاص الذين عقدوا بينهم وبين هذه الأسرة ، مولى لآل يقطين مثل محمد بن عيسى بن عبيد اليقطيني ايضاً مولى لآل يقطين هذا يتحدثون عنه أنه سأل الإمام الرضا قريب من مئة وخمسين ألف مسألة وحصل عليها خلال فترة بقائه مع الإمام صلوات الله عليه حتى قال بعض المتأخرين عنه أني لأغبط أهل خراسان لمقام محمد بن عيسى بين أظهرهم ،رجل مملوء علم وفقه وعقائد ،وأمثال هذا كثير ، الآن نحن لسنا بصدد التعرض لكل أصحاب الإمام الرضا ولكن اتيت لك بنموذجين ربى فيهما  الإمام الرضا (ع) من أمثال هؤلاء قرابة ٣٧٠ تلميذ من التلامذه واروٍ من الرواة وعالم من العلماء ، وفقيهاً من الفقهاء هذا من حيث الكم . أما من حيث الفترة الزمنية يتحدث التاريخ عن أن الإمام (ع) بدء بالإفتاء والتعليم والتربية الفكرية ولمّا يبلغ العشرين من العمرفي مدينة رسول الله (ص) الأمام الرضا (ع) كان في المدينة أكثر عمره كان في المدينة ، ترى قضية طوس بقي الإمام فيها يعني من سنة ٢٠٠ هجرية ، في منتصفها أُشخص الإمام الرضا (ع) وطلب منه أن بأتي إلى خراسان ضمن جريان سياسي معين رتب له المأمون إلى سنة ٢٠٣ هجرية ، على المشهور مسموماً بيد المأمون فالقضية كانت أقل من ثلاث سنوات مدة بقائه في خراسان وإلا اكثر هذه الفترة فترة عمره الذي يختلف بين سنة ٥٥ و٥٣ سنة بناءً على إن الإمام الرضا (ع) ولد قبل سنتين  من شهادة جده الإمام الصادق سنة ١٤٨هجرية فإلى سنة ٢٠٣ هجرية يصبح عمره ٥٥سنة واذا كان ولد في سنة شهادة الإمام الصادق هو رأي آخر وبالتالي يكون عمره الشريف  ٥٣سنة "نشيل منها " ثلاث سنوات مدة خراسان ،باقي هذه الفترة كان الإمام الرضا (ع) في المدينة المنورة وقد نهض بالعلم والتعليم ولمّا يبلغ العشرين من عمره يعني أنت " تصور " خلال هذه الفترة قريب ٣٠سنة كان عليه السلام يباشر التعليم والتثقيف والتربية الفكرية وذكر الأحاديث والتفسير وما شابه ذلك وكان له اسطوانة هذا غيرنا ينقله موجود في كتب التاريخ الرسمية، إن الإمام الرضا (ع) كان له مكان معين علي بن موسى بن جعفر (ع ) كان له مكان مثل إسطوانة في المسجد فكان السائل إذا جاء وسأل في المسجد وعجزوا عن جوابه أشاروا إلى اسطوانة الإمام الرضا (ع) بعض السائلين يستنكف يقول هؤلاء الذين في تلك الجهة كلهم اصحاب لحية وهيكل ماقدروا على مسألتي !!! اذهب إلى شخص عمره ١٧سنة "إلى الآن لم يخط  الشعر في وجهه اكيد ماراح يعرف مسألتي " مادام هؤلاء الكبار والفحول عجزوا عنها ،فلا يلبث أن يأتي إلى الإمام (ع) ويطرح عليه مسألته فيجد الجواب كاملاً مفصلاً  من الإمام الرضا (ع) .

من ناحية الفترة الزمنية : الإمام عليه السلام استغرق فترة طويلة في بث العلم وصلت إلى ثلاثين سنة في المدينة واكملها ايضاً في خراسان في داخل قصر المأمون العباسي لأنه حوّل  هذا الديوان إلى مجلس علم صلوات الله عليه ،ولهذا لما يأتي يقول لك النصوص الموجودة والمروية بين أيدينا عن الإمام (ع) تتجاوز ٢٠٣٣نصاً من النصوص في مختلف الأبواب قريب ال  ٥٠٠ نص منها في الإمامة وامثالها في التفسير وأمثالها في المناظرات وأمثالها في الفقه في مختلف الأبواب الفقهية ،في الحج مثلاً :  كثير من الروايات واردة عن الإمام الرضا (ع) ولها دوراً مهماً في اعتماد الفقيه عليها لكي يُفتي بما يوافق شرع الله عز و جل ٢٠٣٣نصاً بعضها يشتمل على ١٥ صفحة كما رأيت يعني نص لا تتصور من سطر واحد لا ؟ قسم كبير ١٥صفحة ١٧صفحة هذا يعتبر نص واحد ، كما ورد في تعريف الإمامة ،الإمامة : هي أس الإسلام السامي وفرعه النامي ، إلى آخر كلماته في بحث الإمامة في موضوع المناظرات ،أحياناً تستمر المناظرة لفترة طويلة ومع من ؟ مع رؤس الفكر في ذلك الزمان المأمون العباسي كان له وجهة علمية يعني يحب أن يرى مناظرات العلماء وغلبة بعضهم على بعض ويستذوق هذا الأمر طبعاً هذا لا ينفع الإنسان مالم يقرن إليه عملاً صالحاً وإلا أي إنسان يحب التفوق العلمي ، لا بد أن تقرنه بالعمل الصالح في القضية المشهورة التي جمع فيها المأمون للإمام الرضا ارباب المقالات والديانات التي اشبه بمؤتمرات حوارية على مستوى القمة كما نسميها في هذه الأزمنة ، أحدهم ينقل وأنا انقلها مختصرة حتى اتخلص إلى الغرض الأصلي "الحسن النوفلي أحد أصحاب الإمام عليه السلام رجل قرشي في الأصل وعراقي المسكن ،كان زائراً الإمام الرضا (ع) وهو في خراسان ومن شيعة الإمام واذا بياسر مندوب المأمون العباسي يطرق الباب على الإمام الرضا : ماذا تريد ؟
قال له : ياابا الحسن إن أمير المؤمنين قد أجتمع عنده أرباب المقالات ورؤساء الديانات والمذاهب ، وقد بدؤ في حديث ولم يحب الأمير أن يخلو مجلسه منك "هناك نقاش دائر في هذا الديوان والآن ينتظرون مجيئك " فالإمام الرضا (ع) قال للضيف العراقي قال له : يانوفلي أنتم أهل العراق أهل دقة ،ذاك الزمان وان شاء الله هذا الزمان ،قال له : ماذا ترى في الأمر ؟
الإمام يريد ينظر إذا عنده معرفة بالموضوع وإلا سيخبره ،فقال له : يا سيدي المأمون قدجلب إليك رجالاً لا يقبلون قال الله وقال رسول الله ،أنت تريد تحتج إليهم بالقرآن ،هذا المسيحي يقول لك لا اعترف بالقرآن حتى تحتج عليّ به  قال جدي رسول الله جيب لي دليل مما عندي ،أنا جايب لك فيلسوف هذا اصلاً مايعتمد على الدليل النقلي قرآن وحديث ،يريد أدلة عقلية وبراهين فهذا بالتالي يريد يحرجك في ذاك المكان فقال : بلى ياعراقي قال صحيح صدقت يا نوفلي ولكن تريد  تعرف متى يندم المأمون ؟
يندم المأمون : عندما يراني أُناظر اهل التوراة بتوراتهم وأهل الإنجيل بإنجيلهم وأهل الفلسفة بمعقولهم وأهل المجوسية بفهلويتهم وفارسيتهم ،عنئذٍ يندم المأمون بالفعل ذهب الأمام الرضا (ع) "حديث مفصل أختصره " أول ما بدأ رأس الجاثليق كأنما تعريب لرأس الكاثوليك هم الفرقة الأساسية المسيحية سابقاً وإلى الآن يعبر عنهم في المصادر القديمة وهم بمعنى الكاثوليك مثل بابا الفا تيكان هذا الذي عنده معرفة بالمسيحية بشكل كامل فقال له يا ابا الحسن :
كيف تقنعني أن جدك مرسل من قبل الله عز و جل ؟
كلنا نتفق على أن عيسى ابن مريم نبي من الله لكن نختلف أنت تقول أن محمد رسول الله أنا لا أقول أن محمد رسول الله فكيف تقنعني ؟
 قال : تقرأ ياراس الجاثليق الإنجيل؟
 قال : كيف لا اقرأه وهو كتابي ،أنا احفظه .
فقال له : إذن إقرأ معي في السفر الخامس ، فبدأ الإمام يقرأ عليه قراءة وذلك الرئيس رئيس الكاثوليك مدهوشاً يقول : كأني اسمع عيسى ابن مريم يقرأ الإنجيل .
يقرأ عن حفظ إلى أن وصل إلى مورد قال له : في أنجيلكم هذا أبقيتم وصف النبي وحدفتم اسمه ،وفي إنجيل عيسى ابن مريم يوحد اسم رسول الله (ص) أنتم في إنجيلكم أتيتم بصفته وصفة أهل بيته أيضاً ،لكن الإنجيل الذي أنزل على عيسى ابن مريم والذي أخبر عنه القرآن الكريم " ومبشراً برسول يأتي من بعدي اسمه أحمد " صلوا عليه " اللهم صل على محمد وآل محمد "
فلما قرأ قال : الحق معك وإن شئت زدناك .
قال : هذا يكفي ، ثم جاء دور الصابئة الآن موجودون في العراق ويعتقدون أن نبيهم يحي بن زكريا ولهم ممارسات خاصة ،فبدأ يناظر كبيرهم عمران الصابي رأس الصابئة ضل يتناقشان إلى أن قرب أذان الظهر سمع صوت الأذان الإمام (ع) وهذا فيه تعليم لنا أيضاً" أيها الأحبة أيها السادة أيتها الأخوات المؤمنات " ،فلما سمع الإمام الرضا (ع) قال : نقوم إلى الصلاة .
قال : عمران الصابي يا ابا الحسن الله الله فيّ أنا الآن وصلّت إلى قريب الإقناع مابقي إلا القليل !!!
اكمل ، حسب التعبير "أذبحني على القبلة وقوم "
قريب الإيمان لما تقول به ، به اخاف عندما نقوم وينّفض المجلس الشيطان يأتي إليّ فأكمل إليّ .
قال : لا !!! نداء الله أولى بالإجابة أي واحد منا يقول لا !!!" لأن يهدي الله بك رجلاً خيراً ممن طلعت عليه الشمس " الصلاة لاحقين عليها مابتشرد إلى المغرب موجودة ،لكن لا ،هذا معناه إن عمران الصابي وغيره يرى أن الإمام الرضا (ع) لا يشغله شيء عن صلاته في أول وقتها معنى ذلك إن شدة تأثير النبي المصطفى (ص) وتعاليمه إلى هذه الحالة ، كأنما واحد بشكل تكويني يقوم مايملك إرادة لازم يتحرك ،لا يتساهل لا يتأخر ولا يتردد أبداً ،  وكأن الإمام ضامن أن هذا الإنسان إلا وصل إلى هذا المقدارضامن ايضاً سينتهي أمره إلى الإيمان .
قال : لا ،يا عمران أنا أقوم اصلي ،بالفعل قام .. عمران أنا أحترم صوت المؤذن "هذا يعبر عن الله عز و جل بقوله حيّ على الصلاة حيّ على الفلاح حيّ على خير العمل " هذا نداء إلهي ولكن بلسان زيد من الناس قام الإمام الرضا صلى صلاته رجع التئم المجلس ،استمر الإمام (ع) مامرت إلا هنيئة وإذا بعمران الصابي قال له ياسيدي : أوضحت لي الحق والمنهج وأنا "أشهد أن لا إله إلا الله وإن جدك محمد رسول الله " اللهم صل على محمد وآل محمد .
هذه المناظرات ،هذه المناقشات ، الذي نقل منها شيء قليل بالقياس إلى غير الموجود ،ممايبين الحجم العلمي الذي تركه الإمام الرضا (ع) وكان فيه متفوقاً وبارعاً .
"هنا ليأذن لي الأحبة الأفاضل في ملاحظة " وهي أن التفوق العلمي ينبغي أن يكون مميزه من أتباع اهل البيت عليهم السلام لماذا ؟ لأنك أنت إنسان تسلك مسلك أُناس هم في القمة ، من الناحية العلمية مقتضى إتباعك لهم المجانسة والمسانخة والمشاركة ،فإذا كان عندهم هذا التفوق العظيم ،التفوق الكبير في العلم أنا وأنت لا بد أن نسلك نفس هذا المسلك سواء في الموضوع الديني إذا كان تخصصاً تخصص ديني أو في الموضوع الدنيوي والطبيعي ، إذا كان تخصصنا دنيوياً وهنا ينبغي أن نقول : إن هذه حالة خاطئة أن يتصور الإنسان إن المطلوب منه مهما كان أن يدخل في المناقشات الدينية ،إنسان لنفترض طبيب المفروض يقّدم نظريات طبية متطورة ،الإمام الرضا (ع) مع إن هذا ليس من شأنه لكن يعطي ، الرسالة الذهبية طب الإمام الرضا (ع) إلا في وقته شيء متطور جداً ومتقدم جداً ، دكتور عنده مستوى عالي في المعرفة الطبية يشغل نفسه بإمور مناقشات قضايا تعليقات تحول من دكتور إلى واعظ من دكتور إلى كاتب مقالات دينية عليك أن تذهب إلى ذلك الموضوع الذي فيه تخصصك وفيه نفع لمجتمعك بل للمجتمع الإنساني ككل !!! ائمتك صلوات الله عليهم لم يكونوا يعطوا المعرفة الدينية فقط وإنما علماء على الإطلاق !!! أنت عندك تخصص في الطب عندك تخصص في الهندسة عندك تخصص في طرق التربية والتعليم عندك تخصص في البترول ،عندك تخصص في الجيولوجيا ،ابدي في هذه الجوانب ابداعات وقدم نظريات لماذا يتصور الخبير الجيولوجي إنه لا بد أن يدخل في نقاش ديني قد لا يتقنه وليس  مطلوب منه الدخول فيه ،تعال اذهب إلى الشيء الذي تتقنه ،يدخّل في كل شيء إلا في تخصصه الذي يتقنه ،قدم نظرية فيما أنت خبير فيه انت بذلك تكون داعية لمذهبك ،انت بذلك تكون خادماً لمجتمعك ،أنت تكون ثروة للإنسانية من خلال هذه النظريات ،لا تتصور أنها أقل قيمة من ذاك الموضوع ولا سيّما الموضوعات الإشكالية ،يأتي شهر محرم وتعال انظر إلى الركام الهائل في صفحات الإنترنت ،في الفيسبوك وهذا يرفع وهذا يخفض  انت الطبيب انت الخبير انت الفاهم أنت المتخصص عندك شهادة دكتوراه في الموضوع الفلاني تعال انتج في ذاك الأمر .. ابحثوا عن مساهمات المسلمين لا أقول اتباع البيت ، مساهمات المسلمين في تقديم النظريات الجديدة على صفحات الأنترنت في الفضاء العام ، ماحجمه بالقياس إلى الكتابات الأخرى ؟  لا تعّد شيئاً ابداً مع  أهميتها مع ضرورتها ،الإمام الرضا (ع) عندما نتحدث عن الإمام الصادق عندما نتحدث عن الإمام علي عندما نتحدث عنهم صلوات الله عليهم جميعاً هؤلاء لديهم من التعدد في الآفاق ما يمكن أن يكون لعالم الدين اقتداء وأيضاً يكون للخبير الطبيعي إقتداء ، ويكون لذلك الطبيب اقتداء وعلى هذا المعدل ينبغي أن تكون حياة هؤلاء الائمة حياة الإمام الرضا رسالة لنا تهدينا إلى التفوق العلمي فيما نحن خبراء فيه ،أنت معلم تعال اعمل على إبداع نظريات جديدة ،أنت خريج بترول تعال اشتغل على هذا التخصص الذي أنت فيه وقدم إلى الإنسانية نظرية رائدة ، انت طبيب كذلك ،أنت مهندس انت خبير معلومات كذلك وعلى هذا المعدل ،هذه من رسائل علميّة أهل البيت وتفوقهم سلام الله عليهم ،الإمام الرضا في وقته ضمن تشخيصه وضمن دوره الأساسي في الحفاظ على على عقائد الناس ، في الحفاظ على عبادات الناس ، في الحفاظ على  توجهات النّاس إلى الجنّة قدم لهم هذه المعارف الدينية في الإمامة في التفسير في الفقه ، وكان في كل منها رائداً من الرواد !!!

من الأشياء المهمة التي حققها الإمام الرضا (ع)  .. لأول مرة في تاريخ الإسلام من بعد ولاية أمير المؤمنين (ع) سنة ٤٠هجرية استشهد الإمام إلى سنة ٢٠٠هجرية هذا قصر الرئاسة والأمارة ودار الحكومة (دار الحكمة ) لم يذكر فيها علي ابن ابي طالب إلا بسوء على مدى ١٦٠سنة قصر الحكومة في زمان الأمويين الأمر واضح بل في زمان العباسيين ازداد الأمر سوءً أيام العباسيين حتى قال بعضهم تالله ماعملت أمية فيهم معشار ما فعلت بني العباس
أول مرة بعد هالمئة وستين سنة يأتي ذكر علي أمير المؤمنين (ع) في البلاط السلطاني على يد الإمام الرضا (ع) لماذا ؟ لأنه صار الإمام الرضا ولي للعهد ولو بحسب الظاهر فجاء الشعراء لكي ينشدوا مدائحهم في الإمام الرضا (ع) ينشدون مدائحه بالتالي يمدحوه ويمدحوا آبائه .
كما قال أبي نواس
           قيل لي أنت اشعر الناس طراً
           في فنون من الكلام النبيه
           فعلام تركت مدح ابن موسى
           والخصال التي تجمعن فيه
           قلت لا اهتدي لمدح إمام
           كان جبريل خادماً لأبيه 
         
وهكذا عندما يتحدث عن أمير المؤمنين بأنه في فضائله بأنه قسيم الجنّة والنّار يثير هذا سؤال  عند المأمون العباسي فيقول يا ابا الحسن كيف تقولون إن علي ابن ابي طالب قسيم الجنّة والنّار؟  والأمام الرضا (ع) يوجه له بتوجيه يتناسب مع معقولاته ،حكمة من الإمام الرضا (ع) يعلمنا إياها  " إن الحقائق إذا قيلت بطريقة معينة تستقبل وإذا قيلت بطريقة أخرى تستنكر"  لو أتى الإمام الرضا (ع) وقال :  نعم أمير المؤمنين يعني هذا يشيله يوديه الجنة وهذا يشيله يحطه في النار ما يستقبلها قسم غير قليل من النّاس .
ماذا قال الأمام الرضا قال : لا ترون دققوا في ذكاء الإمام الرضا (ع) ليس أي كلام حق ينبغي أن يقال بأي طريقة من الطرق ، قال ألا تروون عن جدكم عبدالله بن عباس ؟ا
هؤلاء كانوا يفتخرون بابن عباس ويعتبرونه المؤسس للإسرة  وفي نفس الوقت من اصحاب رسول الله عن رسول الله قال : " حب علي إيمان وبغضه كفر " فقال : أين يذهب محب علي ؟ قال : الجنّة ، قال : أين يذهب مبغض علي قال: النار
فتلك قسمة علي ما بين الجنّة والنّار نسأل الله أن يحشرنا في أحباب علي في جنّة علي إن شاء الله ، فهذا الأمر الذي قام به الإمام
مناظرات في الإمامة كثيرة عند الإمام في نفس قصر الخلافة بعضها طويلة ،بعضها بترتيب المأمون وبعضها لا ، يشاهدون الإمام جالسا فيقولون :
اتأذن لنا بمسألة فيسألون ويجري النقاش بينهم لأول مرة يبدأ ذكر علي بن أبي طالب بالثناء والمدح وذكر فضائله في بلاط الخلافة وفي ديوان السلطة الحاكمة قبلها لم يحدث أبداً هذا الأمر الذي جعل المأمون العباسي لا يستطيع أن يجاري الإمام الرضا لأغراض يضفي الشرعية على حكمه
اي شيء يفعله يقول الإمام الرضا (ع) هو امضي هذا ؟  اعزل فلان وولى فلان وامضى هذا الأمر الإمام الرضا من بداية الأمر اذا تريد انا لا اعزل ولا اولي ولا آمر ولا انهى مااعطي شرعية لأي عمل من الأعمال بعد المامون كان يريد ان يأتي بالإمام الرضا (ع) حتى يسيطر على حركته الإجتماعية والعلمية ويجعله ضمن حصار فإذا بالإمام الرضا (ع) يحول بلاط المأمون إلى مكان ينتشر من خلاله علم أهل البيت عليهم السلام إلى الاخرين وإلى كبار العلماء وإلى الناس ، والشعراء كانوا ياتون ويمدحون ويثنون ،هو يبادر إلى الحديث فأنتشر علم اهل البيت من قصر المأمون ،نحن أتينا بك حتى نحاصرك ولا ندع احداً يتصل بك ونمنع هذا الفكر أن ينتشر فإذا به منصة لنشر الفكر هذا لا يكون !!!

لذا لم يحد المأمون طريقاً إلا التخلص من الإمام عبر سمه سلام الله عليه ،خطط لأغتيال الإمام الرضا (ع) وكان الإمام يعلم بذلك يرى هذا الأمر !!!هؤلاء الخلفاء هؤلاء السلاطين ليسوا مأمنون على شيء ،لا الدين يأمن منهم ولا الدنيا تأمن منهم لديهم قاعدة " الملك عقيم " لا يقف امامهم احد حتى لو رسول الله يأتي أمامهم يقتلونه فداء لحكمهم ولأمرهم ولهذا الإمام الرضا(ع) لما رأى بعض الأصحاب قد فرحوا إن الإمام وليّ العهد وغداً سوف يكون هو الخليفة وترجع الأمور إلى مسارها قال : ياهذا لاتفرح ؟ فإنه أمر لا يتم وإن آخر أمري أن أسم في خراسان ،بالفعل كما تنقل الروايات التاريخية إلا يشير إلى هذا الأمر صغر عمر الإمام الرضا (ع) عمر الإمام ايضاً ٥٣أو٥٤ أو ٥٥سنة هذا مو عمر طبيعي للموت !!! بالنسبة لإنسان لم يشتك مرضاً قاتلاً حتى الآن افترض لما انسان يتوفى وعمره ٩٠ سنة مع أن الأعمار بيد الله ،أنت لا تسأل عن السبب لكن إذا إذا واحد عنده ٥٠ سنة كان مريضاً حتى يتوفى ،حدث له حادث ،  هذا من القرائن التي تجعل بالإضافة إلى قرائن أخرى على إن الإمام (ع) مات مقتولاً ،شهيداً، مسموماً، لذلك دبر المأمون الأمر وجعل في عنب ورمان مقداراً من السم جُعل في أ قماعه كما نقل المؤرخون ،ثم استدعى إمامنا الرضا (ع) إلى ديوان المأمون ، يقول بعض من حضر رافقت الإمام إلى ديوان المأمون قال لي ياهذا :إذا رأيتني وقد خرجت وأنا مغطى الرأس فلا تكلمني ،دخل الإمام إلى ذلك المكان قُدم له ذلك العنب المسموم ، لما أخذ بضع حبات منه سرى السم في بدن الإمام أي وإماماه واسيداه وأحس كأنما احشاءه تقطع بالمواسي او تشرح بالسكاكين ،خرج الإمام مغطى الرأس قال صاحبه إنا لله وإنا إليه راجعون .........
                      :::::::::::::::

 

 

مرات العرض: 3469
تنزيل الملف: عدد مرات التنزيل: (2588) حجم الملف: 20189.84 KB
تشغيل:

فدك قضية الزهراء التاريخ والدلالات
سيرة الامام محمد بن علي الجواد عليه السلام