موقف ابن الحنفية من نهضة الحسين والامامة
المؤلف: الشيخ فوزي السيف
التاريخ: 15/3/1435 هـ
تعريف:


موقف ابن الحنفية من ثورة الحسين والامامة

تفريغ نصي الفاضلة ريحانة

قال سيدنا ومولانا ابو عبدالله الحسين صلوات الله وسلامه عليه حين خروجه من المدينة : هذا ما اوصى به الحسين ابن علي اخاه محمد ابن الحنفية انه يشهد ألا اله الا الله وان محمدا رسول الله وان الموت حق والجنة حق والنار حق وان الله يبعث من في القبور واني لم اخرج اشرا ولا بطرا ولا مفسدا ولا ظالما وانما خرجت لطلب الاصلاح في امة جدي " صدق سيدنا ومولانا ابو عبدالله صلوات الله وسلامه عليه.

حديثنا يتناول موضوع ابناء امير المؤمنين عليه السلام وموقفهم من القضية الحسينية ومن عموم قضية الامامة , امير المؤمنين سلام الله عليه على ما في كتب الانساب والتاريخ كان له عدد كبير من الاولاد ذكورا واناثا , البعض كما عن الشيخ المفيد اعلى الله مقامه يقول كان للامام علي عليه السلام اثنان وثلاثون ولدا بين ذكر وانثى بينما قال اخرون كما عن ابن عنبة صاحب كتاب عمدة الطالب في انساب ال ابي طالب قال : انهم يبلغون ستة وثلاثين ولدا الولد تطلق على الذكر والانثى وبهذا المعنى جاء القران الكريم في قوله عزوجل : " يوصيكم الله في اولادكم للذكر مثل حظ الانثيين " خلافا لما هو معروف ومتعارف شعبية ان الشخص يقول عندي ثلاثة اولاد وثلاث بنات لا البنت هي من الاولاد ايضا , نعم اذا اردت التفصيل تقول عندي ثلاث اولاد وثلاث بنات لكن الأولاد تشمل الذكور والاناث الابناء والبنات , من بين هذه الاعداد ذكروا ان لعلي عليه السلام كان هناك ثمانية عشر ذكرا هم ابناءه ستة منهم توفوا في اثناء حياته وبالتالي انتهوا وانتهى ذكرهم ولم يعهد لهم موقف استثنائي لوفاتهم في وقت مبكر في حياة امير المؤمنين عليه السلام, من هؤلاء من كانوا شهداء كربلاء وهم يتفاوتون ايضا ستة اشخاص مسلم هذا ومعروفة اسماءهم بشكل واضح سيدهم و سيدنا الحسين عليه السلام واربعة ابناء هم ابناء ام البنين عبدالله وجعفر وعثمان والعباس , وايضا هناك محمد ابن علي شهيد كربلاء ويضاف الى هؤلاء ايضا السابع وهو ابو بكر ابن علي ابن ابي طالب سلام الله عليه , فهذه سبعة وقد اشار بعض الشعراء الى هذا المعنى يقول:

سبعة كلهم لصلب علي قد اصيبوا وسبعة لعقيل او بإبدال الموضعين بعضهم يقول تسعة لعلي وسبعة لعقيل ويبدو انه الصحيح سبعة لأمير المؤمنين علي عليه السلام ,فهناك ستة توفوا مبكرا وهنا سبعة استشهدوا , وبقي بعد هؤلاء اثنان معروفان بمواقفهما احدهما كان موقفه غير جيد من ثورة الحسين عليه السلام بل حتى من الخط العام , كما ينقل ذلك المحقق السيد المقرم رحمه الله واسمه عمر الاطرف عمر ابن علي ابن ابي طالب هذا الرجل حسب المنقول عنه لم يخرج لنصرة الحسين ولم يشارك الحسين في خروجه وانما بقي وعندما رجع ركب السبايا الى المدينة في شهر صفر نُقل انه لبس ملابس حسنة وخرج الى الناس وقال انا الفتى الحازم بمعنى انا كنت افتهم ولم اخرج معهم ولذلك بقيت على قيد الحياة فاذا انا مفكر وحاسبها زين حسب التعبير وفي هذا ما يشير الى سوء موقفه بل ينقل ايضا ان نهايته كانت بجانب جيش مصعب ابن الزبير ضد المختار الثقفي وهذه مصيبة اخرى , ولذلك ان قسما من علماءنا يرون انه كان سيء الفعل وغير مستقيم الطريقة هذا بالنسبة لاحدهما الذي كان له موقف غير مناسب لمن يكون من ابناء علي ابن ابي طالب عليه السلام وعندنا ايضا محمد ابن الحنفية , محمد ابن الحنفية يضع الحديث فيه في اكثر من موقف عادة واحد من المواضع في باب الاحتجاجات التي تقع بين المتكلمين الشيعة والمتكلمين من المدرسة الاخرى لماذا ؟ لان والدة محمد هي خولة الحنفية , خولة الحنفية من اللاتي سبين في ايام الخلافة الاولى , فاذا تزوجها علي ابن ابي طالب بناء على كلام اصحاب مدرسة الخلفاء , اذا تزوجها علي ابن ابي طالب واخذها غنيمة وهي قد اخذت سبية في ايام الخلافة , فمعنى ذلك ان عمل الخلفاء كان عملا مشروعا وإلا كيف للامام علي يأخذ امرأة من السبي الذي تم في ايام الخلفاء , اذا العمل غير مشروع فهذا السبي ايضا غير مشروع واذا نكاحه اياها نكاح غير سليم , يقع الكلام هنا واحد وقد اجاب عن ذلك الامام محمد بن علي الباقر عليه السلام كما ورد في الرواية عنه ان هذا لا يسوغ لذلك الطرف تصحيح عمل الخلفاء لماذا ؟ لان علي عليه السلام كما حدث جابر ابن عبدالله الانصاري الامام الباقر وجه بعض اصحابه ومنهم جابر بن يزيد الجعفي قال لهم اذهبوا الى جابر ابن عبدالله الانصاري واسألوه عن هذه القضية لأنه شاهد وحاضر في الموضوع خلاصة القضية لكي لا يطول الحديث لان لدينا قضية غير ذلك , فجابر اختصر القضية قال: لما جيء بخولة من ضمن سبايا بني حنيفة بدأت تحتج على الخلفاء انه انتم لماذا سبيتونا ؟ قالوا لان قومك مثلا لم يؤدوا الزكاة فهم مرتدون فقالت اذا كان حال الرجال فما حال النساء افرضوا ان هؤلاء لم يؤدوا الزكاة ولكن نحن لم نفعل شيء ولم نرتد ونحن نشهد الا اله الا الله وان محمدا ولذكره الشرف بالصلوات , الحاصل انه ضمن حوارات متعددة بينت ان هذا العمل منكم خطأ, استصفاها امير المؤمنين عليه السلام ثم ارسل وراء قومها من بني حنيفة وجاء اخوتها , والدها كان متوفى جاء اخوتها وقال اني ارغب في زواجي اختكم هذه , فهل تقبلون بذلك قالوا نعم , عرضوا عليه الامر وفي قضية مفصلة ان علي عليه السلام اخبرها عن بعض شؤونها الخاصة مع امها بما كان يعلم , النتيجة انه خطبها منهم وأمهرها وتزوجها ضمن الحالة العادية لا بناءا على انها مسبية وغنيمة يعني عندنا نكاح بهذه الطريقة , تغتنم فتصبح ملك يمين ويدخل بها الرجل من غير مهر ولا عقد ولا غير ذلك ملك يمين , امير المؤمنين لم يسلك هذا الطريق وانما اخذها مخطوبة ممهورة وتزوجها بناءا على هذا , فبناء عليه عملهم هذا لا شرعية له , يعني هذا الموضوع لا يعطي لهم شرعية لان علي تزوجها زواج عادي بعد ان استقدم اهلها وخطبها بشكل طبيعي واجرى العقد عليها واعطاها مهرها فيأتي الحديث هناك عن محمد ابن الحنفية باعتبار جهة امه , يأتي الحديث عن محمد ابن الحنفية ايضا عند الحديث عن لماذا لم يخرج مع اخيه الحسين عليه السلام مع انه شخص معروف بالقوة والشجاعة وشهد مشاهد ابيه علي كلها يعني شهد حرب الجمل وابلى فيها بلاء حسنا والامام امير المؤمنين له كلام مع محمد ابن الحنفية في هذا الشأن جاء اليه وربت على كتفه ودفعه باتجاه القتال وقال اطعن بها طعن ابيك تحمدِ لا خير في الحرب اذا لم توقد ِ بالمشرفِ والقنا المسددِ وكان معروف بقوته فذهب وطعن فيهم وضرب فيهم وكان معدودا من الفرسان الكبار , وهكذا الحال ايضا شارك في صفين وشارك في النهروان فكيف اذا لم يشارك وكان معدودا من الاقوياء فكيف لم يشارك في الخروج الى كربلاء , هناك اكثر من اجابة تقدم في هذا الموضوع :

الاجابة الاولى: ان الامام الحسين عليه السلام جعله وصيا بهذا الكلام : هذا ما اوصاه الحسين ابن علي اخاه محمد ابن الحنفية وابقاه في المدينة لكي يوافيه بما يكون فيها من شؤون ويرعى باقي شؤون الحسين , الحسين هنا خارج وبالتالي عنده مجموعة من الارتباطات اموال غير ذلك فيحتاج الى احد يكون وصيا له عليها اصحاب هذه النظرية يقولون ان الامام الحسين جعل اخاه محمد ابن الحنفية وصيا على هذه الامور وفي اول خروجه بين له هذا الامر وسلم هذه الوصية المعهودة والمعروفة.

الاجابة الثانية: التي تقدم والتي عليها اكثر العلماء تقريبا هي ان محمد ابن الحنفية بعد وفاة ابيه اصيب بزمانة في رجليه زمانة مثل مرض مزمن دائم ويشيرون هنا الى عدم الحركة وعدم النهوض والتحرك بشكل طبيعي هذا الامر يقولون هو السبب الذي جعل محمد ابن الحنفية بشكل طبيعي لا يستطيع الخروج مع اخيه الحسين لان القضية فيها معركة وبالتالي فيها حركة ومواجهة وهذا الامر يشمله مادل على ان المريض بهذا المقدار معذور من الخروج وهذا الجواب كأنه يرتضيه اكثر من عالم من علماءنا منهم على سبيل المثال العلامة الحلي رضوان الله عليه , العلامة الحلي احد مجددي المذهب وصانع التشيع في ايران تقريبا في مرحلته الثانية او الثالثة ومعروف العلامة الحلي , يسأل من قبل احد قضاة المدينة القاضي مهنا او ابن مهنا الوارد هذا في كتاب المسائل المهنائية , تدرون ان المدينة في فترة من الفترات التي تزامن ذلك مع ايام الحلي أي من سنة 600 هجريا وصاعدا اصبح حضور التشيع واضحا وكبيرا واصبح القضاة منهم واصبحت الصلاة في المسجد الاموي بيدهم واصبح الخطابة لهم والاذان لهم واستمر هذا فترة من الزمان , وتحدثنا عن هذا الموضوع بعنوان التشيع في المدينة المنورة ويتحدثون عنه العلماء فكان من جملة هؤلاء القضاة الكبار من ال مهنا سادة اشراف كان بين احدهم وبين العلامة الحلي وفيما بعد طبعت في كتاب الكتاب الان موجود باسم المسائل المهنائية هم السؤال يبين ان السائل فاهم ولديه علم ومدح العلامة الحلي للسائل ايضا يبين ان هذا صاحب مقدار علمي كبير فمن جملة اسئلته هذا السؤال:

ما يقول مولانا الامام يقصد العلامة الحلي في امر محمد ابن الحنفية وعبدالله بن جعفر وانهما لم يخرجا لنصرة الحسين عليه السلام , ما السبب في ذلك ؟

ننقل لك نص ما ذكره العلامة الحلي يقول: قد ثبت في اصول الامامية ان اركان الايمان التوحيد والعدل والنبوة والامامة والسيد محمد ابن الحنفية وعبدالله بن جعفر وامثالهم اجل قدرا واعظم شأنا من اعتقادهم خلاف الحق وخروجهم عن الايمان الذي يحصل الثواب الدائم والخلاص من العقاب الدائم بامتثاله واما تخلفه ا      ذا هؤلاء ما ينبغي السؤال انهم كانوا على منهجنا منهج اهل البيت او ليسوا على منهج اهل البيت هذا مهم لان فيه اشارة الى ما نقل عن ان محمد ابن الحنفية كان عنده فرقة اسمها الكيسانية فالعلامة الحلي ينفي هذا الامر اما تخلفه عن نصرة الحسين عليه السلام فقد نقل انه كان مريضا وبالتالي لم يستطع الخروج مع اخيه الحسين عليه السلام , نفس هذا الكلام تقريبا اجاب به الشهيد الثاني رضوان الله عليه , انا انقله وانتهي من هذا الموضوع يقول : ان محمد ابن الحنفية رضي الله عنه كان مستقيما وذكره الاصحاب في كتب الرجال ونصوا على توثيقه وما يظهر من بعض الاخبار خلاف ذلك فله تأويلات ومحامل لا يسع هنا تفصيلها واما تخلفه عن الحسين عليه السلام يقول فعذره مشهور في الاخبار وكتب السير فانه كان لزمانة في رجليه , يقول هذا الامر مذكور كثير في الاخبار وفي كتب السيرة انه كان مريض في رجليه بمرض يمنعه عن الخروج مع الحسين عليه السلام.

فإذا ان هذا الامر يشير الى ان محمد ابن الحنفية رضوان الله تعالى عليه وهو من ابناء امير المؤمنين وكان معه في كل حروبه يرى العلماء ان تأخره وتخلفه عن الخروج مع الحسين عليه السلام كان لأجل المرض , هناك قسم اخر يشيرون الى انه بقي وصي اخيه في المدينة المنورة ولا مانع من ان يجتمع الامران لأنه مادام في المدينة يمكن ان يكون وصي الحسين ولأنه زمن وغير قادر على الحركة لأجل رجله فلا يستطيع المجيء الى كربلاء وان كان يستطيع ان يتدبر بعض الامور بمقدار استطاعته في المدينة من حاجات اخيه الحسين سلام الله عليه , هذه نقطة وما دام وصلنا الى هنا لنكمل في شخصية هذا الرجل.

بالمناسبة بعض الاخبار تذكر ان تسميته بمحمد كانت بوصية من رسول الله وهو لم يولد في زمان رسول الله وانما اخبر النبي امير المؤمنين بأنه يولد له ولد فيسميه باسمه ويكنيه بكنيته وعندنا اخبار في السابق حتى العلماء يذكرونها في زمن النبي كراهة ان يسمى الشخص باسم رسول الله ويكنى بكنيته ان يجمع بين الامرين فيه كراهة في زمان رسول الله مثل ان تسمي شخص بمحمد وتكنيه بنفسه ابي القاسم هذا مكروه في زمان رسول الله استثني من ذلك كموارد منها حالة محمد ابن الحنفية قالوا بأن النبي اشار على علي عليه السلام بهذا الامر فنحله اسمه ونحله ايضا كنيته فليس ذلك بمكروه في حقه .

هناك مسألة اخيرة تذكر وهي ان البعض قد يذكر بان محمد ابن الحنفية نازع الامام السجاد عليه السلام في قضية الامامة واذا نازعه فيتبين انه غير مستقيم الحديث هنا طويل ولكن نختصره بما ذكره الامام الخوئي رضوان الله عليه وهو فحل هذا المجال في كتابه معجم رجال الحديث فانه نقل الروايات اولا منها ان المحامد تأبى ان يعصى الله عزوجل وقال هذه الرواية كما ينبغي ولكن هناك روايات صحيحة السند وواضحة الدلالة تشير الى ان محمد ابن الحنفية كان معترفا بإمامة علي ابن الحسين عليه السلام ونقل رواية طويلة عن الامام الباقر قال :هذه رواية صحيحة السند وواضحة الدلالة تشير الى اعتراف محمد ابن الحنفية بإمامة الامام زين العابدين ابن اخيه والذي يهدي الى ذلك ايضا ان بعض اصحابه ممن كانوا حوله طبعا محمد ابن الحنفية هو كان عالما وبالتالي متتلمذ على يد ابيه امير المؤمنين واخيه الحسنين وبالتالي عنده معرفة دينية عالية عنده معرفة اسلامية عالية حتى ان بعضهم يقول ان الذي اثر في المعتزلة باعتقادهم بالعدل هو ابو هاشم الذي تعلم على يد ابيه محمد ابن الحنفية يعني صنع فيهم خطا ينتمي الى علي ابن ابي طالب فيما يرتبط بمسائل العدل الشاهد انه يقول : هذا محمد ابن الحنفية كان حوله كثير من الناس وبالتالي يعتبروه من ابناء علي ومن العلماء وربما اعتقد بعضهم فيه الامامة نظرا لعظم منزلته وبعد الامام الحسن والامام الحسين ابرز واحد من ابناء علي ابن ابي طالب كان محمد ابن الحنفية فالتف حوله بعض الناس وربما كان بعضهم يعتقد انه الامام بعد الحسين فيأتي شخص اسمه ابو خالد الكابلي , ابو خالد الكابلي يقول كنت اخدم محمد ابن الحنفية واكون معه واسمع منه الى ان يوم من الايام قلت له يا ابن امير المؤمنين من الامام الذي تجب عليّ طاعته في هذا الزمان ؟ من هو ؟ فاخذ بيدي واوصلني الى بيت علي ابن الحسين وقال هذا هو الامام الذي تجب عليك طاعته فدخلت واول ما دخلت سلمت على علي ابن الحسين وقال لي كيف انت يا كنكر؟ فقلت سبحان الله هذه من علائم الامامة هذا اسم لم يعرفه احد من الناس وكانت تسميني به امي في صغري مثل اسم الدلع تقريبا وهذا جاء من مكان اخر ومن بلد اخر من مكان لا احد يعرف هذا الاسم عني فانت الذي تعرف هذا الاسم عني لا ريب انه لديك علم استثنائيا ليس علما عاديا قال: من جاء بك اليّ؟ قلت له : عمك محمد ابن الحنفية وهذا فيه اشارة الى ان هذا الرجل كان يدعو ويوجه الى امامة علي ابن الحسين سلام الله عليه وفي قصة حدثت انه ذهب مع زين العابدين الى الحجر الاسود وهناك على اساس يتعين ويتبين من منهما الامام بعض علماءنا كالعلامة المجلسي صاحب البحار يقول هذا من محمد حتى يعرف الناس من هو الامام الحقيقي؟ هذا ليس انكار من عنده وانما اسلوب من الاساليب لكي يثبت للناس انه لا يعتقد في نفسه الامامة وانما يعتقد بإمامة زين العابدين سلام الله عليه هذا محمد ابن الحنفية اذا الابن الباقي بعد اخوانه الذين استشهدوا هو في هذه الجهة وذاك عمر الاطرف في الجهة الاخرى غير مستقيمة العقب كان لأمير المؤمنين الاعقاب التناسل كان من هؤلاء الخمسة من الحسنين عليهما السلام ابناء الحسن وابناء الحسين من العباس ايضا ابي الفضل العباس كان له ولد اسمه عبيدالله ومنه كان نسله ومن محمد ابن الحنفية ومن ذاك عمر الاطرف الذي تقدم ذكره , فهذا اجمال ما كان من مواقف ابناء امير المؤمنين عليه السلام في قضية كربلاء وتبين انه يمكن تقسيمهم الى ثلاثة اقسام :

القسم الاول والاعلى والامثل هم شهداء كربلاء الذين ذهبوا مع الحسين عليه السلام واستشهدوا في ركابه وهؤلاء لا يقارن بهم احد فان الشهيد لا سيما مع الحسين لا يعلو منزلته شخص اخر مهما كان.

القسم الاخر وهو على الطرف المقابل ويمثله مثلما ذكرنا عمر الاطرف سمي بالاطرف من بعد ايام زين العابدين الامام زين العابدين عنده ابن ايضا اسمه عمر بين قوسين هذه التسمية ان فلان عنده ابن وان الامام عنده ابن اسمه عثمان وعنده ابن اسمه ابو بكر وعنده ابن اسمه عمر هذه لا تدل على توافق في المنهج كما يتصور البعض هذا تبسيط للمسائل , مثل اطفال اذا الواحد يريد يحتج بهالشكل اطفال يتعاركون يقول انا لا احبك ولا احب اسمك القضية ليست هذه القضية احبك سأسمي على اسمك كلا والا اذا شخص اراد مثل هذا لماذا مثلا لانجد في ال مثلا الخطاب شخصا يسمى علي اصلا لا يوجد فمعنى ذلك ان هؤلاء حاقدين على هذا القضية ليست هكذا وانما الامر امر مبدئي وهذه الاسماء اسماء مشاعة انا لا اسمي هذا الاسم لان فلان سمى هذا الاسم لا يرتبط هذا بقضايا العقيدة والمبدأ نعم لدينا اسماء مكروهة لدلالتها مثلا النهي عن التسمي بأبي مرة لأنه من اسماء الشيطان , النهي عن التسمية بكذا وراد عندنا عن اسماء مكروهة ولكن كلما سمى فلان فذلك يحبه لا ليس كذلك , هناك كتاب جميل جدا للمحقق سيد علي الشهرستاني من الكتب الرائعة جدا اسمه التسميات بين التوظيف الاموي والتسامح العلوي , في بحث محقق وجميل اذا شخص اراد ان يتعرف على هذا الموضوع مطبوع الكتاب وهو كتاب قيم , فلما الامام علي يسمي بهذا الاسم او ذاك الاسم او اسم ثالث او رابع فلا يعني ان القضية ليس بينهم خلاف او اشكال او غيره لماذا؟ لان سمى هذا الاسم لا حتى يتزوجون من بعضهم لا لا يدل على شي بل بالعكس نحن نعتقد الذي بينه وبينهم مصاهرة والاسماء متفقة وهم ايضا انساب ومع ذلك لا يلاحظ الامام هذه الامور وانما يلاحظ القضية المبدئية , هذا يتبين فيه الامامة اما لأنه بيننا وبينهم مصاهرة فلنتنازل عن مبادئنا لتبين انه ليس امام يتبين انه يقدم العلاقات والروابط الاسرية والتشابه الاسمي والبقاء فهذا لأنه من اهل فريقنا اذا نترك مبدأي جيرانا وذاك لأنه مرتبط بابنتنا وذاك لأنه متزوج من عندنا ونحن متزوجون من عنده ليس هكذا الامر فعندنا الامام زين العابدين ايضا عنده واحد من ابناءه اسمه عمر ذاك اسمه عمر الاشرف لأنه من جهة الام علوي هاشمي فاطمي ومن جهة الاب كذلك فهو من الطرفين شريف لذلك سمي بعمر الاشرف , هذا ابن علي ابن ابي طالب عمر امه تغلبية ليست من بني هاشم فكأنما انتماءه من جهة واحدة ومن طرف واحد سمي بالاطرف هذا الرجل حتى لو كان مثلا هذا الاسم ما له وكان من غير العائلة لكنه انسان مستقيم السيرة وكنا نترحم عليه وكنا نتخذ منه موقفا طيبا لحتى موقف واحد اذا يعمله زهير ابن القين رجل كان اكثر حياته ليس متماشيا مع خط اهل البيت حسب المشهور والمعروف وان كان بعضهم يناقش في هذه القضية , الحر ابن يزيد الرياحي ايضا كان كذلك طول هذه المدة ولكن لان موقفه هذا الموقف العظيم والبطولي الذي وقفه كان موقف النصرة والمساعدة والشهادة فلذا نحن نترحم عليه ونقدر موقفه ونتوسل الى الله عزوجل به فلا يرتبط الامر لا بالاسم ولا المصاهرة , علي الاكبر عنده نسب مع بني امية ولكن لا يجعلنا ان نقول ان بني امية طيبون امه ام علي الاكبر امها ميمونة بنت ابي سفيان ولكن مع ذلك نحن لا نترحم على بني امية ولا يعجبنا فعلهم وان كانوا اقارب لعلي الاكبر لان القضية ليست قضية انساب وانما هي قضية مبادئ ومواقف واستقامة طريقة . فمحمد ابن الحنفية كان في الطرف الاخر ليس كعمر الاطرف وايضا لا يبلغ في المنزلة منزلة شهداء كربلاء ليس لأنه علي ابن ابي طالب ليس كل شخص من ابناء علي ابن ابي طالب يعني ان نقدره لا حسب مقدار ما يعمل ومواقفه , العباس ابن امير المؤمنين افضل بكثير من محمد ابن الحنفية لموقفه , شهداء كربلاء ابناء علي ابن ابي طالب افضل منه من أجل شهادتهم , لكنه ه ايضا كان مستقيم الطريقة كان محل ثقة اخيه الحسين فجعله وصي له , كان ايضا مؤمنا بالإمامة مستقيما على طريق الائمة وكان ايضا على خط ابيه امير المؤمنين عليه السلام بهذا المقدار تقدر مواقفه رضوان الله تعالى عليه ولهذا ايضا كان اللقاء بينه وبينهم في المدينة عندما رجعوا الى مدينة رسول الله كان لقاءا ساخنا بالدموع حافلا بالحزن لأنه عندما سمع ان ركب السبايا قد رجع الى المدينة قال لغلمانه احملوني اليهم اخذوني الى هؤلاء مع انه اكبر سنا من كل الموجودين في هذا الركب ولكن بالتالي موقف المواساة وموقف الحزن والقيام الى هذا الكب الثاكل الحزين الذي جاء من الشام بعد هذه الرحلة المثقلة بالعذاب والاضطهاد قال لغلمانه خذني اليهم حتى ارى ما حالهم وصل الى زين العابدين عليه السلام فاعتنق ابن اخيه زين العابدين الامام زين العابدين عليه السلام في هذه الفترة الماضية التي لم يكن فيها يرى الا وجوه كالحة وبالعداوة طافحة يحتاج ان يضمه حجر وحضن شفيق ورفيق مواسي كحضن محمد ابن الحنفية عمه قال له يابن اخي اين ابوك الحسين ؟ واين عمك العباس؟ واين فلان واين فلان ؟ فزاد بكاء الحاضرين آن اذا وثارت شجونهم .

 

 

مرات العرض: 3852
تنزيل الملف: عدد مرات التنزيل: (2560) حجم الملف: 45334.88 KB
تشغيل:

من احب قوما حشر معهم
قصص الأنبياء هل تخالف العصمة ؟