تكون الخطوط المائلة في الأمة
المؤلف: الشيخ فوزي السيف
التاريخ: 20/2/1435 هـ
تعريف:


تكوّن الخطوط المائلة في الأمة

تفريغ نصي الفاضلة / زينب المهدي

تصحيح الأخ الفاضل أبي محمد

 

المقدمة:

بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ

     ( وَهِيَ تَجْرِي بِهِمْ فِي مَوْجٍ كَالْجِبَالِ وَنَادَىٰ نُوحٌ ابْنَهُ وَكَانَ فِي مَعْزِلٍ يَا بُنَيَّ ارْكَب مَّعَنَا وَلَا تَكُن مَّعَ الْكَافِرِينَ (42) قَالَ سَآوِي إِلَىٰ جَبَلٍ يَعْصِمُنِي مِنَ الْمَاءِ ۚ قَالَ لَا عَاصِمَ الْيَوْمَ مِنْ أَمْرِ اللَّهِ إِلَّا مَن رَّحِمَ ۚ وَحَالَ بَيْنَهُمَا الْمَوْجُ فَكَانَ مِنَ الْمُغْرَقِينَ     [1] (43) صدق الله العلي العظيم

   نلاحظ في روايات المعصومين أن التمثيل بسفينة نوح هو البارز، ولاسيما بالنسبة إلى أحاديث سيدنا رسول الله صلى الله عليه واله حيث تكرر عنه في رواية ( مثل أهل بيتي فيكم كسفينة نوح من ركبها نجا ومن تخلف عنها غرق وهوى )، هذا التمثيل ينبغي أن يلاحظ فيه عدة جهات لفهم قضايا أساسية:

السفينة تجري في موج من الجبال:

من ذلك أنه لا يقول النبي صلى الله عليه وآله: إن مثل أهل بيتي كالسفينة لا إمكان أن تكون هذه سفينة كالسفن، وإنما لا بد أن تستحضر في ذهنك الصورة التي رسمها القرآن الكريم للوضع التاريخي الذي جاءت فيه سفينة نوح، هناك الأمواج كالجبال وهي تجري بهم في (مَوْجٍ كَالْجِبَالِ) ارتفاعاً وقد تفجرت الارض ينابيع وأنزلت السماء ركاماً من السحب، اجتمع هذا في صورة أمواج مائية عالية جداً ولتقريب الصورة في الذهن نقول كتسونامي مثلاً والذي قيل أن ارتفاع الموج وصل فيه لما يقرب من 30 طابقاً, الجبل أيضاً كان في هذه الحدود.

هي السفينة الوحيدة المنجية في ذلك الزمان:

وهناك في ذلك الوضع لم يكن هناك أي سفينة نظراً لأن الارض قبل الطوفان كانت قاحلة لا يوجد فيها ماء، حتى أن نبي الله نوح عندما بدأ بصناعة السفينة يمر عليه ملأ من قومه فيسخروا منه، فكانوا يقولون: نحن لا يوجد لنا ماء للشرب وأنت تقوم بصناعة سفينة في الصحراء.

   إذن لم يكن هناك أي سفينة على الأطلاق فالأخشاب وغيرها التي تطفوا على الماء لا يمكن أن ينفع في موج  كالجبال، فلا يوجد إلا سفينة وحيدة وهي سفينة النبي نوح وهي السفينة الوحيدة المنجية.

 

التأخر في ركوب السفينة يعني الهلاك:

ضمن ذلك الوضع يدعو نبي الله نوح  الناس للركوب فيها من ركب فيها كتبت له النجاة ومن تأخر عنها وليس من رفض الركوب، فالتوقيت مهم فإذا جاء أحد متأخراً لأي سبب من الأسباب ولم يلحق غرق وهلك فالتوقيت كان مهماً للهداية والوصول فحتى الجبل على علوه وارتفاعه لا ينفع لان القضية تحتاج إلى عاصم من امر الله عز وجل (قَالَ لَا عَاصِمَ الْيَوْمَ مِنْ أَمْرِ اللَّهِ إِلَّا مَن رَّحِمَ ۚ وَحَالَ بَيْنَهُمَا الْمَوْجُ فَكَانَ مِنَ الْمُغْرَقِينَ).

أهل البيت عليهم السلام كسفينة نوح عليه السلام:

فضمن هذا التصوير ينتقل الذهن مع النبي المصطفى من هذه الصورة الى أهل البيت صلوات الله وسلامه عليهم ليقول إن مثل أهل البيت كتلك السفينة، حيث لا سفينة أخرى منجية، فينبغي التمسك بهم.

   فجاءت الديانات السماوية وجاء منهج أهل البيت عليهم السلام الذي نعتقد فيه أن الدين الخالص جاء من أجل سعادة هذا الانسان في الحياة الدنيا وفلاحه في الآخرة، وسار خلفه مجاميع من الناس على مستوى الإسلام وعلى مستوى أتباع أهل البيت عليهم السلام.

كيف برزت الانحرافات داخل الأمة رغم وجود سفينة كسفينة أهل البيت عليهم السلام؟

 إن الذي حدث تاريخياً ويحدث لاحقاً هو بروز حالات انحرافية وخطوط مائلة عن هذه الديانات وعن هذه المذاهب، فنلاحظ في تاريخ دين الاسلام وجود خطوط مائلة، واليوم تيارات إسلامية تدفع ثمنها غالياً في تكفير سائر المسلمين وفي قتل الأبرياء وفي اشاعة العنف والإرهاب نتيجة لبروز خط مائل ضمن الحالة الاسلامية انتهى بفريق من المسلمين إلى هذا المعنى.

فضمن حالة أهل البيت عليهم السلام ومذهب التشيع أيضا برزت فرق وتوجهات وتيارات في التاريخ وأيضاً لا تزال بين فترة وأخرى تبرز اتجاهات وتيارات وأشخاص يقودون أتباعهم إلى حيث لا ينتهي الى ركوب هذه السفينة، كيف يحصل هذا؟!

كيف يبرز خط مائل في الامة وكيف يبدأ تيار منحرف داخل المذهب ويستقطب حوله بعض الناس؟!

هناك ردود واجابات جاهزة لكنها ليست كاملة، من هذه الردود الجاهزة أن ذلك حصل بسبب تدخل المخابرات الأجنبية البريطانية والأمريكية واليهودية وإلى غير ذلك من هذه الإجابات الجاهزة، ولكنها ليست إجابات كاملة، صحيح أن الأعداء الأجانب يستفيدون من كل حالة افتراق ويستفيدون من كل حالة انحراف وهذا لاريب فيه فهم يستغلون الحوادث والقضايا التي تحصل في الأمة لصالحهم، لا أنهم يصنعونها، هناك ظروف خاصة وآليات تتكون من خلالها هذه الخطوط المائلة فيستفيد منها الاعداء، لكن ربما في بعض المجتمعات قد تتضخم عندهم قدرة الآخرين لاسيما الأجانب على صنع الأشياء حتى لو افترضنا أن هناك بعيران في بادية من البوادي حصل بينهما عرك على ناقة واحدة، فيقولوا هذا بسبب بريطانيا، الأمر ليس هكذا، هم يستفيدون وينتفعون لكنهم لا يصنعون هذه الأحداث غالباً فكيف إذن تحصل؟

   حصلت تاريخياً وتحصل أيضاً في هذه الفترات، والكفيل للقضاء عليها أو تخفيفها هو الوعي بتكونها ومعرفة أساليبها، فإذا عرفت المجتمعات كيف تتكون هذه التيارات المنحرفة أصبحت واعية بأساليبها فلن تلتفت إليها فتصبح فقاعات مدة من الزمن ثم تنفجر وتنتهي.

   فعند حدوث أول تيار من هذه التيارات المنحرفة يبرز شخص عنده طموح معين، فيستقطب له مجموعة قليلة من الأفراد بإعطائهم الثقة الزائدة في أنفسهم، على أنهم هم الوحيدون الناجون وهم الذين اختصهم الله تعالى على باقي الناس وأن غيرهم هم الهالكون ويقول هذا سر من الله تعالى.

جعفر بن أبي العزاقر خير مثال في الحالة الشيعية:

   ينقلون لما أراد أحد الوكلاء المنحرفين عن الإمام الحجة (عج) ويدعى يسمى جعفر بن أبي العزاقر أن يتخذ له مسار حيث كان هذا الشخص عالم عنده معرفة وكان يتوقع لنفسه أن يكون أحد سفراء الإمام الحجة (عج) وله موقعية مهمة بين الشيعة فلم يأتي الاختيار عليه، فوقع الاختيار على السفير الثالث وهو الحسين بن روح النوبختي، فتحفظ هذا الرجل على هذا الاختيار فحبسها في نفسه، فتطلع لأن ينشأ لنفسه مجموعة خاصة وتياراً مختلفاً ويستقطب الناس حوله باعتبار أنه من اصحاب الأئمة وعنده علم، فبدأ يتكلم  مع قسم من العوائل ولا سيما مع النساء والشباب الصغار ويروج لهم أن هؤلاء الناس من عامة الشيعة عندهم علم سطحي، وأنا سأعطيكم علم غزير وأنا سأخصص هذا العلم لكم لأنكم أشخاص مميزون فبدأ يتكلم مع النساء على أن روح فاطمة الزهراء عليها السلام قد حلت في امرأة من أتباعه اسمها أم كلثوم وأن روح علي بن أبي طالب حلت فيه، فيطلب من الناس تسليم أمورهم له ومبايعته في كل شيء فالمتحدث معكم علي بن أبي طالب، فروّج أتباعه هذا الأمر بين الناس إلى أن وصل الخبر إلى احدى العوائل المرتبطة بالحسين بن روح، فقال لهم: هذه كلها خرافات وانحرافات وليس لها أصل ونحن نمشي على ما مشى عليه أئمتنا المعصومون عليهم السلام.

هذا في الحالة الشيعية مثال واضح يأتي قسم من هؤلاء ويقول لك أن عامة الشيعة ناس يوجد لديهم ولاية لكن لا يوجد عندهم براءة،  فإذن ايمانهم وتشيعهم ناقص، فجميع الأجيال من زمن أمير المؤمنين عليه السلام إلى ايام علماؤنا وفقهاؤنا تدينهم وتشيعهم بسيط، ونحن أصحاب التشيع الحقيقي فهذه أول خطوة يعطيها الطرف لأتباعه .

الحالة السنية:

 أما في الحالة السنية نجد هذا الأمر أيضاً، فبعض الدعوات عندما تأتي تزعم أن جميع هؤلاء المسلمون كلهم مشركون يعبدون غير الله، فالموحدون الحقيقيون هم فقط نحن الذين أتينا من المنطقة الفلانية، أما الباقي فلا وإن ذهبوا للحج وللعمرة و صلوا للكعبة، فهؤلاء يرون عبادة الباقي غير صحيحة ما دام توحيدهم غلط، وينقلون حادثة لعلكم سمعتموها أن اثنين من اصحاب هذا النمط كانا جالسين يتفرجون على التلفاز وهو ينقل مظاهر الحج، الحج وما يحمله من عظمة ورهبة فتجد ملايين الناس بلباس واحد في زمان واحد في مكان واحد بتلبية واحدة قدموا من مختلف بقاع الارض يتجلى فيه مظهر عظيم من مظاهر التوحيد، فأحدهما قال: ما شاء الله، الله يعز المسلمين حقيقة هذا منظر يثلج الصدر، فقال له صاحبه: وهل أنت مصدق أن هؤلاء الذين ذهبوا للحج جميعهم مسلمون، هل الرافضة مسلمون؟! هل الصوفية الذين يزورون القبور ويتوسلون بالأولياء ولا يدعون الله تعالى مباشرة من أتباع المذهبين المالكي والشافعي مسلمون؟! المسلمون هم فقط أتباع هذا المذهب المعين،وإن كثيراً من هذا المذهب أيضاً لا يصلون الجماعة، والجماعة واجبة شرعاً وليست مستحبة مؤكدة، فقسم من هؤلاء عصاة ليسوا من أهل الجنة. وهكذا بدأ يًخرج الناس من الدين وربما لم يبقى إلا هو.

أهم الأساليب للسيطرة على الجماعات والأفراد:

اشباع الثقة لتابعي الجماعات المنحرفة:

   يكون لدى قسم من الناس اشباع بالثقة، في المدى الشيعي يقولون له أنت الشيعي الحقيقي وغيرك لا، وفي المدى السني أيضاً نفس الشي يعطون لأفرادهم ثقة عالية، ولذلك تجد هذه الفئة عندها قضية التكفير شيء طبيعي،فيتضح المثل جلياً في أيام زيارة الإمام الحسين عليه السلام، حينما يًقدم شخص متحزماً بحزام ناسف فيفجر نفسه هذا الأحمق في مجموعة من الناس فيهم الأطفال والنساء والشيوخ، فتستغرب لماذا يقوم بهذا العمل؟ تجد أن هذا لا يعتبرهم في الدين من شيء ولا يعتبرهم متدينين فالإسلام يحرم قتل النفس المسلمة وهؤلاء في نظره ليسوا مسلمين فلكي يقتلهم يخرجهم من الإسلام. طبعاً هناك شيطان يوجهه من بعيد ويحركه مثل الآلة التي تتحرك بالكونترول.

اسقاط المقدسات

   أنهم يحطمون المقدسات في أذهان أتباعهم اجمالاً، فلا يوجد شيء مقدس، ففي الحالة الشيعية مثلاً يأتون ويتكلمون على مرجعية عظيمة أو على عالم من العلماء الكبار الذي أنفق جل عمره في تحقيق مبادئ وفقه أهل البيت عليهم السلام فهذا جزء من تحطيم شيء اسمه المقدس، فالذي يقوم بتحطيم المقدسات هدفه القول بأني أنا وليس غيري هو الموجه وصاحب التيار، أنا صاحب هذا الخط الذي ينبغي أن يُسمع إلى قولي، ولذلك أي عالم وأي قامة وأي مجتهد وفقيه وأي إنسان عالي الشأن لا بد من اكتساحه بكلمتين وأسقطه من عرش علياؤه.

هذه الحالة -اسقاط المقدسات -موجودة مع الأسف في أذهان الناس وهي طريق لتشكيل هذه التيارات، والعجيب أن المبدأ الإسلامي مخالف تماماً لهذه الطريقة، المبدأ الإسلامي الأخلاقي قائم على أساس اتهام الذات وتنزيه الغير بمعنى أن الإنسان المؤمن المتقي كما يقول أمير المؤمنين عليه افضل الصلاة والسلام في وصف المتقين: ( فهم لأنفسهم متهمون ومنها خائفون ) يعني يقول نفسي أنا أعرفها أنا إنسان عاصي أعرف ما لدي من تقصير ولكن بالنسبة للآخرين لا أعرف تقصيرهم أنا من تقصير نفسي ومن ذنب نفسي على يقين ومن تقصير الآخرين على شك فلا بد من أن أنشغل بما أنا متيقن به.

   يوجهنا الاسلام عبر تعاليم أهل البيت حيث يقول أنزل المؤمنين منك بهذه المنزلة إن كان شخص أكبر منك سناً فقل هو أفضل مني لأنه سبقني بالطاعة، وإن كان أصغر منك سناً فقل هو اقل مني معصية.

في الروايات إنما كلم الله تعالى موسى تكليما نظرا لتواضعه في نفسه، ينقلون في كتب الوعظ أن الله سبحانه وتعالى لما طلب من نبيه موسى لميقات ربه (وَوَاعَدْنَا مُوسَى ثَلاثِينَ لَيْلَةً وَأَتْمَمْنَاهَا بِعَشْرٍ فَتَمَّ مِيقَاتُ رَبِّهِ أَرْبَعِينَ لَيْلَةً )[2] أوحى الله تعالى إليه ان إيتيني بشيء أقل منك، فالتفت إلى بني إسرائيل فرأى شاباً شاف متهتكاً غير متدين، فقال: هذا اقل مني آخذه معي، فلما أراد أن يأخذه فكر وقال من يقول أن هذا أقل مني عندالله، لعل بينه وبين الله عمل انا لست مطلع عليه يرفع درجته، فلنفرض أنه عاصي ولكن في الليل ربما يستغفر باكياً لله عزل وجل ويجدد التوبة الصادقة لعله أفضل مني فتركه، فظل يفكر ما الذي يأخذه معه ففي الطريق مر على كلب قد جيفت جنازته، فأراد ان يضع حبلاً في عنقه ويجره لأنه رأى أنه اقل منه لكنه تركه وجاء إلى ميقات ربه -حسب هذا النقل -ان الله سأله لما لم تأتني بشيء أقل منك فقال: يا رب أنت أعلم وإني عملت كذا وعملت كذا فقال: لو جئتني بشيء لما كلمتك أبدا.

فأنت الذي تعتبر نفسك أحسن من غيرك وعندك دالة على الله سبحانه وتعالى وتزهو بروحك، لعل نفس هذا الاعتبار الذي ترى نفسك فيه أنك إنسان افضل من الآخرين هو هذا الذي يسقطك.

فنحن نرى التوجيه الديني تماماً على خلاف مثل هذه التيارات التي يقول أصحابها نحن الأفضل وأنتم أيها الناس جميعاً سيئون. الدين ماذا يقول؟ يقول: انا نفسي أعرف بها وأنا أتهم نفسي وأنا عندي ذنوب وأنا عندي معاصي وأعرف ماذا فعلت؟ ولكن بالنسبة للآخرين لا اعلم عنهم، لعل بينهم وبين الله حبلاً متصلاً يرفعهم إلى الأعالي.

فهؤلاء العلماء والفقهاء والفضلاء ورواد الفكر لا قيمة لهم عندك إنما أنت أيها الشاب الذي عمرك 18 سنة و19 سنة تأتي وتتكلم ضد هذا وتلعن هذا وتسب ذاك وتنتقد القامات العظيمة في تاريخ التشيع وتاريخ الاسلام.

تسوير الأفراد:

 أن هذه الجماعات والتيارات تسوّر أفرادها بمعنى أنها تصنع حولهم سور وتعزلهم عن المجتمع تنهيهم عن الذاهب للمساجد وعن المآتم الحسيني فتدعوهم ضمن مجموعتها الخاصة هذا على المستوى الشيعي.

   أما على المستوى السني يأتي ويقول لك أن المذاهب الاخرى والتي تشكل من 85% من الأمة ضمن الاطار السني هم أهل بدع وشرك والحقيقة الواضحة هي عندنا.

‏‫

[1] ) سورة هود

[2] ) سورة الأعراف آية 142

مرات العرض: 3424
تنزيل الملف: عدد مرات التنزيل: (2561) حجم الملف: 48110.97 KB
تشغيل:

غيبيات عاشوراء والموقف منها
بين الولاية والعبادات