الشيخ السيف يأبن آية الله الشيرازي

محرر الموقع

عبد الباري الدخيل- تاروت:

"كونه ابن مرجع لم يمنعه أن يعمل بنفسه بل كان دؤبا وقدوة في العلم"، بهذه الكلمات أبن الشيخ فوزي آل سيف الفقيد الفقيه آية الله السيد محمد رضا الشيرازي في مجلس الفاتحة المقام في مسجد الرفعة بتاروت، يوم الثلاثاء 29/5/1429هـ.

وعزى الشيخ فوزي سبب هذه النتيجة التي رأيناها من حياة السيد الرحل  إلى التميز العلمي والأخلاقي، والرسالي، حيث حضي السيد الراحل في بدايات أيامه لرعاية وتوجيه خاص من قبل والده الراحل الإمام الشيرازي، إذ كان محط أنظاره ولم يبخل عليه بالتوجيه والإرشاد والمتابعة، وكذا كان تحت أنظار عمه المرجع السيد صادق الشيرازي.

وقال الشيخ آل سيف: كان السيد رحمه الله دؤبا في طلب العلم، لا يكل ولا يمل، استثمر جل وقته في الدرس والتدريس منذ نعومة أظفاره، حتى إذ التحق بدرس البحث الخارج عند العلماء المعروفين كالشيخ الوحيد الخراساني والشيخ التبريزي، بعد أن أنهى قسطا كبيرا من الدرس عند والده الإمام الشيرازي قدس سره.

وأضاف: من يستمع لدروسه المسجلة يذعن لعلميته وتفوقه حتى مع تعدد العلوم التي يطرقها في درسه، فهو يدرس الكفاية في الفقه بكفاءة، كما يدرس المنظومة في الفلسفة، والمنطق بالكفاءة ذاتها.
وحول السبب الثاني (التميز الأخلاقي) قال سماحته: لقد استفاد السيد محمد رضا رحمه الله كثيرا من عمه آية الله السيد صادق الشيرازي، وهذا ليس مستغربا، فقد رأينا أيام الكويت كيف كان تأثير السيد صادق على من يرتبط به قليلا، فكيف بمن عاش معه؟.

لقد كان رحمه الله ينحى ناحية تهذيب النفس، واستقامة السلوك، حتى عرف بهذه الشخصية العظيمة التي قل نظيرها.

وأضاف: يصعب على من التقى به ألا يتأثر به، لقد كان مجرد اللقاء به يترك بصمة، وقليلون هم الذين بهذه الصفة، لقد كان رحمه الله يمتلك شخصية تقرب صورة المعصوم، نعم لا شك أن الفاصلة كبيرة، لكنه كان التمثيل لحياتهم (عليهم السلام)، حتى أنني لا أذكر أنه تكلم على أحدٍ بسوء بل كان يعذر من أخطأ أو يلتمس له العذر، وحتى لو كان من المختلفين معه ومع والده (رحمهم الله).

وذكر الشيخ آل سيف حول السبب الثالث (التميز الرسالي) أن السيد محمد رضا لم يقبل أن يكون ابن المرجع ويكتفي بذلك، بل أولى العمل الرسالي عناية كبيرة، حيث كان في مقدمة العاملين من أجل إنهاض الأمة، ولقد أسس المؤسسات والهيئات لاستقطاب الشباب إلى الإيمان.

وأضاف: كان يولي العمل الرسالي والحركي الثوري اهتماما كبيرا، فقد كان يعمل بنفسه من أجل إنجاز بعض الأمور الخاصة بالعراق مثلا، أو بالعمل في الكويت.

وقال: كونه ابن مرجع لم يمنعه أن يعمل بنفسه بل كان دؤبا وقدوة للشباب يوم أن عايشناه في الكويت.

وأشار الشيخ آل سيف إلى أن شخصية والده كان لها الأثر الأكبر في بناء شخصيته، وكان لعمة المرجع الديني السيد صادق الشيرازي وللمرجع الديني السيد محمد تقي المدرسي الأثر الكبير أيضا في هذه الشخصية العظيمة التي رزأنا بفقدها.

جدير بالذكر أن سماحة الشيخ فوزي آل سيف كان قد زامل آية الله السيد محمد رضا الشيرازي منذ عام 1396هـ في الكويت وقد شاركه في تأسيس بعض المؤسسات هناك، كما درس عنده شطرا من العروة الوثقى لآية الله العظمى السيد اليزدي وحضر معه دروس القرآن الكريم لدى آية الله العظمى السيد المدرسي.
( نقلا عن شبكة فجر الثقافية )