الشعائر إعلان هوية وإعلام دعوة


القصائد والإنشادات العزائية بمثابة نشيد وطني لشيعة أهل البيت في كل العالم
دائما ماكان التشيع أقدر المذاهب التاريخية على إعلان نفسه وهويته وتميز أتباعه كما أن المجتمعات البشرية بحاجة إلى جامع يجمعها ويُنظم ويُكرس هويتها حتى يشعر كل فرد بإرتباطه وإنتمائه إلى مجتمعه وبإختلاف هذا الجامع سواء كان دينيا أو سياسيا أو فكريا تتميز هوية هذا المجتمع إضافة إلى أن عاشوراء وما يجري فيه من شعائر من أعظم ما يكرس الهوية الشيعية                                              

وأشار سماحة الشيخ فوزي السيف في محاضرته الثانية لموسم محرم الحرام إلى أن عاشوراء وقضية الإمام الحسين عليه السلام هي من أعظم الشعائر التي تصنع هوية أتباع مدرسة أهل البيت عليهم السلام وتصهرهم في بوتقة واحدة من الصغر إلى الكبر.                     
وأوضح أن هناك من الشعائر ماينبغي الحرص والتشجيع والإستمرار عليه وهو مايقال في مواكب العزاء من اللطميات والذي شبهها بـ "النشيد الوطني" لما تحمله من فوائد متعدده تتمثل  في التوافق والإرتباط والتوحد وإثارة الدوافع الطيبة والإيمانية في النفوس ، كذلك تسجيلا للتاريخ بلسان الشعر الذي يعتبر أسرع حفظاً من النثر.                                                                                             
وشدد السّيف على أن الشعائر تحمل رسالة ودعوة وهذا يتطلب طريقة عرض تجذب الناس لا تنفرهم لأن المذهب مستهدف دائما من جهات همها الوحيد ما يشوه المذهب أمام انتشاره في كافة أنحاء العالم لذلك دائما ما كانت المظاهر المنطقية والمؤثرة والتاريخية أساسا لإحياء قضية الحسين عليه السلام .     

ونبّه فضيلته على تنزيه العزاء الحسيني مما يُشينه ويخل بمقامه ويهتك منزلة المعصوم فيه بتلك القصائد التي تُكثر من الموسيقى بحيث تتحول القصيدة إلى ما يشبه الغناء المتعارف عليه عند أهل الفساد وهذا يُشكل ضررا أخلاقيا وعقائديا وإنحرافا عن الطريق الذي وضع من أجله هذا النمط من العزاء.