التطور التاريخي للمنبر والمأتم الحسيني

المنبر الحسيني بشكله الحديث هو صناعة عربية من النجف الأشرف على يد الشيخ كاظم السبتي (رحمه الله) تتبع الشيخ فوزي السّيف في الليلة الأولى من شهر محرم الحرام المراحل التاريخية التي مرّ بها المنبر والمأتم الحُسيني بدأ من المرحلة الأولى التي أسماها بـ " المأتم العفوي" الذي يتم من غير دعوة وتهيأه سابقة واستمرت هذه المرحلة إلى زمن الإمام الباقر عليه السلام. وأشار سماحتة إلى الفترة الزمنية التي تبلورت فيها مؤسسة المأتم والمنبر الحسيني بشكل واضح في زمن الإمام الصادق عليه السلام الذي حدد ثلاث عناصر تحتاجها هذه المؤسسة وهي الدافع المتمثل في مجموعة الأحاديث الواعدة بالثواب والأجر لمن كان في هذا السلك ،والإطار حيث جعل الإمام إحياء المجالس الحُسينية من مصاديق إحياء أمرهم عليهم السلام والمضمون وهو رثاء الحسين عليه السلام ، واستمر هذا النهج طيلة فترات الأئمة عليهم السلام. وأوضح الفترات التي تذبذب فيها المنبر الحُسيني مابين إنتعاش وإنكماش، حيث مثّل وجود البويهين في بغداد والفاطميون في مصر فترة إنتعاش للمنبر بينما أنكمش في فترة احتلال السلاجقة لمدينة بغداد بسبب التعصب المذهبي الحنبلي الذي صرّح بأنه يُعد أحد أسباب الإصطدامات التي نراها في كثير من مناطق العالم الإسلامي، وعاد إلى الانتعاش مرة أخرى في زمن الصفويون واستمر إلى الفترة الحالية. وأكدّ السيّف على نهضة الخطباء قبل 150 سنة في العراق لتغيير هيكل المنبر الحُسيني تغييراً تاماً، وأكد ان المنبر كما نراه اليوم هو صناعة عربية نجفية على يد الشيخ كاظم السبتي (رحمه الله) فـبعد أن كان مجرد أشعار ورثاء تُقرأ أصبح المنبر ذا بُعد معرفي أخلاقي عقائدي ثقافي تربوي. ودعا فضيلة الشيخ فوزي السيف الى التطوير الداخلي للمنبر بالنحو الذي لايلغي الموجود وإنما يقوية كما حرّص على التأهيل العلمي لرجال المنبر. واكد على ان فلترة وتعيين الخطباء فكرة لا تحتكم الى مؤسسة او مرجعية، وأثبتت خطورتها حينما نحت المنابر الدينية في المذاهب الأخرى الى توجيهات الحاكم أو أهل السياسة كما نراه اليوم.