الأمن الإجتماعي حاجة الجميع
ـ الحاجة إلى الأمن من الضروريات التي يبحث عنها الإنسان ، ومن الأهداف التي شرعت لأجلها التشريعات .. ففي القصاص أمان من القتل ، وفي حد السرقة ردع عن تهديد الأمن المالي ، وهكذا في تحريم مثل الغيبة والنميمة تحقيق لأمن الشخصية .. فإن رأسمال الانسان : ماله ، عمره ، عرضه .
* خطورة الشائعات والتهم الباطلة أنها تستهدف أفاضل الناس الذين يشكلون قوة للمجتمع ، كالعلماء ، والوجهاء والمثقفين الواعين ، وأصحاب العمل الاجتماعي ، بينما لا تستهدف الذين لا دور لهم ولا فاعلية ، واستهداف الفئة الأولى يعني أن يتصدع كيان المجتمع ويضعف ..
وفي المقابل فإن من يقومون بنشر الشائعات ( المستهدِفون ) هم من أهل الحسد ، أو ممن لا يريدون الخير للمجتمع .. ولا يعني هذا أن نبرئ الفئة الأولى من الأخطاء !
* ان الشائعات قد تكون أخطر من السيطرة على المال ، أو القتل ، فإن كلا منهما ينتهي مع انتهاء حياة الانسان بينما تستمر الأباطيل تقتل شخصية الانسان حتى بعد وفاته ، وقد تستمر لأجيال أو قرون ، كما حصل بالنسبة للاشاعات الباطلة عن الامام الحسن المجتبى والتي بثها بنو أمية !
* كما أن الشائعات قد تفعل فعلها وتؤثر في الناس حتى لو كانت كاذبة وغير حقيقية .. ..وعلى طريقة قد قيل ما قيل إن صدقا وإن كذبا ..
قصة : مهلا أبيت اللعن ..( لبيد بن ربيعة ، وما فعل بالربيع بن زياد وكان يدعى الكامل ، منادم النعمان .. أف لهذا الغلام قد خبث علي طعامي !! ) .
ـ ولذا فمن الخطورة أن يكون أفاضل الناس ، غرضا لسهام : ( الفيسبوك ) و ( تويتر ) و( بيانات ) وكلها مجهولة الهوية والفاعل والكاتب
نقاط في المعالجة :
ـ منحى أخلاقي ، وهو حمل فعل المسلم على الصحة ( لا تظنن بأخيك سوءا وأنت تجد له في الخير محملا ) وقد استنتج فقهاؤنا من مثل هذه الروايات قاعدة فقهية بهذا المضمون ، وهناك أمثلة كثيرة مستفادة منها !
· ـ منحى فكري وثقافي ، وهو إلغاء فكرة المسطرة التي يقاس بها الناس بمسائل اجتهادية أوسياسية .. مثل من كان مع هذه الممارسة في الشعائر فهو ولائي ومن لم يكن فهو بتري ! أو من كان مع تلك الممارسة فهو مشوه للمذهب ومنفذ لخطط الاستعمار ، ومن كان ضدها فهو في أعلى عليين ! أو من كان مع المظاهرات القائمة في بلده فهو ثوري عليه السلام ، ومن لم يكن معها فهو عميل أخرق ! أو عكس ذلك أن من كان مع الحراك فهو يريد تخريب البلد ومن لم يكن معه فهو العاقل المحترم !
· إمكانية دخول الأعداء على خط التشويه والاسقاط ، يجعلنا ننظر بعين الريبة إلى محاولات الاسقاط بأي نحو كانت ! ( بالتجربة ثبت أن بعض مواقع الانترنت تديرها جهات معادية للمذهب وهي التي تحرش بين المؤمنين ، ولو لم يعملوا ذلك لشككنا في الأمر) وإذا كان الشخص المصدر للبيان أو التهجم معروف الشخصية والنية فيحمل على أن لكل جواد كبوة ! وأن العصمة لأهلها .. وهنا يأتي دور النصيحة له بترك هذا المنهج ..
· إن مثل هذه الطريقة سوف ترتد في الأخير على صاحبها كما في قصة ( الشخصين من مذهب متطرف كيف أخرجوا الناس من الدين ) .
* منحى اجتماعي : وهو الحزم في رفض الإسقاط من خلال التهم والأباطيل الجاهزة ، وعدم المساهمة في نشر ما يصل الى الانسان مما فيه هدم لمرؤة المؤمنين ، وتشويه شخصياتهم ..
* منحى قانوني : بالرغم من أن التوجيهات الأخلاقية كثيرة في هذا الجانب وبعضها ينتمي إلى حكم العقل في تقبيح الظلم إلا أن التشريعات أضافت إلى هذا الجانب الأخلاقي روادع جزائية . ومع أن الاتهام لا يوجد له حد قرآني ، لكنه جعل بيد الحاكم الشرعي عندما يعزر القائم بذلك ، حسبما يراه صالحا ومناسبا .
ـ وقد التفتت المجتمعات المتقدمة التي تعتمد على القوانين المكتوبة والمفصلة إلى هذا الجانب ، فشرعت عقوبات تشمل حتى الاعتداء اللفظي على الأشخاص ..
ـ في مجتمعات المسلمين حيث التخلف حاكم في كثير من الموارد ، وكثير من الحقوق ضائعة يبرز هذا الجانب بوضوح ، فالناس في كثير من الحالات مهددون من قبل السلطة الحاكمة ، في اقتحام حياتهم وتضييع أمنهم وعدم قدرتهم على حماية أنفسهم أمام القوة الغاشمة .
وكذلك ـ وهو الأسوأ ـ لا يأمن البعض منهم على عرضه وشخصيته من البعض الآخر ! فالعنف اللفظي بمعنى التسقيط بمختلف التهم الجاهزة : من العمالة ، والتجسس ، وأنه ضد مصالح المجتمع ..الخ ، حاضر وجاهز !