الإمام علي (ع) الوجه الحضاري للإسلام.. للشيخ آل سيف

محرر الموقع
كتبه: عبدالباري أحمد الدخيل

يتحدث سماحة الشيخ فوزي آل سيف في كتابه (الإمام علي الوجه الحضاري للإسلام) عن سيرة أمير المؤمنين علي بن أبي طالب وصفاته الشخصية التي تبقى متألقة بالرغم من تمادي السنوات، هذه السنوات التي لم تؤثر في وهجها ولم تضعف جاذبيتها.

ومن خلال العنوان يتضح لنا أن الكتاب لا يمثل اجترارا مكررا لسيرة أمير المؤمنين وإنما هي دروس وعبر يستخلصها المؤلف ويقدمها كصفات فعل وممارسة وهي الوجه الذي يلزم أن يعلن للإمام .

فمن الواجب علينا أن نجد في أمير المؤمنين علي بن أبي طالب ما وجده أصحابه فيه، فقد وجدوا فيه (صورة الإسلام كاملة، من خلال حياة الإمام الفردية، والأسرية ومن خلال علاقاته الاجتماعية، بل من خلال معارضته السياسية ودوره التاريخي الذي حفظ الدين والأمة).

ولماذا نقول أنه وجه الإسلام الحضاري؟

لأنه (قد يصعب أن يقدم للناس شيء مجرد، وذلك لأنهم أقرب إلى التجسيد وأقدر على فهم المجسد من المجرد، فكان ينبغي أن يقدم لهم وجه الإسلام في عقيدته، وحضارته.. وهذا ما صنعه رسول الله حين قدم للأمة عليا بن أبي طالب، بعد أن رباه وصاغ شخصيته منذ صغره ليكون نموذج، بل ليكون النموذج. أليس 'لحمك لحمي ودمك دمي، وسلمك سلمي وحربك حربي'؟) (1).

ومن هذا المنطلق يبحر بنا سماحة الشيخ آل سيف في بحر شخصية أمير المؤمنين متحدثا عن الحرب المستمرّة والمستعرة على مناقب أمير المؤمنين مبينا ما قاله القرآن الصامت عن علي القرآن الناطق، ويقف بنا على ضفاف مرحلتين من حياته إذ كان شابا يافعا يدافع عن الإسلام، ثم إذ كان أمير المؤمنين وخليفة المسلمين، وكيف واجه المشاكل والصعاب حاملا راية الإصلاح السياسي والاجتماعي، رغم التركة الثقيلة.

ويختم سماحته الكتاب بتأملات في رحاب الوصية الخالدة لأمير المؤمنين صلوات الله و سلامه عليه.

---------------------------------
1- آل سيف: فوزي، الإمام علي الوجه الحضاري للإسلام، ط 1، 1425هـ ،دار المحجة البيضاء، بيروت - لبنان