سماحة الشيخ يحي ذكرى استشهاد السيدة الزهراء(ع) محلياً و دولياً

محرر الموقع

في مناسبة الأيام الفاطمية ، ذكرى استشهاد السيدة الصديقة فاطمة الزهراء سلام الله عليها ، تحدث سماحة الشيخ مشاركا في عدد من المجالس المنعقدة .ففي صفوى شارك سماحة الشيخ في المجلس المنعقد في مسجد الامام الحسين عليه السلام ( الأفراح) وفي ليلة الثلاثاء شارك في المأتم الكبير في منطقة سار في مملكة البحرين ، وفي ليلة الأربعاء أحيا المناسبة في مجلس العلامة السيد علي الناصر (المركزي) وبعدها في مسجد الامام الصادق عليه السلام في السنابس ، وحسينية العوامي في القطيف ، وأخيرا في ليلة الخميس في حسينية المرزوق في بلدة الأوجام .
وكانت أحاديث هذه المجالس تنصب على ضرورة أخذ الدروس من حياة الصديقة فاطمة سلام الله عليها والتأمل في تلك الحياة التي كانت على قصر مدتها حافلة بأفضل ما يمكن التاسي به .
وجاء في بعضها ما يلي :
* إن الله سبحانه قد اصطفى أزمنة وأمكنة وملائكة وبشرا رجالا ونساء ، بل وعوائل وبيوت ، فاصطفى من الأزمنة شهر رمضان وليلة القدر وأيام الجمعة ولياليها وأمثال ذلك ، واصطفى من الأماكن مكة المكرمة والمدينة المنورة وكربلاء المقدسة ، واصطفى من الملائكة جبرئيل ( الله يصطفي من الملائكة رسلا ) ليحمل وحيه إلى أنبيائه ، واصطفى من الرجال الأنبياء والرسل ، ومن النساء مريم وفاطمة .
وكما اصطفى الله افرادا فقد اصطفى بيوتا وأسر وعوائل كآل ابراهيم وآل عمران على العالمين ، واصطفى محمدا وآل محمد صلوات الله عليهم على علم على العالمين .
وهذا الأمر جدير بالتأمل .. وهو اصطفاء الأسرة والبيت ..لماذا . ؟ خصوصا ونحن في عصر يشتكي فيه الكل من التفكك الأسري ومن آثاره سواء في صناعة الفشل في الحياة حيث يؤثر التفكك الأسري تأثيرا مباشرا سيئا على حياة افراد الأسرة بنين وبنات فيوقعهم في الفشل ، ذلك أنهم يخرجون من هذه الأسرة المفككة إلى الحياة وهم محطمون ضعفاء بينما تحتاج الحياة إلى أشخاص أقوياء ،سليمي الشخصية .ويؤثر التفكك الأسرة في المسألة الأخلاقية حيث يعتبر حاضنة لكثير من الانحرافات الأخلاقية ، بل يؤثر على تدين الانسان وإيمانه ، فكلما كان في أسرة مترابطة قوية كان ذلك أدعى إلى حسن إيمانه ، والعكس بالعكس .
* إننا لو نظرنا إلى العلاقات التي تحكم هذا البيت ( بيت فاطمة الزهراء ) عليها السلام لوجدنا أروع الأمثلة من ترابط العلاقات ، وحسنها ، فانظر إلى حديث الكساء الثابت عند الفريقين وتأمل في مفرداته وكيف يتخاطب النبي مع ابنته فاطمة وردها عليه ثم كلام الحسن مع أمه ، وكلامه مع جده المصطفى واستئذانه إياه أن يكون معه تحت الكساء ، ورد الرسول الذي يقطر رقة وحنانا واستقباله ابنه معه تحت الكساء ، وهكذا مجي الحسين والامام علي وأخيرا فاطمة ..
* وهكذا لو نظرنا إلى طبيعة العلاقة التي كانت موجودة بين الامام وبين فاطمة والتي يلخصها عليه السلام بقوله ، ولقد كنت أنظر إليها نظرة فتنجلي عني الغموم والأحزان .
ثم علاقة النبي صلى الله عليه وآله مع ابنته حيث كان قد أعلن حبها ( ونحن نحتاج في بيوتنا إلى إعلان الحب ، ولا نحتاج إلى الحب وحده فقط ) فهو يصرح بأن فاطمة بضعة مني ، فاطمة بهجة قلبي فاطمة روحي التي بين جنبي .. إلى آخر أحاديثه في هذا الشأن ,
وهذا الذي ذكر ليس سوى نزر بسيط من ما كانت عليه علاقات هذا البيت المقدس .. وينبغي أن يتوجه المؤمنون إلى الاقتداء بهذه الأخلاقيات