عاشوراء قراءة إنسانية

شهد مسجد الرسول حضوراً غير مسبوق كغيره من التجمعات العاشورائيه التي اصطبغت بالسواد حداداً على سيد الشهداء الامام الحسين ( عليه السلام ) . ووجه الشيخ فوزي السيف , الخطيب المعروف , كلمة لآلاف المستمعين الذين ازدحمت بهم قاعات الجامع وأروقته داعياً اياهم ان يستلهمو من الحسين روح الإباء والعزة وقال الشيخ السيف أن ثورة الإمام الحسين في كربلاء ظلت عبر التاريخ شاهداً على صلابة الرسالة الاسلاميه وعزتها . مضيفاً ان الذين قرأوا الحسين بإعتباره ثأراً من أجل السلطة والسياسة اخطأوا في فهمهم للعمق الحضاري لثورة السبط الشهيد ومضى يقول لم يخرجج الحسين بعياله وأطفاله وهم يمثلون قوة غير متكافئة لمواجهة جيش جرار يزيد على ثلاثين الفاً , لكي يحقق ثأراً شخصياً أو رغبة في الحصول للسلطة . بل كان الإمام معنياً بمواجهة إنحراف استراتيجي في المسار السياسي للأمة , يتجه بها نحو الدكتاتورية والتسلط ويلغي حق الامة في الشراكة وبناء الحكم الرشيد . واعتبر الشيخ السيف , أن الشعارات التي رفعها الحسين لم تكن في يوم من الأيام شعارات شخصية أو تعبر عن طموح شخصي , أو تنحو لتصفية الحساب مع الخصم الأموي للبيت الهاشمي , بل كانت تعبير عن رفضه للإنهيار السريع الذي منيت به الأمة في تسليمها السلطة لطبقة فاسده تلغي دورها وتؤسس للإستثمار والتسلط وتشويه القيم الروحيه والأخلاقيه لها . وقال السيف , ان شعارات الحسين الساميه , كشعاره الخالد : " الا وإن الدعي إبن الدعي قد ركز بين اثنتين بين السلة ( الحرب ) والذلة .. وهيهات منا الذلة , يأبى الله لنا ذلك ورسوله والمؤمنون وحجور طابت وطهرت من أن نؤثر طاعة اللئام على مصارع الكرام .. " ظلّ حتى اليوم شعار عزة وإباء ينير للأحرار طريقهم نحو الكرامة . في جانب آخر , أكد السيف , أن الإمام الحسين ( ع ) لم يكن إنتحارياً , في حركته الثوريه , بل كان إصلاحياً يهدف لتقويم الاعوجاج اصلاح الخلل الذي سببه الحكم الاموي , وفي مسيرته تلك كان مستعداً أن يقدم روحه وأرواح اهل بيته اصحابه ونسائه قرباناً , حتى أعلن في آخر حياته : ( إلهي إن كان هذا يرضيك .. فخذ حتى ترضى ) . ودعا الشيخ السيف , إلى قراءة موضوعية لثورة كربلاء , تتخلص من الإرث المسموم الذي تركته الأقلام الامويه في تحريفها لمسيرة الامام الحسين والتي رغم فشلها في تشويه هذه المسيرة , تواصل التشكيك في هذه الثوره , وتحريف منطلقاتها , وتشويه وقائعها .