المرجعية الدينية ضرورة وآفاق

أكد الشيخ فوزي السيف , أن المرجعية الشيعية مثّلت عبر التريخ حصناً نيعاً للإسلام , ومدافعاً صلباً عن مصالح المسلمين , مقدمة مصلحة الامه فوق كل إعتبار. كما كانت في الازمات ملاذاً لأبناء الامه وسنداً لهم . وأكد الشيخ السيف , في مجلسه العاشورائي , في مسجد الرسولا الاعظم ( ص ) في مدينة صفوى , وسط حشد كبير ’ أن المدرجعية الشيعية التي ورثت دورها القيادي من الأئمة المعصومين , مثلت خط الدفاع الأول عن حمى الإسلام , ونافحت ضد الظلم والعدوان , مقدمة نموذجاً رائعاً في الدور الريادي لعلماء الإسلام ضد الاستعمار والإحتلال الاجنبي . مستدلاً بنموذجين : هما ثورة التنباك التي اطلقها السيد حسن الشيرازي الذي كان مقيماً في سامراء في العراق , ضد اتفاقية الامتياز الممنوحة للتاج البريطاني , عام 1891م وأعتبرت بداية لتمدد الإستعمار في البلاد الإسلامية مما اضطر ناصر الدين شاه إلى إلغاء الإتفاقيه مع بريطانيا حول التبغ . وكذلك ثورة العشرين ضد الإحتلال البريطاني للعراق عام 1920م والتي فجرها علماء الدين بقيادة الإمام محمد تقي الشيرازي , وأجبرت البريطانيين على انهاء احتلالهم للعراق . الشيخ فوزي السيف , قال إن المرجعية الشيعية ( شكلت بالنسبه لأهل البيت ضمانة تشريعية عليا فأي مسأله في الرسالة اشبعت بحثاً وتدقيقاً وتحقيقاً ), مضيفاً أن هذه المرجعية ( حافظت على كيان الأمه عموماً وعلى كيان أهل البيت خصوصاً ). وقال أن المرجعية الشيعية وقفت على الدوام في الصف الأول لوحدة الأمة , ورص صفوفها , وتغليب مصالح العليا على المصالح القئويه والمذهبيه , وذكر اشيخ السيف , بنماذج رائدة لمواقف المرجعيات الشيعيعة بينها : موقف الشيخ جعفر كاشف الغطاء وإبنه الشيخ موسى أبان حرب العثمانيين والصفويين اللذان تدخلا واستطاعا إيقاف الحرب . وموقف شيخ الطائفة الطوسي حين حصلت الفتنه الطائفيه بين الحنابلة مدعومين من السلاجقة من جهة والشيعة من جهة أخرى واحرقت فيها مكتب الشيخ , فرأى ان ينسحب الى النجف من اجل تخفيف حالة الشد الطائفي وأسس الحوزة العلمية في النجف الأشرف . كما ذكّر بموقف الإمام محمد تقي الشيرازي الذي قدم نموذجاً عالياً في إنحيازه السياسي مع الدولة العثمانية رغم الخلافات المذهبية والتي كانت آنذاك مستعمرة , ضد البريطانيين وأعلن ثورة العشرين في العراق ضد البريطانيين . كما نوّه بدور الآخوند الخراساني الذي قاد حركة دستورية لإجبار الحكومة لإطلاق اصلاحات سياسية تقيد صلاحيتها الواسعه وتخضعها لرقابة مجلس شورى منتخب . أيضاً أشاد بالدور الريادي للإماما الخميني في اعلان الثنورة ضد شاه إيران , وتحويل البلاد إلى جمهورية إسلامية . كما أكد على الدور الديني الذي تتصدى له المرجعية من خلال ضخ الفكر الاسلامي في الأمة , والعمل على إطلاق المؤسسات الدينية والثقافية التي تحتضن المسلمين وتبلع الرسالة وتنشر مبادئ الإسلام وتعاليمه , وتربي أجيلاً من العلماء والمؤلفين والمثقفين القادرين على إثراء الأمة فكرياً وثقافياً . أيضاً أشار للدور الإجتماعي للمرجعية الشيعية في بناء المؤسسات الإجتماعية , ورعاية المحتاجين , وتقديم الدعم , وتشجيع الناس على تشييد مؤسسات الخدمة الإجتماعية كالمدارس والمستشفيات ودور الرعاية وغيرها .