اثر وسائل الإتصال على القيم والأسرة

أكد الشيخ فوزي السيف , أن ثورة الإتصالات الحديثة أعطت دوراً متعاظماً للشباب بإعتبارهم أقرب الفئات المستفيدة من التقنيات المعاصرة , ودعا الآباء والأمهات لشق طريق جديد أمام الجيل الجديد للإستفادة من وسائل الإتصال والتواصل في تطوير كفاءته ورفع مستواه . كما دعا لتأكيد قيم الحوار داخل الأسرة للتغلب على الآثار السلبية للتقنيات الحديثة , وإبعاد أجواء الشكّ والريبة تجاه الأبناء مع مايلزم من تقوية الروابط الروحية ةالأخلاقية , ومتباعة شؤونهم . جاء كلام الشيخ السيف , في ليلة الثامن من محرم , المخصصه لاستلهام معاني الفداء في سيرة يافع من شبان كربلاء , هو الثقاسم إبن الإمام الحسين ( عليهما السلام ) والذي سارع للموت دفاعاً عن عمه الإمام الحسين ( عليه السلام ) مقدماً للأجيال عبر التاريخ معنى للحياة , وقدوة في الإلتزام بقيم الحق والعدالة والشهادة . وتناول الشيخ فوزي السيف في مجلسه العاشورائي في مسجد الرسول الأعظم ( ص ) بمدينة صفوى , تأثير وسائل الإتصال الحديث على الفرد والمجتمع والأسرة . واعتبر الشيخ السيف , أن ثورة الإتصال , وتقنية المعلومات , جعلت العالم قرية واحدة , وسهلت ةسائل التواصل بين الشعوب , وكسرت كل الحواجز التقليدية التي تحول بين الفرد والوصول للمعلومة , أو المشاركة بالرأي , أو اختراق القيود لحجبه عن الحقيقة . ومضى الشيخ السيف يقول : ومع ماتمثله هذه الوسائل من نهضة في مستوى التفكير الإنساني , والتواصل بين الثقافات والحضارات , بقدر ماساهمت في احداث خلخلة في البنية الثقافية والإجتماعية للمجتمعات المحلية , بسبب ضعف قدرتها على التحدي والمواجهة . وبالتالي شهدنا تفاقم التأثير السلبي لوسائل الإتصال حيث ساهم التمادي في الإبحار في العالم الإفتراضي لإحداث انفصال شعوري مع الواقع , كما أسهم الإستعمال الخاطئ لوسائل الإتصال في إستباحة الوصول الى المحرمات الأخلاقية والدينية , والتي تؤدي إلى تدمير الأخلاق وتفكك الأسرة . وذكّر السيف , بالآية الكريمة ( ياأيها الذين آمنو قوا أنفسكم وأهليكم ناراً وقودها الناس والحجارة عليها ملائكة غلاظ شداد لا يعصون الله ما أمرهم ويفعلون مايؤمرون ) – (التحريم:6) مؤكداً أن الآية الكريمة , تخاطب الفرد كما تخاطب الجماعة , بإعتبار الجميع مسؤولين عن سلامة القيم الروحية والأخلاقية في جتمعهم ومحاسبين حين التقصير في أدائها .. وأعتبر الشيخ السيف , أن ابرز التحديات التي تخلقها وسائل الإتصال الحديثة هي , التحدي الثقافي والمعرفي , يليها التحدي الجنسي والإباحي , ثم التحدي الاخلاقي والاجتماعي . ودعا السيف , الأسرة إلى خلق قنوات تواصل وحوار فيما بين أفرادها , لأن الحوار كفيل بإزالة اسباب التوتر , كما دعا الآباء للدخول فوراً في حوار مع أبنائهم وبناتهم , وإضفاء أجواء من الثقة والطمائنينة مع الشباب ذكوراً وإناثاً , مع تأكيد علاقتهم بالله عز وجل والقيم الروحية التي ينتمون إليها . وقال ’ ليس صحيحاً أن يشك الأب في أبنائه للتعامل مع الجوانب الإيجابية لهذه التقنيات .