إعتبر الشيخ فوزي السيف، في خطبته في ليلة السادس من محرم، أن المجتمعات العربية بحاجة إلى بناء قوتها عبر مؤسسات المجتمع المدنية معتبراً أن المجتمع القوي يكفل حقوق أفراده وتطلعاتهم. وقال الشخ، أن تركز القوة والسلطة بيد الحكومات بشكل يضعف المجتمع ويهمش قواه الشعبية، يجعل المجتمع ضعيفاً وفاقداً لقدرته على البناء والتماسك. مشيراً إلى أنه )كلما تقوت السلطة ضعف المجتمع(. وأكد الشيخ أن، الإسلام يعطي القوة للفرد، الذي يجعله المخاطب المباشر في آيات القرآن الكريم، كما يعلي قيمته ويحرم اهانته أو التعرض له وأورد كلمة الامام علي )ع( قال: )فما خلقت ليشغلني اكل الطيبات كالبهيمة المربوطة همها علفها او المرسلة شغلها تقممها او ان أترك سدى( ،وقال الشيخ: أن قوى التسلط في العالم، تسعى وعبر مبادرات متعددة لإضعاف المجتمع وتشتيت قواه وإشغال أفراده عن التفكير في انتقاد السلطات أو الدعوة لإصلاحها. وقال أن تلك الخطوات تتركز في : 1/ إشغال الناس بالهموم الحياتية والمعيشية بدلا من الهم العام و الإجتماعي ، فكلما كانت الشعوب العربية مهمومة بلقمة العيش كلما اهدرت طاقاتها بعيداً عن أي مسعى جاد لبناء المجتمعات والأوطان. مشيراً إلى أن السياسات الخاطئة الت تستهدف إفقار الناس وتبديد ثرواتهم، وإشغالهم في الكسب تستهدف بشكل خاص إشغالهم عن التفكير في اصلاح أوضاعهم، وهو ما تعتبره السلطات ضامناً لحمايتها. 2/ كذلك أعتبر أن من تلك الخطوات تزييف الإهتمامات، وإشغال الناس بعضهم ببعض عبر السجالات العقائدية والمذهبية والصراعات الدينية، وإثارة الإنقسام الفكري والديني لينشغل الناس عن القضايا المهمة. معتبراً أن بعض المشايخ الذين يثيرون مثل هذه السجالات يؤدون دوراً في إشغال الناس بمثل هذه القضايا عن الإلتفات للقضايا الأهم، وهو ما يكرس الظلم والاستبداد. 3/ كذلك، أعتبر قيام الحكومات بتكريس حالات الجهل، وانشاء طبقات مصلحية تحيط بالسلطة عديمة الجدوى تحسن للحاكم سياساته وتحجب عنه المشورة الصالحة. في حين أن الإسلام يحث على العلم و يجعل المعرفة الإجتماعية والسياسية والإقتصادية ومعالجة الأمور من حولنا فريضة لابد منها