الآخوند الخراساني : بطل الدستور
أصوله أفغانية فأبوه من هراة ، ويقال له الهروي .
* تلميذ الميرزا الشيرازي الكبير
ولد في طوس سنة 1255 ، وجاء إلى طهران ابن 22 سنة ، وتركها بعد عشر سنوات متجها إلى النجف ، قبل وفاة الشيخ الانصاري بأقل من ثلاث سنوات حضر فيها درسه ، وبعده حضر عند تلميذ الانصاري الميرزا الشيرازي الكبير الذي كان يشير إليه بالفضيلة ، ويحث متوسطي الطلاب على الأخذ منه ، ومع هجرة الميرزا إلى سامراء استقل بالتدريس ، ونمى درسه ( خصوصا بعد وفاة الميرزا حبيب الله الرشتي 1313 هـ ) حتى بلغ فيما قيل ألفا من الطلاب ، وتخرج على يده من المجتهدين اكثر من مئة وعشرين مجتهدا ( منهم السيد أبو الحسن ، والبروجردي ، والشيخ محمد حسين الاصفهاني ، والنائيني ، والعراقي ، والسيد حسين القمي ، وشرف الدين ، والسيد عبد الهادي الشيرازي ، والأمين العاملي ، وآقا بزرك الطهراني )
أمر بعزل السلطان محمد علي شاه القاجار ، وأفتى بوجوب المشروطة والاتحاد بين الأمة
أشهر كتبه : الكفاية وحاشية الرسائل والمكاسب .. رسالة الفوائد ( 15) فائدة أصولية غالبا ، شرح التبصرة ، رسائل فقهية متعددة ( في الرضاع ، والدماء ، والعدالة )
توفي فجأة ! حينما كان يستعد للخروج مجاهدا ضد الروس الذين احتلوا ايران .
في اخلاقه : قصة طالب العلم الذي طرق بابه ليلا لأن زوجته تريد أن تضع وهو لا يعرف مكان القابلة ويطلب أن يرشده الخادم ، والمجيب هو الآخوند وكان مشغولا بالكتابة ، قائلا إنه هو سيأتي معه لأن وقت الخادم في العمل انتهى ، ولا بد له من وقت للراحة.. فذهب معه ، ثم أرسل إلى البيت ما تحتاجه المرأة بعد الوضع . يقول كل ما أنظر للآخوند أخجل بينما ازدادت محبته لي وكأنه لم يصنع شيئا .. ( سيماي فزانكان 288)
* من الكلام الذي قيل ضده أنه لا يصوم ولا يصلي ! حتى أن أحد العرب لما جاء للنجف ورآه يصلي تعجب وقال : قالوا لنا الشيخ لا يصلي !
* أصدر حكما بإخراج حسين تقي زاده من المجلس بل إخراجه من البلد ، نظرا لأنه كان يتبنى عزل الاسلام عن الحياة العامة، وأسس حزبا لهذه الجهة ( الحزب الديمقراطي ) ووقع عليه أيضا الشيخ عبد الله المازندراني . ( ولم يكن تكفيرا كما شرحه فيما بعد وإنما إعلان عن عدم كفايته السياسية ) .
وبالفعل لم يبق أمام تقي زاده غير الخروج من البلد والذهاب لأوربا .
شيء عن المشروطة :
* في الوقت الذي كان العالم يتقدم كان شاهات القاجار مشغولين باللهو ، وقد أعطوا امتيازات للروس والانكليز في مقابل ثمن بخس ، بل كانوا يتدخلون في الدولة بنحو كما يقول ناصر الدين شاه في مذكراته : أريد أن أذهب إلى شمال ايران يعترض الروس ، وإلى الجنوب يعترض الانكليز .. بل إن الموظفين الكبار كانوا من الأجانب مثل مسؤول كمرك ايران ( مسيو نوج ) البلجيكي ! والذي كان يتحدى القيم الاسلامية ، فأرسل الآخوند والسيد اليزدي إلى السيد الطباطبائي في طهران أن يخبر الدولة بمخالفات أولئك ..
تطورت الأمور إلى المطالبة بإقالة الصدر الأعظم ( عين الدولة ) وتنفيذ الدستور .وقد دعم الآخوند ومن معه هذا التوجه . واعتبر احترام مقررات مجلس الشورى كاحترام الأحكام الشرعية .
في المقابل كان الشاه محمد علي يعيق عمل المجلس باعتبار أنه سيضع حدودا لسلطاته ، إلى أن أمر الجيش بالهجوم على المجلس سنة 1327 ، واعتقل العلماء والزعماء الداعمين للدستورية .
* في المقابل أرسل الآخوند للشاه محمد علي رسالة احتجاج ، حاصلها أنه بمجيء القاجاريين جزئت إيران وفقدت ثلثيها ـ التاريخيين ـ والثلث الثالث هو تحت سلطة الأجانب !
ودعى في نهاية الرسالة إلى مقاومة هذا السفاك الجبار ، والعصيان المدني عليه .
وعلى أثر البيان الذي وقعه عدد من العلماء حصلت تحركات في مختلف محافظات إيران ، انتهت إلى لجوء محمد علي شاه إلى السفارة الروسية .
* سرق المتغربون الحركة الدستورية من الشارع العلمائي ، وساروا بها باتجاه أهدافهم ، وسجنوا ش فضل الله نوري الذي كان يطالب بمشروعية المشروطة من خلال تعيين المجتهدين كجهة إشراف على الأحكام الصادرة من المجلس ، ولما أحس الآخوند بسوء نية هؤلاء في حق الشيخ النوري أرسل رسالة أخفاها هؤلاء إلى أن تم إعدام الشيخ النوري ، وقد حزن الآخوند لأجله ، وأقام الفاتحة على روحه .
* ونفس هؤلاء المتغربين بتوجيه تقي زاده قاموا باغتيال السيد عبد الله البهبهاني أحد قادة الدستورية الأصليين . ( وهنا أصدر الآخوند والمازندراني أمر إخراج تقي زاده من المجلس ) .
* كتب الميرزا النائيني رسالة في مطابقة الدستورية للاسلام وهي كتابه : تنبيه الملة .
وكتب الشيخ المحلاتي : المقصود من المشروطة هو تحديد صلاحيات الملك ، وأن يكون عمل الحكومة على طبق الدستور ونواب الشعب ، وليس المراد منها أن يقوم كل شخص بما يشاء من الحرام ! وإنما أن تجرى الأحكام على الشاه والفقير بنحو واحد ) .
بعد سيطرة المتغربين على المجلس أصدروا قانونا بتعيين مستشار مالي من أمريكا وهو ( مورجان شوستر ) لمدة 3 سنوات على أنه مدير البنك المركزي والخزانة .
فهددت روسية أنه إن لم يعزل شوستر ستحتل شمال إيران ، وتتقدم باتجاه طهران، وهددت بريطانيا بأنه إن لم يعزل فستأخذ الجنوب وتديره كما تشاء ! وتقدم الجيش الروسي وأخذ قزوين ، فعطل الآخوند درسه ودعا للجهاد لكي يخرج ، وقبل خروجه بيوم واحد .. توفي ويعتقد أنه مات مسموما !