مير حامد حسين : معجزة الهند

محرر الموقع
مير حامد حسين الموسوي الهندي ت 1306 وعمره 60 سنة الأسرة العلمية : الوالد سيد محمد قلي مؤلف ومناظر وله تحقيقات كثيرة وتأليفات . الأخ سيد سراج حسين : فيلسوف وفاضل وهو الأخ الأكبر . السيد اعجاز حسين : ساعد أخاه في تأليف العبقات ، وله كتاب استقصاء الافحام . وكتاب كشف الحجب والأستار عن وجه الكتب والأسفار الولد : سيد ناصر شمس العلماء ، فقيه اصولي رجالي من أعاظم علماء الامامية له تتميم عبقات الانوار . الولد الآخر : سيد ذاكر ، ساعد في تتميم مجلدات العبقات وله ديوان شعر عربي وفارسي . أما مير حامد فقد ولد سنة 1246 وتربى علميا في الهند على يد علمائها ( اشارة إلى فكرة خاطئة أن العلم لا يمكن إلا في الحوزات الأصلية .) وكان كثير التتبع بحيث قيل إنه لم يصل أحد إلى ما وصل إليه من التتبع . فقد كتب في الغدير 1080 صفحة في اسانيده ومعناه وتواتره ، قال الأميني فيه : وهذا السيد الطاهر العظيم سيف من سيوف الله المشهورة على أعدائه ، وأما كتابه : العبقات فقد فاح أريجه في العالم وطبق حديثه المشرق والمغرب ، وقد استفدنا كثيرا من علومه المودعة في هذا السفر القيم . وقد قرضه الميرزا الشيرازي فقال : رأيت مطالب عالية تفوق روائح تحقيقها على الغالية . * سبب التاليف أنه رد على كتاب التحفة الاثنا عشرية ، لعبد العزيز بن ولي الله الدهلوي .. ( التحفة الاثنا عشرية كان للوقوف أمام مد التشيع في الهند الذي كان يتفاعل مع مملكة أوده الشيعية حوالي سنة 1200 ، حيث أقيمت فيها الجمعة ، وبدأت ببث ثقافة المذهب فقام الدهلوي الحنفي المتوفى سنة 1239 بكتابة التحفة الاثنا عشرية ) ( ترجمه للعربية محمود شكري الآلوسي )/ مقدمة تلخيص العبقات للميلاني . فكان هذا العمل الضخم ردا على الباب السابع من التحفة ( مبحث الامامة ) . حيث زعم صاحب التحفة أن أدلة الشيعة على الامامة هي ست آيات ( التطهير ، والمباهلة ، الولاية ، المودة ، لكل قوم هاد ، السابقون السابقون ) و12 حديثا ( الغدير والمنزلة ، والثقلين ، سفينة نوح ، مدينة العلم ، الراية ، تشبيه علي بالانبياء ) ويضعف أسانيدها ! فيقول : هل هذا حصر عقلي أو استقرائي .. * ملاحظة أنه لماذا كانت كتب علمائنا ردودا ، وليست أصولا في الغالب ؟ فمثلا الشافي في الامامة للمرتضى رد على كتاب المغني للقاضي عبد الجبار ، والصوارم المهرقة للقاضي نور الله الشوشتري رد على الصواعق المحرقة لابن حجر الهيثمي وهكذا الذريعة كما سيأتي .. ومصائب النواصب له رد على نواقض الروافض . ولعل السبب في ذلك أن الشيعة هم الذين يقعون موقع الهجوم ، وأنهم لا يبدؤون المعارك وردودهم إنما هي لأجل الدفاع عن عقائدهم . ميزات العبقات ( عن الميلاني في مقدمة تلخيصه ) . 1/ التزامه بآداب المناظرة بخلاف الدهلوي ، فالثاني يبني كتابه على أن جملة أدلة الشيعة على خلافة علي هي ست آيات واثني عشر حديثا ، وإذا تعرض للحديث لا يقول كيف يستدل الشيعة وإنما يقول هذا الحديث لا يدل على مطلوبهم.. أما مير حامد فقد كان يورد دليل الدهلوي بتفصيله وبنصه ثم يبدأ بنقضه .. ويستدل على المطلوب . ومن آدابها : أن يستدل على الخصم بما حجة عند الخصم ، لا بما هو حجة عند القائل .. فلا يصح أن يستدل على الشيعي ـ في مقابل حديث الثقلين ـ بحديث ( عليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين من بعدي ) لأنه لا يصح عند الشيعة . من سعة تتبعه أنه أجاب على احتمال ( أحب خلقك في حديث الطير ) بأنه الأحب في الأكل ، أجاب عليه بسبعين وجها ! . وعندما رد على تضعيف ابن الجوزي لحديث الثقلين سندا ، رد عليه السيد بمائة وخمسين وجها ! وعندما يرد على تضعيف بعضهم كابن تيمية لحديث ( سفينة نوح ) بقوله إنه لا يعرف له اسناد و لا يوجد في كتب الحديث ، يورد اسماء ( 92 ) ممن أخرجه بدءا من الشافعي وأحمد إلى أصحاب المسانيد مع شرح أحوالهم ! ومن تتبعه أنه يرجع الشبهة إلى أصلها ، ولهذا فقد كشف أن ما جاء به الدهلوي في التحفة لم يكن غير نسخ لكتاب الصواقع الموبقة لإخوان الشيطان والضلال والزندقة (!) لنصر الله الكابلي مع أنه لم يشر إلى هذا الكتاب من قريب ولا بعيد . استفادته من القواعد الأصولية التي يقبلها الفريق الثاني ( تقدم المثبت على النافي ، والحمل في الاستثناء على المتصل قبل المنفصل ، وحمل اللفظ المشترك على جميع معانيه عند فقد المعين أو المخصص في مثل حديث وهو ولي من بعدي ) * من كثرة تصانيفه أنه في آخر حياته لم يعد يستطيع الكتابة باليمنى فكان يكتب باليسرى . ولم يكن يقبل أن يكتب بغير الحبر المصنوع في بلاد المسلمين . خصائص العبقات : كما في ( مقدمة التلخيص للميلاني ) في هذا الكتاب بحوث علمية من أصول العقائد ، والتفسير ، والحديث ، والدراية ، والتاريخ ، والرجال ، والأدب . . يتطرق إلى كل بحث منها لمناسبة يقتضيها المقام حيث يريد المؤلف رحمه الله إتمام الكلام على المسألة الخلافية من شتى جوانبها كبحثه في عدد من الأحاديث الموضوعة المتداولة في فضائل الصحابة . وبحثه في موضوع الصحبة وحدودها وسير عدد من الصحابة ، وحول الصحيحين .. وتحقيق حال الكتب مثل مسند أحمد ، والامامة والسياسة لابن قتيبة سعيه للتأليف : بعضه كان مما هو في مكتبة والده الموقوفة ، وبعضها بشرائه حتى أنه ذكر أنه اشترى الكتاب الكذائي من الحديدة عند الرجوع من الحج ، وبعضها نسخه أو اعتمد عليه من مكتبة المسجد الحرام والمسجد النبوي وكان يكتب جالسا فإذا تعب اتكأ ، وإذا تعب اضطجع وظل يكتب وإن لم يتمكن أملى على من يكتب .. حتى رؤي أثر خط أفقي على صدره عند تغسيله وقيل إنه من أثر كثرة الكتب في هذا المكان ( نقلا عن السيد المرعشي ). أقوال العلماء في الكتاب والكاتب : ـ ميرزا أبو الفضل الطهراني : لم يصنف مثله في علم الكلام إلى يوم تأليفه . الأمين العاملي : لم يصنف مثله في السلف والخلف ..( وحبذا لو انبعث أحد العرب لتعريبها ولكن الهمم عندهم خامدة ) الآقا بزرك : أجل ما كتب في هذا الباب من صدر الاسلام إلى الآن . ( ومثله المحدث القمي ) . شاركه في إكماله : ولده وحفيده : فالأب كتب في الأحاديث الخمسة : الغدير ، والنور والمنزلة والولاية والتشبيه ( مثل آدم علما ونوح فهما وابراهيم حكمة ) وهي المطبوعة . والباقي ألف فيها ولده وحفيده . وكتب 12 كتابا ، وقيل أكثر من ذلك . وقد لخص وعرب الكتاب السيد علي الميلاني في ( 20 مجلدا ؟) وعرب جزء الغدير ش رضا البروجردي فخرج في 10 مجلدات مع أنه في الأصل من مجلدين .