الحر العاملي وتطور تدوين الحديث
محمد بن الحسن ولد 1033 ـ وتوفي 1104
* انتسابه إلى الحر الشهيد بكربلاء ، بيان أثر الأسرة الطيبة والحسنة في النسل حتى بعد قرون ، مثل المسعودي ,وغيرهم .
أسرة الحر العلمية من عمه وأبيه وجده .؟
الموقف من تدوين الحديث ونقله للغير يلخصه الحديث عن رسول الله صلى الله عليه وآله ،( نضر الله امرء سمع مقالتي فوعاها ثم بلغها من يسمعها ، فرب حامل علم إلى من هو أعلم منه ورب حامل فقه إلى من هو أفقه منه ) ..
* في تاريخ المسلمين كان هناك موقفان من هذه القضية :
ـ موقف مدرسة الخلافة ، وكان يرى عدم تدوين الحديث النبوي ضمن مبرر في البداية أن النبي بشر يغضب ويرضى ، فلا ينبغي تدوين كل ما يقول مثلما نقل عن عبد الله بن عمرو بن العاص ، وفيما بعد كان هناك مبرر آخر وهو أن لا يخلط القرآن ولا يشاب بشيء .. وحسبنا كتاب الله !
وظل هذا هو الموقف الرسمي الثابت إلى أيام الخليفة الأموي عمر بن عبد العزيز حيث أمر بتدوين حديث النبي ..
ـ وموقف مدرسة أهل البيت وكان يرى أنه لا بد من تدوين حديث النبي وتناقله ، فكان علي عليه السلام يدون وله صحيفة الجامعة بإملاء رسول الله وخطه ، وكان لجابر الانصاري صحيفة أخرى ,, وكان الأئمة يحثون أتباعهم على كتابة العلم وتدوينه ( وقد أفرد صاحب الوسائل بابا لهذه الأحاديث ) .
* بعد سنة 100 للهجرة بدأ التدوين في مدرسة الخلافة ، وكان من أهم كتب تلك الفترة الموطأ لمالك إمام المذهب المالكي ..
وبعد سنة 200 كتب صحيح البخاري ومسلم وسنن الترمذي وابن ماجه ومسند أحمد بن حنبل ..
أما في الوسط التابع لمدرسة أهل البيت فقد كان التدوين مستمرا ولم يتوقف ، بحيث أننا نقرأ عن ستة آلاف كتاب مع بداية الغيبة الكبرى من بينها الأصول الأربعمائة .وهذه الأصول الأربعمائة كانت أرضية المجاميع الحديثية الكبرى ( الكتب الأربعة ) .
ومع بداية الألف الهجرية جاء الحر العاملي وصنف وسائل الشيعة ..
أما عن سيرته :
أقام الشيخ الحر في بلده جبل عامل أربعين سنة ، ثم سافر إلى العراق لزيارة المراقد المقدسة ، ومن ثم إلى إيران لزيارة مرقد ثامن الحجج الإمام الرضا عليه السلام بطوس ، عام 1073 كما صرح هو - قدس سره - بذلك ، وطابت له مجاورة الإمام الثامن الضامن ، فحط رحله هناك ، وكانت طوس مأنس نفسه ومجلس درسه ، فتجمع حوله طلاب العلم وعمر بهم مجلسه الشريف ، وخرج جماعات كانوا رسل هدى في البلدان والقرى ، ينشرون العلم والهدى والخير . ومر في سفره بأصفهان ، والتقى فيها بالعلامة المجلسي وأجاز أحدهما الآخر .
24 كتابا هي مجموع تأليفاته ، واستعراض بعض تلك المؤلفات ..
* في طريقه إلى خراسان مر باصفهان وله فيها حادثة معبرة :
فقد حكي إنه ذهب - أثناء إقامته بأصفهان - إلى مسجد الشاه سليمان الصفوي ، فدخل بدون استئذان ، وجلس على ناحية من المسند الذي كان الشاه جالسا عليه ، فسأل عنه الشاه فأخبر إنه عالم جليل من علماء العرب ، يدعى محمد بن الحسن الحر العاملي ، فألفت إليه وقال : ( فرق ميان حر وخر چقدراست ) أي : كم هو الفرق بين حر وخر ؟ وخر بالفارسية معناها الحمار . فقال له الشيخ على الفور : ( يك متكى ) أي مخدة واحدة ، فعجب الحاضرون من جرأته وسرعة جوابه.
وأما عن كتابه المهم : وسائل الشيعة فهو كتاب جامع للأحاديث الفقهية التي يعتمد عليها الفقهاء في استنباط الأحكام الشرعية ، وقد جمع من الأحاديث خمسة وثلاثين الف حديث ، استقاها من أهم المراجع الحديثية المعتبرة كالكتب الأربعة : الكافي ، الفقه ، التهذيب ، الإستبصار ، وجملة وافرة من الكتب المعتمدة الأخرى زادت على سبعين كتابا
ومن كتبه : الفصول المهمة في أصول الأئمة ، مطبوع يشتمل على القواعد الكلية ‹ المنصوصة في أصول الدين وأصول الفقه .
كما له أيضا كتاب الفوائد الطوسية ، وهو كتاب قيم ، وله إثبات الهداة بالنصوص والمعجزات ، وغيرها من الكتب النافعة .