نصير الدين الطوسي : وانقاذ الحضارة الاسلامية
و 597 ت 672 ودفن في الكاظمية
اسمه محمد بن محمد بن حسن
اساتذته :
سالم بن بدران هو الذي أجازه بالاجتهاد ( من تلامذة ابن ادريس ، والشيخ ميثم البحراني في الفقه كما درس عند النصير العلوم العقلية ، والعلامة الحلي أيضا كما قيل .
كتبه : بلغت ( 186 ) كتابا ، في الهندسة والرياضيات ( الجبر والمقابلة والمثلثات ) والفلك والهيئة والمنطق والفلسفة والعقائد .. من أشهرها تجريد الاعتقاد . الذي يدرس في الحوزات بشرح العلامة الحلي .
عصره وقضية سقوط بغداد سنة 656:
للمغول غزوتان : ـ الأولى بقيادة جنكيز خان 613 هـ وقد هاجموا فيها شرق البلاد الاسلامية ودمروا نيشابور والدولة الخوارزمشاهية ،( بعد أن قتلوا تجار المغول وسلبوهم ) ففر الناس في المنطقة لاجئين ، وكان من بينهم نصير الدين حيث لجأ إلى قلاع ألموت الاسماعيلية ..
والثانية : استهدفت قلاع الاسماعيلية وبقية المناطق ، وكانت بقيادة هولاكو فدمروها وقضوا على الاسماعيليين ، ولم ينجوا من البلاط الاسماعيلي غير ثلاثة ( طبيبان ونصير الدين العالم الفلكي ) وذلك لاعتقاد المغول بالنجوم ! ثم قصدوا العراق وهي مركز الخلافة بينما كان الخليفة ( الذي كان جماعا للمال وعابدا للشهوة قصير الهمة ) بعيدا عن التدبير ووزيره الدواتدار يقود جماعة الفتنة ليهاجم المناطق الشيعية في بغداد حتى سبيت النساء ونهبت الأموال . إلى حد أن الذهبي المؤرخ المتعصب يقول ( وارتكبوا من الشيعة العظائم / تاريخ الاسلام ج 48)
* لم تكن إقامة نصير الدين في قلاع الاسماعيلية برضاه وخاطر نفسه ، فإنه يذكر في كتابه شرح اشارات بن سينا ، إنه يكتب أكثر هذا الكتاب في أسوء الأوضاع ، وإن كل صفحة فيه تشهد على مقدار الألم والحسرة التي يعانيها ..حتى ليخيل لي أن ألسنة نار جهنم أمام عيني ،( نقل النص من شرح الاشارات ) .
* ومن خلال هذا الكلام يتبين تجني ابن تيمية عليه عندما يقول إن أكثر البلاء على الأمة هو من وزير الاسماعليين المطاع ، وأنه اتفق مع المغول !! فإن فيه من الأخطاء التاريخية ما لا حد له .
* وأعجب من ذلك قول بعضهم إنه ملحد !
بينما يقول فيه العلامة : هذا الشيخ أفضل أهل عصره في العلوم العقلية والنقلية .
والشيخ البهائي يقول : سلطان أصحاب التدقيق بين البرية ، أعظم حكماء الاسلام شأنا ، وأعلاهم منزلا ، وأقواهم منهاجا وطريقا وأصوبهم رأيا وتحقيقا ..
سقوط بغداد :
بينما كانت عرفة الجارية ترقص بين يدي الخليفة المستعصم ، سقط سهم في الديوان وكان إعلانا عن وصول المغول إلى مرمى سهم من قصر الخلافة .. بعد أن انهزم أمامهم الدواتدار وجيشه .. ( ابن كثير في أحداث 656 ) .. وكما قال مؤيد الدين بن العلقمي :
كيف يرجى الصلاح من أمر قوم ضيعوا الحزم فيه أي ضياع
فمطاع وليس فيه ســـــــــــــداد وسديد المقال غير مطـــــاع
بعد سقوط بغداد على يد هولاكو رأى نصير الدين أن يخطط بذكاء لمواجهة المغول لا بالسلاح ، وإنما بالعلم ، وأن يحافظ على تراث المسلمين وحضارتهم فقام بأمرين:
1/ اقترح على هولاكو أن يعهد إليه بالأوقاف .. ففعل هولاكو فقام يصرف عائدها على العلماء والمدارس ، وشجع علوم الفلسلفة والطب والفقه ، وكان يعطي لطالب الفلسفة 3 دراهم ، والطب درهمين ، والفقه درهم ، والحديث نصف درهم !
2/ أشار عليه بانشاء مرصد كبير ولأنه لا يستطيع القيام بذلك وحده فلا بد أن يستقدم من يحب من العلماء وأن لا يتعرض لهم بسوء ..فجمع العلماء والكتب الضخمة ، وحفظت المكتبات الكبيرة ، ما بقي منها . وحفظت المدرسة المستنصرية ومكتبتها .
النصر الحقيقي :
وعمل على العمل في داخل الأسرة المغولية ، فكان تلميذه ( ابو الثناء الشيرازي ) معلما لأبنائها ، ولذلك ما أن مات هولاكو ، حتى فشا الالتزام بالاسلام فيها ، فكان ( تكودار ) الذي جاء بعد هولاكو مسلما لكنه لم يعلن اسلامية المغول ، وأما ( غازان بعدهما فقد أعلنها أما محمد خدابنده ونشر التشيع في ايران .. وكان هذا هو النصر الحقيقي للمسلمين على المغول .
أهل الحلة يوفدون والد العلامة لمفاوضة هولاكو ونجاة الحلة وأطرافها بسبب ذلك .