الطبرسي وارضية التقارب المذهبي
الفضل بن الحسن ت 548 ودفن في مشهد
التفريق بينه وبين :
ولده الحسن بن الفضل ( صاحب مكارم الأخلاق )
وصاحب الاحتجاج احمد بن علي بن أبي طالب الطبرسي
تشكيك الشيخ السبحاني في ما قيل من سبب تأليفه لمجمع البيان أنه دفن ولم يكن ميتا حقيقة فاستيقظ في القبر ونذر أن يؤلف في التفسير إن أحياه الله ، وصادف مرور نباش ينبش القبر ، فاستخرجه ... شكك فيها بأنها لم توجد في كتب معتمدة ولم يشر إليها صاحب الكتاب سيما في المجمع حيث تدعو الحاجة إلى ذلك !
سليقته وأخلاقه :
الأدب في الاختلاف ، والاحترام للمخالف والاستفادة من علمه ، والسعي نحو الوحدة :
بما جمعه من أنواع العلوم ، وأحاط به من الأقوال المشتتة في التفسير ، مع الإشارة في كل مقام إلى ما روي عن أهل البيت عليهم السلام ، في تفسير الآيات بالوجوه البينة المقبولة ، مع الاعتدال وحسن الاختيار في الأقوال ، والتأدب وحفظ اللسان ، مع من يخالفه في الرأي ، بحيث لا يوجد في كلامه شئ ينفر الخصم ، أو يشتمل على التهجين والتقبيح . وقل ما يوجد في المصنفين من يسلم كلامه من ذلك ، وانظر إلى كلامه في مقدمة ( جامع الجوامع ) في حق صاحب ( الكشاف ) ، وما فيه من التعظيم له ، والثناء البليغ على علمه وفضله ، لتعلم أنه من الفضل والإنصاف وطهارة النفس ، في مرتبة عالية .
* من كتبه ( الكاف الشاف ) من الكشاف . وهو مختصر منه . وقد كان صنف المجمع قبل اطلاعه على الكشاف فلما اطلع عليه جمع بينه وبين المجمع مختصرا في كتاب هو (جامع الجوامع)
كتاب مجمع البيان :
ـ يستفيد كثيرا من التبيان لشيخ الطائفة لكنه أحسن تبويبا ، وترتيبا .
إعلام الورى بأعلام الهدى في أحوال الأئمة عليهم السلام
عن المجمع :
بينما انصرف الزجاج إلى اللغة في تفسيره ، و الثعلبي إلى الحكايات النادرة الصحيحة والموهومة ، والقرطبي الى الخلافيات الفقهية والرازي إلى العلوم العقلية وشحنه بأقوالهم ، جاء المجمع جامعا لمختلف الأمور ، ولم يقسر القارئ على رأي بل عرض الاقوال عليه حتى يختار ما هو صحيح .
( فكان غاية في الاتقان ، وحسن الترتيب والتبويب ، وجمع إلى البحث عن اللغة والاعراب ، بيان النظم ، وسبب النزول ، ثم فصل المعنى تفصيلا ، لم يكن فيه إطناب ممل ، ولا اختصار مخل ، وهو بذلك من أحسن كتب التفسير تنسيقا وتأليفا ، ومع ذلك فهو يورد الأقوال المختلفة ، غير متعرض لنقد ، أو اعتراض ، بل تراه يسرد الأقوال ، ويترك الحكم فيها للمطالع ، ليشحذ ذهنه باختيار ما يراه صوابا ، ويتعود به من لم يتعود ملكة النقد ، والتمحيص .( تفسير مجمع البيان - الشيخ الطبرسي - ج 1 - ص 25)
* الزمخشري في الكشاف يذهب مذهب المعتزلة في الأصول والحنفية في الفروع
كلامه عن الزمخشري :
ومما حداني إليه وحثني وبعثني عليه أن خطر ببالي وهجس بضميري ، بل القي في روعي محبة الاستمداد من كلام جار الله العلامة ولطائفه ، فإن لألفاظه لذة الجد ورونق الحداثة ... جوامع الجامع - الشيخ الطبرسي - ج 1 - ص 24
من أساتذته :
الحسن بن شيخ الطائفة الطوسي .
من تلامذته :
ابنه صاحب مكارم الاخلاق /
ابن شهراشوب صاحب مناقب آل أبي طالب
/ القطب الراوندي صاحب فقه القرآن
/ منتجب الدين بن بابويه صاحب فهرست الرجال
كتبه :
له 21 كتابا تنوعت فيما بينها :منها السيرة مثل اعلام الورى ، والتفسير ، والعقائد مثل العمدة في الفرائض والعبادة
جوامع الجامع كتاب يدرس في الحوزة ، وميزته بالاضافة إلى جمعه أفضل ما في الكشاف وإضافات المؤلف ، أنه يبين موارد الخلاف بينه وبين صاحب الكشاف .
* في كتابه عبير الرحمة في موقعه نقل السيد صادق نقد الطبرسي لروايات القتل في زمان الحجة
قال الشيخ الطبرسي(15) في كتابه إعلام الورى:
قالوا: إذا حصل الإجماع على أن لا نبي بعد رسول الله صلى الله عليه وآله و أنتم قد زعمتم أنّ القائم عجّل الله تعالى فرجه إذا قام لم يقبل الجزية من أهل الكتاب، وأنّه يقتل من بلغ العشرين ولم يتفقّه في الدين، ويأمر بهدم المساجد والمشاهد، وأنّه يحكم بحكم داود عليه السلام لا يسأل عن بيّنة، وأشباه ذلك مما ورد في آثاركم، و هذا يكون نسخاً للشريعة وإبطالاً لأحكامها، فقد أثبتّم معنى النبوّة وإن لم تتلفّظوا باسمها، فما جوابكم عنها؟
الجواب: إنّا لم نعرف ما تضمّنه السؤال من أنّه سلام الله عليه لا يقبل الجزية من أهل الكتاب، وأنه يقتل من بلغ العشرين ولم يتفقه في الدين؛ فإن كان ورد بذلك خبر، فهو غير مقطوع به.
فأمّا هدم المساجد والمشاهد؛ فقد يجوز أن يختصّ بهدم ما بُني من ذلك على غير تقوى الله تعالى وعلى خلاف ما أمر الله سبحانه به، وهذا مشروع قد فعله النبي صلى الله عليه وآله.
وأما ما روي من أنّه عجّل الله تعالى فرجه يحكم بحكم آل داود لا يسأل عن بيّنة؛ فهذا أيضاً غير مقطوع به، وإن صحّ، فتأويله أن يحكم بعلمه فيما يعلمه، وإذا علم الإمام أو الحاكم أمراً من الأمور فعليه أن يحكم بعلمه ولا يسأل عنه، و ليس في هذا نسخ الشريعة...»(16).
فالطبرسي ـ الذي يعدّ من أشهر علماء الحديث ـ يردّ اعتبار الروايات التي تفيد استخدام الإمام عجّل الله تعالى فرجه للعنف بتلك الصُّور الفظّة )