الطوسي : شيخ الطائفة

محرر الموقع
عمره 75 سنة محمد بن الحسن ( أبو جعفر ) ، ـ 460 هـ ـ جاء من طوس إلى بغداد وهو في الثالثة والعشرين من العمر ، ويظهر أنه كان قد أنهى شوطا كبيرا من العلم ، ولذلك فبمجرد مجيئه درس على يد الشيخ المفيد ( خمس سنوات ) وحينها كان قد بدأ بتأليف تهذيب الأحكام ، ثم الباقي ( 28) سنة على يد السيد المرتضى وبقي بعد المرتضى في بغداد مدة 12 سنة ثم هاجر إلى النجف . ـ مع مجيء السلاجقة الأتراك ، بفتنتهم الطائفية ، وسيطرتهم على بغداد ، أغرى طغرل بيك العوام فأحرقوا مكتبة الشيعة التي كانت تحت رعاية الشيخ ، وكان قد مضى على تأسيسها 66 سنة من أيام سابور الوزير البويهي ، وكان فيها عشرات الآلاف من الكتب من بينها كتب مخطوطة بخطوط مؤلفيها ( قال عنها ياقوت الحموي : لم يكن في الدنيا أحسن منها وكانت كتبها بخطوط الأئمة المعتبرة ) . ـ واتجهت الفتنة إلى بيت الشيخ فأحرقوا مكتبته وكرسي الكلام ، فقرر الشيخ الهجرة إلى النجف لائذا بجوار الامام علي . ( في مقابل الصاحب بن عباد الذي أطلق للقاضي عبد الجبار( ت 415 ) الحرية في بيان عقائده مع أنه قاض لحكومة شيعية ! وألف كتاب المغني ) الذي رد عليه المرتضى ولخصه شيخ الطائفة * العجيب أن مكتبة الصاحب هي أيضا قد إحراقها ، وكان فهرس ما فيها من الكتب يقع في عشرة مجلدات ، وأما الكتب فتحمل على أربعمائة بعير وأكثر ، أحرقها السلطان محمود بن سبكتكين لما جاء إلى الري وقيل له إن فيها كتب الروافض وأهل البدع !ّ عدد طلابه من الشيعة ثلاثمائة مجتهد ، ومن السنة عدد كبير . ـ في هذه الفترة جعله القائم بن القادر العباسي ، على كرسي الكلام .. * من العجب أن تقي الدين السبكي قد عده في طبقات الشافعية قائلا إنه ينتمي إلى مذهب الشافعي ( ج 3 طبقات الشافعية ) . ومثل ذلك ذهب إليه السيوطي في كتابه طبقات المفسرين ، فقال كان أول أمره شافعيا ثم صار رافضيا بعد دراسته على المفيد ، ويرى واعظ زاده ( مقدمة الرسائل العشر ) أن هذا راجع إلى اعتدال الشيخ وإنصافه للخصوم ، بل واقتباسه من آرائهم خصوصا الشافعية ولا سيما في كتابه المبسوط . بلغت سيطرة الشيخ العلمية على الجو الذي عاش فيه ، ودرس وطرح نظرياته بحيث أنه كان إلى قرن من الزمان لم يتجاوز تلامذته وتلامذتهم نظرياته ، حتى لقد سماهم البعض بالمقلدة ، وخيف من توقف حركة الاجتهاد . وإلى هذا يشير كلام الطهراني : مضت على علماء الشيعة سنون متطاولة ، وأجيال متعاقبة ، ولم يكن من الهين على أحد منهم أن يعدوا نظريات شيخ الطائفة في الفتاوى ، وكانوا يعدون أحاديثه أصلا مسلما ويكتفون بها ، ويعدون التأليف في قبالها وإصدار الفتوى مع وجودها تجاسرا على الشيخ وإهانة له ، واستمرت الحال على ذلك حتى عصر الشيخ ابن إدريس ، فكان أعلى الله مقامه الشريف يسميهم بالمقلدة ، وهو أول من خالف بعض آراء الشيخ وفتاواه ، وفتح باب الرد على نظرياته ، ومع ذلك فقد بقوا على تلك الحال حتى أن المحقق وابن أخته العلامة الحلي ومن عاصرهما بقوا لا يعدون رأي شيخ الطائفة " . ـ كانت كتبه هي التي تدرس في الحوزات ، مثل النهاية إلى أن الف المحقق ( شرائع الاسلام ) . ـ بلغ عدد كتبه : 47 منها : في الأخبار : تهذيب الأحكام ( 13590 حديثا ) ، والاستبصار ( 5511 رؤية حول كل منهما ) . في الفقه : النهاية ، والمبسوط ، والخلاف ( وميزة كل واحد منها ) في التفسير: التبيان ( إشارة أمين الاسلام الطبرسي إلى أخذه منه ) في الرجال : الفهرست ، والرجال . في الأصول : العدة . في العقائد : أصول العقائد ، وتلخيص الشافي في الأدعية : المصباح . حول الامام الحجة : كتاب الغيبة