المحقق البحراني : جامع الأخباريين والأصوليين

محرر الموقع
قليل من العلماء عرفوا باسم كتابهم ، ومنهم الشيخ يوسف بن أحمد بن ابراهيم الدرازي البحراني المتوفى سنة 1186 ، في كربلاء عاش حياة مليئة بالمصاعب والنوائب ، ومع ذلك لم تثنه عن التحقيق والعلم ، فلما كتب ترجمته فصل في ذكر مشاكله بغاية أن لا يتوقف طالب العلم عنه بسبب الفقر أو المشاكل أو ظلم الظالمين . * والده الشيخ أحمد كان من العلماء البارزين ، أشرف على تعليمه وتدريسه ، فطلب له معلما يأتيه كل يوم في البيت وكان جده يعلمه الكتابة حيث كان حسن الخط . بعد بلوغه الخامسة بدأ الحروب بين القبائل المتنازعة في البحرين ، ثم هجوم العمانيين عليها ضمن توجهات طائفية ، فاحتلت البحرين بعد معارك سفكت فيها الدماء ، واضطر وجهاء البلد إلى الهجرة عنها بعيالهم ، وكان والده من جملة من جلا عنها إلى القطيف ، بينما أبقى ابنه في البحرين لحراسة البيت والمحافظة على الكتب ..وكان يرسل الكتب إليه بالتدريج في ظروف صعبة . حاول والده العودة بأهله إلى البحرين غير أن تجدد المشاكل فيها والتي جرت إلى إحراق منزله وما كان فيه ، جعله يمرض ويموت الوالد بعد شهرين .. موصيا إياه أن لا يترك أهله . فبقي في القطيف سنتين درس فيها على يد الشيخ حسين الماحوزي واستفاد منه ، وبعد هدوء الوضع في البحرين رجع إليها وبقي فيها خمس سنين يدرس لدي الشيخ البلادي . * سافر بعد ذلك إلى شيراز حيث أكرمه حاكمها ، وأقام عنده صلاة الجمعة وكان يفتي ويرشد إلى أن اضطربت الأمور فسافر منها إلى بعض أطرافها ( فسا ) واشتغل بتأليف الحدائق وكان يعمل في الزراعة بيده ، ثم حصلت اضطرابات هناك بثورة بعض أشرارها هناك ، وكانت النتيجة الهجوم على بيت الشيخ البحراني وإتلاف أمواله ومنها كتبه ، حيث قال وأعظم حسرة أضنت فؤادي تفرق ما بملكي من كتاب . لقد ضاقت علي الأرض طرا وسد علي منها كل باب طوتني النائبات وكنت نارا على علم بها طي الكتاب والذي سلم كان ما بدأه في الحدائق ..فانتقل منها إلى اصطهبانات ..فلم يطب له المقام فيها ، فهاجر إلى كربلاء ( حوالي 1169 ) حيث استقر بجوار الحسين وأكمل تأليف الحدائق وغيرها من الكتب النافعة . كتبه وتلامذته : ألف ما يقارب من خمسين كتابا ، منها الحدائق الناظرة ، والدرر النجفية ، ولؤلؤة البحرين ، ومعراج النبيه في شرح الفقيه ، والكشكول ، وأجوبة المسائل : الكازرونية ، البحرانية ، الخشتية ، البهبهانية .. من الرواة عنه : صاحب الرياض وكان من تلامذته ، والمولى محمد مهدي النراقي ( صاحب جامع السعادات ) ، والسيد محمد مهدي بحر العلوم .. بين الأخباريين والأصوليين : يمكن اعتبار فترة الوحيد البهبهاني والاسترابادي فترة الذروة في الخلاف بين الأصوليين والأخباريين .. غير أن الشيخ صاحب الحدائق كان قد ذكر في مقدمته الثانية عشر في الحدائق أن النزاع بينهما لا يرجع إلى ثمرة .. وهذا هو رأي الكثير من العلماء المعاصرين اليوم . قال : إنه كان ينتصر للأخباريين غير أنه رأى الاغماض عن هذا أولى ، وذلك لأن الطرفين يرجعان إلى شيء واحد في النتيجة . ـ تربيع الأدلة في حقيقة الأمر عند الأصوليين يرجع إلى التثنية .كما عند الأخباريين . ـ تثنية الأدلة ، ليس اتفاقيا فإن الاسترابادي لا يرى القرآن ما لم يكن مفسرا من قبل المعصومين. ــ تثليث الأمور ، والأحتياط في الشبهات التحريمية ، ليس مختصا بالاخباريين فقد ذكره شيخ الطائفة وهو اصولي ، بينما ثنى الأمور رواية الصدوق وهو معدود في الأخباريين .