الشيخ البهائي : عالم متنوع المواهب

محرر الموقع
اعلنت اليونسكو أنها ستحتفل بمرور أربعمائة سنة على وفاة البهائي في سنة 2009 الشيخ محمد بن حسين بن عبد الصمد الحارثي الهمداني العاملي ولد في لبنان ، وأخذه معه أبوه ـ الذي كان من تلامذة الشهيد الثاني ـ إلى إيران . وتوفي 1030 ودفن أمام المشهد الرضوي .. ينتمي إلى الأسرة العربية المعروفة ( همدان ) التي قال فيها الامام أمير المؤمنين ( فلو كنت بوابا على باب جنة ..) .. كان أبوه بمنزلة عالية من الشاه طهماسب الصفوي ، إلى أن توفي فسافر إلى البحرين بناء على رؤيا كما ذكرها عدد من مترجميه غير أن المحقق السيد عدنان العوامي ذكر أمرا آ خر وهو أنه بعد وفاة طهماسب ، وتولي ابنه حيدر ، تم عزل هذا وأخذ الحكم الشاه اسماعيل أخوه الذي كان معتقلا ، فقام هذا بالانتقام من أنصار أبيه ، وحتى العلماء منهم ، فخرج الشيخ حسين بن عبد الصمد إلى البحرين . كانت له اسفار كثيرة استغرقت حوالي 30 سنة . إلى مصر وفلسطين ودمشق وحلب والحجاز ..وله في كل منطقة مناظرات وتعليم أو تعلم ، ذكر بعض ذلك في كتابه سوانح سفر الحجاز . فيما بعد اختص به الشاه عباس الصفوي ، وقربه وكانت له علاقة مميزة مع معاصره السيد محمد باقر الداماد ( قصتهما في النزهة مع الشاه عباس ) . تنوع ملكاته ومواهبه : أديب بارع ، وعالم في الرياضيات والهندسة والفلك يشهد له ما بقي من آثاره : فقد ذكروا أن تخطيط الري في اصفهان وتقسيم النهر على قراها المحيطة ـ نهر زاينده رود ـ كان على يده ، وفي العمارة والبناء مشهد أمير المؤمنين عليه السلام ، ومسجد إمام في إصفهان ، وهكذا ( المنارتان المهتزتان ) والحمام الذي كان يعمل على شمعة والمعروف بحمام الشيخ .. والساعة الشمسية التي يضبط عليها الوقت بدقة .. والساعة الظلية التي يعرف بواسطتها وقت المغرب . نعرف التنوع الذي كان لديه من خلال تنوع تلامذته ، وكتبه : فمنهم الملا صدرا الشيرازي ، ومنهم المجلسي الأول ، ومنهم الفيض الكاشاني المفسر والمحدث . ومن خلال كتبه التي بلغت 123 كتابا ، منها في الفقه : حواشي على الارشاد وقواعد العلامة والشهيد ، والجامع العباسي والحبل المتين ورسالة في الفرائض ، ومشرق الشمسين ، ورسالة في القبلة ، المجموع ( 29 ) . في التفسير : العروة الوثقى وحاشية على كشاف الزمخشري وتفسير البيضاوي في الأصول : زبدة الأصول ، وحواشي في الرجال : الفوائد الرجالية علوم العربية : أسرار البلاغة ، والكشكول والمخلاة ، وسوانح سفر الحجاز في الرياضيات والفلك : تشريح الأفلاك والاسطرلاب ( 20 كتابا ) . في الحكمة والفلسفة : الجوهر الفرد والوجود الذهني .. له الكثير من الشعر الرائع باللغتين : العربية والفارسية .. وبعض قصائده اشتهرت وصارت محلا لتسابق الشعراء ومعارضاتهم مثل : سرى البرق من نجد فجدد تذكاري‏ عهودا بجزوى و العذيب و ذى قار وهيج من أشواقنا كل كامن وأجج في أحشائنا لاعج النار وقد عارضها أبو البحر الشيخ جعفر الخطي بقصيدة رائعة أولها : هي الدار تستسقيك مدمعك الجاري فسقيا فأجدى الدمع ما كان للدار فلا تستضع دمعا تريق مصونه لعزته ما بين نؤي وأحجار وقرئت على البهائي واستحسنها .. أيا حجة الله الذى ليس جاريا بغير الذى يرضاه سابق افكار و يا من مقاليد الزمان بكفه‏ و ناهيك عن مجد به خصه البارى‏ اغث حوزة الايمان و اعمر ربوعه‏ فلم يبق منها غير دارس آثار و انقذ كتاب الله من يد عصبة عصوا و تمادوا فى عتو و اصرار