الشريف المرتضى : العالم المؤسس
السيد علي بن الحسين الموسوي ( 355 ـ 436 هـ ) ودفن في كربلاء .
قيل فيه إنه :
أوحد أهل زمانه فضلا وعلما وكلاما وحديثا وشعرا وخطابة وجاها وكرما .
عده ابن الأثير في جامع الأصول : من مجددي مذهب الإمامية في المئة الرابعة .
كانت دراسته :
في الخطابة على ابن نباته ( ت 375 ) الذي كان يحفظ خطب الامام علي عليه السلام ويقول حفظت من الخطب كنزا لا يزيده الانفاق إلا سعة : مائة فصل من خطب علي بن أبي طالب . ( وفي هذا رد على من ادعى أن نهج البلاغة من وضع الشريف الرضي أو المرتضى ) .
وأعظم دراسته على يد الشيخ المفيد محمد بن النعمان : حيث نقلوا أن المفيد رأى في المنام أن فاطمة الزهراء جاءت إليه بولديها الحسنين وقالت علمهما الفقه ، فتعجب ، وفي الصباح جاءت فاطمة بنت الناصر العلوي ، ومعها الرضي والمرتضى .
عصره : زمان البويهيين في بغداد
ولاياته :
تولى نقابة الطالبيين ، وإمارة الحج والحرمين ، والنظر في المظالم والقضاء .. ومن العجب أنه بالرغم من كل ذلك كان له أكثر من ( 117 ) كتابا ورسالة ، كثير منها كما قيل مبتكر وتأسيسي لم يسبق إلى مثله .. ولعل في الطليعة منها :
تنزيه الانبياء ، والشافي في الإمامة ( وهو مناقشة للقاضي عبد الجبار المعتزلي الذي أطلق يده الصاحب بن عباد في نشر أفكاره مع ما بينهما من الاختلاف العقدي ) .
والذريعة في أصول الفقه ( وكان مدار الدراسة العلمية إلى أيام المحقق الحلي ) .
والانتصار في الفقه ( ما وافقت فيه المذاهب الأخرى الشيعة ، وما انفرد الشيعة به ولهم الدليل ) ،
والناصريات في الفقه ( وهو فقه مقارن بين الشيعة والزيدية ) .
والمقنع في الغيبة ( في أحوال الامام الحجة والأدلة على وجوده الذي نقل منه الطوسي شيئا كثيرا ).
وجمل العلم والعمل ( رسالة عملية ) ، والغرر والدرر ( الذي قال فيه فخر الدين الرازي إن فضائل المرتضى لكثيرة وكفى شهادة لفضله كتابه الغرر والدرر )
لماذا كان علم الهدى :
قيل إنه مرض الوزير محمد بن الحسين سنة 420 هـ ، فرأى في المنام أمير المؤمنين عليه السلام ، وهو يقول له : قل لعلم الهدى يقرأ عليك ! فسأل ومن علم الهدى ؟ قال علي بن الحسين الموسوي فلما أخبره لم يقبل غير أنه لما علم الخليفة القادر بالقصة ، قال له نقبل ما لقبك به جدك .
قال فيه شاعر المعرة المعري :
يا سائلي عنه لما جئت اسألـه ألا هو الرجل العاري من العـار
لو جئته لرأيت الناس في رجل والدهر في ساعة والأرض في دار
رعايته للعلم والعلماء :
وقف قرية من أملاكه ، لكاغذ الفقهاء ( ما يكتبون عليه ) . وكان يجمع الكتب ويضعها تحت تصرف الطلاب في مكتبة عظيمة ..
وكان قد أجرى الرواتب للعلماء ، وكان بعضهم يستلم منه في كل شهر ، اثني عشر دينارا .
ومما ينقل أنه اشترى كتاب الجمهرة لابن دريد بستين دينارا من ابي الحسن الفالي ( ولك أن تعرف كيف كان الكتاب عزيزا وقيما في ذلك الوقت من هذا السعر ) فلما تصفحها وجد فيها الأبيات :
أنست بها عشرين حولا وبعتها لقد طال حزني بعدها وحنيني
وما كان ظني انني سأبيعها ولو خلدتني في السجون ديوني
ولكن لضعف وافتقار وصبية صغار عليهم تستهل شؤوني
فقلت ولم أملك سوابق عبرة مقالة مكوي الفؤاد حزين
وقد تخرج الحاجات يا أم مالك كرائم من رب بهن ضنين
فأرجعها الشريف إليه ومعها ثمنها .
ـ تاسيسه لمكتبة تضم ثمانين ألف مجلد !
مسلكه الخاص في عدم العمل بأخبار الآحاد .
كانت آراؤه تنقل باعتبارها آراءا الشيعة : ولذا فمن العحيب قول ابن كثير من متفرداته في التشيع : ـ لا يصح السجود إلا على الأرض أو من جنسها .
ـ الاستجمار يجزي في غير البول . / الطلاق لا يصح إلا بشاهدين .
ـ ذبائح أهل الكتاب حرام .